كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
انحنى رأس فرح بجوار رأسها تتأمل معها الصندوق الصغير قبل أن تقوم بتغليفه :
- أتعلمين يا ليلى ، عندما استوليت على مجموعتي شعرت بالقهر ، خاصة و أنت تعرفين منذ كم سنة أجمعها
لكن الآن و أنا أرى ماذا صنعت بها أشعر بأن صَدَفاتي الحبيبة وجدت مكانها الأنسب
- أعجبك يا فرح ؟
- تحفة يا أختي ، تحفة
ابتسمت بحنان و هي تفكر فيم أخفته بداخله . أيقضها صوت أختها تتكلم بحماس سريع :
- أنا سعيدة لأنك دعوتني اليوم يا ليلى خاصة أني ظننتك غاضبة مني بعد لقائنا الأخير
مسحت ابتسامتها فورا و هي تقول لها بجدية :
- على فكرة ، أنا لم أدعك اليوم لشدة سعادتي بك
كلا يا فرح مازلت غاضبة منك و بشدة
- إذن لم ؟
- لأن اليوم سيكون درسك الأول ، ستأخذين فكرة وافية عن طريقتهم في التعامل معك لو وقع المستحيل و تزوجك شادي
- لا شيء مستحيل يا أختي ، أنت متزوجة من ابن خالة شادي
متزوجة ! ضحكة مستهزئة أفلتت من شفتيها ، كتمتها بسرعة و هي تقول بجفاء :
- زواج واحد منهم بواحدة منا هو شيء كالمُذَنّب لا يحصل إلا كل سبعين ألف سنة
غمزتها فرح و هي تقول بمرح :
- إذا أنت رأس المذنب و أنا ذيله
تنهدت و هي تفتح الخزانة لتتناول فستانها .كيف يا ترى يستطيع أي شخص أن يغضب من هذه الكائنات التي تشبه أختها فرح ؟!
- أرجوك أختي لا ترتدي هذا الفستان
تجمدت يدها و هي تلتفت لها متسائلة.
- تصميمه عادي جدا ، قالت و هي تتقمص شخصية الناقد الفني ، ثم إني رأيتك بهذا اللون عدد سنين عمري
- البيج كان دائما لوني المفضل
- كان يا ليلى كااان، الآن لونك المفضل هو لون عيني زوجك ، أرجوك أختي ارتدي الفستان السماوي لتقهريها
- أذكرك و أذكر نفسي يا فرح أننا اليوم سنحتفل بعيد ميلاد طفلة صغيرة و بريئة فدعينا نؤجل القهر و ما شابهه إلى مناسبة أخرى
أشاحت بوجهها بعيدا عن عيني أختها فرغما عنها خفق قلبها لبعض حديثها ، ليس ذلك الجزء الخاص بالقهر و لكن الجزء الآخر الذي ضرب بمهارة وترا حساسا في أعماقها : أن ترتدي شيئا في لون عينيه ، أن تشعر بأنها جزء منه ، بأنها تنتمي إليه حتى لو في خيالها
- هيا يا فرح ، أمامنا ساعة بالضبط قبل أن يهل غيثهم علينا
على الأقل اليوم لن تتصدى وحدها لنظراتهم و كلماتهم ، لغمزاتهم و لمزاتهم ، فرح ستحمل عنها قليلا.
|