لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-16, 05:59 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

طالعها من رأسها لأخمص قدميها وقال بفحيح بارد تسلل لعمودها الفقري راجفا جسدها بخوف من تهديده، فدارت رعبها و ارتدت قناع القوة ووقفت تواجهه بأنف شامخ وكبرياء لا ينكسر.
- انت تتحديني!!
- أتحداك واتحدى طوايفك بعد!!
هز رأسه بالقبول بهذا التحدي، وقبل مغادرته همس لها بوعيد لم تعتقد أبدا أنه سينفذه.
- والله راح أردلج الكف كفين!!.. وما أكون ريال من صلب ريال إن ما سويته!!.
*********************************
رحلت بعدها في بحر من الأحلام المزعجة، وكوابيس حطت عليها تؤرق منامها وتزعج بالها.
وغرقت... نعم شعرت بنفسها تغرق وتغوص لأعماق المحيط غير قادرة على النجاة منه، وقبعت مستسلمة هذه المرة لمصيرها المحتوم، وشاهدت شقيقها من بعيد يناظرها بحزن وألم لخضوعها للانهزام دون أن تقاتل بشراسة كما العادة.
حاولت مناداته وطلب الصفح، لكنه أشاح بوجهه عنها غير قادر على رؤيتها هكذا خانعة لمصيرها دون أن تقاوم.
عادت تناديه وتناجيه وتطالبه بعدم الابتعاد عنها، لكنه سار ليختفي بين ضباب كثيف منعها من رؤيته ولو لآخر مرة.
فقبعت بالأعماق بروح خانعة، ووحدة قاتلة، وجسد ارتجفت أطرافه من هجر شعرت به يغلغل كيانها.
***********************
يجلس خلف مكتبه وينظر للفراغ من حوله بشرود، سيكار بيده يدخنها بروية ومن ثم يتطلع لدخانها الذي نفثه من فمه بقوة ثم بدأ يتلاشى، لقد انتقم لنفسه كم وعد، وقد وضعها بمكانها الصحيح كما رغب.
فبسببها أدخل لمركز الشرطة للتحقيق، ولولم يكن أحد معارفه هو المسؤول هناك لكان الآن اسمه يتوسط الجرائد بسبب دخوله السجن، بسبب فتاة لم تعطه الفرصة لنفي اتهامها، فهو لم يقصد ما حدث، وما جرى كان خطأ عن قصد أجبر عليه بعد أن ارتد عن أحد العربات التي كان يعلب بها أحد الأطفال وكانت هي بالمكان الغير المناسب.
إذا... ماذا الآن؟؟... ماذا سيفعل معها؟؟... لقد تزوجها كي يستطيع الوصول إليها، ومن ثم يأخذ بحقه منها، وبعدها سيرميها مثل الكلب في الشارع، فذلك هو مكانها الصحيح، "مكب النفاية".
عندما يتذكر الكلام الذي وصله عنها عن طريق أحد الموظفين الذي عهد إليه السؤال عنها... تشمئز نفسه منها، ويكاد يتقيأ ما بي جوفه.
لقد اعتقد بأنها فتاة شريفة وعفيفة لهذا كان رد فعلها طبيعيا لكن بعد أن علم طينتها ومن أي صنف هي، حتى تعود أعصابه للثوران والرغبة بتمزيقها، فهي تستحق أكثر من صفعتين على خدها!!.
إذا... لقد اتخذ القرار!!... سيتركها معه لبعض الوقت ليعلمها من هم أسيادها، وبعدها سيعيدها لعائلتها، وعند هذا ابتسم بتشفي، لقد وجد لعبة يسلي بها نفسه، فقد سئم حياته المملة والرتيبة.
قطع تفكيره طرقات على الباب ليأذن له بالدخول بصوته الجهوري
- تفضل
فتح الباب ليسمع بعدها دبدبات صغيرة ركضت ناحيته وهي تنادي:
- بابا
- يا حبيبة أبوها
وقف عن كرسيه وتلقفها من خاصرتها ليرفعها للأعلى ثم يعود ويمسكها، فيعود مرة أخرى ويدفعها للأعلى ويعود ويتلقفها وهي تقهقه بسعادة للعب والدها معها، ثم احتضنها يقبلها بقمة رأسها وابتعد قليلا يناظرها بحب وقال يسألها:
- شخبار حبيبة أبوها؟؟
قطبت وجهها الصغير ذو الملامح الملائكية بشعرها الأسود القصير الذي يصل لحدود أذنيها، ووجه مدور ومكتنز الوجنتين، وعيون تطل منها براءة الطفولة، وأنف صغير، وفم غاضب، ضحك الوالد وقال:
- ليش الحلو معصب؟؟... مين هذا يلي زعله؟؟
- أنا ما راح أكلمك لأني زعلانه منك!!
- أفا... ليش زعلانه مني؟؟
- لأنك قلت بطلعني اليوم الصبح وما طلعتني.
عاد للجلوس على كرسيه وأجلسها على ركبتيه وطالعها بحنان
- حقج علي حبيبتي!!.. اليوم البابا صار مشغول وايد، بس وعد... ها وعد، بكرة بطلعج.
