لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-12-16, 07:54 PM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الرابع عشر.........

أن ترى من بين غيومك السوداء والضبابية قبس من شعاع النور فهذا يدل على أن هناك فرصة تدخل في مجال أفقك كي تستغلها أفضل استغلال.
تعتقد بأن حياتك التي تعيشها كاملة وأنها لا تشوبها شائبة فهذا أمر جيد، لكن ماذا لو كانت نظرتك محدودة ولا ترى ما هو حول محيطك؟؟... ماذا لو أنك أغلقت عينيك عن قصد كي لا ترى ما ينقصك وما يكملك؟؟.
أنت بهذا فقط تهرب، خائف من الخوض والعودة لغمار الحياة، فلا تريد اقتناص هذه الفرصة، ولا تريد استغلالها، بل تريد تركها تذهب وترحل بعيدا عنك لتعود على ما أنت عليه بالسابق، ولكن بعدها... بعد أن تستيقظ من غيبوبتك.. بعدها لن يفيد الندم!!.
اختياراتنا هي من تحدد مصائرنا إما أن تأخذنا للأعالي وتمطرنا بوابل من السعادة والرخاء والهناء أو ربما اختياراتنا تسحقنا وتأخذ من أرواحنا الكثير فتدميها وتغرس بداخلها دمامل لا تشفى أبدا، فتسحبنا وتنئي بنا بركن منزوي، فتمر بنا الأيام ولا ترنا كأننا لم نكن معها من قبل، فبكل بساطة تتركنا ليتراكم علينا غبار الدهر والسنون وتقتات الهموم والشكوك من البقية الباقية من نبض الحياة، وهذا يقع من ضمن اختياراتنا فبها نحدد مصائرنا فإما أن ننهض وننفض عنا غبار الاستسلام وإما أن نركن له ونتركه يفعل بنا ما يشاء دون أن نقاوم بل نسايره ونوقع على عقود موتنا بالحياة.
ماذا لو أهدانا القدر فرصة أخرى للنجاة من براثن ما نريد به باختياراتنا؟؟.. هل نتركها تبتعد عنا ونجلس نراقبها وهي تختفي ونعود وننزوي كي نهرم ونذوي لنتساءل بعدها قبل موتنا ونحن نتذكر تلك الفرص التي حبانا الله إياها ونقول ماذا لو ؟؟...
أو نتمسك بها بقوة بين أصابعنا ونحارب ونقاوم كي نبتعد عن ذلك الظلام الذي غلف كياننا وأعيننا عن رؤية ما كنا لا نريد رؤيته!!.
لهذا كل ما علينا فعله هو التمسك بتلك الفرصة النادرة الوجود التي هبانا إياها القدر.
هي فرصة واحدة... إما أن نتلقفها أو نتركها تنسل من بين أصابعنا.
****************************
عشرة أيام قد مرت على وجودهم بالمزرعة، وعشرة أيام تغيرت بها الأحوال، ولو أخبروه من قبل بأن أموره ستتغير ويصبح مختلفا لما صدق!!.. وكان سيتهمهم بالجنون والكذب، لكنه قد اختبر تلك الأمور، وقد عاشها بلحظاتها الحلوة، كانت بسيطة لكن بمجملها وبمكنونها كانت عميقة المشاعر.
يجلس على المصطب لوحده وعيناه شاردة بالفضاء الواسع يراقب شروق الشمس وهي تولد من خلف الجبال العالية تدعوا ليوم جديد أو عمر جديد أهداه الله له.
ورؤية السماء الزرقاء الصافية وهي تتلون وتبدد عنها ظلمة الليل لتغدوا مشعة.
والجو كان جميلا ومنعش للروح والبدن، ونسمات الهواء العليلة تداعب شعيراته الغزيرة التي غطت رأسه وجبهته بهدهدة ناعمة.
أمامه دلة القهوة، والافطار، وفنجانه ممتلئ وينتظر من يشربه، لكن هيهات أن يتذكره وعقله غائب عنه وهارب لمن تملكته وصارت هاجس بخياله، بل أصبحت ترافقه بصحوه وبمنامه، وغدت أرق يقضي مضجعه.
تنهد بحيرة وأشاح بعينيه عن السماء بعيدا وحطت على الأطفال وهم يلعبون بسعادة وهناك على أحد الكراسي البعيدة عنه ولا تظهر سوى كظل تقبع من شغلت فكره وق.....
نفض رأسه عن هذه الخزعبلات فهو لا يؤمن بها، بل رجولتهم تمنعهم من التفوه بهذه الحماقات، والحاق تلك المشاعر التي يشعرون بها ما هي إلا مجرد رغبات !!.
عاد يزفر أنفاسا حارة اعتملت صدره، وجسده ينتفض بثورة ذكرياته معها منذ أن حضرا إلى هنا واحتوتهما غرفة واحدة وسرير واحد، واختلفت أكثر بعد اصابتها تلك.
توسدت شفتيه ابتسامة ناعمة عندما هفت إليه صورها...
غاضبة، ناقمة، وأخرى عابسة رافضة، وبالآخر تنصاع إلى ما يريد .
أغمض عينيه ينتعش بتلك اللمسات والهمسات القريبة منه لحد الهلاك، والبعيدة كبعد الشمس عن الأرض كحد سواء.
كان وقت علاجها عصيبا عليه، فأصابعه تجول بكل راحة على بشرتها القشدية والناعمة كنعومة الأطفال، وشعوره بارتجافه جسدها تحت كفه أنعشت هرموناته الذكورية وجعلتها تنتفض من مكمنها، وحرارة جسدها تصل إليه كالمجال المغناطيسي فتشده إليها رغما عنه، ورائحتها العطرية تدغدغ حواسه كما المهدئ أو كما المخدر عندما يسري بشرايينه ساحبا إياه بالفضاء الشاسع، ومغيبا إياه من عالمه، كم كانت هذي الدقائق عذاب بالنسبة إليه.
أفرج عن جفنيه وقد غامت مقلتيه بعواطف وأحاسيس أشعلت أنفاسه وهدرت بجسده الصائم منذ سنين طوال اعتكف النساء.
التفت ينظر لكل تلك الخضرة اليانعة ليقفز عقيقها المشع أمامه ملون بالخجل وبمشاعر متضاربة، لتعود إليه ذكرى أخرى معها آخذه إياه لعالم آخر....
فبعد خروجها من المشفى أجبرها على التزام الفراش لراحتها، وبما أنه يشاركها نفس الغرفة فكان أن أخذ كامل حريته كما اعتاد دوما دون أن يتفكر بوجود أنثى تشاركه نفس المكان .
كان أن عاد في صباح أحد الأيام من الخارج بعد أن قام بتمارينه الرياضية، ودلف للغرفة وسارع بخلع قميصه القطني المبلل بعرقه ورماه على الأرض لتظهر عضلات صدره النافرة ومعدته مشدودة وقد غط صدره شعيرات ناعمة سوداء اللون وعندما هم بخلع بنطاله حتى صدح صراخها من حوله:
- يا الشايب... يا قليل الأدب!!
فزع للوهلة الأولى واستدار بكامل جسدها ناحيتها وكأنه يراها للمرة الأولى أمامه، تأملتها عيناه لثوان ثم انبثقت منه ابتسامة مذهلة لم تراها؛ لأن كفيها يغطيان عينيها من رؤيتها لرجل عاريا أمامها.
ظل يراقبها وهي تحاول أن لا تراه، ووجهها محمر.. لا يعلم إن كان خجلا أم غضبا؟؟.. وبما أنه قد أصابته لوثة المشاكسة في الفترة الماضية فقد تحرك ناحيتها وجلس على السرير بقربها لتلفحها رائحة جسده المختلطة برائحة عرقه ورائحة البادي لوشن، كانت تركيبة فتاكة أودت بأعصابها المنفلتة، وهمسه عند أذنيها أودى بالبقية الباقية من تعقلها:
- شو فيج؟؟.. عيونج تعورج؟؟
وهدرت به بصوت مكتوم:
- انت ما تستحي على ويهك؟؟.. تتفصخ جدامي يا قليل الحيا.
- أنا ما تفصخت، بس القميص يلي فصخته والبنطلون بعدني ما.....
شهقت من وقاحته ونهرته وما تزال يديها على وجهها:
- يا الشايب يلي ما تستحي على ويهك!!.. كبرت وخرفت، وكل شي صار عندك عادي .
تكتك بلسانه وعيناه تراقب احمرارها الذي ازداد إثر غضبها، وهمس بالقرب منها وأنفاسه تضرب جانب وجهها محركا خصلات شعرها الفاحمة.
- شكله عجبج العقاب؟؟.. علشان جذا تقولين الكلمة وأنا محذرنج منها، وأنا تراني جاهز وتحت أمرج، بس قولي وأنا حاضر.
أزاحت كفها وطالعته دون فهم، وما كادت تنطق بسؤالها عما يقول حتى حط بشفتيه على منبع شهدها بقبلة أطاحت به قبل أن تطيح بها هي.
قبلها مستلذا بطعم شفتيها المنكهة بطعم الفراولة الشهية، أمسكها محيطا إياها بذراعيه العضليين يدنيها من صدره العاري، وعند تلامسهما ارتج جسديهما بتيارات كهربائية خفية سرت بداخل شرايينهم لتثير دمائهم كحمم تفجرت من تحت الأرض .
غاصا وتعمقا وكل منهما يتمسك بالآخر كما طوق النجاة، كأن بالقرب منه تكمن نجاته وببعدها يعود لصحرائه والحال لم يكن بمختلف لديها.
ابتعد عنها بعد مدة من الوقت معطيا المجال لرئتيهما بالتنفس، وألوان الطيف تتراء لهما، وصدرهما يشتعل بآتون حارق.
أخفضت رأسها بخجل هاربة من عواطفها التي اجتاحتها للتو، وهمس هو بأوتار مشحونة من شدة جنون عواصفه:
- قلتلج لا تقوليها!!.. وبتتعاقبين في كل مرة تعيديها.
وفز من قربها بسرعة ودخل للحمام مغلقا الباب خلفه ليخلع باقي ملابسه ويدخل تحت رذاذ الماء البارد ليعيد لجسده الثائر رتابته وسكونه.
عاد من جديد لواقعه وازدرد ريقه وتلك الأحاسيس تعود لتطرق جسده مذكره إياه بما يحصل بالقرب منها، ليجترح أنفاسا عصية عليه وأشاح برأسه بعيدا يهرب مما يجيش به من أعاصير، لينطق به قلبه... و كأنه يستطيع نسيان ما يعتمله من جنون الأحاسيس وهي ما تنفك تزوره دائما.
جرت عيناه ينظر لكل شيء يحاول أن يبعد ما يقصف به من أمواج هائلة تقذفه ببحورها الهائجة، وأعاصيرها لا تستكين، ولكن لا مجال للهرب!!.. فهي قد استحوذت عليه تماما، فعلى الأقل هو يستطيع الفرار منها نهارا، لكن لياليه ......
أسدل رموشه وندت منه آه من أعماق قلبه تتحدث عن حجم همه البالغ بوجودها قريبة منه، بل قريبة بدرجة الفتك به طوال الليل إلى أن يحل بزوغ الشمس.
في البداية تكون الأمور على ما يرام كل منهما يضجع بمكانه مبتعدين عن بعضهم قدر الامكان، بالطبع بعد أن ينال مبتغاه بإغضابها ومناكدتها أثناء علاجها، فيكون جوابها أن تنأى بنفسها بأقصى السرير.
وبعد أن يزورها سلطان النوم ويسرقها لبحر الأحلام يبدأ عذابه هو فيغدوا كما النار الحارقة التي ستشعل كل من يصادفها، فيظل طوال الليل مستيقظا ويجافيه سلطانه، فهي أثناء نومها تتحرك وتغرس نفسها بين أحضانه، وآه كم يطوق لاحتوائها بالقرب من قلبه الذي يعصف به، فبرغم من عذابه بجانبه إلى أنها تكون أجمل لحظاته.
عاد وقد جن جنون نشوته، وأزاح مقلتيه عن طيفها البعيد وأحطه على فنجانه البارد فما كان منه سوى أن حمله وابتلعه دفعة واحدة ليشعر بمرارته وبرودته الغير مستساغة، لكنها كانت الطريقة الوحيدة لإبعاد نفسه عن هواجس رغبته بوجودها بين ذراعيه .
- يا الله يا كريم، أصبحنا وأصبح الملك لله .
التفت ليرى جدته ترتقي الدرجات القليلة فانتفض من مكانه وساعدها للصعود ثم الجلوس على المخدات وهي تلهج بالاستغفار والدعاء ثم سكب لها فنجان قهوة وقدمه لها لتتلقفه وتشربه دفعة واحدة ثم دفعته ناحيته وهي تهزه مكتفية بفنجان واحد فقط .
- شخبارها العنود؟؟.. إن شالله أحسن ألحين؟؟.
- هي بخير يا الغالية، والجرح بدى يلتئم، لكن بعده يباله وقت لين تطيح الخيوط، والجبس بعده وقته طويل .
هزت رأسها وحمدت الله ثم قالت :
- باقي أربعة أيام ونرجع البيت، والعزيمة لازم تصير مثل ما قلنا، بيكون عشا بس لأن أخوها توه متوفي.
رفع أنظاره للأعلى وأجابها بشرود:
- نعم يا الغالية، كل شي بصير مثل ما تبين .
ناظرته بعين خبيرة وشاهدت الحيرة تصول بعسليتيه وعلمت بأنه غارق بهمه وضائع ولا يعرف أي طريق يختاره، هو بكل بساطة... خائف!!.
- يا وليدي يا حمدان الدنيا مب هي نفسها، والأيام أبد مب هي نفسها، كل وحدة شكل وغير عن الثانية، وهذا اليوم حلو والثاني مب حلو، هي جذا الدنيا واحنا نسير وياها ونسايرها، ولا ترانا ما راح نعيش وبنموت قبل يومنا يا وليدي، الله سبحانه وتعالى ما ينسى عبده وشو ما صار فيه من بلاوي، تراه اختبار من ربك يجوفك تصبر وتحمده ولا ما هو انت بصابر، ويعطيك الفرص ويفتحلك أبوابه .
أمسكت عكازها وأخذت ترسم بها على الأرض وتحركها وهي تتحدث، وعيناه تراقب العصى وأذنيه تستمع بإنصات تام :
- جوف يا وليدي، ترى الخير من الله والشر منك، تعرف كيف؟؟
سألته ثم أكملت تجيب دون أن تنتظر اجابته:
- لأن كيف تتصرف هو يحدد شو يصير، و كيف تتعامل مع الناس هو يلي يحدد بعد، يعني انت تختار الزين والشين، وبإيدك كل شي.
هز رأسه موافقا أقوالها والفكرة تكبر وتكبر برأسه وتترسخ بداخله.
**************************
وفي أحد الغرفة من بيت المزرعة جلس أبو سالم شارد الذهن ينظر دون أن يرى، وزوجته تراقبه باستغراب إلى أن دلفت للغرفة متسائلة:
- عسى ما شر يا بو سالم؟؟.. خير وشفيك مهموم ولا جنك موجود؟؟.
التفت إليها وارتبك فقد فاجأه وجودها معه دون أن ينتبه ثم اعتدل بجلسته ومن ثم أولاها كل اهتمامه:
- قلتي شي يا أم سالم؟؟
ناظرته بدقة تستشفي ما به لتعود وتسأله:
- بك شي يا الغالي؟؟.. ترى أوضاعك هذي الأيام ما هي عاجبتني!!.. إذا في شي تراني موجودة ولك كل يلي أقدر عليه .
تأمل ملامحها الجزعة من أجله، ودقق النظر بها، تلك هي زوجته وأم أولاده، أخذها من بيت عائلتها منذ أن كانت بعمر الزهور، وخاضت معه تجارب الحياة، وقفت معه وساندته ولم تبخل عليه بشيء، لا بحنانها ولا بحبها ولا حتى بما تملك، هي شعاع هذا المنزل وبدونها ما كان سيكون قابل للعيش.
فهمس:
- بعدج تحبيني يا أم سالم؟؟... ما نقص منه شي طول هذا العمر؟؟.
ابتسمت بخجل واحمرت وجنتيها وأدارت وجهها بعيدا تداري به استحياءها لفترة ثم عادت تناظره وهمست بكل الحب الذي يعتمل به صدرها ونطقت بها مقلتيها:
- وراح أحبك لين ما أموت.
أخذت أنفاسا عميقه ثم أكملت:
- يا بو سالم انت هلي وناسي وكل شي بالدنيا كلها، ولو تبي أعطيك روحي.
- ياااااااااااااااااه يا أم سالم كل هذا ؟؟.
- وأكثر بعد يا نظر عيني .
وتعانقت عيناهما بحديث طويل مرت عليه السنون وحاكت بهما الأيام إلى أن أشاح هو برأسه بعيدا فاقتربت منه ولمست كفه بحنان وسألته:
- وش فيك يا بو سالم؟؟.. عسى ما شر؟؟
أعاد رأسه باتجاهها وابتسم لها وأجابها بعد أن طبع قبلة على جبهتها ثم أحاطها بذراعه ليغرسها بالقرب من صدره لتحيطه هي أيضا بكلتا يديها
- تعرفين إنج غالية علي حتى أغلى من الأولاد!!.. انت يا خديجة نور حياتي ومن غيرج أنا ولا شي .
ضحكت بخفوت وهمست:
- خلاص يا بو سالم تراني أستحي!!.
ودفنت وجهها بصدره الرحب الذي احتواها منذ أن تزوجا، ليقهقه هو الآخر لخجلها وهمس بالقرب من أذنها بحب عاركته السنون:
- تراني ما قلت شي، وعلشانج يا خديجة أقصدلج قصيدة.
ابتعدت عنه ودفعته من كتفه والخجل قد تلبسها تماما وقالت وهي تهم بالنهوض والهرب من غزله:
- أحسن لي أروح وأجوف أمك وشتبي .
ثم التفتت إليه وسألته:
- ما بتي معاي نيلس برع مع أمك؟؟
- ها.... هي بي بس أنتظر تليفون.....
ورن هاتفه بالحال وتطلع إليه ثم إلى زوجته التي بادرت قائلة:
- خلاص أنا بروح ولما تخلص إلحقني.
- إن شاالله
وما أن أغلقت الباب حتى أجاب:
- ألو.........
****************************

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 07:56 PM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الخير يا الغالية، هلا بوليدي حمدان .
اقتربت أم سالم مقبلة الجدة ونهض حمدان وطبع قبلة احترام وود لهذه السيدة التي ساعدت بتربيته واتخذته كأحد أولادها ولم تفرق بينهم قط ، ثم استأذنهم للمغادرة والتصميم وضح على وجهه، وابتسامة قد أنارت طريقها لشفتيه، وعزم شع بعسليتيه وسار بخطوات ثابتة وقوية نحو أمل لا بد وأن يتمسك به ليعود للحياة من جديد.
- وينه أبو سالم؟؟.. ما أجوفه وياج؟؟
- أبو سالم مشغول عنده تيلفون من الشغل ولما يخلص بي وبيقعد معانا .
هزت الجدة رأسها رافضة وقالت تعاتب:
- مب قلنا ما في شغل لما نكون في المزرعة!!.
سكبت أم سالم القهوة تقدمها للجدة ورفضتها لترتشفها هي ثم أجابتها وهي تعيد ملئ فنجانها من جديد:
- ما عليه يا الغالية، قال مكالمة ضرورية وبيخلص بسرعة .
- على خير إن شاالله.
**************************************
ما أجمل أن تعيش وسط عائلة تحبك وتهتم بك وترعاك دون أن ينتظروا منك أن تشكرهم أو تعطيهم ما يقابل اهتمامهم، لا... هنا فقط يكونون يد واحدة، وعلى قلب واحد، فإن أصاب أحدهم مكروه كأن الجميع قد أصيب، فما أجملها من عائلة تجدها بعز حاجتك، تراها بوقت شدتك تشد من أزرك وتخبرك بأن الأمور على ما يرام، ترى ابتسامة حانية، تشعر بربتة دافئة، تسمع كلمة منعشة، فتتمنى بل تتمنى بقوة أن تظل بوسطهم لتتنعم برخائهم، فهنا لا يقيمون الشخص بماله بل بمعدنه، فالمال لديهم هو آفة العصر، صحيح أنهم يملكون الكثير، لكن لا يتمسكون به لدرجة أنهم لا يستطيعون دونه العيش.
تجلس على كرسي ناعم ذا بطانة سميكة أحضره لها حمدان لكي تجلس معهم بعد أن شفيت قليلا واستطاعت التحرك دون ألم، وبالطبع بعد أن فك حصار سجنها وأمر سجانها بإعفائها من باقي محكوميتها بعد أن شفي جرح ظهرها قليلا ولم تعد تشعر به سوى بعد الحين والآخر، وذراعها ستظل بجبيرتها لفترة أطول وهذا ما كرهته فهي لا تطيق ما يعيق حركتها فهي تشعر به كما الأغلال التي تقيدها، لكن هناك أغلال تكون أحيانا مرغوبة .
ابتسمت بحالمية عند تذكره، وارتعش قلبها بنبضات متسارعة كلما حل طيفه أمامها أو همس أحدهم باسمه، فإنها ترتج بداخلها بعنف كما الزلزال العنيف.
أدارت عيناها تنظر لما حولها وصدرها ينتعش بغبطة السعادة من سماع نغمة الحياة تدور حولها....
الصغيرة حنان تجلس مع بنات أعمامها يلعبون بالدمى والألعاب التي كل فتاة تحب أن تلعبها بسنها، "لعبة البيوت" والسعادة تطفق من ملامحهم المبتهجة .
ناظرت الألعاب بشيء من الحسرة... صحون وردية صغيرة وأكواب وضعت عليها بأناقة، وملاعق وشوك، وكعكات صغيرة وضعت بطبق آخر، شردت عيناها للبعيد بحال أخرى لفتاة أرادت وتمنت أن تعيش تلك اللحظات التي تعيش فيها كل طفلة، لا تنكر عدم لعبها مثلهم، لكن باختلاف بسيط، فبدل أن تلعب بدمية صغيرة ذات شعر أشقر ووجنتين حمراوتين وفم صغير وفستان جميل.. هي لعبت بطفل حقيقي اهتمت به ورعته بكل ما يحتاجه من مأكل ومشرب.
ولعبت بالصحون والقدر والأواني والملاعق باختلاف أنها كانت حقيقية وليست مزيفة، فقد تعلمت الطبخ بسن صغيرة.
تنهدت بحرارة وذكرياتها تعيدها للماضي... شقيقها الحبيب.. كم تشتاق إليه وتحن لابتسامته الحنونة، فبرغم من مرضه وتعبه الدائم إلا أن ابتسامته لم تفارق شفتيه أبدا، كان يقوي عزيمتها، ويشد على كفها، ويخبرها دوما بأن الله يترك لنا الأفضل دائما بالآخر، هو فقط يمتحن صبرنا ومدى تمسكنا بأن بعد العسر يسرى، وأن الله لا ينسى عبده، علينا فقط بالتوكل عليه وبالصبر، وبقول الحمد الله دائما، مهما كانت المشكلة التي تواجهنا.
فعادت عيناها تتجول من حولها وهي تردد عبارة الحمد الله، وبداخلها تحادثه وتهمس له بأن الله قد استجاب إليهم أخيرا، وها هي تتنعم بالهناء والراحة.
أسدلت رموشها وهاجت الأمنيات بداخلها وكم كانت تتمنى لو أنه كان هنا ليشاركها هذه الفرحة، ولكان الجميع قد أحبوه كثيرا .
فتحت عيناها ومسحت دمعة فارة من مقلتيها وابتسمت بغبطة وشبع امتلأ به صدرها ولوحت لحنان عندما لوحت لها وأهدتها أحلى ابتسامة، ثم
التفتت للجهة الأخرى وتطلعت لعبدالله وهو يقود دراجته مع باقي أقرانه من أبناء أعمامه، كان يبتسم ويضحك والسعادة تطفوا على محياه لقد تغير قليلا وصار يختلط مع الباقين، لكن بحذر، كأنه خائف على نفسه من شيء ما، وهي ستكتشف ما هو؟؟.
أعادت عيناها للأعلى وتطلعت للسماء الزرقاء الصافية، ونسمات الهواء تداعب بشرة وجهها الصافية والخالية من أي أدوات تجميل، وهناك بالسماء وبين الغيوم طفت صورته يبتسم لها بمكر وعيونه الجريئة تتأملها دون أي خجل، تلونت وجنتيها على استحياء وهي تتذكر كل ما مر بينهما منذ أن عادت من المشفى وإلى هذه اللحظة.
هربت بعينيها عن خياله، ونفضته بقوة من رأسها، لكنه ما ينفك يعود ويتجسد أمامها بكل ركن وبكل زاوية، صار رفيق خيالها، وبطل أحلامها بعد أن كان كابوسها.
زفرت بحرارة، وارتجف جسدها بقشعريرة لذيذة تستشعر أصابعه على جلدها الأبيض وهو يداعبه برقة ونعومة.
قصف صدرها برعوده، واشتعلت أنفاسها والصور والمشاعر تتهافت عليها كما زخات المطر التي تسقي الأرض بعد طول جفاف......
فما كان من جفنيها سوى أن أطبقا لتغوص بسحر تلك اللحظات التي صارت كما الادمان بالنسبة لها، والعجيب بالأمر أنها كانت تنتظر ساعات قربه منها، ليسري أفيونه كما السحر عليها سارقا بها للبعيد...
يدخل فتشعر بوجوده، يقترب فيرتعش جسدها بخيانة الطوق إليه، يقترب منها لتحتضنها حرارة جسده قبل ذراعيه، وتشعر بعينيه تخترق ظهرها، وأنفاسه تفور كما الينابيع الحارة على بشرة ظهرها، فيسترخي جسدها وتضيع بين لمساته، هي ثوان فقط، لكنها تشعر بها كأنها الدهر وبعدها يجتاحها الخلاء والبرودة لبعده عنها، وكم تطوق للصراخ به وتطالبه بالبقاء هنا بجانبها للأبد.
عادت تفرج عن عقيقها المخضر وقد تشكلت عليه سحب وردية ونظرة حالمة بقلوب حمراء تتراقص أمامها فتشيح بوجهها للجهة الأخرى وصور له ولها تتزاحم من جديد برأسها.....
فترة النوم وما أحلاها من فترة، فقد صار صدره مغناطيسا يجذبها إليه بإرادة مسلوبة كأنه مكانها الطبيعي أن يتوسد رأسها صدره.
في البداية تتمنع قربه وترفضه وبعدها يتغير الحال فتنساق لرائحته المسكية التي تجذبها وتسحبها فتتحرك دون أن تشعر لتحط رحالها بين أضلاعه، فتغرس نفسها بداخله بحثة عن أمان واستقرار لم تجده سوى عند سجانها.
رمشت تجلي تلك النظرات الساهمة بملكوت محرابه، وأمنيات ورغبات تصفعها دون هوادة ودون سيطرة، واستيقاظها يكون مؤلما وقاسيا، فواقعها مختلف، وتساءلت دائما بوجل هل تتحقق الأمنيات؟؟... هل في زماننا هذا وبشقاء الحياة يستطيع المرء أن يحلم ويتمنى؟؟... هل سيسمح لها واقعها ويتركها تطلب وترتجي؟؟.
ليأتيها من بعيد الجواب بهيأته الضخمة، وبوسامته الطاغية، وبطوله، وبعضلاته البارزة، وبهيبته التي تطل من عينيه، كم تأسرها رؤيته بتلك الطلة، ذلك هو زوجها هو لها وحدها دونا عن الأخريات .
قصف صدرها بقنابل مدوية، ورعدت أنفاسها بفوران، وارتجف جسدها بإثارة جعلت بشرتها تحمر بإثرها، ظلت تراقبه من بعيد وهو يسير ناحيتها ثم ما لبث أن توقف يحادث ابنه وباقي الأولاد وبعدها انضم إليه أبناء عمومته ووقفوا يتحدثون إليه ويضحكون لشيء قاله أحد المتواجدين وهنا أدركت من أنه ليس لها بل ووجودها بين عائلته مؤقت كما قال لها، فقط لثلاث أشهر وبعدها تعود لبؤرة الحزن والألم، وهذه المرة لن يكون أحد برفقتها بل ستكون لوحدها تعانق الأسى.
غامت عيناها بانكسار، وتلاشت كل تلك الزوابع التي كانت تثار بداخلها وهمست لنفسها بعتاب:
- شكلج شطحتي وايد بحلمج يا عنود!!.. وين انت ووين هو؟؟.. من البداية ما كان يبيج غير علشان يرد صفعته.
لتجاوبها نفسها الأخرى التي تطوق للحب، وتناشدها بكل قوتها:
- لا.. هو تغير وما عاد مثل قبل، حتى جوفي معاملته معاج كيف صارت، وكيف يحضنج ويبوسج.
لتهدر بها نافية قولها:
- انت غبية ولا شو؟؟.. هو يتعامل معاي كذا لأن أهله موجودين معانا، وثاني شي هو مهتم لأنه مثل ما يقول هو السبب بيلي صار فيني.
- بس هو....
قاطعتها بقوة وبشراسة وبرفض لما تريد أن ترسخه بعقلها:
- لا تبسبسين ولا تحلمين وايد، لأن مثلنا المفروض ما يحلمون ولا يتخيلون إن واحد مثل هذا الريال يتزوج وحدة مثلي.
لتهمس الأخرى بخفوت، وبصوت يتلاشى:
- لكن هو....
قاطعتها بنفاذ صبر:
- روحي ما عاد لج مكان هنا، والمفروض إنج تعرفين مكانج وين لأن مثلنا لازم ما يطالعون لفوق.
واختفت وخلفت خلفها دمار شامل وروح قبعت بالظلام بعد أن كانت تهفوا وتتراقص من بهجتها، وخفت بريق عينيها بعد أن كان مشتعلا بالإثارة .
نفسها محقة!!.. فمثلها ما كان يجب أن ترتبط بواحد مثله ولم تشعر بدنوه منها، ولا بعيونه المحدقة بها بتدقيق تحاول أن تستشفي ما بها، فللتو كانت تلمع ببريق أخاذ سلب لبه، والآن حل مكانه ظلال أشباح .
وقف أمامها وأيضا لم تلاحظه كأنها بوادي آخر، جلس بجانبها وظل يراقبها ويتأمل شكلها.. كانت تملك بشرة صافية خالية من الشوائب، نقية طاهرة وبريئة، نعم كانت بريئة من كل كلمة قالها لها، كانت طاهرة من كل تهمه ألحقها بها، كانت.. وكانت، وهو مخطئ بشأنها.
حدجها بنظرات مختلفة وصورتها قد تغيرت بمقلتيه بالكامل.
لمسه من كفه حطت على كفها برقة جعلها تفزع وتنده منها صرخة خافتة ليسارع بتهدئتها:
- هشششش.. هدي، هذا أنا.
زفرت تستوعب وجوده بقربها وهمست:
- خوفتني الله يسامحك .
طالعها ثم قال بغموض:
- يلي شاغل بالج يتهنا به.
أخفضت رأسها تهرب وهمست بداخلها:
- آخ.. بس لو تعرف مين كان!!.
- عنود جوفيج؟؟.. أكلمج، يعورج شي؟؟.
رفعت رأسها وتأملت الخوف الظاهر بمقلتيه، كانت تتحدث بشي مختلف شاهدته بالآونة الأخيرة، لكن وواقعها يتحدث عن شيء آخر وقالت بخفوت:
- أنا بخير ما فيني شي .
سكتت قليلا ثم سألته :
- انت بغيت شي؟؟.
صمت ولم يجبها، وتطلع لما حوله المكان غير مناسب لما يريد قوله ثم عادت تحط عيناه عليها وقال:
- تعالي.. تمشي معاي.
ولم يمهلها الوقت للرفض أو الموافقة فقد نهض من كرسيه ورفع يده ناحيتها ليتلقف كفها ويجبرها على النهوض والسير معه يدها بين كفه الضخم، واضطرابات بدأت تتلاعب بها فما كان منها سوى أن سحبت يدها ليتركها بسهولة ويضع يديه بجيب بنطاله .
سارا لمسافة ولم يهمس أحدهم بحرف واحد واتخذوا الصمت حليفهما،
شعر بالغضب من نفسه لعدم قدرته على الحديث، هو الرجل العصامي والكل يهابه لا يستطيع التفوه بحرف واحد أمام هذه الصغيرة!!.
وهي ارتبكت من وجودها بجانبه يكاد يلتصق بها فابتعدت قليلا عنه وظلت تسير وعيناها تنظران للأسفل إلى أن توقف بغتة لتتوقف هي الأخرى وتطلعت إليه لترى بعينيه حديث لا تعرف محتواه، لكن بالتأكيد هو يخصها، وكان تخمينها صحيحا إذ بدى يقول:
- عنود.. أنا عارف إن بدايتنا كانت خطأ.
سكت وشخص أنظاره للأمام كأنه يبحث عن مصوغ لأفعاله الرعناء تلك، ولم يجد ما يعطيه الحق بما فعله بها .
سعل وتنحنح وتابع :
- عارف إني غلط معاج وايد، وما كان عندي حق بيلي سويته.
عاد يسكت وهي تتطلع إليه دون أن تفقه إلى ما يرمي إليه بذلك الكلام، وتساءلت... هل يعلم أخيرا بأنها بريئة؟؟.. وكل ما قاله لها بالسابق كان محل افتراء؟؟
أكمل يتحدث بكلمات واثقة وصلبة شعرت بها بأنها لا رجعة فيها:
- جوفي يا عنود، يلي راح راح وخلينا بيلي جاي، وأنا قررت إني أعدل وضعنا .
تنفس بعمق ثم زفر الهواء ومعه حروف جعل قلبها يتوقف ويسقط تحت قدميها:
- إحنا لازم ننهي المهزلة يلي احنا عايشين فيها، و......
قاطعه نداء باسمه فرفع رأسه ناحية من يناديه وأشار إليه بأن يتريث، لكن الآخر لم يمهله الوقت وأشار إليه بضرورة الحضور، فالتفت إليها وهمس بسرعة:
- لازم أروح ألحين، وانت فكري بيلي قلته وبنكمل كلامنا بالليل.
وتركها ولم يرى روحها وهي تهفوا خارجة من جسدها، ولا عيونها التي غادرتها نبضات الحياة.
لقد قتلها ولم يأبه لها، لقد تخلى عنها وركلها بعيدا عنه بعد أن تعلقت بعائلته وبه، لقد قال بأنها ستكون ثلاثة أشهر فلما غير رأيه؟؟.. هل تعب منها؟؟.. هل أخطأت معه بشي أو مع عائلته؟؟... لما؟؟... لما؟؟..
وظلت الأسئلة تتقاذف بها يمنه ويسرى وهي تسير وتتخبط بعالم لم تعتقد بأنها ستعود إليه بهذه السرعة، اعتقدت بأنه اختفى وانتهى من حياتها، لكنه عاد إليها يتلقفها بكل الحب والترحاب فاتحا ذراعيه بوسعهما ويخبرها بأنها ابتعدت طويلا عنه وأن حياتها كتبت على الوحدة، وحلمها بعائلة تحبها كان كبيرا عليها ولا تقدر على تحمله.
سارت تتخبط بدهاليز الحزن والألم، ومشت ناحية طريق تعرفه وقد اختبرته كثيرا، لكن هذه المرة سيكون صدرها محملا بأوجاع وجروح لن تندمل أبدا، وفراق قد حان وقته، فقد كتب عليها الشقاء وفراق الأحباب.

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 07:58 PM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الخامس عشر..........


جميلة أنت.... وتفردت بين باقي الزهور.
خلابة أنت.... وقد عانقت بسمتك السماء.
جذابة أنت.... بنور وجهك الوضاح .
فاتنة أنت.... وقد غدوت عروس بين الحاضرين.
فهنيئا لك بيومك هذا، وقد ازدنت بأحلى حلة
فاليوم يومك، والليلة فرحك، والسعادة غدت ملك يمينك.

هل استشعرتم يوما تلك السعادة التي تتراقص من حولك وتدعوك لتفعلي مثلها؟؟.. تلك المشاعر التي تدغدغ حواسك وتخبرك بنعمة الفرح، وأن الله سبحانه لا يتخلى عن عبادة، وأن الله مع الصابرين .
فها هو اليوم قد أتى لتجني ثمار صبرها، الليلة ستكون فارقة، وستكون نقلة بحياتها لحياة أخرى، سترمي الماضي خلفها وستخطو نحو مستقبل نثر عليه بالورد والزهور، وأبوابها قد شرعت من أجلها تفتح لها صفحة جديدة.
تكاد لا تصدق نفسها!!.. حتى الآن تتطلع لما حولها بانبهار وذهول، وما تزال تعتقد بأنها تعيش بعالم الخيال، أو بعالم أحلامها المستحيلة.
الورود منتشرة بكل مكان بشكل أنيق أعطى للمكان رونقا رائعا وخلابا، وشذى رائحتها تفوح من حولها مسكرة عقلها آخذا إياها بغيبوبة لذيذة استطعمت وجودها بداخلها كأنها تحلق بين الغيوم البيضاء وتتناقل بينها كما الفراشة .
عادت عيناها تتأمل المكان، الضيوف من حولها سعداء ومسرورين يشاطرون أهل المنزل فرحتهم بزواج قد طال انتظاره، وقدموا اليوم ليقدموا التهاني لهما هي وحمدان على زواجهما الميمون.
