لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-16, 06:27 PM   المشاركة رقم: 116
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الفصل السابع عشر........

أشرقت شمس الأمل بعد ظلام اليأس.
وابتسمت الدنيا لتنير دروب حياتي.
إضحك ولا تحزن، فإن مع العسر يسرى.
فاليوم عليك، وغدا لك، فدوام الحال من المحال.
عش يومك كأن لا غد لك، فطعم الفرح ينسيك مآسيك.
وَدِع دموع الألم واستقبل البهجة لتتلألأ بسمائها.
تتراقص الفرحة بداخلي وتتفجر السعادة بقلبي.
تحققت أحلامي بفجر يشع ضياء، ونورا يتوسد طريقي.
فالأمس مضى، والمستقبل أتى، وسعادتي بين يدي.

تسير بخطوات رشيقة وجذعها يتمايل بأنوثة وكعبها يرن صداه كالسنفونية بعزفها الرقيق، يتأرجح سواد ليلها على ظهرها يمنه ويسرة اثر مشيتها، وعيونها مصوبة لهدفها وابتسامة تنير شفتيها، فما أجملها من سعادة تتدفق كما ينبوع الماء العذب الذي يروي الضمآن.
فتحت الباب على مهل وبهدوء وحطت مقلتيها للنائم على السرير على جنبه الأيمن وكفه الأيمن تحت رأسه والآخر ينام بأريحية على صدره
العاري.
ابتسمت بخجل وهي تتأمل صدره العريض والواسع كوسع المحيط، وتراقصت عيناها بنغمة السرور، وتقدمت ناحية من شرع لها أبواب الفرح وأدخلها لعالم آخر لم تزره من قبل، واحتضنها بين أضلاعه بكل حنان، وضمها لأسرة تحبها وترعاها وجعلها تتذوق طعم العيش في كنف العائلة.
اقتربت من السرير من جهتها لتصل إليه فبعد أن صار زواجهما حقيقيا غير مكانه ليتخذ الجانب الآخر من السرير، فكما قال.. يريدها أن تكون دائما أمامه.
جلست بالقرب منه وعيناها عانقتا ملامح وجهه وأخذت أصابعها تعبث بشعره الكثيف بخجل، فمازالت بطريق التعلم بكيف تكون زوجة .
انحنت فوقه تتنفس رائحته التي أدمنتها، وأسدلت رموشها منتشيه بقربها منه هكذا دون أن يفسد أحدهم متعتها، وتراقص قلبها بغبطة وجودها معه تتنعم بحنانه ولمساته الساحرة لمشاعرها الفتية، ولا تنسى رقته في التعامل معها.
ظلت تراقبه دون ملل إلى أن شعرت بأن الوقت يسرق من بين أصابعها فما كان منها سوى أن قطعت فترة تأملها وهمست باسمه بنعومة ودلال لم تعرف بأنها تمتلكها أبدا، فقط هو من يستمتع ويضيع بهمسها ومناجاتها له فيصمت راغبا بالمزيد من أوتارها الشجية .
- حمدان... قوم لا تتأخر على دوامك!!.
همهمة خرجت منه وتحرك ناحية الرائحة التي عبقت بأنفه كما زهرة دوار الشمس عندما تدور باحثة عن نور يقودها للحياة وها هو قد وجده عند هذه الصغيرة التي غيرت كل أيامه ولياليه، وعبثت بعقله وبفكره وجعلته شخص آخر لم يعد يعرف من هو؟؟.. لكن ما يهم هو أنه بدأ يستطعم لذة السعادة التي دخلت لحياته.
مرغ وجهه بحضنها والتفت ذراعيه حول جذعها وشدها ناحيته لتعترض بضعف وكفها يحط برحاله على ظهره:
- حمدان.. قوم بتتأخر عن الدوام!!.
لا رد بل استجاب لها بطريقة أخرى أجاد استخدامها دائما... فأصابعه بدأت تلعب لعبتها المفضلة بإرسال تلك الأحاسيس لجميع خلاياها منبه إياهم بأن القادم شيء مثير، وشفتيه وأسنانه تلعب دورا آخر بإعاثة الفساد بجسدها الذي لا ينفك يرتاح من هجومه السابق ليباغتها باجتياح آخر، وهي دائما ترحب بهذه المعارك برفع رايتها البيضاء معلنة استسلامها.
قضمات وقُبل خفيفة انتشرت على فخذها وبطنها، وكفه ما تزال تجول وتصول على ظهرها العاري إثر فكه لزمام جلابيتها، فهمست بضياع ومشاعرها تودي بها كما العادة لدوامة النشوة:
- حمدان... الله يهديك، هذا مب وقته!!.
حاولت عبثا ردعه عن أفعاله التي لا تستطيع الصمود أمامها طويلا. أمسكت بكفه باعتراض واهي عندما سحب قبة جلابيتها محاولا خلعها عنها وعادت لهمسها المشحون بالإثارة:
- حمدان... اليهال تحت يتريوني و.......
صرخت بفزع عندما تحرك جسده فجأة مباغتا إياها بحركة سريعة فوقها ويسجن جسدها تحته قائلا بصوت غليظ:
- اليهال مب صغار علشان تأكلينهم الريوق، وثاني شي باقي وايد على دوامي في وقت ل....
وانحنى يطبع قبلات متفرقة على أنحاء وجهها ويده تكمل ما بدأته بإبعاد ما يعترض طريقها ناحية بشرتها الحليبية المشبعة بحمرة طبيعية.
همست بتيه ومازالت هناك مقاومة، لكنها على وشك السقوط، فالعدو أقوى بكثير من أن تقف أمامه:
- بس يا حمدان ما يصير جذا!!.. أمك وعمتك تحت يتريوني بعد، شو بيقولون عني ألحين لما أتأخر؟؟... يعني رايحة أوعيك من النوم وأتأخر!!.
لم يعر اعتراضها أي اهتمام وأحبط مقاومتها الضعيفة بشبك أصابعه بأصابعها، وناظرها بعمق لتغوص في بحر عسله الأصفر وهمس لها بصوته الأجش ساحبا إياها لعالم الضياع والمشاعر العنيفة التي طفقت تعلن عن نفسها بضرباتها العنيفة بين أضلاعها، وأنفاسا اشتعلت حرارة، وبشرة تشربت بحمرة الإثارة :
- انسي الكل وخليج معاي أنا بس.. بس أنا يا عنود.. بس أنا.
وهزت رأسها موافقة ليسرقها بقبلته لدنيا الكبار، ونشوة المشاعر التي تختبرها لأول مرة بكل حالاتها.
سافر بها وتاه هو بها ولا مجال للعودة لأرض الواقع سوى بعد أن يحلقا بالسماء العالية .
**********************************
وفي غرفة الطعام بعيدا عن الشحنات المتوهجة والمتحدة ككيان واحد، جلست الجدة على الطاولة وبجانبها خديجة زوجة ابنها سالم وأمامها عبدالله وحنان .
- كلوا يا ماما بتتأخرون عن المدرسة!!.
لتجيبها حنان بتذمر وهي تناظر الباب بين الحينة والفينة:
- بس ماما عنود ما يت بعدها، هي قالت بتاكل معانا بس اتأخرت وايد.
قهقهت العمة بصوت خفيض، وقالت بمكر لم يفهمه الصغار فقط الجدة من فهمت جملتها:
- عنود ألحين تتريق مع أبوكم وبتتأخر شوي.
عبست حنان وسألت عمتها:
- يعني هي بس بتاكل مع أبوي واحنا لا؟؟
حدجت الجدة العمة بلوم وأجابت حفيدتها:
- لا حبيبتي هي بتتريق معاكم، بس أبوكم ما يصحى بسرعة من النوم علشان جذا هي اتأخرت.
سكتت الصغيرة عن مساءلاتها وبدأت بتناول الطعام بعد أن أمرها شقيقها بذلك والتفتت الجدة ناحية العمة سائلة إياها:
- حسن أوليدي ما قال متى بيرجع من السفر؟؟
- بلى يا الغالية قال بيرجع بعد ثلاثة أيام .
- يرجع بالسلامة إن شاء الله.
- إن شاء الله.
وخمدت ابتسامة العمة وتجمدت عيناها على صحنها تناظره دون أن تراه وأخذت تعبث بما فيه وألم يجتاح صدرها بغرابة ويقبض على قلبها ويعتصره كأنه يبغي ازهاق روحها، لا تعرف ما بها وما يصيبها من ضيق!!... فمنذ سفر زوجها وهي تشعر بهذه الأحاسيس الغريبة وتساءلت بدهشة.. لم تكن هذه سفرته الأولى، لطالما كان يسافر من أجل العمل عندما يكون حمدان مشغولا، إذا ما هي مشكلتها؟؟...
فتذكرت لحظاته معه قبل أن يسافر، كان غريبا بعض الشيء ولم يكن على طبيعته المعتادة.......
- بتتأخر وايد يا الغالي بالسفر؟؟
لم يصلها أي جواب والتفتت تنظر إليه لتراه يقف عند النافذة بشرود، تركت تجهيز حقيبته وتحركت باتجاهه بقلق، وحطت بكفها على كتفه باستغراب، وسألته باهتمام:
- وشفيك يا بو سالم؟؟.. عسى ما شر؟؟
حرك رأسه ناحيتها وتطلع إليها كأنه يراها للمرة الأولى، فانقبض صدرها لمرآه هكذا وسألته بخوف:
- حمد حبيبي انت بخير؟؟.. فيك شي؟؟.. يعورك شي؟؟.. رد علي؟؟.
وكأنه استيقظ للتو ليشيح برأسه بعيدا ويخفض عينيه ومن ثم تحرك باتجاه الدولاب يفتش عن شيء ما وهو يجيبها:
- ما فيني شي يا أم سالم، بس كنت أفكر بالشغل وما سمعتج.
أخرج علبة كبيرة من المخمل وناداها لتقترب منه وفتح العلبة ليلمع بريق الألماس خاطفا الأبصار من شدة لمعانه، كان طقم فخم مكون من سلسال وخاتم واسواره ذا أحجار كريمة كبيرة جدا.
- حبيبي ما كان له داعي، يلي عندي يكفي ويزيد.
- الغالي للغالي يا الغالية، وانت تستاهلين كل خير .
أغلقت العلبة ووضعتها على السرير القريب منها ومن ثم دست جسدها محتضنة إياه بعناق قوي هامسة بكل الحب:
- ما في أغلى منك حبيبي ويكفي وجودك معاي
احتضنها هو أيضا بسرعة ومن ثم أبعدها يخبرها بضرورة اسراعه للذهاب للمطار ليلحق بطائرته، ودع الجميع ومن ثم سافر.
عادت من ذكرياتها على قبلة على رأسها لتتطلع لحمدان المبتسم لها.
- صباح الخير يا وليدي.
ليناكدها:
- يلي شاغل بالج يتهنابه.
ضحكت بخجل وعدلت من شيلتها وتابع حديثه باعتذار:
- ماعليه يا الغالية سامحيني، كان المفروض أنا يلي أسافر بداله، لكن....
قطع حديثه غير قادر لإخبارها بأنه مشغول بزوجته الصغيرة.
- ولا يهمك، يا ما سافرت انت وشلت الشغل كله على راسك لازم ترتاح شوي، وثاني شي توك معرس ولاحق للشغل وعوار الراس.
قاطعهما عتاب حنان الموجه لعنود:
- ليش تأخرتي؟؟.. انت ما قلتي انج بتاكلين معانا؟؟
انتفضت بخجل، وارتبكت.
- ها.... أنا... أنا...
تطلعت إليه من تحت جفنيها بنار خضراء كان هو سبب اشتعالها لوقوعها بهذا المأزق العويص، وحاولت الافلات من السؤال، لكن أين المفر؟؟.. فرك لحيته ثم قال لينقذها:
- حبيبتي حنو، هي اتأخرت لأني ضيعت شي وهي قعدت ادور عليه.
حركت رأسها بعدم الموافقة وعاتبت والدها هذه المرة:
- بابا.. انت ليش ما تحافظ على أغراضك واتحطها في مكانها؟؟.. يعني تقول لنا نحافظ على أغراضنا وانت لا؟؟.
بهت وتفاجأ، فلم يتوقع أن تهاجمه صغيرته:
- ها....
ضحكت عنود لوقوعه بالمأزق، وحركت شفتيها الممتلئتين باتجاهه دون صوت مشكلة جملة فهمها:
- دواك... تستاهل .
تناولوا الافطار وسط المرح ومن ثم انطلق الجميع إلى أعمالهم.. حمدان إلى عمله العسكري، والأطفال إلى مدارسهم، والجدة والعمة إلى زيارة احدى الأقارب، وبقيت هي.
نظفت جناحها، وغسلت ملابسها وملابس زوجها والأطفال، وبعدها قامت بكيهم بعد جفافها، وأعدت بعض الحلويات، وعندما انتهت من أعمالها خرجت قاصدة زوجة سالم لتجلس معها وتسامرها، لكن الأخرى كانت مشغولة وتستعد للخروج لزيارة منزل عائلتها، ساعدتها بإلباس الأطفال ملابسهم وأيضا بتجهيز حقيبة ملابس صغيرة احتياطي للأطفال وانطلقت خارجة بعد أن ودعتها.
تحركت في المنزل إلى أن شعرت بالملل والضيق فخرجت للحديقة وجلست على احدى الطاولات تفكر بشيء مهم أرادته من قبل بشدة وبسبب ظروفها لم تستطع القيام به، لكن الآن حياتها قد تغيرت وبإمكانها أن تفعل ما تريد دون قيود أو صدود، فطفت صورته بخيالها وابتسمت وهي تتذكر حديثه وهو يحثها على أن لا تنسى بأن تكمل تعليمها فالشهادة مهمه جدا ودونها الشخص لا يساوي شيء، فبها قوته، وبها يستطيع النجاح والعلو بمكانته.
انتعش صدرها بالعزيمة، واصرار نطقت بها عيناها، ستكمل دراستها ولن تذود عن حلمها بتحقيق ما كانت تصبوا عليه بأن تغدوا طبيبة ناجحة تساعد المرضى بالشفاء، فهذا كان حلمها، والسعادة التي تعيشها الآن تعترف بأن الأحلام ليس من الصعب تحقيقها، عليها فقط أن تتشجع وتضع الهدف نصب عينيها وسيتحقق بإرادة الله سبحانه وتعالى.
قفزت بمكانها بفرح ودارت حول نفسها وصفقت، ستنتظر عودة حمدان وبعدها......
تكسرت ابتسامتها وتساءلت بصوت مسموع:
- يعني بيوافق إني أكمل دراستي؟؟
وعادت للجلوس بإحباط وحادثت نفسها:
- تهقين إنه يرفض؟؟.
- لا.. لا ما أظن يرفض.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 20-12-16, 06:29 PM   المشاركة رقم: 117
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

- يا الغبية وليش ما تتوقعين؟؟.. انتوا توكم متزوجين من ثلاث أسابيع بس وما مداه يوافق على كل طلباتج ويقول شبيك لبيك.
تهدل كتفيها ووضعت قبضة كفها على خدها بهم وما لبثت أن نفضته رافضة الاستسلام:
- لا... ما راح يرفض، هو بالعكس يشجع على الدراسة.
رفعت كفيها للأعلى ودعت من كل قلبها أن يوافق على ما تريد، وأن يلين رأس زوجها ليوافق على دراستها، وانطلقت للداخل والبهجة لا تسعها.
***********************************
وفي احد البنايات الضخمة جلس بهيبته ووقاره خلف مكتبه يقوم بعمله بحرص واتقان ودقة، فمهمتهم هي بث الأمان بدولتهم وحمايتها من كل عدو ينوي الفتك بها.
أمامه شاشة الحاسوب مفتوحة على أحد الملفات وكوب العصير بجانبه والكثير من الأوراق تملأ المكتب، لكن عيناه لا ترى كل هذا بل ترى صورتها البهية، وعينيها العشبيتين تنظر إليه بدلال، وشفتيها الممتلئتين تتحركان بهمس باسمه.
أغمض عينيه بقوة ثم فتحهما لتختفي صورتها بعد أن أهدته احدى نظراتها القاتلة.
تراجع للخلف متكئ على الكرسي وخرجت من أعماقه تنهيدة عميقة مشبعة بكل المشاعر والعواطف التي يختزنها صدره وحادث نفسه بصمت وتساؤل:
- تغيرت يا حمدان وما عدت مثل الأول!!.
ناظر السقف وعاد يكمل:
- كل شي تغير وما عاد مثل قبل، من يوم التقيتها وحياتك صارت مثل الدوامة تسحبك صوبها.
توسع ثغره بابتسامة وصورتها تعود لتتجسد أمامه بهيئتها الصغيرة والمشاكسة، وبعنادها الذي صار محببا له بسبب ما يوقعه عليها من عقاب، وياله من عقاب.
فتوسع خياله وصار يشعر بها كأنها معه... جسدها حار وساخن، وبشرتها ناعمة تحت أصابعه، ومفاتنها تلهبه وتحرق رجولته.
أَنَ بألم وجسده ينتفض لما تجسد أمامه، طرقات على الباب أوقظته من حلم اليقظة، ومنقذا إياه من خيالاته الجامحة وأعاده إياه لعالم الواقع، وكم كان ممتنا له.
دخل صديقه وهو يحيه بالسلام وبعدها بدأ بمشاكسته:
- أجوفك مليت من ألحين وصرت تشتاق للبيت!!.. الله يرحم زمان أول، ما في غير الشغل وبس.
قهقه حمدان بمتعة وأجابه:
- بدينا بالحسد والغيرة؟؟.. طيب حد ماسكنك روح تزوج.
جلس رفيقه سعيد وهو يجيبه:
- الله يخليك، تجربة وحدة تكفيني، وهذي ها، تاخذ نص الراتب نفقة للأولاد.
- الله يعينك يا خوي، بس شو تسوي تراهم عيالك.
هز رأسه وأجابه بقلة حيلة:
- عارف هذا الشي وأنا مب معترض هم عيالي، بس المشكلة فيها هي ما غير كل مرة ناطة المحكمة تطلب بشي، وبفلوس ازيادة، جن يلي أعطيها ما يكفيها، ما عن يلي تاخذه يكفي يسد أسرة كاملة.
حل الصمت بينهما لثوان حتى قطعه حمدان:
- يا خوي بس مب كل الحريم واحد.
طالعه صديقه برفع حاجبه وهو يبتسم بمكر:
- أقول يا بو عبدالله، نسينا كلامنا الأولاني؟؟.. إن الحريم كلهم واحد وما وراهم غير عوار الراس، وألحين تقول مب كلهم واحد؟؟.... يا ويل حالي شو سوت فيك حرمتك؟؟... أخافك طبيت يا خوي!!.
اعتدل حمدان بجلسته وتناول قلما من على الطاولة وأخذ يحركه بين أصابعه.
- طبيت!!.. لا يخوي شو تقول؟؟.. حرمنا.. هو زواج عادي وطبيعي بين كل اثنين وما راح يعلي مرتبته.
اعترض سعيد:
- ليش تقول جذا؟؟.. من حقك تحب مرة ثانية، ومثل ما قلت مب كل الحريم واحد، وهذي المرة شكلها غير.
وغمز ناحيته ليقهقه حمدان باستمتاع، فاستطرد صديقه قائلا:
- الله يسعدك يا خوي ويهنيك دوم.
- مشكور، وعقبالك إن شاء الله.
- إن شاءالله
خرج صديقه بعد مدة وعاد هو للانخراط بعمله مع بعض الشرود المحبب .
****************************
- يا بنتي يا عنود ليش اتعبين نفسج بالطباخ؟؟... ترانا ياييبين طباخات علشان يريحونا.
أدارت قدرها وقلبت محتوياته وبخار الطعام ينتشر شذاه بالمكان مخلفا رائحة طيبة المذاق، ثم أخفضت النار والتفتت لمحدثتها مجيبة إياها:
- يا عموه يا حبيبتي أنا أحب الطبخ، وثاني شي ما أحب آكل من ايد الشغالات.
ناظرتها العمة من طرف عينها وقالت بتهكم:
- أقول ما يحتاي تلفين وادورين، قولي إنج تبين تملين عين ريلج، تراه مقيولة أفضل طريقة للوصول لقلب الزوج هو بطنه، عاد تحملي لا يطلع الكرش.
قهقهة العمة وتابعت كلامها وسط ضحكها:
- أما عاد راح يكون شكل حمدان تحفة بكرشته الكبيرة.
وشاركتها عنود الضحك وهي تتخيل شكل زوجها وقد ظهرت له معدة كبيرة، دخلت الجدة وهي تسمي وتكبر وسألتهم:
- ما شاء الله قاعدين هنا شو تسون؟؟
لتجيبها العمة بعد أن هدأت نوبة الضحك:
- ياية أقول لعنود إن ماله داعي تطبخ وتعب نفسها في طباخات، بس هي مب راضية تبي تأكل ريلها من ايدها.
جلست الجدة بمساعدة احدى الخادمات وهي تتحدث:
- هي هذي الحرمة السنعة يلي تجابل بيتها، زمن أول كانت الحرمة هي يلي تنظف وتطبخ وتغسل كانت شالة كل شغل البيت والريال لما يدخل يجوف كل شي جاهز وياكل ذاك الأكل الغاوي ويجابل حرمته وعياله وما كان في خدامات من قبل، لكن تعالي ألحين وجوفي، صارت البنات غير، لا يعرفن يطبخن ولا شي، حتى التنظيف والغسيل بتقول يع وما أقدر، وتروح بيت ريلها ما تعرف كيف تدبر أمور بيتها، ولا تشطرط قبل الزواج إن الشغالة تباها قبل لا تدخل هي البيت.
سكتت قليلا تتفكر وتهمهم ببعض عبارات الحسرة ومن ثم أكملت:
- جيل اليوم ما منه فايدة، والبيوت ما عادت مثل الأول.
هزت رأسها واستطردت:
- الله يعينا بس على زمانهم .
والتفتت لعنود قائلة:
- يا بنتي يا عنود الحرمة منا بعد ما تتزوج ما لها غير بيتها وريلها وعيالها، داري بيتج يا بنتي وصبي عين ريلج بأكلج وبأخلاقج وبلبسج، لا تخليه ينظر للحريم، وديما قولي إن شاالله ولبيه، الريال يحب الحرمة يلي تسمع الكلام وما ترادده، واضحكي بويه ولا تكوني عبوس، هم يحبون الحرمة يلي تكون بشوش مب ديما بوزها شبر وطلباتها ما تخلص، وتطنطط من مكان لمكان ولا هي مهتمه في بيتها ولا في عيالها، فاهمة علي يا بنتي؟؟
- فاهمة يا يومه، وإن شاالله ما يصير إلا كل خير.
تحادثوا قليلا وأكملت عنود اعداد الطعام إلى أن انتهت ومن ثم استأذنتهم للذهاب لغرفتها فموعد اقتراب عودة الأطفال من المدرسة وزوجها من العمل قد اقترب.
استحمت وارتدت ملابسها وتأنقت وتزينت وتعطرت ومن ثم جلست تشاهد التلفاز ريثما يصلون، وما هي إلا دقائق حتى عاد الأولاد سلمت عليهم وسألتهم عن أحوالهم ودراستهم وبعدها تركتهم ليغيروا ملابسهم ليستعدوا لتناول الطعام .
خرجت من غرفتهم واتجهت لغرفتها وهي تنظر للساعة تنتظر عودته بفارغ الصبر، فقد اشتاقت لرؤيته، اشتاقت لصوته وحنانه، اشتاقت إلى مشاكسته وحديثه الذي لا تمله، ومناقشاتهم التي عشقتها فقد اكتشفت بأنه ملم بأمور كثيرة، وثقافته عالية.
- آه يا عنود والله وصار لج حد تهتمين فيه ويهتم فيج، صار لج بيت وأسرة.
ودخلت لجناحها وهي تهلل بعبارات الشكر والامتنان لله الذي حباها بهذه النعم، ودلفت لغرفة النوم وما زالت تدعو وتحمد الله إلى أن جاءها صوته:
- مساء الخير
حركت رأسها باتجاهه وشاهدته يقف متكئ على اطار الباب وقد لف المنشفة حول خصره والماء يتقاطر فوق عضلات جسده دليل خروجه من الحمام للتو.
ابتسمت باستحياء واقتربت منه وهي ترد تحيته بابتسامة مشرقة:
- مساء النور، شخبارك؟؟.. عساك طيب؟؟
وقفت أمامه ورفعت أصابع قدمها لتصل إلى وجنتيه لتهديه قبلتها التي اعتادت على فعلها دائما منذ اعلان زواجهما، أمسك خاصرتها يساعدها بالاقتراب منه، وسحبها يلصقها على جسده لتحط بكفيها على كتفيه تتشبث به.