طالعته بنصف عين ثم رفعت اصبعها محذرة إياه:
- تراك قلتها وعد!!.
- وعد، وألحين وين بوسة البابا ولا ما في بوسة ؟؟.
ابتسمت بسعادة وقالت تجيبه بالموافقة بالاقتراب منه وقبلته على وجنته ومن ثم أنزلها وقال لها وقد عادت الجدية إليه:
- حنان وين أخوج عبدالله؟؟
- عبادي قاعد يلعب بلي ستيشن
هز رأسه ثم قال لها:
- خلاص حبيبي روحي ألحين عندي شغل وايد ولازم أخلصه اليوم
انكسرت ابتسامتها، وتهدل كتفيها الصغيرين، وتدلت شفتها السفلى بحزن فهمست برجاء:
- بابا الله يخليك، اقعد معانا شوي!!
فتح أحد الملفات يقرأ فيه وأجابها بشرد دون أن ينتبه لألمها:
- حبيبي مب ألحين، بعدين.. أنا ألحين مشغول، لما أفضى بقعد معاج.
ضربت بقدمها الصغيرة على الأرض بحنق وقالت ناقمة:
- انت ديما تقول بتقعد معانا وبعدين ما تقعد!!
التفت إليها بغضب وهتف:
- حنان!!... هذا اسلوب تتكلمين فيه مع أبوج؟؟
- أنا... أنا....
- انت شو؟؟...
- أنا آسفة بابا!!.. بس أنا.....
قاطعها بنفاذ صبر:
- آخر مرة أشوفج تردين علي بهذي الطريقة!!..وألحين يلا أنا مشغول.
وخرجت مكسورة وهمهمت بأمنية بصوت وصله ليصيبه بالصميم
- ليش أنا ما عندي أم مثل باقي البنات؟؟.. لو كانت عندي كانت ألحين هي تلعب معاي، مب أقعد لحالي
وخرجت مغلقة الباب خلفها ولم تعلم ما خلفته خلفها بكلماتها تلك؟؟
تطلع للباب الذي أوصد، ثم عاد يخرج من العلبة التي بجانبه سيكارا آخر وتأمل الشعلة وهي تومض وتأكل التبغ كما حياته التي تآكلت وتمزقت مثل الأوراق....
لم يدم تفكيره بذكريات الماضي طويلا، فقد عاد الباب للطرق من جديد وهذه المرة لم ينتظر الاذن، فقد فتح الباب على مصرعيه، ووقفت هي هناك تعلن عن نفسها:
- وشفيك مزعل بنتك ومخلي برطمها يوصل للأرض؟؟
- يمه... يا مرحبا بج.
فز من جلسته وأطفئ عود السيكارا الذي لم يمسه بعد، واتجه ناحية جدته ممسكا بكفيها وطابعا على كل واحدا منهما قبلة ثم طبع قبلة أخرى على قمة رأسها باحترام وتقدير.
- حبك ربي يا وليدي، شخبارك يمه؟؟.. عساك طيب ومرتاح؟؟
- الحمد الله يا الغالية طمنيني عنج انت شخبارج؟؟... وأخبار صحتج اليوم؟؟
- لو تهمك صحتي جان ييت وسألت؟؟... أنت تدل غرفتي وين؟؟
سكتت قليلا ثم تابعت عتابها:
- شو هاي الريحة؟؟.. الله يهديك ياوليدي صحتك.
أمسكها يقودها ناحية الأريكة وهو يحادثها :
- اسمحيلي يا الغالية انشغلت شوي باشغيلة صغيرة وما قدرت أمر عليج اليوم الصبح.
تركها متجها ناحية النافذة يفتحها سامحا للهواء العليل أن يسحب الشحنات السالبة المتواجدة بالغرفة وهو يسمع جدته تسأله:
- وهذي الاشغيلة الصغيرة هي يلي خلتك تزعل بنتك؟؟
- يمه.....
قاطعته مؤنبه إياه:
- ليش كذا يا وليدي؟؟.. الشغل ما يخلص، وهذيلا عيالك صغار، يبي من يداريهم، لا تعتمد على الشغالات، تراهم مب مثل أبوهم وأمهم، وما راح يهتمون فيهم.
- عارف يا يمه بس شو أسوي يعني؟؟... دوام بالصباح بالعسكرية، والعصر أجابل الحلال، ما عندي وقت لهم!!
ناظرته بعيونها الصقرية وقالت :
- في حل يا يمه.
ناظرها هو الآخر وعلم الحل، ارتبك وتوتر فأشاح بوجهه عنها كي لا تكشف سره المشين، وقال يجيبها بصوت غليظ لكن على من!!.. فقد لاحظت اختلاجة عيناه وتهربه من التحديق بها :
- حلج ما بيه يا يمه، خلاص... عافني الخاطر من الحريم!!
- بس يا وليدي ترى مب كل الحريم واحد، وأصابعك مو مثل بعضها.
ابتسم بتهكم وهو يتذكرها :
- لا يا يمه، كلهم من طينة وحدة وأخس بعد.
- هذا آخر راي عندك؟؟
- نعم يا الغالية، ودخيلج لا تفتحي الموضوع مرة ثانية، وبحاول إني أفضي نفسي علشان أجابل الأولاد.
تنهدت بقلة حيلة وأجابته:
- براحتك يا الغالي.
نهضت من جلستها وساعدها بالنهوض.
- على وين يا يمه؟؟.. اقعدي معاي شوي!!
- أنت مشغول وما بي أعطلك.
ضحك بخفوت على نغزتها له بعدم وجود وقت لديه فأجابها:
- براحتج يا الغالية
فعادت للسير وهو بجانبها يحتضنها من أكتافها الصغيرة وأخذت تهمهم بالدعاء:
- الله يهديك ويصلح يا وليدي، ويسخر لك الزوجة الصالحة يلي ترجعك مثل قبل.
ضحك لدعوة جدته وقالت ترد عليه:
- لا تضحك علي، الله قادر على كل شي.
- ونعم بالله يا الغالية
وخرج معها ليوصلها لغرفتها.
أكيد تبون تعرفون مين هذيلا الناس، خلوني أعرفكم فيهم.....
- حمدان بن عبدالله أحمد الكتبي عمره 37 سنة، وسيم بمعنى الكلمة من وسامة... بشعره الأسود الكثيف، وعيونه سودة وحادة، وخشمة طويل مثل السيف، وبشرته يلي تدل على أصوله الشرقية، أسمراني وأحلى من السمر ما في، ولحية خفيفة مخنجرة من الأطراف عاطية وجهه جمال رباني، وجسمه المعضل بسبب مكانته العسكرية يلي تطلب منه يكون رياضي، مطلق وعنده ولدين عبدالله وعمره 12 سنة يشبه أبوه بملامحه العربية الأصيلة، عصبي وقت العصبية وما حد يقدر يقرب صوبه، وهادي بكل الأوقات وما له شغل بأي حد، وحنان عمرها 7 سنوات، دلوعة أبوها وتعرفنا على مواصفاتها من قبل، والجدة اسمها فاطمة ( أم عبدالله) عمرها 67 سنة، قوية صلبة تزوجت من كانت صغيرة والله رزقها بولدين وتوفى ريلها مع واحد من عيالها يلي هو أبو حمدان ومعاهم أمه، فتولت الجدة تربيته وعمه حسن ما قصر معاه ورباه مع أولاده وتمنى أنه تكون عنده بنت علشان يزوجها لولد أخوه بس الله ما رزقها غير بالأولاد
***********************
فتح باب الشقة بهدوء بمفتاحه فقد أقفله عليها بعد مغادرته، فهو لا يضمن من ستدخل بمنزله بغيابه.
وقف بوسط غرفة الجلوس ليصفعه الهدوء المريب!!.. الشقة مثلما تركها، لم يتغير فيها شيء... ناظر الأرض شيلتها وعباءتها متوسدتان أرضية شقته إذا هي موجودة!!.... إلا إذا اعتادت الخروج دون غطاء؟؟.
سار بخطى واثقة يبحث بكل مكان إلى أن وصله همس خفيض من غرفة النوم، تمهل الخطى، وأصغى السمع، ليعود الصوت المناغي من جديد.... لتتوحش عيناه، وانطلق الشرر من مقلتيه، واستعرت النيران بداخله، وأخذ قلبه يقصف برعوده العالية منذرا بالويل والعقاب، وهذه المرة لن يرحمها
" فليس كل مرة تسلم الجرة" .
فتح الباب ويرتج على الجدار مصدرا صوتا عاليا يوقظ من في القبور وهناك كانت الفاجعة !!.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 06-12-16, 06:00 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

قراءة ممتعة
وبانتظااااااااار رايكم بالفصل

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 06-12-16, 06:02 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الفصل الرابع

يقود سيارته بسرعة جنونية، واشارات الخطر الأربعة تضيئ تخبر الباقيين بالحالة المستعجلة التي لديه!!.
يتجاوز السيارات المنطلقة أمامه، ولا يبالي بالأبواق التي نفخت من أجله تحذره من مغبة قيادته المتهورة، وأحيانا أخرى تبتعد السيارات من تلقاء نفسها عندما ينتبه سائقها للإشارات الحمراء المضاءة، أو أنها تتجنبه خشية على أرواحهم الثمينة.
وبكل مرة يتطلع للمرأة القابعة بسكون كما الأموات على المقعد الجانبي له، أنينها الخافت هو ما يجعله يشعر بالراحة لمعرفة أنها ما تزال على قيد الحياة، وأنها لم تغادر هذا العالم بعد!!
عادت عيناه تطالع لما هو أمامه كي يتفادى الاصطدام بسبب قيادته الصاروخية.
مكابح قوية والتفافة ماهرة، ومنع زهق روحه بسببها، وسبابا أعلنه دون أن يبالي بالأخلاق، وعاد يتطلع إليها والشرر يتقاطر من عينيه، فهمس وهو يعود ويحرك عصى تبديل السرعة، لينطلق من جديد.
- تستاهلين يلي صار فيج يا الغبية!!.. وإن شا الله أردى من كذا!!.
مد يده ناحيته، وضغط على الجرح النازف يمنع الدماء من الخروج بكثرة، فيعود ويسبها ويلعنها، ويهمس لنفسه بأنها ستكون سبب هلاكه!!
وصل للمشفى الحكومي القريب من الشقة، أوقف سيارته عند باب الطوارئ ثم ترجل من سيارته متجها للجهة الأخرى وبداخله غضب عارم لا يعرف كيف السبيل لإطفائه؟؟... لا هو يعرف كيف سيرتاح من المشاعر العنيفة التي يشعر بها تصعقه من الداخل.. بأن يزهق روح من كانت السبب بإشعالها!!.
فتح بابها واقترب منها وضعا ذراعه تحت قدميها والأخرى خلف ظهرها، وقربها من صدره ليميل رأسها باتجاهه فسالت دمائها الغزيرة بعد أن وقعت عنها قطعة القماش التي كانت تمنعها من التدفق بغزارة، لكن الآن.. كأن انبوبا من الماء قد تعطل لترشح الدماء في كل مكان، مغطية دشداشته البيضاء محولة إياها للون آخر لم يعجبه بتاتا!!.. فعاد للعنها وشتمها وهمس أيضا لنفسه بأنها ستدفع الثمن غاليا لما يحدث الآن.
سار بها للداخل وهو ينادي أحدهم ليلتقط عنه هذا البلاء الذي حل عليه.
هب أحد الممرضين مذعورا لرؤيته كم الدماء النازلة من المرأة، فسحب له سريرا متحركا وأمره بوضعها عليه، فوضعها برفق وعلى الفور تحرك بها الممرض لداخل غرفة الفحص مناديا على الطبيب، حتى حضر ذلك الآخر على عجل وبدأ بإجراء الفحوص الأولية كي يعلم ما الذي تسبب بخروج كل تلك الشلالات من الكريات الحمراء؟؟
بقي حمدان بالخارج بعد أن أمره الطبيب بالخروج ليباشر عمله، فخرج ينتظر نتيجة الفحص وجلس على أحد الكرسي واتكأ برأسه على الجدار خلفه، وأغمض عينيه مسافرا للفاجعة التي حدثت اليوم بعقر داره....
كان ذاهبا لتفقدها بعد مرور يومين كاملين، فقد انشغل بعمله وبأطفاله، وبخضم انشغاله بأمور حياته كان قد نسيها وعاد لرتابة حياته اليومية، عمل بالصباح، وعمل بالمساء، ويحاول قدر الامكان أن يعطي من وقته المتبقي لأطفاله، ليكون منهك القوى عند حلول الليل، فما أن يضع جسده الواهن على الفراش حتى يغط في نوم عميق دون أحلام .
وفي اليوم التالي كان قد جلس بمكتبه كما العادة يدرس بعض الملفات تخص تجارته بالمصوغات الذهبية، فهو يملك سلسلة من محلات الذهب بكل الامارات، وقد انتشر صيته بأقاصي الدولة بسبب التشكيلات الحديثة التي لا تتواجد سوى لديهم.
دخل صديقه الوفي سالم وهو أيضا ابن عمه، وبعد السلام والسؤال عن الحال حتى بادره بالسؤال عن حال زوجته، وإلى أين وصل به الحال معها؟؟.. في البداية استنكر قوله؟؟.. وعن أي زوجة يتحدث؟؟.. حتى ضرب جبهته متذكرا إياها " لقد نسيها" فعاتبه ابن عمه سائلا إياه:
- ما اكتفيت بيلي سويته فيها؟؟.. أنت خلاص أخذت بكرامتك، والبنت راح ترجع لأهلها مطلقة من أول أيام زواجها، فشو تبي تسوي فيها أكثر من كذا؟؟
مسح على وجهه بهم وأجابه:
- صح كلامك، وأنا بصراحة ما فيني بوجع الراس، وهذي وراها بلاوي، خلاص أنا باجر بروح وبرجعها بيت أهلها.
وكان هذا قراره ليلا وعندما حل الصباح، اتجه على الفور للشقه، أوقف سيارته الفارهة عند باب البناية، وترجل منها بهيبة، وهيأته تنبئ بمكانته العالية.
مشى بخيلاء وقوة سمعت دبدباتها على الأرض، استقل المصعد للطابق الرابع ووصل، فتح الباب بمفتاحه بعد أن أقفل عليها وهمس لنفسه بأنها ولابد وقد استغلت الفرصة وعاشت حياة الرخاء والعز والفخامة التي لم تجدها عند عائلتها، فهو قد وفر كل مستلزمات المنزل من طعام وأدوات وكل شيء، كي لا ينقصها شيء، فهو لا يعلم كم كانت ستظل معه.
دفع الباب وكان الصمت هو من استقبله، تطلع للمكان من حوله، وكان كل شيء بموضعه لم يتغير، فتساءل هل رحلت وعادت لمنزلها؟؟.. لكن كيف؟؟.. عاد ينفي هذا الشك الذي بدأ يتسلل إليه من أنها ربما آذت نفسها، فمن هو بعيد عن دينه لابد وأنه ضعيف الايمان، ومن السهل لديه أن يتخلص من روحه بسهولة.
لعنها وسبها من أنها سوف تسبب له بفضيحة كبيرة، ومشاكل لا حصر لها. عاد يلعن اليوم الذي قابلها فيه، وأخذ يبحث عنها بالغرف كلها إلى أن سمع همس خفيض ببحة صوت ناعمة، كانت تتحدث، تناجيه وتناديه بلفظ التحبب، بصوتها الناعم كما الأوتار الموسيقية، لم يعرف ما الذي دهاه عندما علم ما يدور بالداخل؟؟.. وصور وخيالات شطح به عقله.
لم يفكر ولم يركز، فعقله قد اشتعل نارا، وطار صوابه، وجنون قد تلبسه بأنها تخونه وبعقر داره، ودون حياء أو خجل!!.
خبط الباب بقوة فرجت صوامعه على إثره، ونطقت عيناه بالرغبة بالقتل ولن يذود عنه!!.
جرت مقلتيه باحثة عن الجسدين المتلاحمين ولم يجد سوى جسد وحيد.
سكون طغى على عقله، وقشعريرة سرت بجسده كما الكهرباء، وشلت حركته وهو يراها بهذا المنظر المؤلم!!.
كانت مرتمية على الأرضية الباردة تهذي ببكاء مرير دون أن تشعر بنفسها وهي تئن وتذرف دموعها الأبية، تنادي باسم ما يبدوا عزيزا عليها، تناجيه عدم الابتعاد، تتوسله عدم تركها، فتعود باكية شاكية فراقهما!!.
اقترب منها دون أن يشعر، فساقاه قادتاه إليها كأنها لديها روح هفت لتلك الطفلة المسكينة.
لحظات هي وأفرجت عن عقيقها المشع لكنه هذه المرة باهت اللون، اختفى بريقه وقد غشيه طوفان من المشاعر المختلطة .
طالعته لوهلة وكأنما رؤيته أمامها أسعدها، فانفرجت شفتيها التي غادرته حمرته وأصبحت متقرحة جافة، رفعت يدها الواهنة بصعوبة ناحيته، إلى أن عادت ساقطة على الأرض من شدة ضعفها.
لكن ليس هذا ما أخافه بل ذلك الوادي الطويل من الدماء الخارج منها هو ما أخافه.
جثى بجانبها والغضب قد تملكه، وأمسك برسغيها يبحث عن الجرح النازف لكن لا شيء فيديها سليمتين، ولا يوجد شريان مقطوع، إذا من أين يخرج هذا الدم؟؟.. جرت عيناه تبحث عن مصدرها وعندما انتبه وركز جيدا، وجد أنها تلهث بشدة، ويديها ساخنتان، فوضع ظاهر يده على جبهتها لتضربه الحرارة الشديدة، بل كان جسدها ينصهر من الحمم، لهذا كانت تهذي وتهلوس.
فأدار وجهها ناحيته، وأبعد شعرها الطويل عن وجهها، ووجد رأسها قد شج بعمق، وقد خمن أن سبب جرحها هو ربما أثناء سقوطها من السرير، فارتطمت جبهتها بالطاولة الصغيرة التي بجانبها.
فعاد يلعنها ويلعن حظه النحس، لا يعلم منذ متى وهي تنزف؟؟.. ما يطمئنه أنها ما تزال على قيد الحياة، لكن إلى متى؟؟.. فنبضاتها خافتة تكاد لا تحس!!.
تركها مسرعا واتجه للحمام ساحبا منشفة صغيرة ثم عاد إليها وانحنى فوقها، وضغطها بقوة على الجرح كي يوقف النزف.
أنت بألم، فعاد يضغط عليها بشدة كي يوجعها أكثر فهي باعتقاده تستحق هذا لتسببها بالمشاكل.
حاول أن يوقفه قدر استطاعته، لكن تدفقه لم يخمد، فلم يعد له خيار سوى أخذها للمستشفى قبل أن تفارق روحها هذا العالم، ويتهم هو بقتلها، فهذا ما كان ينقصه أيضا، فالمرة الأولى استطاع الخروج بسهولة، لكن الثانية ستطير رقبته بسببها.
********************************
التفتت عيناه ناحية الباب ما أن فتح، وهب واقفا بخروج الطبيب المعالج، فبادره قائلا:
- ها يا دكتور بشر؟؟.. كيفها هي الحين؟؟"
طالع الدكتور هيأة الرجل الذي تنطق بالغنى، والقسوة والجمود، فما تبدوا عليه ملامحه بأنه ليس خائف على الفتاة التي بالداخل، إنما خوفه من الفضائح، وكان احضارها للمشفى خارج ارادته، ويشك بأنها لو لم تكن تنزف بهذه الكثرة لما أحضرها إلى هنا!!.. كما أنها تبدوا صغيرة السن وهو كبير بالعمر، فساوره الشك بعلاقتهما فسأله دون مواربة:
- ممكن حضرتك تؤلي ايه صفتك مع البنت دي؟؟.. انت عارف، لازم الاجراءات دين تنعمل؟؟.
فهم مغزى حديثه فقال بكل يسر كأنه اعتاد قولها كثيرا:
- يلي داخل الغرفة هي زوجتي، وأنا كنت مسافر واليوم بس رجعت، وجفتها كذا، وعلى طول جبتها على المستشفى.
طالعه الطبيب دون تصديق!!.. وتساءل أين هاتفه ليتصل ويطمئن عليها؟؟.. فقال:
- ممكن حضرتك بطاءة الهوية وكمان .....
قاطعه حمدان بتهكم واضح من عدم تصديق الطبيب بالصلة التي بينهما:
- وش رايك بعد أجيب ورقة زواجنا علشان تصدق؟؟
سكت قليلا ثم تابع متسائلا:
- أنت قولي بس وشفيها؟؟
ناظره الطبيب بقوة ليبادله المواجهة دون خوف أو توتر، جعله يصدق بأقواله بأنها زوجته، فتنهد وبدأ يقول:
- مراتك عندها حمى ومع النزيف الحاد ارتفعت حرارتها أكتر، الحمدالله انها مممتشه لكن لو فضلت يوم تاني كانت ماتت.
- يعني هي الحين بخير ما فيها شي غير الحمى بس؟؟
تضايق الطبيب من رده البارد وعاد يقول بشيء من النرفزة:
- بؤلك مراتك كانت حتموت لو تأخرت عليها شوي، وأنت بتؤل بس مريضة وعليها حمى.
- انت يلي قلت عليها حمى، وأنا أعيد الكلام يلي قلته.
ثم أشاح بيده منهيا الحديث مع الطبيب الذي طال بينهما وقال:
- ألحين أقدر آخذها معاي البيت؟؟
طالعه الطبيب بذهول، وردد بداخله بأنه مجنون بلا شك!!.. فقال بعملية:
- مراتك لازم تفضل بالمستشفى حتى تخف الحمى، ويخف التهاب الجرح ، وبعدين تئدر تروح معاك وين ما بدالك
- يعني كم يوم تبي؟؟
- يومين أو تلاتة، ودلوئتي لو سمحت ممكن تروح الرسبشن وتعبي البيانات اللزمة علشان مراتك تدخل المستشفى.
هز رأسه بالموافقة ورحل بعد أن أجرى عملية دخولها للمشفى وتركها لوحدها، وعاد هو لحياته الثانية دون أن يأبه لتفقدها أو الاطمئنان عليها، أو إلى أين وصلت بعلاجها؟؟.
كانت هي قد استعادت وعيها ومر على وجودها بالمشفى يومين، وعلمت أين هي؟؟.. ومن أحضرها؟؟.. فابتسمت بانكسار، ونطقتها بالخلاء من حولها، فالغرفة كانت ساكنة.
- ريلي!!
عادت تشخر من اللفظ "زوجها" أحضرها ثم غاب عنها ولم يسأل كيف هي أحوالها؟؟.. كأنها لا تساوي عنده شيء وتلك هي الحقيقة المجردة!!.. فلما الانكار؟؟.. وهو أيضا لا يعني لها سوى زوج يريد استرداد كرامته التي أهدرتها بلحظة كان هو المتسبب بها.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 06-12-16, 06:03 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

حركت رأسها تطالع المارة من نافذتها، زوار خارجون وداخلون، يزورون أحبابهم وعائلاتهم وهي؟؟... توقفت عند تلك النقطة، من لديها؟؟.. فما علمته أنها كادت أن تفارق الحياة، وتساءلت؟؟.. لو ماتت هل سيحزن عليها أحد؟؟.. هل سيبكون فراقها؟؟.
انزوت ابتسامة حزينة متألمة تعرف الجواب... "لا أحد"
عادت تتطلع من النافذة للأسفل وبعدها ارتفعت للأعلى للسماء العليا، تنظر لما فوق السماء، هناك من يقف معها ولم يتخلى عنها، كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لوحدها، مهجورة ومكسورة، لكن بفضله هو جل جلاله أحضره إليها، هو معها ويكفيها، فهمست بشكر لله عز وجل، وناجته عدم التخلي عنها، ووكلت نفسها إليه فهو الأعلم بعلم الغيب .
فتح الباب فجأة دون طرق أو استئذان جعلها تفز بجلستها وتشهق بفزع وهمست:
- أنت!!
دخل بهيبته وغروره، وأغلق الباب خلفه، وعيناه الصقرية لم تحد عنها تتفقدها.... شاحبة اللون، متعبة ومرهقة، عيون حزينة وخائبة الظن، بالمجمل هي تتنفس!!.
سحب الكرسي وجلس ينظر إليها خلف نظارته السوداء التي تحجبها عن رؤية ما يفكر به، طالعته هي الأخرى تتأمله من رأسه لأخمس قدميه.... بحمدانيته التي يلفها على رأسها بإتقان، بدشداشته الناصعة البياض والتي تنطق بماركتها العالمية، وقلم ذهبي اللون يتوسد جيب بجانبه الأيمن، وهاتف من أحد الاصدارات الجديدة بيده اليسرى والأخرى مسبحة تبدوا أيضا غالية الثمن بعقيقها الأخضر كما عينيها، كان وسيما بمعنى الكلمة لكن.....
