لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-18, 08:07 PM   المشاركة رقم: 216
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

يا محاسن الصدف في اليوم الذي يدعوها إلى منزل أسرته لأول مرة يقدمون لها نفس الطبق الذي قُدِّم في حفل زفافها الأول .
تذكر الموقف بوضوح كأنها تشاهده على شاشة عرض مسطحة .
تذكر كيف وضعوا ِذلك المخلوق الذي يدعونه "الجمبري" أمامها و كيف ظلت تحدق في قرونه الاستشعارية تتحرك مع النسائم .
مجرد التذكر يجعلها تشعر بعصارة معدتها ترتفع إلى حلقها.
حمدا لله أنها خرجت في الوقت المناسب.
رفعت رأسها تبحث عن نسمات أبرد في الأعلى ، ظلت تتنفس بانتظام و هي تتابع شريط ذكرياتها.
أكثر ما تذكره من تلك الليلة ، غير خيبتها الثقيلة بالطبع ، كان ردود فعل أفراد عائلتها تجاه المخلوق ،
تراجعت فرح فزعة كأنه سيقفز عليها .
قام والدها بتجاهله تماما كأنه لا يراه بينما أبعدت أمها طبقها إلى وسط المائدة دون لمسه.
أما سامح شقيقها الأصغر فقد تفوق على نفسه ، كان ينظر إلى المخلوق و عيناه تقولان :
سآكلك يعني سآكلك و مهما حصل
كانت تبتسم و تبتسم و تتسع ابتسامتها و هي تشاهده يصارعه دون يأس و حين تمكن منه أخيرا و نزع قشرته و قبل أن يرفع اللقمة الأولى إلى فمه ، فوجئ بثلاث مخلوقات أخرى في طبقه : تلك التي كانت تَخُصّ أمها و أباها و فرح.
ذكرى ابتساماتها الماضية جلبت العدوى لحالتها المزاجية الحالية فوجدت نفسها تبتسم لتتحول ابتسامتها بسرعة إلى قهقهة خافتة.
أعجوبة زمانك أنتِ بالفعل يا ليلى ، فكرت بين ضحكاتها .
أخيرا أغمضت عينيها و استندت بظهرها إلى الشجرة ، تحاول أن تكسب منها ثباتا تواجهه به حين تعود .

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 08:09 PM   المشاركة رقم: 217
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 


- لم يعجبك الأكل يا ماهر ؟
- لا بأس به يا أمي
- إذن لماذا لا تأكل ؟

كان يعرف تماما إلى أين يؤدي الحوار لكن رغم ذلك وجد نفسه يجيب :
- يعني ، أنت تعرفين أني لا أستطيع التركيز على الطعام عندما يكون بالي مشغولا.
- بالفعل ، هناك بعض الأشياء التي تقتل الرغبة في الأكل ، قالت أمه بنبرة توضح للجميع ما تعنيه
- و بعض الأشخاص كذلك ، أضافت أخته مهى لتوضح ما ربما قد خفي من قصد أمها
نظرته الباردة منعتها من التمادي أكثر رغم أنه يعرف أنها على حق.
السبب وراء انقطاع شهيته فجأة هو تصرفها الغريب المفاجئ : تلك التي تدعى زوجته.
زوجته التي ليست زوجته بأي شكل من الأشكال إلا من خلال حملها لاسمه.
أرغم نفسه على ابتلاع طعامه ليتجنب مزيدا من الفضول غير المحمود.
اليوم بالذات لا يريد لأحد أن يؤثر على قراره ، لا بالسلب و لا بالإيجاب .
يعرف الآن أنه لن يستطيع الاحتفاظ بها أكثر دون أن يجعلها تنتمي إليه ، دون أن يجعلها زوجته قولا و فعلا.
إما هذا أو يعيدها إلى بيت أهلها.
لا مزيد من الصبر بعد اليوم.
هو لا يكاد يصدق أصلا كيف استطاع قضاء كل هذه المدة دون أن يلمسها.
كيف تمكن منذ البداية من تركها تفلت منه ليلة زفافها إليه.
كيف تحول إلى لوح ثلج من أجلها ، من أجل أن يحميها منه
من أجل أن يمنع نفسه من الاستسلام إلى نزواته
من أخذ حاجته منها و هو لا يعرف إن كان سيقوى على الاستمرار معها أو سيرميها إلى مستقبل خال منه.
لكل هذا داس على رغباته من أجلها مع أنه يتوق إليها.
للمرة الثانية بعد كاميليا يدوس على رغباته من أجل امرأة.
ربما لأنها هكذا أجبرته أن ينظر إليها : كامرأة
سلوكها معه ، أخلاقها ، كل شيء فيها أجبره ألا ينظر إليها كمجرد أنثى للوقت الحاضر ،
بل كامرأة ،
امرأة بحاضر و بمستقبل
و للأسف بماض أيضا
و هذه هي مشكلته الأساسية تجاهها .
إضافة إلى جملة من المشاكل الأخرى.
مشاكل في طبعه هو على الأرجح
لأنه صعب الإرضاء ، هكذا هو ، هكذا تربى و هكذا جعلته الحياة.
هذا الجزء منه ربما بل أكيد ساعده في تسلق درجات النجاح في عمله بسهولة.
لكن هذا الجزء نفسه هو ما جعل الأشهر الأخيرة تمر بهذا الشكل.
و خاصة هذا الأسبوع الأخير ،
قضاه و هو يحاول أن يوازن بين أيهما أفضل : حياته معها أو حياته بدونها .
مغامرة غير محسوبة العواقب معها و هي التي ينقصها صفات يراها أساسيه فيمن ستكون شريكته
أو تركها ترحل عنه و عن حياته بعد أن شغلت حَيِّزا كبيرا و عميقا من أفكاره .
طوال الأسبوع ظل يوازن و يفاضل .
و كان قد بدأ يميل ، يميل بشدة لا ينكر ، إلى الخيار الأول حين وجد تلك الصورة .
وجدها صدفة حين كان يتصفح صور كاميليا كالعادة مع ميْ.
الصور التي بَدَآ بمشاهدتها معا بعد وفاة كاميليا بعدة أشهر.
كانت ابنته قد طلبت منه مشاهدتها قبل ذلك بوقت طويل لكنه لم يقدر.
لم يقدر أن يرغم نفسه حينها أن يقتنع بأن ما تبقى له من كاميليا هو مجموعة من الصور،
لم يُرِد أن يوقن أن هذا هو كل ما تبقى له منها و أنه لن يراها ثانية أبدا .
ثم بعد إلحاح و إصرار من طفلته ، بدأ الأمر على مضض ، أرغم نفسه على التحمل كي لا يحرمها من فرصة رؤية أمها من خلاله ، ربما لأنه أدرك أن هذا واجبه نحوها .
في البداية شعر بأن الأمر يستنزفه لكن شيئا فشيئا بدأ إحساس بالهدوء و السكينة يغمره خاصة و هو يشعر بتقارب لم يكن موجودا من قبل بينه و ابنته .
و هكذا أصبح هذا هو وقته الخاص مع مي .
و اليوم ، اليوم بالذات بعد أن قام بدعوتها و لأول مرة للعشاء مع عائلته ،
اليوم و هو يتصفح مجموعة جديدة من صور كاميليا مع صديقاتها وجد تلك الصورة .
صورة لزوجته المتوفاة مع زوجته الحالية ،
كاميليا و ليلى
و في أي مناسبة ؟
في حفلة زفافها السابق.
صورة لو كان وجدها من قبل لكان كل شيء تغير عما هو عليه الآن .
لهذا ضاق صدره و هو يشعر بأنه لا يستطيع أن يفهم .
لا يستطيع أن يكتشف مغزى هذه الصدفة .
هذه الصدفة التي جعلت تردده و شعور آخر يصعدان فجأة إلى السطح .
شعور كالذي يشعر به الآن يحرق أعصابه و هو يرغم نفسه أن يلزم مكانه و لا ينطلق وراءها ليكتشف بمن تتصل في هذه الساعة من المساء و لماذا تأخرت كل هذا الوقت .

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 08:13 PM   المشاركة رقم: 218
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

سمع صوت الباب يُفتح ثم وقع خطواتها قبل أن تبتلعها السجادة ثم أخيرا راقبها بجانب عينيه تجلس بجانبه بهدوء.
- أعطني هاتفك ، أمرها دون النظر إليها

رآها تحني رأسها ثم بصوت بالكاد سمعه أجابته :
- إنه في حقيبتي ، في الصالون

تفحص تعبيرات وجهها المُحْرَجة و ارتياح غريب يغطي معظم غضبه :
- لم خرجت إلى الحديقة إذن
- شعرت بالاختناق و أردت أن أستنشق بعض الهواء البارد
- و لماذا لم تقولي ذلك بصراحة ، لماذا اللف و الدوران ؟

شاهدها تغوص في مقعدها أكثر بينما واصل بصوت لاذع :
- أتعلمين لماذا ؟ لأن هذا هو شعارك : لماذا ألجأ للصدق حين أستطيع أن أكذب

لم ترفع نظرها إليه و هي تفكر بيأس بأنهما عادا إلى نقطة البداية و منذ متى تجاوزاها أصلا ؟
حان الوقت لتضع حدا لكل شيء ، لتعلمه أنه ليس النادم الوحيد .
- أنا آسفة ، أنا السبب ، لو لم أكذب لما تعرضنا كلانا ل.. لجميع ما تعرضنا له

ظل صامتا و كل لحظة صمت لها وزنها ، و أخيرا سمعته يقول
- أنا لست آسفا
و الآن ، أكملي تناول عشاءك قبل أن يبرد ثانية ، لا أريد أن آمرهم بتسخينه مرة أخرى

هل فعل ذلك من أجلها حقا ؟ تنهدت و هي تشعر بتأنيب الضمير لأنها ستكذب عليه ثانية
- في الواقع لدي حساسية من القشريات لذلك سأكتفي بأكل الأرز

هذه المرة على الأقل لديها سبب وجيه للكذب إما هذا و إما أن تحرج نفسها و تقول له بصراحة أنها لا تعرف كيف تأكل تلك الأشياء .
تناولت ملعقتها لتبدأ بالأكل لكنها رأت يده تبعد طبقها عنها إلى أقصى ما يمكنه و هو يشير إلى الخادمة أن تأخذه.
التفت إليها موضحا :
- ما دمت مصابة بالحساسية فحتى مجرد تعرضك للأبخرة المتصاعدة منه قد تعرضك إلى نوبة اختناق.

رفعت إليه عينين مندهشتين ثم راقبت طبقها يبتعد بحزن لا تدري مصدره ،
لا تعرف إن كان بسبب مراعاته الغير مسبوقة لها أم بسبب شعورها المفاجئ بالجوع .
كانوا جميعهم قد انتهوا من الأكل و حان دور الفاكهة.
راقبتهم بتفحص يأخذون التفاح فأخذت بدورها تفاحة ، قامت بتقشيرها مثلهم ثم أكلتها مثلهم. و لكنها للأسف لم تستطع الشعور بالاكتفاء مثلهم و هي تشاهدهم يمسحون أفواههم بأناقة.
لا تدري هل كل التفاح يزيد من الشعور بالجوع أم تفاحهم هم فقط ؟
شاهدت بحسرة عرجون الموز يتوسط المائدة بفخر و لا يد غير يدها هي تريد أن تمتد إليه .
سامح الله أختها سلوى ، أضافت عقدة أخرى إلى عقدها بتعليقها الدائم على طريقة أكلها للموز.
تأكلينه مثل القرود ، هكذا كانت دائما تقول لها و الآن بسببها لا تجرأ أن تأخذ موزة و تتناولها ، لا تريد أن تكون قردهم الخاص.
قامت مرغمة عن المائدة و هي تفكر أن هذه هي بالضبط حياتها معه : زواج دون زواج و عشاء دون عشاء .

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 08:15 PM   المشاركة رقم: 219
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

بعد حديث ودي هادئ مع السيد ممدوح ، حموها ، شاركتهما فيه أخته فريدة لبعض الوقت قبل أن تنسحب لتتفقد رضيعها ، جلست ليلى بجانب ماهر تحرك السكر في فنجان شايها بصمت.
امتدت يدها ثانية إلى وعاء السكر حين سمعته يقول لها :
- ملعقة إضافية أخرى و سأصاب بغيبوبة سكر بدلا عنك

رفعت إليه عينيها و حبست أنفاسها و هي تتأمل كالمسحورة ابتسامته الدافئة الحقيقية .
لأول مرة تراه يبتسم هذا النوع من الابتسامات و الأغرب أنه يبتسمها من أجلها .
ابتسامة صغيرة وجدت طريقها إلى شفتيها و هي تواصل مبادلته النظرات الصامتة حتى أخذه منها رنين هاتفه المستمر.
ظلت تستمع لنبرة صوته المرحة و هو يكلم أحد أصدقائه بينما فرد ذراعه على ظهر الأريكة وراءها حارما إياها من الجلوس باسترخاء.
تخشى أن تستند إلى الخلف فتقفز عليها حماتها . فهذه الأخيرة تعاملت معها في البداية بأسلوب المجاملة الباردة و مع امتداد السهرة ذهبت المجاملة إلى حال سبيلها و بقي البرود و الغطرسة.
أفاقت من تأففها الخافت على صوت تأفف أخته الكبرى و هي تجر ابنها الأوسط .
- خيرا يا فريدة
- بدا له أن يشعر بالجوع الآن يا ماما ، و أنا أكاد أموت من التعب و ...

تركتها ليلى تكمل وصلة شكواها و هي تفكر كيف تتصيد الفرصة لتهرب من جلستها الغير مريحة.
- اتركيه معي و أنا سأقوم برعايته ، تجرأت و قالت أخيرا
- حقا ؟ ألن يتعبك ؟
- كلا ، أنا و ياسين أصدقاء ، حتى اسأليه إن شئت .

سلمتها أخته ابنها براحة صريحة في نظراتها و قسماتها.
- أنت فعلا نجدة من السماء يا ياسين ، همست له و هي تحمله بين ذراعيها إلى المطبخ .

بصوت بعيد كل البعد عن الهمس سمعت السيدة ثريا تشرح لجميع من يهمه الأمر :
- دائما النساء اللاتي يكبرن في السن دون أن ينجبن يتكون لديهن تعلق مرضي بالأطفال
- جدتك لا تجيد شغل الحموات يا ياسين ، همست له ثانية و هي تبتسم ، كان عليها أن تأخذ دروسا لدى حماتي السابقة
- و الآن يا ياسين أنت سترى أغرب منظر في حياتك : الهيئة هيئة بشر والفعل فعل قرود ، قالت و هي تحشر نصف موزة في فمها قبل أن يدخل أحدهم

بعد نصف ساعة تراوحت بين الأكل و المزاح ، كان كلاهما في مزاج رائق تماما عندما انضمت إليهما فريدة و بعدها مهى.
عندما دخل ماهر أخيرا وجدهما تتحدثان بانسجام بينما أخته الصغرى تراقبهما بتجهم .تجاهلها و أولى اهتمامه لزوجته و أخته الكبرى و هو يقول بتسلية :
- هل يمكننا الانصراف الآن أم أن القضية التي تناقشانها أهم من أن تؤجل ؟
- لا شيء مهم ، علّقت مهى ببرود ، فقط زوجتك تتحدث عن موضوعها المفضل : الأحذية

التف إليها يواجهها بجسده و بنظراته و هو يجيبها ببرود أشدّ :
- الحمد لله ، ظننت أنها تتحدث عن موضوعك أنت المفضل : قلة الذوق .

راقبتها ليلى تتجمد تماما أمام الصقيع في عينيه . قبل أن تلتفت إليها بنظرة مغمسة بالسُّم ثم تنصرف بخطى هادرة .

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 08:18 PM   المشاركة رقم: 220
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

بعد قليل كانت السيارة تنساب بهما في ثنايا الليل الهادئ .
و تماما كما فعل خلال رحلة الذهاب ، التزم الصمت.
صمت اضطرت لمشاركته معه هذه المرة بعد أن فضلت ميْ المبيت في بيت جديها .
- ماهر ، قطعت السكون أخيرا و هي تناديه بصوت متردد ربما لأنها تنطق اسمه أمامه لأول مرة.
- اُؤْمُرِيني

ضاعت حروفها و هي تحاول السيطرة على خفقان قلبها ، قلبها الذي دائما ينسى جميع ما لقنته إياه و يرمي نفسه بلهفة بين كفيه عند أول بادرة دفء ، عند أول لمحة حنان .
- ماهر ، أريد منك أن تتصل بأختك و تصالحها
- تريدين مني أنا أن أتصل بمهى ؟!

نظرت نحوه بقلق ، هل كلماتها أوجعت عجرفته ، هل سيعود لبروده معها الآن .
اختفت مخاوفها مع ظهور ابتسامة خفيفة على شفتيه و هو يقول :
- الآن فقط اكتشفت السر وراء صداقتك بكاميليا ، كلاكما مصابتان بنفس الداء : متلازمة مراعاة الآخرين
- أرجوك ، ماهر ، أنت لا تعرف معنى أن تبيت الفتاة مجروحة من أخيها
شجعها صمته فقالت بتلقائية
- أرجوك ، من أجلي ، صالحها

استمر في سكوته و بدأت تلوم نفسها على جرأتها في اختيار كلماتها حين فوجئت به يلتفت إليها لدى توقفهما عند الإشارة الحمراء .
لمس خدها برفق ثم قال لها و الدفء يغمر صوته و نظراته :
- من أجلك أنا مستعد لفعل أي شيء
سأتصل بها في الغد و لكني لن أصالحها إلا حين تصالحك أولا ، أكمل و هو يعاود الانطلاق ، انطلق و هو لا يعلم أن العالم كله قد توقف من حولها

أخرجت نفسها من حالة التوهان التي حبستها كلماته فيها و بدأت تتكلم ،
تقول أي شيء عن أي شيء.
و كما هو متوقع جاء كلامها نصفه بلا معنى و نصفه الآخر بلا طعم
و لكنها لم تبالي ، المهم كان هناك كلام .
دخلت البيت و هي مستمرة في ثرثرتها الفارغة .
سبقها بخطواته الواسعة و وقف يعلق سترته الخفيفة قرب بداية السلم .
- تصبحين على خير ، سمعته يقول مخرسا لها ، مذكرا إياها بوضعها معه.

كبحت سيل كلماتها فجأة و هي لا تريد أن تزعج الباشا أكثر ، لكنها لم تستطع هذه المرة أن تكبح دموعا هربت من مآقيها و ضببت مجال الرؤيا أمامها .
سارت بسرعة لتصعد السلم ، تريد أن تفر من أوهامها ، من جرح آخر لقلبها.
حين وصلت إلى حيث يقف ، رفعت عينيها إليه في نظرة وحيدة ،
نظرة حَمَّلت فيها استسلامها ، يأسها و كل تعبها منه قبل أن تهمس له تعاتبه ببقايا صوتها :
- تصبح على خير

سمعته يجذب نفسا عميقا ثم شهقت عندما وجدت نفسها فجأة في الثانية التالية بين ذراعيه ، يضمها إليه بقوة ، يضمها بعنف ، يضمها بلهفة.
يسمعها كلمات لم تجرأ حتى أن تحلم بها ، كلمات سافرت غير مبالية بحدود الزمان و المكان ، لتذيب قلبها و تغمر وجدانها :
- لا أستطيع أن أكابر أكثر ، لا أريد أن أكابر أكثر
أنت زوجتي يا ليلى ، لا أريد سواك
لا أستطيع أن أفكر في امرأة غيرك يا ليلى
لا أستطيع ، لا أستطيع

ثم لم يعد راغبا في مزيد من الكلام .
رفع وجهها إليه يمسح برقة دموعها الدافئة التي أغرقت وجهها ، يسترضي جفنيها المغمضتين .
ثم دفن وجهها في صدره يسكت شهقاتها قرب قلبه كما تمنى مرارا أن يفعل ، كما فكر مرارا أن يفعل ، كما تاق مرارا أن يفعل منذ أن رآها تبكي بسببه تلك المرة ، ذلك الصباح ، تلك اللحظة التي دخلت فيها إلى أفكاره و رفضت أن تغادرها .
أخيرا ابتعد عنها يتأملها ، يحاول أن يفكر بعقلانية في ما يفعله الآن و عواقب ما سيفعله.
و لكن أي عقلانية و هي بقربه أخيرا.
أي عقلانية و هو يشعر بها ترتجف ثم تهدأ و تستكين كأنه مسكنها الذي وجدته بعد ترحال طويل.
ضمها إليه أكثر و أقوى يحاول أن يسحق الشوق الذي سيطر عليه كما لم يسيطر عليه أبدا من قبل ، أبدا ، حتى مع ....
كلا لا يجب أن يفكر بها الآن ، ليس في هذه اللحظة
الآن من حقه أن يكون نذلا ، من حقه أن يركز على هذه المرأة التي معه في هذه اللحظة.
حاول أن يخنق ضميره و هو ينحني ليهمس ثانية في أذنها .
فتحت عينيها فجأة و هي تسمعه يقول لها كلمة أخرى لم تنتظر أن يقولها لها ، لم تتوقعها في هذه اللحظة :
- و أخيرا يا كاميليا ، و أخيرا

............................................................ .......................
.............................................
......................

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موزة, الأبيض, الشاي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية