- أمي سأترك مي لديكم ليومين ، قال و هو يتناول منها فنجان القهوة .
- لديك رحلة داخلية ؟
- نعم ، قالها و هو يفكر بأنها فعلا كذلك
شيء آخر يا أمي ، من فضلك لا مزيد من المرشحات
- ما الذي لم يعجبك في الفتاة يا ماهر ، شاهيندا و اقتنعت أنك لن ترتبط بها أبدا ، لكن هذه الفتاة أخبرني ما الذي ينقصها ؟
أعطها فرصة أخرى و اسمح لنفسك أن تعرفها أكثر
- أمي السبب الوحيد الذي جعلني أتحمل الجلوس معها هو أنها أولا فاجأتني و ثانيا أني عرفت منها أنها لم تأت من تلقاء نفسها و إلا صدقيني كنت قمت و تركتها على الفور
صمت عابسا ثم قال :
- أخبريني يا أمي ، هل أبدو لك يائسا إلى درجة أن أهتم بفتاة جاءت تعرض نفسها علي
- آسفة بني ، كان من المفروض أن أرسل أبوها يعرضها عليك ، حينها أراهن أنك كنت ستوافق
أغمض عينيه قليلا و زفر قبل أن يقول بهدوء :
- من فضلك يا أمي لا مزيد من المرشحات ، لدي زوجة بالفعل
- زوجة غائبة عن بيتها منذ أكثر من شهرين و نعم الزوجة يا حبيبي
- لقد صفعتها يا أمي
- و ماذا في ذلك يا بني ؟ ليست أول واحدة و بالتأكيد لن تكون الأخيرة
ثم الأدب مفيد يا حبيبي
- هل رفع أبي يده عليك يوما ما يا أمي ؟
- ولد !! قالت باستنكار ، إياك أن تقارن بيني و بينها ، أنا و الحمد لله عندما تزوجت و رغم صغر سني أتيت من بيت أسرتي متربية جاهزة ، أتيت و أنا أعرف جيدا حدودي مع زوجي لذلك عرف هو الآخر حدوده معي
ازداد وجومه و تشاغل بشرب قهوته . سمعها تتنهد بعمق قبل أن تقول :
- لم أرك بهذه الحالة يا ماهر منذ وفاة كاميليا رحمها الله
للحظات ساد بينهما الصمت ثم قالت أخيرا وهي تلتقي عينيه :
- أموت و أعرف بني ما الذي فعلته لك تلك الفتاة لتجعلك تحبها
- أرزاق يا أمي ، أرزاق ، تمتم و هو يضع فنجانه
- ابني صدقني كما استطاعت هي رغم عيوبها أن تنسيك كاميليا فستأتي غيرها و أفضل منها و ستنسيك إياها
- و من قال أني أريد أن أنساها ، قال و هو ينهض ليغادر
ودعها ترافقه جملتها الأخيرة .
لا يستطيع أن ينكر أن كلامها فيه بعض الصحة لأنها بالفعل نوعا ما أنسته كاميليا ،
لا يريد أن يركز على هذه النقطة كثيرا لأنه عندها سيصبح صغيرا جدا في عين نفسه فبأي منطق تكون أشهرا في ثقل و عمق عشر سنوات .
…………………………………