ابتسم بسخرية وقال يخرجها من تأملها به.
- عجبتج ولا ما ني من الصنف يلي تحبين؟؟
نعم هذي الكلمة يلي تصفه... مغرور، وصنف أناني، وهي لا تهابهم أبدا بل تقف بوجههم، فهي تخاف الله وحده ولا أحد سواه.
ابتسمت ابتسامة ساحرة جذبت أنظاره بالرغم من المرض الظاهر على محياها وقالت:
- تبي الصراحة؟؟... أبدا ما أنت نوعي، وما كنت راح أختارك من بين كل الرياييل.
رفعت كتفيها بلامبالاة وناظرته بكبرياء وتحدي شع على اثره فيروز مقلتيها بنار خضراء متوهجة وأكملت:
- نوعي مختلف تماما عنك، في أشياء تنقصك علشان توصل للريال يلي أبيه.
ملامح مبهمة، وعيون مخفية ولا تعلم ما هو ردة فعله على كلامها، تعرف بأنها تلعب بالنار لكنها الوسيلة الوحيدة لتحمي نفسها من سوطه اللاذع، فالقوة تواجهها القوة، يريد أن يلعب بالنار إذا فله هذا، سيضربها؟؟.. لن تكون المرة الأولى التي تتلقى بها الصفعات والركلات فعلى الأقل ستسترد كرامتها المهدورة.
نهض من مكانه وتحرك متجها للخارج وقبل خروجه قال:
- جهزي نفسج، بخلص الأوراق وبرجع ألاقيج جاهزة.
رمى الكيس الذي بيده وسقط بحضنها والذي لم تلحظة أثناء دخوله، فوجوده قد فاجأها ولم يترك لها المجال لرؤية ما حوله، أغلق الباب خلفه بهدوء مريب، فطرق قلبها بعنف بين أضلاعها، خوف من خنوعه الغريب، دون أن يرد لها الصاع صاعين.
أشاحت ناظريها ناحية السماء من جديد ونادته بخشوع ودعت... ودعت أن يقف معها وأن لا يتخلى عنها وهمست:
- اللهم إني استودعتك نفسي فاحفظني يا رب من كل شر!!.
ارتدت ملابسها على مهل فما تزال متعبة جراء فقدها الكثير من الدماء، وكما علمت بأنها احتاجت إلى الكثير من أكياس الدم والتي حصلت عليها من متبرع، لأن فصيلة دمها نادرة الوجود، ولم تتواجد في بنك الدم.
**********************
انطلقت بهم السيارة ناحية سجنها، يلفهما الصمت المطبق، لم يحاول أحدهم أن يخترقه لكن الذبذبات السالبة كانت تشع منهما محولة داخل السيارة لشحنة من التوتر جعلها غير مرتاحة بجلستها، فتململت عدة مرات تحاول أن تتخذ الجلسة المريحة لكن كل محاولتها باءت بالفشل، فنهرها آمرا إيها:
- اقعدي مكانج وفكينا، ياهل انت ياهل؟؟.. ما ترعفين تيلسين بمكانج؟؟
لم تجبه وجلست مديرة وجهها ناحية النافذة دون أي رغبة بمشاهدته ، وظلت تتطلع للمناظر الخارجية إلى أن شعرت بالنعاس يداعب أجفانها، يتسلل إليها آخذا بها نحو عالم الأحلام وكان بطلها زوجها العزيز، أو نقول بطل كوابيسها.
قاد سيارته بهدوء وروية وأفكاره تتلاطم يمنة ويسرى، وشياطينه تثور وتعلن حربها، انها تعود وتتحداه، اعتقد بأنه استطاع كسرها لكنها فاجأته وأفسدت لنفسها حريتها، هي من اختار الحرب وعليها أن تتحمل عواقب اختيارها!!.
وصل للمبنى الذي يقيم به فقد كانت تلك البناية ملك له وتلك الشقة ملكه متى ما احتاجها ليبتعد من هموم العالم ولكن الآن لا ملجأ له ولا منفذ، فقد احتله شخص آخر ولكنه يمني نفسه بتعويض هذا الاحتلال والاستمتاع بالأيام المقبلة.
التفت إليها وطالعها للحظات ثم بدأ بمناداتها وهزها بسحب طرف عباءتها دون أي اعتبار لتعبها الظاهر من خلال ملامحها الشاحبة.
- هي انت، يلا قومي، وصلنا الشقة.
تململت ولكنها لم تستيقظ، اقترب أكثر وعاد يناديها بصوت عالي ويهزها من عضدها هذه المرة.
- يلا قومي بسج نوم، حاشى من طلعنا وانت نايمه!!.. لا يكون بس تفكرين انج تبيني أشيلج؟؟.
