كاتب الموضوع :
ام حمدة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة
حركت رأسها تطالع المارة من نافذتها، زوار خارجون وداخلون، يزورون أحبابهم وعائلاتهم وهي؟؟... توقفت عند تلك النقطة، من لديها؟؟.. فما علمته أنها كادت أن تفارق الحياة، وتساءلت؟؟.. لو ماتت هل سيحزن عليها أحد؟؟.. هل سيبكون فراقها؟؟.
انزوت ابتسامة حزينة متألمة تعرف الجواب... "لا أحد"
عادت تتطلع من النافذة للأسفل وبعدها ارتفعت للأعلى للسماء العليا، تنظر لما فوق السماء، هناك من يقف معها ولم يتخلى عنها، كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لوحدها، مهجورة ومكسورة، لكن بفضله هو جل جلاله أحضره إليها، هو معها ويكفيها، فهمست بشكر لله عز وجل، وناجته عدم التخلي عنها، ووكلت نفسها إليه فهو الأعلم بعلم الغيب .
فتح الباب فجأة دون طرق أو استئذان جعلها تفز بجلستها وتشهق بفزع وهمست:
- أنت!!
دخل بهيبته وغروره، وأغلق الباب خلفه، وعيناه الصقرية لم تحد عنها تتفقدها.... شاحبة اللون، متعبة ومرهقة، عيون حزينة وخائبة الظن، بالمجمل هي تتنفس!!.
سحب الكرسي وجلس ينظر إليها خلف نظارته السوداء التي تحجبها عن رؤية ما يفكر به، طالعته هي الأخرى تتأمله من رأسه لأخمس قدميه.... بحمدانيته التي يلفها على رأسها بإتقان، بدشداشته الناصعة البياض والتي تنطق بماركتها العالمية، وقلم ذهبي اللون يتوسد جيب بجانبه الأيمن، وهاتف من أحد الاصدارات الجديدة بيده اليسرى والأخرى مسبحة تبدوا أيضا غالية الثمن بعقيقها الأخضر كما عينيها، كان وسيما بمعنى الكلمة لكن.....
ابتسم بسخرية وقال يخرجها من تأملها به.
- عجبتج ولا ما ني من الصنف يلي تحبين؟؟
نعم هذي الكلمة يلي تصفه... مغرور، وصنف أناني، وهي لا تهابهم أبدا بل تقف بوجههم، فهي تخاف الله وحده ولا أحد سواه.
ابتسمت ابتسامة ساحرة جذبت أنظاره بالرغم من المرض الظاهر على محياها وقالت:
- تبي الصراحة؟؟... أبدا ما أنت نوعي، وما كنت راح أختارك من بين كل الرياييل.
رفعت كتفيها بلامبالاة وناظرته بكبرياء وتحدي شع على اثره فيروز مقلتيها بنار خضراء متوهجة وأكملت:
- نوعي مختلف تماما عنك، في أشياء تنقصك علشان توصل للريال يلي أبيه.
ملامح مبهمة، وعيون مخفية ولا تعلم ما هو ردة فعله على كلامها، تعرف بأنها تلعب بالنار لكنها الوسيلة الوحيدة لتحمي نفسها من سوطه اللاذع، فالقوة تواجهها القوة، يريد أن يلعب بالنار إذا فله هذا، سيضربها؟؟.. لن تكون المرة الأولى التي تتلقى بها الصفعات والركلات فعلى الأقل ستسترد كرامتها المهدورة.
نهض من مكانه وتحرك متجها للخارج وقبل خروجه قال:
- جهزي نفسج، بخلص الأوراق وبرجع ألاقيج جاهزة.
رمى الكيس الذي بيده وسقط بحضنها والذي لم تلحظة أثناء دخوله، فوجوده قد فاجأها ولم يترك لها المجال لرؤية ما حوله، أغلق الباب خلفه بهدوء مريب، فطرق قلبها بعنف بين أضلاعها، خوف من خنوعه الغريب، دون أن يرد لها الصاع صاعين.
أشاحت ناظريها ناحية السماء من جديد ونادته بخشوع ودعت... ودعت أن يقف معها وأن لا يتخلى عنها وهمست:
- اللهم إني استودعتك نفسي فاحفظني يا رب من كل شر!!.
ارتدت ملابسها على مهل فما تزال متعبة جراء فقدها الكثير من الدماء، وكما علمت بأنها احتاجت إلى الكثير من أكياس الدم والتي حصلت عليها من متبرع، لأن فصيلة دمها نادرة الوجود، ولم تتواجد في بنك الدم.
**********************
انطلقت بهم السيارة ناحية سجنها، يلفهما الصمت المطبق، لم يحاول أحدهم أن يخترقه لكن الذبذبات السالبة كانت تشع منهما محولة داخل السيارة لشحنة من التوتر جعلها غير مرتاحة بجلستها، فتململت عدة مرات تحاول أن تتخذ الجلسة المريحة لكن كل محاولتها باءت بالفشل، فنهرها آمرا إيها:
- اقعدي مكانج وفكينا، ياهل انت ياهل؟؟.. ما ترعفين تيلسين بمكانج؟؟
لم تجبه وجلست مديرة وجهها ناحية النافذة دون أي رغبة بمشاهدته ، وظلت تتطلع للمناظر الخارجية إلى أن شعرت بالنعاس يداعب أجفانها، يتسلل إليها آخذا بها نحو عالم الأحلام وكان بطلها زوجها العزيز، أو نقول بطل كوابيسها.
قاد سيارته بهدوء وروية وأفكاره تتلاطم يمنة ويسرى، وشياطينه تثور وتعلن حربها، انها تعود وتتحداه، اعتقد بأنه استطاع كسرها لكنها فاجأته وأفسدت لنفسها حريتها، هي من اختار الحرب وعليها أن تتحمل عواقب اختيارها!!.
وصل للمبنى الذي يقيم به فقد كانت تلك البناية ملك له وتلك الشقة ملكه متى ما احتاجها ليبتعد من هموم العالم ولكن الآن لا ملجأ له ولا منفذ، فقد احتله شخص آخر ولكنه يمني نفسه بتعويض هذا الاحتلال والاستمتاع بالأيام المقبلة.
التفت إليها وطالعها للحظات ثم بدأ بمناداتها وهزها بسحب طرف عباءتها دون أي اعتبار لتعبها الظاهر من خلال ملامحها الشاحبة.
- هي انت، يلا قومي، وصلنا الشقة.
تململت ولكنها لم تستيقظ، اقترب أكثر وعاد يناديها بصوت عالي ويهزها من عضدها هذه المرة.
- يلا قومي بسج نوم، حاشى من طلعنا وانت نايمه!!.. لا يكون بس تفكرين انج تبيني أشيلج؟؟.
تململت وتضايقت من هذا الذي يفسد منامها وتحركت ملتفة للجهة الأخرى فسقط رأسها بخصلاته المنفلتة من شيلتها فوق كتف حمدان واعتدلت لتتخذ وضعية مريحة لتتوسد أحضانه الدافئة.
تجمد... وسكن جسده كما هو، لم يتحرك انشا واحدا، رأسها على كتفه، وأنفاسها تلفح وجهه، وخصلات شعرها تلامس رقبته.
تهدجت أنفاسه، واستعر جسده بنار حارقة شعر بها تسري على كامل أعضائه، واشتعلت عيناه بنشوة الرغبة.
تحركت أكثر ناحيته تغرس نفسها وروحها الطائقه لحضن دافئ يكون ملاذها لتكون داخل دائرة أحضانه ... فمها يلامس بشرته كأنها تهديه قبلة، وأنفاسها تثير حواسه، وجسدها يعانق جسده بحميمية.
جن جنونه، وهدرت عواصفه الراغبة بالشعور بنعومة جنس حواء على بشرته الخشنة.
حرك وجهه ناحيتها ليواجهها فتقابلت الشفاه.. لا يفصلهما سوى انشات،
تنفس أريج عبق أنفاسها، وصدره يرتفع بوتيرة ضربات خافقه السريعة، وجسده ارتجف برغبة امتلاكها، وأغمض عينيه بانتشاء لملمسها وأحضانها الدافئة, وسافر وغرق بأحاسيسه التي عادت تنطلق من سجنها الذي حكم عليه بالمؤبد والأشغال الشاقة!!.
التفت ذراعيه القويتين حول جسدها، واعتصرها بنية الشعور بها بعد صيام طال الدهر، ندت منه آه وتبعتها آهات أشعلت البقية الباقية من تعقله، واقترب يهفوا إليها، وطاقت نفسه الارتواء من شهد عسلها، والغوص بمحراب جسدها الذي ينادي للخطيئة .
ثارت أنفاسه، وهدر صدره بصواعق لم يشعر بها من قبل، وجنون جسده المثار لم يترك له فرصة للتمهل والتروي واقترب ينوي سحق شفتيها على شفتيه الطواقة لملمسها وكيف يكون مذاقها؟؟
توقف بغتة عن التقدم وأنصت لهمسها عند شفتيه لحظات هي... بل ثواني.. ليدفعها عن جسده دون أي شفقة جعلها تفز مرعوبة وصارخة من الوجع الذي شعرت به على جسدها من شدة الضربة التي تلقفتها من اصطدام جسدها بباب السيارة .
- شو صار؟؟.. شو استوى؟؟
طالعها ورغبة القتل والفتك بها تنطلق من عينيه لم تنتبه لها، فجل اهتمامها منصب بالآلام التي استعرت بها، فقال بعد أن تمالك نفسه:
- انزلي وصلنا
وترجل من السيارة دون أن يلتفت ناحيتها، وارتقى البناية دون أن يهتم بمساعدتها، طالعته وهو يختفي من أمام ناظريها، وتنهدت بحسرة، وتساءلت ماذا ينتظرني معه الآن؟؟
ترجلت من السيارة بصعوبة واتجهت ناحية مسكنها أو السجن الذي سيأسرها دون أن تعلم مدة محكوميتها، وقبل دخولها تعوذت من الشيطان وسمت بالرحمن ودعت ببعض الأدعية ودخلت.
- من اليوم ورايح.. بتطبخين وتنظفين وتغسلين وما تنامين غير لما أنا أقولج...
سكت قليلا يطالعها باستحقار ثم عاد يتابع:
- وما تاكلين غير لما أنا أكل وأخلص، وتوقفين عند الطاولة تتريين طلباتي وبعدين تروحين وتاكلين بالمطبخ
اقترب منها وهو يناظرها من الأعلى للأسفل وأكمل:
- لا تحسبين بأنج راعية البيت؟؟.. لا... انت هنا خدامة تحت انعالي وغير هذي المكانة ما في، وألحين يلا روحي سوي الغدا بروح أنام .
تركها ودخل لغرفته التي كانت تنام بها ثم عاد صارخا عليها:
- تحركي وامسحي الغرفة من وساختج
ظلت واقفه تطالعه بشموخ لم يعجبه، فعاد يزجرها بقوة جعلها تنتفض بداخلها ولكن قناع القوة مازال على وجهها لم يخدشه شيء، وتحركت باتجاه المطبخ وخرجت حاملة بيدها أدوات التنظيف.
وركعت عند قدميه تمسح دماءها المتجمدة، وتساءلت يا ترى كم الدماء التي ستنزفها إلى أن تتحرر من قيودها؟؟.
|