كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 499 – أكثر من حلم أقل من حب - لين غراهام
"جرذ يحمل وثيقة زواج!"
رمقها آشرون بنظرة تعاطف ساخرة و قال "أنا جرذك لأنك علقتِ معى."
صرخت تابى "أنزلنى! و إلا ستندم!"
"لا, أفضل هذه الوضعية على سماعك تصيحين في وجهى من الناحية الأخرى من الغرفة."
"لم اكن اصيح!"
كرر آشرون كلامه "كنتِ تصيحين. و انا لا اجادل بهذه الطريقة."
"لا آبه بطريقتك في الجدال!"
و راح آشرون يفكر بذهن شارد بأن هاتين العينين اللتين يتطاير الشرر منهما, و هذا الفم المغرى المثير حركت كل هرمون من هروموناته و اثارته كمراهق عديم الخبرة. لم يفهم ما يجرى, و لم يأبه لذلك و لم يعتقد انه يحتاج لأن يفهم, لكنه قرّب ذاك الفم الشهى من فمه فجاء طعم شفتيها لذيذاً و غنياً و حلواً و مغوياً كثمار الفراولة الناضجة في يوم صيف حار.
"لا.... لا......"
حاولت تابى ان تعترض لكن اعتراضها بدا و كأنه موجه لذاتها و ليس إليه.
لم يسبق لأحد ان قبّل تابى كما فعل, بكل هذا الشغق الذى يخفيه خلف قناع بارد و الذى شعرت به في كل مرة تواجدا معاً.
و اعترفت ببساطة بأنه مثير جداً جداً و كأنها تقدم لنفسها عذراً. و عندما رفعها اكثر ليمسك بها بشكل افضل, أفلت يدها. و بدلاً من ان تستعملهما لتفلت من قبضته, و ضعت إحداهما على كتفه و دست أصابع الأخرى في شعره الأسود الكثيف و الناعم. ثم انزلها على شئ ما ناعم و لين.
و على الرغم من ان جرس الإنذار رن في مكان ما من عقل تابى إلا انها ادركت كم تحب الشعور بجسده القوى و المفتول العضلات. في الواقع, كانت كل خلية من خلايا جسمها تنتفض و تهتز بطاقة مكبوتة, فتصلبت و قد انقطعت انفاسها بعد ان اجتاحتها موجة جديدة من الأحاسيس. لم تختبر مثل هذا الشعور بالحاجة قط من قبل, و لم تشعر يوماً بمثل هذا القدر من الإثارة. و فجأة, تعالت اصوات اخرى قضت على هذا التفاعل الجسدى : صوت قرقعة تلاه صوت خطوات تتراجع على عجل.
تساءلت تابى و هى تبتعد عنه لتجد نفسها على الكنبة "يا إلهى, ما كان هذا؟"
و اصيب جسمها بالذعر عندما اصطدمت عيناها بعينيه الغائمتين فدفعته من كتفه و انسلت من تحت ثقل جسمه بسرعة جنونية.
همس آشرون و هو يطبق أصابعه السمراء الطويلة على اصابعها "دعينا نذهب إلى الفراش."
الأمر بسيط و عادى بالنسبة إليه. هذا خطر لها حين تلفظ بجملته الأخيرة و تملكها الغضب لأنها لم تحاول حتى ان تقاومه. ابتعدت عنه إلى الزاوية الأخرى من الكنبة و راحت تملس شعرها الأشقر و تبعده بيدين مرتجفتين عن وجهها الذى بدا احمر قانياً لشدة ما شعرت بالخزى من سلوكها.
"لا, دعنا لا نفعل..... فهذا سيفسد الأمور."
أعلن آشرون بإصرار "السرير مريح اكثر من الكنبة."
أجابته تابى بإحباط و قد اجفلتها لسعة الأنفصال عن جسمه النحيل القوى "أنا لا اتحدث عن المكان بل ارفض الفكرة و اقول إننا لن نفعل هذا."
يستحيل ان تكون امرأة اخرىفى لائحة آشرون الطويلة للنساء اللواتى يسهل الحصول عليهن, مجرد جسد انثى لتحقيق رغبة رجل لم يعتد ان يعيش من دون جنس.
و فجأة بفضل الدرس الذى تعلمته الآن من آشرون, ادركت لِمَ لا تزال عذراء حتى الساعة. لم يجذبها اى رجل آخر بما يكفى لتُسقط دفاعاتها. هذا كل ما سيجمعهما, جنس واضح و صريح, و ليس علاقة تتوق إليها امرأة حساسة, و هى حساسة جداً أليس كذلك؟ ألم تكن كذلك؟ و ازعجها فعلا ان تستمر في تقدير وسامة ملامح وجه آشرون الأسمر الرجولية وجسده القوى و الطويل حتى فيما هى تفكر و تعيد تحصين دفاعاتها مجدداً.
زفر آشروون بشئ من الغضب قبل ان يقول "أن ترغبين فىّ و انا أرغب فيكِ."
فعلقت تابى بصوت مرتجف و بنفس مقطوع و هى تتذكر عناقهما الحار و الحاجة القاهرة التى اثارها فيها "هذا غريب, أليس كذلك؟ اعنى, نحن لا نتصرف بشكل حضارى حتى مع بعضنا البعض."
و كبحت الذكرى قبل ان تقف و تملس ثوبها بعناية.
عندئذٍ قال آشرون بصوت اجش و هو ينتصب واقفاً برشاقة طبيعية
"لكنك تثيريننى."
اشاحت تابى بنظرها عنه وعلقت "دعنا لا نتحدث في هذا... أنا و أنت؟ إنها فكرة سيئة جداً. ما يجمعنا اشبه بما يجمع القط و الفأر."
ثم تابعت تقول و هى تتراجع بتصميم نحو البهو "أود ان ارى غرفتى."
تطوع آشرون بضحكة لا مبالاة "سأرافقك فقد اخفنا الموظفين. اعتقد ان الأصوات التى سمعناها هى صوت احدهم و هو يحضر لنا القهوة و قد رآنا في ذلك الوضع."
قاطعته تابى بصوت حاد, متمنية لو يغير الموضوع "نعم, اتخيل ما رآه."
اجاب آشرون بلا مبالاة, رافضاً ان يطاوعها فيما هو يقودها إلى اعلى "حسن, هذا شخص سيقتنع بأننا فعلاً عريسان في شهر العسل."
ذكرته بعناد "لكننا ليس كذلك."
ردت هازئة "ستجعلنى عجينة طيعة لو كنت كذلك. ما زلت غاضبة منك يا آشرون فقد استغليت جهلى."
فأشار آشرن بنبرة هادئة لا تحمل اى أثر للاعتذار "أنا ذكر حتى العظم و انا مبرمج منذ الولادة على الاستغلال. لكنك من دفعنى إلى هذا فيما لم اكن اتوقع ذلك."
و فتح باباً مزدوجاً عند آخر الرواق يؤدى إلى بهو به بابان, قائلان و هو يفتح الباب الأول "هذه غرفتى."
و من ثم فتح الباب الآخر قبل ان يضيف "وهذه غرفتك...."
عضت تابى شفتها السفلى قبل ان تسأل "هل علينا ان نكون قريبين إلى هذا الحد؟"
همس آشرون بنبرة ناعمة كـ الحرير "أنا لا اسير اثناء النوم إنما مرحباً بك إن اخترتى ان تزورينى."
"لن افعل هذا."
دخلت تابى إلى الغرفة الكبيرة و راحت تتأمل الجناح لتنتقل بعدها إلى غرفة الملابس حيث فتحت الخزانة و وقفت مقطبة تتأمل الملابس المعلقة فيها.
"هل نسيت آخر صديقة لك أن تأخذ ملابسها معها؟"
"هذه الملابس لك. أنا طلبتها. ستحتاجين إلى ملابس صيفية هنا."
أرجعت تابى رأسها إلى الخلف لتتأمل بعينين بنفسجيتين مرتعشتين "أنا لست دمية تختار لها الملابس و تلبسها."
"أنت تعلمين ان كل ما ارغب فيه هو ان اخلع ملابسك عنك."
احمرت وجنتى تابى مجدداً و زمت شفتيها فيما تابع آشرون معلقاً بتسلية مفاجئة "أنت تحمرين كالنار المضرمة."
و ابتعد عنها ليفتح باباً آخر في الناحية المقابلة من الغرفة, باب يفضى على ما يبدو إلى جناحه الخاص.
فكرت تابى في ان تقفل الباب لكنها عدلت عن رأيها إذ ان مثل هذا التصرف مثير للشفقة. و لعل المفاجئ هو انها تثق فيه من هذه الناحية ولا تخشي من ان يحاول أخذ ما ليست مستعدة لتقديمه. إذا استطاعت ان تقاوم سحره جاذبيته فهى واثقة من أنه سيقاوم جاذبيتها بدوره و يبحث عن امرأة أخرى أكثر خبرة و مرحاً مناه. إلا انها لم تحب لسوء الحظ فكرة وجوده مع امرأة أخرى و وبخت نفسها على هذا لأنها كانت تعلم انها لا تستطيع ان تمنعه من الاقتراب منها و من الخروج مع امرأة اخرى في الوقت عينه. إما ان يكونا معاً و إما ألا يكونا, ما من حلول وسط او انصاف حلول.
نزع آشرون ملابسه ليستحم. كان لا يزال يشعر بالإثارة الشديدة و تساءل متى كانت آخر مرة رفضته فيها امرأة. لم يستطيع ان يتذكر و بقى قرار تابي و تصميمها يعتملان في صدره, وراح يفكر في ان هذا التحذير بأن يتجنبها اتى في الوقت المناسب.
لكنه لوى فمه و هو يشعر بالرغبة في ان يحلم بجسدها الصغير و هو يلتف حوله. إن كانت تُعلق هذا القدر من الأهمية على العلاقة الجنسية فهو لا يريد بالتأكيد ان يتورط.
نقبت تابى في ملابسها الجديدة التى اشتراها لها من دون ان يعلمها. و اختارت ثوباً طويلاً من قماش قطنى, بدا لها جميلاً لكن اهم ما يميزه هو انه يغطى كل ما يمكن ان يجده الرجل مثيراً. إذا بقى يديه بعيدتين عنها فستفعل مثله, و عضت شفتها السفلى بأسنانها. لن يحدث شئ بينهما مجدداً, لا شئ. يمكنها ان تتعامل معه و ان تواجهه, يمكنها هذا. لعل ثري و وسيم جداً و ذو خبرة في التعامل مع النساء لكنها لطالما كانت قادرة على حماية نفسها بشكل غريزى.
مدعمة بهذه الفكرة, اغتسلت تابى و بدلت ملابسها ثم خرجت لتبحث عن الجناح الذى خُصص لـ امبير و مدبرتها.
نهاية الفصل الخامس
قراءة ممتعة
منتديات ليلاس
|