تململت وتضايقت من هذا الذي يفسد منامها وتحركت ملتفة للجهة الأخرى فسقط رأسها بخصلاته المنفلتة من شيلتها فوق كتف حمدان واعتدلت لتتخذ وضعية مريحة لتتوسد أحضانه الدافئة.
تجمد... وسكن جسده كما هو، لم يتحرك انشا واحدا، رأسها على كتفه، وأنفاسها تلفح وجهه، وخصلات شعرها تلامس رقبته.
تهدجت أنفاسه، واستعر جسده بنار حارقة شعر بها تسري على كامل أعضائه، واشتعلت عيناه بنشوة الرغبة.
تحركت أكثر ناحيته تغرس نفسها وروحها الطائقه لحضن دافئ يكون ملاذها لتكون داخل دائرة أحضانه ... فمها يلامس بشرته كأنها تهديه قبلة، وأنفاسها تثير حواسه، وجسدها يعانق جسده بحميمية.
جن جنونه، وهدرت عواصفه الراغبة بالشعور بنعومة جنس حواء على بشرته الخشنة.
حرك وجهه ناحيتها ليواجهها فتقابلت الشفاه.. لا يفصلهما سوى انشات،
تنفس أريج عبق أنفاسها، وصدره يرتفع بوتيرة ضربات خافقه السريعة، وجسده ارتجف برغبة امتلاكها، وأغمض عينيه بانتشاء لملمسها وأحضانها الدافئة, وسافر وغرق بأحاسيسه التي عادت تنطلق من سجنها الذي حكم عليه بالمؤبد والأشغال الشاقة!!.
التفت ذراعيه القويتين حول جسدها، واعتصرها بنية الشعور بها بعد صيام طال الدهر، ندت منه آه وتبعتها آهات أشعلت البقية الباقية من تعقله، واقترب يهفوا إليها، وطاقت نفسه الارتواء من شهد عسلها، والغوص بمحراب جسدها الذي ينادي للخطيئة .
ثارت أنفاسه، وهدر صدره بصواعق لم يشعر بها من قبل، وجنون جسده المثار لم يترك له فرصة للتمهل والتروي واقترب ينوي سحق شفتيها على شفتيه الطواقة لملمسها وكيف يكون مذاقها؟؟
توقف بغتة عن التقدم وأنصت لهمسها عند شفتيه لحظات هي... بل ثواني.. ليدفعها عن جسده دون أي شفقة جعلها تفز مرعوبة وصارخة من الوجع الذي شعرت به على جسدها من شدة الضربة التي تلقفتها من اصطدام جسدها بباب السيارة .
- شو صار؟؟.. شو استوى؟؟
طالعها ورغبة القتل والفتك بها تنطلق من عينيه لم تنتبه لها، فجل اهتمامها منصب بالآلام التي استعرت بها، فقال بعد أن تمالك نفسه:
- انزلي وصلنا
وترجل من السيارة دون أن يلتفت ناحيتها، وارتقى البناية دون أن يهتم بمساعدتها، طالعته وهو يختفي من أمام ناظريها، وتنهدت بحسرة، وتساءلت ماذا ينتظرني معه الآن؟؟
ترجلت من السيارة بصعوبة واتجهت ناحية مسكنها أو السجن الذي سيأسرها دون أن تعلم مدة محكوميتها، وقبل دخولها تعوذت من الشيطان وسمت بالرحمن ودعت ببعض الأدعية ودخلت.
- من اليوم ورايح.. بتطبخين وتنظفين وتغسلين وما تنامين غير لما أنا أقولج...
سكت قليلا يطالعها باستحقار ثم عاد يتابع:
- وما تاكلين غير لما أنا أكل وأخلص، وتوقفين عند الطاولة تتريين طلباتي وبعدين تروحين وتاكلين بالمطبخ
اقترب منها وهو يناظرها من الأعلى للأسفل وأكمل:
- لا تحسبين بأنج راعية البيت؟؟.. لا... انت هنا خدامة تحت انعالي وغير هذي المكانة ما في، وألحين يلا روحي سوي الغدا بروح أنام .
تركها ودخل لغرفته التي كانت تنام بها ثم عاد صارخا عليها:
- تحركي وامسحي الغرفة من وساختج
ظلت واقفه تطالعه بشموخ لم يعجبه، فعاد يزجرها بقوة جعلها تنتفض بداخلها ولكن قناع القوة مازال على وجهها لم يخدشه شيء، وتحركت باتجاه المطبخ وخرجت حاملة بيدها أدوات التنظيف.
وركعت عند قدميه تمسح دماءها المتجمدة، وتساءلت يا ترى كم الدماء التي ستنزفها إلى أن تتحرر من قيودها؟؟.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 06-12-16, 06:05 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

قراءة ممتعة
وبانتظاااااااار رايكم بالفصل
ورايكم بحمدان
شو تتوقعون يسوي حمدان بعنود؟؟... هل راح يطلقها أم يتركها؟؟
موعدنا باذن الله يوم السبت مع فصليين من الرواية
دمتم بخير....... وأحلام سعيدة

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
)...., اللقا, اماراتية, تاهت, بقلمي, جلدة, عناويني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية