المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام
قطع الغرفة باتجاهها و التوتر بادٍ عليه ثم رفعها من مقعدها بيدين قلقتين سألها آشرون بقلق و قد بدت ملامحه قاسية و صلبة فيما هو يتأملها من رأسها حتى اخمص قدميها "هل انتِ بخير؟ اقسم لىّ ديمترى أنك لم تصابى بأى اذى لكنى خشيت ان اصدقه."
اجابته بصوت مرتجف "حسناً, كنت بخير إلى ان جعلتنى اريق القهوة على ملابسي."
وضعت الفنجان من يدها و راحت تمسح البقع التى لطخت قميصها الزهرى الشاحب قبل ان تسأله "هل اصبح بإمكاننا ان نرحل؟"
همس آشرون بعنف "نعم, أدليت بلإفادتى. كانت كازما تحمل معها سكيناً!"
كررت تابى بهلع "سكين؟"
"لولا وجود ديمترى معك لهاجمتك!"
و رفع يد غير ثابتة ليمرر اصابعه الطويلة السمراء في شعره الاسود قبل ان يردف "شعرت بخوف شديد حين علمت انها هنا على الجزيرة. احسست بالمرض."
ذكرته تابى بهمس "لقد ماتت."
أطلق آشرون النفس الذى الذى يحبسه و قال بصوت مثقل "اخوها سيمون في طريقه إلى هنا من اجل ترتيبات الجنازة. إنه رجل لائق. آمل ان لا تمانعى لكنى طلبت منه ان يقيم عندنا."
"انا لا امانع بالطبع. تستحق عائلتك تقديرك و احترامك مهما حصل."
و اخبرها آشرون "ستعود ماليندا إلى لندن. إنها المسئولة عن الرسائل على المرآة."
سألته تابى مذهولة "رسائل.... هل كان هناك أكثر من رسالة؟"
اخبرها آشرون عن الرسالة التى رآها في الفيلا في توسكانا و كيف اكتشف ديمترى على الفور ان ماليندا هى الفاعلة عندما اعادت المربية فعلتها. و واجهها ديمترى في الصباح نفسه بعد الفطور, فأقرت ماليندا بأن كازما عرضت عليها في لندن مبلغاً طائلاً لتترك رسائل و لتتجسس على آشرون و تبقيها على اطلاع بمكان تواجدهما. و ماليندا هى من نبّه ديمترى إلى ان كازما على الجزيرة, و هو الخبر الذى اثار قلق آشرون و دفعه للعودة على الفور.
فيض الاسئلة بشأن كازما التى ازعجت تابى في وقت سابق من اليوم عادت سريعا للظهور, إلا ان النظرة في عينى آشرون الداكنتين و الجمود في قسمات وجهه أخرستها. رافقها إلى السيارة فصعدت على متنها مقدرة برودة جهاز التكيف على جسمها الحار.
اعترف آشرون بصراحة و هو يطبق يديه على يديها "لدى الكثير لأشرحه."
كرد فعل غرييزى, رفضت تابى هذا التلامس و سحبت يديها لتريحهما على حجرها قبل ان تقول
"بعد الطريقة التى تصرفت فيها الليلة الماضية و عدم اتصالك بىّ منذ ذاك الحين, فإن الامساك بيدى اشبه بمزحة. لا داعى لأن تدعى ما لا تحس به كى تهدأنى او تواسينى. لم اتعرض لأى أذى كما ترى. كان يوماً رهيباً لكنى سأتجاوزه من دون ان استند عليك."
"لعلنى اريد الاستناد إليكِ."
رفعت تابى حاجبها غير متأثرة بهذا الاقتراح "أفضل ان اقع و ان اعود و اقف بنفسى. اعتدت ان افعل هذا طيلة حياتى و تدبرت امورى جيداً حتى الساعة."
زم آشرون فمه و اعترف رغماً عنه "كان علىّ ان اخبرك عنها قبل اسابيع لكن موضوع كازما يحرك الكثير من الذكريات.... و من ردود الأفعال السيئة."
و اخيراً ادركت تابى ما يجرى فقالت "كازما هى السبب الذى دفعك للاعتقاد بأن احداً ما دفعنى على السلالم في الفيللا."
"لعلها جعلتنى كثير الشكوك لكنها هدمت علاقتى بوالدى قبل وفاته."
"لهذا السبب كتب تلك الوصية المجنونة؟"
"اخبرتك انى لم التقِ عائلة والدى إلا قبل ثمانية عشر شهراً. وافقت في بداية الامر لأنى رأيت ان الأمر يعنى له الكثير. مالم اذكره هو انى التقيت كازما من دون ان اعلم انها كازما في الاسبوع الذى سبق حفل العشاء الذى اقامه ابى في بيته."
قطبت تابى و رددت كلامه "من دون ان تعرف انها هى؟ كيف؟ اعنى لماذا؟"
اجابها بمرارة "أشك في ان اتمكن من تفسير هذا من وجهة نظر كازما. قدمت نفسها لىّ باسم اريادن. مانت تعرف بالتأكيد من اكون. توقفت في باريس بين رحلتين وكانت تقيم في الفندق نفسه.لا اعتقد ان الأمر مجرد صدفة, اعتقد انها خططت للأمر. كنت وحيداً و اشعر بالملل. وضعتنى كهدف و وقعت انا في الفخ.... و لا يمكنك ان تفهمى كم اشعر بالندم لأنى وقعت في الفخ."
تأملته تابى بعينين حائرتين و سألته
"الـــفــــــخ؟"
أخبرها آشرون بصوت أجش و قد زاد اللون الأسود بروز خديه "قضيت ليلة واحدة معها. بضع ساعات مسروقة من يوم مثقل بالاعمال و السفر. أنا صادق هنا.... لم يكن الأمر يعنى لىّ أكثر من ذلك. و على الرغم من أننى عاملتها باحترام إلا اننى لم ادّعى في اى لحظة اننى اريد رؤيتها مجدداً."
اشاحت تابى بعينيها, و خطر لها ان المعاملة باحترام لم تحل دون شعور كازما بالنبذ و الرفض و هى التى اقنعت نفسها بأنها يمكن ان تتوقع جواباً آخر.
"تقربت منى في المطعم. بعدئذٍِ, راحت تتصرف و كأنها تعرفنى جيداً. اعترف صراحة ان التجربة كانت غريبة و مخيفة فاعتذرت وعدت إى غرفتى."
ابتلعت تابى ريقها بصعوبة بسبب هذا القدر من الصراحة الذى لم تتوقعه منه, و سألته "لكن إن كانت تعرف من انت فلِمَ كذبت بشأن هويتها؟"
هز آشرون كتفيه و اجاب "يبدو جلياً انها فعلت ذلك لأنها ادركت اننى ما كنت لألمسها لو علمت انها ابنة ابى الصغيرة الغالية."
استفهمت تابى "ابنته الصغيرة الغالية؟"
"اصبحت والدة كازما أرملة فيما لا تزال هى طفلة. ربى والدى كازما من عمر ثلاثة سنوات. كانت نور عينه, طفلته المدللة و لم ير فيها اى علة او خطأ."
صمت للحظة قبل ان يضيف "عندما وصلت إلى العشاء في منزل العائلة بعد مرور اسبوع على لقائنا في الفندق, صُدمت عندما ادركت ان كازما ابنة زوجة ابى و شعرت بغضب شديد لأنها كذبت علىّ و وضعتنى في هذا الموقف لكن هذا لم يكن كل ما علىّ ان اقلق بشأنه. و قبل ان اقرر كيف علىّ ان اتصرف, وقفت هى و اعلنت انها تخبئ مفاجأة صغيرة للجميع. و المفاجأة هى اننا نتواعد."
تفاجأت تابى كما لابد انه تفاجأ من تطور الاحداث هذا "آهـ, يا إلهى.... و تلك... تلك الليلة الوحيدة في الفندق كانت كل ما ربطك بها."
"نعم بالفعل إنما ليس بالنسبة إلى كازما. كانت مخيلتها واسعة و ناشطة و في الاشهر التى تلت بدأت تتصرف بهوس, فتطير حول العالم و تظهر حيثما اتواجد. حاولت ان تفرض نفسها في حياتى وراحت تخبر ابى الكثير من الاكاذيب عنى. اخبرته أنى خنتها و انها حملت منى ثم اخبرته أنها اجهضت. صدق كل ما قالته و لم يقتنع ابداً ان علاقتى بانبته هى من نسج خيالها. بعد ان ارتكبت الخطأ الأول بالتورط معها تلك الليلة في الفندق, شعرت بأنى جلبت هذا الكابوس لنفسي."
"لا اعتقد هذا....."
أشار بعبوس "اقمت علاقة جنسية معها بشكل عابر لكن المسألة لم تكن عابرة. عاشرت امرأة غريبة تماماً و لعلنى استحق ما حصل لىّ."
اعلنت تابى بصراحة "ليس و قد خططت كى تخدعك عن عمد و من ثم حاولت ان تربطك بعلاقة. لست راضية عن الطريقة التى تصرفت بها معها إنما يبدو جلياً انها شخص غير متزن."
"لقد اعتدت على امرأة امضيت بعض الوقت معها العام الماضى. و لهذا السبب, قلقت كثيراً على سلامتك و سلامة أمبير."
"ماذا فعلت؟"
"دخلت عنوة غلى شقتى و لكمت المرأة فيما هى تصيح في وجهها انى ملكها. رجانى والدى أن لا استعمل نفوذى لئلا تتحول الشكوى إلى القضاء لكن الكيل كان قد طفح عندى. كانت كازما خطيرة و تحتاج إلى علاج لكن طالما ان عائلتها ترفض الاقرار بذلك و تغض الطرف عن افعالها و طالما ان احتمل تصرفاتها ستبقي حرة لتفعل ما تشاء. اقتنعت المحكمة بأنها تكذب و ان ما من علاقة بينى و بينها مما يعنى ان ما من عذر يبرر تهجمها على المرأة الأخرى في شقتى و انه لا يمكن ان تدّعى ان ما حصل هو مجرد خلاف عائلى."
"هل هذا اقنع والدك أنك تقول الحقيقة؟"
"لا, تمكنت كازما من ان تقنعه بأنى رشوت بالتأكيد أحداً ما و انى اجبرتها على التزام الصمت لأحمى سمعتى. لعل الفائدة الوحيدة التى جنيتها هى انى تمكنت بعد هذه الحادثة من الحصول على امر قضائى يمنعها من الاقتراب منى على الاراضى اليونانية.
هزت تابى رأسها الذى ضج باعترافاته و سألته "لِمَ لم تخبرنى عنها؟ لِمَ لم تشرح لىّ الحقيقة؟"
انقبضت ملامح وجهه قبل ان يجيب "شعرت بالخجل من القصة برمتها كما لم أشأ ان اخيفك. ثروتى لم تحمينى من كازما التى كانت قادرة على ان تصل إلىّ في اى مكان. أنت لا تعلمين كم شعرت بالضعف حين تمكنت من اقتحام حفل الزفاف لأنى لم اشأ ان أثير المشاكل بحضور أسرة ابى.لم أشأ ان اظهر للعلن مشاكلى معها في حياة ابى. لقد سببت له ما يكفى من الحزن و الألم بقصصها الغريبة عن سوء معاملتى لها."
استفهمت تابي التى حاولت جاهدة ان تفهم هذه الناحية من القصة "إذن لِمَ حاول ان يزوجك إياها؟ هذا غير منطقى."
"رأى انها تحبنى و اعتقد أنى ادين لها بخاتم زفاف. حمّلنى مسئولية تصرفاتها الهستيرية و سلوكها الغريب."
قالت تابى و هى تضع يدها فوق يده "لعله وجد هذا أسهل من التعامل مع المشكلة الحقيقية و معالجتها معها هى. كان ليصدقك أكثر لو تسنت له فرصة معرفتك جيداً. تمتعت كازما بالأفضلية فقد وثق بها و منحها سلطة كافية كى تخضعك لمحنة قاسية."
ذكرها آشرون بصوت فاتر "انتهى الأمر الآن. أخوها سيمون صدقنى و حاول ان يقنعها باللجوء إلى معالج نفسي. ربما لو اضغت إليه و عملت بنصحيته لما توفيت اليوم."
عارضته تابى بصوت ثابت "الذنب ليس ذبنك. لا يمكنك ان تعالج كل مشاكلها النفسية."
صاح آشرون بصوت عالى "ليس مثيراً ان تشعرى بالشفقة علىّ."
ردت تابى بشكل أخرق "أنا لا اشفق عليك إنما اعتقد فقط انك مررت بمحنة. لا عجب في ألا تحب النساء اللواتى يبالغن في الشكوى و التعلق بك بعد هذه التجربة."
اعتراف آشرون "لا امانع إن شكوتِ و تذمرتِ من حين إلى آخر."
التفتت إليه تابى مدهوشة و قالت "توقف عن لعب دور الرجل اللطيف معى..... فأنت تضيع وقتك."
عندئذٍ سألها آشرون بصوت خشن فيما توقفت السيارة الليموزين أمام منزل الشاطئ "ماذا تعنين؟"
اجابته تابى بسرعة و هى تترجل من السيارة و تدخل المنزل "لا داعى لأن تسحرنى. كان لكل منا اسبابه الوجيه كى يتزوج و هذا كل ما نبتغيه من اتفاقنا. حصلت على زوجة و أنا آمل ان اتمكن من تبنى أمبير."
فأبلغها آشرون بعناد "لكن هذا ليس شعورى أنا."
"لسنا روحان توأمان و ليس من المطلوب ان نكون كذلك."
أجابته تابى بذلك و هى تدخل إلى غرفة الاستقبال التى شُرعت أبوابها المؤدية إلى الشرفة المطلة على منظر الخليج الصغير. كان النسيم العليل يحرك الستائر بخفة, هذا النسيم الذى بدا أنه لا يفارق الشاطئ أبداً. و تابعت تقول "أعتقد ان علينا ان نتحدث بصراحة."
في الخارج, استندت تابي إلى الحاجز الحديدى الذى يحيط بالشرفة و طوت يديها على صدرها في موقف دفاعى.كانت تعرف ما عليها أن تقوله. يكاد قلبها ينفطر من هذا لادعاء الغبى و الخطر بأنها عروس حقيقية تقضى شهر عسلها بسعادة مع زوجها الحقيقى! كيف تركت هذا يحدث؟ كيف سمحت لنفسها بأن تقع في حب رجل يفعل ببساطة كل ما عليه ان يفعله كى يظهر كـ عريس جديد سعيد؟
أستفهم آشرون الذى كان لا يزال عند الباب "ماذا تعنين؟"
نظرت تابى إليه بعينين حرصت على ألا ترياه. بدا رائعاً, لطالما كان رائعاً من قمة رأسه بشعره الأسود المجعد قليلاً وصولاً إلى اخمص قدميه.
و عاد يحثها على الكلام "تــــابـــــى؟"
"أنا لست مثلك. أنا اسمى الأشياء بمسمياتها ولا اجملها."
قاطعها قائلاً بصوت واضح "و انا اقدر هذا فيكِ.... أقدر أنك تعنين ما تقولينه و لا تواربين ابداً."
ردت تابى كتفيها إلى الخلف و نظرت إليه بعينين بنفسجيتين واسعتين و جذابتين قبل ان تقول "اسمع, دعنا ننهى هذه المهزلة هنا و في هذه اللحظة. كانت ماليندا تتجسس علينا و قد رحلت. لعبنا دور العروسين السعيدين لاسابيع و يمكننا الآن ان نعود بالتأكيد إلى علاقتنا الطبيعية."
"الـــطـــبــيــعــيـــة؟"
تساءلت تابى ما خطبه إذ لم يكن من عادته أن يتراجع في اى نقاش. كما انه بدا منهكاً و متوتراً و قد شحب وجهه و جمدت ملامحه تحت بشرته البرونزية. و ذكرته بنبرة متألمة "نحن غريبان يجمعنا اتفاق قانونى آش. التزمنا بالشروط و سخرنا كافة الامكانيات لنجاح المسرحية و يمكننا الآن بالتأكيد أن نعود للتصرف بشكل طبيعى خلف الأبواب المغلقة على الأقل."
ضغطت عليه و قد كور قبضتيه إلى جانبيه "أهذا ما تريدينه؟ ألا تظنين أنه من الأفضل أن نؤجل هذا القرار ليوم آخر لا نكون فيه تحت الصدمة؟"
رفعت تابى ذقنها, و قد انقبض قلبها بين ضلوعها فشعرت بألم اشبه بطعنة سكين حاد. و هذا بالطبع ليس ما تريده. إنها تريده و هى متيمة به إنما عليها ان تحمى نفسها و عليها ان تُخبر نفسها على تقبل فكرة ان ما يتشاركاه هو مجرد إدعاء "لا."
سالها آشرون بتصلب "اتريدين أن نعود إلى نقطة البداية؟"
أرخت تابى كتفيها "لا, جل ما اريده هو ان نكون صادقين و صريحين مع بعضنا البعض و ألا ندّعى او نمثل."
آخذ آشرون نفساً بطيئاً و عميقاً, و التمعت عيناه الداكنتانكـ ألعاب نارية تحت درع رموشه السوداء الجميلة ثم قال "لم أكن أدّعى او أمثل...."
استعاد ذهن تابى المشوش كافة اللحظات الرومانسية و المثيرة, و مشاهد إمساكهما بإيدى بعضهما البعض و المرح . فرمشت مذهولة و قالت
"بالطبع كنا ندّعى و نمثل."
تأملها آشرون بثبات لكن تابى ادركت أنه يضع واجهة ليخفى خلفها توتره الشديد. و قال "لعلنا بدأنا بهذا الشكل لكن الأمور تحولت و تغيرت لتصبح حقيقة."
سألته تابي و دقات قلبها تتسارع بجنون "حقيقة.... كيف؟"
رفع آشرون ذراعيه و فتح يديه بحركة تشير إلى انه يرفع عن نفسه اى حماية ثم اجاب "وقعت في حبك....."
كادت تابى تقع من شدة الصدمةبعد ان رفض عقلها ان يتقبل فكرة انه قال لها إنه يحبها. و قالت بصراحة و صدق "أنا لا اصدقك. انت تخشي ذلك لأنى لن افعل ذلك بك. مازلت مصممة على تبنى أمبير كما كنت من قبل مما يعنى أننى لا استطيع ان افعل هذا حتى لو اردت."
صاح بها آشرون بنبرة خشنة "عند اقول (احبك) للمرة الأولى في حياتى لـ امرأة فيمكنها على الأقل ان تستمع إلى ما اقوله و تتوقف عن التفوه بالترهات!"
هذا الخطاب الصغير صدم تابي و اخرسها. هل هو جاد؟ إنه لا يمزح, و لا يدّعى و لا يحاول التلاعب بها؟ حدقت فيه غير مصدقة.
و أضاف آشرون بصوت شاكِ غاضب من رد فعلها "و كان من الصعب جداً ان اعترف بذلك!"
همست تابي بصوت مرتجف "أنا مصدومة. لم يخطر لى انك تكن لىّ اى مشاعر."
اعترف آشرون بصوت اجش "بذلت قصارى جهدى كى لا اكن لكِ اى مشاعر. حاربت ما اشعر به في كل خطوة. إنما في نهاية الأمر نلت منى و وصلت إلى قلبى إلى حد انى هربت."
همست تابي غير مصدقة "هربت؟"
"شعرت بالكثير من الغرابة و لهذا السبب سافرت من اجل العمل.... لأمنح نفسي فرصة كى اتنفس. لكن ما إن ابتعدت حتى ادركت انى لا اريد سوى العودة و اكون معك."
رمشت تابى ببطء, مكافحة كى تقوم برد فعل على هذا الشرح في حين ان رأسها المجنون ملئ بعبارة واحدة "انه يحبها. انه يحبنى! تذوقت هذه الفكرة, استمتعت بها و ودت لو ان تطير و تعبر الشرفة لترتمى عليه امتنانً, لكنها و لحسن الحظ حافظت على ما تبقى لديها من قوة لتثبت في مكانها و لاتبارحه و قالت "لقد خفت, أليس كذلك؟"
أومأ آشرون "قلقت بعض الشئ عندما ادركت ما خطبى."
دنت منه تابى قليلاً "لا, ما من خطب بك. إنه امر جيد, أمر رائع..... أنت تحبنى. و انا احبك."
سألها آشرون بفظاظة "ما دمت تبادلنى الشعور نفسه فلِمَ جعلتينى امر بهذا الجحيم كله؟"
كادت تابي تضحك و هى تتأمل ملامحه الوسيمة الغامضة و الرجولة الخالصة التى تنضح منه "هل الحديث عن الحب جحيم و عذاب؟"
وضع آشرون يده على كتفها النحيلة و تنفس الصعداء قائلاً "ظننت حين قلت ذلك ان الامر سيتحول إلى جحيم إنما ما كنت أخشاه هو ألا تبادلينى الشعور و ان ترغبىفى ان تبقى العلاقة مزيفة."
اطبقت تابي ذراعيها حوله و دنت منه قبل ان تقول "لا, الحقيقة و الواقع أفضل من الزيف. إذن هل هذا يعنى اننا متزوجان فعلاً؟"
أكد آشرون و هو ينجنى ليحملها بين ذراعيه "بالتأكيد. و هو يعنى ايضاً أننا سنصبح ابوان بالتبنى لأنى اصبحت نوعاً ما مولعاً بـ امبير ايضاً. يبدو ان مسألة الحب هذه مُعدية....."
"واو....."
ارتجفت تابي و هو يحملها إلى الأعلى, إلى غرفتهما فيما تراجعت تيريزا التى تحمل الطفلة بين يديها و قد ارتسمت على فمها ابتسامة دافئة. سألته تابي "لكن كيف حصل ذلك؟"
وضعها آشرون على السرير بعناية رجل خبير في التعامل مع النساء و حدق فيها لما بدا لها كـ دهر من الزمن قبل ان يرد "اعتقد انه هذا بدأ حين ادركت انى اعيش مع امرأة مستعدة لأن تضحى ببيتها و عملها كى تهتم بصديقتها المقربة المريضة وطفلتها. احترم هذا القدر من عدم الأنانية و من الأخلاص. احت رم ما كنت مستعدة لأن تفعليه كى تحصلى على حضانة أمبير رغم انى كنت قاسياً و خشناً حينذاك. أصريت و تحملتِ... و واجهتنى من دون تردد."
همست تابي مدهوشة "و وقعت في الحب بسبب هذه التفاصيل؟"
اجابها آشرون و في عينيه اللامعتين حنان لم ترأه قط من قبل "من هذه التجارب خرجت امرأة لا استطيع ان اعيش من دونها...إذا بقيتِ مصرة على الزواج الزائف و على الطلاق يا عزيزتى فلا اعلم ماذا يمكن ان افعل."
اعترفت تابي و قد التصقت بصدره العريض "لا اريد الطلاق.... لا اريد ابداً ان اتركك."
همس آشرون بصوت ابح "سأحقق لك هذه الأمنية على الفور."
و اطبق بفمه على فمها مما ارسل موجة دافئة في جسدها المسترخى."
و بعد حوالى ساعة, نهض آشرون من السرير ليحمل سرواله و يبحث في جيبه ثم اخرج علبة مجوهرات و وضعها في يدها معترفاً "اعلم ان اليوم ليس عيد ميلادك بل غداً لكنى لم اعد اطيق الانتظار."
فتحت تابي العلبة لتجد خاتماً غريباً على شكل وردة مع حبة ياقوت وسطها.
سألها آشرون بقلق "ما رايك؟ اردتك ان تعلمى انه مصنوع على شكل وشمك لأنه سيذكرنى دوماً بما جعل منك امرأة المميزة التى انت عليها اليوم."
"إنه.... رائع!"
هذا ما قالته و هو ينزع خاتم أمه من إصبعها و يستبدله بالخاتم الجديد. عكست حبات الألماس على اوراق الوردة اشعة الشمس و شكلت قوس قزح على اغطية السرير البيضاء. واردفت تسأله "لكن لِمَ تظن انى مميزة جداً في حين انى امرأة عادية جداً؟"
"انت مميزة لأن قلبك لا يزال كبير و روحك رائعة على الرغم من كافة الأمور السيئة التى عرفتها في حياتك. انت تحبين أمبير, و تحبينى....."
شددت تابي بحرارة و صدق فيما هى تبتسم له "كثيراً. علماً ان حبك لىّ قد يصبح اقل عندما تكتشف المبلغ الذى انفقته من بطاقة الاعتماد."
عارض آشرون كلامها "مستحيل. انت الشخص الأقل تبذيراً و إسرافاً."
حذرته آملة ان يُقدر القلم الهدية الذى ستقدمه له يوم عيد ميلاده بعد ثلاثة ايام "يمكن ان تغير رأيك بشأن هذه النقطة بالذات."
همس بنعومة و هو يركز انتباهه على وجهها المبتسم
"احـــبــــك." منتديات ليلاس
أخيراً استمتعت تابي بما اعترف به, لقد وقع في حبها, أنه يحبها فعلاً. سمحت تابي للسعادة ان تتراكم في داخلها لتحررها من القلق كله. بطريقة ما, وجد شخصان كرها بعضهما البعض من النظرة الأولى بسبب افكارهما المسبقة, الحب و اسسا اسرة و بيتاً سعيداً. و اسكرتها فرحة هذه الأعجوبة.
نهاية الفصل
|