كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
ما هي الحلول الأخرى التي توجد أمامها.
هي ستتطلق مرتين في جميع الحالات و هو يعرض عليها أن يبعد لحظة المواجهة ،
مواجهة المجتمع و الناس
مواجهة عائلتها بفشلها الثاني.
و أي شيء سيكون أهون عليها من التعاطي مع أمها الآن .
رفعت نظرها تتأمل جانب وجهه تبحث فيه عن إجابة ، عن أمل و لكن لا شيء غير الغربة و البعد.
لا شيء لديه من أجلها.
زواج آخر دون زواج هذا ما يعرضه عليها.
ربما الزواج العادي هو للأخريات فقط ، فكرت و هي تجلس بجانبه في سيارته.
ربما لم يُجعَل من أجلها .
شعرت بدغدغة مألوفة في بطنها وعرفت ما هي مقبلة عليه.
دعت في صمت و هي تشبك أصابعها بقوة .
ليس الآن ، أرجوك ليس الآن.
بعد قليل ستغلق عليها باب غرفتها و تستطيع حينها أن تجن كما تشاء.
إنما ليس الآن ، ليس أمامه
لكن الصوت الجهوري انطلق يصدح داخل عقلها .
" حكمت المحكمة حضوريا على المتهمة ليلى عبد الحق بالزواج مع وقف التنفيذ "
و بنهاية الجملة انفلت عيارها تماما.
سمع شهقتها و مثل المرة الماضية ركن السيارة ليتركها تبكي تعاستها في سلام .
التفت إليها ليراها تخفي وجهها بكفيها بينما جميع جسمها يهتز .
لم تكن تبكي ، كانت تضحك !
- آسف...ه ....آسفههه ، سمعها تحاول أن تقول بين قهقهاتها
قبل أن تغرق في نوبة ضحك أقوى .
أخيرا حين هدأت رآها تحرك كفيها أمام وجهها الملتهب تستجدي نسمات غير موجودة.
بضغطة زر فتح لها النافذة على آخرها.
- شكرا ، جاءه صوتها مرتجفا.
نظر أمامه ثم سألها بهدوء :
- هل كان زواجك الأول تعيسا إلى هذا الحد ؟
- فوق ما تتصور
- لماذا تطلقت ؟ سألها ثانية و هو يلتفت ليتأملها
رفعت كفها بسرعة تضعها أمام شفتيها تمنع سيلا آخر من ضحكات غير مرغوبة.
ماذا يمكن أن تجيبه
هل تقول له مثلا : زوجي لم يكن يعرف كيف
هل يطاوعها لسانها و قلبها أن تفضح عجز رجل أمام رجل آخر.
هل هذا حلال أصلا
هل تستطيع أن تتحدث في موضوع كهذا مع رجل غريب عنها ، مع رجل كان حتى وقت قريب زوج أعز صديقة لها
كلا لا تستطيعين ، قال لها قلبها
دون أن ترفع عينيها إليه قالت و هي تودع مزاجها الضاحك :
- لم أستطع الاتفاق مع أمه
- و هو كان ابن أمه إلى هذه الدرجة ؟
ابتسمت بحزن و هي تقول :
- هو كان مغلوبا على أمره
|