كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام
نصحها آشرون الذى استدار حول المائدة ليقف خلفها و يسحب الكرسي الذى لا تزال تجلس عليه "لا تنظرى إلىّ بهذه الطريقة و من ثم تحاولى ان تملى علىّ ما ينبغى فعله يا عزيزتى. هذا لن ينجح."
اعترضت تابى بيأس "يجب ان يتصرف احدنا بمنطق و عقلانية."
انحنى آشرون و رفعها من الكرسي كما لو انها طفلة و هو يسألها بصوت اجش فيما انفاسه تداعب عنقها "لماذا؟ نحنى لا نؤذى احداً. نحن حُرّان. يمكننا ان نفعل ما نشاء......"
"هذا ليس اسلوبى في الحياة.
جادلها آشرون و هو يجتاز البهو فيما لا تزال هى بين ذراعيه "اوقعت نفسك في فخ من القواعد غير المنطقية لأنها تجعلك تشعرين بابلامان. لكنى استطيع ان ابقيك آمنة."
إنما يمكنه ان يؤذيها بسهولة تضاهى قدرته على إسكاتها و على إدارة رأسها و إفقادها صوابها. اعترفت تابى بذلك بحرارة فيما كانت اصابعها ترفض ان تخضع لإرادتها و ترتفع لتلامس رسم حدود فكه القاسي.
"انت لا تجعلنى اشعر بالامان."
اجابها آشرون و هو يرمق وجهها القلق بنظرة "لكنك لا تثقين بأحد. و هذا ينطبق علىّ انا ايضاً. إنما يمكننى ان اعدك بأنى لن اكذب عليكِ."
"هذا لا يرحينى لاسيما أنك تستطيع ان تقدم النصائح لـ ميكافيللى حول الوصول إلى اهدافك بطرق ملتوية."
كلماته هذه جعلت آشرون يطلق ضحكة مفاجئة فيما هو يصعد السلالم. و ادركت تابى ان وقت اتخاذ القرار جاء و انقضى.
انزلها على السجادة ليفتح الباب الأول, ممسكاً بيدها و كأنه يخشي ان تهرب في اللحظة الأخيرة ثم جرها خلفهإلى غرفة نومه "و اخيراً, انت حيث اريدك. هل تصدقين ان هذه الليلة هى ليلة زفافنا؟"
"لكنها ليست كذلك..... فزواجنا ليس زواجاً حقيقياً."
استندت تابى إلى باب غرفة نومه وقد بلغ توترها اشده إذ لم تعد تشعر بالراحة و بالكاد استطاعت ان تتحكم باعصابها. و تابعت تقول "دعنا لا نخدع انفسنا بهذا الشأن. لم يخطط اى منا لجعل هذا الزواج زواجاً حقيقياً. لعلعى اضع خانم زواج لكن لا معنى لهذا."
لم يعرف آشرون امرأة يمكن ان تذكره بهذا الواقع في هذه اللحظة بالذات او يمكن ان تأتى إلى غرفة نومه من دون ان تحدد في ذهنها اهدافاً طموحة و اطماع. و خطر له ان تابى نسمة هواء عليلة في حياته, إلا ان هذه الفكرة الغريبة لم تجعله يشعر بالراحة.
اقترب آشرون منها كـ صياد يتربص بأيل خائف و اطبق يديه الأثنتين على يديها ليشدها إلى ما بين ذراعيه. و قال بصوت أجش "لا يمكن لاى شئ مثير بهذا القدر ان يكون من دون معنى."
"إنها مجرد هرمونات."
"هذا كلام امرأة لا تملك ادنى فكرة عما سيحصل."
"اعرف بالطبع ما سيحصل....."
لكنها مازالت لا تعرف ما الذى تفعله هنا, خارقة القواعد التى وضعتها لحماية نفسها عبر جعله يقترب منها إلى هذا الحد, مخاطرة ان تصاب بالضعف الذى طالما تجنبته. و تابعت تقول "إنه مجرد جنس."
تنبأ آشرون "سيكون رائعاً!"
و شدها نحوه, ضاغطاً جسمها على جسمه مما جعلها تشعر بمدى الإثارة التى تتملكه.
همست تابى بانفاس متقطعة "احب ثقتك."
"ظننت انها تزعجك."
وقفت تابى على رؤوس اصابعها لتشبك ذراعيها حول عنقه و تُنزل رأسه ليصبح بمستواها. قالت له بضعف و قد اسرتها عيناه الداكنتان اللتان لمعتا في وجهها كنار ذهبية مستعرة "اصمت."
رفعها آشرون عن الارض و حملها حتى السرير حيث وضعها أرضاً لينزع لها حذاءها قبل ان يقول "لا اريد ان اؤذيك او اؤلمك."
"إذا كان هذا مؤلماً فلا مفر من ذلك."
قالت تابى هذا بواقعية, مصرة على ألا تستسلم للخوف فبستثناء تعلقها الشديد و الاستثنائى بـ امبير, لم تختبر هذا القدر من المشاعر سواء على الصعيد العاطفى او على الصعيد الجسدى. افترضت انها تعانى من نوع من الافتتان به لكنه سيذبل و يضمحل مع مرور الزمن. و سألتها بفظاظة "هل هذا لمرة واحدة فقط؟"
رفع آشرون بصره إليها, و التسلية مرتسمة على فمه المثير و المغوى ثم اجاب "لا يمكن ان تخططى مسبقاً لكل شئ يا تابى."
فقالت له بإقتضاب "هذا ما أفعله. احتاج دوما لأن اعرف موقعى و ما افعله."
فتح سحاب ثوبها و اخرجها من طياته بسهولة و دقة جعلاها ترتجف لأنها اكتشفت انها لا تحتمل التفكير فيه مع نساء اخريات شحذن خبراته.
شعرها بعد ان شعر على الفور بعودة التوتر إليها "ما الأمر؟"
لعلها في داخلها امرأة غيورة و متملكة جداً. هذا ما خطر لها فاربكتها افكارها و تساءلت كيف يمكن لها ان تكتشف حقيقتها في حين انها لم تعش اى علاقة عميقة و حميمة مع رجل من قبل. ها هى تجلس هنا, مرتجفة على الرغم من ان الغرفة دافئة.
اخذت نفساً عميقاً فيما استمر هو في تأمل وجهها المضطرب بعبوس و ردت "لا شئ."
ثم تابعت تقول و كأنه اعاد طرح السؤال "حسناً! كنت افكر في انك بارع في نزع ملابس المرأة!"
انفجر آشرون ضاحكاً, مستمتعاً بصراحتها, مقدراً انها يمكن ان تقول بكل بساطة كل ما يخطر لها من دون ان تفكر في النتائج بدلاً من ان تقول ما قد يرغب في سماعه. و هذه الميزة نادرة ايضاً في عالمه. مازحها قائلاً "شكرا لك.... على ما اظن."
اعترضت تابى "و مازالت ترتدى الكثير من الملابس.
و كافحت كى لا تفكر انها نحيلة جداً في الاماكن التى يُقال انها تهم الرجل. على أي حال, كان يرغب فيها على الرغم من عيوبها. هذه الفكرة رفعت معنوياتها لا سيما بعد ان رأت عينيه الداكنتين تتأملانها برغبة و تقدير لم يحاول إخفائهما.
جف حلقها و هى تنظر إلى رجولته الآسرة. وقف هناك, بذقنه الداكنة بسبب لحيته النامية, و بعينيه اللامعتين و شعره المسرح فبدا رائعاً و مذهلاً كنمر في بلورة : لامع قوى و جميل.
اشاحت بوجهها و مدت يدها لترفع الغطاء و تنسل تحته في محاولة منها كى تبدو و كأنها تسيطر على اعصابها.
"انا ارغب فيكِ بشدة........"
قال هذا بصوت اجش.
"كما اريد انا اراكِ, ان اتأملك........"
قالت بضعف و هى تتراجع إلى الخلف لتختفى بين الوسائد "ليس هناك الكثير لتراه!"
اطبق آشرون يديه على احد كاحليها النحيلين و شدها بنعومة. و بحركة واحدة, اصبح إلى جانبها على السرير.
"انا لست جميلة...."
قاطعها قائلاً "لا اريد ان اسمع مثل هذا الكلام!"
و غرقت اصابعه الطويلة في بحر شعرها الأشقر ليبقيها ثابتة و هو يطبق بفمه على شفتيها. إنه يجيد التقبيل, آهـ, نعم, إنه يجيد التقبيل.
همس آشرون و هو يتأملها بعينين بلون الكراميل الذائب تظللهما رموش سوداء كثيفة "أنتِ رائعة!"
ثم انزل يده على كتفيها و راح يقبلها بشوق. تعالت من حنجرة تابى آهة, و ما لم تستطيع ان تفهمه هو انها انتقلت في غضون لحظات من حالة عدم الثقة بما تفعله إلى حالة الشوق الشديد إلى ما يقدمه لها.
قال لها بصوت ابح "إذا اردتينى ان اتوقف في اى لحظة, فيكفى ان تقولى لا."
فهمست و يداها ترسمان خطوط صدره المفتول العضلات "ألن يكون هذا صعباً جداً عليك؟"
"أنا لست مراهقاً, و يمكننى ان اسيطر على نفسي."
لكنه اضاف فيما هى تمرر يدها بنعومة على طول جسمه مثيرة فيه رد فعل قوى "طالما انك لا تكثرين من لمسي بهذه الطريقة."
تملكها شعور بالرضا حين اكتشفت انها تؤثر فيها بقدر ما يؤثر فيها, و فجأة, احست بألم حاد فصرخت بذهول مما جعله يجمد مكانه.
سالها آشرون على عجل "هل تريديننى ان اتوقف؟"
"لا داعى لذلك."
كما ان الالم سرعان ما اختفى فيما استمر الم الشوق الذى اثاره فيها. مدت ذراعيها لتحتضنه و تدنيه منها اكثر و ارحت اصابعها تداعب ظهره البرونزى العريض.
خبرته اثارت دفقاً من المشاعر و الاحاسيس التى صدمتها لحدتها و جعلتها تشعر و كأن آلاف الالعاب النارية تشتعل في داخلها. و اجتاحتها عاصفة من الشغف مع قلب بدا و كأنه يقرع كالطبول في اذنيها.
استلقت تابى المشوشة بين اغطية السرير, تراقب آشرون الذى قطع الغرفة بخطى واسعة ليلتقط شيئاً ما قبل ان يتوجه إلى الحمام الذى سرعان ما وصلها منه صوت المياه المتدفقه. ما ان انتهى حتى ابتعد عنها و لم يبذل اى جهد كى يلمسها مجدداً. و آلمها ان تدرك كم كانت تود لو يحضنها بطريقة حميمية و عاطفية, طريقة تعترف بالحميمية التى جمعتهما كما ازعجها ان تشعر بهذا القدر من الألم جراء انسحابه. على اى حال, لم تكن تتطلع إلى الحب او الالتزام او تتوقعهما, أليس كذلك؟ لا, فهى ليست بهذه السذاجة.
إنها المرة الأولى في حياتها التى تشعر فيها برغبة جامحة في ان تختبر هذا البعد الإضافى مع رجل, إلا ان مغادرته السريعة للسرير خيبت املها و جعلتها تشعر انها تعرضت للاستغلال و النبذ. و قالت لنفسها إن ما تفكر فيه سخيف لأنه لم يستغلها ابداً. في الواقع, كانت مستعدة نوعاً ما لأن تعترف بأنها هى من استغلته حين قدّرت انه يتمتع بالخبرات و المواهب القادرة على جعل تجربتها الأولى ممتعة. لكن هذا لا يعنى ان تسامحه بعد ان خيب املها لأنه لم يتصرف بشكل حساس.
نزلت تابى من السرير و ارتدت ملابسها على عجل ثم سرحت شعرها باصابعها و ابعدته عن وجهها قبل ان تقترب من باب الحمام.
كان آشرون يستعد للخروج من تحت الماء و قد لف منشفة على وركيه
قالت تابى بسخرية و هى تكبح ذبذبات حضوره الطاغى القوية المسيطرة "تحصل على ممتاز في ممارسة الحب و على صفر في المتابعة."
نعم, إن آشرون ديميتراكوس رائع و مذهل لكن ليس مهماً في نظرها مقارنة مع الطريقة التى عاملها بها.
نهاية الفصل السادس
منتديات ليلاس
قراءة ممتعة :)
|