لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-16, 06:21 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الفصل السادس....
كان يستشيط غضبا، أراد تأديبها لوقوفها أمامه دون خوف، الكل يهابه، بل الجميع يخشاه.. صغير وكبير، لكن هي.. تلك الصغيرة وقفت بوجه دون أن ترمش.
اعتقد بأنه قد كسرها، واستطاع كسر غرورها، لكنها فاجأته بأنفها يشمخ ليصل للسماء العالية، ورأسها كما الصخر، فعلا اسم على مسمى.
عاد غضبه يرن ويطرق بأعصابه، بسبب الجرس الذي أفسد ما كان ينوي فعله بها، فتح الباب وصرخ بالقادم:
- يا حيوا.... يومه!!
ناظرها بصدمة، وعقل قد شل عن التفكير، فوجودها أمامه قد باغته وجعله عاجزا عن الاتيان بأي شيء يخرجه من هذه الورطة العويصة.
شاهدت الصدمة على محياه، والفزع قد اعتنق مقلتيه، لقد كشفت أمره!!
- ما راح تقول تفضلي يا يومه، ولا مشغول؟؟
ما زال غير مستوعب وجودها أمامه، وقال بعملية اعتادها دائما معها:
- اتفضلي يومه، البيت بيتج.
دخلت الجدة وهي تتكئ على عصاها، وناظرت المكان بعيون باحثة ومستطلعة، وهنا أمسك قلبه بفزع!.. لقد نسيها، نسي مصيبته الكبيرة، الآن ستراها الجدة وسيقع المحظور!!.
سارع بالتحرك ناحية غرفة الجلوس، ينوي أمرها بعدم الخروج ريثما ترحل الجدة، لكنه توقف على نداء الجدة:
- على وين يا وليدي حمدان؟؟
ارتبك، وتوتر، وهي رأت خلجاته، ولو لم ترى بعينيها لما صدقت أن ولدها حمدان الرجل العصامي الذي يهابه الجميع يتوتر ويخاف.
- ها.. ما بروح مكان، بس بروح المطبخ بسوي لج قهوة.
رفعت عصاها وأشارت:
- المطبخ هناك يا يومه، مب الصوب الثاني.
ناظر جهة المطبخ ثم ناظر لجهة غرفة الطعام، وشعر بجسده يسبح بعرقه، وأفكاره قد تاهت وهربت منه.
- فيك شي يا الغالي؟؟
طالعها ليرى بمقلتيها نظرة المعرفة، هي تعلم، بل كانت تعرف وجاءت تتقصى، وشك اهتدى إليه بمن أخبرها، لكن إن بعض الظن إثم، عليه أن يعرف أولا قبل أن يتهم رفيق عمره.
دار بجسده ناحيتها، وضيق بعينيه وسألها:
- يومه.. مين يلي جابج هنا؟؟
واجهته هي الأخرى بتحدي، وأجابته بقوة:
- ولد عمك سالم.
استعرت النيران بداخله، والخيانة تصفعه من جديد، وتساؤلات لما فعل ذلك به؟؟.. لقد اتمنه على أسراره، وعلى حياته، فكيف... عاد ينفي!!.. يستحيل أن يغدر به سالم حتى لو واجه الموت!!.
عاد ينظر إليها ينوي سؤالها لكنه ما لبث أن توقف جاحض العيون، ومتخشب الجسد، وروحه قد هفت لبارئها.
- حبيبي... مين عند الباب؟؟
بحة صوت ناعمة رقيقة، عذبة الأوتار، يعرفه تماما، لكن نغمة التدليل تلك أبدا لم تسمعها أذنيه من قبل؟؟.. عاد الصوت من جديد.
- حبيبي... العشى بيبرد!!.. يلا بسرعة تعال علشان تاكل.
كانت تقف بجانب الباب وأخذت تناديه، ستموت لا محال، سيقتلها وتعرف هذا، لكن لا بد من المحاولة والخروج من هذا السجن، فنار زوجة أبيها وابنتها أرحم من الذل والتحقير بين يديه.
لقد علمت من هو زائرهم الليلي، فما أن خرج ليفتح الباب حتى لحقت به لتحاول أن تستنجد بذلك الزائر، ومن حسن حظها أن تكون والدته، لهذا كان عليها المحاولة وطلب المساعدة منها، حتى لو بادلتها الكره، بأشد منه.
استجمعت طاقتها، وأخذت أنفاسا طويلة وخرجت تتلحف القوة والعزيمة، فخلاصها بين يدي والدته.
التقطت عيناها امرأة عجوز قد سار عليها العمر، وانحنى ظهرها من ثقل الأيام، وظهرت أخاديد تتحدث عن زمن غابر كانت فيه ملكة جمال، إذا هذه جدته وليست والدته.
ثواني هي فقط درست الوضع وبدأت كأنها لم تنتبه لوجودها وقالت:
- حبيبي العشى.... أه آسفة!!. ما انتبهت إن عندنا ضيوف.
تحركت بدلال، وشعرها يتحرك مع كل خطوة تقوم بها كأنه يتراقص بدل عنها ويخبره بانتصارها.
التقفت كف العجوز وقبلته ثم طبعت قبلة احترام على رأسها وهي تقول:
- هلا يومه، هلا وغلا توه ما نور البيت، حي الله مين زارنا.
وصلها صوتها الذي كان كما الكروان، ودعت أن تكون مثل صوتها الذي يطرب الآذان، وخرجت تتهدى بمشيتها كما الغزال يستعرض رشاقته وجمال تكوينه، يخبر الجميع بأنه لن يتواجد بمن يناطحه الجمال.
جرت عيناها عليها تقيمها، وأول ما أثار اعجابها هو خصلات شعرها الفاحمة والتي تصل لحدود وركها، ثم جمال وجهها وبياضها الذي أظهرته ساقيها الظاهرتان من قميصها، وجسدها الممتلئ، فأبدا لم تستسغ المرأة النحيلة، فباعتقادها أن الرجل يحب النساء الممتلئات، وغبية تلك الفتاة التي تبحث عن خسارة وزنها.
- النور نورج يا بنيتي.
- تسلمين يا الغالية، شخبارج؟؟.. وأخبار أهلج وعربانج؟؟.. عساكم طيبين؟؟.
- كلنا بخير وصحة وسلامة، وانت يا بنيتي شخبارج؟؟.. وعلومج؟؟.
- الحمدالله يا الغالية نحمد الله ونشكره
حادثتها وهي تناظر حفيدها الذي ما زال على صدمته، ووقف كتمثال من الشمع، فلأول مرة تخرج الأمور عن سيطرته، ولأول مرة يخسر.
- مبروك عليج يا بنيتي، واسمحيلي ما حضرت عرسج!!.
- ولا يهمج يا الغلا، أصلا ما كان في عرس، بس كانت ملجة وعلى طول رحت معاه.
- ليش يا يومه ما سويتي عرس؟؟.. كل البنات يبون يفرحون بأعراسهم؟؟
التفتت العنود تناظره وقالت باستهزاء:
- قال عنده ظروف خاصة وما يقدر يسوي عرس، فتوقعنا إن ما عنده أهل.
هي تلعب بالجمر وتثيره لتعيد اشتعاله، ويبدوا أنها تحفر قبرها بيدها، لكن من الممتع أن تسترد كرامتك حتى ولو فترة بسيطة.
فبدأت.. وجه باسم، ورموش مسبلة، وثغر منحني بطريقة مستفزه وشهي، ينادي لمن يقضمه.
- حبيبي... ليش واقف، تعال واقعد مع يدوه لين أجيب الفواله.
- فسارعت الجدة رافضة:
- ما له داعي يا بنيتي، تونا متعشيين والحمد الله، إلا قوليلي انت شو اسمج؟؟.. وبنت مين؟؟
- أنا يا الغالية اسمي عنود بنت محمد أحمد المنيعي
- والنعم فيج وبأهلج يا بنتي
- تسلمين يا الغالية
تحرك من مكانه بعد فترة وعيناه تقطر شررا عليها، لقد غافلته وانتصرت عليه، لكن ليس طويلا فهو حمدان الكتبي.
جلس على الكرسي المواجه لها ورماها باستحقار، وقال يحادث جدته وعيناه ما تزال ممسكة بنظراتها:
- يومه... يلي في بالج لا تخليه يعمر كثير، حده قليل وينتهي.
جابهت الجدة نظراته، واستعرت مقلتيها، وقالت بحكم عمرها، ومكر تعلمته مدى طول حياتها:
- كلامك صحيح يا وليدي، الحرام عمره ما يعمر!!.
انسلت نبضه، وانقبض صدرها، وطارت روحها، هل صارت تعيش بالحرام؟؟.. وتنتهك براءتها من كل من هب ودب؟؟.. هل قالت أنها ستتحمل ما سيقال عنها بسبيل حريتها؟؟..
ولم تعرف بأن الثمن سيكون غاليا عليها!!.
صعق من كلامها!!.. ورفض قولها!!.. فأب لنفسه الحرام، ورفض لغيره وصرخ يدافع عن نفسه:
- أنا تربيتج يا الغالية، تتوقعين مني إني أعيش بالحرام؟؟.
- ولما انه بالحلال، ليش بالدس؟؟... ليش ما جاهرت وطلبت؟؟.. تتوقع إني أرفض؟؟.. يا ما قلتلك إني بزوجك وانت ترفض، فشو يلي خلاك تدس عنا زواجك منها؟؟... شو هي أسبابك إن ما كنت عايش بالحرام؟؟.
سكت ولم يعلم ما يقول؟؟.. هل يخبرها بحقيقته المخزية؟؟.. بأنه أراد الزواج من طفلة لأنها تحدته وأغضبته!!.. هل يخبرها بأنه أراد فقط أن يعاقبها ثم يطلقها من ثالث يوم أو ثاني يوم لزواجهم كي تعود لمنزل، ولعائلتها، وتتلقفها الألسن بسبب عودتها بهذه السرعة؟؟.. وبالطبع سيعرف السبب بسهولة بسبب عودتها المبكرة.
أي خزي هذا؟؟.. وأي عار يستطيع به مداراته عن عائلته؟؟... هو الرجل العاقل الرزين يفعل هذا؟؟.. ماذا ترك للصغار؟؟.
- يومه... اسمحيلي، عادي أناديج يومه؟؟
هزت الجدة موافقة ثم تابعت العنود قائلة:
- هو ما خبركم علشان مب عارف ردة فعلكم على زواجه مني!!.
التفت إليها ما أن تكلمت، كانت تدافع عنه، سترته ولم تفضحه، ولم تستغل الفرصة للنيل منه، واسترداد حقها.
- ليش يا بنتي؟؟.. هذا يوم المنا لما هو يوافق على الزواج!!.
"حلو... هذا يلي ناقصني، أن الريال متعقد من الحريم، وجاي يرمي بعقده علي أنا"
همست عنود هذا لنفسها وهي تستمع للسر الذي يكشف أمامها.
وعادت تكمل حديثها:
- لأن عمري صغير وهو....
طالعته من طرف عينها وابتسامة شامتة توسدت ثغرها وأكملت:
- تراه أكبر عني بوايد.
تأملتها الجدة بدقة، ملامحها توشي بالصغر، لكنها لا تعرف بكم، فسألتها:
- ليش يا بنتي؟؟.. انت جم عمرج؟؟
- أنا عمري 19 يا الغالية
والتفتت الجدة ناحية حفيدها وسألته:
- وأنت جم عمرك؟؟
ماذا أقول يا أماه... عمر طار، وشعر غزاه الشيب، سن خطى عمرها سنين، وقلب شاب قبل شعري، فما تريدين مني اخبارك؟؟.
راقبها وتعلقت عيونهم، وتحدث دون أن يحيد ببصره عنها، يريد أن يرى ردة فعلها عندما تعلم، وابتسم بسخرية، وقال:
- عمري 37سنة يا يومه، والفرق بفرق عمرها، يعني أنا بكبر أبوها.
توسعت عينيها بصدمة، لم تتوقع أن يكون الفرق كبيرا بينهما هكذا، تعلم بأنه كبير لكن ليس لدرجة اقترابه من دخول سن الأربعين.
ثم ما لبثت أن توسعت شفتيها الممتلئتين بابتسامة سلبت لبه، وجعلته يزدري لعابه، فتلك الشفاه شعر بها تحت شفتيه، ذاق من أريجها وعسلها.
لم يستطع أن يبعد عيناه عنها، وظلت حدقتيه تتابع ثغرها الباسم بمكر بشغف، إلى أن حركته دون أن تخرج صوتا بكلمة واحدة فهمها بكل وضوح
- شايب
ثم التفتت للجدة التي كانت تراقب حفيدها بعين ثاقبة، وهزت رأسها بفهم ومعرفة، وبقلب مرتاح، وعادت تناظر عنود ما أن بدأت بالحديث:
- ومثل ما عرفتي ألحين، علشان كذا هو ما كان يبي حد يعرف عشان ما ينتقدونه، لأنه تزوج وحدة صغيرة.
- ما فيها شي يا بنيتي، تراه عادي الريال يتزوج بنت صغيرة، انت ما سمعتي عن الشواب يلي ياخذون بنيات صغار أعمارهم بال 15 و16.
هزت العجوز رأسها منتقدة هذا الصنف من الرجال، بكيف يتزوجون فتيات صغيرات بعمر حفيداتهن، وهم لم يبقى لهم من العمر سوى القليل، والخطأ الأكبر يقع على عاتق الوالدين بموافقتهم على هكذا زواج.
حركت رأسها باتجاهه وقالت:
- يا وليدي ما حد راح يضحك عليك، ويلي بيضحك أقص السانه قص.
الأمور تجري بسرعة، ولا يستطيع اقاف مجرياتها، لقد خرجت عن السيطرة ولم يعد يتحكم بها.
سعل يجلي حنجرته ثم قال:
- يومه... مال داعي نطول السالفة وهي قصيرة، خلاص أنا برجعها ل......
قاطعته الجدة غاضبة:
- ليش هي سيارة وتبي ترجعها؟؟.. ليش الزواج لعبان؟؟.. من متى وانت متزوج؟؟
فرك شعره وقد شعر بقلة الحيلة، فجدته قد حاصرته ولن يستطيع الفكاك الآن من هذا الزواج، وقال بضيق:
- من خمسة أيام
أمسكت الجدة رأسها وصرخت بصدمة:
- وا فضيحتاه!!.. وا خزياه!!.. تبي البنت تموت؟؟.. تبي أهلها يذبحونها والناس تاكلها؟؟.. ليش يا يومه؟؟.. انت العاقل تقول كذا؟؟.. تبي الناس تاكل البنت برجعتها للبيت؟؟.. أظن انك تعرف شو بيقولون لو رجعت بهذا الوقت صح؟؟.
- بس يا الغالية.....
قاطعته كما الصواعق بليلة ظلماء حالكة السواد:

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-16, 06:24 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

- لا تبسبس... الزواج ما هو لعبة!!.. متى ما خذيتها ومتى ما بغيت ترجعها، بنات الناس ما هم لعبة تلعبون فيهم أنتم الرياييل، ويلي ما ترضاه بأهلك لا ترضاه بغيرك، فاهم علي يا وليدي؟؟.
نعم هو يفهم ويعلم، وهو يدرك هذا، ولكن شيطانه قد وسوس له ليقبل تحديها، فمنذ أن أخذ لمركز الشرطة بسببها وهو قد أقسم على الانتقام منها.
كان شاردا بفكره، ولم يكن يستمع لما يقال، وعندما انتبه عاد يسأل والخوف بدأ يطرق جنباته.
- نعم يومه؟؟.. شو قلتي؟؟
أعادت كلامها من جديد، كأنها تخبره بأنها تعرف ما ينوي فعله، وهي سبقته بهذه الخطوة.
- قلت روحي يا بنتي والبسي ثيابج علشان تروحين معانا البيت، زواجك ما عاد يكون بالدس، وعرس بسوي علشان الاشهار بين الناس، ما فينا بكلام الناس يا ولدي.
فز من جلسته كمن تلبسه الشيطان، وقال وهو يناظرها بعيون كالجمر:
- لا يا يومه!!.. هي بظل هنا وما راح أخذها البيت العود.
ضربت بعصاها الأرض كمن أصدر الحكم وعليهم بالتنفيذ فقط دون أي اعتراض.
- وأنا قلت كلمتي يا بو عبدالله، وكلمتي ما تنزل الأرض، ولا انت شو تقول؟؟.
أمسكته باليد التي توجعه، لوتها بمكر، وطأطأ رأسه ثم قال:
- حاشا لل الله!!.. كلمتج تاج على راسي.
- خلاص انتهى الموضوع، وروحي يا بنتي عنود والبسي ملابسج وجهزي شنطة ملابسج.
كانت تجلس بهدوء وتستمع للحديث الدائر بين الجدة والحفيد، دون أن تتدخل بالحوار بينهم، فهي تريد أن تعرف إلى أين سيصل بها الحال معهم؟؟.. فهي أصبحت كما الكرة تتقاذف بين أياديهم، لكن الأمور جرت عكس ما كانت تتوقع!!.. فقد اعتقدت بأن زوجها المصون من نوع الرجال الذين يقومون بما يردون فعله ولا يهمهم رأي الباقيين، لكنه قد فاجأها أنه عكس ما توقعت، ويبدوا أن بقائها معه سيطول قليلا، ولا تعرف ما سيحدث الآن معه بعد أن كشف سره وعلموا بوجودها؟؟.. بل لا تعلم ما هو عقابها القادم، بعد قيامها بهذه التمثيلية السخيفة.
هزت رأسها للجدة مجيبة طلبها، ونهضت متجه لغرفتها الصغيرة، لترتدي عباءتها الوحيدة، التي غسلتها قبل قليل، وتأملت دولاب ملابسها الفارغ، وقهقهت بحسرة، من أين لها تلك الحقيبة؟؟.. فهي لا تملك سوى تلك الملابس التي لا فائدة منها الآن بعد أن تلطخت بالدماء، ولا تنفع سوى أن تكون ممسحة للأرض.
ارتدت عباءتها وشيلتها وخرجت متجهة ناحية غرفة الطعام، حملت عشاءها الذي لم تذق منه شيء وسكبته بصحن آخر وأغلقته بإحكام، ثم غسلت الصحون وخرجت، وكان هناك يجلس بجانب جدته والنار تشتعل من حول، لا بل بركان فارت حممه وطفحت تحرق كل ما حولها وهي تتجه إليها الآن، ما أن ينفرد بها لوحدهما، سيسكبها فوقها دون رحمة.
- جاهزة يا بنيتي؟؟.
هزت رأسها موافقة ثم تابعت الجدة متسائلة:
- شو هذا يلي في الكيس؟؟
ناظرت عنود الكيس وقالت:
- هذا زاد عن العشى يا يومه، وحرام أرميه بالزبالة، فقلت نعطيه للحارس أو أي واحد مسكين نجوفه بالشارع.
تنفست الجدة الصعداء، وهمست بكلمات الحمد، وشكرت الله بداخلها وقالت بفرحة لم تخفيها:
- بارك الله فيج يا بنيتي، وفي ميزان حسناتج إن شاء الله.
- إن شاء الله
- خلصتوا ولا بعده في كلام ما انقال؟؟
وقف من جلسته، وتحرك وهو يحادثهم فأوقفته الجدة متسائلة:
- ما راح تشيل شنطة ملابسها؟؟
أغمض عينيه بإعياء، وتساءل؟؟.. آلا نهاية لهذا اليوم المقيت؟؟.. الذي اعتقد بأنه سيكون يوم سعيد لأنه سيرتاح من هم جثم على كتفيه.
وكما العادة أنقذته من محنة الحقيبة التي لا وجود لها بالأصل، فهو لم يتوقع أبدا أنها ستطيل الفترة معه، كان سيكون يوم واحد وبعدها ستعود لعائلتها.
- يومه خليها لباجر، لأن عندي وايد ملابس، ولازم أرتبها بالشنط، وكذا بنسهرج معانا الليلة، وراح تتعبين.
- خلاص براحتج يا بنتي، سرنا على بركة الله!!.
تقدمت عنود وأمسكت الجدة من ذراعها تساعدها بالنهوض والسير، ومشت بجانبها، وخرجتا وأقفل حمدان الشقة وهموم العالم قد تمكنت منه، وجنون الغضب قد تملكه.
نزلا بالمصعد واتجها مباشرة لخارج العمارة وهناك شاهد سالم متكئ على سيارته، وما أن شاهدهم الآخر حتى اعتدل بوقفته وتقدم ناحيتهم، فبادره حمدان قائلا له ببرود:
- ما هقيتك يا ولد العم تطعني بالظهر!!.
صدم للوهلة الأولى من قوله لكنه عاد مسرعا يقول وقد فهم مقصده:
- وما عاش يلي يطعنك يا ولد عمي!!
- وش جزا يلي يخون صاحبه؟؟
انتفخت أوداج سالم، وارتفع سعير الغضب بداخله وأجابه بهدوء:
- الموت!!
ناظره حمدان بقوة ليواجهه الآخر دون خوف وقال بصقيع ثلجي:
- انت حكمت على نفسك ب........
فقاطعته الجدة زاجرة من هول ما سمعته، كاد أن يهدم علاقة ما كانت ستكون لو كانوا من بطن واحد:
- تحمل تقولها يا حمدان!!.. تحمل!!.
أدار وجهه بعيدا عنهم وتابعت الجدة قائلة:
- مب سالم يلي يفتن على أخوه، سالم يفدي أخوه بدمه، وروحه يعطيه هديه، هو يشتري بالغالي ما هوب رخيص.
سكتت تلتقط أنفاسها الهادرة ثم استطردت قائلة:
- أنا بعد ما واجهته بالموضوع أقر بالسالفة، فقلتله ياخذني لبيتك، بس هو رفض، ولما شافني معزمه وكنت بدورك بيت.. بيت، أخذني هو غصب عنه.
التفت حمدان للجدة متعجبا من قولها!!.. فمن كان يعلم بزواجه هو سالم فقط وتلك العنود، وهو يعلم بأنها لم تكن تملك هاتف أو أنها تعرف أرقام هواتف عائلته، إذا من يكون؟؟.. ولم ينتظر طويلا، فالجدة أجابته قائلة ما في جعبتها، تريد الانتهاء من هذا الموضوع.
- جارتنا أم محمد جافتك وانت كنت بالمستشفى، وسمعتك وانت تقول للدكتور بأنها زوجتك وجت تقولي وتسألني عن زواجك، ومتى صار؟؟.. وليش ما عزمناها على العرس؟؟.. بصراحة صدمتني لما قالت لي انك متزوج، وقلت إنها يمكن مخرفة، بس هي تمت مصرة وتقول إنك انت حمدان، وأنا أصلا كنت شاكة بشي وكلامها كان يقولي إن شكج بمحله، فرحت أنا وقلت لسالم بما أنه هو عنده كل شي عنك أنه ياخذني لبيتك وما طاع، ولما نويت أروح مع السايق أو أدور حد من الأولاد ياخذني، انجبر إنه يوافق .
فرك لحيته بخجل ثم نظر لصديقه وشقيقه سالم، واقترب منه قائلا:
- آسف يا خوي، العقل اليوم ما هوب معي، فاعذرني يا خوي!!
- الله يعينك يا خوي، ومعذور!!.. لو أنا بمكانك كنت هجيت من البلاد، ولا أسمع محاضرة اليدة.
قهقه الاثنان واحتضنا بعضهم البعض بحب، وظلت هي تناظره بعين مغايرة، وشعور غريب تسلل إليها لم تعرف ما هو؟؟.. هو يعامل الجميع بحب واحترام إلى هي.
ركب الجميع السيارة، وجلست هي بالمقعد الخلفي، وتحركت بهم السيارة منطلقة لحياة جديدة، ومكان جديد لا تعرف ما ينتظرها هناك؟؟
هل ستقاسي الأمرين معه أو ستفتح لها الدنيا من واسع أبوابها؟؟.. أم أن ما كتب على الجبين يظهر للجميع، بأن حياتها كتبت على المآسي والجراح، وأن عليها أن تقاوم وتصبر وتتحمل كما الجبل الشامخ الذي لا تهزه ريح، ولا يزعزعه اعصار.
*****************************************
- أم سالم وين أمي أنا ما أجوفها بغرفتها؟؟.
طالعته زوجته بتعجب وقالت:
- وين بتروح بعد يا بو سالم، أكيد في غرفتها، هي تصلي العشا وتنام على طول
- أقولج أنا رحت غرفتها وما جفتها هناك.
تلفت حوله والقلق قد نهش قلبه على والدته، فأين يمكن أن تكون؟؟.. فهذه المرة الأولى التي لا تكون بغرفتها، لهذا الشيطان أخذ يتلاعب بعقله بعدة سناريوهات حدثت لها.
ثوان مرت عليهم بخوف وهلع واستغراب، وما كاد يتحرك من مكانه للبحث عنها حتى شاهد الخادمة فنادتها أم سالم بسرعة سائلة إياها:
- كوماري ما جفتي ماما كبير؟؟
هزت الخادمة رأسها وأجابتهم:
- بلى ماما، أنا يشوف ماما كبير وبابا سالم يروح سوا سوا سيارة مال هو"
تطلع الاثنان لبعضهما البعض بدهشة، فأخرج هاتفه بسرعة من جيبه، ونقر عليه ليرن الهاتف، دقائق ليجيب الطرف الآخر ولم يمهله والده السلام ليسأله بسرعة:
- الوالدة معاك يا سالم؟؟
- هدي يا بوي أو شيء السلام عليكم
- وعليكم السلام... اخلص يا ولد، صدق انك رايق!!.. قولي ألحين أمي معاك؟؟
- هيه يا بوي هي معاي وألحين راجعين للبيت.
- ليش أمي بخير؟؟.. صاير فيها شي؟؟
- لا يا الوالد يدتي بخير وسهالة بس....
صمت سالم قليلا، ولا يعلم كيف يصوغ ما سيحدث بعد قليل.
- بس شو؟؟.. انطق يا ولد!!.. هو أنا أشحت منك الكلام ولا شو؟؟
ليقول بعد تردد:
- أقول يا بوي، قول للكل يتجمع، في شي لازم تعرفوه.
خفق قلبه بشدة، وشعر بدوار يعصف برأسه، لتسارع زوجته بإسناده بعد أن شاهدت شحوب وجهه.
- أبو سالم شو فيك؟؟.. شو صار علشان يصير فيك كذا؟؟
لم يعرها أي اهتمام وهمس لولده:
- أمي بخير يا سالم؟؟.. تكلم، وقعت لي قلبي!!.
فسارع ولده بتهدئته بعد أن فهم اللغو الذي حدث:
- يا بوي هدي واليدة ما عليها شر، بس الموضوع يخص حمدان.
تنفس الصعداء، وفك أزرار دشداشته ليستطيع التنفس جيدا، وهمس لولده:
- تعرف تستاهل ضرب بالخيزران يا الحمار، طيحت قلبي!!... حاشى ما تعرف تتكلم انت؟؟.
قهقه سالم بملئ فاهه على رغبة والده بضربه بالعصى، وقال وسط ضحكه:
- أفا يا الوالد تضربني أنا بعد ما خطى الشيب راسي؟؟... وصرت أبو عيال.
وعاد يضحك بصوت عالي، لتنتقل العدوة لوالده ويشاطره الضحك على ما قاله، وبعد مرور الوقت وهدأت نوبة الضحك، سأله والده:
- وش هو موضوع حمدان علشان أمي بكبرها تطلع من البيت؟؟
- بصراحة ما أقدر أقول لك على التليفون، لكن اصبر شوي وانت تعرف، ومثل ما قلتلك الكل يتجمع، فالخبر ما يتفوت.
- لهذي الدرجة؟؟
- وأكثر بعد، ألجين بخليك يا الوالد، قاعد أسوق السيارة وما عندي السماعات، لأني طلعت بسرعة وما أخذتها معاي.
- خلاص يا وليدي، توصل بالسلامة.
وأغلق الهاتف وتطلع لزوجته الواقفة وعلامة الاستفهام بادية على ملامحها، وقال وهو يرفع كتفه دلالة عدم الفهم:
- قال بس ننتظرهم وأن في خبر يخص حمدان.
- يا ساتر!!.. شوفيه حمدان؟؟
عاد يرفع كتفيه وأجابها:
- ما عرف، نصبر شوي ونعرف شو هو الخبر، وياخبر ألحين بفلوس، وباجر يكون ببلاش.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-16, 06:25 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

وهدية من عندي فصليين

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-16, 06:26 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

الفصل السابع.....

قاد سيارته ما يقارب الساعة تقريبا، والحديث كان يدور ما بين الاثنين وهي كأنها لم تكن موجودة... وكأنها تهتم لحديثهما، فهي كانت بعالم آخر تفكر بكيف السبيل الآن للخلاص؟؟.
استرعى انتباهها دخولهم لمنطقة يقال عنها أنها منطقة للتجار والأغنياء فقط، فبيوتهم العملاقة والفخمة تخبرهم بمدى ثرائهم.
ناظرت الفلل من نافذة السيارة بدهشة واعجاب، كانت أشكال وألوان، وكل واحدة منهن تنطق بالروعة والجمال، وفن هندسي متقن الصنع.
تطلعت للمنازل بانبهار، بالرغم من الظلمة التي أخفت بعض المناظر، إلى أن الأنوار المضيئة بكل منزل كانت تشبه أنوار الأعراس، أظهرت جمال ذلك الصرح الشامخ بجمالية بنائه.
تململ للمرة الأخيرة بمقعده، وأشواك حادة يشعر بها تخزه، احساسه بأنها قريبه منه تغضبه، والأكثر من هذا أنها الآن ستشاركه منزله وعائلته و أنفاسه، وولديه...
"يا إلهي ماذا سيفعل بولديه؟؟.. لا يعرف ما ستكون عليه ردة فعلهما عندما يعلمان بأنه قد أحضر لهم زوجة أب؟؟..."
توقف قليلا عند هذه النقطة وابتسم باستهزاء... "زوجة أب" فتلك أبدا لا يوحي شكلها بزوجة!!.. فليقل بأنه أحضر شقيقه أخرى لهم وليس بزوجه، أو ربما مربية لهم"، سكت قليلا وعقله يدور ويفكر بسرعة ويحسبها "ماذا لو؟؟... بالفعل لو يجعلها مربية لأولاده فهم يحتاجون للرعاية".
فيعود جانبه الآخر وشيطانه يوسوس له.. "وهل ستأمنها على أولادك وابنتك المحبوبة؟؟... إنها فتاة غير مسؤولة باعت نفسها من أجل المال، وأخلاقها مشكوك بها"، فصرخ الأب بداخله... "لا... أبدا... يستحيل أن يترك ابنته معها لتعلمها قذارتها الشائنة، ويستحيل أيضا أن يتركها بمنزله الشريف لتلوثه بقذارتها، يجب عليه أن يخرجها وبسرعة من بيته فلا مكان لواحدة مثلها بينهم".
وأخذ يفكر بكيف السبيل لإخراجها وتقتنع جدته بضرورة رحيلها.
حانت منه التفاته ناحية الجهة التي تجلس فيها خلف جدته يستطلع ما تفعله؟؟.. فشاهدها متكئة على النافذة مغمضة العينين لقد سقطت نائمة، هي متعبة ومجهدة، فاليوم فقط خرجت من المستشفى وهو لم يراعي تعبها.
عاد يرفض ما تختلجه من مشاعر ناحيتها فهي لا تستحق الشفقة، فتلك الصغيرة هي ماكرة لعينة، أنظر إلى أين وصلت بحيلها الخبيثة!!.. فهي قد استطاعت الدخول عقر داره، ولا يعلم أيضا ما تخبئه لهم من خبث، يجب عليه أن يخرجها وبسرعة من حياته.
وصلوا للمنزل وأوقف سيارته وخلفه ابن عمه سالم، ترجل من مقعده واتجه ناحية جدته ليساعدها بالنزول وحانت للأخرى التفاته للفتاة الجالسة خلفها فشاهدتها تغط بنوم عميق وقالت بحنان:
- مسكينة، شكلها تعبانة وايد، وويها مصفر.
سكتت قليلا ثم وكأنها قد تذكرت شيء ما قد غفلت عنه وسألته:
- إلا قولي يا حمدان؟؟
- سمي يا الوالدة.
- لما كنتم بالمستشفى هي كانت مريضة صح؟؟.
جز على أسنانه بغيض، لا يعلم ما يقوله، هل يقول أنها كانت تصارع الموت وهو قد نسي وجودها بحياته تماما.
- هيه كانت تعبانة.
- عسى ما شر، شو هو مرضها؟؟.
- ها....
اقترب منهم سالم وما أن سمع سؤال الجدة وأدرك أن صديقه بورطة حتى هب لنجدته قائلا:
- الله يهداج يا يومه، انت تعرفين إن الوحدة تمرض من أول أيام زواجها، لأن كل شي يتغير عليها، ولا تنسين إنها صغيرة.
طالعت حفيدها تبحث عن شيء مفقود تشعر به، ثم طالعت ابنها الآخر وقالت:
- الله يشافيها ويعافيها
ثم ربتت على كتفه وأكملت بهزل:
- وهلالله هلالله فيها يوليدي، ارحمها شوي، تراها بعدها صغيرة، وأنت صايم من سنين فعونك عليها ما تقدر تتحملك.
شرق بصدمته، وتوسعت مقلتيه، وسعل من حديث الجدة وإلى أين وصل مفهومها بسبب مرضها، وسالم احمر وجهه من شدة كتمه لضحكته وما أن ابتعدت قليلا حتى هدر حمدان قائلا لابن عمه:
- يا ويلك إن ضحكت!!
وكأنه بهذا فتح له المجال ليفك أسرها حتى انفجر بالقهقهة بصوت عالي، لدرجة أنه أمسك ببطنه غير قادر على ايقاف الضحك.
فتحرك حمدان بوعيد ورفع قبضته بغضب مفتعل وتوجه بها لصديقه ليبتعد الآخر هربا منه وصرخ به حمدان:
- روح دخل أمي البيت.
وتحرك سالم وهو ما يزال على ضحكه يساعد الجدة بالسير فيما توجه هو لسبب مصائبه، وكانت نائمة دون أن تشعر بما يحدث حولها.
ظل لبعض الوقت يراقبها من خلف النافذة ثم ما لبث أن تذكر ما حدث بسببها، فضرب زجاج النافذة بقوة أفزعها وجعلها تصرخ ولم يرأف بحالها، طالعته دون فهم ويدها على صدرها كأنها تخشى على قلبها الانفلات من صدرها من شدة ضرباته، فتح الباب وقال بخشونة:
- مطولة الاخت باليلسة؟؟.
طالعته بغيض من طريقته بإيقاظها، وتطلعت حولها لترى بأنهم قد وصلوا بالفعل للمنزل، فقد سرقها سلطان النوم آخذا بها لأحلامها الوردية، ولكنها استيقظت على واقعها الأليم.
فتحركت لتترجل من السيارة وناظرته بقهر وغيض.. كان يسد طريقها فقالت بحنق:
- ممكن تبعد شوي؟؟.
رفع حاجبه وناظرها ثم ناظر المكان الضيق الذي إن مرت فيه فبالتأكيد ستلامس جسده وهو بالتأكيد يلعب بالنار وسيحترق هو قبلها، لكن ماذا نقول لشيطانه الذي استيقظ للتو وينوي الكثير من الأشياء لفعله معها.
- أقول نزلي أحسنلج ولا تبيني أنزلج بطريقتي!!.
تطلعت لعينيه المسلطة عليها، هو قادر وهي لن تتحمل اليوم أي ضربات أخرى، فجسدها قد استهلك كل طاقتها وتريد النوم فما كان منها سوى أن تنصاع لأوامره فلا قوة لديها لمجادلته.
تقدمت للأمام وتطلعت للفتحة الصغيرة ثم لجسده فاجتاحتها قشعريرة غريبة لم تعرف لها سبب.. هل هو بسبب البرد أم شيء آخر؟؟.
وصلت لنهاية المقعد لتلفحها رائحة عطره المسكية القوية، فهذا ما داومت على شمها بملابسه، رائحة مسكرة شذية مختلطة بالعود الأصيل مع المسك، رائحة تجعلك تسترخي وترغب بالتمرغ بها، ولا تنام سوى معها لتكون أحلامك عطرة وجميلة منكهة بالأصالة.
ونزلت ليكون هو كالمارد العملاق وهي لا تصل سوى لحدود صدره وكما توقعت تلامسا بالرغم من محاولتها العسيرة عدم احتكاكها به. صعق جسدها وسرت كهرباء بكامل شرايينها ليصل لخافقها والذي كأنه تلقى موجة من الطاقة القوية ليعمل على سرعة عالية.
شهقت بفزع مما حدث و أسرعت بالابتعاد من هذه الأحاسيس التي تشعل بداخلها شيء لا تفقهه وما لا تعرف ما هو؟؟.. لكن ذراعه كانت لها بالمرصاد، فقد استحكمت خصرها النحيل بقبضة حديدية، فشهقت وتراجعت للخلف لتصطدم بالسيارة فأصبحت أسيرته واحتجزها بجسده الضخم.
فتحت فمها تبغي الصراخ عليه بالابتعاد، لكن حروفها أبت الخروج، فعادت من جديد راغبة بالهرب مما يعتملها من مشاعر تخيفها وتجبرها على الرغبة بالبكاء لما يصيبها، فعاندها لسانها كأنه قد أعجب بما يحدث وأراد أن يطيل الوقت للتنعم بتلك الأحضان الدافئة التي يتعطف بها دون أن يعلم هو بذلك.
ما الذي دهاه ليفعل هذا؟؟... لما لديه تلك الرغبة الكبيرة بسحق جسدها بجسده؟؟.. لما يشعر بالهيجان والاثارة معها هي بالذات دون عن الأخريات؟؟.. فلطالما شعر بالقرب من النساء بالبرود والجمود فييأسن من محاولة جذبه لهن ويرحلن خائبات، لكن معها يشعر بالحرارة، يشعر بالانصهار، بالطوق لها ليتمرغ بين فتنة شبابها.
اشتعلت عواطفه، ونسي مكانه، وأمسكها من خصرها النحيل ليقبض عليه بأصابعه بطوق ولهفة، ثارت أنفاسه وغامت عيناه ببريق الرغبة، فاحتجزها بينه وبين السيارة وهي مستسلمة ليديه يفعل بها ما يريد دون أي مقاومه.
أغمض عينيه منتشيا بهذه اللحظة، واستغرق غائصا بقربها منه بشكل حميمي يتنفس رائحة جسدها العبقة ثم ابتعد عنها بسرعة كما اقترب ليخلف بعده برودة طاغية اجتاحت كيانها وجعلت روحها الفقيرة متعطشة لدفئة وحنانه، وقال بصوت أراد به أن يكون صارما لكنه كان غريبا عليه .
- تعالي وراي
هزت رأسها بارتباك، ولعنت نفسها لسكوتها على ما فعله بها، ماذا سيظن بها الآن؟؟.. هل سيعتقد بأنها تغويه؟؟.. وهو لا ينقصه شيء بما يعتقده فيها.
سارت خلفه وهي تعتزم على الابتعاد عنه ومحاولة الرحيل من هنا بأي طريقة كانت، فهي تريد العودة لمنزلها وإلى شقيقها "مايد" لقد اشتاقت إليه كثيرا.
تنهدت بضيق تريد رؤية شقيقها والاطمئنان عليه، عليها هذا وستحاول أن تتكلم مع هذا الرجل الذي يدعى زوجها ليأخذها لمنزل والدها.
سارت خلفه برأس مرفوع، وأنف شامخ، ودخلت لتقف مذهولة من روعة المكان فهي لم تنتبه لما حولها فوجوده يكفي ليخفي العالم من حولها، فلديه تلك الكاريزما التي تجذبك للنظر إليه دون أن تستطيع أن تحيد بأنظارك عنه، تطلعت لما حولها وقالت بإعجاب:
- ما شاء الله تبارك الرحمن، ربي يزيدكم ويعطيكم من خيره.
كانت تتأمل حديقة المنزل وهي تسمي بالله، كانت حديقة خلابة واسعة لم تستطع النظر إليها كثيرا لكنها وعدت نفسها بالتمشي بها واستكشافها، لطالما حلمت وتمنت أن يكون لمنزلها حديقة حتى لو كانت صغيرة.
- خلصيني عاد، كل مرة راح توقفين، تراني مب خادم عندج علشان أترياج.
عاد للمشي وكرهها له يزداد أكثر فأكثر، سمت بالرحمن وتعوذت من الشيطان وتقدمت بقدمها اليمنى وسارت عدة خطوات وحاولت قدر الامكان أن تتطلع للأمام دون أن تنظر يمنه ويسرة لتبدي اعجابها بما تراه أمامها كي لا يقول عنها بأنها "بنت فقر" ولم ترى الخير بحياتها. توقف لتتوقف هي وتطلعت عيناها للأشخاص الجالسين وعيونهم مصوبة ناحيتها بصدمه، فما كان منها سوى أن أصابها الخجل من تحديقهم المركز بها فتوارت خلفه هاربة من نظراتهم، لتزداد دهشة الجميع مما حدث، ولما تلك الفتاة تقف خلف ابن عمهم حمدان؟؟.. ولما لم يردعها عن فعلتها تلك؟؟.. أسئلة كثيرة دارت بهم ولم يطل انتظارهم فالجدة قد فجرت قنبلتها بوجه الجميع.
- سلموا على حرمة حمدان
شهقات علت إلى أن وصلت لعنان السماء، وملامح مصدومة من هذا الخبر الغير معقول، وعيون شاخصة للأمام تنظر تارة لحمدان وتارة أخرى لتلك الفتاة الواقفة تقريبا تختبئ خلفه.
هل ما سمعوه صحيح؟؟.. هل ما التقطته آذانهم حقيقة؟؟.. أم هي من نسج أوهامهم؟؟.
فتساءل العم قائلا لوالدته ليعلم صحة هذا الخبر:
- يومه يلي قلتيه صحيح؟؟
- ومن متى وأنا أكذب عليكم؟؟.
- العفو يا الوالدة ما قصدي بس.....
ترك جملته وعاد يتأمل ذلك الثنائي، ولد شقيقه الذي نأى بنفسه عن الجنس الناعم، متعبدا بغار وحدته، ناقما على جنس جمعهم بخانة واحدة "خائنات"، يأتي الآن وبيده واحدة منهن كيف حدث هذا؟؟.. وكيف استطاعت تلك أن تعيده لتلك الدائرة المحرم نطقها أمامه؟؟.. فقط والدته القادرة على الوقوف أمامه وبزقها بوجهه.
التفت يتطلع للفتاة.. بها شيء ملفت بالنظر، شيء يجذبك إليها، عينيها الجميلة والتي تظهر مدى قوتها، وأنفها شامخ وينطق بأنه لم يكسره أحد، وملامح ماذا يقول عنها سوى أنها جميلة بتكوينها، فسبحان الله من صورها بأحسن صورة.
حرك رأسه ينظر لابنه نعم فحمدان ولده الذي رباه وقال بحزن:
- أفا يا ولدي حمدان تتزوج ما تخبرني؟؟.
توتر وارتبك، لا يعلم ما الكلمات المناسبة ليرد عليه، كما أنه لا يحب نغمة العتاب وهو بزواجه كأنه صفعهم، وكأن لا عائله له، وهو يستحق تقريعهم له.
شاهد خلجات وجهه والحيرة التي به، وعدم تمكنه من التبرير، فرحم حاله وقال يبدد التوتر الذي انتشر بالغرفة:
- أنا عارف السبب؟؟
صاعقة شلت روحه، وعيونه توجهت ناحية عمه الذي كان يناظره بقوة، وتساءل.. هل هو مفضوح؟؟.. هل علموا ما كان ينوي أن يفعله بها؟؟.. لحظات واسترخت ملامحه عندما بدأ عمه بالحديث:

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-16, 06:27 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 322215
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداعام حمدة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام حمدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام حمدة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة

 

- ليكون بس كنت خايف تاخذنا معاك علشان خايف تشوفني أنا وترفضك وتتزوجني، تراك تعرف...
أخذ يمسح على لحيته وشاربه، ثم ملس عضلات ذراعه وصدره، لينفجر الجميع ضاحكين حتى هي استرخت عضلاتها المشدودة من عتابهم وربما رفضهم لها لعدم تلاؤمها مع مستواهم الاجتماعي لكن ما قاله الرجل العجوز كان مختلفا، فقهقهت بسعادة لما قاله فأتبعت دون شعور تجيبه :
- تبا الصدق يا عمي يمكن لو شفتك كنت اخترتك بداله
شمخ العم برأسه للأعلى وضرب على صدره قائلا:
- جفت كيف؟؟.. كل البنات يموتون علي.
وعادت نغمة السعادة ترن بصداها بأرجاء المنزل، ثم نهض العم مقتربا من ابن أخيه واحتضنه بقوة وهو يبارك له.
- مبروك يا وليدي، مبروك يا الغالي يا ولد الغالي، منك المال ومنها العيال
وتوال التبريكات من باقي الأفراد، وتحرك العم ناحية زوجة ابنه قائلا:
- تعالي يا بنتي أنا عمه وبحسبة أبوه يعني عادي تسلمي علي، ولا لا يكون بعدج مصرة أنج تبيني أنا بداله؟؟.
توردت خجلا من حديثه وضحكت بخفوت من جملته الأخيرة وقالت:
- هو عادي بس خايفه أصير لحم مفروم
- أفا ليش؟؟.. انت خايفة منه؟؟.. تخافين منه وأنا موجود!!
وضرب على صدره ببسالة فاقتربت منه كأنها تهمس له بسر والجميع يحدق بهم وابتسامة فرح تتوسد شفاههم مما يرونه:
- لا أنا ما خايفة منه هو!!
قطب العم بتمثيل متقن وهمس الآخر يواكبها بالتمثيل:
- عيل من منوا خايفة؟؟.
- خايفة من الحرمة هذيج يلي تطالعنا
أشارت ناحيتها ليتتبع اشارتها ثم يشهق بفزع وقال بصدمة:
- يا ويلي صادوني... هلا بالغالية، هلا.. هلا بأم العيال هلا..
لم تقدر سوى أن تنفجر ضاحكة على أسلوب العم المرح بالترحيب بها، وانتشر صوت ضحكاتها كما العندليب يتردد بين الجموع المتطلعة لتلك الفتاة الجميلة والمبهرة .
اقترب منها آخذا إياها بأحضانه ومرحبا بها:
- ألف مبروك يا بنتي
فقالت بابتسامة حلوه خلبت ألبابهم والخجل تلون بوجنتيها:
- الله يبارك فيك يا عمي
اقتربت المرأة منهما وقالت وهي تناظر العم بنظرة جانبية:
- يا بنتي بقولج نصيحة.. بعدي عن هذا الشايب وما عليج منه، هو ما يصدق حد يعطيه سالفة يبي حد يمدحه بأي طريقة.
ثم ما لبثت أن أخذتها بأحضانها
- ألف مبروك يا بنتي، منج العيال ومنه المال، وأخيرا ما صدقنا أن حمدان تزوج.
تطلعت لها بنظرة ثاقبة وأكملت بعدها:
- والله وعرفت تختار يا حمدان، ما شاء الله عليج يا بنتي وعلى جمالج، ربي يحفظج من العين يا بنتي!!.
فهمست عنود بصوت خفيض من أثر خجلها لهذا المدح الذي لم تتلقاه أبدا بحياتها، وتلك الدعوات التي انهالت عليها بطول العمر، هطلت عليها من غرباء، وأقرب الأشخاص لقلبها كانت دعواتهم بالموت والرغبة بالفكاك منها، فسبحان الله في خلقه شؤون.
- مشكورة يا خالتي
التفتت عيناها تبحث عنه دون اراده لترى ردة فعله على هذا وشاهدته يقف بجمود ويغتصب ابتسامة رغما عنه وهمست لنفسها " حشى والله إنك شايب"
لم يصدق بما يراه ويسمعه!!.. اعتقد بأنه سينال سيلا من التوبيخات والرفض على زواجه من طفلة صغيرة، لكن ما حدث قد صدمه كثيرا!!..
الجميع أحاط به يهنئه ويدعوا له بالسعادة وبالرفاه والبنين، والكل يقهقه بسعادة، إذا... لما هو يشعر بعدم الراحة؟؟.. لما يشعر بوجودها بأنها كسلسلة تغلغله وتجتث منه أنفاسه؟؟.. ضيق يعتنق صدره، وخوف ينهش فؤاده، هو لا يريد هذا، هو يريد حريته، يريد راحة باله وهناءه، وهو سيتمسك بها بكل ما يستطيع من قوة، وتلك المتطفلة بحياته يجب عليها الرحيل قبل أن تتمكن من الجميع!!.
جلسوا لبعض الوقت مع العائلة، وتناقشوا بأمر زفافهم الذي لا بد من اشهراه.
رفض كان منه لما يريدون فعله، وصمت اتخذته ملاذها، وبداخلها معركة دارت راحها بين رغبتها بالسعادة والاستقرار، وبين شقيقها ورغبتها بالخلاص من هذا الرجل الذي تعرف بأن حياتها معه ستكون شاقة وصعبة، وهنا فاز شقيقها بتلك الحرب فما أن حانت منها نظرة من طرف عينها ناحيته وجدت الوجوم على وجهه، والغضب يشع من عينيه، ووعيد مخيف بأن عقابها قد اقترب لهذا نطقت أخيرا:
- يا عمي ما له داعي الخسر على شي ما يسوى
ناظرها الجميع بذهول وأكملت هي حديثها غير عابئة بصدمتهم:
- يا عمي احنا متزوجين من أسبوع وألحين أنا معاكم في البيت فعلى أي أساس نسوي عرس وطقطقة، خلاص شي ما صار من الأول فما منه فايدة بعدين
- بس يا بنتي عنود الاشهار لازم يصير، وحمدان غلط لما ما خبرنا عن زواجه منج
سكتت تعيد اسمه بداخلها "حمدان"، اسمه حمدان، لم تكن تعلم ما هو اسمه سوى الآن عندما قدمت لمنزله، كانت ستعود لمنزل عائلتها مطلقة وهي لا تعرف اسمه.
خرجت من حديث النفس على صوت الجدة منهية الموضوع تماما ومقربة وقت القصاص.
- خلاص بنسوي عشى بنعزم الكل عليه، وبقول كانت في ظروف منعت نسوي حفلة عودة وهذا آخر الكلام، وألحين تصبحون على خير بروح أريح جسمي أحسه مكسر شوي.
نهضت الجدة وساعدها أحد أحفادها وغادرت ناحية غرفتها، فتبعها الباقون تاركين خلفهم زوجين وكأنهم موشكين على نهايتهم.
تحرك راحلا دون أن يناديها فما كان منها سوى أن تتبعه مجبرة، ارتقى السلالم فتبعته وعيناها تتجول لفخامة المنزل ولأثاثه الذي ينطق بالغلاء وبذوق عالي، التفت لليمين لتفعل مثله ثم فتح باب أحد الغرف وكان بعيدا عن باقي الغرف
دلف للداخل ووقفت هي على عتباتها غير قادرة على اكمالها، فالخوف تسلل إليها، والفزع من القادم نال منها، الشقة كانت كبيرة لكن هنا الوضع سيختلف، ستكون معه، سيراها وستراه، ستضمهما غرفة واحدة وسقف واحد، انتشلها من ضياعها وتيهها صوته الآمر:
- مطولة الاخت، ولا تبيني أشيلج يا عروس مثل الأفلام؟؟.
رفعت رأسها لتطالع سخريته المغلفة بغضب مكتوم، تعرف بأنه سيفلت عقاله ما أن يغلق عليهم باب واحد، وبلحظتها استردت قوتها وهيبتها، أبدا لن تسمح له بأن يخيفها، ستقف بوجهه ولن تتركه يكسرها بعد الآن. بادلته النظرات بشموخ وصلابه وتطلع هو إليها ولعن بداخله تلك القوة التي ما تنفك تعود إليها من جديد أقوى وأقوى.
دخلت بعد أن سمت بالرحمن وتجاوزته قائلة:
- الله يخليك وفر قوتك أخاف لا شلتني ينكسر ظهرك يا.... شايب
وبعدها دارت حول نفسها متطلعة إليه بعد أن سمعت صوت اغلاق الباب خلفها، وعيناه قد اتشحت بالسواد وبشيء آخر مخيف أرعبها لحد شعورها بالدوار، وبوادر الاغماء يلوح حولها كالنجوم التي تتراقص أمام عينيها.

 
 

 

عرض البوم صور ام حمدة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
)...., اللقا, اماراتية, تاهت, بقلمي, جلدة, عناويني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية