كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل التاسع)
لم تستطع التحرك من اسفل درجات السلم , كان رأسها كمن اصابه دوار شديد , احست بالدبابير تطن في ذلك الجو الحار من النهار وتنشقت رائحة اشجار الصنوبر والياسمين, وقلبها كان يخفق بسرعة بين ضلوعها.
فتح الباب الخشبي , الضخم فجأة , وخرج فرناندو سيرا من ظلمة ذلك المنزل الى حيث الشمس المشرقة والساطعة .منتديات ليلاس
لم تستطع روث رؤيته بوضوح بسبب وقوف ستيف امامه . لكن الذي استطاعت رؤيته فقط, ذراعه الممتدة الى جانبه . اعتقدت في خلال هذه الدقائق المرعبة انه سيصعق ستيف لكنه رفع يده ببطء مرحباً.
اجتاحت روث عندئذ عاصفة غضب , فما كان عليها سوى ان تقبض على يديها الاثنتين لتوقف غضبها هذا, الذي كان سيؤدي بها الى ضرب صدر فرناندو ضربات متتالية وغرزتها اظافر اصابعها في راحتي يديها لكنها لم تشعر بأي ألم من شدة ثورتها , لأن الألم كان في قلبها.ريحانة
سمعت كلاماً على الرغم من الدوران الذي لف رأسها , فما كان ذلك سوى ترحيب رسمي, ثم رأت ستيف يسير نحو المنزل , بينما بقي فرناندو واقفاً عند مدخل الباب.
وضعت روث يدها فوق فمها بحركة عفوية , كي تخفي تنهدات ألمت بها من هول الصدمة. ركزت نظراتها على وجهه, ثم غشيت عيناها كأنها تعزف عن شيء لا تود رؤيته.
لقد صدمت اولاً بملامح ماريا لويزا المأساوية من خلف النافذة لكن الأمر الآن أسوأ بكثير. انها ترى رجلاً في وضع كهذا يتحرك بهدوء وبرودة اعصاب .
كان وجه فرناندو شاحباً بسبب حاجته للنوم, بدا فقط نظيفاً حليق الذقن. وكانت عيناه غائرتين. كان يبدو وكأن مآسي العالم كلها تكدست امام باب منزله , واعتقدت روث ذلك من شدة اضطراب اعصابها . بدا وكأنه يدفع ثمن خسارة حبه وطفلته لستيف وهذا شيء كثير عليه. تقدم ببطء نحو الفناء وحدق في وجه روث بعينين احاطهما ألم سحيق, بينما عينا روث كانتا تطفحان بخيبة امل كبيرة في حبها الضائع.ريحانة
رفع يده و أومأ إليها بالدخول إلى المنزل, لكنها احست في تلك اللحظة انها لن تتمكن من ذلك . القت عليه نظرة اخيرة وصرخت بألم ثم ابتعدت هاربة لكنها سمعت نداء ملؤه العاطفة الجياشة التي يكنها لها, بينما كانت تتوجه الى الممر عبر الحديقة الى حوض السباحة ومن ثم إلى غابة الصنوبر وبستان الزيتون.
"روث!"
تلاشى النداء المتواصل بين نبضات قلبها وهي تجري الى اعلى الهضبة.
نهاية الفصل التاسع
|