طبعت قبلتها على وجنته برقة ونعومة كما الفراشة وهي تحط على الزهرة بخفة وبعدها حاولت التراجع والابتعاد، لكنه أبى تركها وأمسكها بإحكام هامسا لها بمشاعر مضطربة برؤيتها بهذا الجمال وبهذا القرب:
- وهذي تسمينها بوسة ألحين؟؟.
أشاحت بوجهها بعيد عنه بخجل وهي تعض على شفتيها وحادثته بهمس خفيض يكاد لا يسمع:
- اتركني، بروح أجهز لكم الغدا.
اعتصر جسدها الصغير بين ذراعيه يستشعر نعومتها وطراوتها على صلابة عضلاته واستنشق عبير جلدها مغمضا عينيه، وعاد يهمس بعد فترة بالقرب من وجهها وعيناه تلتقط عقيقها المشع بالإثارة:
- ما راح أتركج إلى لين تعطيني البوسة صح.
- حمدان....
وضحكت بخفوت وأخفضت رأسها للأسفل وتأملت عيناها صدره بعضلاته الساحقة، هذا هو مكانها وأمانها، هنا وجدت استقرارها.
لتتسلل لجسدها موجات من الارتعاشات برغبة الشعور بها وهي تكتسحها، فأرادت الابتعاد عنه قبل أن يعلم ما حل بها، لكن ذراعيه شددت عليها وأنفاسه ثارت بصوت مسموع دليل معرفته بما يجيش بها من أعاصير.
- خلاص خليهم يموتوا من اليوع، ما راح أتركج إلا لين تعطيني بوستي يلي أبيها.
وتحرك يوازي كلامه، ابتعد قليلا عنها وانخفض داسا احدى يديه خلف ساقيها والأخرى خلف ظهرها وحملها.
التفت ذراعيها حول رقبته خوفا من السقوط وعاتبته:
- حمدان اتركني، خلاص تراني عطيتك بوسة!!.
جلس على السرير وهي ما تزال بحضنه وسكنت بهدوء كمن اعتاد دوما البقاء بهذا المكان واتخذه مسكنه للأبد.
رفع رأسها بسبابته وحادثها وعيناه حطت على ثغرها المنادي للخطيئة برغبة بقطف تلك القبلة التي سرقته من واقعه لتدخله بحر الأحلام:
- أعطيني يلي أبيه وبتركج تروحين.
- بس.....
رفع كتفيه بلا مبالاة وتابع:
- خلاص خذي راحتج أنا ما وراي شي، والقعدة هذي عاجبتني وايد.
وسحبها لصدره راغبا بالشعور بدفء جسدها ونعومته، وأحاسيسه تشتعل بنار من هذا التلامس.
أغمضت عينيها تستعذب هذا القرب، تعيش الحياة، راغبة بالضياع بمشاعرها وأحاسيسها التي ازدادت توسعا مع مرور الأيام بتواجدها بقربه.
استرخت وأسندت رأسها بموطن صار ملاذها، وبيت أصبح ملكها، واحتضنته بذراعيها غائصة في بحور عواطفها دون أن تشعر بأفعالها، وهنا لم يقدر على البقاء بانتظارها فما تفعله به ليس له طاقة لتحمله، فقد غدى ضعيفا بجانبها، فما كان منه سوى أن رفع رأسها باتجاهه وهمس بأنفاس لاهثة وصدر مضطرب من إثارته:
- هذي المرة سماح، لكن المرة الياية.......
وقطع جملته عندما شاهدها وهي تناديه بشفتيها ليقتنص منها ويفيض عليها من حلاوة الدنيا، فانقض عليها غير قادر على التحكم بزمام تعقله وأشواقه إليها تلهبه وتحرقه.
لمسة أضاعت فكره، وتذوق ليضيع بنشوته، وتاه وانتهى فما بقي سوى أن يسرقها ويذود بها لنفسه فقد خلقت له ولن تكون سوى له.
فتناجت الأرواح بلقاء تطوق له، وهمست القلوب بنغمات كأوتار موسيقية تخرج من تحت يد فنان، واتحدوا ليكونا كيان واحد.
****************************
مرت الأيام عليهم بالبهجة والسرور، وسعادة طفقت تنتشر بين الجميع، فما أجمله من استقرار وأمان تحس به بعد طول حرمان، فتحاول قدر

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 20-12-16, 06:31 PM   المشاركة رقم: 118
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الامكان التمسك به، والتشبث بحبل انقاذهم الذي يكمن عند الطرف الآخر، ونجاتهم تعتمد عليهم، لكن يبقى هاجس خفي يزورنا بين الحينة والفينة، والشيطان يتلاعب بمهارة وبفن واتقان، فتعود وتنفيه إلى أقصى البلاد فلا مجال للعودة للشكوك والخوف من زيارة الماضي، فالمستقبل أمامهم مشرق بالأمل والسرور فلما الهواجس؟؟.. لكن مهما فعلنا وحاولنا التغافل عنه والابتعاد قدر المستطاع فإنه سيعلن عن نفسه في يوم من الأيام بلا شك!!.
عاد العم من رحلة عمله وكان التغير واضح عليه كوضوح الشمس، ووافق حمدان على أن تكمل عنود دراستها الجامعية فكم كانت سعادتها لا توصف وهي تستمع إليه وهو يشجعها لتكمل مسيرة العلم وأن تحقق كل طموحاتها.
بكت في ذلك اليوم على صدره وأهدته بعدها تلك القبلة التي أراد أن تبدأها هي أولا، وتغيرت الأحوال وصارت أجمل من ذي قبل، والأطفال تغيرت نفسيتهم وصاروا مختلفين عما كانوا عليه من قبل فقد صار لهم أسرة وعائلة كاملة، فما أجملها من حياة يتمناها كل شخص أن يعيشها هكذا للأبد.
*****************************
دلفت أم سالم لغرفتها لترى زوجها يرتدي أجمل حله ويستعد للخروج. ظلت تناظره للحظات وبعدها دخلت وألقت التحية واقتربت منه وحملت زجاجة العطر وبختها عليه وهي تقول:
- ما شاء الله على هذا الزين، ربي يحميك ويحرصك من كل شر.
سكتت تتطلع إليه بعيون مختلفة وسألته وهي تناظر عيناه المتوارية عنها:
- بتتأخر اليوم بعد؟؟
ابتعد عنها وأجابها:
- هي بتأخر شوي، عندي شغل ضروري.
استكمل هندامه وحادثها وهو يسير ناحية الباب :
- تامرين على شي؟؟
هزت رأسها بالنفي وردت عليه بابتسامة :
- ما يآمر عليك عدو، وترجع بالسلامة يا الغالي.
وخرج وظلت عيناها معلقة على الباب المغلق، وما بين رمشة عين وغمضة فرت دمعة وحيدة لا تعرف لها سبب!!.
خرجت من غرفتها بعد فترة من مغادرته فقد ظلت واقفة تناظر النافذة بشرود وعندما التفتت تتأمل الغرفة صفعها الخواء، فكم تكره الوحدة والفراغ، وقد شعرت بالغرفة تضيق بها وتخنقها، وبرودة تسللت تنخر عظامها وفؤادها.
سارت بخطى سريعة هاربة من شيء ما ومرت بطريقها ناحية المكتب متجهة لغرفة الجلوس وهناك سمعت وعلمت سبب تلك الدمعة، وتلك الأحاسيس التي ما انفكت تزورها وتؤرق لياليها وحياتها، فهي كانت تمهد لها الطريق وتخبرها بما سيحل بها، فالمرأة تشعر، وحاستها تخبرها، والحقيقة مرة تطعنها بالصميم، وطعمها مر كالعلقم، وتساءلت... هل يموت حب دام لسنين طوال بثوان معدودة؟؟.
- الحقني يا حمدان!!... أبوي.
فز حمدان من مقعده واتجه ناحية ابن عمه وهو يسأله بخوف:
- وشفيك يا سالم طيحت قلبي!!... عمي وش فيه؟؟.
- مصيبة يا حمدان!!... مصيبة كبيرة!!.
- يا ريال هدي وخبرني شو صار؟؟.
فرك سالم شعره بقوة يكاد يقتلعه، ومسح على وجهه بهم اكتنف روحه، وقال يجيبه:
- أبوي يا حمدان، أبوي....
وسكت غير قادر على اخراج حروفها.
- سالم بتتكلم زين ولا اطلع من المكتب!!.
ناظره بضياع ليس من أجله بل من أجل امرأة أهدته عمرها وسنين حياتها، وقال بهم:
- أبوي طلع متزوج.
صدمة وعدم تصديق، وحادثه بلهجة حادة:
- مب وقت المزح يا سالم؟؟.
وأكمل الآخر كأنه لم يستمع للهجة التهديد:
- وما راح تصدق مين يلي تزوجها.
سكت وناظره وهو يحرك شفتيه باسمها:
- ابتسام... اخت حرمتك.
والتفت الاثنان وهما يرى جسدها يضجع دون حراك على الأرض، وكانت آخر أمانيها.... "الموت".

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 20-12-16, 06:33 PM   المشاركة رقم: 119
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الفصل الثامن عشر........

جروح الزمن تداويها الأيام، لكن جروح القلب وآه من أخاديدها الغائرة التي لا يستطيع طبيب مداواتها، ولا نسيان يقدر على شفائها.
تشعر بفؤادك يعتصرك لآخر قطرة دماء، وروحك تموت وتذوي بداخلك لتخلف شبح كيان كان سابقا مفعما بالحياة.
فتتساءل بحسرة وألم يطفق بداخلك... أيحق لهم أن يكسروك ويحولوك لشظايا؟؟.. أيحق لهم أن يسلبوك روحك كأنها كانت رخيصة ولا قيمة لها؟؟..
لما يفعلون هذا؟؟... لما يجعلوننا كأننا لا قيمة لنا بعد أن أخذوا من عمرنا السنين؟؟... ليركنونا بعدها بركن قصي كأن صلاحيتنا قد انتهت ووجب عليهم تبديل بضاعة صارت معطوبة.
تتقاذفها الأمواج يمنة ويسرى وتشعر بنفسها تقذف لقعر سحيق لا قرار له، تتنفس لكن لا تشعر بنفسها على قيد الحياة، تشعر بأنها مستنزفة ومستهلكة، وصدرها يضيق بها خانقا إياها وكأنها وضعت بصندوق خشبي مغلق المنافذ ولا تصلها ذرات الأكسجين فتجعلها تلهث باحثه عن الهواء، وأحيانا تشعر كأنها تغوص بأعماق المحيط وفجأة خذلتها انبوبة الأكسجين لتتركها تتخبط وتز فر أنفاسها الأخيرة وملك الموت ينتظر روحها ليأخذها معه .
جسد مضجع على الفراش دون حراك، وملامح جامدة، فقط صدرها يرتفع وينخفض دليل تنفسها، وعينان تنظران لسقف الغرفة وهي ترى شريط حياتها يمر أمامها منذ أن كانت صغيرة إلى أن كبرت وخطبت وتزوجت وأنجبت أول أولادها وكيف وقعت بحب زوجها وكيف جعلها ملكة تربعت عرش قلبه واستحكم عليها كليا وجعلها تسير خلفه مغمضة العينين إلى أن سحب البساط من تحت قدميها لتزل وتسقط وتكون لها القاضية .
- يا بنتي يا خديجة ما يصير يلي تسوينه بروحج جذا!!.
سكتت الجدة تتأمل القابعة على الفراش متقوقعة بعالمها الآخر غير راغبة بالعودة لعالم أهداها أول صفعاته، وتذكرت أحداث السويعات الماضية بضيق شديد.....
كانت بغرفتها القريبة من غرفة الجلوس بالطابق السفلي لعدم قدرتها على الصعود على السلالم فما كان من ولدها إلا أن يجهز لها غرفتها بالأسفل. تنام قريرة العين على فراشها إلى أن سمعت ضوضاء وأصوات عالية جعلتها تستيقظ فزعة لاعتقادها أن لصوصا قد دخلوا لمنزلهم.
ارتدت شيلتها وبرقعها وحملت عكازها وسارت بخطوات سريعة ناحية الأصوات وهناك تفاجأت بأحفادها يقفون وعلى وجوههم علامات الغضب، وعندما استفسرت عما يحدث كادت الصدمة أن تشلها.
عادت عيناها تتطلع لزوجة ولدها بحزن وغم، وقلة الحيلة تغلغل يديها، فليس لديها القدرة على منع شرع الله، فتابعت قولها تحثها على المقاومة وعدم الاستسلام:
- تراج غالية علينا كلنا، ولا تخوفين عيالج عليج، جوفيهم كيف مخضوضين وحالتهم حالة، وواقفين يتريون رضاج.
لا رد ولا استجابة فقط عيون ترمش برتابة لتضرب الجدة كفيها ببعضهما قائلة:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل!!.. بتروح الحرمة من بين ادينا.
تطلعت لأحفادها الواقفين حول السرير وعيونهم منصبة على والدتهم النائمة على السرير دون حراك، لتوجه الجدة حديثها لحفيدها سالم:
- وشقال الدختور عن أمك؟؟.. والله دخاترة هذي الأيام ما منهم فايدة، الحرمة مريضة كيف رخصها من الدختر؟؟.
تحرك سالم من مكانه واتجه لوالدته ليضجع بجانبها على السرير وانحنى ملثما جبهتها ثم أمسك كفها وطبع قبلة أخرى وهمس قائلا وعيناه سقطت بألم عليها:
- قال إنها بخير، بس تحتاج للراحة ونبعدها عن أي ضغط أو مشكلة.
- لا حول ولا قوة إلا بالله، طيب أبوك وينه ألحين؟؟.. وكيف عرفتوا إنه متزوج؟؟.
ليجيبها حمدان:
- يا تليفون لسالم يخبرونه إن أبوه سو حادث سيارة، ولما راح عرف إنه ما كان بروحة وإنه كان مع حرمته، فرجع يخبرني وسمعتنا عمتي وطاحت، ولما نقلناها للمستشفى رحت أجوفه.
لتقاطعه الجدة متسائلة بقلق فمهما عمل ولدها من سوء فيبقى قلب الأم حنونا عليه:
- اتعور؟؟... اتكسر؟؟.. قول وطمني شو صار على حشاشة يوفي؟؟.
اقترب منها وربت على كتفها مطمئنا إياها قائلا:
- ما عليه شر يا الغالية ولدج بخير، بس شوية رضوض وهو أصلا طلع من المستشفى لأنه ما كان يبي يقعد فيها.
تنهدت براحة وحركت رأسها بهم ثم عادت تسأله:
- عرف شو صار بأم سالم؟؟.
تنهد حمدان وأخرج زفرات متعبة وهو يتذكر لقائه بعمه......
كان أن ذهب إليه بعد أن اطمأن على عمته من أنها بخير وهناك وجده يجلس والحزن يكتنف ملامحه وزوجته تجلس بالجهة الأخرى تتحدث على الهاتف وعندما أعلن عن وجوده رفع العم رأسه ليرى من القادم ثم أشاح به بعيدا وبداخل مقلتيه شاهد الخجل من انكشاف سره المشين.
لم يرده أن يكون هكذا، لم يرد له أن يشعر بالذل والمهانة، فما فعله ليس شائنا أو مخل بالأخلاق، بل هو اتبع شريعة الله وتزوج على سنة الله ورسوله فما كان منه سوى أن هتف به:
- ارفع راسك يا عمي ولا تكسره!!.
وضع العم رأسه بين كفيه وأخذ يحركه بغم فتابع حمدان قائلا:
- يا عمي لا تسوي بنفسك جذا، يلي صار.. صار وما تقدر تغيره.
فهمس بصوت حمل الجهد والخوف معا:
- خديجة عرفت؟؟.
زفر حمدان هواء ثقيلا مشبعا بغمامة قد حلت على منزل الكتبي وقال بعد فترة من الصمت:
- عمتي عرفت وهي ألحين بالمستشفى.
رفع العم رأسه ناحية ولد شقيقه وعيونه قد شابها الفزع والهلع، وصرخ بلوعة قلب:
- خديجة بالمستشفى!!... يا ويل حالي، أنا السبب.. أنا السبب.
وهم يبغي الوقوف للذهاب إليها، لكن ما أن وقف حتى انهار هاويا على الأرض ولولا سرعة حمدان بالإمساك به لكان قد توسد الأرض الآن.
حمله وأعاده للسرير وهدر بتلك الجالسة وتناظرهم بصمت:
- بعدج يالسة؟؟.. تحركي ونادي الدكتور!!.
وما كادت تخرج حتى دخلت الممرضة إثر صوته العالي تستشفي ما حدث ليخبرها بما حل بالمريض فأسرعت تنادي الطبيب وكانت النتيجة ضغط منخفض، فأصر عليه الطبيب بالبقاء بالمستشفى فرفض العم ذلك وأراد الذهاب لرؤية زوجته أم سالم، لكن حمدان منعه وأخبره بأن يرجئ لقاءه بها ريثما يسترد الجميع صحتهم، وتكون الأمور قد هدأت قليلا، فهم لا يعلمون ما ستكون ردة فعلها عندما تراه أمامها الآن.
وافق العم على رأيه وغادر برفقة زوجته الأخرى.
- هو شو صار بالضبط؟؟.. حد يفهمني؟؟.
ليجيبها منصور بوقاحة خرجت رغما عنه:
- شو تبين تفهمين؟؟.. ولدج اتزوج على أمي وحدة قد اعياله.
ليلعلع صوت حمدان عنيفا رافضا ما قيل للتو وعيناه اشتعلت بنار حارقة:
- جب ولا كلمة!!.. واحترم نفسك ويلي تكلمها، واحترم أبوك، ولا خلاص ما عاد في احترام ولا تقدير؟؟.. ولا هو ما عاد أبوك بعد ما تزوج؟؟.
سكت يجترح أنفاسا عصيبة واستطرد قائلا:
- قسم بالله إن سمعت واحد منكم قل أدبه على أبوه والله والله وهذا أنا حلفت بالله غير ما أدفنه بالأرض!!.
أخفض ابن عمه رأسه بخجل ثم مالبث أن تحول وتغير لينفث غضبه على من دخل الغرفة يستسقي الأوضاع المريبة التي تحدث، فما أن دخلت عنود حتى تلقفها يرمي بكل غضبه عليها لعله يخرج ما بداخله من حزن وكبت لشيء لا قدرة لديه لمنعه، وردء الوجع عن والدته الحبيبة.
- طبعا يقتلون القتيل ويمشون بجنازته!!.. انت كوشتي على الصغير والثانية على العود، باقي وحدة.. على مين حطيتوا عيونكم عليه؟؟.
بهتت من هذا الهجوم القاسي، والذهول ارتسم على محياها من اسلوبه الفض بالحديث معها، فلأول مرة منذ قدومها لهذا المنزل تعامل هكذا.
- منصور انت جنيت ولا شو؟؟... كيف تتكلم معاها جذا؟؟.. صدق انك تحتاج رباية من أول ويديد.
صدح صوت الجدة قويا مانعة إياه من التمادي، لكن من تحادث وقد صم الغضب أذنيه، فتابع دون أن يبالي وجود الكبار معه بنفس الغرفة:
- هي السبب!!.. كنا بخير وما فينا شي، لكن من دخلت بيتنا جابت معاها البلاوي والمصايب.
ارتفع صدره بهدير عنيف وانخفض دليل وصوله لآخر حدوده وتابع دون أي اعتبار لأي شخص ولا للمرأة التي وقفت وقد جفت عروقها من دمائها وهي تسمع الاتهام الفظيع الذي يقال بحقها:
- انت السبب بيلي فينا ألحين، كنت تخططين انت وأهلج كيف تكوشون على الفلوس.
فهمست دون تصديق مما تسمعه الآن:
- منصور... انت شو تقول؟؟.
تقدم ناحيتها وعاد يرفع صوته:
- طبعا مسوية نفسج البنت الشريفة والبريئة يلي ما تعرف شو السالفة، لكن ولا يهمج أنا أخبرج.
قاطعه شقيقه سالم:
- منصور احترم نفسك واطلع من الغرفة.
لكن الآخر وكأن الشياطين جميعها قد استحوذت عليه، وصار لا يسمع ولا يرى فقط النار بداخله تحرقه ويريد اطفاءها، لكن كيف لا يعرف؟؟.
- تبين تعرفين ليش أمي بهذي الحالة؟؟...
لم ينتظر أجابتها بل تابع ينفث نيرانه:
- أنا أقولج... أبوي تزوج على أمي.
شهقت بفزع وتحركت عيناها لطريحة الفراش، لكن الأمر لم ينتهي بل تابع الآخر قذفها بالمزيد من الاتهامات:
- تبين تعرفي مين هي؟؟... اختج ابتسام بنت المصرية عرفتيها ولا لاء؟؟.
جحضت عيناها للخارج وهزت رأسها دون تصديق وهي تردد بخفوت
- لا مستحيل!!... أنا.. أنا...
قاطعها صارخا:
- انت شو؟؟.. تسوين نفسج مسكينة وما لج شغل بيلي صار، وإن اختج من روحها يلي لعبت لعبتها؟؟.
فهمست بدفاع ضعيف:
- بس ابتسام مب اختي.. ابتسام مب اختي
أمسكها من ذراعها يقوده غضبه الجامح وأخذ يهزها بقوة وفتح فمه راغبا بكيل لها المزيد من الكلمات الجارحة إلى أن شعر بأنه يتراجع للخلف بقوة، وبعدها سمع صوت الصفعة يتردد صداها بأرجاء الغرفة.
- قسم بالله لولا أمك لكنت قطعت ايدك يلي مديتها على حرمتي.
تنفس بصعوبة وجسده يرتجف من شدة أعصابه المفلوته وهو يرى يد رجل آخر تحط على جسد زوجته وهي كانت لا حول لها ولا قوة فقد أخذتها الصدمة دون أن تقدر على الاعتراض أو الدفاع عن نفسها.
وتابع:
- لو رجعت وقلت لها حرف واحد يا منصور، والله ما تلوم غير نفسك!!.
تراجع للخلف وأحاطها بذراعه على كتفها وأخرجها من الغرفة لتنقاد خلفه وما تزال غير مستوعبة ما حصل للتو، فعقلها قد تجمدت خلاياه ولم يعد يدور ليحلل ويفكر ويعطي ردة فعل.
أدخلها لجناحهم ثم تركها متجها لغرفتهم ليوقفه همسها:
- ابتسام مب اختي .
التفت إليها وطالعها بنظرات غريبة، لتشهق وتكتم صرختها خلف كفها، وعادت تهز رأسها وأخذت تهمهم بعبارات الاتهام:
- انت تصدق كل الكلام يلي قاله؟؟... تشك باني مشتركة معاها؟؟
تراجعت للخلف بخطوات مهزوزة ولسان حالها يردد ويبحث عن الانكار.
- انت تصدق عني يلي انقال؟؟.
تقدم ناحيتها وتوقف أمامها وأجابها:
- لا تاخذين على كلام منصور يا عنود، هو بس محروق قلبه على أمه وما عرف كيف يطلع يلي داخله غير عليج انت، منصور ولد طيب وانت عارفة هذا الشي وباجر بتجوفيه بي وبيعتذر على يلي قاله .
ظلت عيناها تدور على وجهه إلى أن حطت على عيناه لتعيد سؤالها:
- انت تصدق يلي قاله؟؟
أمسكها من كتفيها وناظرها بقوة وأجابها لينهي هذه الليلة العصيبة التي حلت عليهم :
- أنا وانت يا عنود نعرف كيف صار زواجنا، وهذي تنهي كل الشكوك، وانسي يلي قاله منصور.
تنهد بتعب ثم تابع:
- تعبان يا عنود وودي أنام.
رقت ملامحها وهي ترى التعب الظاهر عليه فاحتضنته من جذعه وسحبته معها وهي تقول:
- تعال اتسبح وأنا بجهز لك ملابسك وبعدين نام.
أدخلته الحمام وخرجت بعدها لتجهز ملابس النوم ثم ذهبت وأعدت له عصير برتقال وعندما عادت شاهدته قد ارتدى ملابسه وأضجع بجسده على الفراش.
أعطته العصير وشربه ثم ناداها لتجاوره فما كان منها سوى أن لبت نداءه، غيرت ملابسها هي أيضا ونامت بجانبه وسحبته ناحيتها هذه المرة وجعلت رأسه يتوسد صدرها واحتضنته بحنان وأمومة ليغط بعدها بنوم عميق وظلت هي تفكر بما حدث، وماذا سيحل بالمستقبل، وماذا تنوي ابتسام فعله.
************************
حل صباح اليوم التالي غائما وكئيبا على أفراد الأسرة، يجلس الجميع على طاولة الافطار... الجدة، سالم وزوجته، وشقيقيه، العبوس يتحكم بملامح وجههم، وعيونهم ممتلئة بالحسرة، لحظات هي حتى انضم إليهم حمدان وعنود وأطفاله.
نزلت عنود السلالم ببطء وقد شعرت بصدرها يضيق بها منذ أن استيقظت، فالنوم قد جافها وهي تفكر إذا كان كل ذلك الحب الذي يجمع بين العم والعمة والسنين الطويلة التي عاشوها مع بعضهم بحلوها ومرها لم تقف حاجزا أمام زوجها وتمنعه من الاقدام على اختيار امرأة أخرى تتشارك به مع حبيبته، لهذا تساءلت.. ماذا عنها هي؟؟... هل سيفعلها حمدان بها ويتزوج عليها؟؟... فزواجهما كان بحكم الاعدام، والآن لا تعرف ما سيكون مصير زواجهما بالمستقبل، فيبدوا أن كل شيء مجاز للرجال لفعل ما يريدونه مهما تعدى من سنين عمرهم.
وقعت عيناها على منصور ليسارع بإشاحة وجهه عنها، فهو الآخر الضيق قد لازمه طوال الليل، والذنب أخذ يتآكله من رمي اتهاماته المجحفة بحق شخص كان بريئا من كل ذنب، فالحق وحده يقع على والده.
حثت عنود عبدالله وحنان على تناول الافطار بسرعة ليستطيعوا الذهاب للمدرسة، تناولوا طعامهم بهدوء ودون أي كلمة، فالأجواء كانت تنبئ بعاصفة هوجاء قد مرت بمنزلهم.
وما هي إلا ثوان حتى صدح صوتها يرن بأرجاء المنزل معلنة للجميع بأن صاحبته لم تختفي تحت الثرى، وأنها ما تزال هي ملكة عليه ولن يسلبها إياه أي أحد .
وتذكرت أحداث الليلة الماضية وهي تقف وتشاهد جميع أفراد عائلتها يجلسون والألم يكتسح مقلتيهم.
فهي لم تكن بغيبوبة بل كانت واعية لكل كلمة قيلت والخبر المفجع الذي صدمها، هي فقط لم تقدر على الاتيان بأي حركة أو التحدث بحرف واحد، لم تعرف ما حل بها ولما تجمدت هكذا!!... وبعد رحيلهم غاصت بنوم عميق جدا وحلمت بحلم غريب عجيب جعلها تستيقظ من نومها وقد

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 20-12-16, 06:34 PM   المشاركة رقم: 120
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

عزمت على نيل هذا الحلم وتحقيقه، فالدنيا زائلة، والحياة لا قيمة لها، ويبقى فقط وجه ربك ذو الجلال والاكرام، لهذا لا شيء يستحق أن تخسر حياتها من أجله، وهي ستظل مثلما هي ولن تتغير من أجل شيء دنيوي تعرف بأنه سيزول ما أن تنتهي مدته وحلاوته ويأخذ منها ما يريد، وبعدها سيعود إليها بالطبع سيعود، فهي الأصل.
- صباح الخير، شخباركم يا ولاد؟؟.
التفت الجميع ينظر إليها بدهشة، فقد كانت منعشة للروح والقلب، بشوشة الثغر، وعينيها تملؤهما الحنان و الطيبة كما عهدوها دائما.
تقدمت ناحيتهم وهي تتساءل:
- هاو.. جنكم شايفين جني جدامكم!!.
طبعت قبلة على رأس الجدة وسألتها:
- شخبارج يا الغالية؟؟.. عساج طيبة اليوم؟؟.. فطرتي علشان تاخذين دواج؟؟.
أدمعت عينا الجدة لرؤيتها لزوجة ولدها وهي تكافح لعودة الأمور لنصابها الصحيح، فهي تعلم إن كسر عمود المنزل تهدم فوق رؤوسهم، وهي أساس هذا المنزل ويستحيل أن تفعل هذا بأفراد عائلتها.
انخفضت ناحيتها وطبعت قبلة على كفيها الممتلئين بتجاعيد الزمن، هامسة لها:
- ما عاش يلي يبجيج يا الغالية!!.
- سامحيني يا بنتي!!
احتضنتها لصدرها برقة وعادت تهمس:
- هشششش ما بي أسمع أي شي عن الموضوع يا الغالية كأنه ما صار أبدا.
هدوء حل بالمكان والعيون تترصد تلك المرأة القوية التي وقفت كما الجبل بشموخه وعزته وايبائه، تخبر الرياح العاتية التي حاولت زعزعته بأنها لن تنحني لها أبدا مهما جالت وصالت فهي قد رسخت جذورها بالأعماق ولن يستطيع أي مخلوق اقتلاعه، هي مجرد زوبعة بالفنجان وبعدها ستنجلي بسرعة كما ظهرت فجأة، وستظل هي بالقمة دائما.
فعادت تلتفت إليهم وتقول بصلابة لا كلمة بعدها:
- سامعين... جن ما صار شي والأمور مثل ما هي، ومنصور.... .
- لبيه يا الغالية.
أقبل إليها يقبل رأسها وكفيها بلهفة وحب، وهتف والفرح لعلع بعينيه المتراقصتين برؤية أغلى الناس لقلبه بخير.
- آمريني يا الغالية، ولو تبين روحي أعطيها لج فدوة .
ابتسمت بسعادة لسماعها كلمات أطربت صدرها وأنعشت روحها، فتربيتها لم تذهب أدراج الرياح.
ربتت على وجنته، وقالت له بحنان:
- تسلملي يا روح أمك، بس أنا زعلانه منك يا وليدي، وما هقيتها تطلع منك!!.
علم ما تقصده، فقال وهو يقبل كفيها:
- آسف يا الغالية وما كان قصدي!!.
- الأسف مب لي يا منصور، انت غلط على حرمة ولد عمك فلازم تروح وتعتذر لها.
- إن شاء الله
وتحرك ناحية عنود وقدم اعتذاره بأسف لانفجاره عليها ووضع كل العتب فوق رأسها، تقبلت اعتذاره ومن ثم حثت الأم أولادها لتناول طعامهم والذهاب لأعمالهم.
انطلقوا خارجين بمزاج عالي، وبقيت الجدة وعنود وأم سالم بالمنزل وجلسوا يتحدثون بأمور شتى رامين خلف ظهورهم همومهم وهواجسهم ومخاوفهم، فهم أولاد اليوم، والغد مجهول، ولو يعلمون غيب الأمور لكانوا قد حرصوا وأعدوا له كل ما يستطيعون لحماية أنفسهم.
***************************
يجلس بشرود خلف مكتبه وينظر للا شيء فقط الفراغ هو ما يتطلع إليه أو بالأحرى ينظر لحية رقطاء تلبست هيئة البشر.
يعرف أمثالها وشاهد الكثير من شاكلتها ولم تستطع احداهن ايقاعه بفخها فهو ليس بغبي ليلهث خلفهم كالأحمق، لكنه كان مخطئا بشأنها ولم يعطها قدرها من الدهاء، فعندما لم تستطع اصطياد السمكة الصغيرة حاولت مع الكبيرة وألقت بصنارتها بغفلة منهم لتلتقط السمكة الطعم بعيون مغمضة.
وتساءل متى استدرجته وأوقعته بشباكها؟؟... وأيضا عمه لم يكن من نوع الرجال الساعيين خلف استعادة الشباب بواسطة امرأة صغيرة كما يعتقدون، بل كان عاشقا لحد الثمالة بزوجته ولم ينظر لامرة قط أو أنه يعجب بجمال امرأة أخرى، بل كان يغض بصره وكان قانعا بما لديه، وكما يقول زوجته بكفة وجميع نساء العالم بكفة أخرى، لكن ماذا حدث؟؟.. وما الذي غير رأيه؟؟.. بل السؤال كيف استطاعت تغيير قناعاته؟؟.
ليعود ويسخر من غبائه وتساؤلاته فمثلها تقدر على هدم جبال فما بالك برجل!!.. فمهما كانت قوته بالتحمل والصبر فهو ضعيف أمام جمال امرأة فاتنة مثلها وأيضا داهية وتتلون كالحرباءة.
ولأنه شاهد جميع الأصناف كانت لديه المناعة ضد اغوائها بعكس عمها الذي لم يشاهد سوى امرأة واحدة.
فتذكر همسها له عندما كانا بالمشفى عندما انهار عمه وأعطاه الطبيب مهدئ كي يرتاح، وعند مغادرة الطبيب وخلت الغرفة سوى منهما اقتربت منه بدلال وابتسامة شيطانية توسدت ثغرها الأحمر القاني كلون الدم، ولم تراعي حرمة وجود زوجها بالقرب منهم وهمست له بغنج، وبرموش مسدلة:
- ازيك يا حمدان؟؟.. وحشتيني أوي.
وهامت برجولته الساحقة يكاد لعابها أن يسيل من وسامته الطاغية، وعيناها نطقت بدواخل رغباتها الدنيئة، فحدجها بنظرات نارية واشمأزت ملامحه من أفعالها البذيئة وهم بالمغادرة قبل أن يوسعها ضربا ليجعلها طريحة الفراش بالقرب من زوجها، فأوقفته قائلة:
- كدا احنا صرنا عيلة وحدة، يبقى تعال وزورنا بأي وأقت، بابنا مفتوح ديما للي بنحبه.
زمجر ونفخ كتنين يقذف بحممه وخرج بسرعة تطارده شياطينه.
نفض رأسه والحيرة تستبد به، هل يكتم ما يعرفه أم عليه أن يستشير أحدهم بما يحصل؟؟.
رفع صوت نداء الحق ينادي للمثول أمام الواحد القهار الذي لا يعلى عليه وهو القادر على كل شيء، فنهض من مكانه يستغفر الله وعزم على رمي حمله على من هو العالم بأمور الغيب وخباياها، عليه فقط التوكل على الله وكل مشكلة ولها حل بإذن الله .
*****************************
وفي احدى البنايات الفخمة التي تدل على غنى أصحاب قاطنيها وبالذات بإحدى الشقق هدر صوت غاضب دل على نفاذ صبره:
- انت تجننت يا بنت انت؟؟.. حد عاقل يعمل العملة المهببة إلي عملتيها؟؟
تأففت المرأة الأخرى بملل وتطلعت لأظافرها لثوان ثم قالت:
- وأنا عملت إيه يعني؟؟
ضربت الأم كفوفها ببعضهما ليصدر رنين حليها عاليا بالغرفة وبعدها علا صوتها بزعيق:
- لا يختي ما عملتيش أي حاقة بس سيارة بالشي الفلاني رحتي مطبآها بالرصيف، وكل ده ما عملتيش حاقة.
حركت شفتيها يمنه ويسرة بسرعة عالية وكفيها يضربان بفخذها بحسرة وعينيها تقدحان شررا ناحية ابنتها لتعود وترغي وتزبد:
- سيارة يا ناس، سيارة بالشي الفلاني تجي نص مليون أروح مكسراها، هو أنا ده يلي علمتهولك؟؟....
قاطعتها ابتسام ناهضة من مكانها:
- أف يا ماما، كفاياك بأة، زهتيني!!.
وتحركت جيئة وذهابا ووالدتها تتطلع إليها تكاد تنقض عليها وتعتصر دماغها الصدئ ثم التفتت ابتسام لوالدتها وقد برقت عيناها ببريق الذهب والمال واتجهت لتجلس بالقرب من والدتها قائلة لها:
- ما تبصيش لدوأتي يا ماما، بصي لأدام.
- طب ما تفهميني يا فهيمة زمانك؟؟
- يعني أنا أصدة إني أعمل الحدسة علشان جوزنا يطلع عالنور ما يضلش بالضلمة.
سكتت الأم وأصغت لابنتها وتابعت الأخرى حديثها وقد جذبت انتباه والدتها إليها:
- لما عيلته تعرف إنه متجوزني كده أنا أقدر أعمل يلي أنا عوزاه، يعني دلوأتي نئدر أنا وهو نخرج سوا، مش نضل بالشئة محبوسين بوزنا ببوز بعض، وكمان أقدر أطالب زي مراته ببيت وفيلا زي زيها، فهمتي دلوأتي ولا أزيد؟؟
بهتت الأم من أفكار ابنتها الشيطانية وهمست بشر وعينيها تبرقان بلمعان:
- والله طلعت مش أليلة يا بنت بطني.
ابتسمت ابتسام بظفر وتراجعت للخلف وأفكارها تتحرك بسرعة ألف واط، والخبث برق بمقلتيها، فليس المال وحده ما تريد، فهناك شيء آخر تريده وبشدة بل شيآن تريدهما وستعمل على الحصول عليهما.
أخرجت قصرا من أفكارها الشيطانية على نداء والدتها:
- ؤمال جوزك فين؟؟
أشاحت بيدها بلا مبالاة وقالت باشمئزاز:
- أوه راح يتنيل عند مراته التنية، آل شو.. مش آدر على زعلها.
ناظرتها الأم بتدقيق وتفحيص وسألتها:
- بت يا بت مالك كده بتتكلمي عنه كدا ليه؟؟.
تغيرت ملامحها بتقزز، وهتفت:
- أطيعة يا ماما، دا راجل مؤرف بشكل، ياع.
وانتفض جسدها بإيحاء لقرفها، لتعاتبها والدتها:
- عيب يا بت دا جوزك، وانت يلي اخترتيه.
- بس ما كنتش أعرف إنهم مؤرفين بالشكل ده، ده لما عايز يبوسني ببآ عايزة أرجع عليه.
شهقت الأم بفزع ونهرتها:
- أوعي تكوني عملتيها يا بت يا ابتسام؟؟.
حملت كوب العصير وارتشفت منه القليل ثم أجابت والدتها:
- هو أنا غبية أعملها، دا يبأى جنيت على نفسي.
ضحكت الأم بتهكم وسألتها باستهزاء وحاجبيها يتراقصان بخبث:
- دي البوسة بتعمل فيك كده، ؤمال الحاقة التانية بتعملي فيها ئيه؟؟
- ياع يا ماما ما تفكرنيش، ده مؤرف وببآ بستنى يخلص بسرعة وطوالي بدخل الحمام باستحمى.
ضحكت الأم بشدة إلى أن أمسكت ببطنها غير قادرة على امساك نفسها، وبعد مرور فترة من الوقت وقد هدأت من نوبة ضحكها قالت:
- مؤرف!!.. عيب يا بت دا جوزك لازم تستحمليه، دا مغارة علي بابا وفتحهولك أوعي تضيعيه من ايديك.
- ودا يلي مصبرني عليه، انه مديني يلي أنا عوزاه من غير تردد، وبعد ما انكشف جوزنا حتشوفي حعمل إيه، بس بالأول عندي حاجة لازمن أعملها وبعدها حتنغنغ وأسافر وأدلع نفسي، وحعيش يا ماما وأدخل دنيا .
*******************************
يؤخر قدم ويقدم الأخرى، وضربات قلبه تطرق كما السنديان، والعرق يتصبب من جسده بغزارة، والتردد يتحكم برغباته، وخوف من سماعه ما لا يريده.
ليزوره شيطانه مخبرا إياه:
بأنه لم يخطأ بحقها وأنه تزوج على سنة الله وهو لن يبخسها حقها أبدا، فهي ستكون الأولى دائما.
لتعود نفسه وتعاتبه:
هل تبرر لنفسك تهورك أم أنك تعطي لنفسك الحق بما فعلته؟؟.. زوجتك لم تقصر فيك يوما، دائما كنت الأول في حياتها، وقد أحبتك بإخلاص أكثر من أولادها، أي امرأة تفضل زوجها على أطفالها؟؟.
اتكأ على جدار الباب والهم رزح على كتفيه، ووساوسه تخبره بأنها ستطلب الانفصال وستتركه يتخبط بدهاليز الحياة لوحدة، لينتفض صارخا لنفسه:
- لا أبدا ما راح أتركها، هي راح تزعل شوي وبعدين ترضى، هي قلبها كبير وأنا أبدا ما راح أخليها تتركني، أنا أحبها وهي تحبني فمستحيل أتركها، مستحيل.
وشحذ همته وتنفس بعمق ودلف للمنزل والعزيمة تشع على صفحة وجهه وهناك كانت المفاجأة بانتظاره.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
)...., اللقا, اماراتية, تاهت, بقلمي, جلدة, عناويني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية