كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
الفصل العشرون ( الجزء الثاني )
دخل إلى البيت و روحه في حلقه كما أصبح حاله منذ رحلت .
رحلت كأنما لم تعش معه يوما واحدا ،
ربما كان هذا هو قدره : أن ترحل نساءه من حياته .
قدر غريب ، جمعه بكاميليا ثم جمع هذه الأخيرة بليلى ليصبح هو قدرهما و تكونا هما قدره ،
كلتاهما تشاركتا في الأذواق ، في الآراء و الميول و أخيرا تشاركتا في قلبه .
و كلتاهما اختارتا الرحيل عنه .
أستغفر الله ، تمتم و هو يهز رأسه ، كاميليا لم ترحل بإرادتها ، كاميليا اختارها الموت .
لكن على من يكذب ، كاميليا لم تكن يوما موجودة حقا من أجله .
كاميليا رحلت منذ اختارت أن تكرس الجزء الأكبر و الأهم من حياتها لخدمة إنسانيتها و إنسانية من حولها.
لذلك كاميليا ، رغم حبه الكبير لها و احترامه الأكبر لكل ما تمثله ، لم تستطع أبدا إرضاء غرور الرجل فيه لأنها لم تعش لتحبه ، لم تحيى لتكون زوجته و رفيقته .
لكن ليلى ….
يعترف أنها أرضت كل ذلك الغرور و أكثر و أكثر .
أكثر بكثير مما كان يتوقع .
ربما لأجل هذا ، لأجل قوة مشاعرها نحوه اعتقد أنها لن تقاوم طويلا و ستعود بإرادتها.
لذلك اتبع معها سياسة عدم السؤال و هو يظن أن تجاهله لها سيكسرها ، سيرغمها أن تتراجع و ترجع إليه ،
لكن أسبوعين مرا دون أن يتغير أي شيء و لن يكون هو الطرف الذي سيتنازل.
إذن أية كلمة تصف ما قام به منذ قليل حين ذهب ليقابلها أمام مقر عملها .
و أية كلمات تحكي عن شعوره وهو ينتظرها في السيارة ، وهو يراها تخرج مع زميلاتها ثم و هو ينظر بعدم تصديق إلى ابتسامتها !
كان على وشك النزول من سيارته حين شاهدها تصطدم بأحد الداخلين إلى الشركة أثناء نزولها الدرج.
لا يدري كيف يصف ما حصل له و هو يرى الرجل يمسك بذراعها ليساعدها على حفظ توازنها و لا ما شعر به بعدها مباشرة و هو يلمح تلك النظرة في عيني الآخر الذي وقف يراقبها بعد أن أكملت طريقها مبتعدة عنه .
من شدة هيجان غيرته نسي أمر النزول حتى شاهدها تركب سيارة شقيقها و تغادر معه.
و إلى هذه اللحظة يكاد يشتعل عندما يتذكر كيف ضرب بقبضته المقود عدة مرات و هو يفكر بجنون :
" تعيش و تمشي بينكم لمدة ثلاثمائة قرن ، يا أبناء ال... ، و لا أحد منكم يلتفت إليها .
و الآن بعد أن وضعت بصمتي عليها ، تريدون أن تستلموها على الجاهز. "
الآن و هو يشعر بدمه يغلي داخل عروقه يعطي كل العذر لأولئك الرجال الذين يحبسون نساءهم و يمنعونهن من الخروج.
لن يستطيع أن يرى موقفا آخر مثل هذا و يتحمله .
كلا ، يعلم جيدا أنه لن يتحمل أكثر .
|