لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-16, 06:08 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

أولا خلوني أعتذر منكم على عدم ردي لتعليقاتكم يلي أسعدتني
ما شاء الله تبارك الرحمن أجوف وجوه جديدة ههههه أقصد أسماء جديدة
اللهم زدهم هههههههه
اسمحولي يا أخواتي لعدم الرد هذا الاسبوع مشغولة مع العيال بامتحانات المنتصف
فالسموحة منكم ولا تاخذون بخاطركم مني
ويلي سأل عن الرواية علشان لا تقطع حابة أطمنج الرواية كاملة
وفصولها 34 فصل
وشكراااااا للمتابعة

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-16, 06:12 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الفصل التاسع....

أتظن أن الحياة غير عادلة معك؟؟.. أتتهمها بالغدر والخيانة؟؟.. وأنها تطعن بالظهر لتخلف خنجرها دون أن تسحبه؟؟... بل تتركه بمكانه ليدميها بجرح عميق نافذ غير قادر أي طبيب أو دواء علاجه.
هل شعرت يوما بإحساس الفراغ يجتاح صدرك وعقلك فيجعلك كمن فقدت رشدك أو بالأصح تكون كمن فقد ذاكرته وأصبح مركز دماغه صفحة بيضاء؟؟.. وهذا ما تتمناه، أن تنسى كل شيء وأن لا تتذكر حياتك كيف كانت!!.
شعور مرير يعتصرها، خواء يفيض بداخلها محملا برياح عاتية تلطم أحاسيسها بعنف قاذفة بها من منحدر حاد وسحيق، كأنما أحدهم رماك من هذا العلو عن قصد، ويا ليته يقتلك أو تنهي حياتك، بل العكس تماما هو يتركك حيا تتنفس هواء محملا بشذرات الألم، يجعلك تقتات من بؤس الحياة، ويجعلك تعاني وتعاني إلى أن تطلب أنت من ملك الموت أن يزورك ليرحم حالك، ولكنه يتركك دون أن يبالي بك فوقتك لم يحن بعد، فيمكن ما يزال هناك بقية لم تختبرها بعد.
تنام على فراشها على وضعية الجنين كأنها تناشده العودة لرحم أمها كي يحميها من هذا العالم البشع الذي لم يرحمها، وما ينفك يأخذ منها كل شيء بلمح البصر دون أن يتركها تتنفس الصعداء.
وهل يستطيع المرء تذوق طعم النوم والعيون قد جافاها سلطانها؟؟... كأنه هو الآخر قد أبى أن يشفق عليها ويأخذها لعالمه كي تشحذ طاقتها النافذة كبطارية قد خلص شحنها ولم تجد ما يعيد لها تيارها الضائع.
عيونها جامدة، خالية، شاخصة تنظر للفراغ، خصلاتها الفاحمة باهتة فقدت بريقها كما صاحبتها، وجهها مصفر شاحب وقد فقد دماءه ومن يراها يعتقد أن بعالمنا يوجد مصاصي دماء يمتصون تلك الكريات الحمراء من شراييننا، ولا يعلمون أن هذا العالم كما مصاص الدماء يمتص من دمائنا قليلا.. قليلا إلى أن تأتي تلك اللحظة التي يمتصها منا دفعة واحدة فتتركك كما الضائع والمشتت لا تعرف من أين قد باغتتك الضربة، فتضطر منصاعا لها وخاضعا ومستسلما غير راغب بالمحاربة.
ينظر إليها من بعيد غير عالم ما يفعله، يطوق لأخذها لأحضانه، لكن هناك شيء ما يمنعه من الاقدام على هذا الفعل.
قدماه متشبثتان بالأرض، وأغلال تقيد حركته من أن يقوم بما أمره به قلبه، وقف فقط يتطلع إليها بتساؤل وشكوك، فهو لا يعرفها، ولا يعلم أين الحقيقة من الكذب، وهل هي تخدعه أم لا؟؟.
لا دموع ولا ألم، ولا أي شيء يظهر تلك الخلجات التي تجتاح أي شخص بوضعها.
هولا يعلم، ولم يختبر ذلك الشعور الذي يغلفك بقوقعة منحيا اياك من هذا العالم حماية لنفسك، وطبيعتك الفطرية والغريزة بداخلك تخبرك من إنها لو تركت العنان لروحها لما استطاع أي شخص احتواءها.
- شخبارها يا وليدي؟؟
رفع كتفيه بعدم معرفة وعيناه ما تزال مسلطة على ذلك الجسد الساكن كما سكون الأموات، ثم همس بخفوت كأنه خائف من زعزعة عالمها.
- مب عارف يومه؟؟.. هذي هي على حالها ما تحركت أبد.
هزت رأسها برفض وتحدثت موجه عتابها لحفيدها:
- مب زين جذا يا حمدان، انت ريلها... جوفها ورمسها، تراه حرام يلي تسويه بنفسها، هذا حكم الله وما نقدر نمنعه.
- شو تبيني أسوي يعني؟؟
- حسبي الله ونعم الوكيل!!.. جوفوا أنا شو أقول وهو شو يقول!!.
وكزته على كتفه بعصاها وتابعت بشيء من العصبية:
- أنت ريلها ولا لاء؟؟
تنهد بضيق وقال بإيجاب:
- نعم ريلها بس...
- خلاص.. الريال يوقف مع حرمته بمصيبتها، يلا أجوف روح وكلمها، أنا بروح أجوف أم سالم تسوي لها شوربة، هي ما كلت شي من وقت ريوقها، الله يعين بس، إن لله وإن إليه لراجعون!!.
ورحلت وهي تردد هذه الجملة وتركت ابنها يقف متجمدا غير قادر على التحرك ناحيتها وتقديم الكلمات المناسبة لها، وأخذته ذكريات هذا الصباح للأحداث التي جرت بعدها......
فبعد أن ألقت قنبلتها برغبتها بالذهاب لمنزل عائلتها على طاولة الافطار دون أن تلتفت لطلب الاذن منه كأنها تفرض عليه طلبها فرضا من خلال جدته، فهي تعلم فبعد أمرها لا مجال للرفض، فكان مجبرا للخضوع لخدعتها الدنيئة بالنيل من مبتغاها.
كان الغضب قد سرى بداخله مثل النار بالهشيم، والرغبة بقتلها تلوح بالأفق، وسيرمي جثتها بالبحر لينهش سمك القرش لحمها الغدار.
- من حقج يا بنتي تروحين لأهلج، وسلمي عليهم وخبريهم بعد عن العزومة يلي بتصير في بيتنا، وإن شاء الله أول ما نحدد اليوم بنتصل فيهم وبنخبرهم .
- إن شاء الله يومه، تسلمين يا الغالية.
نهض من مكانه بصمت مريب فتسلل الرعب لخافقها من التفرد معه بالسيارة، وقالت بسرعة وهي تنظر لطفليه والتي كانت للصدفة ابنته متوسلة للذهاب، فنطقت بسرعة قبل أن يخرج من غرفة الطعام:
- حنان عبدالله شو رايكم تروحون معانا ؟؟.
توقف فجأة عن الحركة، وأغمض عينيه، ما الذي تفعله به هذه الصغيرة؟؟.. هل تلاعبه أم تحاول قتله بالتسبب له بأزمة قلبية؟؟.
هتفت الصغيرة بفرح وهي تقفز مصفقه ببهجة بأنها سترافقهم، وابتسم الجميع بحبور، ولم يعلموا بخفايا الأمور.
ارتدت عباءتها بعد أن غسلتها الخادمة وكوتها فهي لا تملك غيرها ثم خرجت بسرعة من غرفتها غير راغبة بلقائه منفردين، واتجهت ناحية غرفة الطفلة الصغيرة التي دخلت قلبها على الفور ما أن تعرفت عليها. كانت قد انتهت، وارتدت فستان قصير وردي اللون ذا طبعات من الورود الزرقاء الصغيرة عند الأطراف، وأتبعته بحذاء طويل الرقبة أبيض اللون وصل لما تحت ركبتها، وارتدت قبعة فوق شعرها الأسود الناعم، تأملتها بإعجاب وقالت :
- ما شاء الله شو هذا الجمال!!.. عيني عليج باردة، ربي يحفظج من العين.
دارت حنان حول نفسها كما عارضات الأزياء وسألتها بلهفة طفلة تبغي جذب انتباه والدتها إليها:
- صدق أنا حلوة؟؟.. الفستان حلو علي؟؟
اقتربت منها وأمسكتها من جنتيها تعتصرهما قائلة بابتسامة :
- أميرة وما في حد مثلج.
واعتدلت متحركة للخارج ممسكة بكفها الصغير وهامسها بوجل:
- يلا حبيبتي خلينا نروح ونجوف أخوج خلص ولا بعده، قبل لا نتأخر على أبوكم.
خرجتا سوية واتجهتا لغرفة عبدالله وهناك وجداه قد انتهى من ارتداء ملابسه المكونة من دشداشة بيضاء وحمدانية حمراء اللون.

استقل الجميع السيارة وعندما تحرك باتجاه السوق رفضت وطلبت الذهاب أولا لعائلتها، وبالطبع لأنه فاض الكيل منها لم يستمع لطلبها بل زاد من سرعته باتجاه السوق كأنها لم تتحدث أبدا.
وصلا لأحد المولات الكبيرة وظلت جالسة بمكانها مبهوته من هذا المنظر الجديد عليها، أبدا لم تذهب بحياتها لأحد المراكز التجارية ، فالأماكن الوحيدة التي تستطيع الذهاب إليه هو السوبر ماركت والمستشفى، أما هذا فشيء مختلف!!.
فتح الباب وهمس ببرود، وصوت خفيض كي لا يسمعه أولاده:
- بتنزلين ولا شو؟؟
هزت رأسها موافقة ونزلت وطفقت عيناها تنهل من روعة المكان وكأنها قد خاضت احدى أروع الأشياء التي لم تختبرها ولم تحلم بها قط بحياتها. كانت بعالم آخر، عالم خيالي وليس بواقعي، ولولا وجوده معها لكانت بالفعل اعتقدت بأنها تعيش بأحد أحلامها.
وبالطبع قد غاصت بها ولم تسمعه ولم تناظره كي لا يفسده بعينيه الغاضبة، ولا بملامحه المتجهمة، فقط هي والطفلة بعالمهم الخاص كلتاهما تدخلان هذا العالم لأول مرة لكن بطريقة مختلفة.. حنان تختبر الشراء مع أم، وعنود تدخل دنيا غير دنيتها.
دخلوا أحد المحلات الفخمة الخاصة بالجلابيات فطارت عينيها لتلك الملابس والقطع الفنية الرائعة، وعندما اقتربت من احدى الجلابيات أمسكت بورقة مدلاه منها وقرأتها وأعادتها لمكانها وقد ندمت لقراءتها، وعندما هم بالشراء رفضت وخرجت من المحل فأسعارهم بحجم الصرح الهائل الذي يقع به.
داومت على الرفض على الشراء فما كان منه سوى أن قام هو باختيار مشترياتها من ملابس وحاجيات خاصة بها، وأحذية وغيرها من الأشياء الضرورية وخرج الجميع محملين بعدة أكياس، الفتيات سعيدات والرجال متأففين متململين وكارهين لهذه الآفة التي تسمى الشراء، ويتساءلون ما الذي يعجب النساء بالدوران بتلك المراكز طوال النهار دون كلل؟؟.. فهم يصابون بحمى الشراء بمجرد دخولهم السوق، وأحيانا يخرجون من المحل دون شراء أي شيء ويقولون بأنه لم يعجبهم شيء، فيقف الرجال مصدومون وهم ينظرون للمحل الذي يكاد أن يطفح من الملابس التي لديه.
تحركت السيارة بعدها تقلهم لوجهتهم الأخرى وعندما تراءت لها المناظر المألوفة لها عندها فقط بدأ قلبها يخفق بشدة، ولهفتها تظهر على محياها كطفلة صغيرة تاهت بأرض غريبة وقد آن أوان عودتها للمنزل.
ابتسامتها مشعة، وعيناها مبتهجة، وملامحها تنطق بكل معالم البراءة والفرح، وكلما اقتربت من المنزل تسارعت دقات قلبها، ولهفتها بلقاء شقيقها تزداد وبشدة.
عاد لواقعه وهو يناظرها الآن فسبحان الله من كان يراها من قبل يشك من أن من يرقد بهذا الفراش هي ذاتها صاحبة الابتسامة السعيدة.
أشاح بوجهه عنها وأخذ يتأمل الغرفة الساكنة مثل صاحبتها وعادت الصور تتقاذف إليه......
كان يراقبها من طرف عينيه ويلتقط خلجات ملامحها من سعادة لتلهفها ويتساءل ويتعجب لما هي مستعجلة للعودة؟؟.. هل هذا لأنها تشتاق لعائلتها أم لشيء آخر؟؟.. أم هي رغبة بالبعد عنه؟؟.. فغيابها عنهم لم يدم سوى أسبوع واحد فقط، وهنا توقف يتأمل ويتفكر اسبوع واحد فقط وقد تغيرت حياته، وانقلبت رأسا على عقب، ولا يعلم إن كان سيستطيع استرجاعها أم لا؟؟.. في الحقيقة تغيرت حياته منذ أن التقاها.
توقفت السيارة عند أحد المنازل الجميلة نوعا ما، وترجلت بسرعة دون أن تنتظره حتى لإيقاف سيارته، وأخذت تسرع بخطواتها ودخلت المنزل مغلقة الباب خلفها.
ظل يناظر الغبار الذي خلفته خلفها، ولوهلة واحدة فقط بل لأقل من ثانية ساوره شعور بغيض بالحرمان وعاد يثنيه بعيدا راكلا إياه لأقصى مكان يستطيع به إيصاله، فكيف له أن يشعر بها كذا شعور ناحيتها؟؟.
لم يرد النزول والدخول والتعرف على عائلتها فهو بهذا يفتح المجال لعدة أشياء أخرى هو بغنى عنها، لكن سؤال ولده أحرجه:
- ما راح تروح وتسلم على أهلها؟؟.
زفر بضيق، هذا لم يحسب حسابه أبدا!!.. فهو قدوة أطفاله، والأصول هي الأصول.
تلكأ بالنزول وتباطأت حركته وانشغل بعدة أشياء يضيع بها الوقت، وعندما لم يجد بدا من ذهابه خرج فاردا قامته العملاقة وأخرج سبحته من جيب دشداشته كانت بلون العقيق الأخضر ذكرته بعينيها العشبية، التفت لأولاده وأمرهم بعدم النزول فهو لن يتأخر كثيرا فقط سيؤدي التحية وسيبرر بأن أولاده متعبون ويرغبون بالعودة للمنزل سريعا، لكن ما أن وقف عند عتبة الباب حتى وصلته زمجرتها الغاضبة والناقمة لشيء ما لم يتبين ما هو، وما كاد يطرق الباب حتى اندفعت هي خارجة منه وخلفها والدها ينهرها بشدة لكلامها العنيف والغير مقبول الذي رمته بوجه زوجته ويطالبها بالاعتذار.
التفتت إليهم بوجه محتقن، وهدرت بهم بعويل باكي محمل بشحنات ناقمة على هذا العالم أجمع:
- والله.. ما تأسفت!!.. وللموت ما سمعت مني أي كلمة أسف!! .
اقترب منها والدها وجنون أعاصيره تظهر على ملامحه ويبدوا أنه لم يره وهو يقف بجانبه، ونية الضرب تلوح بقبضته التي تهتز على أثرها.
- عنود... بتعتذرين وغصبن عنج وع....
بتر جملته ما أن تحرك طيفه ظاهرا بالصورة بوقوفه بجانبها وهنا ارتبك وتلعثم وهمس:
- أبو عبدالله!!... هلا.. هلا بك، ما كنت أعرف انك موجود؟؟.
رماها بعتاب لم تهتم به فعيونها كانت تعانق الفراغ، فاقرب والدها من حمدان مصافحا.
- تفضل يا بو عبدالله، حياك البيت بيتك.
حياه باقتضاب وقال بصوته الجهوري:
- لا.. مشكور يوم ثاني إن شاء الله، بس شو السالفة؟؟.. صوتكم واصل للشارع؟؟
ارتبك وتحدث بتلعثم:
- لا... ما في شي... بس... بس.. عنود زعلانه شوي، علشان ما خبرناها إن... إن... أخوها مات.
وخفت صوته بنهاية الجملة، والخجل يعتريه من نظرات زوج ابنته المصدومه ثم ما لبثت أن تحولت للاحتقار والاشمئزاز.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-16, 06:14 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

تراجع ناظرا لعينيها الغاضبتين والجامدتين، كانتا للتو مليئة بالسعادة والفرح وخلال بعض الوقت ما بين اختفائها خلف جدران هذا المنزل حتى تحولت وتغيرت وقد توسدت مقلتيها الموت.
أمسكها من عضدها هامسا باسمها برقة لم يعلم بوجوده من أجلها:
- عنود
ناظرته بضياع ثم توحشت وهمست بأوتار صوتية مشروخة:
- انت السبب!!... انت السبب!!... بسببك انت أنا ما شفته!!
ارتفع صدرها وانخفض بسبب انفعالها الشديد كأنها تبذل جهدا مضاعفا كي تنطق جملها.
واقتربت منه تاركة انشات قليلة فقط لتفصل بينهما، وأشارت له وهي تعيد رميه بأنه السبب فتساءل ما الذي تهذي به؟؟.. ولما هو السبب؟؟.
وقفت أمامه تطالعه بنظرات حمراء محتده، وغرست اصبعها بصدره هامسه ببكاء مكتوم وحار:
- شو كان بصير عليك لو وديتني لهم؟؟.. شو كان بصير عليك لو خذتني له علشان أشوفه وأطمن عليه؟؟..
الفتت إليهم صارخة:
- وأنتو ليش ما خبرتوني؟؟.. كيف سمحتوا لنفسكم انكم تخبون عني أخباره؟؟.
اقتربت زوجة والدها قائلة بمداهنة غريبة عليها:
- يا بنتي ما كناش عارفين نمرة تلفونك علشان نؤلك على الخبر دا.
رفعت سبابتها واضعة إياه على أنفها وقالت بأنفاس مشتعلة:
- جب!!... انت جب ولا كلمة!!.. ما بي أسمع نفس واحد منج!!.
زجرها حمدان لأسلوبها الفض بالحديث مع تلك المرأة التي لا يعلم من هي.
- عنود... احترمي يلي أكبر منج.
- ما راح أحترم أي أحد، ما راح أسمع كلام أي أحد، هذيلا يلي تبيني أحترمهم سرقوه عني، أخذوه مني، دفنوه من دوني، وما خلوني أودعه.
سكتت وتهدلت أكتافها وهمست بوجع مبكي :
- راح بدون لا أبوسه، راح بدون لأودعه وأكون معاه، أخذوه مني، حرموني منه.
رفعت عيناه إليه متسائلة وضائعة:
- ليش يسون فيني جذا؟؟.. ليش؟؟.
أشارت لوالدها بانكسار:
- هو يعرف مكاني ووين بيتك، ليش ما جا؟؟.. ليش ما قالي؟؟.
طالعتهم بخواء وضياع ثم التفتت تسير بتيه خارجة من هذا المكان الذي سرق منها حياتها ولم يبقى لها شيء هنا لتحارب من أجله.
تبعها ممسكا إياها من أكتافها وقادها بسهولة ناحية السيارة وأجلسها لتنقاد مطيعة أوامره.
سكت الأطفال عند رؤيتهم لها بهذا الشكل الغريب، فللتو كانت تضحك والآن هي جامدة كأن الحياة قد فارقتها، فآثروا الصمت.

وها هي الآن منذ أن أحضرها وهي تضجع جسدها بهذه الوضعية دون تغيير، وانتشر بين عائلته خبر موت شقيقها وجاؤوا ليعزوها بوفاته، وليحادثوها ويحاولوا اخراجها من قوقعة حزنها، لكن لا حياة لمن تنادي.
وقف يراقبها وما زالت الحيرة تعصف به.. ماذا عن كل تلك الأشياء التي قيلت بحقها؟؟.. هل هي كذب أم أن هذه الصغيرة ممثلة ماهرة؟؟.
هل فعلا تشعر بالحزن لموت شقيقها؟؟.. وما علمه عنها بأنها لا تملك من مشاعر الانسانية أي ذرة، وهل بالفعل تملك مشاعر بقلبها ناحية شخص ما؟؟.
وهمس لنفسه عندما اقترب منها ووقف بالقرب من السرير:
- هذا هو مايد يلي كنت تنادينه يوم مرضتي؟؟.. أنت ما قلتي وما طلبتي؟؟.. فكيف تبيني أعرف؟؟.
طالعها للحظات بتردد، ثم مال ناحيتها مادا ذراعه بمحاولة للمواساة فعاد أدراجه والتفت مغادرا الغرفة.
بعد مرور بعض الوقت دلف للغرفة بعد مغادرة والده، واقترب من سريرها وهو يراها بحالة شبه ميتة لا تتحرك أبدا، جسدها ساكن تكاد لا ترى صوت تنفسها.
خطوة أخرى وجاورها بالفراش وتأملها.. وجهها شاحب، وعيونها جامدة وغارقة بمكان ما، وشفتيها جافة قد غادرها لونها الطبيعي كما غادرتها الفرحة التي كانت قبل قليل تنتعش فيها.
وضع كفه الصغير على وجنتها وقال بحنو:
- ليش زعلانه؟؟
لا رد
- انت زعلانه لأن أخوج مات؟؟.
رمشة.. إذا هي تسمع، وأكمل:
- المفروض انت ما تزعلين؟؟.. لأن أخوج ألحين عند الله.
دمعها تبعتها دموع أخرى تبكي رحيله.
تحرك كفه يمسحها بحنان زاد من تدفقها لتهمس بصوت جاء من مكان سحيق جدا عاصره الجفاف منذ دهور:
- أنا مودعته، وما قلتله اني أحبك.
وأسدلت رموشها تندب موته، فعاد عبدالله يكمل:
- لا تبجين... انت كذا تعذبينه!!.. وانت ما تبيه يتعذب بالقبر صح؟؟.
ندت منها آه ألم وهمست بوجع:
- غصب عني، والله غصب عني!!.. هي لحالها تنزل.
اقترب منها أكثر ويده تحولت على شعرها، وأخذ يمسح عليه بحنية لم تجدها أبدا طوال حياتها، فزاد فيها شعور اليتم بداخلها، واحساس بالمرارة غلف كيانها، وعواطف بالغدر والخيانة تعتصر صدرها، والدها يفعل بها هذا!!.. ألهذه الدرجة يكرهها!!.
- لا تبجين يا عنود، أكيد أخوج يعرف إنج تحبينه، أنا ما عرف شو لازم تسويه بس الأكيد يعني إنج تصلين وتدعين له إنه يدخل الجنة، وإنج ما تبجين وايد، صح يلي قلته؟؟.
حركت رأسها تطالع هذا الفتى الصغير بسنه لكنه كبير بعقله وقلبه، وابتسمت بألم وحب وهمست بصوت قد غادرته قوته:
- صح... كلامك صحيح
ورفعت رأسها قليلا لتوازيه وطبعت قبلة طويلة على جبهته ثم نهضت بمساعدته ووضعت قدمها على الأرض تستشعر البرودة تحت قدميها كما تستشعر الصوت الذي ينادي ويغذي روحها الطائقه للراحة، ولا توجد راحة أكثر من الوقوف بين يدي رب العالمين تناجيه وتطالبه بمدها بالصبر والثبات على هذه المصيبة التي حلت عليها.
نهضت مترنحة دائخة خائرة القوى، مستنزفة لحد الهلاك، لكنها تماسكت ووصلت لدورة المياه دخلت وأوصدت الباب خلفها بعد أن احتضنت الصغير بعاطفة وحنان وشكر لوقوفه بجانبها بالرغم من صغر سنه، أهدته قبلة على قمة رأسه، وشيعته بابتسامة واهنة وهو يخرج من الغرفة.
استحمت جاعلة الماء الدافئ يجتاح جسدها بقوة آخذا معه طاقتها السلبية وخرجت من تحته مولوده جديدة لم تعد تخشى الحياة، فمن كانت تتحمل من أجله البؤس والشقاء قد غادر عالمها، والآن لا حاجة للتذلل .
ارتدت من الملابس التي اشتروها في الصباح، واتجهت للقبلة بقلب خاشع وروح مكسورة لكن ليس بعد الآن.
ظلت تصلي الفروض التي فاتتها فقد حل الليل وأخذت تناجي ربها بالرحمة لشقيقها وبالصبر من أجل فراقه وبعد انتهائها آوت للفراش ونامت .
مر هذا اليوم كئيبا وبطيئا للجميع وخصوصا هو، فبعد أن تركها اتجه لعمله هاربا مما يريدون منه فعله، هو لا يريدها فكيف له أن يواسيها ويشد من أزرها؟؟.. بل كيف يصدقها!!.. فهو لا يثق بها ولا يريد أي صله معها، صحيح أنها زوجته، لكن تلك الصفة ستنزاح من على كاهله قريبا.
أغرق نفسه بالعمل دون راحة، كأن بعمله الدؤوب يبعدها عن عقله. لحظات حتى طرق الباب ودخل سكرتيره وبيده عدة ملفات.
- يا طويل العمر هذي الملفات يلي طلبتها كلها موجودة وجاهزة.
- تسلم يا بو بدر
سكت قليلا ثم عاد يسأل:
- مرزوق اتصل؟؟
- لا يا طويل العمر
- طيب... ألحين ما بي أي ازعاج، واطلبلي قهوة .
- ان شاء الله يا طويل العمر، أي طلبات ثانية؟؟.
هز رأسه نافيا ثم عاد يغرق نفسه بالمزيد من الأعمال وعاد للمنزل بآخر الليل يترنح من التعب والارهاق ودخل جناحه دون أن يقابله أي فرد من العائلة وكان هذا من حسن حظه، فهو قد سئم من المحاضرات بكيف يكون الزواج، وأن عليه أن يقف بجانب زوجته بوقت محنتها .
دخل كما اللص ووقف عند عتبة باب غرفتها ممسكا بأكرة الباب... عقله يخبره بعدم جدوى أفعاله، وفضوله يحثه للتقدم ورؤية وضعها، فغلب عقله المستحكم دائما واتجه للغرفة الأخرى مغلقا الباب خلفه.

حل يوم صباح جديد، صباح لا يتنفسه شقيقها، صباح لن تنهض فيه لتصبح عليه وتتسامر معه.
صباح لن يحل عليهم ليذهب للمدرسة، فهذا اليوم قد انتهى ولا مجال للحلم أبدا.
تطلعت للنافذة التي أشرقت الشمس خلفها ثم تطلعت للساعة كانت تشير للثامنة صباحا، لقد نامت كثيرا وقد فاتتها صلاة الفجر، تضايقت من هذا الأمر أبدا لم يفتها فرض، ومنذ لقائها فيه وقد تغيرت حياتها .
نهضت بجسد متألم ومتشنج، وعادت تستحم بماء دافئ ثم خرجت وارتدت ملابسها وأدت صلاتها وما هي لحظات حتى سمعت طرقات على بابها ثم دخلت الخادمة مخبرة إياها بأن ضيوفا ينتظرونها بغرفة الجلوس.
تعجبت للأمر، فهي لا تملك صديقات كثيرات بسبب حبسها بالمنزل دون القدرة على الخروج وزيارة أحدهم، والصديقة الوحيدة التي مازالت على اتصال معها كانت قد سافرت برحلة، وتساءلت من يعرف بزواجها ويعلم محل اقامتها؟؟..
ارتدت شيلتها وخرجت بتأني وهناك وجدتهما تجلسان، وعلى عيونهما ظهر الطمع والجشع، ومقلة احداهما تتصيد فريستها.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-16, 06:15 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الفصل العاشر....

وقفت تراقب من بعيد لتلك السيدتين الجالستان وعلى وجوههم ابتسامة شيطانية كمن وقع على كنز ثمين أو اكتشفوا مغارة علي بابا.
زوجة والدها تتأمل جمال المنزل وبأثاثه الثمين، وتلك الاخرى ابنتها ابتسام عيونها لم تحد عن المدعو زوجها بدعوة صريحة لا تخطئها عين، وتتلاعب بسلسالها على جيدها القشدي بحركة جريئة جدا، والأخرى عيونها تعانق الأرض بخجل من أفعال والدتها وشقيقتها، وتفرك كفيها بتوتر من اللقاء المترقب.
نعم... هي تعرفها كما تعرف كفها، أليست هي من قامت بتربيتها والاعتناء بها منذ أن كانت طفلة رضيعة؟؟.. الغبية!!.. هي خائفة منها، تخاف عتابها على عدم اعتنائها بشقيقها، وهي واثقة كل الثقة بأنها بذلت كل ما في وسعها للاهتمام به، والعتاب ليس من المفترض أن يكون عليها بل على الآخرين.
ارتدت عيناها بشكل لا ارادي تتأمل القابع هناك كما العادة يجلس بهيبته ووقاره، ويشرب قهوته وعيونه بالطبع هناك عند تلك الفاتنة التي لم تخفي شيء من جسدها، وكما يقال "مستورة ومكشوفة" هي ترتدي عباءة لكنها ليست بعباءة... فتلك تشبه الفستان بلونها الأبيض، مطرزة بشكل طولي من قبة فتحة الصدر إلى أن تصل للأسفل، تضيق عند خصرها بحزام أسود ثم تتوسع بموديل فرنسي.
والحجاب... نعم هي تضع شيلتها، لكن شيلتها بيضاء كما لون عباءتها ووضعتها عند آخر طرف من رأسها، وشعرها الأشقر المصبوغ بعناية قد وضع بتسريحة جميلة كما تعودت منها، وقذلتها الطويلة وضعتها على جانب وجهها، أما ملامحها فكانت مبهرة للنظر بجمالها الهادئ والمثير وأي رجل طبيعي لن يستطيع ابعاد عينيه عن هذا الجمال الرباني الذي هباه لها.
شخرت باستهزاء وقد اكتشفت بأن زوجها طبيعي مائة بالمائة .
دارت مقلتيها للجهة الأخرى والدها يجلس براحة وابتسامة متشدقه تتوسد شفتيه ولا يبدوا عليه الحزن على وفاة ولده قبل أيام فقط، وغامت عيناها بحزن فشقيقها كان كالهم الثقيل على أكتافه وقد انزاح الآن ولم يعد شيء يثقل كاهله، فكلاهما قد غادر منزله..
نار شعرت بها تحرق فؤادها، وحريق يستعر بأحشائها، وغضب كاسح يسري بدمائها ويرغب بالتدمير.. فقط التدمير!!.
وانطلقت مظهرة نفسها وشعاع فيروزها الأخضر ينذر بعاصفة هوجاء التقطه بسرعة بعد أن حانت منه التفاته بسيطة للخلف كأنه استشعر وجودها.
ازدرد ريقه من جمالها المتوحش البري بحاجبيها المعقودان، وعيونها الذباحة والشرسة، وأنفها الطويل الشامخ كالطود العالي، وفمها بالرغم من جموده إلى أنه مازال يملك سحره الخاص، وصفحة وجهها بالرغم من شحوبها إلى أنها ما تزال تملك فتنة أسرت عيناه.
سارت ناحيتهم ببرود غلف جسدها بالكامل واقتربت من والدها ومدت يدها تسلم عليه وابتسامة هازئة تلوح على ثغرها جعلته يشيح بوجهه عالما بمقصدها، ثم تحركت ناحية زوجة والدها التي بادرتها بابتسامة كبيرة وذراع مرفوعة تبغي عناقها.
- ازيك يا بنتي يا عنود؟؟.. وحشتينا وجينا نسلم عليك.
تراجعت للخلف غير راغبة بعناقها الزائف، ورمتها بنظرات متعجبة كأنها تقول" منذ متى وأنت تعانقينني؟؟"
رفعت لها كفها مصافحة إياها ببرود جعل الأخرى ترتبك من الاهانة التي ألحقتها بها، ولم تهتم عنود للتحقير الذي صفعته بها.
تقدمت من الأخرى والتي كانت أذكى بكثير من أن تضع نفسها بموقف لا يحسد عليه، فقط فردت كفها لتسلم عليها وعيناها الماكرتان لمعتا بشدة، وبخبث قد بدأت برمي شباكها على فريستها، أيضا لم تهتم بها واقتربت من تلك الصغيرة والتي ترزح أكتافها بهم أثقل أكتافها الصغيرة بجرم لم يكن لها يد فيه.
ارتخت ملامحها بحنان واقتربت منها محيطة إياها بحضن دافئ تفاجأ الجميع منه، وربتت على ظهرها بأمومة وحنو جعل الصغيرة تتشبث بها وتبكي بصوت عالي، وأخذت تشهق بكلمات الاعتذار:
- والله ما كنش بإيدي!!.. أنا حاولت زي ما فهمتيني ازاي اديلوا الدوا بتاعه، أنا أسفة!!.. سدئيني حاولت إني أساعده لكن......
أبعدتها عن حضنها وابتسمت لها بوهن، وهمست لها بتعب:
- هششششش هشششششش، لا تبجين، أنا عارفة انج ما قصرتي معاه.
مسحت دموع شقيقتها برقة وتابعت تقذف من خلفها حممها ببرود دون أن تبالي بمن معها أو تجرح من:
- العتب مب عليج حبيبتي، العتاب على الكبار يلي المفروض هم يلي يهتمون فيه.
- عنود... خلاص يلي راح راح، خلاص ما له داع هذا الكلام.
وصلها صوت والدها كما صوت النشاز وقد آلم أذنيها، فلم تجبه بل تابعت ما تفعله مع الصغيرة، مسحت على رأسها وقبلت قمة رأسها وقالت دون أن تلتفت باتجاهه:
- ما راح شي، وحق أخوي باخذه إن ما كان بالدنيا راح أطالب فيه بالآخرة، وما راح أسامحكم فيه أبدا!!.
شهقات ارتفع صداها لتصل لعنان السماء من تصريحها القوي، ووجوم حل على أفراد عائلتها، والتفتت كملكة برأس شامخ وعيون محتدة تبرق ببريق مخيف جعلهم يبتلعون لعابهم برعب، وجلست وتربعت على عرش مملكتها بقوة وصلابة كما الجبل الشامخ بعلوه وبهيبته.
لا يعلم ما الذي اعتراه؟؟... أحاسيس زلزلت كيانه، وروحه طفقت تنتشي بلذة قد غادرتها منذ سنين طوال، حياة سرت بداخله مدغدغة عواطفه الرجولية، ناظرها لدقائق ثم أشاح بوجهه مبتعدا عن ذبذباتها القوية التي تجذبه لمحيطها، وهنا استشعر الخطر!!.. خطر من الوقوع وهو قد اكتفى من اللدغ من الجحر ذاته.
- يا بنتي يا عنود مب زين منج تقولين هذا الكلام، الموت مب بيدنا هذا أمر الله، وأخوج هذا يومه ما حد يقدر يأخره أو يقدمه.
- أيوه يا ختي أوليلها، احنا معملناش حاجة، البنت أمون ما أصرت معاه، وقايمة بالواجب، هي دخلت الأوضة بتاعته وشفته انه خلاص مات.
تحدثت بغيض وذراعها تتحرك مع كل كلمة، وغواشيها التي تصل من رسغها لحدود كوعها تتحرك معها مصدرة صوتا مسموعا كأنها تخبرهم أنظروا إلى ما أرتديه.
رمتها بسهام مقلتيها وجعلتها تبلع الباقي من دفاعها الواهي وقالت موجه حديثها للجدة:
- أنا مب معترضة لحكم رب العالمين!!.. أنا معترضة لنفوس البشر!!.. معترضة إنهم استخسروا فيني وداع أخوي الوحيد، إني أناظره لآخر مرة.....
سكتت وتهدج صوتها بنوبة بكاء توشك على الاندفاع، لكنها كتمتها وبشدة وأكملت:
- أخوي مب رايح لسفر وراجع، أو رايح مكان وأقدر بعدين أجوفه.
سكتت تبتلع غصة استحكمت ببلعومها وأكملت بأنين مكتوم:
- يا ناس.. هو رايح للأبد، يعني ما أقدر أجوفه مرة ثانية، وجايين تقولون انه عادي إذا ما جفتيه، وما صار شي.
سكتت قليلا تلتقط أنفاسها المشتعلة بوقود غير قابل للإطفاء.
- والله... والله.. ويلي خلق السما والأرض ما أسامحهم!!.. وهذا أنا حلفت وحقي وحق أخوي باخذه... باخذه!!.
وارتجف جسدها من إنفعالها، واحمر وجهها ليغدوا كما حمم البركان.
طالعها الجميع باندهاش ولمدى قوة كلماتها، فنهض والدها غاضبا لتحقيرها لهم، وعدم احترامها لوجودهم بمنزل زوجها، ليصرخ آمرا بأفراد عائلته بالمغادرة:
- يلا روحنا على البيت، شكل البنت خرفت وما عاد تحترمنا، من يوم تزوجت وجافت حالها فوق واحنا صرنا ما نليق لها.
ناظرتهم بثبات ولم ترخي جفونها، وظلت على هدوءها البارد دون أن تتفوه بحرف واحد تنفي أقواله، ليعود الأب زاجرا هذه المرة بقوة
- قلت يلا روحنا!!.
وانطلق مغادرا وعم حمدان يحاول أن يهدئ من غضبه وافهامه بأن ابنته لا تقصد ما قالته، هي فقط غاضبة من أجل شقيقها، لكن والدها لم يهتم ولم يراعي ما تمر به، بالأصل متى اهتم بما تشعر به وما تحتاجه؟؟.
تبعه الجميع.. زوجة والدها حانقة وتدب بأقدامها الثقيلة بالأرض، وفمها يتحرك بالسباب واللعنات، وابتسام لم تهتم بل تابعت توجيه ابتسامتها بوقاحة ناحية حمدان الذي وقف يناظرهم بصمت، أما آمنة تلكأت بالرحيل وكانت تناظر شقيقتها بشيء من الرهبة، تعرفها عندما تغضب، الكل يهابها عندما تثور حتى والدها.
أرادت الاقتراب منها لكن وجومها واحمرار وجهها وجمودها يمنعها من التقدم.
حركت عنود رأسها باتجاهها وشاهدت بعينيها الكثير من الحديث، والشوق إليها قد أضناها، هي طفلتها التي ربتها، خففت من حدة ملامحها ونادتها بعاطفة استغربها الجميع!!.. لما تكنه لهذه الفتاة دونا عن الأخرين؟؟.
اقتربت أمون منها وركعت عند قدميها لتضع عنود كفها مربته على رأسها وتابع الجميع هذا المشهد الغريب بسكون غير راغبين بقطع هذا المشهد المؤثر.
- عنود الله يخليج لا تزعلين مني!!.. تراني.....
قاطعت جملتها الاعتذارية وهمست لها بشرود:
- قلتلج حبيبتي أبدا لا تتأسفين!!.. ومايد راح لأن يومه جا وما نقدر نسوي شي.
تنهدت بزفرات حارة ساخنه موجعه لقلبها وتابعت:
- صدقيني يا أمون ما كان قصدي يلي صار، لكن هم يلي جبروني على كذا.
- أدري.. والله أدري
ضحكت عنود مغتصبة نفسها وقالت وهي تقرص وجنة شقيقتها:
- أمون... كم مرة قلتلج اثبتي على لهجة وحدة.. يا مصري يا خليجي!!
ضحكت الأخرى ثم ما لبثت تلك القهقهات أن تحولت لبكاء، لتغرس رأسها بحضن اشتاقت له كثيرا.
- اشتقتلج وايد، وصرت أقعد لحالي وما حد يقعد معاي، انت كنت تهتمين فيني ألحين محد يسأل علي مريضة، صاحية، شو فيني أو شو أبي...
سكتت تشهق ببكائها وتمسح دمعاتها التي ما تنفك لتعود تبكي وحدة صارت رفيقتها الدائمة برحيلهم.
رفعت عينان سكنهما وحش الفراغ، وغربة بين أهل استحبوا أنفسهم.
- عنود ما راح ترجع.......
بترت كلمتها وتطلعت لجانبها لتنظر لذلك الصرح الشامخ الذي يناظرها بنظراته المهيبة، فعضت على لسانها غير قادرة على قول كلمتها لكنها كانت مفهومة على الجميع.
انحنت عنود ناحية أذنها وهمست لها بشيء ما جعل تلك الشابة تبتهج بسعادة وفرح، وتنهض معتدلة ومسحت تلك القطرات التي استنزفت طاقتها، ليشرق وجهها بالبهجة والسرور.
قطب حاجبيه وتساءل.. ما الذي قالته لها لتجعلها فرحة؟؟.. وما الذي تنوي فعله تلك الصغيرة؟؟.
- طيب أنا لزمن أروح دلوأتي، خايفة يحدفوني من شباك العربية على تأخيري.
ضربتها عنود على رأسها بخفة، وقالت بعيون ضيقة:
- اللهجة يا بنت، راح تدوري براس الناس، المساكين ما يعرفون يتابعون مصري ولا خليجي.
- أسفة مش أصدي!!.. هي بنفسها بتتغير لحلها يعني هي...
ابتسمت لتبتسم لها، وعانقتا بعض بقوة وغادرت آمنة ولكنها عادت راكضة وقد أخرجت من حقيبتها ورقة مطوية بعناية أهدتها لها ثم رحلت بسرعة فبوق سيارة والدها يكاد يوقظ من في غيبوبة .
طالعت الورقة باستغراب، ورفعت جفنيها تطالع الباب ثم عادت تناظر الورقة بتوجس وخوف سرى بأوردتها من مضمونها، وكأنها علمت وعرفت ممن هي لتكسر دمعة واحدة حدة جمودها مخبرة الكل بأن هناك حياة تقبع بداخلها، لكن مصائب الدنيا جعلتها على ما هي عليه من صلابة.
همست بخفوت:
- اسمحولي تعبانه وودي أرتاح .
لم تنتظر الاذن وغادرت متوجه للطابق العلوي لجناحها وهناك أغلقت الباب خلفها وجلست على سريرها وفتحت الورقة بعد معركة ضارية مع نفسها الخائفة بما تتضمنها حروفه، لتفتحها بعد أن تغلبت عليها أشواقها لسماعه وشرعت بقراءتها.
***************************
- عجبك يلي عملته المحروسة بنتك؟؟.. دي أكلت وشنا أدام الجماعة، حيؤولوا علينا ايه دلوأتي؟؟.
أخذت تسير وتجيء وهي ترغي وتزبد فما فعلته لهم اهانه كبيرة لا تغتفر!!.. والمشكلة كانت أمام عائلتها، عائلة قد علمت مدى ثرائهم وجاءت تستقصي الوضع لترى إن كانت تستطيع أن تستفيد من الأمر، لكن تلك الحقيرة أفسدت مشروعها فعادت ترمي بحنقها على زوجها الذي اسود وجهه من شدة نار غضبه على فعلة ابنته الرعناء.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-16, 06:16 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

- انت مش حتعمل حاقة تردلنا اعتبرنا؟؟.. بنتك أكلت وشنا أدام القبايل، حيؤولوا علينا ايه دلوأتي؟؟.. يخرابي!!.. أنا نفوخي حتنفجر يا عالم.
وأمسكت كفيها الضخمين تفركهما مع بعضهما وصاحت:
- نفسي تكون بين ادي وأطعها حتت.. حتت .
ثم صرخت بزمجرة حانقة وجلست رامية بثقلها على الأريكة.
طالعها زوجها بطرف عينه ثم عادت عيناه تتطلع للفراغ بغموض غريب ثم اختفت فجأة ونهض مغادرا الغرفة، لتضرب أزهار كفوفها وهي تتطلع لظهر زوجها وقالت بتعجب:
- شوفوا الراجل!!.. أنا أعده بكلمه وهو ولا هنا، شكل كلام البنت لحست دماغه، أحسن.. خليهم يحترؤوا كلهم ويولعوا ببتقاز وأنا مالي ومالهم.
ثم التفتت لابنتها لتراها بوادي آخر، تتلاعب بخصلات شعرها وعيونها ساهية بمكان ما، ضيقت الأم عيناها وتابعتها تراقب شرودها ثم همست:
- بت يا ابتسام، مالك انت الأخرى؟؟
لا رد، فعادت تناديها بصوت أعلى:
- ابتسام.. مالك يا بنتي؟؟.
- ها... ما فيش.. مفيش يا ماما
سكتت وتلفتت حولها وسألت باهتمام بالغ:
- هو عمو محمد راح فين؟؟.
- خرج
- طيب وانت قعده هنا ليه؟؟.. ما تروحي تطيبي خاطره بكلمتين من بتوعهم وتكسبي شويتين.
- والله عندك حق يا بنتي، سبيني أروح وأطل عليه، سواني ورجعة.
- خذي راحتك يا ماما
تحدثت وعيناها تقتنص الهاتف المحمول الخاص بعمها على الطاولة، وما أن خرجت والدتها حتى انقضت عليه تبحث فيه عن غايتها.
*************************
هل هناك ما هو أشد من الشعور بالموت؟؟.. وبأن أنفاسك تنسل منك واحدة تلو الأخرى؟؟... بلى هناك ما هو أشد وطأة من تلك الأحاسيس. هو أن تشعر بقلبك يتفتت قطعا صغيرة جدا جدا غير قادر على لملمتها، حسنا ليست هذه المشكلة بل هو أن تكون حيا وتقاسي دون أن تطال الموت ليرحم حالك وتنتهي كل مآسيك دفعة واحدة، بل يتركك تناظر روحك وهي تجتث من جسدك رويدا رويدا وببطء شديد جدا.
ترى حروفه، ترى كلماته، كأنها تراه أمامها، كأنها تجلس وتستمع لصوته الحنون والهادئ.
أمسكت بالورقة وضمتها لصدرها تعتصرها بقوة كأنها تحتضنه هو ولسان حالها يردد كلمات الاعتذار من أنها أخنثت بوعدها له ولم تعد إليه كما وعدته، عادت تردد عبارات الأسف ودموعها تهطل بغزارة كأن سدا قد فجر لتتدفق ما كانت محتجزة خلفه، بكت بكاء حارا موجعا ومؤلما للروح والجسد بآن واحد.
مر بعض الوقت وهي على حالها تبكي رحيله إلى أن هدأت قليلا وأبعدت الرسالة وعادت تفتحها بيد مرتعشة وقلب قاصف بين ضلوعها، تكمل قراءتها، فطالعتها حروفه مشوشة ومبعثرة.
رفرفت برموشها عدة مرات، ودعكت عينيها كما الأطفال ومسحتها بكم جلابيتها ثم عادت عيناها تلتهم حروفه كما المتعطش للارتواء في صحراء قاحلة وجد ينبوع من المياه العذبة بين رمضاء الشمس الحارقة.
**********************
ارتقى السلم تقوده قدماه ناحيتها، لا يعلم لما يريد رؤيتها بهذه اللحظة؟؟.. هل هو فضول ورغبة بمعرفة ما تحويه تلك الرسالة؟؟... أم هو عناد ونفسه تطالبه بمعركة وشد أذنها لفعلتها الرعناء مع عائلتها؟؟.
تعلقت قدمه على عتبة السلم وتساءل... متى صار رهيف القلب وتوقف عن عقابها؟؟... متى تغير؟؟.. لا يعرف!!.. هو فقط لا يعلم ما الذي حل به!!.. فتلك الصغيرة صارت خطر تهدد استقراره!!.
وصل لجناحه ودلف إليه وتوقف عند الغرفة الرئيسية التي احتلتها كما احتلت باقي حياته كما العدو الغاشم، ورفع قبضته ينوي طرق الباب فتوقف بآخر لحظة، متى صار مراعيا ويستأذنها ليدخل محيطها؟؟.. نفخ أوداجه، وفتح الباب بقوة لتحتوي فتحة الباب جسده، ودارت عيناه تبحث عنها، تبحث عن فتاة باكية تكاد تموت من شدة ذرفها للدموع، لكن من وجدها كانت مختلفة عما توقع!!.
كانت تقف عند النافذة تتطلع للخارج، فراقبها بغفلة منها معطيا لنفسه المجال للتدقيق بملامحها الفاتنة، كانت هادئة نوعا ما بالرغم من بقايا احمرار وجهها وانتفاخ عينيها دلالة لبكائها.
لم تشعر به ولم تعرف بوجوده بالأصل فقد كانت شاردة تفكر بعدة أشياء وجب عليها اتخاذ القرارات بها، شردت بالمناظر الخارجية التي لم تلفت انتباهها بالرغم من حبها الشديد للحدائق الواسعة، إلى أن هذه المرة لم ترها ولم تشاهدها فعقلها كان يدور ويدور جالبا الماضي ومفكرا بالحاضر ويخطط للمستقبل، وقرار وجب تنفيذه بالحال، هزت رأسها بتأكيد وعيونها تلونت بتصميم وعزم والتفتت تنوي هي البدء بالتنفيذ الآن أو فلا!!.
صدمت لرؤية من كان شاغل أفكارها ودون إرادة شهقت متراجعة خطوة واحدة من عيونه المحدقة بها بشيء غريب وغامض لم تعرف فك طلاسمه، ثم عادت تشحذ طاقتها وتقدمت خطوة واحدة، وفردت قامتها بإيباء وبنية شن معركتها وتنوي الخروج منها منتصرة، فما عاد هناك ما تخسره بعد الآن.
هو الآخر التقط التحدي بشعاعها المخضر، ليجذبه ويأسره فأبدا لن يمل من النظر لعقيق عينيها، ويتساءل دائما كيف حصلت على هذا اللون؟؟.. فمن النادر وجود عيون ملونه بمجتمعهم الاماراتي، فقط بحالة إن كان الزواج مختلطا مع جنسيات أخرى.
أخرجه من تأمله صوتها الصارم.
- زين انك جيت، كنت ناوية أروح عندك.
رفع حاجبه باستفزاز وقال بتهكم :
- صدق!!.. ترى القلوب عند بعضها، حتى أنا كنت ياي أدورج، في موضوع لازم نتكلم فيه.
هزت رأسها موافقة وأشار لها بالبدء بالتحدث، وتحرك جالسا على الأريكة خلفها جعلها تبتعد عنه بسرعة عندما اقترب منها وكاد أن يلامسها لولا تحركها السريع، لم تعد تطيق تلك المشاعر التي تجيش بها عند كل تلامس بينهما، هي لم تعد تريد هذا، تريد شيء واحد فقط ونطقتها بكل قوتها ما أن جلس واعتدل بانتظارها .
- طلقني!!.
طالعها للحظات مصدوما ثم أخفاه بسرعة البرق وتراجع بظهره متكئا على الكرسي ووضع ساق فوق الأخرى وفرد ذراعيه على طول الأريكة وحدجها بنظراته الصقرية التي أرسلت التوجس لداخلها، لكنها حثت نفسها للوقوف بصلابة والمطالبة بما تريد، فعادت تقول:
- طلقني... ما عدت أبي أكون معاك، الشي يلي كان يجبرني إني أكون حرمتك خلاص راح وانتهى.
وأشاحت بوجهها وارتجفت شفتيها عندما تحدثت عنه بصفة الغائب، فمنذ هذه اللحظة عليها أن تتحدث عنه بكلمة "كان"
- ما راح أسألج عن أسبابج لأنها ما تهمني، لكن عندي سؤال واحد.. وين بتروحين تسكنين؟؟.. أظن بعد موقف اليوم ما أظن حد راح يستقبلج عنده.
تحركت وجلست على السرير وقالت تواجهه بابتسامة مستهزئة:
- أظن هذا الشي بعد ما يهمك، وين أروح أو مين يلي بيستقبنلي.
رفعت كتفيها وسكتت ثم تابعت بعد أن توهجت عينيها ببريق أشعل أنفاسه:
- صدق... يمكن أروح أسكن عند الزبالة، مب هذا كلامك أو يمكن....أممممم أروح عند يلي بعت نفسي علشانه.
قالتها باحتقار واشمئزاز له، واشتعلت عيناها بلمعان مخيف لذلك الاتهام الذي بزقه عليها من ثاني لقاء لهم.
جرت مقلتيها على صفحة وجهه، لا تعرف لما تهتم بتفاصيله مثلا... عيناه العسلية تتحول للبندق القاتم بحالة الغضب، وتكون صافية عندما يكون هادئا، وحاجبه الأيسر يرتفع للأعلى بحالة تعجبه دون حاجبه الأيمن، وهمست بداخلها:
- يا الحيوانه شو صار فيج؟؟... قال ما يهمج قال، وانت قاعدة تفصلينه تفصيل جنج خياطة.
نفضت مخيلتها الخصبة وعادت تناظره لتلتقي الأعين بحديث غريب عجيب، حديث لم تفقه عقولهم المتصلبة، لكن قلوبهم تراقصت على أعذب الموسيقى على أعذب الأوتار الشجية، وكان أول من كسر التواصل هو بحديثه:
- بس انت بعدج ما جاوبتي على سؤالي، وين بتروحين لما أطلقج؟؟.. ما أعتقد أبوج أو حرمة أبوج تاخذج بالأحضان؟؟.
رفعت كتفيها دون مبالاة وشكرته بداخلها لإخراجهم من حالة التوهان التي ما تنفك تسحبهم لدوامتها وقالت:
- وانت شو يهمك فيني؟؟.. انت تزوجتني علشان ترد كرامتك مثل ما تقول وما يهمك شو يصير فيني، إن شالله أروح لجهنم الحمرا، صح ولا أنا غلطانة؟؟.
- طبعا انت ما تهميني بشي، غير إنج خربتي روتين حياتي.
- يعني بطلقني؟؟.
- طبعا هذا بيكون يوم المنى لما أفتك منج، بس في مشكلة وحدة؟؟.
ضيقت بعينيها مغطية فيروزها وقالت متسائلة:
- شو هي المشكلة؟؟.
- أهلي!!.
- شو فيهم أهلك؟؟
- ما راح يرضون بطلاقنا، فالحل إنا نتحمل بعض لمدة أممممممم...... نقول ثلاثة شهور أقل أو أكثر ما عرف، وبعدين نقول لهم إن ما ينفع نكمل مع بعض.
رفعت حاجبها وقالت بشيء من السخرية وقالت:
- والمطلوب مني ألحين أتحملك يا الشايب لمدة ثلاثة شهور؟؟.
انتفض جسده برفض، وبحركة مباغتة منه انقض عليها محتجزا جسدها تحت جسده، وكبل رسغيها بكفيه وهمس بالقرب من وجهها لتلفحها أنفاسه الحارة والغاضبة:
- تراني ما زلت حليم معاج وما استخدمت كل قوتي علشانج صغيرة ومب فاهمة أي شي، وبعد حالتج النفسية ما تسمح حد يعاتبج، لكن إن عدتي هذي الكلمة مرة ثانية راح أراويج شو يقدر هذا الشايب يسوي.
سكت يلتقط أنفاسه وجرت مقلتيه على صفحة وجهها المصدوم من المفاجأة، ودون إرادة منه حطت شفتيه على جبهتها بلمسة طويلة حانية رقيقة متعطشة لهذا القرب الذي يريده بطوق غريب جدا ثم ابتعد عنها بسرعة ما أن سمع طرق الباب، اعتدل وهندم ملابسه ثم اقترب منها وسحبها من ذراعها يساعدها بالاعتدال ومازالت هي على ذهولها، رفع شعرها بحركة غير مقصودة معيدا إياه خلف أذنها ثم عاد شعرها للسقوط مغطيا نصف وجهها فأعاد الحركة مرة أخرى، فهمست بشرود وببحة صوتها:
- لا تتعب نفسك، هو ديما كذا يلعوزني، ما أقدر أربطه.
هز رأسه وأصابعه ما تزال تتخلل خصلات شعرها الفاحمة كأنه يدرك ما تقصده، فشعرها ناعم جدا يضاهي الحرير بنعومته.
تركه مجبرا والتفت ناحية الباب وبصوته الأجش تحدث :
- تفضل
دخل عبدالله بهدوء وملامحه لا تشي بشيء غير الوقار والملوكية كما والده باختلافات بسيطة جدا فهو طبق الأصل من والده وعندما يكبر سيغدو مثله لا محال.
- السلام عليكم
ثم اقترب من والده مقبلا كفه ثم تحرك ناحيتها ممسكا برأسها بكفيه الصغيرين وطبع قبلة دافئة حنونه تركتها تبتسم بسعادة، كم تعشق هذين الصغيرين.
- حبك ربي إن شاء الله
- شخبارج ألحين؟؟.. إن شاء الله أحسن؟؟.
أمسكت كفه الصغير ساحبة إياه للجلوس بجانبها ثم احتوته من كتفه بذراعها وهمست بعد أن طبعت قبلة على قمة رأسه:
- تسلم يا الغالي، أنا بخير والحمد الله.
تلون خدي الصغير بلون الخجل ثم همس:
- إن شاء الله دوم تكونين بخير
جلس الأب وأخذ يراقب ابنه الصغير المتعطش لحضن الأم ويطوق لكلمة طيبة تزيح عن كتفه همومه التي تصيدته بسنه الصغيرة، يعلم بأنه يقاسي بعدم وجود والدته بجانبه فهو يرى سؤاله بعينيه لكنه لا يجرؤ على بزقه خوفا من أن تكون الاجابة " بأنها لا تريدهم " وهو بالمقابل كان يتهرب من الافصاح.
ثوان هي حتى اجتاحت الغرفة بدلالها ورقتها، اقتربت من والدها ورفعت ذراعها للأعلى بدعوة للاقتراب لينحني بجذعه ناحيتها وتحيط هي بذراعيها الصغيرين رقبته وتحط بشفتيها على وجنتيه مقبلة إياه ثم ابتعدت عنه مقتربة من عنود وفعلت بالمثل ومن ثم جاورتها بالجلوس ولفتها بذراعها الأخرى وقبلت قمة رأسها بابتسامة حنونه وأغمضت عينيه منتشية بهذا الدفء، وهذا الحب، فجاءها صوت الصغيرة سائلا إياها :
- عموه عنود... صح يلي يقولنه إنه عندج أخو ومات؟؟.
هزت رأسها وابتسمت بانكسار

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
)...., اللقا, اماراتية, تاهت, بقلمي, جلدة, عناويني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية