part-3
وصلت للجامعه بعد ركض طويل و أنا آلهث من التعب...
إتجهت بسرعه لقاعه المحاضرة والتي تأخرت عليها كثيراً.. حيث ذهبت نصف المحاضرة
قام الدكتور المحاضر بتوبيخي بشده قبل أن يسمح لي بالدخول واعطاني محاضرة ممله عن عدم إهتمامي بمواعيد المحاضرات...
فهو صارم ولا يحب أن يتأخر أحد عن محاضرته مهما كانت الاسباب !!
شعرت بالغيض و الحقد عليه و على الشاب اللعين كما أسميته و الذي كان السبب الرئيسي في تأخري...
جلست في مقعد خالي و حضرتُ باقي المحاضرة و أنا عابسه بإنزعاج بسبب الدكتور و توبيخه لي أمام الطلاب مما سبب الاحراج لي أمامهم...
انتهت المحاضرة و أكملت بعدها باقي اليوم و باقي محاضراتي في جدولي الجامعي ....
بعد ان انتهت جميع محاضراتي الممله و الكئيبه لليوم حيث كانت الساعه تشير للرابعه عصراً...
قمت بجمع أغراضي و أوضبتها داخل الحقيبة و نهضت عن الكرسي لأمدد جسدي الذي تصلب من كثرة الجلوس على مقاعد المحاضرات القاسيه...
اخذت نفساً عميقاً لأبتسم بعدها مدت يدي و حملت حقيبتي على ظهري لأسمع عندها صوت صادراً من خلفي
("هوووي جولي ,,, جولي!! ")
إلتفتت للخلف بسرعه لمصدر الصوت و ابتسمت ابتسامه عريضه عند رؤيتي لجيني التي أخذت تلوح لي
فهتفت بسعادة
(" اووه ,,, جيني!!! ")
ركضت بسرعه لأحتضنها بقوه وأنا اقول بسعاده
(" آآه جيني عزيزتي... لقد اشتقت لكِ حقاً.. إن رؤيتك تسعدني كثيراً أفضل من رؤية وجه تلك المعتوهه كل يوم ")
ضحكت جيني وهي تبتعد عني لتقول بلطف
(" من تقصدين بكلامك!!!,,, هيلين!؟")
زفرت بحدة مجيبه بضجر
(" ومن غيرها يأتي لي بأمراض العالم كله ,,, هوووف ")
ابتسمت بخفه وقالت بتساؤل بإستنكار طفيف
(" لم تصبحان صديقتان ! ,,,, رغم أن لكما سنتين مع بعضكما في السكن!!؟")
اجبتها بغضب وأنا أصك على أسناني
(" من يريد أن يكون صديقة لتلك المتعجرفه القبيحه... إنها لا تطاق أبداً ")
أمسكت جيني ذراعي وهي تضحك على كلامي و غضبي فقالت بلطفها
(" لا بأس عليكِ جوليانا.. المهم أخبريني الآن... هل لديكي شي أم انتهيتي!!!؟ ")
أجبتها بحيرة من سؤالها
(" لا ,,,لقد إنتهيت فعلاً ... لماذا!!!")
سحبتني معها وهي تقول بمرح
(" لنذهب إلى الكافتيريا و نشرب شي ما و نتحدث... مر وقت طويل منذ جلسنا معاً و تبادلنا أطراف الحديث ... مارأيك بهذه الفكرة!!؟")
ابتسمت لها باشراق وأنا اسير معها بإنصياع
("فكرة جيدة فعلاً ... معكِحق مر وقت منذ آخر مرة فعلناها .. هيا بنا لنذهب")
~~~~~~~~~~~~~~
ذهبت انا و جيني لكافتيريا الجامعه و جلسنا في مقعدين قرب الواجهة الزجاجية للكافتيريا ...
طلبنا قدحين من القهوة الساخنه و أخذنا نشرب القهوة فيما بدأنا نتبادل أطراف الحديث بمرح و ضحك
أخبرتها ايضا بآخر مرة إلتقيت فيها بإدوارد و انه يستعد لامتحاناته النهائيه في جامعته فهو يدرس الطب خلاف عني و عنها ...
