كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
رغما عنها أدارت وجهها تتأمله
تتأمله و هي تعرف أن كل نظرة ستزيد من عذابها
ستزيد من وجعها فيما بعد حين ستحرم حتى من رؤيته
ما هي المادة التي يغلف بها قلبه تجعله لا يشعر بها حتى و هي قريبة منه ، حتى و هي تكاد تحترق بنار حبها له
في تلك اللحظة ، لا تدري لم و كيف ، التفت .
التفت كأنه شعر بها
لثوان طويلة تركت عيناه الطريق و نظر في عمق عينيها.
و للمرة الأولى لا تدري كيف وجدت الجرأة و تحملت نظرته ، تاهت فيه و تركته يتوه فيها
كلا هي الوحيدة التي تاهت ، أقنعت نفسها حين عاد ينظر أمامه
تاهت و صعب جدا أن تجد طريقها بعد هذا.
حرام عليه أن يلعب بقلبها أكثر
فليقطع كل الخيوط ،
فليقطعها بقسوة ، بحدة و لا يتركها معلقة في شباكه
فليقطعها و ليدعها تسقط و تعود بسرعة إلى واقعها
مهما يكن فالواقع أرحم دائما من الوهم .
كانت ستستدير مرة أخرى لتتأمل اللاشيء حين أعادها صوته إليه
- لاحظت أنك لا تتحدثين كثيرا عندما تكونين محاطة بالناس هل هذا بسبب أنك شخص غير اجتماعي بطبعك أم لديك صعوبات في الثقة بالنفس ؟
- الاحتمال الثاني هو الأرجح ، صمتت قليلا ثم أضافت بصوت خافت ، الثقة بالنفس ليست من اختصاصي
- و السبب ؟
- أظنهم نسوا أن يضعوها لنا في المُقَرَّر
رفع حاجبه و هو يتفحص جانب وجهها الهادئ
- تعليم خاص أم عام ؟
- خاص إلى أن غيرت ميزانية بابا رأيها
و هذه المرة رغما عنه ابتسم ، ربما كان هذا سبب تعلق كاميليا بها ، الفتاة تقصر الوقت بالفعل.
- كيف تعرفت على كاميليا ؟
بجانب عينه رآها تلتفت إلى مي تتأكد أنها ما زالت نائمه ، قبل أن تجيبه ببعض من الحزن و شيء من الشرود:
- جدتي رحمها الله أصيبت بالزهايمر في آخر سنة لها معنا ،
في ذلك اليوم كان هناك اجتماع بأسر المرضى لتوعيتهم و نصحهم
و كانت كاميليا من ضمن الجالسين
تكلم الثلاثة الآخرون مطولا و كان معظم كلامهم نصائح عامة و معلومات مكررة
لم يكن هناك جديد ، بدأت أندم لأني حضرت
حينها تكلمت كاميليا
- ما الذي قالته ، سألها بعد أن طال صمتها
للحظة أغمضت عينيها ، تسافر في لمحة بصر إلى الماضي ثم قالت هامسة كأنها تحكي لنفسها :
- وقفت كاميليا و قالت بعض النصائح العملية ثم أمرتنا أن نغمض أعيننا
أمرتنا أن ننسى كل شيء و نقول في سرنا و من قلبنا
" الحمد لله أشكرك يا رب
أقبل بقضائك دون نقاش
و أنتظر عطاءك دون يأس "
و صدقني ليس هناك من يستطيع قول نفس الكلمات بنفس تلك الطريقة سوى كاميليا
عادا ليتدثرا بالصمت من جديد
فللصمت
أحيانا
جمال لا تحلم به أحلى الكلمات.
……………………………………………….
|