في ذلك اليوم سمعت اسم أكرم للمرة الأولى عندما توقفت كاميليا عن المشي لتقول بحماس :
- أتعرفين ما الذي سأفعله يا ليلى ؟ سأتصل بأكرم
- أكرم ؟ من يكون
- هو محام يعيش في إيطاليا ، عرفته عندما توفي أبي و كانت لديه بعض المصالح المعلقة هناك.
و استمرت تتكلم كأنها تحدث نفسها :
- نعم أكرم هو الرجل المناسب لأنه إن لم يستطع مساعدتي فبالتأكيد سيدلني على شخص ما .
و التفتت إليها مرة أخرى :
- لكني لن أقوم بالأمر وحدي ، أنا أضعف من أن أستمر لوحدي لذلك ستكونين معي في كل خطوة أليس كذلك يا ليلى ؟ قولي نعم ، أرجوك يا ليلى قولي نعم.
نعم ، قالتها كثيرا من قبل فهل ستبخل بها على كاميليا.
- نعم يا كاميليا
شدت على يديها و قالت و هي تعيد رأسها إلى الخلف و تتنهد بارتياح :
- لم أكن لأستطيع أن أخبر أحدا غيرك يا ليلى ، أنت الوحيدة التي لن تحكم علي ، أنت الوحيدة التي سيكون سري بأمان معها.
و منذ ذلك الوقت بدأ بحث كاميليا عن آثار صاحب ذلك الوجه الوسيم.
و لكن أجلها لم يسعفها و سوف يظل ذلك الفصل من حياتها مغلقا ، إلى الأبد.
لا حاجة لك إذن يا "سيد" ماهر لفتحه ، لن تستفيد و لن تُفيد.
بعد مدة طويلة من دخولها إلى بيتها ظلت تلك الجملة تتردد في عقل ليلى " أنت الوحيدة التي سيكون سري بأمان معها ". فكرت ليلى و هي تمارس طقوسها اليومية أنه من المؤسف أن يكون هكذا هو الحال.
من المؤسف أن كثيرا من النساء أصبحن كمجموعة من الطيور الجارحة تقضين حياتهن في خدش الحياء ، تمزيق الأعراض و الاقتيات على فضائح الأخريات.
نحن النساء يجب أن نقف مع بعضنا البعض ، يجب أن نتستر على بعضنا البعض ، نعم هذا ما يجب أن نفعله.
هذا ما سأفعله أنا على الأقل ، قالت و هي تنهض.
بعد قليل كانت تتأمل الشاشة للمرة الأخيرة :
مرحبا سيد علوان
أرجو أن تكون بخير
لا أدري إن كان زوج السيدة كاميليا قد اتصل بك أم لا.
إن لم يفعل حتى هذه اللحظة اسمح لي إذن أن أطلب منك شيئا ما .
احتراما مني و تقديرا لرغبات السيدة كاميليا قبل وفاتها ، أرجو منك ألا تخبر زوجها بالمهمة التي كلفتك بها ، تستطيع أن تخبره بأي شيء آخر إذا أردت.
ملاحظة : لو كنت تنوي المجيئ في الوقت الحالي فأقترح عليك أن لا تأتي.
أنت تعرف أنه رجل لديه سلطة و يستطيع أن يستخلص منك أي معلومة يريدها
أنا أعلم أني لا أستطيع أن أفرض عليك أي شيء و لكن كما أخبرتك تلك كانت رغبة السيدة كاميليا و أنا
أعلم كم كنت تقدرها.
تنفست بعمق ثم بطرف سبابتها ضغطت زر الإرسال.