حطت عيناها على كل شيء، وما تراه ينطق بالفخامة والغلاء، وهذا كله من أجلها هي فقط، لم يحدث أن فعل أحدهم شيء من أجلها هي، لهذا تشعر بأنها تتوهم كل ما تراه عيناها، لكن صوت الأناشيد تطرب أذنيها، وضحكات المدعوات تخبرها بأنه حقيقة وليس بخيال، هي ستتزوج!!.
تحركت مقلتيها إلى أن توقفت على كفيها، تراهما وقد تزينت بالخواتم الغالية الثمن، ورسغها أحيط بالحلي، ثم تجولت أصابعها على ما ترتديه... كانت جلابية مغربية فخمة عشبية اللون من أرقى دور الأزياء، ذات قماش حريري ناعم.
سارت أصابعها ترسم الخيوط الذهبية التي طرزت من قبة الجلابية لتصل لنهاية الجلابية بنقوش غاية بالروعة ثم حط كفها على خصرها الذي توسده حزام من نفس القماش وطرز أيضا بخيوط ذهبية أظهر خصرها النحيل ثم رفعت يدها للأعلى تتلمس جيدها الذي ازدان بحلة من الذهب الأصفر الخالص أخفى بياض بشرتها، وشعرها الأسود الطويل تركته مسدلا على أحد كتفيها، وقذلتها سرحت على جانب وجهها وزين تاجها الأسود بطوق ذهبي على شكل فراشة، ووجهها خطته ألوان هادئة وناعمة ما عدى عينيها التي أبرزتها المزينة بالكحل الأسود.
كانت مبهرة للنظر، ومشعة كنجمة في السماء العالية، فكيف لا تبرق وهذه ليلتها، ليلة تحلم بها كل فتاة وهي حالها كحال غيرها، نعم... فهذا ما قاله لها، بأنها تستحق أفضل حفل زفاف ولا بالأحلام لتكون تلك هي بدايتهم من جديد.
لتسرقها ذكرياتها لما قبل اسبوع من الآن، وبالتحديد عندما كانوا بالمزرعة، تلك الليلة التي اعتقدت بأنها نهاية بقائها بدائرة العائلة، وأنها ستنبذ وتعود لطريق لم ترد العودة إليه أبدا.......
أن تزورك سكرات الموت وأنفاسك ما تزال تنبض بعالم الأحياء فهذا هو العذاب!!.. أن تشعر بنبضاتك تنسل من خافقك الواحدة تلو الأخرى تودعك بوداع أبدي فهذا هو الهلاك!!.
فتتساءل بحيرة وبصدر مقبوض.. هل كتب عليها الشقاء طول عمرها؟؟... ألا يحق لها أن تتنعم بدفء أسرة حقيقية وتضمها لحضنها لتشعر بأمان بينها؟؟... ألا يجب عليها أن تتكئ خلفها وهي تعلم بأن وراءها جدار وسند سيصلب عودها ولن يجعله ينكسر؟؟.
هزت رأسها تنفضه بقوة وبضعف ترفضه، هي لم تستسلم طوال حياتها بالرغم من النكبات التي توالت عليها فلما الاعتراض الآن على شيء كانت تعلم وتعرف من البداية بأنه لم ولن يكون لها؟؟.
توحشت فيروزات مقلتيها لتبدوا كما العاصفة الهوجاء في ليلة حالكة السواد تنذر بالوعيد لمن تعدى لسلامها الداخلي، وهي قد قررت وانتهى الأمر، فلا مجال للحزن لشيء ما كان سيكون لها أبدا.
أراحت رأسها على ركبتيها المضمومتين لصدرها وذراعيها تحيطان بها كحماية لها ضد من يريد اختراق أسوارها العالية، وشعرها يلتف حولها كغطاء واقي من صدمات العالم المنهكة لروحها الشريدة.
راقبها من بعيد وكما المرة السابقة كانت بعالم غير عالمه، تبدوا عيناها ساهمة ضائعة، لكن هذه المرة غاضبة وناقمة لشيء ما لا يعرفه، ولكنه سيكتشفه وسيسبر أغوارها.
دلف للغرفة ولم تشعر به، واقترب وقلبه يخفق لرؤيتها بهذا الشكل البائس كأنها فقدت شيء غالي عليها، ووقف يراقبها ورقت عيناه لحالها ولم يستطع سوى أن يتقدم ناحيتها ليمسح من على ملامحها تلك النظرة
فهمس باسمها:
- عنود...
كيف لمن ليس بعالمك أن يستجيب؟؟.. كيف لمن حطت الهموم برحالها على أكتاف شابها الانكسار أن تستمع؟؟... أتود أن تجيب؟؟.
اقترب مساقا ناحيتها وجلس بقربها وأصابعه اشتعلت بجمرات خصلاتها الفحمية الناعمة رافعا إياها بعيدا يبغي مرآها.
أزاح درعها الواقي يبغي أن يتشرب من جمالها الفتان، والتفتت دون إرادة كأنما شخص اعتاد تلك اللمسات، فتعانقت الأنظار، وتهامست الأرواح، فأي لغة لا تفهمونها يا بشر؟؟.. أي عقول جامدة تملكونها؟؟.. فها نحن ننطق، نتكلم، نهمس بوله وبشجن، فاستمعوا وانصتوا، دققوا ولاحظوا، فنحن من عالم الأحياء.
- وشفيج؟؟.. في شي يوجعج؟؟
وأغمضت عينيها بإعياء، وصرخت بداخلها بكل ما تملكه من قوة:
- انت من يعورني، انت من يوجعني، فارحم حالي يا ولد الناس، فما عاد في حيلة، وما عاد فيني قوة أتحمل وأصبر.
ابتعدت عن أصابعه وأشاحت بوجهها عنه وهمست بصوت أثقلته الهموم، ولكنه ما يزال ينبض بين ثناياه جذوة من القوة:
- أنا بخير والحمد الله، وما فيني إلا العافية.
ونأت بجسدها مبتعدة عن حرارة جسده فعليها الآن أن تعتاد البرودة التي ستغلف الباقي من أيامها.
حدجها بعيونه الصقرية، وراقب الغضب المشع من ملامحها، شيء ما قد حدث في فترة تركه لها!!...
فقد انشغل مع أبناء عمومته في مشكلة تخص المزرعة المقابلة لهم، فقد استنجد صاحبها بهم لحدوث اصابة بأحد عماله بمزرعته وأراد مساعدتهم لنقله للمشفى، وليس من شيمهم رفض طلب أحد المساعدة.
أخذ يفكر ويفكر إلى أن أصاب ملامح العبس، وتساءل... هل ما قاله لها في الصباح كان صعب الموافقة عليه؟؟... هل ترفض ما طلبه منها بسبب ما فعله بها؟؟.
أبعد الشك والتساؤلات عن رأسه فلربما كان مخطئ باعتقاده!!... فقال بعد مرور بعض الوقت:
- بروح أسبح وبرجع .
لم تجبه ولم ينتظر اجابتها واتجه للحمام بعد أن حمل ملابسه معه هذه المرة وأغلق الباب خلفه لتتنهد هي براحة لابتعاده عن روحها السحيقة المناجية لقربه والمطالبة به، ولكن كيف السبيل لكيان يطالب بشيء لا يخصه أبدا؟؟.
لم تطل راحتها طويلا فقد خرج بعد برهة وهو يرتدي تيشيرت وبنطلون برمودا واسع، وأخذ يجفف شعره بمنشفة صغيرة ليرميها على طاولة الزينة بعد أن أنتهى وأمسك بالمشط وأخذ يسرح شعره الغزير ثم ما لبث أن وضعه على الطاولة ليتلقف زجاجة العطر وبخ عدة بخات وعسليتاه لم تحد عن صورتها المنعكسة بالمرآة والتفت بعدها ليرى ارتباكها لتأملها له ومن ثم محاولة مداراته بتغطيته بترتيب الوسائد خلفها.
سار بخطوات ثابتة ناحيتها وعند اقترابه انكمشت هربا من المواجهة التي ستنهي استقرارها.
ازدادت ضربات قلبها، وانكتم صدرها غير قادرة على ادخال الأكسجين لرئتيها، فالقادم أكبر بكثير من تحملها إياه فما كان منها سوى أن تحركت تنوي الرحيل وهي تتحدث بتبرير واهي وبمحاولة فاشلة لتأخير المحتوم:
- صح... أنا نسيت أجيب ماي.
وما كادت تضع قدميها على الأرض حتى أحبط محاولتها بالفرار بإمساكها من خاصرتها بكلتا يديه وسحبها ناحيته لتغوص بداخل جسده ظهرها ملتصقا بصدره، وبدت الصورة كدب يعانق شاه صغيرة، وهمس بالقرب من أذنيها:
- على وين شاردة؟؟.
ارتجفت وضاعت وتاهت بعناقه هذا الذي شعرت به يشمل جميع جسدها، وأجابته بتأتأة خرجت رغما عنها:
- أنا.. أنا... ما... ما.. شردت، كنت.. بس بـ.. بجيب ماي... عطشانة.
شدد بعناقه لها يغرسها لداخل أضلاعه وأغمض عينيه يستنشق رائحتها العطرة والفواحة من البخور والعطور العربية الأصيلة، ومرغ أنفه بين خصلات شعرها الثائرة وهو يأخذ أنفاسا عميقة ليختزن رائحتها الشذية ثم حادثها بهمس خفيض وغياب عن الواقع:
- لما تبين تكذبين اكذبي بشي يسوى؛ لأن الماي موجود هناك على الطاولة.
لم تنبس بأي شفه ولم يحاول هو أن يستشفي سبب كذبها وظل محتضنا إياها لفترة يعتصرها يستلذ بقربها هذا، وبعدها استطاع بجهد جهيد أن يفصلها عنه فقط لمسافة بسيطة ثم أدارها لتكون بمواجهته وما أن صارت أمامه حتى أخفضت رأسها ليتساقط شعرها مخفيا ملامح وجهها وأيضا لم يثنيه هذا من فعل ما يريد، فقد رفع رأسها للأعلى بإبهامه ثم جمع شعرها مبعدا إياه عن وجهها ليكومه على كتف واحد وهي تلوذ بالصمت الخانق لروحها الطائقة للتمرغ بصدره الواسع القريب من رأسها، وأسدلت جفنيها راغبة بالتوهان برائحة جسده العبقة بعطرة النافذ لأنفها مدغدغا أنوثتها ومنافذ أحاسيسها.
كم ترغب وتتمنى أن تظل هكذا بالقرب منه لتتنفس وتعيش فقط على رائحته، ليأتيها همس من بعيد موقظا إياها من غيبوبة النشوة:
- شو فيج يا عنود؟؟.. جنيتي؟؟... شو هذي الخرابيط يلي تقولينها؟؟.. وين الاحتشام؟؟.. وين شرفج؟؟.. تبينه يحضنج ويبوسج؟؟.. وين الحيا؟؟.. خلاص... بعتيه علشانه؟؟.. يعني يلي يقوله عنج صحيح؟؟.. انت وحدة بايعة شرفها!!.
وهنا انتفضت مبتعدة عنه وانتبهت من أنه قد قام بتجديل شعرها ودون احساس سألته بتعجب:
- انت تعرف تعقص الشعر؟؟
ابتسم لها وأجابها دون أن يغفل لانتفاضتها قبل قليل فقد كانت ساكنة بخضوع لقربه منها وبعدها حدث شيء ما ليجعلها تفزع:
- طبعا أعرف، نسيتي إن عندي بنت؟؟
أمسكت جديلتها الطويلة وهي منبهرة من اتقانه لها وأجابته وعيناها تراقب ابداعه:
- لا ما نسسيت، بس ما اتوقعت إنك انت تمشط شعرها!!.. على بالي تارك هذا الشي للشغالة.
- لا أبدا، عيالي ما حد يهتم بأمورهم غيري أنا أو عمتي أو يدتي بس.
رفعت رأسها تتأمله باندهاش، هو عكس ما يبديه من أفعال، وما ينفك دائما ما يبهرها ويغير رأيها به ويتخذ شكلا آخر صار يخيفها.
أمسك كفيها ليحتويهما بكفيه الضخمين ونطق قائلا بهدوء:
- جوفي يا عنود، أنا ريال ما يعرف يلف ويدور، وأنا كبير بالعمر.
سكت وعاد يصحح:
- يعني مب كبير وايد، هو صحيح في فرق كبير بينا، لكن هذا ما يدل إني... شايب مثل ما تقولين.
ابتسمت وعضت على شفتيها وهي تتذكر ما أطلقته عليه من لقب وراقب هو مداراتها لخجلها فاستطرد مكملا وقد تلبس الجدية وأخذ أنفسا عميقا:
- يا عنود احنا لازم نصلح وضعنا لأن ما يصير نستمر على هذي الحال، لا طايلين سما ولا طايلين أرض.
سقطت ابتسامتها وتهدل كتفيها للحظات ثم ما هي إلا ثوان حتى نفخت بنفسها العزيمة ليستقيم ظهرها وسحبت كفيها من دفئ أصابعه وشبكتهم مع بعضها واعتدلت بجلستها وهمست بصوت مبحوح:
- كلامك صحيح، حنا لازم ننهي هذي المسرحية المهزلة.
***********************
عادت لواقعها وهي ترى الجميع سعيد وفرح لهذا الزواج، ابنته حنان تتراقص طربا بخطواتها المبتهجة بين الحضور، تقف وتسامر صديقاتها وتريهم فستانها الذي أحضره والدها أيضا من دور الأزياء مثلها، وتشير ناحيتها وكما أخبرتها من قبل من أنها ستخبر الجميع بأنه صار لها أم وأنها أصبحت مثلهم، كانت ملامحها تنطق بالسعادة فقد حصلت على أمنيتها أخيرا.
والجدة بالرغم من عدم قدرتها على الوقوف كثيرا على قدميها الوهنتين إلا أنها كانت تقف باستقبال المهنئين بزواج ابنها، فهذه كانت أمنيتها، أن تراه مستقرا بمنزله مع زوجته وأطفاله.
والعمة تتحرك كما النحلة دون كلل أو ملل، هنا وهناك، ترى ما ينقص من الحفل وتستقبل المعازيم، الكل سعيد وفرح لهذا اليوم الميمون.
سلمت على احدى المدعوات والتي كانت من عائلة حمدان التي قدمت من مكان بعيد فقط لحضور هذا الحدث المهم، ودعت لها بطول العمر وبالرفاه والبنين وأوصتها بالاعتناء بقريبها فهو يستحق كل السعادة، وأهدتها هدية قيمة "علبة من المجوهرات" وبعد رحيلها ظلت عيناها تراقب العلبة المخملية وصورته احتلت واجهة العلبة وكان متجهم الوجه كما هي عادته، فذكرها هذا بما كان عليه رده عندما أخبرته بإنهاء هذه المهزلة، وضحكت بخفوت وعضت على شفتيها وتلك الأحداث تعود من جديد لتتوالى أحداثها معيدة إياها لما قبل أيام.......
قطب حاجبيه وسألها:
- شو تقصدين إنا ننهي هذي المسرحية؟؟
ناظرته بقوة وبزقتها بعد أن رمته بعقيقها الأخضر:
- مثل ما قلت انت، ننهي هذي المهزلة، وكلن يروح من طريق وترد الأمور لطبيعتها.
حدقا ببعضهما البعض وكأن الزمن قد توقف تماما عن الحركة، وتجمد كل ما حولهما، حتى أنفاسهما قد فضلت الانسحاب من معركة العيون التي تدور رحاها بداخلهما.
ظلا على هذه الحال إلى أن قطعه هو بنهوضه موليا ظهره لها لتنده منها آه ألم استطاعت كتمها باللحظة الأخيرة قبل خروجها، وراقبته وهو يغادر تاركا إياها خلفه، وشعرت بروحها تلفظها هي أيضا مفضلة الرحيل وعدم بقائها معها لتعيش شقاء حياتها، فقد كانت النهاية!!.
هل شعرت يوما بالروح وهي تنسل من جسدك؟؟.. هل أحسست يوما بقلبك يلفظ أنفاسه الأخيرة؟؟.. هل شعرت يوما برغبتك بالصراخ بأعلى صوتك لكنه يخذلك ليخرج كخرخرة سكرات الموت؟؟.
نعم.. هي فعلت كل هذا وهي تراه يبتعد بخطوات واسعة، خطوة أخرى وسيخرج من حياتها للأبد، وخطوة واحدة وينتهي الأمان والاستقرار الذي أهدتها إياها الحياة، وبكلمة واحدة هي قادرة على منعه، وبحروف قليلة تستطيع إيقافه، لكن لسانها خذلها، وحروفها هربت، وجسدها كأنه أصابه الشلل، فما كان من عيناها سوى أن ودعته الوداع الأخير.
توقفت ساقيه ويده على أكرة الباب فقد قالت كلمتها وليس من شيمه أن يتوسل أحدهم البقاء معه.
أدارها وفتح الباب لتتعلق القلوب مناجية عقولهم المتبلدة بالتروي وهذا ما كان عندما أعاد جملتها بلحظة تأمل وتفكير وتذكر ما قالته للتو:
- "مثل ما قلت انت، ننهي هذي المهزلة".
وتساءل... هل قال هذه الجملة؟؟...
ظل جامدا بمكانه لثوان معدودة حتى ضربه الادراك من اللغو الذي حدث، ومن عقلها العقيم بفهم ما كان يريد التحدث إليها فيه.
التفت ناحيتها وسألها وعيونه تدقق بصفحة وجهها الشاحب كشحوب الأموات:
- متأكدة من قرارج هذا يا عنود؟؟.
ازدردت ريقها تحاول ترطيب حنجرتها التي تحولت وصارت صحراء قاحلة نضب منها ماؤها، وهمست لنفسها بوجع:
- يكفي الله يخليك!!.. يكفي وجع، لازم تذبحني وتجوفني أنزف لين أموت وبعدين ترتاح؟؟.
فأجابته بعد مرور وقت طويل بكلمات خرجت جافة مستعصية:
- انت اخترت وأنا... وأنا....
سكتت غير قادرة على قولها، فهمستها بشق الأنفس:
- وأنا... موافقة.
تحرك متقدما ناحيتها وقد فهم كل شيء وسألها بعيون متقدة:
- بالتحديد على شو انت موافقة؟؟.
وهنا لم تقدر على السكوت، فصرخت به من شدة ألمها، ونهضت من السرير لتقف بمواجهته:
- انت شو تبي بالضبط؟؟.. تراني موافقة على يلي تبيه، شو تبي أكثر من جذا ؟؟.
راقب هديرها العنيف لفراق لا تريده، سوى أن كبرياءها الأحمق هو ما يمنعها الإفصاح، ثم ابتسم بسعادة وتراقصت عيناه وهذا أصابها بالصميم. فتراجعت للخلف وهي تهز رأسها رافضة بهجته بانفصالهما، فاصطدمت ساقيها بالسرير وعاد جسدها يضجع بصريخ الرفض لما يريد، فماج عقلها بجملة أصابتها بمقتل :
- لهذي الدرجة هو يكرهها ويترياها تطلع من بيته؟؟.

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 08:00 PM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 
دعوه لزيارة موضوعي

قهقه في البداية بخفوت ثم ما لبث أن علا صوته يملأ الغرفة، واقترب منها وهو يردد:
- يا المجنونة... يا الخبلة.
جلس بالقرب منها على السرير ورفع ذراعيه ناحيتها باحتواء رفضتهما وصفعت كفيه فأعاد المحاولة فدفعتهما بعيدا وما يزال يحدثها والسعادة تملأ ثغره:
- صدق يوم قالوا إن الحريم عقلهم صغير.
- بعد عني.. بعد واتركني، مب هذا يلي تبيه؟؟.
وانخرطت بعدها ببكاء حار تبكي هجر يترصد روحها، وشقاء عاد يتوسد جسده، ودموع تجري على وسادتها، فعاد يحتويها بذراعيه وعينيه تحتضنها بحنان.
في البدء عاندت حضنه، لكن في النهاية استسلمت لذلك الاحتواء فهذا ما كانت تريده دائما أن تجد يد ممدودة تتلقفها لتعينها على مطبات الحياة.
احتضنها بالقرب من صدره وتوسد رأسها المثقل بالهموم بالقرب من قلبه النابض، وتشبثت كفيها الصغيرتين بقميصه تنشده الأمان الذي سحبه من تحت قدميها، وسكبت دمعاتها العصية غير آبه بمن يراها فما عاد من شيء يهمها، فالدنيا قد أغلقت أبوابها أمام وجهها، والسعادة قد فرت منها بعد أن جعلتها تتذوق منها القليل، كأنها تخبرها بدوام الحال من غير المحال.
هدهدها كما الصغار وتركها تفضي ما بداخلها على صدره إلى أن هدأت تماما، ثم أبعدها عنه قليلا وأخذ يمسح شلالاتها بإبهامه وهو يقول:
- شو أسوي فيج ألحين؟؟.. ديما متسرعة وما تفهمين الموضوع قبل لا ترمسين، وهذا هو سبب مشكلتنا من البداية.
سكت يتطلع إليها بنظرات مختلفة كانت تبدوا كطفلة صغيرة تائهة وضائعة ولا تعرف كيف السبيل للعودة لأرض الديار، وجه محمر ومبلول إثر لؤلؤها النفيس المنحدر، وأنف صار كما المهرج، وعيون تحول بياضها لاحمرار، وعشبيها صار صافيا متلألأ إثر المطر المغيم عليه، وغدت لوحة جميلة أمام عينيه وهمس:
- آخ يا عنود... كان لازم تفهمين الموضوع بالأول وما كان له داعي لهذي الدموع.
شهقت ببكائها وتطلعت إليه بعيون حمراء ممزوجة بالبراءة والنقاء وهمست بصوت مبحوح:
- شو هو يلي كان لازم أفهمه تراك انت قلت......
قاطعها وسألها :
- أنا شو قلت؟؟
أخفضت رأسها للأسفل مخفية حزنها وعادت تهمس والدموع عادت تحرق مقلتيها:
- انت.... انت... قلت... إنك... إنك....
- إني شو يا عنود؟؟
- إنك تبيني أطلع من بيتكم.
تنفس بعمق ثم زفره وقد ارتاح باله وأجابها بابتسامة أظهرت صف أسنانه المتراصة:
- بصراحة... أنتو الحريم أغبية ومتسرعين دوم، طيب افهمي أنا شو قلت بالأول وبعدين احكمي.
سكتت وتجمدت أنهارها ورفعت رأسها للأعلى بصعوبة بسبب الصداع الذي بدأ يفتك بها وناظرته غير مستوعبة ما يقوله، وجرت حدقيتيها على ملامح وجهه فرد عليها سائلا إياها:
- أنا قلت لج يا عنود اطلعي من البيت؟؟
فتحت فمها تجيبه بالإيجاب ثم عادت لغلقه وهي تحاول أن تستوعب سؤاله وأخذت تفكر بما قاله لها في هذا الصباح بالرغم من الألم الذي ينخر جمجمتها إلا أنها لم تستطع أن تستحضر جملته تلك التي جعلتها على ما هي عليه الآن من دمار.
طالعته من جديد ليهمس هو ويريح تعبها الظاهر من بؤبؤيها المناشد لطلب الراحة:
- انت يا عنود فهمتيني غلط!!.. أنا كل يلي قلته إن لازم نعدل وضعنا وبس.
مسحت دموعها بظاهر كفها وادراكها لحقيقة الأمور بدأت تنجلي أمامها. نعم.. هو لم يقل شيء سوى تلك الجملة وهي من ......
عضت شفتيها بخجل من تسرعها بحكمها الجائر عليه، فعاد يهمس بالقرب من وجهها:
- جفتي كيف ظلمتيني وظلمتي حالج؟؟
رفع رأسها ناحيته وقال بقوة وبأمر قبل أن يكون طلبا:
- أنا قلت نعدل وضعنا، يعني يا عنود نكون أنا وانت مثل أي زوجين طبيعيين.
شهيق وزفير ثم قالها وعيناه تأسر عينيها بسحر كريزميته:
- يعني يا عنود إنا نفعل زواجنا.
**************************
عادت لواقعها على اثر نداء عمتها وهي تسألها إن كانت تحتاج لشيء ما فهزت رأسها تخبرها بأنها لا تحتاج إلى أي شيء، فكل ما أرادته صار حقيقة تتجسد أمامها الآن، فبعد ذلك الحديث بينهما تسارعت الأمور، وفور عودتهم للمنزل في المدينة جرت الأمور للحفل على قدم وساق.
أراد أن يقيم لها حفل زفاف ضخم كما تستحق كل فتاة تتزوج لأول مرة، لكنها رفضت حفل الزفاف والفستان الأبيض والحناء والأغاني وغيرها من الأمور؛ فشقيقها لم يغادر دنياها سوى منذ فترة بسيطة فقط، واحترم الجميع رغباتها.
مدعوة أخرى تهنئها وتبارك لها زواجها وترقيها من العين الحسودة على هذا الجمال الخلاب الذي أسر الحاضرين، فقد كانت غاية بالروعة.
شكرتها بخجل وأدارت رأسها للناحية الأخرى وقلبها يكاد ينفجر من فرط ما يعتمله من مشاعر شتى، الفرح... الأمل... المستقبل... أسرة... دفئ... استقرار... وأمان... والأهم زوج يهتم بها.
سقطت عيناها عليهم لتنحبس أنفاسها للحظات وهي تتذكر لقاءها بهم بعد مغادرتهم للمزرعة وذهابها لمنزلهم لدعوتهم لحضور الحفل، لم تكن ترد الذهاب، لكن اصرار حمدان أجبرها فقد كانت نيته الاصلاح بينهم ورمي الماضي خلفهم، ولم يعلم بأن ما بينهم لا يمكن ردمه .
لم تكن تتوقع أن برؤيتها لهم ستعيد لها الذكريات الحزينة والغضب لما فعلوه بها، لكن وجود حمدان بقربها ساعدها على مجاراة الأمور والانتهاء من هذه الزيارة الثقيلة على صدرها، فرؤية نظرات ابتسام تلتهم حمدان أصابتها بالقرف والرغبة بالتقيؤ، وحديث زوجة والدها بمدحها أصابها بالاشمئزاز، ووالدها لم يكن أحسن منهم فهو لم ينفك يتحدث عن أعمال عائلة حمدان المنتشرة بالدولة كأنه قام بعمل ميداني لدراسة ممتلكات عائلة الكتبي.
أعادت نظراتها إليهم من جديد يجلسون بجانب بعضهم وعيونهم تتأمل المكان وبالطبع سرقت ابتسام الأنظار إليها بملابسها الجميلة بالرغم من خلاعتها، وملامحها التي أتقنت المبرجة رسمه، وزوجة أبيها يبدوا أنها سطت على أحد محلات الذهب؛ فالأصفر قد أغرق ذراعيها وجيدها، وصغيرتها الغالية ترتدي ملابس محتشمة دون أي تبرج سوى كحل أسود خط جفنيها، وتجلس باستحياء تعانق عينيها الأرض وأحيانا تسترق النظر بغفلة من الجميع.
تعلم بأن تهنئتهم لها لم تكن من القلب، فأقنعتهم بحبهم العميق لها خدعت الجميع ما عداها، فهي خير شاهد على الكره والحسد الذي يقطر من مقلتيهما، وأيضا لم تنسى كلمات ابتسام المبهمة التي أسرتها لها وحدها بقرب مغادرتهم من منزلهم:
- ما تخديش أوي على العز .
رفعت عنود حاجبيها وسألتها بفضول:
- شو تقصدين بكلامج؟؟
رفعت كتفيها بلا مبالاة وقالت:
- أصلك بنت فقر، ويلي زيك مينفعهوش العز ده...
سكتت قليلا ثم استطردت:
- أصله بيتوه ومبيعرفش طريئة كويس.
ناظرتها عنود من رأسها المكشوف دون أي استحياء بوجود رجل غريب أمامها، وهبطت عيناها لتتأمل قميصها الضيق والشفاف الذي أظهر ملابسها الداخلية السوداء، وتنورتها الضيقة الملتصقة بجذعها كجلد ثاني لها لا تعرف كيف تستطيع السير بها، وبالطبع كعبها العالي الذي أظهر قوامها الرشيق.
تأملتها جيدا... هذا ما شاهده حمدان للتو، وتساءلت.. ما هو شعوره وهو يرى هذا الجمال أمامه؟؟.. هل هو نادم ويتمنى لو كانت ابتسام بمكانها؟؟.. هل يقارن بينهما الآن؟؟.. وما أجمل هذه الشكوك فهي المفضلة لدى الشيطان، فما أحب إليه سوى غرس الشكوك والوساوس بالنفوس الغير واثقة بنفسها.
عادت لواقعها وتنفست بقوة تدخل هواء نظيفا وتخرج تلك الشحنات السالبة التي تضيق بنفسها، وأزاحت ما هاج به عقلها من أفكار ولم تهتم ولن تهتم اليوم سوى لنفسها فقط، فقد شاهد ابتسام من قبل ولم يعلق عليها أبدا بأي كلمة، ولو أعجبته لكان قد اختارها هي بدلا عنها، لهذا فقد انتهت أيام العذاب، فالمستقبل ينتظرها بغده المشرق، ولن تنظر للخلف أبدا.
بعد مرور الوقت وغدت الساعة الثامنة مساء حتى وقفت خديجة أم سالم بغرفة الجلوس المملوءة بالنساء وهتفت:
- يا جماعة اتفضلوا البوفيه... حياكم اقربوا.
نهضت النسوة وساروا بالجهة الأخرى حيث يقع طعام العشاء ومن بينهم زوجة والدها وابنتيها فتنهدت عنود براحة لخلاء المكان وتنفست الصعداء، فأن تكون محط أنظار جميع العيون فلهوا شيء مربك ومخجل بآن واحد، وهي أبدا لم تكن من محبي الظهور.
اقتربت منها الجدة تتكئ على عصاها وجلست بجانبها وهي تردد:
- الحمد الله ... الحمد الله
والتفتت لزوجة ابنها وحطت بكفها بتجاعيده التي عاصرت الزمن وحادثتها بكل الحب:
- شخبارج يا بنيتي؟؟... عساج مستانسة؟؟.
رفعت عنود كفها الآخر المزين بالمجوهرات الثمينة ووضعتها على كف الجدة قائلة بابتسامة آسرة:
- أنا بخير يا يومه، وما شاء الله كفيتوا ووفيتوا.
وأشاحت بعينيها هاربة تتطلع لكل شيء خوفا من أن ترى الجدة ما بداخلهما، لكنها متأخرة فقد التقطت تلك النظرة وهمست لها بحنان وأمومة:
- الله يرحمه يا بنتي، الله يرحمه، وأكيد لو كان عايش كان تمنى لج إنج تفرحين وتستانسين.
رفعت لها عينان موشحتان بدموع الحزن وهمست لها بصوت مشحون بمشاعر الفقد والاشتياق لأحب الناس لقلبها:
- اشتقت لأخوي يا يومه، كان يحلم بهذا اليوم وقال إنه هو يلي بيزف المعرس، وقال بعد إنه بيرزف و....
وسكتت غير قادرة على إتمام جملتها وغصة حارقة توقفت بحنجرتها معتصرة إياها بألم .
سحبت الجدة كفها وأحاطت به بكتفها وسقط رأس عنود على كتف الجدة باحثة عن عزاء وقوة تستمدها لتتحمل وتصبر على هذا الفقد الشاق عليها.
- يا بنتي يا عنود هذا أمر الله وأللهم لا اعتراض، ادعي له يا بنتي، وهذي هي الدنيا كلنا مروحين عنها وما بيبقى غير رب العالمين .
قاطعهما دخول العمة التي كانت توشك على قول شيء ما وما أن شاهدت هذا المشهد حتى سارعت بخوف ناحيتهما :
- عسى ما شر يا بنتي يا عنود انت بخير؟؟.. يعورج شي؟؟؟
سكتت قليلا تتطلع إليهما ثم تابعت:
- هذي عين ما صلت على النبي، الكل ما غير على السانه حلوة ومن وين لقاها ووين جافها.
عضت عنود على لسانها وهي تتذكر بالفعل أين كان لقاءهما بالتحديد، فقد تقابلا في السوبر ماركت، من سيصدق هذا لو أخبرتهم!!.
انحنت العمة وأخذت تمسح على شعرها وهي ترقيها وتقرأ بعض الآيات القرآنية وأغمضت عنود عينيها منتعشة بهذا الاهتمام الذي لم تره أبدا منذ قدوم الوافدين إلى منزلهما، وبعد نهايتها من القراءة هتفت بسرعة:
- الله يغربل ابليسي، نسيت ليش أنا جاية.
- وجفيج يا بنيتي الأكل ما كفى؟؟... أنا قلت لراعي المطعم إنه يزيد الأكل، ما عليه أنا أراويه!!.. قلتله حسابه كبير إن عرفت إنه ما طبخ أكل يكفي المعازيم، يبي يفضحني ......
وأخذت تهمهم بكلمات الوعيد لصاحب المطعم وقهقهت العمة وعنود على تهديد الجدة فقالت أم سالم بوسط ضحكها:
- الله يهديج يا الغالية، وشتبيه راعي المطعم المسكين؟؟
- كيف ما بيه بشي؟؟.. يعني يفضحني بين الناس؟؟
- هدي يا الغالية هدي، أنا ياية مب علشان الأكل.
- عيل عشان شو ياية؟؟.. وخليتيني أسب بالريال وآخذ ذنوب!!.. حسبي الله ونعم الوكيل فيج من حرمة!!.
قهقهت الاثنتان بملء فاههم على الجدة التي قلبت الموجة وهدرت بزوجة ولدها عند تأخرها بالإفصاح عما تريد.
- قولي وخلصينا وش بغيتي؟؟.
تماسكت العمة قليلا وقالت بعد أن هدأت:
- كنت بقول حمدان بيدخل بعد العشا علشان يلبس العروس.
تجمدت بمكانها ما أن أتمت العمة جملتها، فقد حان الوقت، وقت لم شملهما بزواج حقيقي، هو سيغدو زوجها منذ الآن ولن يفرقهما سوى الموت.
أخفضت رأسها تداري ارتباكها وخوفها من هذه اللحظة، فهي لم تره منذ ما يقارب الخمسة أيام بعد ما أنزلت الجدة فرمان بحقهما لينام كل منهما بمكان آخر إلى أن يحين يوم حفلهما، وبما أنه انشغل بعدة أمور وهي انشغلت أيضا بالتسوق والتجهيز للحفل فلم تقدر على رؤيته أبدا والآن سيلتقيان تحت سقف غرفة واحدة وهذه المرة دون شجار دون حديث جارح أو غيره فقط زوجيين اثنين يخطيان معا نحو طريق السعادة.
لم تنتبه المرأتان لما اعتملها من مشاعر الرعب والتلهف بآن واحد، فقد نهضتا تاركين خلفهم غزال يكاد يسقط من هلعه مما هو مقدم عليه هذه الليلة.
وفي الجهة الأخرى.....
كانت الأصوات تتزاحم وتختلط مع بعضها البعض والضحك يملئ المكان، فالأوضاع تختلف بين الجنسين... فهنا لا مكان للنميمة، فقط الضحك والتسامر، والسؤال عن الأحوال، بعكس النساء اللاتي يذهبن لهذه التجمعات فقط للتقصي عن الأخبار ليكون الحدث الدائر بينهم على مدار الأسبوع إلى أن يحل خبر آخر.
وهناك من بين الحضور يجلس بوقاره وبهيبته، يحادث هذا ويسلم على هذا وأحيانا يتحدث عن الأعمال، ومن يراه ومن لا يعرفه كأن هذا اليوم ليس بيوم عرسه بل هو يوم عادي كأي يوم، لكن من يعرفه ويعرف أدق تفاصيله سيرى بداخل عينيه اللهفة وعدم الصبر، ودقات قلبه تطرق بقوة ويكاد قلبه يخرج من قفصه من شدة إثارته لما سيحدث هذه الليلة، لكن من هذا الذي يستطيع قراءة ما يدور بداخل فكر هذا المارد العملاق؟؟.. فدائما ما كان غامضا ومليء بالأسرار .
اقترب ابنه بهدوء منه كما العادة وبملامحه المبهمة والمختلف عن باقي أقرانه، فألا يقال " هذا الشبل من ذك الأسد"
انحنى ناحية أذن والده وحادثه بشيء ما ثم ابتعد عنه عائدا لمكانه بين أبناء عمومته .
لحظات هي حتى تقدم سالم ينادي للجميع ليتناولو طعام العشاء، وبعد مرور نصف ساعة حان الوقت، فقد أزف اللقاء .
وتحرك بخطوات ثابتة ناحية تلك الصغيرة التي غيرت أحواله وقلبت حياته رأسا على عقب .

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 08:02 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء النور والسرور الغوالي متابعين الرائعه ام حمده

الزر الايمن حق اللصق للي تواجه فيه مشكله تكتب اي شئ في مربع الرد و تظلله بتطلع لها خانة اللصق سيده
و ان شاء الله تنحل المشكله باسرع وقت

الغاليه ام حمده في موعدها حاولت تنزل البارت و لما ما ضبط معها نزلته بدالها

قراءه ممتعه

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
)...., اللقا, اماراتية, تاهت, بقلمي, جلدة, عناويني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية