كاتب الموضوع :
شيماء علي
المنتدى :
مدونتي
رد: قهوة سوداء
عادي أنزل مراجعاتي عن اللي اقراه بصفحاتي الخاصة ؟؟
اممم
خل اقول احتفظ بنسخة هنا بما اني استاذة باعادة لابي كيوم ولدته امه من فترة لاخرى والضحية طبعا كتاباتي
.
.
كلمة الله .. الكاتب : أيمن العتوم
الواحدة وتسع وثلاثون دقيقة من منتصف ليل الثامن من فبراير لعام ألفين وسبعة عشر من الميلاد ..
في هذه اللحظة بالذات، أنهي قراءة رواية بدأتها بالأمس أو قبله ربما، رغم أنني اقتنيتها وأخواتها ورغبت في قراءتهم منذ أمدٍ بكل تأكيد..
حسناً، من الجيد أن رغبتي قد أجل تنفيذها؛ فلا المزاج ولا الصحة كانا يسمحان بالمكوث على هذه الصفحات القليلة نسبياً بالنسبة لي وإتمام قراءتها.
أعترف أنني لم أتحمس كثيراً للبداية ولولا معرفتي بمحتوى الرواية وبالنهاية وتجربتيَّ السابقتين مع الكاتب فلم أكن لأكمل.
لست ذلك الشخص المغرم بتخيل ما قد يقوله نبيّ في موقف ما كما بدء الكاتب سرده مثلا..
مع مضي الصفحات، وجدتني أنجذب لها أكثر وأتعجل في إنهاء كل حرف لأصل إلى الحرف الذي يليه حتى كانت آخر الصفحات حيث بت أجبر نفسي على الإكمال وتجرع الألم مركزاً على دفعة واحدة خير من التجزئة وإرجاء شيء منها إلى الغد.
ماذا أقول في هذا؟! ربما ما زلت أحتفظ بشيء من رقة القلب!
محاور الرواية الثلاث، بتول، صالح، ومراد هم بالتأكيد أشخاص موجودون حولنا .. موجودون في كل زمان ومكان ..
أشخاص إما يريدون الهداية أو يتحاربون مع ضلال خطئاً يظنون هم في حربهم معه أنهم قد انساقوا إليه كلياً ..
حسناً، لو أن مراداً كان قد انساق كلياً وراء ضلاله، فلم سمح لصالحٍ بأن يناظره؟! ولم سعى بنفسه بعد ذلك لأن يحاوره؟! هو –أو هم- أشخاص يسعون للاقتناع .. اقتنعوا بما هم عليه من إلحاد لأن أحداً من أي جهة أخرى لم يقنعهم بمعتقده أصلاً، فلم يكون الرد تكفيراً بدلاً من حوار؟!
إليكم الاكتشاف –إن لم تكونوا قد توصلتم إليه بأنفسكم، أو إن كنتم بحاجة لمن يلقيه في وجهكم- أنتم بهذا التكفير تدعمون موقف الملاحدة وتقوون حجتهم .. هكذا بكل بساطة وبلا تعقيد!
وللعجب، فحتى وسيع البال، شديد الصبر، قوي الحجة ذاك الذي يحاول أن يستلم دفة الحوار مُهَاجَمٌ هو الآخر من كل الجهات والأديان التي وقفت من قبل تكفر ذلك الملحد بحجة أنه بحواره معهم يعطيهم حجماً، ربما .. ليش طال عمرك ما كانوا مآخذين حجمهم بالسابق مثلا؟!
أما قصة بتول فهي مختلفة تماما .. رأيتها منذ البداية طفلة بغير تفكير الأطفال المعتاد .. لم تغيرها حياة المدينة في سنينها الأولى فعاشت وسط طبيعة القرية وبين الطرق والجبال التي اعتاد والدها أن يصحبها خلالها ليتفتح عقلها بأسئلة يستحيل إخراسها داخل رأسها وإن أسكتها أبوها ظاهرياً .. تحاول الوصول لإجابة بيت تلك الأشجار وعلى قمم الجبال ليكون أبوها بمحاباته لها واتخاذها رفيقة رحلاته سبباً فيما يسميه هو ضلالها بعد ذلك.
التعذيب الذي تعرضت له واقع لا أظنه خفياً على أحد منا .. شيء معهود تماماً في مجتمعاتنا كما قتْل مراد كما رمي صالح للذئاب كما كل فعل متطرف في حق أي شخص انشق عن جماعته يقوم به جماعته السابقة والحالية كذلك ..
لا أحسبهم كانوا استقبلوا البتول بنفس الطريقة لو أنها لم تقتل بتلك البشاعة!
الباقون .. الباقون يحتاجون مجلداً إذا تركت لنفسي العنان للحديث عنهم، ربما ..
والد بتول مثلاً، أثبت صحة النظرية القائلة بأن لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومضاد بالاتجاه .. فعل البتول لم يكن بالصغير أبداً في عينيه ولا في عيني أي من شخصيات أو قراء الرواية. ربما لولا الشياطين المتنكرة على هيئة بشر حوله والذين زادوا من اشتعاله لكان رد فعله أهدء قليلاً ولكن أنى له أن يهدء وعلى رأسه يقف وائل والقس! ثانيهما أنأى بنفسي عن الخوض في أمره أو أمر من شابهه من رجال أي دين، أما أولهما فشيطان منذ البداية ربما..
تمنيت لو أعرف أي رحم لفظه إلى الدنيا لأجد جواباً على تساؤلي إن كان الحب على بذره كما نقول أم أن شيطانه غلبه، كما نقول أيضاً ..
مريم التي كان من المفترض بحكم طبيعة حياتها أنها هي الثائرة في وجه ابنتها، ولكن حنان الأم وقوة الفطرة كانت الغالبة عليها .. آسفة لاصطدامك بالحقيقة البشعة.
للعم رشدي لا أدري ما أقول سوى شكراً لأنك لم تكن جزءً من بشاعة النهاية.
وعد، صديقة قلما نجد مثلها في هذا الزمان .. يكفي حفاظها على سر صديقتها ..
لفت انتباهي في حوارات وعد مع بتول أن محاولتها إثناء تلك الأخيرة عن قرارها قامت دوماً على تخوفها من عواقب القرار المتمثلة في ردة فعل أهلها أكثر مما كانت بسبب اعتقادها في خطأ ما تحولت إليه بتول أو ضعف حجتها.
بغض النظر عن ملاحظتي تلك، يبدو أن وعداً كانت أخبر بوالد بتول أكثر من بتول نفسها.
كتعليق أخير، سأحب أن أعيد قراءة هذه الرواية ولكن إذا تمكنت من استجماع قواي بالتأكيد.
|