كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
طرقتان منظمتان مرتبتان على الباب قطعت عليهما ما كانا فيه.
لا تدري ما هو بالضبط لكنها تمنت لو يدوم أكثر قليلا ، حتى آخر العمر مثلا.
- تفضلي سيدة سناء ، قالها و ملامحه تستعيد برودها
طبعا من سيكون غيرها ، نائبة حماتها ، التي أصبح من مهامها أن تقف لها في رواحها و مجيئها
ركزت في فنجانها الفارغ فهي لا تريد مواجهة نظراتها
نظرات تبدو و كأنها تأمرها بأن تعود للجحر الذي جاءت منه
بعد تحية جوفاء ، مثلها كَقِلّتِها ، قالت برنة تعظيم في صوتها :
- السيد شادي و مدام شاهيندا ينتظران حضرتك في الصالون
وقفت ليلى بسرعة و هي تقول بابتسامة خفيفة :
- أستأذن منك
- تفضلي ، قالها دون تعبير
ارتاحي الآن ، قالتها في سرها و هي ترمي المرأة الأخرى بنظرة جانبية.
هنيئا لك و له بشاهيندا ، كلاكما تستحقانها.
بخطى سريعة كأنها مدفوعة برياح هائجة ، صعدت رأسا إلى غرفتها
أنا لا أغار ، فليشبع بها ، حقا أنا لا أغار
قالتها و هي ترتدي ثياب الخروج
حاولت أن تقنع بها نفسها و هي تتفقد حقيبتها
رددتها و هي تلقي نظرة أخيرة على وجهها في المرآة
ثم نزلت لتجد شا ا ا ديي ، كما ينادينه ، واقفا يتحدث معه
بينما شاهيندا واقفة إلى جوارهما تتأمل ابن خالتها بابتسامة تصلح لتكون إعلانا لمعجون أسنان.
مسكين الرجل ، لو كانت النظرات تأكل لكان بدون وجه في هذه اللحظة.
أرغمت قدميها على التقدم نحوهم و أرغمت شفتيها على تمتمة تحية مفهومة.
نظر إليها ماهر باستفهام بارد بينما نظر إليها الشاب الآخر نظرة غريبة ، كأنها كانت تائهة منه و وجدها صدفة.
أما شاهيندا فلم تحتج أن تبادلها النظر لتعرف كيف تفكر فيها الآن.
أخرجتهما من حسابتهما و هي تقول له بهدوء :
- بعد إذنك ، سأذهب لعملي
- تشعرين بأنك أفضل الآن
- الحمد لله ، قالتها و هي تغصب شفتيها أخيرا علي الابتسام
- ليلى ، ناداها قبل أن تلتفت
شاهيندا تريد التحدث معك قليلا
شاهيندا تريد التحدث معها هي ؟ هل هذا ما سمعته بالفعل ؟
أكد لها حين أضاف :
- فيما يخص جمعية كاميليا الخيرية .
شاهيندا و أعمال خيرية !؟ يجوز ، يجوز
تبعتها بصمت إلى الصالون ، راقبتها ترن الجرس ، تطلب شيئا تشربه ، تتصرف كأن البيت بلا صاحبة
لديها كل الحق
البيت فعلا بلا صاحبة.
بعد أن ترشفت عصيرها قطرة قطرة ، نظرت إليها من الأعلى إلى الأسفل ثم من اليمين إلى اليسار ثم أخيرا قالت لها ببرود :
- تعرفين فتاة تدعى فرح مصطفى عبد الحق ؟
هل تسخر منها أم ما هو قصدها بالضبط ؟
استعارت منها برودها و هي تجيبها :
- يعني ، قرابة من بعيد جدا : شقيقتي من الأم و الأب
- سألتك فقط لأني خشيت أن لا تتذكريها فحسب ما أذكر أنتم ثلاثمائة نفر في أسرة واحدة ، قالتها و هي تنظر لها واحدة من تلك النظرات التي تقول : أقرفكم الله ، ملأتوا البلد
- بسم الله ، ما شاء الله و الله أكبر
اللهم زد و بارك
الحمد لله الحاج مصطفى رجل قوي ، رجل يجيد ما يفعله
و كل الرجال في عائلتي هكذا ، رجال من ظهور رجال
لثوان اختلجت ملامح شاهيندا و اضطربت أنفاسها ثم رفعت رأسها و هي تحاول أن تسيطر على نفسها لكن ليس بالسرعة الكافية.
إذن هذه نقطة ضعفك و ربما موضوعك المفضل أيضا : الرجل الفحل.
- رجال ؟ نعم بالفعل ، لكن يبدو أنهم لا يملؤون العين بما يكفي
لأنكن تتركنهم و تلقين بجثثكن على رجالنا
- احترمي نفسك ، قالتها و هي تقف لتغادر
- تعلمي أنت الاحترام ثم تحدثي عنه و بالمرة حاولي أن تعلميه لأختك المراهقة
- ما دخل فرح بالموضوع ، سألتها و قلبها يُخْفِق في أن يتماسك مثل صوتها
نظرت إليها بشماتة و هي تشاهدها تعاود الجلوس ثم أضافت و هي تضع ساقا على ساق :
- أختك المحترمة هي لعبة أخي الجديدة
|