كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
الفصل الرابع عشر
كالفأرة ، هكذا تتسلل في كل صباح من يوم الجمعة بينما هو و ابنته نائمان .
تتوجه إلى المطبخ بخُطًى صامتة ، تختار طبقا من الأطباق الكثيرة ، تحرص طبعا أن يكون كبيرا واسعا لتستطيع ملأه من كل شيء.
و عندما تقول كل شيء فهي لا تبالغ
مطبخهم مثل حياتهم يحتوي على كل شيء
كل الأشكال ، كل الأنواع ، كل الألوان
أشياء كثيرة ،
أشياء تعرفها بالاسم و أشياء أخرى لا تعرف حتى كيف تسميها .
تنهدت و مدت يدها تضع نوعا آخر من المربى و بعض العسل ، لم لا ؟
أي شيء حلو ليغطي المرارة التي تشعر بها من كل شيء ، من الجميع و خاصة منه هو.
اصطادت بيضتها المسلوقة من الماء المغلي بحذر و هي تتمنى لو تقدر أن تكسرها على دماغه لعله يتحرك من جموده قليلا.
إذا كانت لا تعجبه فليتجاهلها كما كان يفعل و ليُرِحْها من مزيد من الغرق في أوهامها.
و إذا كانت تعجبه فماذا ينتظر: إِذْنَ السيدة الوالدة الذي لن يأتي أبدا.
هزت رأسها بيأس و هي تتأكد من أنها لم تترك شيئا دون أن تتذوق منه.
يجب أن تملأ معدتها جيدا حتى تستطيع مواجهة قضاء مزيد من الوقت في هذا البيت و في هذه الظروف ، ظروف المعركة بينهم و بينها
بين استفزازهم و بين قوة أعصابها
بدأ الأمر منذ أول مرة قامت فيها بغسل فنجان قهوتها بنفسها ، كانت ما تزال في المطبخ تعيد قطع الخبز التي تبقت منها في المكان الخاص بها حين لاحظت أن الخادمة تناولت نفس الفنجان و أعادت غسله.
فتحت فمها لتقول شيئا مناسبا فليست هي من تخونها الكلمات في هكذا مواقف و لكنها تذكرت أن السُّلَّم لا ينظف أبدا من الأسفل ، هذا ما يقوله و يكرره والدها دائما كلما رأى الاعوجاج في مكان ما .
حرب باردة ، هذا ما تمارسه حماتها الجديدة معها.
حرب سخرت لها جميع الخدم و الحشم و كل من يتطوع للمساعدة
حرب هدفها معلن واضح غير خفي : لن تظلي هنا ، انسي
أنت ضيفة ثقيلة مع عشرات الأسطر تحت الكلمة الأخيرة
فيما عدا ذلك كانت تتكرم عليها و ترد عليها تحيتها حين تتقابلان.
تنظر لها كما ينظرون لها جميعا من الأعلى إلى الأسفل
تتأمل ملابسها بمزيج غريب من الرضى و الاحتقار ثم تقول لها شيئا ما من تحت ضرسها و تتركها
لتذهب و تجتمع بأتباعها .
" الفتاة مازالت تبتسم ، تكاد تتخيلها تقول لهم ، لم تسودوا حياتها بم يكفي ، انطلقوا الآن ماذا تنتظرون "
تأملت طبقها و هي تحاول أن تتناسى أفكارها ثم توجهت كالعادة نحو المكان الوحيد بعد غرفتها الذي لن يزعجها فيه أحد .
المكان الوحيد الذي يتركونها فيه على راحتها.
في طريقها توقفت أمام المدفأة ، وضعت طبقها بجانب صورة كاميليا ، دعت لها بالرحمة ، تجولت بعينيها لمرة أخيرة فيما حولها ثم غادرت قبل أن تزخر القاعة بأصحابها
|