كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
الفصل الثامن
ضغط زر إنهاء المكالمة و الشرر يكاد يقدح من نظراته.
لقد علم من فاروق للتو أن ذلك الأكرم ألغى رحلته هذا الصباح.
و من كان معه بالأمس و علم أنه يسعى وراء ذلك الرجل يا ترى ؟
بحسبة بسيطة تأكد أنها هي من وراء الأمر.
يا ابنة ال... ، قالها و هو يضغط على أسنانه ،
لا يصدق أنها قد تجرأت على فعل ذلك.
ضم شفتيه بقوة حتى يمنع نفسه من الاسترسال و استعمال ألفاظ أخرى لوصفها.
لعدة مرات ظل يعبر الغرفة جيئة و ذهابا قبل أن يقول بصوت عال :
- تريدين اللعب مع الكبار إذن ؟ فليكن
مد يده يتصل برقم من أرقامه العديدة.
- أهلا عماد كيف أنت
ردد المجاملات المعتادة بعدم تركيز ثم قال و ملامحه تزداد قتامة :
- اسمعني يا عماد أريد منك خدمة استثنائية هذه المرة
بعد شرح وجيز أغلق الخط و استدار بمقعده يواجه مكتبه ثانية.
توقفت عيناه قليلا على صورة كاميليا ثم أسند رأسه إلى الكرسي و هو يغمض عينيه و يقول :
- ليس من حقك أن تلوميني يا كاميليا
أنت السبب
أنت من أوصلتني إلى هذه المرحلة
لطالما كانت لك نزوات من قبل و أنا سمحت لك بها
ليس لأني عديم الإحساس
كلا يا كاميليا بل لأني قدرت أنك لم تعيشي حياة عادية
لأني لم أكن أريد أن أضغط عليك
لأني لم أكن أريد إتعاسك أكثر
لذلك دست على غيرتي ، دست على رغباتي ، دست على نفسي من أجلك يا كاميليا
فتح عينيه و أكمل بشرود :
- كنت دائما بعيدة و تحملت
بعيدة حتى و أنت بين أحضاني
دائما غائبة يا كاميليا ، حتى و أنت بيننا
أردت أن أحتويك لكني لم أستطع أبدا الوصول إليك
أبدا
لم أستطع أبدا أن أفهمك لا في حياتك
و لا حتى بعد موتك
و أنا أكره أن لا أفهم ، أكره أن تكون هناك أبواب مغلقة في حياتي
تنفس بعمق ثم قال و هو يقرب صورتها منه :
- لذلك سأقوم بفتح هذا الباب يا كاميليا مهما كلفني الأمر
لن أتحمل أكثر
لم تثقي بي لا تلوميني إذن إن كنت لا أثق بك الآن
قام من كرسيه و هو يهز رأسه في أسف :
- هل رأيت إلى أين أوصلتني يا كاميليا ، جعلتني أكلم صورة امرأة ميتة
…………………………………………….………………………..
…………………………….
………….
|