الفصل السادس والستين
صدقك مع ذاتك ,,
أهم بكثير من توقعات الآخرين عنك
نـطق بضيق : ليش ما تنتظر لبكرة ونمشي كلنـا سوا ؟ طريق الليل مايريح
لؤي بضيقة أكبر : لا يبه مضطر امشي اللحين .. مواعد واحد بشغله صبح بدري , ماراح ألحق اذا انتظرتكم , وبعدين انتو ناوين تتغـدون وتمشون عصر .. مطولين يعني
أبو نايف : وهالموعد ما يتأجل ؟ قل برا الديرة واقابلك بعدين
لؤي هز راسه بهدوء : ماراح ينفع ( تنهد وهو ينحني لراس ابوه وخشمه ويبوسـه ) دعـواتك لي يبه لاتحرمني اياها
ابو نايف : الله يستر عليك يارب .. انتبه للطريق وخلك مصحصح
لؤي هز راسه وهو يلتفت يركب .. وقفه يد ابوه تمسك ذراعه , التفت وهو ينخنق من نظرة أبوه الممـزوجه بقلق : هالعيد ريحتني لما جيت واحتفلت معنا زي كل سنة .. وادري انك كابت بس هذي خيرة صدقني .. طمـني عنك مرتاح ؟
لؤي بلع ريقه وهو ينـزل عيونه مباشرة وبصوت مهموم : عسرت ولا تيسرت .. حمد الله بكل الأحوال ..
ابو نايف : حمدالله .. وحياك الله في بيتك
لؤي طالع ابـوه لفترة ... ونطق بهـم : البيت لازم يكـون احساس .. ماهو مكان وبس . . والمطلوب دايم افعال احلى من كلامنا
ابو نايف ابتسم : ابشر باللي تبي
لؤي شد على شفاته وهو يبتسم بهم : ممكن اضمك يبه ؟
ابو نايف ضحك بعفوية : ههههههههههههههه وهذي تبي لها استئذان ( سحبه حتى انحنى بقامته وهو يمسح على ظهره ) خلك لؤي اللي اعرفه دايم .. ولدي وسندي وعلى طول على قلبي
: الله .. الله ما شاء الله وش جلسة الأحضان ولم الشمل هذي ؟
التفـتوا لنايف اللي كان مـار وشافهم , ابو نايف : ههههههههههه غرت آجل تبغى ؟
نايف وهو يقرب منهم : لا شدعوة لا غرت ولا غيره ( التفت لؤي ) شسالفتك فاقد حنان اجل ؟
لؤي بابتسامته العفوية هز كتوفه : يمكن
نايف ظل يطالعه وهو ينطق بنبره هادية بعيدة عن مزاحه المعتاد : ماشي ؟
لؤي انقبض قلبه .. وهو يرد بهزة راس مجردة من الصوت : ...........
نايف طالعه لفترة ... وبعدها رجع لنبرته المعتادة : اجل دام السالفة مفتوحه تعال اضمك بعد انا ترا فيني حنان اكثر من ابوي
لؤي ابتسم وهو ينطق : لا عاد مصخت خلاص
نايف ضمـه وهو يربت على كتفه بقـوه : مو بكيفك ويا خشتك ! ( كمل بنبره خافته باذنه ) إنتبه لنفسك لؤي .. ورقمي عندك لاتنساه
لؤي شد على قبضته وهو يبتعد من نايف ونظراته له كان فاهمه كلش .. تنهد وهو يمسح بعيـونه على انحاء المزرعة . . واهله المنتشرين بالمكان .. وعيونه متعلقة بالكل وكأنها تحاول تحفظها بذاكرته للأبد .. نطق بكئابة : يله انا ماشي
ابو نايف وهو يتثاوب : الله يستر عليك اشوفك بكرة
لؤي شد على قبضته : إن شاء الله
ركب سيارته وهو يبـتعد عن المكـان .. ويعطي نفسه فرصه ياخذ منحنى عند كل نقطة ويسجـل خروج .. هذي زيارته الأخيرة هنا ..
***
ارمشت بكــــسل وهي تجاري الاصوات بالحديقة .. عقدت حواجبها بثقل وهي تفـتح عينها اخيرا بخمـول ... شدت على شفاتهـا تكبح ابتسامتها وخدودها توردت بحياء وهي تحس بمنابت ذقنه تداعب جبينهـا .. بحذر رفعت راسها من كتفه وكلها شوق لوجـهه .. ابتسمت وعيـونها متعلقة بوجهه .. كان نايم بعمق وحواجبه المعـقودة دايم بغرور كانت مرتاحه بنـومته .. وانفاسه تتابع بشكل منتظم .. سندت راسها على ذراعها وهي تراقبه .. وبيدها تمسح على خصـل شعره الفحمي الكثيف .. تنهـدت وهي تحس قلبها بيوقف من فرط السعـادة وتهمس لنفسها : مــــو حلم
ذراعه مستقرة على جبينه ومخبيه نص عيـونه انحنت ليـده وهي تبوس خاتمه الفضي بحجر احمر الفخم باصبعه الخنصر .. ملامحـه المرتاحه اوسم من أي تواصيف ممكن تجتهد تنطقها .. زادت ابتسامتها وسع وهي تستشعر همسه في اذنها باسمهـا " غـــادة " .. ما سمعت اسمها بهالعذوبه من قبل .. باصابعها الطويله استشعرت الجرحين المنحـوته تحت صدره .. لانت لمحتها بأسى من شكل الجرح وكيف ملتئم وندبه مازالت محفوره ...رفعت عيـنها للساعة اخيرا . . 9 و 40 دقيقة .. عدلت جلستها وهي تضم شعرها الطـويل الكثيف لجانب واحد من كتفها .. وتسحب روبهـا الحريري وتلبسه وهي تنهض وعيونها مازالت أسيرة لشكله النايم ... مشت بخطـوات هادية حذره ترفض انها تفسد راحة ملامحـه .. فتحت الخـزانة بحذر وهي تخــتار ملابس مريحـة لعيون الصبح .. دخـلت الحــمام تاخذ لها حمام دافي .. ومشاعرهـا فوق الغيـوم .. بعيده جدا جدا عن أرض الواقع .. ارتدت ملابسهـا بنشاط : -
بلوزه حرير بالأبيض العاجي و التنــورة ميــدي لنص الساق ترابيه .. مع كعب خفيف بتفصيلة ناعمة بيـج , وفيـونكة بمقدمتها بالوردي الحالم , شعرهـاالمبـــلول رفضت تشغل المجفف وتقلق راحته , تركته مجـعد وهي ترفع مقدمته من وجــهها وتترك جوانبه على كتوفها ومنسدل بشكل ملفت للنظر لحد حضنها .. تمكيجت مكياج خفيف صباحي بالأوان هادية ماتتمرد على الوردي الحالم , بعد ماخلصت لبسها رشت عطرها وهي تفرش سجادتها .. وتلبس شرشفها وتكبر تصلي الضحى وتشكر ربها على النعــــمة , النعمة اللي كانت بنظرها حـلم , رتبت سجادتها وهي تطالعه بهيـام وتتنهد وتحس بصعوبة انها تفارق هالمنظر , لوحة فنية تتمنى تتأملها للابد . انسحبت وهي تسكر الغـــرفة بهدوء وتــنزل لتحت والإزعاج والفوضى ألذ من أي شي .. كل حاجه منعشه هالصباح .. مافيه حاجه سلبيه بعيـــونها .. دخلت الصالة والكل جالس على طاولة الطعـام يفطر .. ابتسمت بحيـوية وخدود متوردة بنظارة .. وعيون ببريق سعادة : صبــــــــاح النور
سعادتها كانت ملحــــوظة للكل .. رد الكل عليها بردود متنـوعة , ونفسيات غير ..
: صباح الخيرات ياهلا
: بدري عليك تصحين !
: وين اللي بتسهر معنا امس ؟ شتحسين به !
انحنت لرنيم اللي جالسة بكرسي كبير لحالها وهي تبوس خـدها وتشيلها بين يدينها وتجلسها بحضنها وهي تجلس : افطرتي ياماما ؟
اسماء نـزلت من فوق وهي تسحب شـنطتها بثقل وصعـوبة , نطقت بتذمر : احد يقوم يساعدني !
وداد : والله انك رايقة تسحبين شنطتك اللحين تعالي اجلسي افطري
اسماء بزفرة طويلة وهي تجلس شنطتها على آخر عتبه وتسحب جوالها من جيب بنطالها وترد باخلاق قافله : افطري انتي ماراح تمشين الا عقب الظهر .. انا هيثم يقول بفطر وعقبها بنمشي مباشرة
ام عبدالمجيد : طيب اجلسي حبيبتي اكلي لقمتين دام خلصتي شنطتك
اسماء انتبهت لغادة قالت بقهر : هلا والله ؟ وين السهرة ؟ وين اللي بتشوف الشروق معي ؟ الحكي ببلاش تبيعينه ؟
غادة وقفت بنص ماهي تاكل خبـزتها :يووووه راح عن بالي كل هذا والله النوم سلطان غلبني
اسماء : غلبك هاه ؟! ( درعمت وهي تجلس بمكانها وتسحب زيتونه بفمها ) اخخخ جويعة تعبت مدري انا ارتب شنطتي ولا اصحي الزلابة ميهاف ولا اراسل هيثم طيرني
ام نايف : وميهاف ماصحت ؟
اسماء : لا والله مرة عمي بنتك هذي شوفي لها حل خليها تحجم .. نومها ثقـــيل بشكل !!! فهود ويزيد فوق راسها يلعبون ويصرخون ولا حياة لمن تنادي تكد نوم الأخت
سجى : احسن لها والله ليتني مثلها ! انا الحيوان فهيد ويزيد من صحوا صحيت معهم .. ازعاااااج متحرك ! اخ يابيتنا متى ارجع واشبع نوم بس دون بزارين
غادة تلفتت : اسوم ابتسام نايمة بعد ؟
وداد : ايه وانا قايله لحد يصحيها مدري شفيهم عيالها دوامهم مسائي ! نايمين طول النهار واذا جا الليل اشتغلوا فيها مناوبه
اسماء تو تصب لنفسها شاهي جتهـا رسالة بجوالها ( زوجي العزيز ) :
انا برا
زفرت بملل من نظامه .. من امس يعطيها التحديثات رسايل دون يكلمها واذا دقت مايرد .. وحتى برسايله مايوجه لها كلام .. يعطيها خبر وبس ! تنهدت بضيق وهي توقف : يله ياجمـاعة الخير نشوفكم باقرب فرصة
ام نايف : وين وين ما افطرتي ؟
اسماء وهي تلبس عبايتها : اكرمكم الله خلاص شبعت
مرت على الموجودين وهي تسلم عليهـم كلهم وتسحب شنطـتها تطلع .. وتنطق بتوديع : اشوفكم لارجعتوا بإذن الله
أول ماطلعـت كان بدر واقف يتكلم معه وهو داخل السيارة , اول ما انتبه لها بدر توجه لها وهو ياخذ الشنطة من يدها : هاتي هالشنطة اللي كبرك تسحبينها سحب
اسماء وهي تسحب كـابه اللي مايستغني عنه من راسه : شكـــرا ! وترا بسرق هذا الشي
بدر وهو يمسح على راسه المحلوق : ههههههههههه لي فترة اغراضي ماتنسرق فهمت ليه
اسماء وهي تثبت الكاب فوق طرحتها وتركب السيارة , انتبهت له يزفر دون نفس وهو يسحب الكاب من راسها ويطلعه من النافذة لبدر , بدر : هههههههههههه شفيك يخي رجعه لها عادي متعودين
هيثم : انا ماتعودت وبعدين اكبر من راسها وش تبغى به ؟
بدر ثبت الكاب على راسه وهو يتوجه لنافذة اسوم وبابتسامة الحيوية : تامرين شي قلبي ؟
اسماء بقهر : ايه ( بهمس ) تكفى لا ترجع للرياض قبل تكلم ميهاف , والله مسكينة واضح انها تكابر بس متأثرة بالحيل .. ( بنبرة رجاء اكثر ) طلبتك اقلها كل عام وانتي بخير
بدر بلع ريقه وهو يبتسم بانحراج لان هيثم جمبها : لا توصين ( كمل بعد تنهيدة ) خل نشوفك زورينا
اسماء بقصد : في بيتك ان شاء الله
بدر ماعارض هز راسه : ان شاء الله
ابتسمت اسماء وهي تسكر النافذة .. حرك هيثم السيارة بينما التفتت له بهدوء وهي ماقدرت تحلل نفسيته من ورا نظارته الشمسية , ومسند اصابعه على فمه ويربت بخفه باصبعه وهو يسوق : ......................