لم أكن اشعر وقتها بتلك الأعين التي تراقبني من خارج الكافتيريا.... !!
كان يقف قرب البوابه الخارجيه للجامعه والتي كانت مقابلة للواجهة الزجاجية للكافتيريا...
حيث يمكنك رؤية كل شخص من هذا المكان رغم أن الشخص لن يكون واضح لك بسبب بُعد المسافه و سيصبح مبهم لك حتى يقترب....!
ظل ذلك الشخص يراقبني بعيون ذهبيه هائجه و ساخنه...
إبتسم و قال بغموض بصوت شبه هامس و عيناه تتقلب بين الذهبي و الأزرق
(" استطيع رؤيتها بوضوح تام... العلامه واضحة لي,,, الآن تأكدنا من الهدف..لن يكون لذلك الأحمق اي شك بعد الآن..!! .. همم جوليانا انتيكيزً !!.. هذا هو أسمها اذن!!!؟ ....كم اشفق عليها فهي لا تعلم ما ينتظرها في الظلام!!")
إلتف خلفه ليظهر ظِل شي ما ضخم.. ظِل ينظر له بعينان صفراوان كبيرتان
فأخذ الشخص يتحدث معه قليلاً ليومئ برأسه بهدوء دون أن ينبس ببنت شفة..
عاد بعدها لينظر نحوي و حرك شفتيه بكلام غريب..
شعرت عندها بقشعريره تسري بجسدي بشكل مفاجئ و إلتفتت بسرعه ناحيه الواجهه الزجاجية للكافتيريا بدون ان اعرف لما فعلت ذلك...!!
توسعت عيناي بصدمه عندما رأيتُ ذاك الشخص الذي يقف قرب البوابه و يتكئ على الجدار...
كانت ملامحه مبهمه من تلك المسافه بنما ظللت انظر ناحيته و انا احاول رؤية وجهه الغير واضح لي ...
قلت بنفسي بعدم تصديق
(" هل يعقل انه هو !!... ذاك الشاب في الحلم!؟ ")
رأيته ينظر لي بهدوء و غموض ليقف بثبات بعد أن كان متكئ على الجدار و سار خارجاً من البوابه...
و لكن سرعان ما اختفى من امامي بمجرد ان طرفت بعيناي ... !!
ظللت جافله لفترة انظر للمكان الذي كان يقف فيه و لم اشعر بجيني التي أخذت تناديني
حركت جيني يدها أمام عيني باستغراب
(" هيه جولي!! ,,, هل تسمعينني!! ")
انتبهت لها وقلت بتوتر وانا ألتفت للنظر لها بتوتر
(" آه ماذا هناك!! ")
زمَتْ شفتاها بضيق هاتفه بعتاب
(" منذ فترة اناديكِ ,, آلم تسمعيني!!! ,,, في ماذا كنتِ شارده!!؟؟")
تلعثمت فأنا ايضاً لا اعلم في ماذا كانت شارده
فقلت أحاول التلصص من الاجابه
(" آآه ,, انه اامم...")
نظرتُ لساعتي و شكرت الله لآن علي المغادرة لعملي الان
فقلت بسرعه
(" علي الذهاب للمحل,,, لا يجب أن أترك العم جاك ينتظر كثيراً ")
وقفتْ و أخذت حقيبتي بينما تنهدت جيني قائله بضيق
(" لا اعلم لما تعملين و تتعبين نفسكِ ,,, و خاصه أن الامتحانات النهائيه لهذا الفصل على وشك البدء ,,, عليكِ التركيز أكثر في المذاكرة ")
زممتُ شفتاي بإنزعاج فأجبتها بهدوء
("أنا أعرف هذا... تعلمين أنني أعمل لأنني أحب العمل مع العم جاك ,,, فهو يذكرني بأبي ... و ايضاً لا تقلقي علي.... صديقتك لا خوف عليها
غمزت لها و أنا أكمل بشقاوة
("فأنا ذكيه جداً ")
ضحكت جيني بخفه على كلماتِ
("أجل أجل ذكيه ,,, لأنك تركزين مع المحاضرين عند الشرح ,,, و لا تحتاجين إلا لمراجعة معلوماتكِ")
سِرت بإتجاه الباب للخروج وأنا اقول بضحكه
(" وهو كذلك... الئ اللقاء أراك لاحقاً جين !")
ودعتني جيني و خرجت بدوري من الكافتيريا...
وضعت جيني يديها على خدها تتأملني من الواجهة و أنا أسير بالطريق ذاهبة...
قالت بحزن تهمس لنفسها
(" لا اعلم إلى متى ستبقى هكذا... أعلم تماماً أن سبب عملها هو شعورها بالوحده بعد موت والداها .. آآه اتمنى ان تفتحي قلبكِ لي يوماً ما صديقتي")
تنهدت بأسى و حملت حقيبتها هي الأخرى و خرجت عائدة للمنزل...
~~~~~~~~~~~~
في ذلك الوقت كنتُ ما أزال أسير بالطريق للمحل و تذكرت حينها الشاب الذي اصطدمت به أثناء ذهابِ للجامعه
ضاقت عيناي بحده و غضب وانا اتذكر كلامه لي ,فقلت بقهر
(" تباً على ذلك اللعين... لم تسنحْ لي الفرصه لإهانته كما اهانني.. بل و قال اني قصيره كما يفعلان هيلين و إدوارد !!")
زفرتْ بحده لأزيح الغضب عن صدري و دخلت المحل حيثُ ألقيت التحيه وانا اخلع سترتي ..
أتاني العم جاك من خلف إحدى الرفوف بابتسامته الحنونه
("اهلاً بجولي الجميله... اتيتِ أخيراً !")
ضحكت بخفه و قلت بتهكم
(" جميله!! ,, جيد أن لا أحد سمعكِ والا اغمي عليه..!")
عبسْ بوجهي و إنزعج مما تفوهت به , فهتف موبخاً
("انتِ جميله و هذه الحقيقه ,,, لماذا ليس لديك ثقة بنفسك!!!؟")
إرتديت مريله العمل و قلت له وأنا ارفع شعري الطويل
(" لدي كل الثقه.. ولكن ليس من ناحية الجمال ,,,فهو آخر اهتماماتِ")
تنهد و هز رأسه بقلة حيله مضيفاً
(" لا يهم ,,, هيا لنبدأ العمل الان عزيزتي")
قمت بهز رأسي له ليربتْ عليه بإبتسامه لطيفه و بعدها ذهبنا لنباشر العمل...
كنتُ اقوم بعملي على أكمل وجه و كنتُ أمرح مع الزبائن الذين يترددون يومياً للمحل..
فكنتْ احبهم و كنتُ محبوبه من قبلهم و هذا يجعل السعادة تسكن بقلبي ... !!
ظللت أعمل إلى أن أصبحت الساعه تشير إلى العاشرة مساءً...!
و الذي يبدأ فيه حضر التجول للطلاب ,تمددتُ على الكرسي و انا ادلك كتفي بألم وتعب بينما حاجباي مقطبان بإرهاق ...
أقفل العم جاك المحل و ألتفت لي بإبتسامه
(" احسنتِ عملاً اليوم صغيرتي.. لقد كان العمل مرهق جدآ عليكِ !!..")
أجبته بإرهاق و تعب شديد
("هذا واجبي... فأنا مساعدتك و اعمل معك ,,, لا تنسى ذلك ")
ضحك و اقترب مني.. اخذ يعبثُ بشعري..جعلني هذا اعبس بطفوليه و صحتُ متذمره
(" لما دائماً تُحِب العبث بشعري هكذا!!!... لا تعاملني كالأطفال انا أصبحت بالجامعه")
ابتسم ابتسامه عريضه لتذمري و قال بحنان
(" و أجمل جامعية ايضاً... لكن لا استطيع منع نفسي من العبث بشعرك.... بالمناسبه ما رأيكِ بشرب القهوة قبل عودتكِ ام انتِ في عجله من أمرك!!!..")
