المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام
عمل آشرون ديمتراكوس بجد على حاسوبه, و لم يبذل أى جهد لتبادل أطراف الحديث معها. زمت تابى فمها الجميل و راحت تتأمله. علمت أنه صنفها كـ شخص من حثالة المجتمع. ألقى عليها نظرة واحدة و أطلق أحكامه بناء على مظهرها الخارجى... و مما لا شك فيه أن الألفاظ التى استعملتها ساهمت في تعزيز قناعته.
لكنها شكت في ان يعرف ما هو شعور المرء حين يصل إلى شفير الهاوية. قرت بأمتعاض أنه شديد .... الهدوء و صاحب رباطة جأش ملفتة. و راحت نظراتها البنفسجية تهيم على جانب وجهه الذى أضفت عليه الشمس سمرة جميلة, ولاحظت التجعيد الخفيف في شعره الأسود الكثيف و الطول الملفت لرموشه السوداء الكثيفة فيما هو يدرس الشاشة التى امامه. تخيلى ان تكون رموش صديقك اشد كثافة و اجمل من رموشك, هذا ما خطر لها فزمت فمها الناعم بإزدراء.
أزعجها أن يبدو شخصياً أكثر وسامة مما يبدو عليه في صور المجلات. ظنت أن الصور تخضع لبعض التعديلات لإبراز مظهره الغامض لكنها رأت أمامها دليلاً على عكس ذلك. لقد ورث الملامح الارستقراطية بخديه العاليين و انفه المستقيم و الطويل, و فمه المثير الذى يشبه فم التماثيل اليونانية الكلاسيكية. كما أنه طويل القامة و عريض الكتفين و طويل الساقين.... في الواقع, لقد من الله عليه بكافة الخصائص الرجولية الجذابة.
فكرت في محاولة منها لمقاومة سحره و التركيز على عيوبه فقط أنه ليس بالشخص اللطيف الذى يهتم بالآخرين, و خطر لها كيف رفض ان يهتم لأمر أبنة تروى و صونيا, فوجدت صعوبة في ان تفهم اهتمامه المفاجئ بالمسألة و تكليف نفسه عناء الانتقال لرؤية أمبير الآن. و قررت أنها جعلته يشعر بالذنب و ان لديه ضمير بالتأكيد. هل هذا يعنى انه سيدعم طلبها لتبنى أمبير؟
لم يستطيع آشرون أن يفهم ما أثار حفيظته. فـ تابى غلوفر لا يمكن أن تبقى هادئة في مكانها و قد تسببت حركة جسدها الصغير و النحيل على المقعد إلى جانبه بإلهائه مما اغاظه. و خطر له بنفاد صبر أنه شديد الماحظة و ذلك بعد ان لاحظ الأظافر المقضومة في يديها الصغيرتين, و حذائها الرياضى الرث, و سروالها البالى الضيق على فخذيها النحيلين, فكتم تنهيدة. شعر انه غير قادر على فهم ما يحدث و المنحنى الذى تتخذه الأحداث, و على الرغم من انه طلب من ستافوس أن يعود إلى مكتبه إلا أنه لم يكن سعيداً بالمسار الذى يسلكه. فما الذى يعرفه عن حاجات اى طفل صغير؟ و لِمَ شعر بالذنب إلى حد جعله يقرر أن هذه الشابة ليست مؤهلة لتكون الوصى الوحيد على الطفلة الصغيرة؟
عندما توقفت السيارة, ترجلت تابى من السسيارة بخفة و اندفعت لتنل السلالم و تضع المفتاح في قفل البوابة المؤدية إلى الطابق السفلى. قالت بتوتر و هى تفتحها على اتساعها "ها قد وصلنا."
