لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-17, 11:43 PM   المشاركة رقم: 101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام

 
دعوه لزيارة موضوعي

كانت عربة أمبير موضوعة في ظل الصخور فيما وقفت ماليندا التى ارتدت ثوب سباحة احمر من قطعتين ابرز مفاتنها, تتحدث إلى آشرون الذى ابرز جسمه النحيل و القوى في السروال الرياضى القصير الذى يرتديه.
بدا هذا المشهد حميماً و مزعجاً بشكل غير متوقع و لم تستطيع تابى ان تُبعد عينيها عن الثنائي فيما اجتاحتها الغيرة العمياء بقوة افزعتها. و ارتعشت منزعجة و اخذت نفساً مروعاً حين وضعت ماليندا يدها على ذراع آشرون. إلا ان لمستها لم تدم سوى لحظة إذا تراجع على الفور مبتعداً خطوة عن الشقراء و قطع الشاطئ متجهاً نحو المنزل بعد ان وجه لها كلمة اخيرة. عادت تابى إلى الداخل مسرعة بقدر ما سمحت لها اصابتها كى ترتدى ملابسها, فيما دماغها يكافح ليستوعب ما رأته في الوقت عينه الذة تقبلت فيه حقيقة ان اسس علاقتها مع الرجل الذى تزوجته قد انهارت و ان كل شئ قد تغير.
اقرت في داخلها بأن الرغبة هى التى حركت هذا التغيير مما جعلها تشعر بالخزى. اعلن آشرون بشغف ان ما من حواجز بينهما و كان محقاً في كلامه هذا : فالقواعد و الشروط التى حاولت فرضها طارت و تبخرت حاملة معها قناعتها بأنها قادرة على مقاومته. كما ان رؤية ماليندا تلمسه أثارت حفيظتها و شعوراً بالتملك و نوعاً من الغضب الممزوج بالغيرة و هى مشاعر لم تختبرها قط من قبل. ما الذى يكشفه هذا فيما يتعلق بذكائها؟ ما الذى سمحت له ان يفعله؟ من اين أتت هذه المشاعر القوية المتضاربة؟إنها تتصرف كـ امرأة غبية تعانى من آثار الحب! هل هذه هى المشكلة؟ هل جذبتها الرغبة ثم تركتها متيمة به بشكل طفولى؟
اخرجت من حقيبتها, التى لا تزال موضبة, ملابس داخلية و ثوبا صيفاً طويلاً قبل ان تتوجه إلى الحمام لتغتسل. تطلبت منها العملية وقتاً اطول من المعتاد إذ اضطرت لأن تغسل شعرها على المغسلة مما شكل لها تحدى و جعلها تترك الحمام عائماً بالمياه. عندما خرجت اخيرا بعد ان مسحت الارضية, شعرت بتحسن و بأنها تشبه نفسها اكثر بشعرها النظيف المشدود و زينة وجهها الخفيفة.
دخل آشرون إلى غرفة النوم بخطى واسعة ليجد تابى امامه, انعكس نور الشمس عليها فلمع شعرها الاشقر الطويل الذى احاط بملامح وجهها الناعمة فيما بدا جسمها النحيل كجسد حورية في الثوب الازرق الفاتح الذى ابرز عينيها المذهلتين اللتين انعكس التوتر فيهما و حاولتا تجنبه. إنها واضحة جداً و صادقة جداً في ردود افعالها إى حد الصدمة. لم تكن تحبئ شئ أو تخفى شئ عنه. انقبض صدره العريض و هو يزفر و صر اسنانه. لا يمكنه حتى ان يتصور كم تجعلها عدم قدرتها على إخفاء مشاعرها و عدم تحفظها ضعيفة و سريعة العطب. إن لم يتصرف على الفور فلابد انها ستنهال عليه بسيل من الاتهامات و الاسئلة عن حميميتهما المتجددة مما يهدد بإعادتهما إلى نقطة البداية بعد ليلة زفافهما و إعلانها قواعدها و شروطها الغير ضرورية.
همس "تابى."
قالت و قد تقطعت أنفاسها "آش."
و راحت تتأمل ملامحه الوسيمة جداً بقلب كئيب لأنها شعرت باختناق و دوار لمجرد النظر إليه و تابعت تقول "يجب أن نتكلم."
عارضها آشرون بثقة عنيدة و هو يقترب منها "لا, ليس علينا ذلك. دعينا نفعل هذا على طريقتى. لا نتكلم و لا نتعاتب خاصة بسبب أى شئ. سنتقبل الأمور كما هى و نستمتع بها إلى اقصى حد."
لقد اختطف الكلمات المرتبكة من فمها قبل ان تتمكن حتى من جمع افكارها بما يكفى لتتكلم. رأت ان هذا الحل كلاسيكى بالنسبة لـ آشرون على صعيد العلاقات.... لا كلام, لا عتاب, و تختفى المشكلة.
اعترضت و هى تتلوى قليلاً لأنها وجدت صعوبة في الوقوف جامدة لمدة طويلة و اضطرت لأن تتمسك بالعصا بقوة اكبر "لم أشأ ان اعاتبك."
اطبق يديه على ساعديها ليثبتها في مكانها و من ثم انزلهما بطء إلى خصرها "لا يمكنك تمنعى مفسك."
و ما ان رفعت رأسها نحوه حتى شعرت بوخز خفيف في شفتيها و احست بما يشبه الحرارة تمتد على طول جسدها. أمال رأسه قليلاً و قبلها بشغف مميت.
"آهـ!"
و سرعان ما شعرت بجسمها يتيقظ بحماسة اذهلتها.
رفع ثوبها ببطء و عيناه الداكنتان تتأملانها, تتحديانها أن تعترض. و انسابت نيران الرغبة لتجتاح كيانها. فاستندت إليه و لم تعترض حين رفعها ليضعها على السرير. و وقعت العصاء منسية على الأرض.
قالت له من دون ان تخفى دهشتها "استيقظت للتو."
فقال لها بصوت اشبه بالصفير "كان عليك ان تنتظرينى يا عزيزتى."
تأملته تابى يعينين مشوشتين و متسائلتين قائلة "لا اصدق انك ترغب فىّ مجدداً."
فاعترف لها آشرون "ما إن انظر إليك حتى ارغب فيك."
جاءت نبرته خشنة بعض الشئ لأن الحقيقة التى تلفظ بها تعكس عدم قدرة على السيطرة على الذات وضعفاً أربكاها في الصميم.
ذكرته بعناد "لم يحصل هذا في لقائنا الأول."
سخر منها قائلاً "لقد شتمتينى.... لم تكونى في افضل حالاتك. و الآن بعد ان عرفتك جيداً, لم يعد هذا يزعجنى او يمنعنى من ان افكر أنك المرأة الأكثر إثارة على سطح هذا الكوكب."
اتسعت عيناها دهشة بعد ان اذهلها تصريحه هذا "هل تعنى هذا حقاً؟"
"هل عليكِ ان تطرحى مثل هذا السؤال؟ لا استطيع ان انتظر حتى تكونى لىّ و هذا لا يكفيكِ؟"
اجبرت تابى نفسها على ان تتذكر كلامه هذا. اكتسحتها موجات الحرارة بقوة كان ينبغى ان تثير الذعر لديها لكنها ادركت انها تتصرف بشكل غريزى, و انها لا تتوقف حتى لتفكر بما قاله.
"انت رائعة و مثيرة, مثيرة....."
ارفق كل كلمة تلفظ بها بقبلة شغوفة حتى فقدت قدرتها على الصبر بقدره هو.
التفت جسدها كله حوله بحركة تملك تماماً كما ذراعيها, و راحت تداعب ظهره بأناملها و فقدت سيطرتها على نفسها و تنقلت من لحظة أحاسيس حادة إلى اخرى حتى اصبح من المستحيل ان تحتوى العاصفة التى اثارها فيها فحملها الشغف إلى عالم آخر.
علق آشرون و هو يشدها ليقربها منه "حسناً, كان هذا بعيداً كل البعد عن الرقة. اقدم لكِ اعتذارى."
اجابته تابى "لا حاجة للاعتذار. و مجدداً عشرة على عشرة."
سألها باستنكار واضح "اتضعين لىّ علامات؟"
فأجابته ممازحة "إذا اصبحت علاماتك خمسة و ما دون فسأحذرك."
و ابتسمت له إذ شعرت بأنها خالية الباب و قررت ألا تعاقبه أو تجادله. لكن ما ان نسيت مقولته حتى غمرها عالم الواقع مجدداً و اثار فيها الشكوك و الشعور بعدم الأمان فتوترت من جديد و تعجبت كيف تمكنت بسهولة من غض النظر عن كل ما رأته.
"رأيتك مع ماليندا على الشاطئ."
قالت هذا بصراحة شديدة و لم تحاول ان تصمت و ان تفكر في كلماتها و تأثيرها.
تشنج جسد آشرون و ارجع رأسه إلى الخلف ليتأمل ملامح وجهها المضطربة قبل ان يقول طوعاً "سأختار مربية أخرى لتعمل مع ماليندا و تحل محلها لاحقاً. اتخذت الاجراءات اللازمة لذلك, لا اريد ان تستاء امبير بسبب هذا التغير المفاجى."
فاجأها هذا الاعلان لكنها شعرت بالارتياح لمعرفة ان ماليندا سترحل قريباً كما أثر فيها انه حرص على ان يأخذ احتياجات امبير بعين الاعتبار و ان يهتم بها.
"أتخطط لطرد ماليندا؟"
"انها تعمل لدينا بموجب عقد لأجل محدد. نستطيع ان نستغنى عن خدماتها ساعة ما نشاء لكنى افضل ان نستغنى عن عادتها بالطريقة المعتادة. فهى تعرف أكثر مما يجب عن زواجنا مما يزعجنى."
قطبت تابى عند سماعها كلامه و سألته "ما الذى تعنيه؟"
"يبدو جالياً ان ماليندا تدرك اننا كنا نستخدم غرفتين منفصلتين في الفيللا. عندما كنا على الشاطئ, عرضت علىّ ان استخدم غرفتها فيما تنام هى في غرفة أمبير.
لون الاحمرار وجنتى تابى وخالجها شعور بالانزعاج و الخجل لأن ترتيبات النوم غير المعتادة التى لجآ إليها لفتت انتباه الموظفين "لعلها كانت تخطط لأن تتجول قليلاً اثناء الليل بعد ان تصبحا قريبين من بعضكما. كانت تلاحقك, أليس كذلك؟"
أومأ آشرون برأسه و هو يتأملها بعينيه الداكنتين المذهلتين فيما بقيت ملامحه الوسيمة جامدة "هذا يحدث"
رفعت تابى نظرها إليه, و قد اضعفها الارتياح لأنه اخبرها الحقيقة دون لف و دوران "غالباً؟"
اطلق آشرون ضحكة خشنة للبراءة التى عكسها هذا السؤال و اجاب "طوالالوقت. إذا تجاهلت الأمر فيموت ميتة طبيعية لكن ماليندا لا تفهم من الاشارة..... ربما لأنها توصلت إلى استنتاج مفاده ان زواجنا طبيعياً. يمكنها ان تحمل هذه المعلومات إلى الصحافة, مما يجعلنى عرضة للاتهام بأنى تزوجتك تزوجتك فقط للالتفاف بطريقة احتيالية على وصية ابى."
كشرت تابى "علينا ان نبذل جهداً اكبر لنبدو كعروسين تقليديين. علينا ان نتشارك الغرفة نفسها و ان نمضى المزيد من الوقت معاً و ان نتظاهر فنتصرف كما ينبغى لاى عريسين في شهر العسل ان يتصرفا."
أشار آشرون بثقة كسولة "لكن ما من داعى لأن نتظاهر."
خطر لـ تابى انها ستعرف في داخلها ان هذا كله زائف, و هذه الفكرة آلمتها. علاقتهما الجسدية رائعة لكنه ليس مستعداً لأن يقدم لها أكثر. و اقرت في سرها, رافضة ان تُطلق الأحكام عليه لأنه مختلف, أن هذا هو لربماء العطاء الوحيد الذى يعرفه... عطاء جسدى قصير الأمد, ضمن مهلة زمنية معينة. على اى حال, هل تعطي هى أكثر في مجال العلاقات؟ أرادته بشدة و ارادت اهتمامه بقدر أمبير و كانت مستعدة لفعل كل ما يتطلبه الأمر لتلفت انتباهه. إنما لم تكن مستعدة لأن تعترف حتى لنفسها انه يحرك فيها مشاعر تخشى ألا تتمكن من التعامل معها و مواجهتها.
"لِمَ كتب والدك وصية تجبرك على ان تتزوج في حين انك لا ترغب في ذلك؟"
طرحت تابى سؤالها هذا بهدوء مدركة ان هذا هو جوهر المسألة و اللغز الذى تجنب آشرون شرحه حتى الساعة.
أجابها آشرون بإيجاز و قد اصبح فمه أكثر قسوة "بأختصار؟ أرادنى ان اتزوج كازما. و لا اريد ان اتحدث في هذا الموضوع ابداً."
ابتلعت تابى بصعوبة الكلمات التى كادت تخرج من فمها لتذكره بأنه تغاضى عن ذكر هذا الموضوع بالذاتمن قبل إذ ادركت ان مثل هذا الرد سيزيد من تحفظه و سيجعله اكثر عناداً. يمكنها ان تترك مسألة كازما الشائكة جانباً في الوقت الحالى و تركز على نواحى "لكن لابد ان والدك كان يعرف حقيقة مشاعرك؟ إلى اى حد كنتما مقربين من بعضكما البعض؟"
انتفضت عضلة صغيرة عند زاوية حنكه غير المبتسم بفظاظة "لم التقِ والدى إلا في اواخر العشرينات من عمرى. علاقتنا كانت علاقة عمل اكثر من أى شئ آخر. كانت شركته تكافح للبقاء فطلب منى نصيحة. تدخلت لأساعد و انتهى بىّ الأمر بتولى زمام الامور."
"ألم يستأ من ذلك؟"
"أبداً. لم يكن رجل اعمال بل رجل عائلة يسعى جاهداً ليمنح من يحبهم مستقبلاً آمنا."
"تعنى زوجة ابيك و اولادها؟"
زم آشرون شفتيه لكنه عاد و اجاب "تزوجها والدى حين كان اولادها كان اولادها صغار جداً في السن و حرص على تربيتهم كما لو انهم اولاده إلا اننى لم التق بهم إلا قبل وفاته بثمانية عشر شهراً."
عندئذ سألته تابى مدهوشة "لِمَ لا؟"
اعلن بنبرة حاسمة "لم تكن عائلته تعنينى او تؤثر في علاقتنا, فهم غرباء بالنسبة إلىّ. ما من روابط عائلية او صلة قربى بيننا كما لم يكن لىّ عائلة يوماً فلم اشعر بأنى متحمس للتورط في هذا الجانب من حياتهز و تبين لاحقاً اننى كنت محقاً."
ساد بينهما صمت ملئ بالكلام غير المباح مما زاد من توتر تابى و انزعاجها. حاولت يائسة ان تكتشف طبيعة علاقته السابقة بـ كازما. يبدو جلياً انهما ارتبطا بعلاقة مما جعل السمراء الجميلة تُعلق الآمال عليه و تتوقع ما لم يكن آشرون مستعداً لتقديمه. و يبدو ايضاً ان العلاقة انتهت بشكل سلبى و خلفت لدى الطرفين الكثير من المرارة. هل حصلت ماسأة ما؟ هل حملت كازما منه او حصل شئ ما من هذا القبيل لعل هذا يفسر سبب إصرار والده على ان يزوجه منها؟ من المؤكد ان تلك المرأة مقتنعة تمام الاقتناع بانها المرأة الوحيدة التى ينبغى ان تصبح زوجة آشرون. هل كازما مغرمة به؟ ام انها تركز أكثر على ماله و مركزه الاجتماعى؟ إنما , و بغض النظر عن الاسباب التى تدفع كازما للسعى وراء آشرون, ما يهم فعلاً هو متى لم يكن يريدها؟
طرحت تابى على نفسها هذا السؤال بغيظ, و قد تملكتها شكوك زادت من توترها.
اعترفت قبل ان تتمكن من التفكير اكثر و من لجك لسانها "ليتك لم تخفِ عنى اى اسرار. ليتك كنت اكثر صراحة و صدقاً معى."
فقال لها آشرون بصوت أجش "أتنت صادقة إلى حد يرعبنى احياناً و إن اردنا لشهر العسل هذا ان ينجح فعلينا ان نتوصّل إلى تفاهم بشأن مُثلنا العليا."
أنعم آشرون النظر في الوشم الزهرى على ذراع تابى النحيلة مقطباً ثم مرر إصبعه بنعومة عليه قبل ان يقول "إن الجلد تحت الوشم قاسي و خشن كما ان الرسم لم يعد واضحاً. لابد ان من رسم الوشم قد ألحق الضرر ببشرتك."
صرت تابى اسنانها و توترت و هى تحرر يدها من قبضته الخفيفة
"لا تلمسنى هنا."
تأملتها العينان الداكنتان اللامعتان من تحت الرموش الطويلة الشديدة السواد "لِمَ لا؟"
سألته تابى التى شحي لون وجهها بعد ان قررت ان الاوان قد آن لتخبره الحقيقة "هل سنخوض نقاشاً آخر حول الموضوع فتقترح علىّ ان اخضع لعلاج بالليزر لإزالة الوشم؟"
و صمتت قليلاً قبل ان تردف "اعلم اننى لا اريد ان ازيله لأنه يغطىندبة بشعة. في الواقع, الندبة سبقت الوشم. قام الرجل بعمل رائع إنما لم يستطيع ان يجعل الرسم مثالياً لأن الجلد تحته لم يكن طبيعياً."
ازداد عبوسه مع تقدمها في الكلام و سأل "ما سبب هذه الندبة؟"
ردت تابى بنبرة مُحذرة و هى تبتعد عنه لتقف على قدميها في ظلال اشجار الصنوبر المشرفة على الرمال البيضاء "صدقنى..... لن ترغب في معرفة ذلك."
بعد ان تحققت من ان امبير لا تزال تلعب على البساط في استرخاء تام, و قد بدا فمها الزهرى ناعماً و مسترخياً, سارت تابى باتجاه الشاطئ, قامة نحيلة في سروال قصير و القطعة العليا من لباس البحر.
يا له من رجل! هذا ما خطر لها و هى تكور قبضتيها و تصر بأسنانها في احباط غاضب. في بعض الأحيان, تشعر بأنها ترغب في رميه في البحر عن علو شاهق. لا يترك امرأ ما حتى يكتشف خباياه, و لعل الاسوأ انه رجل يبحث عن الكمال. و على الرغم من انه لا ينوى ان يمضى ما تبقى من حياته معها و مع أمبير إلا انه ما زال يصر على ان يقنعها بإزالة الوشم و هو لا يتراجع عن فكرة لديه. عند الفطور, سألها إن كان يسعدها ان يُرسم وشم مماثل على ذراع امبير و قد خانتها مشاعرها حين نظرت برعب إلى ذراع الطفلة الناعمة. و آشرون بطبيعته المعتادة لاحظ نظرتها المعبرة و تقويمها.
فقال لها برضا عن الذات "أذن, أنتِ نادمة لأنك رسمتِ وشما."
اعترفت ان بعض طباع آشرون مزعجة و تثير غيظها. لكنه, على مدى الشهر الماضى في سردينيا, اثبتت انه رفيق مسلٍ و عشيق مثير و والد صبور و رقيق لـ أمبير. و لم تستطيع تابى ان تفهم في تلك اللحظة كيف مرت الاسابيع الاربعة بلمح البصر. شكل الاسبوع الاول تحدياً لها إذ اضطرت لأن تستعيين بالعصا للتنقل و لقضاء وقتها في منزل الشاطئ. إنما ما ان شُفى كاحلهاحتى راحا يخرجان.
صور اللحظات الخاصة و المميزة التى تشاركانها ملأت ذاكرتها بصور جميلة. تسلقا السلالم الضخمة إلى الحصن ليتأملا المشهد الرائع لسطوح كالغيارى. و بينما كانت لا توال تحاول التقاط انفاسها بسبب الجهد الذى تطلبه الصعود و حرارة الشمس .