اسماء بمبدئية : حبيبي
هيثم : ..............................
اسماء ابتسمت وبنبرة حيوية بذلت جهد فيها : كيف الكفته اليوم ؟ ام سلمى عليها كفته شي يخبل ... ذقتها صح ؟
هيثم : ....................
اسماء بزعل : شنـو جدار انا ؟
هيثم : .........................
عقدت حواجبها بقهر من اسلوبه .. مارد عليها حتى بلغة جسده , وكأنه بالسيارة لحاله ... نطقت بمواجهة للمشكلة : زعلان من امس ؟
هيثم مجرد ربت اصابعه على فمه زاد سرعه : .........
اسماء نزلت راسها بإحباط .. وبنبرة خافته : وقت تقرر تواجهني بدل هالحقران , عطني خبر ..
انتظرت ردة فعل لآخر كلمة لكن لا حياة لمن تنادي .. والاسوأ مكالمتـه مع الدكـتور المشرف وتأكيده لموعد معه أول مايوصل الرياض ..
***
طرقت الباب وألحقته بفتحه مباشرة دون إنتظار إذن الدخول وهي تبتسم : احـــم احم ( فتحت عيونها وهي تنتبه لها صاحية والغرفة فوضى نوعا ما ) صاحية ؟ وداد تقول انك نايمة
إبتســـام وهي تلبس جـــاكيتها وتدخل رضاعات التوأم شنطتهـــا : صاحية من فترة بس قلت ماحنـزل إلا بعد ما أرتب اغراضي مره وحده
غـادة وهي تجلس على سرير إبتسام وتطالع مشعل وعبدالرحمن النايمين : ماشبعوا نوم ؟
ابتسام وهي تسحب شنطــة التوأم وترفعها للسرير وتوضبها: كيف ماشبعـوا نوم ! ماناموا الا الساعه 8
غادة : اساعـــــدك بشي ؟
ابتسام : ايه تكفين .. بهدوء دون تغيرين عليه نومته بدلي حفاظته
غادة كشرت : في غير قسم المجاري واللي يعافيك
ابتسام بقهر : مالت عليك بس وتقولين اساعدك ! ( عقدت حواجبها ) إلا اقولك انتي وينك امس ؟ قلتي بصعد اشوف رنيم وشكلك نمتي معها
غادة ونبض قلبها في تزايد .. سدت فمها تكبح ابتسامتها : .........
ابتسام زادت تعابيرها استنكار : سلامات شفيك ؟
غادة وقفت وبخطوات سريعه فتحت الباب وهي تطل براسها بتتأكد فيه احد , لما تاكدت سكرت الباب وهي تدخل وتستنشق كل هواء المكان وهي تحضن يد ابتسام : ابتسام !
ابتسام وعقلها ما أستوعب حالتها .. : بسم الله الرحمن الرحيم .. شعندك انتي ؟
غـادة وعيونـها تجعدت من فرط ابتسامتها : عـندي كل خير
ابتسام وهي تطرح اللبسه الولاديه بيدها وتحس الموضوع جدي وتعطيها كامل اهتمامها : شصاير امس ؟
غادة ضمت ابتسام بكل قوتها وهي تبي تفرغ طاقتها الايجابيه نطقت بنبرة ممتنه ومشبعه بالسعادة : اللي صار لي فراس .. تخيلي صار جد !
ابتسام وهي فاتحه يديها دون استجابه لحضنها من صدمتها : غادة خنقتيني ولا فهمت شي وش صار فراس ؟!
غادة افلتت حضنها وهي ماسكته كتوفها وتقفز بخفة : يعــــني طلع يحبني .. تخيلي يا ابتسام عقب كل هذا !
ابتسام فعلا انصدمت .. فتحت عينها وهي تنطق : كيف كيف كيف ؟! ( جلست وهي تجلسها جمبها ) تعالي انتي وش يعني طلع يحبك ؟ والله لو ايش ما أصدق عقب كل هذا يحبك ؟
غادة ماقاومت تجلس وقفت وهي تتنهد بغرام : كنت احسب اني منسية ومحد يطيقني .. وصلت مرحلة يأس تخوف امس .. مادريت إني اعتبر شي في قلب إنسان مايبيني اعرف احساسه
ابتسام عقدت حواجبها : يعني هو قالك يحبك ؟
غادة التفتت لها بحيوية : اقـــــولك اعترف لي .. ( جلست جمبها وهي تحضن يدينها وبعيون بريقها مشع ) ابتسام ماتتخيلين كمية الإحساس اللي فيه مو فراس كلش ! نقيض اللي عرفته كل هالفترة صار أمس ... قمة قســــوته كانت قمة حنيته ( تنهدت تفرغ الشحنآت المتجمعه بقلبها الصغير ) سولف لي تفاصيل حبه امس وانا بس أسمع ماني مستوعبة .. كل ما قال كلمة ابيه بس يعيد استوعب
ابتسام بنبرة مذهوله : سبحـــــــان المسخر ! ( ابتسمت اخيرا وهي مبسوطة بجد ) يعني خلاص انتهت الحرب ؟
غادة : الله لا يعيدها .. والله امس كنت ناويه اقوله يتركني بحال سبيلي من التعب اللي وصلت له , ( هزت راسها بعدم استيعاب ) ماتوقعت ولا واحد بالمية اني ممكن اكون جمبه .. والله يا ابتسام زي الحلم للحظتك هذي انتظر اصحى منه
ابتسام كانت مبتسمة لسعادة اختها وهي تضمها بحنية : حمدالله اللي طمن قلبك يختي ( قبصت ذراعها وهي تنطق بقوه ) وانا اقول شعندها امس خفست !
غادة وردت خـــدودها وهي تبلع ريقها : والله هالسعادة كبيرة على قلبي .. لو مت اللحين ماعندي أي اعتراض , اكتفيت فوق ماتتصورين
ابتسام : بسم الله عليك ! انتي اللحين بديتي بإذن الله .. قدامك حياتك عيشيها خلاص وانسي كل اللي صار
غادة ويدها رفعتها لصدرها تهدي نبضها : الله يسعــــد قلبه أهم شي .. اذا هو بخير انا خلاص بخير
ابتسام : ههههههههه والله يبي لي فترة ترا استوعب .. للحين مو مصدقة ان ابو خشم اعوج هذا طالع منه كل ذاه ؟ انتي متأكدة انه هو لا يكون قرينه جاي يلعب فيك ؟
غادة شهقت وهي تضرب كتفها بخفه : بسم الله علي الرحمن الرحيم ! ( بحب ) والاهم بسم الله عليه ... وبعدين مين ابو خشم اعوج ؟ ابو سلة سيف قصدك
ابتسام رفعت حاجب وهي توقف : عاش ابو سيف الله يرحم يومك تجلسين ساعة كاملة تبكين منه
غادة : خلاص هذي ايام ولت .. انا جالسة افتح صفحة جديدة
ابتسام بجد : عاد انتي وياه ماقصرتوا قصيتوا عمر اللي حولكم معكم , اولهم امه المسكينه الله يعديكم اثمها
غادة : خلاص ابتسام اقولك ايام ولت .. اللي فات مات انتهينا
ابتسام وهي تنحني للتسريحة تطلع اغراضها منها : ما قصدي كذا ياهبلة .. قصدي لازم تقولين لها طبعا , المسكينة شايله همكم اتركوها تنبسط
غادة تسندت على راس السرير بحالمية : هو بيقــولها أكيد .. والله شكلها دعواتها كثر ما انحرق قلبها من وضعنا
ابتسام : عشان كذا أنا اقول لازم تعطينها خبر واللحين
غادة هزت راسها : ما راح أقولها قبل اسأله يمكن هو يبغى يقولها
ابتسام : إلا شعندك مرتاحة كذا ؟ جهزتي اغراضك ؟
غادة وابتسامتها زادت وسع : لا .. ماراح نمشي اليوم لسى
ابتسام : عـــــــــــــشتوا ! وش بتجلسون تسوون ويا وجيهكم ؟
غادة هزت كتوفها : مدري .. هو ماقالي حتى بس عمي قالي انه قاله امس ماراح يمشي
قـــاطع سوالفهم دخول وداد بثقلها : صحيتي ابتسام ؟
ابتسام : ايه من زمان وقلت برتب اغراضي وبنزل .. وجت المطيورة واشغلتني بكلامها اللي مايخلص
وداد : انـزلوا تقهـــووا طيب , ترا ما انتظرناكم
ابتسام : ايه والله راسي يبي له قهـوة بس خل اخلص شغلي قبل
غادة وقفت وهي تنفض تنورتها : يله بما انك ماتبين مساعدتي انا نازله اتقهـوى اجل
ابتسام وهي تطالع وداد عقب ماطلعت غادة : شوفي الحــــيوانه بس لي ساعة اشحذها بس تغير لمشعل ورافضة واللحين مابي مساعدتها
وداد وهي تجلس بثقل : الخوات الصغار كلهن كذا بزع .. سجى اذل نفسي مليون مره قبل تسوي لي شغله
***
ميهـــــاف كانت جالسة بخـمول على الكنبه بعد مانزلت اغراضها , ام نايف بضيق : ميهاف ! نزلتي الشنطة وجلستي جمبها تقهوين اخلصي ارسليها برا خل يحملونها بالسيارة
ميهـاف طاقتها صفر لكن وقفت وهي تسحب رجـلها ... طلـعت لمقدمة الفيلا وهي تنطق بكسل : بابا هذي ..
سكتت وهي تنتبه للي واقف بقامته الطويلة وبيده ريمـوت لعبة سيارة فهد يلعب معه ويا يزيد .. بطوله الفارع ووسامته الشبابية , نظارته كان رافعها فوق الكاب بينما توقف عن اللعب لما انتبه لها ... شدت بقبضتها على شنطتها وهي تدير ظهرها مباشرة عشان تدخل لكن صوته استوقفها .. رغم انها واعده نفسها ماتستجيب لهالصوت نهائي : ............. ميهاف !
بدر التفت لفهد وهو يعطيه الريموت : خذ فهود والعبوا بعيد ( مشى ناحيتها بهرولة خفيفة قبل تدخل وهو ينطق بمرح مربوك ) كــل عام وانتي بخير .. زمان عنك والله لك ..
قاطعته بنبرة مخنوقة : اليوم اربعه .. العيد خلص .. بدري تعيد ؟
بدر : والله غلطان ويحق لك تعتبين علي بس ..
ميهاف دون تلتفت له وبنبرتها احباط : لا .. ماني عتبانه نهائي .. اللي يحب بيتكلم دون اعاتبه .. ونفس الشي اللي يشتاق يدل طريقه . بس مو ذنبك اذا احساسك مايقودك
بدر تنهد : والله الموضوع مو سالفة احساس .. بالعكس , انا جربت احبك بإحساسي وماضبط .. هالمرة جالس احبك بعقل , ماراح اكون اناني زي قبل واوقف قدامك وانا ما أستاهلك
ميهاف التفتت له وعيونها الواسعه حمراء من دموع تجمعت بصوته مباشرة : اناني قلت لي ؟! ( اشرت لنفسها بقهر ) من وراك صرت التمس أي اشارة حب توصل لي .. بيأس جالسة احاول احس اني ممكن انحب وممكن انقبل .. فقدت ثقتي بنفسي من وراك ! صايرة متردده على طول وخايفة على طول .. كسرت حتى حبي لنفسي !
بدر بضيق نـزل راسه : اعترفي ان تاثيري جمبك ماكان العكس من هذا كله ؟ كسرت حبك لوظيفتك وتحكمت بكل شي .. انا جالس احاول اكون وياك بعلاقة نتشارك فيها .. ماراح أكون سيد الوضع زي قبل .. انتي تستاهلين احسن وانا جالس احاول اكون هالأحسن
ميهاف بغبنة : ماتقنعني بهالكلام اللي كله مثالية مزيفة ! وحتى لو كلامك هذا صح ؟ قد ايش تحتاج عشان تواكبني .. شهور صار لنا يابدر على هالوضع ! ماراح اقتنع اني صعبه لهالدرجة ... هذا انت صرت موظف خلاص وش تنتظر بعد ؟
بدر بنبرة أسف : سامحيني اجل اذا فكرتي ما وصلت لك .. بس الموضوع مو وظيفة .. انا جالس اغير قناعات بنيتها اكثر من عشرين سنه , ماراح اتسرع وابدا غلط .. مو هالمرة
ميهاف هزت راسها وهي تنطق بغبنة : خذ راحتك اجل .. قد ماتبغى من وقتك خذ .. بس لا تكون مرة متأكد انك وقت ترجع بتحصلني في نفس المكان ! مو بكل مره تكون هذي الاعترافات دواء لجروحنا .
عطته قفاها وهي تدخـل للبيت دون توقف بالصالة .. صعدت مباشرة وهي تمسح دموعها وكلها قهـر من وضعها ..
***
بنص جلســــة القهـوة عند الحريم .. دقات قلبها وصلت لأعلى مراحلها وهي تسمع الصوت الرجولي يتنحنح فوق : يمــــــــه احد بالطريق ؟
ام فراس فتحت عيونها بصدمة : الساعة 11 واربعين وفراس توه صاحي ؟
غادة انتبهت لإبتسام ترفع حاجبها وترمقها بنظرة .. ضحكت دون شعور نبه الكل عليها , سجى بمقت : وش يضحكك , ضحكينا معك ؟
غادة وهي توقف : ماضروري تعرفين ياقلبي خلي منك الحشرية ( التفتت لام فراس ) ارتاحي خالتي انا بروح
طلعت من الصالة وهي تحس ربكة كأنها تشوفه لأول مرة , ابتسمت وقلبـها توسع وهي تشوفه يطالع ساعته وتو بيرجع ينادي .: يمـــ .. ( رفع حواجبه لما شافها وهي تلعب باطراف شعرها المجــعد ومبتسمه له وتمشي ناحيته بخـطوات متمضضه )
غادة وراسها منـزلته ورافعه عيونها له : صبــاح النور
فراس تلفت حـوله وماكان فيه الا ياسمين اللي جالسة على القعدة الجانبية بآيبادها : ياسمين !
ياسمين : لبيه
فراس : شمجلسك هنا لحالك على الآيباد واهلي مجتمعين ؟
ياسمين بانصياع : بروح لهـم
دخلت عند الحريم بينما ابتسمت غادة وبهمس ناعم : الآيباد هاه ؟
فراس برفعة حاجبة المعروفة : مــتى صحيتي اجل ؟
غادة وهي تبعد شعرها ورا اذنها وبنفس الهمس : من زمان
فراس ابتسم : وكيف نــومتك ؟
غادة بحياء وخدود متورده : كويسـة .. ( كملت بصوت اخفت ) وانت ؟
فراس رفع حواجبه : نايم لهالساعة ... مايبي لها سؤال يعني !
غادة وهي متأكدة ان عداد حياتها جالس يلعب فيها : .............
فراس : وليش ماصحيتيني معك ؟
غادة : حسيتك نايم من قلب قلت اخليك ترتاح .. ( كملت بنعومة ) تفطر ؟
فراس طالع ساعته : لا .. لو تبيني افطر كان صحيتيني معـاك
غادة فتحت عيونها : يـوه ! ليش اللحين بسوي لك فطورك استنى
فراس مسك يدهـا قبل تروح : لا يابنت الناس ماينفع .. ( بنبرة لها قصد ) الفطـور اللي بخاطري ما ينوكل قدام العالم
غادة دخــــنت وهي تسد فمها بيدها بحياء وهمس : فـراااس بس
فراس قبص خـدها بنعومه ارفقها بكف ناعم وباس يده : طيب انا ناديت امي على فكرة مو أنتي , ماشبعتي مني للحين ناطحتني من الصبح ؟
غادة برطمت : ماتبيني ؟
فراس : لا بغـــــيتك أعرف اسمك
طلعت ام فراس وهي عاقدة حواجبها : كل هذا عشان تطـلع ؟ جلستوا ساعة
فراس : كل هذا تتغلين علي أم فراس .. مناديك من أول وينك ؟
ام فراس : على بالي بس بتمر قلت غادة تكفي
: بـــــــدري تصحى
كان ابو عبدالرحمن اللي دخل ويوجه كلامه لفراس : كان جلست للعصر يابوك ليش مستعجل تصحى ؟
فراس ببرود : لا شبعت خلاص .. ولو اجلس للعصر بتفقدني يعني وعندك هالقبيلة كلها ؟
ابو عبدالرحمن ابتسم وهو يطالع غادة : وش هالـــــزين , يتهيء لي ولا بنيتي زايد حلاها هالصبح ؟
فراس تلقائي طالعها وراحته زادت وهو يحس بلمعة عيونها .. كانت أمس على شفى حفرة من الجنون : ...........
غادة : الله يسلمك يبه .. الحلا من عيونك والله
ابو عبدالرحمن : هههههههههههههه نايم للظهر بحقك اجل ( مسك معصم غادة النحيل ) تعالي بس قهـويني فنجال قبل اطلع للصلاة
خذاها معـــه بينما تنهدت ام فراس بضيق : رح يامك الطريق فاضي
فراس وهو فاهم قصد امه .. سالها ببـرود : ليش ضايقة كذا ؟
ام فراس بهم : ماتدري يعني
فراس وهو حافظ جوابها , لكن نطق باستنكار : لا مدري ما عاش اللي يضايقك
ام فراس بقهر : لا تدعي على نفسك يا امك ..
فراس : لااااا ! انا اللي مضايقك ؟
ام فراس بكئابه : انسى خلاص بس لا سمعت حكي جدك هذا اضيق .. منى عيني يكون حقيقة والله وارتاح ويرتاح بالي , بس الله يهديك
فراس وهو يكبح ابتسامته باس راسها : ومن قالك ان حكي جدي مو صح ؟
ام فراس بنفس الضيقة : جـــــــــدك قصده انك متأخر لانك سهران معها وخذاك النوم !
فراس رفع كتوفه بطبيعية : عارف ان هذا قصده .. وهذا اللي صاير
ام فراس فتحت عيـونها : وش قـــــــــلت ؟
فراس ابتســـم ابتسامة كاد ثغره ينساها : واضح مجـتهدة بالدعاوي ام فراس .. ارتاحي خلاص لا عاد تشيلين همي
ام فراس : شـــــــلون يعني ؟ ( هزت راسها ) ما استوعبت
فراس بنبره دافيه : طـاح وجه الضيق , اضحكي خلاص ربي حقق لك اللي تبينه
ام فراس فعلا مافهمت .. عقلها الباطن كان خايف يفهم صح ويطلع فهمها غلط كالعادة وقصده شي ثاني : مافهمتك والله .. تكلم وش يعني ؟
فراس ابتسم : هذي هي عندك داخل اسئليها انا طالع عندي مشوار قبل الصلاة
ام فراس : ويــــــن رايح تعال ( كبست عيونها وهي تشوفه يطلع )
عقدت حواجبها وهي ترجع تدخل عند الحريم مباشرة على عجل .. كانت غادة جالسة جمب ابو عبدالرحمن اللي يغسل لها تمره ويحطها بيدها : هذا من انتاج مزرعتنا مافيه زيه
ام فراس : غــــادة !
غادة : هلا خالتي
ام فراس وهي مافيها صبر : تعالي دقيقة ابيك
ابو عبدالرحمن بعدم رضا : اتركيها يانورة تتقهـوى واجلسي تقهوي .. بعدين
ام فراس باصرار : لا مافيه بعدين ابيها بموضوع ضروري
غادة اللي فهمت انه قالها ابتسمت : يبه ترا تاخرت على الصلاة الحق ( وقفت ) جايه خالتي
ابو عبدالرحمن : شف شف البازع تصرفني
غادة وهي تضحك بحيوية : ههههههههههههه العوض بقهـوة المغرب
ام فراس وهي تطلع معها للحديقة الخلفية .. نطقت بحيرة : غادة ؟ فراس متغير صح ؟
غادة ابتسمت : قـــال لك اجل ؟
ام فراس : قط علي تنغيزات مافهمها وبالأخير قالي اسألك ! وش يقول لي ؟
غادة وهي تلعب باصابعها : يقولك انـه امس بدينا صفحة جديدة وخلاص دفنــا اللي صار كله .. ( رفعت راسها وباستشعار للنعمة ) امس تفاهمنا خلاص
ام فراس بعدم تصديق : احلفـــــــــــي ؟
غادة بنفس النبرة الهادية : والله .. والله العظيم هذا اللي صار , بطلنا نتعذب ونعذب اللي حولنا وأولهم انتي
غادة فتحت عيـونها بصدمة وهي تنتبه لدمعة تسيح من عيون ام فراس بهون .. : خالتي شفيـــك ؟!
ام فراس وهي ترفع اصابعها تسد فمها : مافيني شي حبيبتي ( رفعت عيونها الدامعة تطالعها ) وش اقول ؟ والله هالعيد صار عيدين بهالخبر .. ( هزت راسها بتاكيد ) غادة صدق يعني خلاص ؟ وقت نرجع الرياض اقدر افضي غرفته خلاص ؟
غادة اجعها قلبها على هالقلب اللي بهالمخلوقة .. لانت ملامحها وهي تضمها وتسند راسها على كتفها : ايه خالتي صدق .. وراح افضي غرفته بنفسي والله يقدرني وياه نسعـدك
ام فراس وهي تربت على ظهرها : كفيـتوا ووفيتوا حبيبتي لو بس هالخبر ( ابعدت منها وهي تمسح دموعها وهي تنطق بحب ) مبروك يابنيتي الله يسعدكم مثل ما اسعدتوني ( كملت بحب ) وكل الظروف البشعة اللي صارت لكم لا تخلينها بعقلك انسيها خلاص وافتحي نفسك لصفحة جديدة
غادة : مايحتاج .. صدقيني على قلبي شيـنه حتى زين , ومن اللحظة اللي اختارني فيها وهو مسموح , وانتي سامحينا اذا قهرناك وتعبناك معنا
ام فراس ما قاومت وهي تطلق زغــــلوطة من قلبها : كولولولولولولولولولولولوليش
غادة كبست عيونها : خالتي لايسمع احد !
ام فراس بحماس : خل يسمعوون كولولولويش ! والله لو بيدي سويت حفله من فرحتي !!
غادة : ياحبيبتي ياخالتي .. مايحتاج صدقيني لو بس دعواتك لحالها تكفينا واكثر .. رضاك والجنة مانبي اكثر
ام فراس : ويــــن فراس هالخايب والله لاوريه .. خله يطلع من الصلاة بس
غادة : ههههههههههههههه شذنبه مسكين ؟
ام فراس : جــــزاه يستاهل الخايب لعب بحسبتي مابغى يفرحني فيه
***
متكتفه بضيق وهي مسندة ظهرها على الجدار وتراقبه قدامها يمشط شعره بعد ماخذا شاور ولبس : ...................
كان مازال متجاهلها وهو يتجهـز يطلع , زفرت اسماء وهي تتقدم ناحيته وتحشر نفسها بينه وبين التسريحه بحركة طفولية حتى صارت في محل انتباهه غصب وبنظرة عنيدة : كلــــــــــمني !
هيثم عقد حواجبه وهو يرمي المشط بخفه على الطاولة ويبعد عند التسريحة وياخذ اغراضه من الطاولة يستعد يطلع .. اسماء لحقته بقهر وهي توقف قدام باب البيت : ماحتطلع قبل تكلمني !
هيثم زفر وهو ينطق بنبره خافته لكن فاقده للصبر : ابعدي
اسماء بعناد : تبغى ابعد رد علي !
هيثم : ما ضروري أرد عليك .. وش الداعي اتعب واتكلم معك وانتي الحكي مايجلس براسك ؟!
اسماء : اذا قصدك موضوع غادة كان نيتي كويسه .. قلت تتصالحون
هيثم بحدة : اعرفي تفــــاصيل واساس أي موضوع قبل تتدخلين وتتصرفين من راسك ! وانتي عارفة انتي مو سهل اوثق باحد .. ولما اوثق فيك تسوين هالتصرفات البايخة ؟
اسماء : طيب صار وخلاص .. لمتى بتجلس مقاطعني يعني ؟
هيثم وهو يفتح الباب بتجاهل لوجودها : افتحي قاموس وتعلمي كيف تنطقين آسفة زي العالم والناس ونتفاهم بعدين
اسماء شهقت : يالجاحد في ذمتك ما اعتـ ...
قبل تكمل كان الباب تسكر تاففت بقهر وهي تمشي بخطوات غاضبه لداخل .. كان الوضع فوضوي والشقة محتاجه ترتيب بعد ماسافروا مرتين ورا بعض دون يجلسون .. لكن اخلاقها قفلت رمت نفسها على الكنبه وهي متكتفة واعصابها بتضرب . .
***
غـادة كانت بالمطبخ تسكب لها كاس موية وتراقب بولع حركات أم سلمى الماهرة في خبز " المرقوق " : يالله ياخالة سعدية يديك مبروكة أنتي كيف تضبطينه كذا ؟
ام سلمى بعد ماضاعفت حجم العجيـنة لاضعاف مضاعفة رمتها بالقدر وهي تضحك : ههههههههههه هذا تعليم أمي , ودك تعرفين كيف ؟
غادة بحماس : بتعلميني صدق ؟
ام سلمى اشرت لها : تعالي اوريك
غادة جلست كاسها وهي تنطلق لها وتشمر كمومها : ايوه كيف شلون ابلش ؟
ام سلمى : شوفي كيف انا اسوي وقلديني
غـادة كانت بصعوبة تحاول تجاري حركاتها لكن بالأخير انتهت بالعجينة متقطعة بين يديها واسرفت بالكمية بس : يأست وش هذا صعععب مره
ام سلمى : هههههههههه خلاص خليه انا اسويه , تبين تحركين على المرقة لحد ما اطلع اخذ الخضرة من ابو سلمى ؟
غادة : ايه اكيد روحي بنتبه له
ام سلمى : تسلمين حبيبتي ما حتأخر
طلعت أم سلمى تاركه غادة اللي كانت تحرك على القدر .. جاها صوت من باب المطبخ : ابفهم احساسك ميت انتي ؟
رفعت عيونها بقلة صبر للنبرة المعروفة .. نطقت دون تلتفت : خير سجى وش تبغين ؟
سجى وهي تتقدم خطوتين لداخل وعاقده يديها ورا ظهرها : ولا شي جالسة افكر كيف عايشه عادي بعد اللي عرفته امس ؟ ( أبتسمت ) عموما ولا يهمك انبسطي براحتك ... بس بسألك بجد ؟ ( كملت بفضول ) فعلا فراس ضربك عشاني ؟
غادة انطعنت .. بلعت ريقها بصعوبة وهي مب مصدقة انها قالت لها هالمعلومة ! شدت على الملاس بيدها وهي تحس خربت كل شي على نفسها : ...
سجى اللي صارت جمبها : شفيك جاوبي
غادة بتفادي : لا ماضربني .. امس كنت معصبة وقلت لك هالكلام من حرقتي بس
سجى بعدم تصديق للكذبة الواضحة : ههههههههههههههههههههههههههههه ! لا لا انتي سالفتك غير .. الظاهر صح اللي في بالي ( قربت وبهمس بين بعض ) فراس ما لمسك للحين , صح ؟
غادة فتحت عيونها بصدمة من الوقاحة .. التفتت لها بعيون متوسعة : نعــــم ؟
سجى بابتسامة واثقة : اقص يدي لو كلامي مو صح .. اكيد ماراح يلمس حاجه مستعملة ( اشرت لها بعلو ) مثلك ! بس هذا مو موضوعي .. كلامك صح انه بيطلقك ؟
غادة كرهت نفسها على كلامها امس .. صابره كل هالفترة وعلى اخر لحظة خربتها : ........................
سجى : دامك ساكته معناه صح كلامي .. يعني رسميا انتي للحين ماتزوجتيه
غادة وهي شادة على الملاس : مو صـح .. لا تبدعين خيالات من راسك !
سجى : مافيها ابداع انتي قلتي بعظمة لسانك امس ان مابينكم شي
غادة بغضب مكبوت : خاطرك اغير لك ملامح وجهك اللحين ؟
سجى ابتسمت وهي تربت على كتفها : مافيه داعي .. عرفت اللي احتاجه , اللي هو انك منتي في وضع مقارنة معاي .. يله باي
وطلعت من المطبخ تاركه غادة اللي بتنفجر اعصابها من الغضب .. اول مادخلت ام سلمى تركت الملعقة وهي تطلع للحديقة الخلفية وتحس اعصابها بتضرب ! امنيتها تذبح هالمخلوقة .. وتذبح نفسها على غبائها لما قالت هالكلام قدام سجى ..
بعـــد الغداء ... دخل يزيد للحريم اللي كانوا يشربون الشاهي : عمـــه بابا يقول يله بنروح
ميهاف اللي كانت ضايقة وشكل امها مطوله نطقت بكئابة : يمه عادي اروح معهم ؟ بسبقكم للبيت ..
ام نايف : ليش اجلسي لعقب العصر معنا
ميهاف وهي توقف : لا خلاص بوصل للبيت وبخلص شغلي
ام فراس انقهرت من هالوضع .. كأن ميهاف مو زوجة ولدها حياتها حياة مستقلة تماما .. تنهدت بضيق وهي توعده داخلها : ...........
غادة وقفت معـــهم وهي تمسك رنيم بيدها .. كانت تكلم ابتسام اللي واقفة تلبس عبايتها : سيـمو .. عقب اللي قلت لك اليوم طبعا برجع اكلمه عن رنيم
ابتسام : هممممـ ... لا تستعجلي على رنيم اللحين , انبسطي هالفترة وبعدين ..
قاطعتها غادة : لا .. بكلمه هاليومين , خلاص وش عذره فيها بعد ؟
ابتسام عقدت حواجبها : شفيه مزاجك قلب ؟ تو كنتي مبسوطة صبح وتركضين
غادة : لا ماقلب ولا شي .. بس يعني جالسة اقولك
ابتسام وهي تشيل شنطتها على كتفها : اللي يريحك حبيبتي بس تبين نصيحتي اصبري هالشهر وعقبها كلميه
غادة :.................
ابتسام سلمت عليها : يله باي اول ماترجعين للرياض كلميني
غادة تنهدت : ان شاء الله
طـلعت ابتسام وهي تركب وصوت نايف البشوش كان يكلم ميهاف : حسيتي انا محتاجين مربية تمسك عيالنا ورا عشان كذا جيتي ؟
ميهاف اللي مالها خلق : ايه اكيد هذا السبب
نايف : ههههههههههه والله شكلك منحاشه طاق خلقك
ميهاف تجاهلته وهي تكلم ابتسام : ابتسام هاتي واحد منهم امسكه
ابتسام مدت لها عبدالرحمن : خذي النايم اجل . . مشعل مصحصح يجلس عندي
ميهاف حضنته وهي تمسح عليه وهي تحس براءة الطفولة تدفي قلبها بعد قهر اليوم ....
نايف حرك السيارة وهو يسولف : يالله لو ينـزل مطر .. لنا يومين الجو غيوم بس مانزل للحين
ابتسام : ترا الجو هنا غير عن الرياض .. الرياض بتكون حر اللحين ودون غيوم
نايف: هههههههههه صادقة والله .. شكلي برجع اجلس اجل
ابتسام : كل هذا شوق للمطـــر ؟
نايف بتنهـــيدة : اييييه .. صوت المطر لحاله ياخذ هواء صدري ويرده
ابتسام : معك حــــق والله
ميهاف : نايف .. لؤي سبقنا صح ؟
نايف : ايه مشى امس ليل
ميهاف : كويس بيكون بالبيت يعني
نايف شد على قبضته : أقول ميهاف شرايك تنزلين عندي بالبيت لحد مايرجعون اهلي ؟
ميهاف : لا والله عندي شغل برجع
نايف : براحـــــتك اجل ..
ابتسام : الا اقول حياتي وش الصورة اللي ارسلت لي امس على الواتس ؟
نايف ببشاشة : ايييييه شفتيها ! ليش مارديتي طيب ؟
ابتسام : شفتها لما قمت اصلي ورجعت انام على طول . . وصحيت وانشغلت ومارديت
نايف : ايه هذي السفاري اللي اقولك من زمان .. طبعا اجلتها لما كنتي حامل لحد ماتولدين قلت .. واللحين خلاص الشهر الجاي إن شاء الله بروح
ابتسام رفعت حواجبها : لما كنت حامل ؟ وانا اللحين ايش ؟
نايف : ايوه عارف بس انتي لسى اللحين ... لما كنتي حامل قصدي كنتي ثقيلة خلاص
ابتسام تنهدت بضيق : والله يانايف موضوع السفاري هذا كله مب عاجبني .. تبذير فلوس على الفاضي
نايف سكت فترة ثم نطق بهدوء : ......... ليش تقولين لي اجل ادور وظيفة تعجبني ؟ كان دورتي وظيفة تعجبك انتي اهم شي !
ابتسام : مو هذا قصدي .. بس انت تحب التصوير صح ؟ خلاص تقدر تفتح استديو او تصوير مناسبات او غيره ! ليش لازم سفاري ؟؟ غير انها خطره ماراح تستقر نهائي .. بتجلس كل فترة مسافر .. مايجهلني ان مصورين السفاري احيان يجلسون بافريقيا بالشهور مشروع تصوير !
نايف تو بيتكلم كملت كلامها : ميهاف شرايك انتي ؟
ميهاف عقدت حواجبها : ما أدري .. بس كيف يعني يجلس بالشهور ؟! مايشوفكم خلالها نهائي ؟
ابتسام : ايوه هذا قصدي .. هذي وظيفة لواحد ماوراه مسؤوليات بصراحة
نايف : والله انتي عكيتي على الموضوع لانه سفاري ما أعجبك ! ولا ترا حتى رجال الأعمال زي ابوي ولؤي يسافرون بالشهور ماينشافون ! اعتبريني جالس بمكتب خلال هالشهور
ابتسام : لا مو صح .. رجال الأعمال بيدهم الموضوع ! يعني يقدر يشتغل هنا ويقدر يسافر ... انت مالك مستقبل هنا اذا ماسافرت ولا ماحتصور شي
نايف بنبرة هادية : خلاص ابشري ..
ابتسام : ابشر بأيش ؟
نايف : بوظيفة على مزاجك .. الظاهر انك لخبطتي يوم قلتي مزاجي كان قصدك مزاجك انتي !
ابتسام تنهدت : مو هذا قصدي
نايف : مهما نطقتيها بمليون اسلوب يضل القصد واحد .. وانا خلاص مليت طابت اساسا ..
ابتسام سكتت ماحبت تطول النقاش بهالشكل قدام ميهاف : ..............
خيم الصـمت على المكان بعد كلمة نـايف ..
***
اسمــاء اثناء جلستهـا " الحمقانه " غفت بشكل مزعج , صحت من غفوتها وهي عاقدة حواجبها مكشرة .. وتحس رقبتها معقودة من النومة الغلط .. تثاوبت وهي تنتبه للساعة صارت 4 ونص .. زفرت وهي تمسك جوالها تدق عليه مايرد هزت راسها : طيب طيب ! ماترد يعني ؟!
وقفت باصرار وهي تلبس عبايتـــها وتنزل تاخذ لها أقرب تاكسي : روح مدينة الملك فهد الطبية
مـــسافة الطريق وكانت داخله المستشفى , تلفتت بعيونها وهي تحاول تحدد موقعه .... هي تذكر له مواقع محددة يتواجد فيها بكثرة .. لكن قررت تختصر وقفت عند الإستقبال باستفسار : ممكن استفسر عن الدكتور هيثم وين ؟
موظف الإستقبال بنبرة ملوله : هيثــــم مين ؟
اسماء : هيثم مشعل جراح هنا
الموظف الثاني جمبه : الدكتور هيثم لسى بإجازة ماداوم للحين
اسماء كبست عيونها : يعني ما جا اليوم ؟
الموظف هز راسه : لا .. له فترة ماداوم باجازه اقولك
اسماء عقدت حواجبها .. غريبة وين ممكن يكون بغير المستشفى ؟! تنهدت بضيق وهي تفتح جوالها بطريقها لبرا .. حاولت تدق ونفس الشي مايرد نطقت بنفاذ صبر : اففففففففففففف منك ياهيثم اف !
وقفت لفترة قدام باب المستشفى دون تحصل تاكسي ... بعد ربع ساعة اخيرا حصلت تاكسي متوفر , رجعت للبيت اخيرا على وقت حلول صلاة المغرب , قررت تستسلم وتنتظره لحد مايرجع باسوأ الاحوال ماحينام برا البيت وخلال هالوقت ترتب هالفوضى .. مالها خلق ترتيب ولا غيره لكن سحبت نفسها غصب : مفروض اخذت شغالة اهلي معي قبل ارجع ! دلخة !
***
عــــــصر , غادر ابو عبدالمجيد مباشرة مع عائلته ... بمجلس الرجاجيل كان ابو نايف يرسل نظرات لأبو عبدالرحمن اللي ضم يدينه سوا وهو يعدل جلسته وينطق بنبرة هادية : بـــــــــــــدر
بدر اللي كان يشرب شاهيه .. : هلا يبه
ابو عبدالرحمن : انا عاتب عليك بشغله ماتجهـلك .. لا لحظة وش عاتب ؟! مصطلح العتب ماينفع .. ( طالعه بحده ) لمتى هالحالة ؟ هذي كرامتك لبنت عمك ؟
بدر ارتبك وهو ينتبه لابو نايف يطالعه بعتب : .................. آآ
قاطعه فراس اللي نطق : سبقتني يبه هذا اللي كان ناوي نقوله لكم انا وبدر اليوم , بدر بيفــــتح قسمه الخاص قريب ان شاء الله وحنا لنا فترة نستعد لهالشي . . وراح تعتبر شركة خاصة صغيره له يفتح فيها المشروع اللي هو يتمناه .. وانا من ناحيتي بعتبرها من فروع شركتي وبدعمها ( التفت لبدر اللي اول مره يسمع هالكلام ) وهو جالس يدرس فكرة مشروعه .. مجرد مايفتتحـه بيرجع زوجته بيتها .. ( رمى بدر بنظرة ) صح بدر ؟
بدر بربكة : آآ ( داعب انفه بربكة ) آيه صح اكيد ... ( تنهد ) اعذرني عمي والله اني ما استاهلك لا انت ولا ميهاف .. وعارف اني جرحتها بس انا حالف نذر اني ما ابهذلها معاي مره ثانية ... واوعدك هالشهر تكون رجعتها لبيتها وللأبد ان شاء الله
ابو نايف بضيق : والله ماكانت هقوتي فيك يابدر تسوي كذا .. انا يوم زوجتك بنتي كان تفكيري اني مزوجها رجال ! والأهم انه من اهلنا يعني بيخاف عليها اكثر من الغريب بس ... ( هز راسه بخيبة أمل ) ياحسافة بس
بدر ووجهه مسود من عمه : عارف والله وأنا اشهد ان مافيه بالدنيا احد بيتعامل معي زي ميهاف .. ومحد بيحتمل غبائي كل هالمدة زيها .. بس انا داخل نفسي تجربة فاشلة ابي انساها تماما وامحي اثارها السلبيه علي قبل أي خطوة قدام ..
ابو نايف : اذا ماخاب ظني فأنت ماحبيت هالبنت اساسا وجالس تجامل انها بنتي و ....
قاطعة بدر بقهر : لا عمي كله الا ذي !! قل عني كل شي بس لا تشكك في معزتها في قلبي ! الله يبلاني بعلة اذا ماكنت ميت في هواها
ابو نايف هز راسه وهو ينطق بقهر : بنتي ماتستاهل منك إلا كل خيـــــر ! والله ماعمرها طلبت منك شي ومريحتك ... بس انتبه تخليها تنتظرك اكثر من كذا ! وقتها حتى لو هي تبي ترجع لك انا ماحتركها !
بدر بهداوه مهمومه : ابشر .. وصدقني حتى لو ماكانت جمبي هي دايم معي .. اقلها على البال
ابو نايف وقف دون يرد وهو يطلع : يله انا ماشي .. اتمنى الكلام اللي انقال هنا مايكون مجرد كلام
وقف ابو عبدالرحمن يطلع مع ولده بينما تنـــــــــــهد بدر وكانه كان مخنوق هالدقايق , عقد حواجبه وهو يستوعب حاجه التفت لفراس مباشرة : ايش الكلام اللي قلته قبل شوي ؟
فراس ببرود هز كتوفه : قلت الصدق .. كنت ناوي اقولك لارجعت الرياض , انا مستثمر لك هالفترة بهالمشروع .. افتح شركتك الخاصة واختار ايش تكون بالضبط .. ودعمي لك
بدر كبس عيونه : جد فراس ؟
فراس : ما عمري هضمت المزح عشان امزح معك اللحين
بدر بلع ريقـه : لا بس .. ( كمل بربكة ) بس شكرا ماكان فيه داعي تكلف نفسك يكفي الوظيفة
فراس عقد حواجبه : وليش تتكلم كذا ؟ لا يكون ما أعجبك ؟
بدر مباشرة : لا والله عاجبني جــــــــــــــــــــدا ! جدا ! بس اقولك ماتوقعت ... مو عارف حتى كيف اشكرك
فراس : اشكرني بنجاحـك
بدر تنهد : والله يافراس هم جالسين يشوفوني مبسوط وعايش يحسبوني ماني منقلق نفسيا داخلي .. بس انا خذيت هالتبلد من لحظة اضطريت فيها اكبر عقلي اخيرا على افكار المراهقة .. واللحين انا معاهد نفسي اخذ حياتي بعقلي مو بعواطفي .. مافيه داعي ابين للناس اني متوتر على طول !
فراس : لا تشيل هم كلام عمي لك كان طبيعي جدا .. بس بالاخير اللي بيجلس معك على طول ماراح يقدر يبدلك ولا يستغني عنك
رن جـــــواله برسالة , كان مجلسه جمبه بالطاولة طـل عليه ابتسم ابتسامة جانبيه وهو يقرا اسم المرسل " غـادة " ( ياقــــليل الحكي يا سارق كل مافيني شجالس تسوي ؟ انا جـالسه اشتاق لك بصراحة ) ... التفت لبدر : متى ناوي تمشي ؟
بدر وهو يطالع ساعته : اللحين شوي كذا
فراس هـز راسه وهـو يوقف ويدخل جواله جيب ثوبه : قم اجلس معنا داخل لحد ماتروحون
بدر : الحريم داخل
فراس : فيلا طول بعرض يروحن أي مكان قم خل نجلس مع امي شوي قبل تمشون
بدر هز راسه بمــــوافقة وهو يمشي معه : طيـب ماقلت لي وش وضع هالشركة ووين ؟
فراس : اقولك مجهـز لك تقرير كامل عنها مع دراسة للمشروع .. ونيتي اعطيك اياها لارحنا الرياض , بس عموما بما انك بترجع قبلي بوصي مسعود يسلمها لك
بدر : وانت متى ناوي ترجع ؟
فراس : مــــاحطول . . ثلاث ايام بالكثير
بدر هز راسه وهـم يدخـــلون طق الباب وهو يسأل : فيــــــــــــه احد ؟
ام فراس بحـماس : ادخــــلوا مافيه احد
دخـلوا وبدر عقد حواجبه لما شاف عمته جالسه مع امه مع جدهـم : عمه ؟! زوجك وولدك وين مارحتي ؟
ام فراس : انا حلفت عليها تجلس معي ... وعشان بالمرة يمكن نمر ام مروان عازمتنا قبل نمشي
بدر رفع حواجبه : يـــــــــــوه بتأخرون يعني ؟
ابو عبدالرحمن بانفعال : وانت وش معجلك ؟! انثبر تعشوا معنا وعقبها طيروا
فراس اللي كان جالس هـادي .. التفت لياسمين : ياسمين قومي جيبي آيبادي تحصلينه بغرفتي
ام عبدالمجيد : انت وهالآيباد بيروح عيونك
ام فراس التفتت لولدها اللي جمبها وهي تبتسم من قلبها : شخبارك فراس ؟
فراس ابتســم وهو فاهم ابتسامتها : بخيـر يمه .. وانتي كيفك ؟ ارتحتي ؟
عقد بدر حواجبه : شعنـدكم ؟
ابو عبدالرحمن : انا ادري ؟
ام فراس وهي مبتسمة من قلب : ولا شي بس فراس معطيني هـدية وجالسه اشكره عليها
بدر : ادعس وش هالهدية ؟
ام فراس من قلب : هدية تطير العقل .. بس سر ما اوريها احد !
بالغـــــرفة الجانبية : -
غادة اخلاقها بدت تقفل كانت جالس لحالها مع سجى .... تنهدت بضيق وهي تطالع الساعة : ..............
سجى : فهمنا ان الجلسة معنا مضايقتك
غادة : والله هي مضايقتني صدق .. بس بصبر لعيون خطبتك اللي جالسين يناقشونها برا
سجى : والله ياليت تريحين عقلك لاني ماراح اتزوج هالمروان ... في عقلي زواج احسن بكثير
غادة : لااا جد ؟ والله اثرتي فضولي .... ممكن اعرف مين قصدك ؟
سجى : طليقك المستقبلي ان شاء الله
غادة عدلت جلستها وهي تطالع سجى بقـوة : حطي ببالك ياسجى لو ايش ماتسوين .. ولو ايش مايصير انا وفراس مستحيل نتطلق ! وابشرك انا مع بعض على طول
سجى : ما أصدق المكابر حقك هذا ولا حتى شوي ... على بالك بنسى كلامك امس ؟
غادة بقهر : امس كنت زعلانه .. واللحين روقت , والأحسن لمعنوياتك ماتاخذين كلام انسان محبط
سجى : ولا حتى اخذ كلام وحده مروقه ! لان الرواقة احيان تسبب اوهام بالعقل
غادة شدت قبضتها : مـــــــاشي بنعرف بعدين من اللي تتـوهم
سجى بثقة عمياء : بنشوف
ســـندت غادة ظهرها على الكنبه وهي تطلع سماعتها وتلبسها وكأنها تقطع أي نقاش ممكن يصير مع هالمخلوقة عشان ماتفقد صبرها : ....
***
إبتســــــام بعد ما انتهت اخيرا من ترتيب البيت وتوضيب الشنـــــاط وتركت الدخـون ينتشر بنص البيت ... خذت لها شاور تريح جســـمها اللي كان متعب من الطريق والسهر الطويل والكرف اللحين , لبست بجـــامة مريـــــحة وهي تترك شعرها المبلول ينسدل على كتوفها
جهـــزت كاس قهـوتها اخيرا وقت استرخاء مو مستوعبة إن كل البـزران نايمين بهالوقت خذت الصينية لبرا وين ماكـان نايف جالس يقرا كتاب من عصر , طلع يصلي ورجع يجلس عليه ... جلست بالكرسي الخوص المقابل له وهي تحاول تلطف الجـو بسؤال : ايش تقرا ؟
نايف رفع الكتـاب بتوضيح للغلاف دون ينطق : ..............
ابتسام هزت راسها : اهـا كتاب شعر ( ابتسمت ) لا يق جو الشعر الليلة , فقدت الإستقرار بالبيت هاليومين
نايف وعيونه بكتابه : هـناك العقلان
ابتسام تنهدت : متضايق مني نايف ؟ ( كملت ) مو اتفقنا مانسوي هالطريقة ... وقت نتضايق نقول لبعض بصراحة
سكر نـايف كتابه وهو يجلسه على الطاولة ويشبك يدينه ببعض : ايه متضايق ماحبيت اسلوبك اليوم .. اولا سالفة تسوين لي دعم ورسايل عشان اشتغل .. ووقت اقرر تحبطيني بهالشكل ؟ وبعدين بغض النظر عن هالموضوع .. في حاجه اسمها مواضيع ماتنقال قدام العالم والناس ! قدام ميهاف جالسه تنتقديني ؟
ابتسام بتأنيب ضمير : اوك تمـام معك حق انا غلطت .. سامحني وحقك علي فعلا مفروض انتبهت لنفسي
نايف : ...................
ابتسام بلين : بس انا ما تكلمت بهالطريقة إلا لاني ابيك حولي نايف .. وين ناوي تروح لسفاري كل هالمدة وتاركني انا وعيالك ؟ اساسا نص مشاكلنا كانت بسبب هالسفرات .. وللحين مصر عليها ؟ ( كملت باسلوب عارفه تأثيره ) وبعدين انا واثقة فيك حياتي عارفه ان عندك نمط تفكير مبدع ولو تجيك فرصة ممكن تكون مخترع وأكثر ... ماتقدر تحصل حاجه تشبع شغفك وتكون حولي فيها ؟
نايف وفعلا تأثيرهـا بدل يتسلسل لداخل اعماق نفسه السمحه : .... مشكلتك حيوانه عارفه اني مقدر عليك
ابتسام ابتسمت برضا : ايش قلت اجل ؟
نايف : قلت امري لله نفكر بحاجه ثانية ( كمل بخيبة ) انا بس كان حلمي اجرب السفاري يعني حسيت تصوير الحروب والحيوانات والأدغال وهالاشياء راح تكون تجربه فعلا
إبتسام : لا تحسسني بتأنيب ضمير .. وبعدين ممكن ماتفوتك السفاري بس تفوتـــك لحظات عيالك لما يخطون اول خطوة وينطقون أول كلمة , ماتبي تفوت هالأشياء صح ؟ خلك موجود وصورها
نايف ابتسم : معك حق ( مـد الكتاب لها ) تقرينه ؟
ابتسام هزت راسها : لا حياتي ما أحب الشعر مره كمـل انت ماعليك مني
نايف سكره وتركه على جمب : لا يابنت الحلال لي ساعتين غاصب نفسي اقراه على اساس معصب مالي خلق طابت نفسي خلاص
ابتسام فتحت عيونها : هههههههههههههههههههههههههههههههههه نايف !
نايف : والله لو ضاحكة هالضحكة لحالها كان ما احتجتي تتكلمين ( تنهد ) عز ثباتي يتزعزع لاشفتك تضحكين , شاسوي بحالي ؟
ابتسام بجد : بس فعلا حياتي ترا اسفة بجد .. والله ماكان قصدي اليوم اغلط عليك قدام ميهاف
نايف : خلاص ابتسام سكري .. وبعدين انتي الوحيدة اللي وقت تغلط اتمنى الغلط ينعاد من ملحك
ابتسام وردت خدودها وهي تبتسم : .. خلاص سكرنا ابشر
نايف : لا خلا ولا عدم من هالإبتســـامة
***
بعـــد صلاة المغرب .. كان فراس وابو عبدالرحمن واقفين برا عند سيارة بدر اللي جالسين يستعـدون للمغادرة .. كان فراس على جمب مع امه اللي نطقت بهمس : ما أمداني اجلس معاك لحالي اليوم واكلمك .. بس وقت ترجع ان شاء الله ! ودعواتي الله يتم لك ويسعدك
فراس باس راسها : وهذا كل الموضوع دعــواتك وبس تكفي .. وخل مانطـول بالموضوع اهم شي ان اللي تبغينه صار
ام فراس بنظرات تفحص : فراس بامانه تجاوبني الصدق
فراس عقد حواجبه : ايش ؟
ام فراس : انت سويت كذا عشان ترضيني بس ولا صدق تحس خاطرك عليها ؟
فراس بجدية : لو كان جد عشان خاطرك بس كان من أول ماحريتك .. بس ايش اقولك ؟ ( رفع كتفه ) انا نفسي ماني مستوعب ... بس مو يقولون ان الوقت كفيل يصلح كل شي ؟
ام فراس ابتسمت وبنبرة دافيه : تحبها يمه ؟
فراس حس ببغـته السؤال .. لكن شد على يدها اللي حاضنه يده : وش اسم اني ابي اصير لها كلش ؟ ابوها واخوها واللي تبي
ام فراس تنهدت براحة : الله يبارك لكم في بعض ويسعـدكم .. والله انك شريت عافيتي بهالخبر
فراس اكتفى بابتسامة رضا لراحة امه .. والأهم راحته : .............
ام فراس : وتراني ملاحظة من فترة ان هالبنت صايره تغرس فيـك اشياء تشبه لها
فراس عقد حواجبه بحيرة : كيف يعني ؟
ام فراس : شي يخص الأم وكيف هي تحس .. ماراح تفهمه
بدر : يمــــه مطوله انتي واللي سارق حظنا كلنا ؟!
ام فراس : ههههههههههه جايه جايه ( التفتت لفراس ) انتبه لنفسك وانتبه لها , وحنا ننتظركم ببيتكم
فراس ابتسم : عـلى خير
ام فراس مسحت بيدها على خده وهي تحس انه صار ادفى .. ماعاد بارد زي قبل : .................
ابتسمت برضـى وهي تركب السيارة اللي تحركت تاركتهم , التفت ابو عبدالرحمن لفراس : وش بتسوي اللحين ؟
فراس عقد حواجبه : ولا شي .. ليه عندك شي ؟
ابو عبدالرحمن : لا بس انا طالـع معزوم عند ابو سعد , تجي معي ؟ ترا ملزم على حضورك
فراس : والله مالي خلق اتعشى ولا حتى اطلع .. رح انت انا برتاح اليوم
ابو عبدالرحمن : براحتك
طـلع ابو عبدالرحمن بينمـا طـلع فراس جواله وارسـلها اثناء مشيه ناحية الجلسـة بأنوار مـلونه أثر زينة العيد وكتب لها /
( انا برا بالجلسة , تعالي )
غادة عقدت حواجبها وهي تطالع رسالته .. : أي جلسة
اثناء حيرتها وصلتهـا رسالة ثانية .. كبست عيونها وهي تقرا /
( ليش جالسه تقرين للحين ؟ اقولك فكي الجوال وتعالي مافيه احد )
غادة تركت جـوالها وهي تطلع لبرا بخطوات حذره .. ابتسمت لما انتبهت له جالس لحاله والمــــزرعة اللي كانت مزحومة أمس اليوم فاضية تماما , مشت ناحيته : هههههههههههههههههههه مو جالسة اقرا بس استغربت انك تبيني اطلع
فراس وقف من جلسته وهو يدخل جواله بجيبه : وقت تنعزمين تستغربين وانتي قبل كم يوم طالعه لحالك بلا احم ولا دستور ؟
غادة عضت ع شفاتها من تلميـحه .. نطقت بانحراج : ايه بس ..
قاطعها : جـدي طالع معزوم على العشاء ( مشى خطوتين قدام ناحيتها وهو يرفـع الطرحه بكـتوفها على راسها وابتسم بهداوه ) كذا احسن
غـادة توترت من حركـته .. ابتسمت وهي تمسك اذنها : فجأة صار المكان هادي
فراس انطلق بخطـواته بالممر الحجري اللي ياخذ جوله كامله على المزرعة وحـول الفيلا : وش موترك اللحين ؟ ماحاكلك ترا
غادة فتحت عيونـها : مين قال متوترة !
فراس : إلا .. ( رفع حواجبه ) تلمسين شحمة إذنك لا صرتي متوترة لاحظت هالحركة فيك
غادة دون احساس مسكت اذنها بنفس الحركة وهي تنطق : صدق ؟
فراس : وتسوينها لا كذبتي يعني تقريبا طول حياتك
غادة كشرت وهي تسابق خطواتها حتى صارت جمبه : انا كذابة يعــــــــــــني ؟
فراس بتسليك : لا حاشاك
غادة مسكت يده حتى وقف .. عقد حواجبه بينما كانت مبتسمة بحيوية : حنــــا سوا بجد ؟
فراس تنـهد وهو يفلت يده منها ويلتفت لها .. حضن وجهها الصغـير بكفوفه وعيـونه الحادة مركزة بعيـونها .. : عـــندك شك ؟
غادة هزت راسهـا بنعومة : لا .. بس مو مستوعبه كأنه حلم
فراس بنفس هدوء نبرتها : وخل يصير حلـم .. راضي
غادة : انا مو راضية .. ( بلمعة بعيونهـا ) تعبت اتحلم والله ., الاحلام ساعات توجع
فراس : وقت يوجعك الحلم فتحي عيونك وراح تحصليني موجود ( ببحـه مغريه بصوته ) هـان كل شي غادة خلاص
غادة بتأييد وهي تحضن يده الملامسة لخدها : ماهان كل شي الا بحضورك
بيده اللي على خدها قرص خدها بخفه وهو ينزل يده : خلاص اجـل استوعبي وخل اكمل طريقي
غادة وهي تمشي جمبه بحماس : طيب قـولي ليش حبيتـني ؟
فراس هز راسه : وش هالسؤال .. واضح دون سبب
غادة : لا عاد مافيه شي دون سبب
فراس : لا بجد دون سبب .. لو محصل سبب واحد كان صدقيني بنهي هالسبب وخلاص
غادة : ولا حـــــــــــتى سبب واحد ! واحد بس !
فراس عقد حواجبه بتفكير : اذا فيه سبب راح يكـون لاني لو اعطيك ظهري دقايق بس تسوين مليـون مشكلة ! فخل نضمنك احسن
غادة : والله معد سويت مشاكل وش هالظلم
فراس : ظلم اجـل ؟ ناسيه ترا ماصار عليها حـتى شهرين عشان تنسينها
غادة : مــــاتعتبر عيب .. الفضول طبيعي بخصوص اللي نحبهم
فراس الـــتفت لها : الا انتي اللي اسألي نفسك كيف حبيتي انسان ماعطـاك غير التعب والدموع ؟
غادة وهي تستنشق هواء المكـان وتقفز بحيـويه فوق الطوب الجانبي للممر وتمشي عليه بتوازن : ما أدري .. اتوقع هذي اصدق اجابه ممكن اقولها ,
فراس وهو يمشي ويده بجيب ثوبه : في نظري فعلا هذي أصدق اجابه .. لأن المـوضوع مو صفقة محتاجه تبريرات واسباب .. وأي سبب شكلي او معنوي مايعتبر مبرر ..
غادة : هي ممكن تكون عوامل بس مو اسباب
فراس هز راسه بانكار : برضـو .. لان العوامل تتغير والأحوال مو دايمة ( التفت لها بشرح وكأنه يشرح اجـتماع لعميل ) مثلا حتقولي أحبك لفلوسك ؟ طيب انا اليوم غني بكرة فقير ..؟ او انا بحبك لشكـلك ؟ مصير هالشـــكل يتلاشى مع العمر .. ولا ؟
غادة باقتنـــاع : صح معك حق .. معناها مدري أصدق جواب فعلا
فراس وهو يطـالع المزرعة قدامه بعمق : بالنسبـة لي ؟ اهم حاجه بهالأمور مو بيدينا ... مايخوفني بالعلاقات كثر فترتها .. فكرة ان هالشخص اليوم موجود بكرة لا
غادة لانت لمحـتها وهي تنتبه لتعابيره الهاديه وهو يتأمل قدامه .. قالت بحــــزن يعتصرها : قصـــدك ابوك ؟
فراس ماتوقع السؤال مباشر كذا شد على قبضته داخل جيبه وهـو يمشي بهدوء دون رد : ..............
غادة بضيق : صدقني فراس ابوك حتى ما حيتمنى تكون متعلق بهالذكرى لحد اللحين و ..
قاطعها بهدوء منغلق : سكري الموضوع لو سمحتي
غادة انغمصت .. نطقت بيأس : حتى لو فكينا كل الحواجز .. هالحاجز مابعمري بتجاوزه , صح ؟
فراس بهدوء مسائي وصوت ثقيل لصعوبة حروفه : فيه مواضيع ما أتوقع احد يفهمها غير صاحبها .. من بيحس لو تركنـي ابوي دون ينبهني او حتى يودعني .. او انه يروح ماسألته اذا هو راضي عني ولا ؟ .. ( تسمرت عيونه على الأرض قدامه ) وقت تهدم قناعاتي كلها تحت ضغط الإحباطات اللي ورا بعض دون القط نفسي .. او ان صديق عمري ما أقدر حتى اسلم عليه .. قائمة الأوجاع طويلة .. وهالأوجاع بالذات ماينفع معها أي مواساة ومهما سمعت من كلمات دعم احسها مبتذله مهما كان صاحبها صادق ..
غادة لمـعت عيونها وهي تسـمعه .. : اوقات هـمومي .. تمنيت مواساة .. وتمنيت دعم .. صعب اصدق ان هالمواساة مو مطلوبة
فراس : بالنسبة لي وقت اسمعـها احس بثقل بصدري يهد حيلي .. صدقيني حتى لحظات المشاركة من أمي تظل دون توقعاتي .. بالأخير ما بيد اللي حولك غير يربتون على كتفك ويعطونك كلام مؤقت ويخفتون .. بعدها لازم انت لحالك ترمم اللي انكسر فيك .. حتى لو رممته غلط ..
غادة اللي وقفت لوهلة بينما هو كان يمشي بخطوات بطيئة مثقلة بهـمومه وطاريها .. تسارعت خطواتها حتى وصلت له حضنت يـده لحد ما التفت لها , عقد حواجبه وهو يطالعها : وش ؟
غادة وقفت قدامه وهي تترفع وتعانقــه ووجهها سندته على كتفه : دام كلامي راح تحسه مبتذل .. اجل راح اواسيك دون حروف
فـراس كانت عيونه متسمرة على المكان قدامه رفع يده وهو يربت على ظهرها بخفه .. : على سبيل الكلام المبتذل .. ماراح اربط الموضوع بالأبدية , بس ان مشـاعرك ممنوع تتغير طول حياتي ؟!
غادة وهي تبتسم وعيونها على الجلسة قدامها وتحس بصوته اقرب لاذنها : لا .. مشاعري ممنوع تغير طول حياتي انا
فراس ابتسم برضا لجوابها : .................
غادة تنهـدت وهي تحس بقربه يكفيهـا عن الدنيا وماضيها : صدقــني انا ميتة فيك بس حية بمعجزة ..
فراس بصوت مخالف للمزاج : خنقتيني طيب خلاص
غادة شدت على ضمتها اكثر بعـناد : كمـــــان ضمتي تحسها مبتذله ؟!
فراس هز راسه وهو يضحك بخفة : ههههههههه ( ثبت يده على خصرها وبحركه مفاجئة طرحـها على ذراعه وهي متعلقه برقبته .. شهقت من مفاجئة الحركة , بينما كان يطالعها وبحاجب مرفوع بابتسامة واثقة ) كل شي فيك انتي مبتذل .. مبتذل بشكل مزعج يشتت
غادة وعيونها متوسعة وهي تطالعه شدت على يدها على رقبته لاتطيح : اوك انـا مبتذلة يا متغطرس
فراس وبعيـونه لمعة عجيبة : عيـــنك بعيني .. مصيرك اليوم انكتب وهاليدين بتتجعد جمبي , مهما كرهتي الوضع , فاهمة ؟ خل نشوف اذا كنتي قد كلماتك كل هالفترة
غادة وبعيـونها ولع فيـه نطقت بهدوء مستسلم له : DEAL !
فراس رفعـها وهو يفلتها : صوت سيارة جدي ( ابتسم بنذاله وهو ياشر بعيـونه لوجهها المخبوص ) انضبطي
غادة دعكت اذنها بيدها بربكه : جــــا ؟ ( بوزت وهي تنتبه لنظراته لاذنها لما مسكتها ) كــــــــــله منك !
فراس رفع حواجبه بانكار : والله ماقلت شي .. بس انتي تسوينها اذا ارتبكتي واذا كذبتي ! لا يكون جالسة تسلكين لي وبكرة بحصلك منحاشه ؟
غادة بقهــر : فراااااااااااااس !!
فراس اطلق ضحـكة عفوية : ههههههههههههههههههه ( مشى ناحية داخل تاركها وهو يتكلم من مكانه ) انتبهـي انا ماعندي حريم ينحاشن ! امحطك محط ولك تجارب
غادة شدت على قبضتها وهي مخبوصة فعلا وهو دخل ... انتبهت للباب ينفتح وراها جدها داخل بلعت ريقها وهي تتحسب عليه وعيـونها متعلقة بالباب وين مادخل ... شهقت لما انتبهت ليد ورا ظهرها .. ابو عبدالرحمن عقد حواجبه : شفيتس يابنت الحلال انا انا عمتس نايف
غادة ابتسمت بانحراج ( حسبي على بليسك .. ) : هلا يبه معليش ما انتبهت لك
عقد ابو عبدالرحمن حواجبه وهو يطالع الباب : وين كنتي سارحة اجل ؟
غادة تنهـدت وهي تعانق ذراع ابو عبدالرحمن : يبه انا احب حفيدك .. شاسوي ؟
ابو عبدالرحمن اطلق ضحكه جهوريه : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. وتو تدرين اليوم اجل ؟
غادة هزت كتوفها بعفوية : لا والله ادري من زمان بس غلاه زايد هالفترة بقـوه
ابو عبدالرحمن بتلميح : وبيزيد غلاه اكثر بعد وقت تشيلين ولده
غـادة حمرت خدودها دون استجابه .. بينما ضحك ابو عبدالرحمن : إلا هو وينه اللحين ؟
غادة بصوت يكاد مايسمع : داخل
ابو عبدالرحمن : شتقولين ما اسمع ؟
غادة رفعت صوتها حبه : داخل داخل
ابو عبدالرحمن وهو ينتبه لها واقفة بمكانها : وانتي ماراح تدخــــلين ؟
غادة بلعت ريقها : إلا لاحقتك اللحين
دخـلت ورا ابو عبدالرحمن اللي ماحصل فراس بالدور الارضي تثاوب بكسل : شكله نام عوافي اجل انا بنام بعد .. تصبحين على خير
غادة : وانت من اهله
اول ما صعد ابو عبدالرحمن جلست غادة على اقرب عتبة درج منها وهي تخبي وجهها : يا فشـــــــــــلتي بس شسالفتهم مشتغلين فيني !
رن جـوالها بحضنها برساله نقزت وهي ترفعه .. كانت رسالة منه ( كاس شاي معاك قبل تصعدين .. مكعب سكر ) ابتسمت وهي تتنهد حتى هالتفاصيل تطـير قلبها فوق الغيـوم باست الشاشه وهي تنطق بحب : من عيوني
دخلت المطبخ وهي تجهـز كاس شــــاي وترتبها بصينية مع حبة معـــمول , صعدت لفوق وهي تدخـل كان جالس على مكتبه ومسند وجهه على كفه ومنغمس بتفحص ملف معين وشاشة لابتوبه عاكسه وجهه مع نظاراته .. رفع عيـونه بإنتباه لدخولها وهو ينطق : يعـطيك العافية
غادة وهي تجلس كاسـه جمبه : فيه العافيه ( ضمت الصينية لصدرها بعد ما فرغتها من محتوياتها وهي واقفة جمبه ) مشغـول ؟
فراس وهو منغمس بشغله : لا مـاحطول دقايق بس اخلص اللي بيدي
غادة : خذ راحتك عادي
جــلست بالكنبة بنص الغرفة وهي تلعب بجوالها بإنتظار له يخلص ... لكن كانت صاحية من بدري , احتاج الموضوع منها خمس دقايق حتى تضم ركبها لصدرها وتتسند بجمبها على ظهر الكنبه وتغفي دون تحـــس .. فراس اللي كان يختلس نظرات لها من فترة لفترة .. تنهـد لما انتبه لها نامت , ابعد الكرسي وهو يتجه ناحيتها ويوقف يطالعها ابتسم ابتسامه جانبية لشكلها وهي نايمة وشعـــرها المجعد مترامي حولها بشكل يخطف الأنفاس , شقاوة ملامحها حتى اثناء سلام نومهـا .. , انحنى بهدوء لها وهو يشيلها بين يديـه .. وهو ينقلها للسرير اثناء انحنائه لتستقر على السرير همس باذنها : عارف انك صاحية بس معطيك على جوك ترا وعموما تعوضينها بكره بمساج لكتوفي
غادة ابتسمت بنص نومها .. كانت صحت لما حست بلمسته لكن قررت تستمتع بدور الأميرة بين يدينه : .......من عيوني ابشر
فراس : نــامي ياهَنـاي
غادة فعلا نامت من تعبهـا بينما خفف انارة الغرفة وترك اضائة المكتب الخافته بس ورجع يكمـل شغله ..
***
هــيثم , الساعة 10 .. نزل من سيارة مـراد وهو يودعه .. تنهد وهو يصعد لفـوق , عقد حواجبه قبل يدخل وهو ينتبه لشخص قدام شقتـه واضح من مطعم بيده اكياس ويضرب الجرس .. وقف عنده وهو يسأل : السلام عليكم , توصيل لهنا ؟
عامل التوصيل وهو يرفع الكيسه : أيـوه هذا بيت اطلب بيتزا
هيثم هز راسه : كم الحساب ؟
العامل : 120
دفع هيثم الحساب وهو يستلم الكيسه منه .. دخل البيت وين ماكانت مستلقيه على الكنبه وتقلب بالقنـوات , مجرد ماشافته عدلت جلستها مباشرة وهي تنطق بقهر : جيـــت ؟
جلس هيثم كيسة الطلب على الطاولة بينما علق ببساطة : هيا الشعيبي انتي ؟! طالبة عائلي لك لحالك ؟
اسماء : مافكرت اني بكون جويعة من صبح ما أكلت شي .. وبعدين ماراح تتعشى معي يعني ؟
هيثم وهو يجلس على الكنبة نطق بهدوء : تعشيت
اسماء : ويـن كنت اليوم ؟
هيثم : مـاتوسعت بحوثك لبرا المستشفى يعني ؟ ( طالعها بحدة ) انا كم مرة قايل لك لا تعتبين هنا ؟
اسماء : كيف عرفت ؟ انت ماكنت مو.
قاطعها بحدة : إلا كنت موجود ! بس ردي على سؤال انا كم مرة قلتها ؟
اسماء وقفت وهي تنفجر فيه بقهر : وأنت لو كنت رديت على جوالك او جاوبتني اقل شي قبل تطلع كنت راح اجي ؟! شنو مسويه جريمة انا عشان تسوي فيني كذا ؟ حقران من امس ! وش هالاسلوب بجد !
هيثم بنفس اتزانه وهو جالس : اجلسي ومافيه داعي ترفعين صوتك ... الموضوع مو جريمة بالنسبة لك بس انا اشوفه درس يعلمني كيف مرة ثانية اوثق فيك ثقة عمياء زي كذا .. اثبتي لي اني اعمى فعلا
اسماء انصاعت وهي تجلس لكن نبرتها مازالت منفعله : ترا موقفي دوافعه كويسه .. زعلني اني اشوفك مع اختك كذا
هيثم ارتفعت نبرته حبه : الله يــــــــاخذها ياربي ! خلاص كل السالفة اني ما عاد اقدر اتقبلها .. هي انسانه لطيفة وطيبة وكل شي انبسطو بس ماتقبلتها مشكلتي مو مشكلتها ! رضيتي كذا ؟
اسماء وقلبها تلبسه خوف من نبرته .. نطقت بصوت خافت : طيب لا تعصب خلاص
هيثم : مو فاهم كيف غلطه كبيره لها تنغفر بهالسهـولة ؟! وقت تكون ردة فعلك كذا معها .. معناها انك توافقينها ... انتي تشوفي انه عادي الشخص ينحاش بهالطريقة ؟ يترك اهله وديرته ويخالف دينه !! اذا تفكيرك مره كشخة يابنت الشمري وتشوفينه عادي انتي واهلك انا اشوفه جريمة يحاسب عليها القانون حتى ! حتى اليهودي مايترك اهله
اسماء وهي تحاول تسايس انفعاله : بس مصير الوقت يغير كل شي .. لمتى بتضل معصب عليها كذا ؟
هيثم : اولا هي ماهمها ! وهذا شي يطمن بصراحة ... ثانيا الوقت مايغير شي للحين لوعــتي نفسها وكأنه امس لما كلمتني ابتسام تبكي ان غادة انحاشت ! خلاص صفحتها سودت وصعب تبيضها ! يقولك درهم وقاية خير من قنطار علاج ! من البداية ارحم نفسي من بلاويها
اسماء : انا مفطورة على النسيان هيثم .. ماني مثلك , مستحيل احقد بشكل مخيف كذا ولمدة طويلة ... ماني عارفه كيف اصلن ؟
هيثم : خلاص انتي ملاك وانا شيطان , وخل هالموضوع يتسكر
اسماء : بس انا سويت كذا من صدمتي .. دايم اشوفك هادي وراقي , ماني مستوعبه ان داخل كل هالهدوء هالإنفعال ! وعلى مين ؟ اختك ؟
هيثم وقف وهو يـتوجه لغرفة النوم وبهدوء : معناها ياليت تستوعبين بسرعه عشان مانتعب كثير مع بعض
اسماء شدت على قبضتها وهي تتنهد بضيق , خللت يديها بشعرها وهي ترمي بظهرها على الكنبه ... مو عارفه كيف تساعده حتى ؟ اذا تركته كذا ماهي مرتاحة .. واذا عدلت الوضع فممكن تخسره ..
***
لا أعلــــم بأي صياغة ممكنه سأرتب كلمـاتي المدنسة بخطيـئتي
لطــــالما كرهت وفُطرت على كره من لا يحافظ على علاقته العـائلية .. لأجد نفسي اعاني من نفس المشكلة
لم أكن لأفرط في عائلتي .. إلا بمعادلة متساوية وهي عائلتي الأخرى التي رفضت الإعتراف بوجودها
نعـم أبي , انا اغادر الآن ... لم أجد في نفسي يوما إهتمام غير براحتك و رضـاك .. لذلك اتمنى الآن ان تتفهم حاجتي لراحتي واستعادة مافقدت في سبيل هذه الحرب التي انتهت بخسارة فادحة لي
لطالما رددت على مسـامعي مقولة " لا أحد كامل " لذلك لطالما تسائلت لماذا تعاملني وكأن كمـالي فرض إجباري , لم تتفهـم هفـوتي الوحيدة , واخبرتك من قبل ان لا تضطرني لأختار بينك وبين أنفاسي .. حبست انفاسي لمدة لا بأس بها , والآن انا اتنفس
على أي حـال , بكل المقاييس انا المخطئ وأعتذر مرارا وتكرارا عن ما بدر وعن ماستواجه في سبيل قراري
انا الآن متـوجه لعائلتي أو ربما اكون بمنتصفهم , ليـــتني استطيع احضارهم لكن لكل قدر كتـاب ,
وسأعبر عن أنانيتي الحمقاء بطلب عفـوك ورضاك , وارجو منك أن لا تحاول استعادتي لوحدي ..
فأنا غير متـــاح إلا بعائلتي
قبـلة لجبين ويد والدتي , وليت الأسى يعبر عن خوالج نفسي في هذه اللحظة المريرة .. لا أعتقد اني سأعقد قرار بهذه الصعوبة مجددا
لأختي ذات الحظ الرديء , تعـلمين اني متوفر دائما بوسائل التواصل الإجتماعي وسأتابع اخبارك من مسافتي .. وإن اردتني فأنا لم اتنـازل عن منصب أخاك الأكبر حتى الآن
نـايف وفهد , متيقن من تمكنكم من تعويض مافقده والدي في سبيلي .. وفي نظرة بعيدة المدى أتمنى ان يكون فهـد الأبن الذي حـاولت جاهدا استخراجه مني
تركـــت بطـاقاتي وسيارتي , لن أسرق جهـودك دون مقابل .. سأتجرد من هذه المثاليـات
دعواتكم كل ما أتمنى
لؤي ,
كانت هذي هي الرســــالة المهـــتزه بين يدين أبو نايف بمنتصف غرفة لؤي الفارغـه , وجمـب الرساله محفظة نقوده وجواله .. ابو نايف ما صدق لما قالت له ميهاف اللي حصلته بغرفة لؤي .. لكن اللحين المنظر قدامه .. سكون داخله مهـموم من انفطار ولده منه بهالطريقة .. سكون ما ستجاب لهـز زوجته له ورجائـــها المستميت له بأنه يوافق على اللي يبغاه بس يرجع . . او حتى يرجعه قصرا !
ترك الرساله من يده وهو يوقف ويترك الغرفة وينغلق بغــــرفته .. عكس كل صراعاته مع لؤي , هالمرة متيقن داخل نفسه إنه فعلا خسر ولده .. مافيه أي طريقه يقدر يسترجعه فيهـا .. ما يدري هو استسلام او رحمة أو .... سخط ؟!
حضن وجهه بين يدينه يحبــــس دمـعه لا تتمرد على عمـره ومكانته .. لكن كانت الدمعة العنيدة مصره لمـا قابلت صورة لؤي الوديـع بركن الغرفة بين إخوانه .... كان داخل نفسه بشكل صادم يتسائل من ظلم الثاني ..