المرأة الأخرى - كاتيا هورن ( روايات غادة المكتوبة )

فصول الرواية

الفصل الأول .. السيد العائد

الفصل الثاني .. وبدأت المعركة

الفصل الثالث .. البداية

الفصل الرابع .. فاتنة الجميع

الفصل الخامس .. الفخ المحكم

الفصل السادس .. الأمل

الفصل السابع .. وبدأت الحرب!

الفصل الثامن .. أهو الحب ؟

الفصل التاسع .. الرحلة .. وتسوية الأمور

الفصل العاشر والاخير .. الرحيل

الفصل الاول .. السيد العائد

كانت بيترا معتادة على التوقف في هذه الفسحة من الطريق , تقترب من حافة الوادي الشديد الانحدار, وتحدق في المطر الغني بالخضرة والاشجار , بينما النهر الصغير يتحرك بين الجذوع والجذور متجهاً نحو مصبه في النهر الكبير.ريحانة
كانت تحب الاستماع الى ثرثرة العصافير الصغيرة, التي تنطنط من غصن الى غصن , وتنظر الى تحت , لترى حين تكون محظوظة كومة بيض صغيرة في عش هنا او هناك, او لتراقب السحالي الحمراء والخضراء تتسلل من شق في صخر الى آخر, او تقف تتشمس في حرارة الشمس.
الجهة الاخرى بهذا الوادي انعم بكثير من هذا ومزين بنباتات مختلفة الالوان. ولقد تسلقت بيترا ذلك الجانب وجمعت بعضاً من تلك النباتات مع جذورها , وهي الآن تنمو مزدهرة من حديقتها , وهي تعرف هذا الوادي في كل وجوهه وامزجته , فلقد مضة عليها الآن اكثر من سنتين منذ جائت وتشارلز الى غويانا.

غويانا ناسبت بيترا تماماً , ولطالما اعترفت لتشارلز ان السنتين الاخيرتين كانتا الاسعد في حياتها .. وبدوره قال لها بكل الصراحة بين الاخوة ان من جعلها سعيدة هو رئيسها , وكان قد حذرها بطريقته الممازحة , من التعود على حياة المزارع, فقد تنتهي هذه الحياة بسهولة , ولكليهما.
لكن الزمن , وتقلب الفصول جعلاها آمنة . ولطالما املت لو ان تشارلز هو مالك مزرعة الفصب تلك. لكن حتى في وضعه الحالي كمدير للمزرعة كان يحس بالحنين, وكذلك هي الى موطنهما الاصلي .. والصدفة وحدها , حين التقى نيل سينكلير في كندا , هي التي وفرت له فرصة لا تأتي الى المرء سوى مرة واحدة في العمر.. حتى انه لم يلحظ تلك الفرصة الى ان تحدت مع اخته بيتر الامر.منتديات ليلاس
بدا لها ان اكثر من سنتين مرتا منذ استلم تشارلز الادارة وحسابات المزرعة. وتشاركا كوخاً فيها.. وهذا امر كانت بيترا ممتنة له, بسبب زواج امها ثانية ولفترة ما , كانت المزرعة بين يدي صديق لعائلة سينكلير المايجور برادن, لكن المايجور ارسل لنيل رسالة تقول انه يجد صعوبة, ويرغب في توظيف مدير , لكن المكشلة , انه لا يجد الشخص المناسب الذي يقبل العمل في تلك المنطقة النائية, على حدود غابات الامازون.
قيل لتشارلز ان مصاريف سفر الى غويانا تشمل زوجته اذا كان متزوجا وشرح لهما ظروفه مع شقيقته, وانها هي التي تدير له منزله, ومعتادة على حياة المزارع , وعلق نيل سينكلير على هذا
ممازحاً بأن على تشارلز ان يعرض عن الفتاة التي سيختارها هناك بفتاة اخرى.
ذهبا معاً لوادع امهما وضحكا معا في طريق عودتهما من شقتها ولأول مرة لم تحس بالمرارة لأنها منسية لمعظم السنة من امها واستقلا السفينة من هاليفكس ثم توجها الى داخل البلاد بالقطار , اربعة ايام من المسير في العمق وتمتعت بيترا بكل لحظة منها , وفي البلدة انتيبا استقبلهما المايجور ليوصلهما بسيارته الى هنا.منتديات ليلاس
يتذكر كل هذا انسحبت بيترا , فهي لم تقابل السيد سينكلير في كندا لكنها احبت منزله واراضي المزرعة المتنامية الواسعة. الفرق بين المزرعة في كندا وهنا كان كبيراً ومبهجاً فبينما كندا فيها مساحات شاسعة من البراري المفتوحة الممتدة , كانت المزرعة هنا عبارة عن غابات ملتفة, وسطها مساحات شاسعة مزروعة بقصب السكر وخلال السنتين الماضيتين اكتشفت ان الوقت قد مر بهما كالنسيم العليل .. ولطالما احتاح تشارلز لمن يحثه على النشاط إلا انها لم تكن لتمانع في هذا.
اوقفت بيترا سيارتها الستيشن الى جانب المنزل. وجمعت مشترياتها والبريد , ودخلت عبر الشرفة الامامية الى الباب, حيث استقبلتها كالعادة رائحة النظافة ورائحة خشب السنديان الاصيل للطاولة الهولندية الصنع .

ثم دخلت الردهة التي تحضر المرء بأثاثها الى غرفة الجلوس النصف انكليزية والنصف هولندية, مثل كل شيء آخر من غويانا , ماعدا جزئها الفرنسي. وتقدم غوميز , الخادم الهندي العجوز الى باب الردهة وسأل بانكليزيته الثقيلة .
- شاي للآنسة ؟ في الشرفة ؟
ابتسمت له :
- ارجوك غوميز .. هل السيد هنا؟
- انه قادم .. اسمع الجواد.
غوميز يسمع كل شيء تقريبا قبل خمس دقائق من الآخرين والتفت مبتعداوفتحت بيترا رباط حزمة الرسائل, واحدة من السيد سينكلير الاخرى من امها , فواتير , دعوتان لنهاية الاسبوع , وثائق رسمية .منتديات ليلاس
غسلت يديها ثم اخذت رسالة امها الى الشرفة وكان تشارلز يترجل لتوه عن مطيته وصاح بها مرحاً :
- مرحباً .. عدت باكراً.
- لم اتوقف للثرثرة في اي مكان .. وصلت رسالة من صاحب المزرعة انها على الطاولة في الردهة .
- وماذا تقرائين؟
- رسالة من امي, ترسل لك حبها.ريحانة
- هذا جيد لها.
طوت الرسالة :منتديات ليلاس
- تشارلز .. اتظنها سعيدة مع زوجها؟
- لست ارى مايمنع , صحيح ان دانيال يضحك لضعفها, لكنه رجل حازم .. واستطيع القول انها يحبان بعضهما.
- وهذا هو المهم اليس كذلك؟ هيا , اسرع واغسل يديك قبل جهوز الغداء فعليك الذهاب لتفقد المناوب في المخازن , لقد وعدته بهذا.ريحانة
امسك اذنها بخفة وهو يمر بها :
- كم انا سعيد لأنني لست متزوجاً من واحدة مثلك , في الواقع انا سعيد لأنني لست متزوجاً اصلاً!
بعد عشر دقائق عاد الى الظهور يلوح بالرسالة ويبدو كأن بركاناً وشك الثورة وراءه.
- لقد هزمنا , سينكلير قادم ليعيش هنا !
اتستعت عينا بيترا الخضراوان :
- اهذا مايقوله .. هذا فقط؟
رمى الرسالة امامها.
- لقد انتهى عقد عمله, وقرر ان لا يجدد عقد آخر وانهى اعماله هناك ليجئ الى هنا ويستقر , لكنه يقول انه يريدني البقاء مديراً للمزرعة. وانه سيصل جورجتاون في منتصف هذا الشهر!
- لكن , تشارلز .. نحن الآن في منتصف الشهر!
انهار على مقعده , ورفع يده في شعره ثم ضحك:
- حسناً, كل شيء على مايرام اذا دام. انه ليس من النوع الذي يعين مدير لمدة طويلة . لذا يجب ان نبدأ في التفتيش عن عمل آخر , فلا اريد العودة الآن الى الوطن , اتودين انت العودة ؟