اخبرها ان ثمة مصتعد يوصل إلى الاعلى لكنه افترض انها ستستمتع بالتجربة كأى سائح يزور البلاد للمرة الأولى. و لم تسامحه إلا بعد جلست تستمتع بكؤوس عدة من الشراب و النسيم العليل. و لو شاءت ان تقر بالحقيقة الكاملة لقالت ان مقاومتها سقطت تماماً حين شبك اصابعه الطويلة السمراء باصابعها عندما نزلا بالمصعد.
و زارا ذات مساء كاستلساردو, و هى قرية صغيرة جميلة تشرف عليها قلعة سحرية تُضاء كلها ليلاً, احبت امبير الضجة و الوجوه المحيطة بها كما استمتع آشرون بدهشة الطفلة التى ظهرت في عينيها اللامعتين.
في الليلة التالية, بحثا عن تسلية مخصصة للراشدين فرقصا حتى ساعات الفجر في نادى البليونير حيث شعرت تابى بأن النساء الرائعات, ذوات القوام الممشوق اللواتى يبحثن عن صيد ثمين, يحجبنها عن الانظار. و لم يرفع معنوياتها سلوك آشرون الذى تصرّف و كأنه لا يرى في الوجود غيرها و قبلها بشغف في حلبة الرقص.
تزاحمت الذكريات في رأس تابى. ابحرا على مدى يومين على متن اليخت في المنتزه الوطنى لـ مادالينا, و هى مجموعة من الجزر المحمية الغير مسكونة الغنية بالنباتات و الحيوانات البرية. و في اليوم السابق, سبحا عاريين في خليج صغير خالِ منالناس حتى المغيب. و غفت من شدة التعب لتستيقظ و تجد آشرون يشوى عشاءهما, فابتسمت عيناه المذهلتان لها بكسل مما جعل قلبها يتشقلب كالبهلوان.
قاما طبعاً بكافة الامور المعتادة ايضاً, كـ التجول للتفرج على المتاجر الشهيرة في كوستا ازميرلدا, و قد اكتشف آشرون مدهوشاً ان هذا النشاط يسبب مللاً قاتلاً لعروسه.
اعترض قائلاً "لابد انك ترغبين في ان اشترى لك شيئاً ما. لابد انك رأيتِ شيئاً ما اعجبك. انت تدركين ان الشئ الوحيد الذى اشتريته لكِ منذ وصولنا إلى هنا هو تلك البياضات للسرير؟"
رأت تابى البياضات في متجر للاعمال الحرفية فأثار إعجابها هذا القدر من المهارة في انتاج مثل هذا التطريز الرائع و هى التى لطالما كانت خرقاء في استعمال الابرة و الخيط. احبت هذه الهدية الجميلة وا عتبرتها كنزاً, و لم يخطر لها إلا في وقت لاحق انها لن ترى هذه البياضات الشتوية الثقيلة مفروشة على سرير ستتقاسمه مع آشرون و انها ستزين بالتأكيد فراشاً ستنام عليه وحيدة. بعد انقضاء فصل الصيف, سيصبح زواجهما ذكرى من الماضى.
و في حين انها تعلم انهما يخادعان بشأن شهر العسل و انها وقفت إلى جانبه بدافع الواجب ليلتقط لهما المصورين الذين يلاحقون المشاهير, صورة, إلا انها تخشي المدى الذى يمكن ان يصل إليه آشرون كى يجعل علاقتهما تبدو صحيحة و طبيعية من الداخل و الخارج. بالتالى إن شعرت من حين إلى آخر بالتشوش و فكرت فيه على انه زوجها فعلاً, فمن يمكنه ان يلومه على مثل هذا الخطأ؟
او على وقوعها في حبه بشكل جنونى ولا عودة عنه؟ فما من رجل عاملها يوماً كما فعل, و ما من رجل اسعدها مثله. من الطبيعى ان تتحرك مشاعرها لكنها حاولت كبتها قدر الإمكان, مدركة ان آخر ما يرغب فيه آشرون هو قلب محطم و امرأة قلقة, مما سيجعله يشعر بالذنب و الانزعاج.
ليس الذنب ذنبه إن احبته. فهو بالتأكيد لم يخدعها بوعود عظيمة بشأن المستقبل. في الواقع, علمت تابى منذ البداية ان ما مستقبل لهما معاً. و هو لم يكذب و لم يخادع قط بل كان واضحا تماماً. بعد ان ينحجا في تبنى امبير, سيتركان زواجهما المزعوم يذوى و يموت. ستبدأ تابى حياة جديدة مع الطفلة التى تحب, و تفترض ان آشرون سيعود إلى حياته التى تتمحور حول العمل و النساء. هل سنراه مجدداً بعد الطلاق؟ و احست بآلم شديد يفطر قلبها و هى تفكر في هذا المستقبل الكئيب. هل سيرغب آشرون في ان يبقى على علاقة بـ امبير و لو من بعيد؟ أم سيقرر الانفاصال عنهما تماماً و التصرف وكأن امبير غير موجودة؟

