كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
نظر إلى الرقم باستغراب و هو يتساءل أين من الممكن أن تكون في مثل هذا الوقت
- ألو
- ألو بابا ، أريد أن أخبرك شيئا ما.
أنهى المكالمة و هو يتلفت حوله
- اخرجي يا ميْ ، أمر بنفاذ صبر
خرجت له من وراء الجدار الصغير الفاصل بين قاعة الاستقبال و الصالون.
تحاول دون نجاح كتمان ضحكتها و هي تسرع إليه.
- ما الذي تحاولين فعله بالضبط يا مي ، سألها و هو يتخلص من عناقها بصعوبة
- ليلى قالت أن هذا أفضل حل كي أجعلك تسمعني : أكلمك في الهاتف حتى لا يقطع حديثي معك أية مكالمة أخرى
- ليلى قالت لك هذا؟
أومأت برأسها ضاحكة
- و أين ليلى هذه ؟
رآها تخرج له من نفس المكان. ، أشار إليها أن تقترب و هو يرسل ابنته لتفعل شيئا ما في غرفتها .
- ما هذا الذي تعلمينه لميْ يا ليلى ؟ سألها بعبوس خفيف.
لكن سرعان ما سقط قناعه أمام نظرة الذنب في عينيها و ارتجاف شفتيها الحائرتين بين الابتسام و الوجوم.
قرص خدها و هو يواصل بنبرة ألطف :
- اثنان مقابل واحد ؟ هل هذا ما تعلمينها إياه منذ الآن ، ألا تعرفين أن الواحدة من جنسكن كثيرة على عشرة منا
نظرت إليه بلوم ثم تنهدت بارتياح قبل أن تقول :
- لا تفعل بي هذا مرة ثانية يا باشا
- أفعل بك ماذا ؟
- تعاملني بطبعك القديم
- طبعي هو طبعي لم و لن يتغير ، أكد و هو يرفع رأسه للأعلى دون أن ينظر إليها ، لكن طبعي كزوج غير طبعي كرجل غريب
و أنا أعشقك بجميع طباعك ، أكدت له في سرها قبل أن تمد يدها تفك أسر عنقه من ربطته الأنيقة .
- بنت يا ليلى
- أمرك حضرة الضابط
ابتسم للمرة اللا يذكر كم ، كل مرة يناديها بهذا اللفظ ترد عليه دائما بنفس الطريقة ،
و كل مرة يكون بطريقة مختلفة و يبتسم كأنه يسمعه للمرة الأولى.
قال و هو لا يستطيع أن يرفع عينيه عنها :
- أخبريني يا بنت ، هل ازدادت حلاوتك مؤخرا أم أني أنا الذي كنت أعمى ؟
- لا تقل هذا عن نفسك أمامي أبدا أبدا ، قالتها بسرعة و هي تضع يدها على فمه
أنا كنت ، يعني ، مقبولة لكن شمسك يا باشا سطعت علي
ابتسم أكثر ثم ، دون أن تغادر عيناه عينيها ، ضم شفتيه يقبل أصابعها التي مازالت على فمه.
راقبها تتراجع بابتسامة واسعة أمام نظراته التي تفهمها جيدا.
- طلب صغير يا باشا ، قالت وهي تلتفت نحوه قبل أن تخرج
رفع حاجبيه متسائلا
- من أجل ميْ أغلق هاتفك عندما تصل لمدة ربع ساعة لا أكثر
- حاضر ، قالها و هو يبتسم بزاوية فمه
يبتسم استغرابا من أمره ،
من انجراف مشاعره نحوها ، انجراف لم يعد يقدر على السيطرة عليه .
المشكلة أنه لم يكن أبدا هكذا ، السيطرة كانت دائما عنوان حياته ، عنوان شخصيته ، عنوان نجاحه
إذا ما الذي يحصل معه الآن ؟
في البداية ظنه شوقا ، شوقا غامرا تلى كبتا دام لأشهر
و لكن الآن و بعد أشهر أكثر يستمر بنفس القوة رغم أنه من المنطقي أن يكون أطفأ ناره منها .
الآن المفروض أن تستقر الأوضاع و يشعر بذلك الدفء الرائق ،
بتلك الأحاسيس المستكينة كما كان يشعر في زواجه الأول.
هل يعيش مراهقته الثانية ؟ هل هذا هو السبب ؟
و لكن الفتاة لا تصغره إلى تلك الدرجة ، عشر سنوات هي كل الهوة بينهما .
ليس ذلك الفارق في العمر الذي يجعل الرجال يجنون.
هل هذا ما يشعر به إذن : الجنون ؟
لو كان الانشغال بها في معظم لحظات غيابه عنها هو نوع من الجنون إذن فهو مجنون و فاقد السيطرة.
و هو لا يحب أن يكون هكذا ، لا يحب أن يكون دون سطوة أمامها.
كل ما عليها فعله لإقناعه بأي شيء هو أن تقف أمامه تبتسم له تلك الابتسامة الناعمة المرتجفة الخاصة بها وحدها بينما أصابعها تعبث بياقة قميصه.
- لا أريد أن أترك عملي الحالي يا ماهر
- إنها وظيفة دون طموحات يا ليلى ثم إني أريدك في الشركة معي
- و ماذا ستفعلون بي في شركة ضخمة كشركتكم ؟
- البرمجة مطلوبة في كل مكان و كل اختصاص
- لكني أحب زميلاتي في العمل
- تحبين زميلاتك أكثر من زوجك ، شكرا يا حياتي
- أرجوك يا ماهر
- حاضر
……..
…
- دعنا لا نخرج للعشاء اليوم يا ماهر
- ماذا ستعدين لي إن ظللت بالبيت
- أنت تعلم أني لا أجيد سواها
- أومليت مرة أخرى
- أرجوك يا ماهر
- حاضر
……..
…
- لنربي فيلا في الحديقة يا ماهر
- ذئب يا ليلى أو نمر على الأقل
- أرجوك يا ماهر
- حاضر
نعم إلى هذه الدرجة كان مستعدا لأن يلبي طلباتها
- لا تشاهد المباراة اليوم و اجلس معي نتحدث قليلا يا ماهر
و هذا هو الطلب الوحيد الذي استطاع بنجاح أن يرفضه لها .
|