اجبته بمكر و انا ارفع إحدى حاجباي
(" همممممممم موافقه... لكن بشرط!!!")
ضحك بخفه على مكري و قال يسايرني فيما أفعل
(" ماهو شرطكِ ,,, اميرتي!!؟ ")
إلتمعت عيناي ذات اللونين الأخضر الباهت و الرمادي المعدني و انا اغمز له
(" أن يكون من يصنع القهوة هي أنا... حتى تشربها من يدي")
رُقتْ ملامحه و اجابني بلطف وحنان
(" يااه هذا يسعدني حقاً... أن اشرب القهوة من بين يدي اميرتي الجميله جولي.. انه لشرف لي..")
ضحكتْ بخجل من مديحه
(" حسناً ,,, فقط عشر دقائق و ستكون القهوة جاهزه!")
قلتُ كلامي هذا و اتجهت للمطبخ القابع في نهاية المحل.. !
بما أن بيت العم جاك و المحل ملتصقان ببعضهما و لا يفصل بينهما إلا باب...
قمتُ بصنع القهوه و شربتها مع العم ونحن نتبادل الحديث...
كان يضحك على شجاري الدائم مع هيلين التي تشاركني السكن الجامعي
بعد مرور بعض الوقت , و بعد أن إنتهينا من القهوة و حان وقت عودتي للسكن.. هممت بإرتداء معطفي
لأقف بعدها عند الباب أودعه
(" سأذهب الان .. أراك غدا عمي")
قال موجه كلامه لي و أستشعرتُ نبرة الجديه بصوته العميق
("انتبهي للطريق و انتِ تسيرين بالليل... كوني حذره فاللصوص كثيرون بهذا الوقت.. و الرجال المنحرفين كذلك ")
قلت له وأنا افتح الباب و أهم بالخروج
("لاتقلق علي سأكون بخير... فأنا أجيد فنون الدفاع عن النفس ,,لا تنسى ذلك ")
ضحك ملئ ثغرة على ما قلته فهتف بعدها بنوع من الراحه
(" كان الله في عونه اذن ,,, رافقتكِ السلامه ")
ابتسمت و ودعته لآخرج بعدها من المحل , اخذت اسير عائدة للسكن و كنت امشي بالطريق المخيف و المظلم..
إلا من اضواء مصابيح الاناره التي أخذت تضيء و تنطفئ مجدداً بإستماته و كأنها تتعمد أن ترعبني أكثر ...
عندها بدأ يخالجني شعور غريب و كأن شخص ما يتبعني ,كان نفس الإحساس في ذلك الحلم ... !
ضحكتُ بسخريه على تهيأتِ , عندها تذكرتُ الحلم الذي رأيته صباح هذا اليوم و الكائن أو الظِل الذي ظهر لي...
شعرت و كأن اوصالي تجمدت من مجرد أن تخيلتُ أن أرى ذاك الكائن المرعب و المظلم....
وضعت يدي بقلبي أهدء من دقاته التي أخذت تتسارع و همست لنفسي بكلمات مشجعه...
بعد عدت دقائق هدأت قليلاً لأنظر للخلف بسرعه , كنت واثقه انني لن أرى شيئا و لكن أردتُ فقط أن اطمئن نفسي أو هذا ما ظننته..
بمجرد أن إلتفتت توسعت عيناي برعب وأنا أرى ظل لشخص يقف قرب المنعطف , ملامحه غير معروفه لأنه يطُلْ من من زاويه مظلمه...
كان طويل جداً ذو بنيه قويه و كان مظلم كتلة من الظلام..
لم اشعر بنفسي وأنا اطلق ساقاي للرياح راكضه في الطريق متجهة للشارع الخاص بالسكن...
عندما وصلت و انا ألهث ألتفتُ خلفي اتأكد انه لم يعد خلفي ,تنفست الصعداء وانا احمد الله....
شعرت بشعور مقلق حيال هذه الامور التي تخالجني مؤخراً و التي لا أجد تفسير مقنع لها...
فلقد بدأت تكثر احلامي و تهيأتِ المرعبه....!