جمد آش بعد ان خطا خطوة إلى الداخل بعد ان فاجأه المكان الذى تقيم فيه إذ رأى سقالات و دلاء و ادوات عدة في الأرض فيما تدلت الأسلاك بشكل خطير من السقف. فتحت تابى أول باب يقع إلى الجهة الشمالية من المدخل فتبعها آشرون إلى غرفة صغيرة, بالكاد تتسع للأثاث و لطاولة تحمل أبريقاً و فرناً صغيراً و تكسوها كسرات صغيرة من الخبز. و شغلت التجهيزات الخاصة بالطفلة ما تبقى من المساحة تقريباً. هبت الفتاة المراهقة التى كانت تجلس على السرير و من حولها الملفات واقفة و هى تبتسم ثم جمعت اوراقها و تأهبت للرحيل
"أمبير كانت رائعة. لقد أكلت و استمتعت بزجاجة الحليب كما بدلت لها حفاظها."
ردت تابى بهدوء على الفتاة التى تعيش في الشقة الواقعة في الطابق العلوى "شكرا هيثر. أنا ممتنة لكِ على مساعدتك."
كانت الطفلة جالسة في سرير صغير حُشر بين السرير و الحائط من جهة. راقبها آشرون من مسمافة آمنة, ولاحظ كتلة الشعر الأسود المجعدة و العينين البنيتين الكبيرتين و الابتسامة المشرقة التى ارتسمت على وجهها ما إن رأت تابى.
سألت تابى و هى تنحنى فوق السرير لترفع الفتاة الصغيرة و تحتضنها بقوة "كيف حال فتاتى العزيزة؟"
التفت الذراعان الممتلئتان حول عنقها فيما راحت العينان البنيتان الفضوليتان تتأملان آشرون من فوق كتف تابى.
استفهم آش "كم تبلغ من العمر؟"
ردت تابى بنبرة جافة "ينبغى ان تعلم. لقد تجاوزت الستة أشهر."
"هل تعلم السلطات أنك تقيمين معها هنا؟"
احمر خدا تابى انزعاجاً و هى تجلس على السرير إذ أن وزن أمبير يزداد يوما بعد يوم ثم اجابت "لا. اعطيتهم عنوان جاك. و جاك صديق اشترى هذه الشقة ليجددها و يبيعها و قد سمح لنا بكل طيب خاطر ان نقيم هنا. ليس لديه مساحة كافية لنا في منزله."
"كيف يمكنك ان تعيشي في مثل هذا المنزل القذر مع طفلة صغيرة و تعتقدين انكِ تعملين من اجل مصلحتها؟"
انفجرت تابى قائلة و قد اتخذت موقفاً دفاعيا فيما وقفت على الفور لتضع أمبير مجدداً في سريرها "أولاً, هذا المكان ليس قذراً. إنه نظيف. لدينا تدفئه و إضاءة و ثمة حمام مجهز وراء هذا الباب."
و أشارت بيدها إلى الجدار المقابل لكن هذه الحركة لم تكن مجدية إذ ارتجفت ذراعها فسارعت إلى إنزالها. و تجمعت الدموع فجأة في عينيها و بدأ الصداع الناجم عن الضغط النفسي يقرع طبوله في رأسها قبل ان تضيف "أبدل حاليا ما في وسعي لكننا نتدبر امورنا."
علق آشرون باقتضاب "لكنك لا تتدبرين أمورك بشكل جيد. ينبغى ألا تربى طفلة في مكان كهذا."
أحست بألم شديد اثار التوتر تلف جبينها, فرفعت يديها لتحرر شعرها المربوط علها تخفف بذلك الضغط الذى تشعر به. راقب آشرون شلال الشعر الأشقر الطويل و هو ينزل إلى خصرها و رأى اخيراً ما اعجبه في مظهرها : شعر اشقر طبيعى إلا إذا كان مخطئاً, فهذغ الكتلة الفاتحة اللون لا جذور سوداء لها كما لا تتخللها خصلات مغايرة.
عارضته تابى بحزم و هى تتساءل لما يحدق فيها بهذا الشكل الذى جعلها تشعر بمظهرها الرث أكثر من أى وقت مضى ول ما لا تزال كرامتها مجروحة من كلامه عن نظافة المكان "أنا ابذل قصارى جهدى."
سألها آشرون بتكشيرة "وكيف تعلين نفسك؟"
"ما زالت انظف. و ما زالت أعمل لحساب الذين بقوا. أنا اصطحب أمبير معى إلى العمل. غالبا ما يكون زبائنى خارج المنزل فلا يزعجهم وجودها معى. انظر إليها. إنها نظيفة و سعيدة كما انها تشعر بالشبع. نحن نادرا ما نفترق."
سجل آش المعلومة بتكشيرة ارتسمت على فمه المعبر و قال "أنا آسف, لكن أفضل ما لديك ليس كافياً. و لا شئ مما رأيته هنا يمكن ان يقنعنى بخلاف ذلك. انت لا تملكين منزلاً مناسباً لطفل, و يبدو جلياً أنك تعيشين على خط الفقر...."
اعترضت تابى بعنف "المال ليس كل شئ! أنا احبها و هى تحبنى."
منتديات ليلاس
راقب آش الشقراء النحيلة و هى تنحنى فوق حافة السرير لتداعب شعر الطفلة الصغيرة و لاحظ الابتسامة المشرقة التى أثارتها هذه اللمسة. اعترف في سره بأنه لم يختبر في طفولته مثل هذا الحب أو هذا الحنان, لكنه شخص عملى إلى أقصى حد و لمم يعتد أن يغير رأيه بسهولة "الحب لا يكفى وحده. لو كان لديك عائلة لتدعمك و منزل مناسب لتربيتها لاختلف شعورى لكنك تعيشين وحدك في هذه الغرفة الصغيرة و تجرجرينها معك إلى عملك, و هذا خطأ."
و تابع يقول بقناعة راسخة "يمكن ان تحصل على ما هو افضل, يجب ان تحصل على افضل من هذا و ينبغى ان ترجحى كفة حاجاتها و ليس حاجاتك الخاصة."
صاحت تابى غير مصدقة ما سمعته و هى التى تخلت عن الكثير لتعتنى بـ صونيا بعد إصابتها بالجلطة و لتعتنى لاحقاً بطفلتها "هل تعنى انى أنانية؟"
اغرورقت العينان الزرقاوان بالدموع, فزم آشرون فمه و رد بإصرار "نعم. بذلت على ما يبدو قصارى جهدك و اعتنيت بها منذ وفاة أمها لكن الوقت حان كى تتراجعى و تُقدمى مصلحتها على مشاعرك الشخصية."
تدفقت الدموع التى حبستها تابى في عينيها, فشعر آشرون لأول مرة في حياته بأنه نذل حقير علماً أنه اخبرها الحقيقة كما رآها. أنا احبها و هى تحبنى. نعم, رأى بوضوح قوة الروابط التى تجمعهما لكن هذا الحب لم يستطع ان يخفى حقيقة انها تصارع من أجل البقاء. حفيدة أوليفيا تستحق ما هو افضل من هذا.
"كم تبلغين من العمر ؟"
"أنا في الخامسة ة العشرين من عمرى."
اعترف آشرةن بتجهم, و هو يفكر في أنها صغيرة جداً و غير ناضجة بما يكفى لتتحمل, و هو يفكر في انها صغيرة جداً و غير ناضجة بما يكفى لتتحمل مثل هذا العبء و أنه كان عليه ان يتدخل فور معرفته بقضية الوصاية هذه ليحل المسألة "كان علىّ أنا تولى هذه المسألة منذ البداية."
ناقشته تابى "لن تتولى المسألة إن كان هذا يعنى الانفصال عن أمبير. ألا تستطيع ان تفهم كم اهتم لأمرها؟ أنا و أمها صديقتان من الصغر, و سأتمكن من أن أشاركها ذكرياتى عن والديها حين تصبح كبيرة بما يكفى لتطلب بمثل هذه المعلومات. يمكنك بالتأكيد أن تفعل شيئاً ما لتساعد؟"
لكن آش لم يشأ ان يتورط على المستوى الشخصى. لطالما تجنب المواقف العاطفية وسؤليات التى تندرج ضمن اعمال الشركة, و هذا الموقف بالتحديد هو ما أثار قلق والده إذ رأى أن ولده الوحيد اختار ان يسير وحيداً في درب الحياة.
تأملت تابى ملامح آشرون الوسيمة, متوقفة بدهشة امام كماله الرجولى.
"أنا مستعدة ان افعل اى شئ لتبقى أمبير معى....."
قطب آشرون حاجبيه و سأل "ماذا تعنين بكلامك هذا؟"
"ماذا تظن؟ أريد الاحتفاظ بـ أمبير بأى ثمن. إن كان لديك أى اقتراحات تقدمها لىّ كى اكون أفضل والده لها فأنا مستعدة للإصغاء و لإخذ النصيحة بعين الاعتبار."
اعترف آشرون بصراحة "ظننت أنك تعرضين علىّ ممارسة الجنس."
أختنقت تابى بكلماتها لسوء الفهم هذا و قالت "أحقاً؟ هل يحصل لك هذا غالباً؟ أعنى.... النساء.... يعرضن و حسب؟"
أومأ آشرون برأسه إيجاباً.
اتسعت عيناها دهشة و رفعت رأسها فتساقط شعرها الاشقر الطويل كشلال من حرير على كتفيها. و انتقلت للحظات من إمكانية ان تكون جميلة إلى جميلة بالتأكيد بحسب تقويم آشرون و اتقدت الرغبة في داخله, رغبة لم يكن يريدها أو ينوى إشباعها. إلا ان جسده عانده. صر أسنانه البيضاء الجميلة, كابحاً الأحلام الفاضحة, و قد تملكه الغضب لأنه فقد القدرة على التحكم في نفسه و هى سابقة خطرة بالنسبة إليه لا سيما في وجود هذه الطفلة البريئة.
علقت تابى بعجز, و قد شعرت بالتوتر السائد في الجو دون ان تدرك مصدره "النساء يعرضن انفسهن و حسب؟ لا عجب إذن في ان تكون واثقاً من نفسك إلى هذا الحد."
و حدقت فيه فوجدت انها تحب ان تنظر إليه, و لم تعرف ما الذى يسحرها إلى هذا الحد في هذه الملامح المنحوتة بيد فنان عندما التقت نظراتها بنظراته الداكنة كمنتصف الليل, شعرت باحاسيس شديدة تتملكها و تثير حواسها كلها, شعور لم تتمكن من تجاهله او إنكاره. إنها تشعر بالانجذاب نحوه. هذا اليونانى الثرى بنظراته الرائعة و القلب القاسي بقساوة حجر الغرانيت يجذبها. خطر لها و قد احمرت وجنتاها الشاحبتان احراجاً و خجلاً ان هذا الانجذاب الجسدى احمق و مخيب للآمال.
انا مستعدة ان افعل اى شئ لتبقى امبير معى... و فجأة, استعاد آشرون سيطرته على نفسه وراح يفكر من منظار جديد لم يعتده.... و خطر له: لِمَ لا حقاً؟ لعل فكرة ستافوس ليست غريبة ولا مجنونة بقدر ما بدت له في بادئ الأمر. هو و هذه الفتاة الغريبة يحتاجان بعضهما البعض, و يمكنه بالتأكيد ان يحرص على ان تستفيد أمبير من الصفقة إلى اقصى حد فيرضى بذلك ضميره المتعب بشأن الطفلة.
رمى آشرون الطعم على الفور, تواقاً للوصول كعادته إلى صلب الموضوع
"ثمة طريقة كى تبقى امبير معك."
انحنت تابى إلى الأمام و هى تحدق فيه بعينيها البنفسجيتين المفتوحتين على اتساعهما
"كــــيـــف؟"
"يمكننا ان نقدم طلبا كـ ثنائى لتبنيها....."
منتديات ليلاس
|