منتديات ليلاس

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 16-03-17, 11:45 PM   المشاركة رقم: 102
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام

 
دعوه لزيارة موضوعي

عبر آشرون الشاطئ, ولاحظ كيف يبدو وجه تابى ممتلئاً بعد ان اصبحت تتناول ما يكفى من الطعام, كما لاحظ انها لم تعد تقضم أظافرها.... و هى تغييرات صغيرة قدّرها كثيراً.
سألها بعناد قاطعاً حبل افكارها و معيداً إياها إلى الحاضر عبر احتضانها بذراعيه من الخلف, مانعاً إياها من ان تبتعد عنه مجدداً "كيف اصبت بالندبة التى يخفيها الوشم؟ هل تعرضتِ لحادث ما؟
اعترفت تابى التى جعلت ذكريات الماضى بشرتها باردة و رطبه على الرغم من حرارة الشمس "لا.... لم يكن حادث."
ذكرت نفسها بعنادبأنه ساندها و دعمها من قبل, و تملكها شعور بالذنب لأنها انزعجت منه. عندما بكت أمبير في منتصف الليل لأن اسنانها بدأت تبرز و لثتها تؤلمها, هب آشرون لمساعدتها و حاول ان يُلهى الطفلة و يهدئها لتعود إلى النوم مجدداً. لم تتوقع منه ان يساندها لكن اهتمامه بـ امبير لم يكن فاتراً. عندما يتعلق الأمر بالعناية بالطفلة, كان يتقبل برضا انفال لا يبتسمون و يمرحون طوال الوقت.
تحمل المربية الجديدة التى تعمل الآن مع ماليندا اسم تيريزا و هى امرأة إيطالية رقيقة تحب الثرثرة و اللغو ولا تهتم إلا بالمهمة الموكلة إليها. سترحل المربية الانكليزية بعد اسبوع لتعمل لدى عائلة انكليزية.
ذكرها آشرون بإصرار ازعجها "تابى.... طرحت عليكِ سؤالاً. قلتِ ان الندبة ليست نتيجة حادث, إذن..."
جرها من افكارها المتلاطمة و من محاولتها التفكير في اى شئ آخر عدا الماضى الذى يحاول نبشه, فرفعت رأسها وراحت تتأمل البحر قبل ان تعترف له من دون اى شعور او انفعال في صوتها "احرقتنى امى بالحدديد الحامى لأنى ارقت علبة الحليب."
همهم آشرون بكلمات غير مفهومة و هو لا يصدق ما سمعه, و ادارها ليتأمل وجهها الجامد و الشاحب و الالم الذى يملأ عينيها البنفسجيتين.
و شؤحت له بنبرة جامدة "منذ ذلك الحين, لم يعد يُسمح لىّ بالتواجد مع اى من والدىّ من دون إشراف و مراقبة. زُجت امى في السجن لأنها اقدمت على إحراقى و لم أرّ اى منهما بعدها."
أذهلته موجة الغضب العارم التى تحركت في داخله, فسحق جسمها الرقيق على جسمها و لف ذراعيه حولها بقوة أكبر. و ادرك انه يشعر لسبب ما بالغثيان و ان يديه ترتجفان, و ان حاجة دفينة ازعجته تجعل من المستحيل عليه في تلك اللحظة بالذات ألا يلمسها.
"لابد ان هذا اراحك."
اعترفت تابى بصوت خشن بعد ان علقت الكلمات في حنجرتها الجافة كما لو انها ترفض ان تخرجها للعلن "لا, لم يفعل. لقد احببتهما. لم يككونا محببين و رائعين لكنهما كانا كل ما لدى."
تعلمت في طفولتها ان حركات التودد يمكن ان تُرفض و تُنبذ لكن كل ما ارادته في هذه اللحظة هو ان تلف ذراعيها حول آشرون و تستفيد إلى اقصى حد من المواساة التى يحاول ان يقدمها بشكل أخرق. إلا ان تجارب الطفولة و معرفتها مدى الألم الذى يسببه التخلى و الهجران ابقت جسدها متصلباً في دائرة ذ اعيه.
همس آشرون بنبرة خشنة خافتة "افهم هذا. نادراً ما كنت أرى امى لكنى بقيت احبها إلى اقصى حد...."
"يا لنا من ثنائى!"
و اختفى توترها و حل محله دموع ملأت عيناها و سالت على خديها, في رد فعل على إفشائها سر لم تُطلع عليه احدا قط من قبل و على اضطرارها لأن تشرح ما حصل.
حدق آشرون في وجهها الذى غسلته الدموع و الذى بدا شاحباً مقارنة مع بشرته المسمرة و فد ارتسم الجمود على ملامح وجهه القوية "لا استطيع ان احتمل فكرة تعرضك للأذى بهذا الشكل...."
ترجته تابى بحرارة "لا.... لا تتحدث في هذا الموضوع! احاول ألا افكر ابداً في ذلك. في سن المراهقة, كنت اتذكر ما حدث كلما نظرت في المرآة و يسألنى الناس احيانا عما حصل لىّ. لهذا السبب رسمت الوشم... لأغطى الندبة و اخفيها."
قال لها آش برضا "إذن, عليكِ ان تكونى فخورة بوشمك. انه علامة بقا. ليتك شرحتى لىّ الامر قبل اسابيع لكنى افهم الآن لما لم تفعلى."
"بالله عليك. دعنا نتحدث في موضوع مفرح اكثر! اخبرنى شيئاً ما عنك. اعنى, لا بد ان لديك بعض الذكريات السعيدة عن امك؟"
احاط آشرون كتفيها بذراعيه ليقطعا الشاطئ معا و يعودا إلى حيث تركا امبير.
"في الليلة التى سبقت اليوم الأول لىّ في المدرسة, قدمت لى قلماً باهظ الثمن حُفر عليه اسمى. لم يكن يُسمح لىّ بالطبع ان استعمله في الصف لكن هذا لم يخطر لها. كانت تعشق الحركات الطنانة و الرنانة, و تقول لىّ دوماً إن الأفضل هو ما يستحقه الفرد من اسرة ديميتراكوس....."
علقت تابى بهدوء "لعلها تربت على هذا المنوال. لكنك لم تقل لىّ بعد لِمَ اسعدك ذاك القلم؟"
"كانت تتجاهلنى عموماً. انما في ذلك الاسبوع, انهت إعادة التأهيل و قلبت هذه الصفحة من حياتها و هى المرة الوحيدة التى جعلتنى اشعر فيها ان امرى يهمها فعلاً. حتى انها القت علىّ خطاباً حول التعليم و اهميته.... خطاب من امرأة تركت الدراسة في سن المراهقة و لا يمكنها ان تقرأ ما هو اعمق من مجلة."
"هل ما زالت تحتفظ بالقلم؟"
"أعتقد انه سُرق."
و ابتسم لها ابتسامة ساحرة جعلت قلبها يتخبط في صدرها و انفاسها تتقطع قبل ان يردف "إنما لدى على الأقل هذه اللحظة المثالية لاتذكرها بها."