هززت رأسي اطرد الافكار و اكملت سيري للسكن , لكنني رأيت في طريقي هيلين وهي متأنقه ذاهبة لمكان ما
و التي ما أن رأتني حتى لوت فمها بإنزعاج و كأنها لم تسُعد برؤيتي..!
قلت لها بسخريه و أنا أتقدم بسيري ببطئ
(" لستِ بحاجة أن تزدادي قبحاً على قبحكِ ,,, أيتها الشقراء..")
رفعت حاجبها بغرور و استهزاء
(" هاه!!! هل تتحدثين معي الآن!!؟ ,, ااه أرجوكِ لا أريد ان ارد عليكِ و نبدأ شجار وسط الشارع")
زفرتُ بحدة و قلت بملل و أنا أشير لها بيدي
("لا يهم... ابتعدي فقط أريد العبور...!!")
قالت هيلين بسخريه وهي تبسطْ يداها أمامي بشكل ساخر
(" هل ترينني دباً حتى أسد عليكي الطريق!... اعبري لم يمنعكِ أحد ,, الشارع واسع يا قزمة")
غضبتُ بشدة و صرخت فيها دون وعي
(" اتعلمين اتمنى حقاً أن يهجم عليكِ وحش و يأكلكِ...لارتاح منكِ للأبد")
ضحكت هيلين على كلامي هذا و زمتْ شفتاها قائلة
(" ما هذا الكلام الطفولي... أهلاً !!! ,, انتِ الان بالجامعه ولم تعودي طفله ... هممم رغم أنكِ بطول الأطفال")
دفعتها عن طريقي وأنا اقول بغضب عارم
(" فالتذهبي للجحيم... اغربي عن وجهي ايتها الحقيره")
سِرتُ ناحيه السكن في غضب و انا اشتم داخلي ...
بينما قالت هيلين بسخريه وهي تعيد شعرها بغرور للخلف
(" لم تتحمدْ لي حتى بالسلامه... بعد أن كدتُ اموت اليوم على يدي لص يريد أن يسرق السكن ,,, بالواقع أول مرة اعلم ان اللصوص يسرقون سكن الطالبات همممم ؟!!... هاه لا يهم ")
أكملت طريقها حيث هي ذاهبة.. بينما أخذت أشتم بداخلي أكثر وأنا اتجه للسكن... عندها تذكرت اغنيه كانت تغنيها لي والدتي عندما ابكي أو اتضايق من شي ما ...
شعرت بالحنين لوالداي المتوفيان..
تنهدت بعدها بحزن و اخذت ادندن لحن الاغنيه بصوت عذب فيما ابتسمت ابتسامه جميله عندما شعرت لوهلة انني رأيت طيف والدتي يبتسم لي في الأفق...
ولكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامه و انا اسمع صوت صراخ قادم من الشارع الاخر...
نظرتُ بسرعه للخلف و ركضت جهة الصوت بعد أن استطعت أن اميز صوت الشخص الذي يصرخ...
توقفت فجأه غير مصدقة وأنا أرى أمامي وحش كبير يشبه الكلب ولكنه ضخم جداً.. أسود اللون و شعره طائر للاعلى و كأنه مكهرب...
عيناه حمراوتان كالجمر المحترق ,حيث اخذ يزمجر بقوة رهيبه مظهر انيابه الحاده كالسكين و لعابه يسيل على الارض...
كان يزمجر على هيلين الساقطه على الارض و التي وضعت حقيبتها امامها تحمي نفسها من هذا المخلوق....
كانت تصرخ طالبة النجدة و عندما رأتني واقفه مذهوله قالت ببكاءو صراخ
(" جووولي ارجوكِ انقذيني... أرجوكِ جولي سوف يقتلني و يأكلني..!")
كنتُ متجمدة مكاني غير مستوعبة بعد ما تراه عيناي , فأنا لم ارئ بحياتي مثل هذا الكائن أو الحيوان...
بل اجزمتُ انه ليس حيوان مثل الذي يوجد في الطبيعه...!
استفقتْ من تصلبي أخيراً لألتقط عصا خشبية من الأرض لأركض ناحيه الوحش و أهوي بها عليه و أنا اصرخ فيه لآبعده عن هيلين
(" ابتعد أيها الوحش القبيح.... ابتعد عنها حالاً و الا ندمتْ")
تراجع الوحش قليلاً للخلف... و احتدت عيناه الحمراء بغضب...!
قلت بسرعه لهيلين الممدده على الارض
(" اهربييييي بسرعه أيتها الغبيه.. ماذا تنتظرين!!!! ... اسرعيييي!!!")
نهضتْ هيلين بسرعه و هربت وهي تعرج بسبب أسقاطها فردة حذائها الاخرى...
زمجر الوحش غاضباً و كأنه لم يعجبه تدخلي بل و كأنه استغرب الامر...
هجم علي محطماً العصا بانيابه الحاده وكأنها لا شي...
تراجعت للخلف.لأقول وأنا ازدري لعابي
(" آآه ربااااه ,,,, انه ليس يوم سعدي أبداً ")
ركضت هاربة بكل قوتي وانا اصرخ عندما اقتربت من هيلين التي تُجاهد في الهرب بصعوبة بسبب حذائها
(اهربييييي لقد اتى... اركضي بسررررعه!!!")
صرختْ هيلين بفزع لتركض بدون شعور حافيه القدمين , اخذ الوحش يركض خلفنا وهو يزمجر بصوت مرعب و أنا و هيلين نركض بأسرع ما يمكننا.....!!!
~~~~~~~~~~~~~~~
في ذلك الوقت كان هناك شخص يتابع الحدث من فوق أحد الابنيه و ملامحه يغطيها شعره الاسود الكثيف ليقول
(" اووه لقد اغضبتْ الوحش الذي استدعته... لقد آمرته و بعدها تدخلتْ تنقذ الفتاة,,, يااه البشر حقاً حمقى عندما يكون بيدهم قوة عجيبه ,, هممم اظن علي التدخل قبل أن يقضي عليهما")
نهض بملل ليضع يديه بجيب بنطاله و قال يهمس بشيء ما... ليمر شيء أسود بسرعه خاطفه من امامه...
ابتسم بخفه ليقفز عليه و يختفي مع ذاك الشي الذي كان بسرعه الضوء....!!
~~~~~~~~~~~~~~
اما نحن انعطفنا لندخل بين الأشجار إلى الغابه لتضليله, كنتُ ألتفت للخلف تارة و أنظر أن وصل الوحش لنا ام لا...! "
قالت هيلين وهي تركض باكيه
(" ياالهي سوف نموت... آآه ربااه لم أتخيل نهايتي هكذا!! ")
انزعجت من كلامها و قلت بحدة
( لم" نمت بعد بحق الجحيم ... توقفي عن التشاؤم ايتها الحمقاء..!")
نظرت الاخرى لي بقوة و قالت بغضب و الدموع بعينها
( كله بسببكِ انتِ جولي !!")
توسعت عيناي بصدمه لأرد بغضب لا حدود له
(" ماااذااا !!! ,, تقولين أنا السبب ؟ ... ألستُ أنا من أنقذْ حياتكِ و ساعدكِ يا ناكرة الجميل!!!!")
قالت هيلين بصراخ بسبب ركضنا لكي أسمعها
(" من الذي تمنى لي من الاساس أن يظهر وحش و يأكلني هااه!!... هيا إنكري الان ايتها البلهاء...")
أجبتْ عليها بسخريه لاذعه
("اتعلمين ايضاً .. لقد بدأتْ أندم حقاً على انقاذكِ ")
نظرت نحوي بغضب
(" ايتهاااا الـ..... ")
قاطع كلامها لي اقتراب الوحش و زمجرته لتصرخ بفزع و تركض اسرع وهي تبكي لتقول مجدداً
(" جولي أرجوكِ فكري في حل ما ... انتِ ذكية أرجوكِ اسرعي قبل أن نؤكل")
قلت بتفكير و سخريه لا تنفك عن نبرة صوتي
(" آلم آكن غبيه في الصباح ,,, مالذي غير رأيكِ الان!!")
اجابتني برعب وهي تلتفت للخلف لتنظر للوحش
(" الموقف مختلفْ... نحن بصدد الموت اكلاً... سوف نكون مطحونتين بسبب أنيابه الحادة")
لم أرد عليها و أخذت أنظر حولي في المكان لتخطر على بالي فكرة
عندها أعدت بنظري لهيلين لاقول لها بسرعه
(" اسمعي ,,, لندخل بين تلك الأشجار الكثيفه ,, و نضلله فيها")
ضيقت هيلين عيناها ناحيتي قائله بتجهم
(" ماذا قلتِ!!!!... لم اسمعكِ جيداً ")
اقتربتُ منها و صرخت بصوت عالي كدت أفجر طبلة أذنيها
("قلت لنذهب لتلك الأشجار ,,, و نضلله داخلها ")
قالت بغضب وهي تضع كلتا يداها على شحمة أذنيها
("لماذا تصرخين بحق الرب .... أنا لستُ صماء ")
اغمضتُ عيناي بصبر من إزعاج هذه الفتاة , فقلت و أنا افتحهما مجددا ً
("اسمعي ,, سنناقش هذا الموضوع في وقت لاحق... الآن تعالي!!")
سحبتُها من يدها فوراً لندخل بين الأشجار الكثيفه...
التي خدشت وجهينا و أجسادنا بأغصانها الشائكة مسببة لنا جروح طفيفة..
أخذنا نركض إلى أن وصلنا لجرف عالي يسد الطريق امامنا معلناً نهاية الطريق !
سقطت هيلين على الارض مستسلمه و عيناها تنتفضان
(" النهاية!!.. آآه قضيَ علينا لن نقدر على الإفلات منه الان ... آآهه لم أتخرج بعد و لم أقع بالحب و لم اتزوج هذا ظلم!!!")
نظرتْ أسفل الجرف و أنا اقول لها
(" لم اعلم انكِ سوداويه هكذا... هممم لم ينتهي الأمر بعد ,, لن اسمح أن تكون نهايتي!!")
إلتفتت هيلين لتنظر إلي و صرخت بي بغضب و دموعها بدأت بالنزول مجدداً
(" ماذا الان!!! ... انا لستُ سوداويه أبداً... ولكن لا يمكننا فعل شيء... توقفي عن قول شي لا تعنينه بحق الجحيم ")
تنهدت بضجر و نظرت لها لآقول بجدية
(" سوف نقفز من أعلى الجُرف... هيا قفِ")
قالت هيلين ببلاهه وهي تطرف برمشاها عدت مرات
(" هااه!!!.... نقفز من هنا!؟....هل جننتِ ايتها القصيرة اللعينه!!!")
أجبتها ببرود كالسقيع
("لا لم أجن بعد... هيا قفِ حالاً ,,, لا وقتْ لدينا سوف يصل في أي لحظه")
عقدتْ يديها و اشاحت بوجهها بعيداً عني قائله برفض
("مستحيل.. سوف تتحطم عظامي إلى قِطع... أُفضِل الموت وأنا قطعه واحدة")
رفعتُ كتفاي بقلة حيله لآهمس ببرود و أنا أتخذ حافة الجرف موطئ لقدمي
(" حسناً كما تشائين... لكنني لستُ مستعدة للموت مأكوله و مقطعه من انيابه")
هممتُ بالقفز من أعلى الجُرف و في تلك اللحظة زمجر الوحش معلناً عن وصوله لتهب هيلين صارخه من فورها و لم تشعر بنفسها إلا وهي تقفز علي تتمسك بي بخوف كبير ...
إختل توازني بسبب ثقلها و قفزها المفاجئ علي و ماهي إلا لحظات حتى صرختْ بصوت عالي تردد صداه بالوادي لنسقط معاً من أعلى الجرف الساحِق...
أخذنا نسقط و نحن نصرخ معاً و بدء سواد قاتم يطبق على عيناي بدون أن سابق إنذار , ليحل الظلام بعدها بشكل كامل و لا اعلم مالذي حدث لنا بعد ذلك ...!!!!
أنتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهى !!!!!!!!!!!!!!!!