كاتب الموضوع :
ام حمدة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يوم اللقا تاهت عناويني ( اماراتية ).... بقلمي \ ام حمدة
الفصل السابع.....
قاد سيارته ما يقارب الساعة تقريبا، والحديث كان يدور ما بين الاثنين وهي كأنها لم تكن موجودة... وكأنها تهتم لحديثهما، فهي كانت بعالم آخر تفكر بكيف السبيل الآن للخلاص؟؟.
استرعى انتباهها دخولهم لمنطقة يقال عنها أنها منطقة للتجار والأغنياء فقط، فبيوتهم العملاقة والفخمة تخبرهم بمدى ثرائهم.
ناظرت الفلل من نافذة السيارة بدهشة واعجاب، كانت أشكال وألوان، وكل واحدة منهن تنطق بالروعة والجمال، وفن هندسي متقن الصنع.
تطلعت للمنازل بانبهار، بالرغم من الظلمة التي أخفت بعض المناظر، إلى أن الأنوار المضيئة بكل منزل كانت تشبه أنوار الأعراس، أظهرت جمال ذلك الصرح الشامخ بجمالية بنائه.
تململ للمرة الأخيرة بمقعده، وأشواك حادة يشعر بها تخزه، احساسه بأنها قريبه منه تغضبه، والأكثر من هذا أنها الآن ستشاركه منزله وعائلته و أنفاسه، وولديه...
"يا إلهي ماذا سيفعل بولديه؟؟.. لا يعرف ما ستكون عليه ردة فعلهما عندما يعلمان بأنه قد أحضر لهم زوجة أب؟؟..."
توقف قليلا عند هذه النقطة وابتسم باستهزاء... "زوجة أب" فتلك أبدا لا يوحي شكلها بزوجة!!.. فليقل بأنه أحضر شقيقه أخرى لهم وليس بزوجه، أو ربما مربية لهم"، سكت قليلا وعقله يدور ويفكر بسرعة ويحسبها "ماذا لو؟؟... بالفعل لو يجعلها مربية لأولاده فهم يحتاجون للرعاية".
فيعود جانبه الآخر وشيطانه يوسوس له.. "وهل ستأمنها على أولادك وابنتك المحبوبة؟؟... إنها فتاة غير مسؤولة باعت نفسها من أجل المال، وأخلاقها مشكوك بها"، فصرخ الأب بداخله... "لا... أبدا... يستحيل أن يترك ابنته معها لتعلمها قذارتها الشائنة، ويستحيل أيضا أن يتركها بمنزله الشريف لتلوثه بقذارتها، يجب عليه أن يخرجها وبسرعة من بيته فلا مكان لواحدة مثلها بينهم".
وأخذ يفكر بكيف السبيل لإخراجها وتقتنع جدته بضرورة رحيلها.
حانت منه التفاته ناحية الجهة التي تجلس فيها خلف جدته يستطلع ما تفعله؟؟.. فشاهدها متكئة على النافذة مغمضة العينين لقد سقطت نائمة، هي متعبة ومجهدة، فاليوم فقط خرجت من المستشفى وهو لم يراعي تعبها.
عاد يرفض ما تختلجه من مشاعر ناحيتها فهي لا تستحق الشفقة، فتلك الصغيرة هي ماكرة لعينة، أنظر إلى أين وصلت بحيلها الخبيثة!!.. فهي قد استطاعت الدخول عقر داره، ولا يعلم أيضا ما تخبئه لهم من خبث، يجب عليه أن يخرجها وبسرعة من حياته.
وصلوا للمنزل وأوقف سيارته وخلفه ابن عمه سالم، ترجل من مقعده واتجه ناحية جدته ليساعدها بالنزول وحانت للأخرى التفاته للفتاة الجالسة خلفها فشاهدتها تغط بنوم عميق وقالت بحنان:
- مسكينة، شكلها تعبانة وايد، وويها مصفر.
سكتت قليلا ثم وكأنها قد تذكرت شيء ما قد غفلت عنه وسألته:
- إلا قولي يا حمدان؟؟
- سمي يا الوالدة.
- لما كنتم بالمستشفى هي كانت مريضة صح؟؟.
جز على أسنانه بغيض، لا يعلم ما يقوله، هل يقول أنها كانت تصارع الموت وهو قد نسي وجودها بحياته تماما.
- هيه كانت تعبانة.
- عسى ما شر، شو هو مرضها؟؟.
- ها....
اقترب منهم سالم وما أن سمع سؤال الجدة وأدرك أن صديقه بورطة حتى هب لنجدته قائلا:
- الله يهداج يا يومه، انت تعرفين إن الوحدة تمرض من أول أيام زواجها، لأن كل شي يتغير عليها، ولا تنسين إنها صغيرة.
طالعت حفيدها تبحث عن شيء مفقود تشعر به، ثم طالعت ابنها الآخر وقالت:
- الله يشافيها ويعافيها
ثم ربتت على كتفه وأكملت بهزل:
- وهلالله هلالله فيها يوليدي، ارحمها شوي، تراها بعدها صغيرة، وأنت صايم من سنين فعونك عليها ما تقدر تتحملك.
شرق بصدمته، وتوسعت مقلتيه، وسعل من حديث الجدة وإلى أين وصل مفهومها بسبب مرضها، وسالم احمر وجهه من شدة كتمه لضحكته وما أن ابتعدت قليلا حتى هدر حمدان قائلا لابن عمه:
- يا ويلك إن ضحكت!!
وكأنه بهذا فتح له المجال ليفك أسرها حتى انفجر بالقهقهة بصوت عالي، لدرجة أنه أمسك ببطنه غير قادر على ايقاف الضحك.
فتحرك حمدان بوعيد ورفع قبضته بغضب مفتعل وتوجه بها لصديقه ليبتعد الآخر هربا منه وصرخ به حمدان:
- روح دخل أمي البيت.
وتحرك سالم وهو ما يزال على ضحكه يساعد الجدة بالسير فيما توجه هو لسبب مصائبه، وكانت نائمة دون أن تشعر بما يحدث حولها.
ظل لبعض الوقت يراقبها من خلف النافذة ثم ما لبث أن تذكر ما حدث بسببها، فضرب زجاج النافذة بقوة أفزعها وجعلها تصرخ ولم يرأف بحالها، طالعته دون فهم ويدها على صدرها كأنها تخشى على قلبها الانفلات من صدرها من شدة ضرباته، فتح الباب وقال بخشونة:
- مطولة الاخت باليلسة؟؟.
طالعته بغيض من طريقته بإيقاظها، وتطلعت حولها لترى بأنهم قد وصلوا بالفعل للمنزل، فقد سرقها سلطان النوم آخذا بها لأحلامها الوردية، ولكنها استيقظت على واقعها الأليم.
فتحركت لتترجل من السيارة وناظرته بقهر وغيض.. كان يسد طريقها فقالت بحنق:
- ممكن تبعد شوي؟؟.
رفع حاجبه وناظرها ثم ناظر المكان الضيق الذي إن مرت فيه فبالتأكيد ستلامس جسده وهو بالتأكيد يلعب بالنار وسيحترق هو قبلها، لكن ماذا نقول لشيطانه الذي استيقظ للتو وينوي الكثير من الأشياء لفعله معها.
- أقول نزلي أحسنلج ولا تبيني أنزلج بطريقتي!!.
تطلعت لعينيه المسلطة عليها، هو قادر وهي لن تتحمل اليوم أي ضربات أخرى، فجسدها قد استهلك كل طاقتها وتريد النوم فما كان منها سوى أن تنصاع لأوامره فلا قوة لديها لمجادلته.
تقدمت للأمام وتطلعت للفتحة الصغيرة ثم لجسده فاجتاحتها قشعريرة غريبة لم تعرف لها سبب.. هل هو بسبب البرد أم شيء آخر؟؟.
وصلت لنهاية المقعد لتلفحها رائحة عطره المسكية القوية، فهذا ما داومت على شمها بملابسه، رائحة مسكرة شذية مختلطة بالعود الأصيل مع المسك، رائحة تجعلك تسترخي وترغب بالتمرغ بها، ولا تنام سوى معها لتكون أحلامك عطرة وجميلة منكهة بالأصالة.
ونزلت ليكون هو كالمارد العملاق وهي لا تصل سوى لحدود صدره وكما توقعت تلامسا بالرغم من محاولتها العسيرة عدم احتكاكها به. صعق جسدها وسرت كهرباء بكامل شرايينها ليصل لخافقها والذي كأنه تلقى موجة من الطاقة القوية ليعمل على سرعة عالية.
شهقت بفزع مما حدث و أسرعت بالابتعاد من هذه الأحاسيس التي تشعل بداخلها شيء لا تفقهه وما لا تعرف ما هو؟؟.. لكن ذراعه كانت لها بالمرصاد، فقد استحكمت خصرها النحيل بقبضة حديدية، فشهقت وتراجعت للخلف لتصطدم بالسيارة فأصبحت أسيرته واحتجزها بجسده الضخم.
فتحت فمها تبغي الصراخ عليه بالابتعاد، لكن حروفها أبت الخروج، فعادت من جديد راغبة بالهرب مما يعتملها من مشاعر تخيفها وتجبرها على الرغبة بالبكاء لما يصيبها، فعاندها لسانها كأنه قد أعجب بما يحدث وأراد أن يطيل الوقت للتنعم بتلك الأحضان الدافئة التي يتعطف بها دون أن يعلم هو بذلك.
ما الذي دهاه ليفعل هذا؟؟... لما لديه تلك الرغبة الكبيرة بسحق جسدها بجسده؟؟.. لما يشعر بالهيجان والاثارة معها هي بالذات دون عن الأخريات؟؟.. فلطالما شعر بالقرب من النساء بالبرود والجمود فييأسن من محاولة جذبه لهن ويرحلن خائبات، لكن معها يشعر بالحرارة، يشعر بالانصهار، بالطوق لها ليتمرغ بين فتنة شبابها.
اشتعلت عواطفه، ونسي مكانه، وأمسكها من خصرها النحيل ليقبض عليه بأصابعه بطوق ولهفة، ثارت أنفاسه وغامت عيناه ببريق الرغبة، فاحتجزها بينه وبين السيارة وهي مستسلمة ليديه يفعل بها ما يريد دون أي مقاومه.
أغمض عينيه منتشيا بهذه اللحظة، واستغرق غائصا بقربها منه بشكل حميمي يتنفس رائحة جسدها العبقة ثم ابتعد عنها بسرعة كما اقترب ليخلف بعده برودة طاغية اجتاحت كيانها وجعلت روحها الفقيرة متعطشة لدفئة وحنانه، وقال بصوت أراد به أن يكون صارما لكنه كان غريبا عليه .
- تعالي وراي
هزت رأسها بارتباك، ولعنت نفسها لسكوتها على ما فعله بها، ماذا سيظن بها الآن؟؟.. هل سيعتقد بأنها تغويه؟؟.. وهو لا ينقصه شيء بما يعتقده فيها.
سارت خلفه وهي تعتزم على الابتعاد عنه ومحاولة الرحيل من هنا بأي طريقة كانت، فهي تريد العودة لمنزلها وإلى شقيقها "مايد" لقد اشتاقت إليه كثيرا.
تنهدت بضيق تريد رؤية شقيقها والاطمئنان عليه، عليها هذا وستحاول أن تتكلم مع هذا الرجل الذي يدعى زوجها ليأخذها لمنزل والدها.
سارت خلفه برأس مرفوع، وأنف شامخ، ودخلت لتقف مذهولة من روعة المكان فهي لم تنتبه لما حولها فوجوده يكفي ليخفي العالم من حولها، فلديه تلك الكاريزما التي تجذبك للنظر إليه دون أن تستطيع أن تحيد بأنظارك عنه، تطلعت لما حولها وقالت بإعجاب:
- ما شاء الله تبارك الرحمن، ربي يزيدكم ويعطيكم من خيره.
كانت تتأمل حديقة المنزل وهي تسمي بالله، كانت حديقة خلابة واسعة لم تستطع النظر إليها كثيرا لكنها وعدت نفسها بالتمشي بها واستكشافها، لطالما حلمت وتمنت أن يكون لمنزلها حديقة حتى لو كانت صغيرة.
- خلصيني عاد، كل مرة راح توقفين، تراني مب خادم عندج علشان أترياج.
عاد للمشي وكرهها له يزداد أكثر فأكثر، سمت بالرحمن وتعوذت من الشيطان وتقدمت بقدمها اليمنى وسارت عدة خطوات وحاولت قدر الامكان أن تتطلع للأمام دون أن تنظر يمنه ويسرة لتبدي اعجابها بما تراه أمامها كي لا يقول عنها بأنها "بنت فقر" ولم ترى الخير بحياتها. توقف لتتوقف هي وتطلعت عيناها للأشخاص الجالسين وعيونهم مصوبة ناحيتها بصدمه، فما كان منها سوى أن أصابها الخجل من تحديقهم المركز بها فتوارت خلفه هاربة من نظراتهم، لتزداد دهشة الجميع مما حدث، ولما تلك الفتاة تقف خلف ابن عمهم حمدان؟؟.. ولما لم يردعها عن فعلتها تلك؟؟.. أسئلة كثيرة دارت بهم ولم يطل انتظارهم فالجدة قد فجرت قنبلتها بوجه الجميع.
- سلموا على حرمة حمدان
شهقات علت إلى أن وصلت لعنان السماء، وملامح مصدومة من هذا الخبر الغير معقول، وعيون شاخصة للأمام تنظر تارة لحمدان وتارة أخرى لتلك الفتاة الواقفة تقريبا تختبئ خلفه.
هل ما سمعوه صحيح؟؟.. هل ما التقطته آذانهم حقيقة؟؟.. أم هي من نسج أوهامهم؟؟.
فتساءل العم قائلا لوالدته ليعلم صحة هذا الخبر:
- يومه يلي قلتيه صحيح؟؟
- ومن متى وأنا أكذب عليكم؟؟.
- العفو يا الوالدة ما قصدي بس.....
ترك جملته وعاد يتأمل ذلك الثنائي، ولد شقيقه الذي نأى بنفسه عن الجنس الناعم، متعبدا بغار وحدته، ناقما على جنس جمعهم بخانة واحدة "خائنات"، يأتي الآن وبيده واحدة منهن كيف حدث هذا؟؟.. وكيف استطاعت تلك أن تعيده لتلك الدائرة المحرم نطقها أمامه؟؟.. فقط والدته القادرة على الوقوف أمامه وبزقها بوجهه.
التفت يتطلع للفتاة.. بها شيء ملفت بالنظر، شيء يجذبك إليها، عينيها الجميلة والتي تظهر مدى قوتها، وأنفها شامخ وينطق بأنه لم يكسره أحد، وملامح ماذا يقول عنها سوى أنها جميلة بتكوينها، فسبحان الله من صورها بأحسن صورة.
حرك رأسه ينظر لابنه نعم فحمدان ولده الذي رباه وقال بحزن:
- أفا يا ولدي حمدان تتزوج ما تخبرني؟؟.
توتر وارتبك، لا يعلم ما الكلمات المناسبة ليرد عليه، كما أنه لا يحب نغمة العتاب وهو بزواجه كأنه صفعهم، وكأن لا عائله له، وهو يستحق تقريعهم له.
شاهد خلجات وجهه والحيرة التي به، وعدم تمكنه من التبرير، فرحم حاله وقال يبدد التوتر الذي انتشر بالغرفة:
- أنا عارف السبب؟؟
صاعقة شلت روحه، وعيونه توجهت ناحية عمه الذي كان يناظره بقوة، وتساءل.. هل هو مفضوح؟؟.. هل علموا ما كان ينوي أن يفعله بها؟؟.. لحظات واسترخت ملامحه عندما بدأ عمه بالحديث:
|