كاتب الموضوع :
ام حمدة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة
وتنسيها لين يمر هذيلا الاسبوعين وبعدين نحاول مثل ما تقول إنا نصلح بينهم.
رفعت الجدة ناظريها وقالت:
- أنا مع حرمتك، البنت أعصابها تعبانة وايد، والمفروض إن أبوها يراعيها لكن شكله مب مهتم بيلي يصير فيها، علشان جذا راي من راي حرمتك خلي البنت ترتاح وتنسى شوي وبعدين نجوف كيف نصلح بينهم.
- على راحتكم
رن هاتفه ليلتقطه ويجيب عليه ثم نهض مستأذنا بالخروج فلديه مكالمة عمل مهمة.
شيعته المرأتان إلى أن اختفى ثم اقتربت زوجة ولدها وجلست بجانب عمتها وقالت بهمس خفيض:
- بصراحة أنا مو عجبتني هذي العيلة!!.
شخصت الجدة بناظرها للحديقة التي أمامها ثم التفتت لتراها تمشي وتسير بدروب لا تعرف بأي طريق تسلكه، فهي تسير وكائن ما كان يحمله هذا الطريق ستخوضه مجبرة، عيونها ساهية بكون الله وقدرته فهمست :
- ما حد يختار أهله يا بنتي، علينا لزوم الطاعة وبرهم، وغير جذا ما نقدر نسويه.
- بس يا يومه شي واضح إن زوجة أبوها المصرية متحكمة بكل شي، وشكلها مسيطرة على ريلها وايد.
هزت الجدة رأسها موافقة لكن ليس بيدهم حيلة.
- الله يعينها ويعوضها إن شاء الله!!.. كل شي له حكمة، الله أبد ما خلق أي شي عبث، الخيرة فيما اختاره الله.
- ونعم بالله يا الغالية، ونعم بالله.
نهضت زوجة ولدها من جلستها وقالت:
- اسمحيلي يا الغالية بروح أجوفهم شو بيسون غدى.
- الله معج يا بنتي
وعادت عينا الجدة تتابع تلك الفتاة التي تملكها شقاء الحياة ولم تعرف ولم يدر بخلدها بأن ولدها أيضا كان لها بالمرصاد.
************************
دائما ما نرمي أخطاءنا على غيرنا ونتهم الحياة بما ترميه لنا من مصائب وحزن وألم، ونجلس نتطلع لأرواحنا وهي تغوص لأعماق التخاذل ونصبح فيما بعد اتكاليين، ولكن لما نتهم الحياة بما يحدث معنا؟؟... لما نرمي فشلنا عليها؟؟.. هي لم تفعل لنا شيء!!.. هي فقط ساكنة وثابتة وتجاري الزمن والتطورات التي تحل علينا، وتراقبنا باستهزاء بما نفعله بأنفسنا بغطسها بالأوحال، وتضحك أكثر عندما نزيد بالغرق فيها باختياراتنا الخطئة.
إذا.... من علينا أن نتهم؟؟؟.. الأقدار أم أنفسنا التي تختار؟؟... هل من الصعب معرفة من هو المخطئ؟؟... لا أبدا!!... فقط من السهل رمي أخطائنا لأحد سوانا، فهكذا نتقبل الأمر بسهولة، لأننا لو وافقنا بأننا نحن السبب بما يحصل معنا فمن الصعب أن نتابع حياتنا، فسنركن للضعف والانهزام، ونقبع بدهاليز الظلام الذي اخترناه بإرادة منا دون أن نحاول حتى القتال للخروج مما نحن فيه.
تسير وتناظر وبداخلها تتساءل ما الذي يحدث لها معه؟؟.. ما تلك الأشياء التي تخترق دواخلها وتصيبها بالشلل التام دون الرغبة بمقاومته؟؟... بل هي تتقبل هذا وبرحابة صدر، هل ما يصيبها هو مرض ما؟؟.
لا... هي لا تعرف ما الذي عليها فعله!!.. كل ما تريده هو الابتعاد عنه قدر استطاعتها، فهو خطر يهدد..... وقفت تتساءل يهدد ماذا بالتحديد؟؟؟.
عادت للسير ومحاولة الانخراط بما حولها من جمال للطبيعة، وللسكون والهدوء الذي ناشدته دوما، أغمضت عينيها تتشرب نسمات الهواء العليل، وتشذى أذنيها بأحلى الألحان العذبة، وتنعش صدرها بأريج الزهور الفواحة، إنها جنة الله بالأرض فسبحان الله صنيع ابداعه!!.
ظلت تردد كلمات الشكر والحمد كلما مرت على شيء ما أعجبها إلى أن وصل لمسامعها أصواتهم المحببة، وقفت تستمع إليهم لثوان وتذكرته فهو أبدا لم يغب عن بالها، فكيف لمن أهدته روحها أن يرحل بتلك السهولة؟؟.
تهدلت كتفيها بحزن، وأصبحت الرؤيا ضبابية بسبب دموعها التي تهدد بالسقوط، أحرقت مقلتيها ولكن لم تتركها تنسكب فلقد وعدت ووعد الحر دين!!.
رمشت عدة مرات كي تزيلها، ورفعت رأسها للأعلى، ثم تنفست شهيق وزفير عدة مرات وعادت الأصوات من جديد لمجال أذنيها فرحبت بهذا التشويش، وساقتها قدماها إليهم، إلى من تضيع بعالمهم، عالم البراءة والطفولة، فلا مكان للخداع والكره والحقد والحسد بينهم فقط الحب والاحترام وهذا ما تطوق إليه وبشدة.
- السلام عليكم
- وعليكم السلام، هلا ببنيتي عنود شخبارج يومه؟؟.. عساج مرتاحة والمكان عجبج؟؟.
أضجعت عنود بالقرب من الجدة بعد أن قبلتها، وقالت تجيبها بابتسامة:
- الحمد الله يا يومه أنا بخير ومرتاحة، والمكان ما شاء الله تبارك الرحمن ربي يزيدكم ويعطيكم من خيره!!.
- الحمد الله، الحمد الله كله من فضل رب العالمين.
نهضت حنان من مكانها وجلست بالقرب من عنود لتلفها الأخرى بذراعها وتسكنها أضلاعها وكم كانت فرحة الصغيرة بهذا الحضن الذي طالما تمنته وحلمت به كثيرا، ودائما ما دعت الله بسرها أن يعطيها أم تحبها وترعاها كما باقي صديقاتها، وكم تطوق للعودة للمدرسة لإخبارهم بأنها حصلت على أم جديدة.
وعبدالله جلس فقط يناظر شقيقته وهي تتمرغ بحضنها، تعلم بأنه يرغب وبشدة بأن يفعل مثلها لكن حياءه يمنعه، كما أنه لم يعتد تلك الأفعال.
ابتسمت له عنود بحنان ليهديها بسمة خجولة ثم أشاح بوجهه بعيدا عنها متشاغلا برؤية المناظر من حوله.
وعادت تناظر الجدة واستمعت إليها وهي تحدثها عن عمر هذه المزرعة، وكيف قام زوجها المرحوم بإنشائها من العدم، وانخرطتا بأحاديث أخرى وأثناء ذلك كانت أصابعها تتلاعب بخصلات شعر حنان التي توسد رأسها ساقها، صورة ستتخلد بذكراه، صورة لأم وابنتها، وكم تمنى أن تكون حقيقية وليست بخيال، فتلك الصورة ستختفي كما السراب في يوم من الأيام "فدوام الحال من المحال".
كم يرثي حال صغيريه!!.. لا يعلم ما سيفعله بهما بيوم رحيلها، لا بد بأنهما سيتألمان كثيرا وهذه المرة سيكون طريق شفائهما طويلا جدا بعكس السابق، فعندما غادرتهما والدتهما كانا بسن لا يفقهون ما يحدث حولهم.
تنهد بضيق وأخذ أنفاسا عميقة يزيل تلك الأفكار السيئة فهذا ليس بوقتها، وعندما يحل ذلك اليوم سيكون لكل حادث حديث.
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
قشعريرة سرت على كامل جسدها، وخجل تلبس وجنتيها وهي تتذكر ما حدث قبل قليل، أخفضت رأسها هربا من النظر إليه ورؤية الشماتة بداخلهما، وخجل من انسياقها وراء مشاعرها.
غرور زاد على غروره أضعافا مضاعفة، وصدر انتفخ بنشوة قدرته على ترويض تلك القطة الشرسة وجعلها طوع بنانه حتى ولو لفترة بسيطة، إلى أن تحل الجولة الأخرى فيحاول مرة أخرى اخضاعها، وكم يطوق لتلك الجولات التي تعيد لروحه الانتعاش، وكما أسر له ابن عمه سالم بشيء جعله يفكر كثيرا به وتذكر ما قال:
- الحياة فرص يا حمدان واحنا لازم نستغلها بأي طريقة.
- شو تقصد يا سالم؟؟.
- انت ليش ما تفعل زواجك من عنود؟؟... وتكون زوجتك وأم أولادك؟؟.
- انت جنيت يا سالم!!.. تباني أتركها معاي وفي بيتي وانت تدري مين هي.
- لا تظلم حد يا خوي، ولا تتهمها بدون دليل، فالظلم من ظلمات يوم القيامة.
- بس يا سالم....
- فكر يا خوي، فكر زين، البنت أجوفها زينة، ويلي انقال عنها يمكن كذب!!.
أعاد حدقيتيه إليها وهو يفلت شاربه بتفكير عميق ثم قال وهو يوجه حديثه إلى من تحاول الاختفاء من أمامه، ويخمن بأنها تتمنى لو الأرض تنشق وتبلعها ولا تضع نفسها بمواجهته بعد ما حدث بينهما .
- عنود... الذبيحة جاهزة ومغسولة، والباقي عليج ألحين.
رفعت رأسها بصدمه وقالت بشيء من الذهول:
- ها...
- أقولج الذبيحة يلي طلبتيها جاهزة، وتترياج عند التنور علشان تطبخيها، عنود شو فيج؟؟... ليكون نسيتي؟؟.
ظلت تطالعه بعيون جاحظة غير عالمة ما يقوله، وفمها قد تدلى من دهشتها.
كاد أن ينفجر من الضحك لرؤيتها بهذا الشكل، وبشكل عجيب استطاع أن يمسكها قبل أن تفلت من عقالها.
- حمدان يا وليدي ليش تبي تعذب الحرمة؟؟... خلها مرتاحة، هي بعدها تعبانه، وإن كان على الغدا خلى الخدم يطبخونه.
أعاد اشارته للجدة كي يفهما على ما يرمي إليه لتومئ له الجدة بموافقتها وتابع هو:
- بس يا يومه هي يلي طلبت إنها تطبخ، صح يا عنود؟؟
طالعها برفعة حاجب لتستنبط خدعته الدنيئة!!.. لقد بدأ لعبة حربه، وكان لعبه غير قانوني البتة.
فأجابته بعد أن عاد إليها ذهنها ليعمل بسرعة ويخطط وقد حان وقت التنفيذ.
- صح أنا طلبت أطبخ يا الغالية، بس شكلي نسيت وعقلي طار بهذي الخضرة.
- يا عنود يا بنتي، ما له داعي تتعبين نفسج!!.
- أفا يا الغالية ما تبين تجربين طباخي؟؟.. الكل يمدحني ويقول ولا الشيف أسامة، حتى اسألي الشا....
سعلت وتنحنحت وأكملت:
- أبو عبدالله عن طباخي!!.
وكانت الصدمة هذه المرة من نصيبه، وهو يتذكر الآن شكل طبيخها كان لا شكل ولا لون ولا رائحة له، وسكب كل اللعنات التي يعرفها على نفسه من أنه قد نسي من أنها لا تفلح بشي، وأصابته غصة من أن الذبيحة ستغدوا بخبر كان، ولن يستطيعوا اليوم تناول الغداء.
عضت على شفتيها إلى أن آلمتها، وأشاحت بوجهها بعيدا بعد رؤيته بتلك الحالة من الذهول والتذكر بما أعدته له بذلك اليوم، لكن بالنهاية لم تقدر سوى أن أطلقت صوتها الرنان ليصدح صداه كما العندليب بأرجاء الحديقة، ضحكت كما لم تضحك من قبل، كانت ضحكتها نابعة من أعماق قلبها لتخرج منعشة حية وتترسخ بذلك الذي ينبض بقوة ما أن سمعها
- الله يزيدج ويفرحج دوم يا بنيتي!!.. هي يا بنتي اضحكي وافرحي الدنيا بعدها بخير.
حاولت أن تكتمها وتهدئ من وتيرتها فلم تستطع، عضت شفتيها لكنها تعود للانفراج وبالآخر وضعت كفها ما أن شاهدت عيونه الحانقة لكن جسدها أخذ ينتفض بدل صوتها فحمل وسادة صغيرة ورفعها للأعلى بنية رميها عليها لتخرس، فصرخت به:
- لا خلاص، بسكت خلاص، جوف حتى .
وعادت تضع كفيها على فمها ولكن محاولاتها باءت بالفشل، فما كان منها سوى أن فزت من جلستها وقالت وهي تتحرك وضحكتها تخفق بصدره بشدة.
- أحسن أروح أطبخ اللحم قبل لا أكون أن الذبيحة.
نهض خلفها يحاول منعها من افساد الغداء
- عنود لا تطبخين بخلي الشغالة هي يلي تطبخ.... عنود
فنادته الجدة تمنعه قائلة:
- خلها تروح يا وليدي، تتونس شوي، ولا معجبك طباخها؟؟.
- ها....
فرك شعره ولحيته وهمس:
- بلى... بلى هي طباخها فريد من نوعها، بعمري ما شفت مثله.
- عيل خلنا حنا بعد نذوق طباخها الغاوي.
فهمس بداخله بندم... أراد ايقاعها بمشكلة، ليقع هو بدل عنها، صدق من قال "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"
دخلت المطبخ ووجدت اللحم كما قال بانتظارها، وشمرت عن ذراعيها وبدأت بإلقاء أوامرها على العاملات وبدأت بتتبيل اللحم، كان اللحم بكامله لم يقطع فقط نظف وأخرجت أحشاؤه فقامت بإعداد الحشو لتقوم بحشو اللحم ثم قامت بخياطته، وبعدها تبلته ولفته بالقصدير ثم خرجت لتوقد الحطب وساعدها بذلك أحد أبناء عمه ويدعى علي كان أكبر منها بسنة واحدة، فأخذا يتحادثان سوية عن أمور شتى شاهدت فيه شقيقها لهذا رفعت الكلفة بينهم وأخذت تقهقهة لنكاته ولمواقفه المضحكة، وحادثت نفسها لو كان شقيقها طفل طبيعي لكان مثله بالضبط ولم تنتبه لتلك العيون التي تكاد تشويها وتحرقها بنظراته النارية، فتلك الضحكات تخصه وحده، وحركت شفتيها لا حق لأي رجل بمشاهدتها سواه، وبحة صوتها وجدت له، لم يهتم لجنوح أفكاره بل حركته شياطينه ناحيتهما وقطع وصلة ضحكهم عندما أمر علي بالرحيل وسيحل هو بدل عنه بمساعدتها، تذمر الشاب من طرد ابن عمه له لكن التحذير بعينيه من
|