جلست بجانبها و هي تربت على شعرها بلطف
" يا رب استر أختي يا رب ، دعت لها بإخلاص ، هي و كل بنات المسلمين يا رب
ارحمها يا رب ، عقلها تافه و أفقها ضيق
استرها بسترك الجميل يا رب "
- ليلى ، أرجوك لا تخبري أبي ، طلبت منها باستعطاف
سيمنعني من الكلية و سيوافق على أول شخص يتقدم لطلب يدي
لم تجب ليلى
- ربما يصل به الأمر أن يرغمني على الزواج من حازم
- و ما العيب في ابن عمتك ، تكلمت ليلى أخيرا ، على الأقل ليس سافلا ، منذ البداية قصده واضح و شريف
- لكني لا أريد يا ليلى ، لا أريد الزواج من رجل آخره في المزاح أن يقول لي كلما تقابلنا " متى الفرح يا فرح ؟"
- و هل ابن الذوات الذي تعرفينه يعمل مُهَرِّجا بعد الضهر ؟
- الأمر لا يتعلق بشادي ، أجابتها و هي تعود للانكسار ، سواء أكملت معه أم ....
- لن تكملي معه ، قالت بسرعة تبتر كلماتها ، لا يوجد ما تكملينه معك ، طريقه لا يؤدي إلا إلى مكان واحد
و أحذرك ، لا مقابلات بعد اليوم ،لا مكالمات ، لا محادثات
لا تستهيني بي يا فرح ، سأتبعك كظلك في كل مكان
شاهدت التساؤل الصامت في عيني أختها ،
تساؤل لن تجيبه بالطبع ، هذا الموضوع بالذات سيكون سرها الصغير ،
ذلك التطبيق الجميل الذي يمكنها من معرفة أي مكان تتواجد به أختها خاصة و هي لا تتخلى أبدا عن هاتفها .
و هذه ربما من الميزات القليلة لتكنولوجيا اليوم ، التي تمكنك أن تستفيد شيئا من كل شيء.
- و لو تقدم لخطبتي يا أختي ؟ سمعتها تسأل مقاطعة أفكارها التآمرية
- لن يفعل لأنه لا يحبك
- أنت لم تدخلي قلبه يا ليلى
رفعت وجهها إليها تتمنى لو استطاعت أن تغسل بكلماتها الأوهام التي تنطق بها عيناها :
- لو كان يحبك يا فرح لكان خاف عليك
- و من قال أنه لا يخاف علي
- الرجل الذي يخاف على المرأة يخاف عليها من نفسه أولا.
عندما تجد أختها رجلا مثل هذا ستسمح لها بأن تحبه كما تشاء ، تماما كما سمحت لنفسها بأن تحب ماهر.
لأنه مهما كانت أخطاؤه ، مهما كان شعوره نحوها ، هو فعلا يخاف عليها ، لا يريد أن يؤذيها ، يفكر دائما أن يحميها.
اسكت يا قلبي ، اسكت ، تنهدت من أعماقها ، لا تفعل هذا بك و بي ، لا تجعلني أحبه أكثر .
وقفت لتغادر و هي تشعر بأن الغرفة التي احتوتها سنوات و سنوات من عمرها الماضي ضاقت عليها الآن .
- أحذرك يا فرح ، قالت مرة أخرى قبل أن تعود إلى البيت
إلى مكان آخر لا يوجد هو فيه.
……………………………………….