كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
سمعت خطواته بقلبها قبل أذنيها كالعادة ، وضعت المشط من يدها و التفتت في مقعدها لتفاجأ بدخوله بقوة .
رفعت عينيها إليه و هي تبدأ بالابتسام لكن الصقيع داخل عينيه قتل ابتسامتها في مهدها.
هذا رجل تم حشو قلبه ضدها .
- لماذا أخبرت أمي أنك حامل ؟ هكذا بادرها دون سلام و لا كلام.
- أنا لم ...
- إياك أن تكذبي ، أمرها بحدة
لكن الكلمات استمرت في التدفق كأنها لم تسمعه
- أنا لم أخبرها أني حامل
- لقد حذرتك للتو من الكذب علي
- أنا لا أكذب ، لم أخبرها مطلقا بأني حامل ، إن كان هذا ظنها فقد تخيلت ذلك لوحدها
- كما قد يتخيل أي شخص يراك ترفضين شرب القهوة و تتوجهين إلى الحمام مرتين لأنك تشعرين بالغثيان
- من حقي أن أرفض شرب القهوة و من حقي أن أشعر بتوعك في صحتي ، قالت بكل هدوء
أغمض عينيه لثوان في محاولة منه للسيطرة على نفسه
- لماذا لم تُكذّبي تخميناتها عندما بدأت شاهيندا بالتلميح إلى حملك
- لقد حاولت و لكني
- و لكنك؟
- و لكني شعرت بالحرج
- شعرت بالحرج قالها و هو يصر على أسنانه و يتلفظ بشتيمة خافتة لكنها مسموعة
اندفعت أصابعه تخلل شعره بحركة متوترة ثم قال ببطء مقصود :
- هل هو نفس الحرج الذي منعك أن تخبريني بأنك ما زلت بكرا في تلك الليلة
للحظات ظل عقلها متجمدا عاجزا مثل شفتيها الفاغرتين ثم خرج صوتها مرتجفا ، غير واثق
- أنا لم ، أنت تعلم أنه ، صمتت قليلا ثم قالت تحاول التركيز :
- هل تستطيع أن تفهمني ما دخل ذلك الموضوع فيما حصل اليوم
- هذا ما أتوقع أن تفهميني أنت إياه لأنه على ما يبدو شعورك بالحرج يأتي دائما في الوقت المناسب
صمت قليلا ثم قال بصراحة قاسية :
- أنت تعلمين تماما أني لو كنت أعلم أنك بكر لما اقتربت منك
توقف ينظر إليها متفحصا بينما واجهت نظراته في سكون تام
هل يتوقع منها ردا ما على ما قاله ، إن كان ينتظر فلينتظر لبقية عمره
- لا تلوميني إن اعتقدت أنك تعمدت أن تخفي عني الموضوع لغرض في نفسك
- غرض مثل ماذا ؟ قالت و هي مازالت ترفض أن تصدق
- ربما كنت تمنين نفسك بأن أحتفظ بك
- تحتفظ بي ؟
تشبثت أصابعها بحافة منضدة الزينة أمامها ، و فجأة عادت غرفتها التي ليست غرفتها لتبدو لها كبيرة باردة نائية كبحر تتقاذفها أمواجه بلا رحمة.
كيف يتوقع أن تجيبه ؟ ماذا يتوقع أن تجيبه ؟
هل تقول له مثلا : أنا آسفة لأنه كان من المفترض أن لا أكون بكرا تلك الليلة يا سيد ماهر و أن لا أتعب ضمير جنابكم الموقر.
- هل كنت تعتقد حضرتك أنك ستفعل ما فعلت و لن يتغير في أي شيء كأني لباس قديم مستعمل لن يضار أحد لو تم ارتداؤه ثانية ؟
- شيء من هذا القبيل ، نعم
حاولت أن ترد أن تقول شيئا ما ، كلمة ما لكن لا شيء لا صوت تمكن من المرور عبر حلقها المغلق.
فقط نظراتها تجمدت و هي تحدق في وجهه الذي بدا غريبا بعيدا في تلك اللحظة ككل شيء آخر في هذا البيت
- من المفترض أن أدهش لأنك تكلمني بهذه الطريقة بعد ما حصل بيننا و لكني لست مندهشة ، لست مستغربة ، في الواقع هذا متوقع تماما منك
- ليلى قال محذرا و هو يقترب منها عدة خطوات
رفعت عينيها إليه و هي تواصل بصوت أعلى و بسخرية أمر :
- هذا شيء متوقع تماما من شخص غير طبيعي ، من شخص ….
كانت تريد أن تقول أكثر ، كانت ستقول أكثر بالتأكيد قبل أن يسبقها هو و يخرسها بصفعته .
صفعة أنيقة محكمة أدارت وجهها بزاوية كاملة .
غادر مغلقا الباب خلفه بعنف يأبى إلا أن يكون خروجه عاصفا مثل دخوله
لا تدري لم شعرت أنه بخروجه من ذلك الباب خرج من حياتها و أخرجها من حياته
لا تدري لم لم تشعر بالحزن و لم تشعر بالفرح
لا تدري لم لم تعد تشعر على الإطلاق ، هذا أفضل ، هذا أفضل
إذا كنت لا تشعرين إذن لماذا الدموع ، لماذا الدموع ؟
و ككل دموع غادرة بدت قليلة متباعدة كأمطار ليلة صيف ثم لا تدري كيف تعالت شهقاتها واحدة تلو الأخرى واحدة تلو الأخرى لم تستطع كفاها أن تكتمها .
و لا تدري كيف في طريقها إلى الفراش الواسع أصبح نشيجها بكاءًا و تحول البكاء عويلا. .............
|