لم يهدأ آشرون و يرتاح حتى طلب قطعة مجوهرات مميزة لعيد ميلاد تابى القريب و الذى يتصادف في الاسبوع نفسه مع عيد ميلاده. و بعد ان انتهى من هذا الامر, ساوره القلق لأنه تكبد هذا العناء كله من اجل هدية. ما خطبه؟ أى نوع من الرجال سيذهب إلى هذا الحد من أجل امرأة سينفصل عنها في النهاية؟
وهمس صوت صغير في ذهنه المشوش : اهدأ, و لا تُعظم المسألة. لكن تبين انه من المستحيل ان يبقى هادئاً عند التفكير في التجارب القاسية التى عاشتها تابى في طفولتها و التى اظهرت له ان عليه ألا ينظر بهذا القدر من المرارة إلى طفولته الخاصة. كانت والدته مهملة, انانية و غير مسؤولة لكنه لم يشك يوماً في انها تحبه حتى في اسوأ لحظاتها. و لعل والده كان ليتعلم ان يحبه و يقدره ايضاً لولا التدخلات الشيطانية لطرف ثالث.....
هذا الدفق المستمر لهذه الافكار غير المعهودة جعله يلتزم الصمت على العشاء. لاحظ نظرة تابى القلقة, و جن لأنه ادرك انه لم يعد على طبيعته و ان عدم الاهتما بها يمكن ان يجعله يشعر بالذنب, حتى في منتصف هذه التجربة المشوشة. لم يكن آشرون يهوى النقاشات الداخلية و لم يعتد حتى ان يخوضها مما جعل المشاعر التى تثيرها تابى فيه تقلقه و تحيره. إنها غنية و جميلة من الداخل, و اكثر مما يمكن ان يحتمل. و قرر فجأة ان عليه التراجع خطوة إلى الخلف, عليه ان يبعد قليلاً. و ما إن اتخذ القرار حتى احس ان حاله افضل و انه اتعاد السيطرة على الأمور.
قال آشرون و هو يخرج من الحمام و قد لف منشفه حول جسمه النحيل و القوى العضلات "علىّ ان اسافر لبضعة ايام من اجل العمل."
بدا شعره مجعداً, و وجهه الوسيم القسمات ناعماً بعد ان حلق ذقنه فاذهلت روعته تابى و جف فمها قبل ان تتمكن من فهم ما قاله.
عندما ادركت تابى انه سيتركها, تشنجت ثم أنبت نفسها لأنه لم يعمل خلال الاسابيع الاخيرة و لا يتوقع منه ان يحافظ على اسلوب الحياة إلى ما لا نهاية. لا, افسدتها رفقته الدائمة و عليها ان تتعلم سريعاً كيف تتأقلم مع غيابه. هل لهذا السبب بقى هادئاً و متحفظاً خلال العشاء؟ هل كان قلقاً من رد فعلها؟ حسناً, حان الوقت لكى تُظهر له انها قوية و انها ليست من النوع الكثير الشكوى.
ردت بخفة "سأشتاق إليك لكننا سنكون على ما يرام."
صر آشرون اسنانه إذ توقع منها ان تعترض او حتى ان تعرض عليه ان ترافقه. أنها اللحظة التى ظن فيها انها ستتعلق به و ستجعله يشعر بالاختناق. راقبها و هى تصعد إلى السرير, نحيلة و ممشوقة كعود الصفصاف, و سرعان ما تملكته الرغبة بحيث شعر بدوار خفيف. غشت ستارة من المشاعر المتضاربة عينيه فترك المنشفة و اطفأ الاضواء قبل ان ينضم إليها. و راح يقنع نفسه كمن يخوض معركة انه لن يلمسها الليلة, عليه ان يمضى هذه الليلة من دونها.
استدارت تابى التى التمعت عيناها في ضوء القمر نحو آشرون و مررت اصابعها بنعومه في شعر صدره الخشن. اغمض عينيه بيأس. يمكنه دوماً ان يستلقى يفكر في اليونان. إذا قالا لا كـ عذراء خائفة, فستستاء على الارجح و ما من داع لذلك. هل من داعى لذلك؟ لِمَ قد يخاطر بإغضابها؟ خطر له ان الطلاق يمكن ان يحزنها لأنها تتصرف و كأنها مولعة به, و تتودد إليه في السرير إن لم يبادر هو, و لا تفوت فرصة كى تحتضنه في ذراعيها.... إلا انها لم تفعل ذلك بعد ظهر اليوم على الشاطئ حين اخذها بين ذراعيه في محاولة منه لإظهار تعاطفه معها بعد ما اثارته اسئلته من شجن و من ذكريات أليمة لديها. موجة قوية من المشاعر محت افكاره عن السبب الذى منعها من التفاعل معه, و خطرت له فكرة اخرى لم يشأ ان تراوده. خطر له انه لم يكن يوماً يجيد المسائل العاطفية. لعله تصرف بشكل أخرق.
لم يحضنها آشرون لاحقا كما اعتاد ان يفعل فشعرت تابى بالبرد في داخلها و الهجر. تكورت في ناحيتها من الفراش, تكرهه, تحبه, تريده, تعترف ان الحب هو أسوأ تعذيب بالنسبة إلى امرأة. و خطر لها بألم ان ما من فائدة في ان ترغب دوماً في ما لن يمنحها إياه, و لا يريد ان يمنحها إياه. لم يكن طلاقهما محتماً بل مكتوباً ايضاً في عقد ما قبل الزواج و الذى لا فرار منه.
لعله لا يزال يكن بعض المشاعر لـ كازما التى لم يناقش امرها علماً انها فتحت الحوار بينهما مرات عدة كى تمنحه فرصة الكلام. لكن محاولة جعل آشرون يتحدث عما لا يرغب في التحدث عنه هو أشبه بمحاولة إخراج الدم من الحجر. و هى تعلم بحكم التجربة ان الناس يتجنبون الحديث في المواضيع التى تخجلهم او تزعجهم مما يعنى ان علاقته الفاشلة مع كازما كانت عميقة لتخلّف مثل هذه الحساسية الجلية و المميزة....
في اليوم التالى استفاقت تابى من نومها لتكتشف ان آشرون سافر باكرا و لم يترك لها حتى كلمة واحدة. امضت يوماً هادئاً مع امبير و في اليوم التالى بدأ صمت آشرون يزعجها. لم يكن مضطر للتواصل معها بما انه لم يغيب سوى ثمانية و اربعون ساعة كما انها ليست ضعيفة بحيث تحتاج لأن يطمئن عليها كل يوم. لكن حين استلقت في السرير الذى بدا فارغاً من دونه, شعرت تابى باليوم يمتد امامها كـ اللوح الابيض, ملئ بالتوقع و الحماسة و السعادة.
ازعجها مزاجها فدخلت الحمام حيث استحمت و ارتدت ملابسها ثم خرجت لتلقى نظرة على صورتها في المرآة الطويلة في غرفة النوم و تساءلت لما لا تستطيع ان ترى بوضوح؟
اقتربت بشكل آلى لترى ما خطب المرآة فاكتشفت ان احدهما كتب شيئاً ما عليها و قطبت غير مصدقة ما تقرأه

"إنه يستغلك!"
لِمَ قد يكتب احدهم هذا على المرآة لتقرأه؟ يبدو جلياً ان الرسالة موجهة إليها شخصياً و يفترض ان آشرون هو المقصود.
ما معنى هذا؟ مهما كان المقصود إلا انه يبين ان شخص ما دخل إلى غرفتهما اثناء وجودها في الحمام و ترك رسالة بهدف صدمها و اهانتها. على اى حال, لا يمكن ان يترك مثل هذه الرسالة سوى شخص من البيت, و هذه الفكرة جعلت جلدها كله يقشعر.
رفعت هاتف المنزل من دون تردد و طلبت التحدث لـ ديمترى, رئيس الجهاز الامنى الذى انضم إليها حتى قبل ان تنهى حديثها ليرى المرآة بنفسه. أخذ المسألة على محمل الجد على الرغم من ان تعابيره لم تعكس افكاره. تركت تابى ديمترى, الرجل قليل الكلام و نزلت السلالم لتتناول الفطور .


منتديات ليلاس


نهاية الفصل التاسع

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 16-03-17, 11:47 PM   المشاركة رقم: 103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام

 
دعوه لزيارة موضوعي

قراءة ممتعة

موعدنا بإذن الله اول ما انتهى من كتابة الفصل الأخير

دومتم فى أمان الله :)

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 17-03-17, 05:15 AM   المشاركة رقم: 104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161308
المشاركات: 40
الجنس أنثى
معدل التقييم: كلي حب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كلي حب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Flute رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام

 

واحنا بالانتظار

 
 

 

عرض البوم صور كلي حب   رد مع اقتباس
قديم 18-03-17, 06:51 PM   المشاركة رقم: 105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلي حب مشاهدة المشاركة
   واحنا بالانتظار

لن يطول انتظاركم :)

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لين غراهام, أكثر من حلم أقل من حب, lynne graham, روايات احلام المكتوبة, زهرة منسية, the dimitrakos proposition
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية