كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
لأول مرة في حياته يشعر بأنه يُطرد من مكان.
و كل ذلك بسبب امرأة.
امرأتان بل ثلاث في الواقع : زوجته ، أمه و تلك الفتاة
النساء ، كل المشاكل تأتي من تحت رؤوسهن.
لا يزال يشعر بالغيظ يلتهم جميع خلاياه و هو يتذكر الاحتقار الذي رآه في نظرات ذلك الرجل.
لأول مرة في حياته يشعر بقلة القيمة.
فك رباط عنقه بتشنج ثم وضع رأسه تحت الحنفية و فتح الماء البارد ،
لدقائق ظل يحاول أن يهدأ أنفاسه و أعصابه .
فلا يوجد أحد يستطيع أن ينفث حمم غضبه عليه.
هل سيصرخ في كاميليا و هي ميتة.
هل يستطيع أن يصرخ على أمه.
أخيرا وقف و نفض خصلات شعره المبللة ، جلس على فراشه ثم ضغط زر الاتصال و مكبر الصوت.
جاءه صوتها بعد بقليل :
- ماهر حبيبي كيف حالك ؟
زفت ، أراد أن يقول لها ، و كله بسببك يا أمي لكنه تمالك نفسه و قال ببرود :
- أمي لماذا اتصلت بوالد ليلى ؟
- ليلى من ؟ آه ليلى تلك ، وما المانع أن أتصل به ، ما المانع أن أمنع مصيبة
- أي مصيبة يا أمي
- المصائب التي تحصل عادة في هذه المواقف
أستغفر الله العظيم رددها في سرّه عدة مرات حتى لا ينفجر ، الماء البارد لا ينفع في هذه المواقف ، كان عليه أن يستأصل القلب و المرارة قبل أن يبدأ في هذا النقاش :
- أمي من فضلك ، لا يحق لك أن تتكلمي هكذا على بنات الناس
ببرود قاتل ردت عليه :
- بنات الناس يا حبيبي لا يختلين برجل في غرفة مغلقة ، خاصة إذا كان هذا الرجل أرملا
بنت الناس يا حبيبي لا تركب سيارة بفردها مع رجل لا يحل لها و تغادر معه الله وحده يعلم إلى أين
- أمي ، قال محذرا ، أنت هكذا لا تخطئين في حقها فقط
- بني أنت رجل فقدت زوجتك حديثا و في موقف يجعلك عرضة لمثل هذه الأمور ، تأكد أني لا ألومك ، اللوم كل اللوم يقع عليها هي
- أمي أنا لن أسألك عمن أخبرك عن كل هذا الهراء لأني سأعرفه و لن أرحمه و لكني أؤكد لك بنفسي أن كل ما فعلناه هو أننا تناقشنا في بعض الأشياء التي تخص عملها مع كاميليا
- آسفة بني لكني لا أستطيع تصديقك ، بعيني هاتين رأيتك كيف تنظر إليها و كيف تنظر هي إليك
كوّر قبضته بعنف حتى ابيضت مفاصله و جاهد كي يحافظ على نفس درجة صوته :
- أمي أريدك أن تتصلي بالرجل و تعتذري منه
- أنا ؟ ثريّا ؟ أعتذر من والد تلك الفتاة التي لا يُعرف لها أصل من فصل
- أمي أنت تسببت لها بمشاكل هي في غنى عنها
قاطعته بتشفّ :
- أحسن ، هذا ما أردته بالضبط ، أن تخرب عليها و على دماغها
و بدل أن تطلب مني أن أعتذر من والدها اطلب منه هو أن يربي ابنته
قال و هو يخرج الكلمات من فمه ببطء شديد :
- إذن أنت لن تعتذري منه
- انسَ
- إلى اللقاء يا أمي
ما سيفعله سيكون درسا لأمه ، درسا لا ينسى .
يعرف أنه سيندم جدا عليه و لكنه سيفعله رغم هذا.
ضغط زر الاتصال و هو يعرف أنه سوف يندم ،
- أهلا أستاذ مصطفى ، كيف حالك
استمع في صمت ثم قال و هو يعرف أنه سوف يندم :
- متى يناسبك أن يُعقد القران ؟
|