كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
- أخبرتك أني لا أريد أن أطلقك يا ليلى
- الأمر لا يتعلق دائما بما تريده و ما لا تريده يا سيد ماهر ، هناك أشخاص آخرون بوجهات نظر مختلفة يعيشون معك على نفس الكوكب ، كل ما عليك فعله هو أن تنظر حولك
شعرت بيديه على كتفيها قبل أن يديرها لتواجهه ، للحظات طويلة ظل ينظر إلى ملامحها الجامدة قبل أن يضمها إليه بقوة ، يسكنها في صدره و بين ذراعيه ، صوته دافئ عميق و هو يقول
- القسوة لا تليق بك يا ليلى
جاهدت كي لا تطوق عنقه بذراعيها و تتشبث به كما فعلت مرارا من قبل و كما تتمنى الآن أن تفعل
بدل ذلك جذبت نفسها منه لترفع رأسها و تقول له بألم من خلال دموعها
- ما الذي يليق بي إذن : الذل ، الخنوع ، المهانة ؟
أغرقها داخل صدره وأغرق وجهه داخل شعرها و هو يقول بصوت مشبوب :
- يليق بك الدفء يا ليلى ، الحب يا ليلى ، الحنان يا ليلى
احتضن وجهها بين كفيه و هو يقول بعتاب :
- كيف لشجار وحيد بيننا أن ينسيك جميع ما عشناه معا
كيف لسوء تفاهم واحد أن يجعلك تقررين الرحيل بلا عودة
- لم أرحل بسبب كلامك ولا حتى بسبب صفعتك لي يا ماهر ، همست و دموعها تبلل كلماتها ، أنا رحلت لأنك لم تعطني أبدا ما أنا بحاجة إليه منك
وضع يدها على موضع قلبه و قال بصوت مختنق :
- كل هذا و لم أعطك
كل هذا و لم أعطك يا ليلى
اختنقت هي أيضا بدموعها و للحظات طويلة استسملت له تماما قبل أن يأخذها من يدها و يجلسها بجانبه
- ما هي شروطك يا ليلى لتعودي إلي ؟
اذا كانت كلمة آسف هي ما تريدين سماعها مني فأنا آسف بدل المرة ألف
- لا أريد سماعها إن كنت تقولها و أنت تؤمن أنها تنزل من مقامك
- أنا أقولها لأنها سترفع من مقامك يا ليلى
و الآن أملي علي شروطك يا ليلى لأنك ستعودين إلي شئت أم أبيت
نظرت في عمق عينيه :
- ليست لدي شروط
لكن ...
لدي أحلام
أحلم أن تحترمني كما أحترمك
أحلم أن تقدرني كما أقدرك
لن أقول أني أحلم أن تحبني كما أحبك لأنك أبدا لن تستطيع مهما حاولت
لكني أحلم بأن تحافظ على حبك لي و على حبي لك
من الدنيا ، من الزمن
من عيون الناس و من كلامهم
كل الناس يا ماهر ، كلهم ، كلهم دون أي استثناء
- ماهر فهمك تماما يا ليلى ، قال و هو يقبل باطن يدها بعمق ، ماهر ليست دماغه مقفلة إلى ذلك الحد.
و الآن تعالي عندي
قاومت جذبه لها و هي تقول بارتباك :
- انتظر يا ماهر ، تذكرت ، لدي شرط
- حلم آخر ؟
- كلا يا ماهر شرط ، ترددت قليلا ثم قالت بتصميم ، شاهيندا محرم عليها دخول بيتنا
- هذا ليس شرطا يا ليلى ، هذا من المسلمات و الآن اقتربي
كانت على وشك الاستجابة عندما رن هاتفها و و جدت نفسها تقاوم جذبه لها للمرة الثانية و هي تحاول أن تخاطب فيه صوت العقل :
- دعني على الأقل أرى اسم المتصل يا ماهر
تركها و هو يتأفف بصوت مسموع بينما احمر وجهها فورا و هي ترى اسم أبيها ،
ابتسمت بارتياح عندما تناول منها الهاتف و بدأ يكلمه :
- السلام عليكم و رحمة الله
- ………………….
- ليلى معي يا حاج مصطفى و لا داعي لأن تنتظروها لأني لن أعيدها
راقب خجلها باستمتاع بينما يستمع بابتسامة مسترخية لوالدها :
- نعم اضطررت لخطفها يا حاج مصطفى ، قال ضاحكا ، أنت تعرف بنات هذه الأيام لا تنفع معهم سوى العين الحمراء
و العين الزرقاء كذلك يا باشا ، فكرت ليلى و هي تتظاهر بالبراءة ، لا تستهن بها أبدا . أسدلت جفنيها بكسل و رأسها مستندة على كتفه ، ما أجمله من شعور و ما أحلاه من غرور و هي تستمع لرجلي حياتها بينما يناقشان موضوعها المفضل : هي .
- فعلا بنات هذا الجيل متعبات جدا لكن دعني أهنئك يا حاج ، واحدة منهن فقط أرهقتني و أنت تحملت خمسة ، بطل و الحق يقال
- …………………..
- آه أولائك الرجال ليكن الله في عونهم ، واحدة و أتعبتني فما بالك بأربع
- ………………….
- حقا تنصحني أن أجرب ؟
لكزته بكوعها و أشاحت عنه بغضب.
- عن إذنك يا حاج مصطفى ، لا أريدها أن تهرب ثانية
أغلق المكالمة ثم أغلق الهاتف و أغلق عقله عن أي كلام .
- تعالي ، قالها بنبرة لا تحتمل النقاش.
|