الفصـل خمسة وستين
حزينة جدا / وذابحني التفكير ,
وصدمة غيبتك / والله ترا تفجع !
ي راحل حيل فاقدتك وللتذكير :
أنا لازلت أحبك / لو تبي ترجع !
غــادة رجف جسمها وهي واقفة والكل مصـدوم .. بلعت ريقها وهي مو عارفه كيف تتصرف وسط هالمـدح , كبست عيونها لما نطقت ام مروان بـود اموي : اقربي سجـى حبيبتي اجلسي
غادة تلفتت حولها وهي مو مصـدقة , سمعت صوتهم برا ينادون بصوت عالي : ســــــــــــــــجى وين رايحة !!!!
عقدت ام مروان حواجبها بتعجب لما شافت ام عبدالمجيد تركض لبرا والكل نـزل راسه بحيرة , نطقت بربكة : شفيكم ياجماعة ؟
ام فراس رفعت راسها لغادة وهي تنطق بهدوء : غادة حبيبتي اطلعي برا
غادة كأنها ماصــدقت طلعت مباشرة وهي تنتبه لام عبدالمجيد تكلم اسماء بهلع : وين راحت ؟!
اسماء بربكة : طلـعت خالتي مدري فين راحت يمكن صعدت غرفتها
لحقتها ام عبدالمجيد بينما اسماء التفتت لغادة اللي كان لونها مخطوف وشادة على فستانها الابيض بيدينها .... اسماء هرعت ناحيتها وهي تسأل بصدمة : من جـدها تحسبك سجى ؟!
غادة هزت كتوفها : مدري والله ... انلجمت .. دخلت حصلتها تخطبني
ابتسام اللي طلعت وراهم : ام مروان قالت ان الولد شايف البنت قبل كم يوم هنا ومعطي امه وصفك غادة والكل حسبه سجى ( طالعت غادة باستفهام ) متى شافك انتي ؟
غادة فتحت عيونها بصدمة : من جدك ابتسام !! متى شافني متى طلعت انا عشان يشوفني ؟! وحتى اذا طلعت بعبايتي !!
ابتسام تنهدت بضيق : سجى وين ؟
اسماء بانكسار : مسكينه شكلها تفشلت من سمعت ركضت وتركتني
بالمجلس /
ام مروان وهي تحس انها خافت .. وجيههم تقول انها سوت غلط كبير : وش صاير ياجماعة الخير ؟ انا قلت شي غلط ؟
ام فراس تنهدت : يا أم مروان اللي دخلت قبل شوي هذي غادة زوجة ولدي فراس
ام مروان حست بحجم الغلطة اللي قالتها ضربت على صدرها : لا تقــــولين !
ام فراس بضيق : ايه والله وحنا لما كلمتوا عمي جا في بالنا سجى لانها الوحيدة اللي ماتزوجت ..
ام مروان : بس حنا تو ندري ان فراس تزوج ! لو عارفين كان فكرنا ان اللي شافها ممكن تكون زوجته !
ام فراس باسف : ايه والله ان الغلط راكبني من راسي لمداسي .. بس زواجه صار على عجلة ومالحقت اعطي الكل خبر .. اعذريني وحقك على راسي
ام مروان لما حست بصعوبة موقفها .. حاولت تتفادى الوضع : طيب حصل خير سوء الفهم يصير ... وين سجى طيب ؟ والله محنا طالعين الا خاطبينها ومايجي منكم شين
ام نايف : والله يا ام مروان خل نترك الموضوع لبعدين .. ماظنيت تقدرون تشوفونها اللحين
ام مروان تنهدت بضيق : والله اعذروني ياجماعة انا تعجلت مفروض ما ...
قاطعتها ام فراس بذرابة : حاشاك يا أم مروان والموضوع مو غلط احد كله سوء فهم وبينحل ان شاء الله
ام مروان ابتسمت ابتسامة صفرا : وسامحيني يا أم فراس والله مادريت انها بنتكم وعلى البركة والله يوفقهم ويسعدهم يارب
ام فراس : آمـــين وفيك الخير , وانا الغلطانة ماقلت لك
ام مروان : هو بصراحة حنا سألنا قبل نخطب .. قلنا من في بيت ابو عبدالرحمن قبل العيد , وقالوا لنا جا فراس بس والكل هنا ماعنده خبر انه متزوج حتى ابو عبدالرحمن ماقال لنا شي ولا نذكره سافر يحضر الزواج
ام فراس بقهر : ايه عمي ماحضر مثل ماقلت لك كلش صار بسرعة وابشري بحلوانك
ام مروان : خيرك سابق تسلمين ( كملت بانحراج وهي تلتفت لبنتها ) اجل حنا نمشي , ( التفتت لام فراس وام نايف ) وامانتك تبلغين ام عبدالمجيد ان نصيب بنتها عندنا وليتنا قدرنا نشوفها وحنا شارينها والموضوع كله سوء تفاهم
ام نايف : ابشري يوصل
بعد رحـــيل ام مروان وبنتها .. كانت غادة واسماء وابتسام جالسات بالصالة والباقين صعـدوا لسجى ... غادة بهم : بنات مو مفروض نصعد لسجى ؟
ابتسام بشدة : انتي بالذات لاتصعدين لها !
غادة بهم : عارفة .. قصدي انتوا
ابتسام : بصراحة انا من الناس اللي ما أحب اشوف شخص منكسر قدامي او أي شي يسبب الاحراج .. حتى لو تنزل بلتفت ولا كني شفت شي ..
اسماء بهم وهي تتنهد : حـتى انا
دخلت ام فراس وام نايف ... غادة بلعت ريقها وهي تحاول تتفادى نظراتهم تحس موقفها محرج دون حدود : ...........
اسماء استقبلتهم بخطوات متسارعه : شصار ؟
ام نايف : ام مروان تقول انها للحين خاطبة سجى .. ويعني اللي صار سوء فهم
ام فراس : غادة ! فين شافك الولد فيه ؟
غادة بلعت ريقها من نبرة ام فراس وهي ترد عليها بعيون ضايعة : والله مدري .. ما أذكر شافني احد , اساسا من جيت ماطلعت والله
ام نايف : ماقال شافك برا .. على كلام ام مروان انه كان معزوم هنا وطاح فيك
غادة حست بحيرة نهائي ماتذكر شي : ........................ والله ما اذكر
ام فراس تنهدت وهي تسأل : وين سجى ؟
اسماء : فوق وعندها امها ووداد وميهاف .
ام نايف بحيرة لام فراس : نصعد ولا مافيه داعي ؟
ام فراس جلست : لا خليها اللحين مع امها تكفي .. عمي بيدخل اللحين اكيد لازم نقوله بعد شصار وابي اعرف شصار عند الرجاجيل
غادة عضت على شفاتها وهي تتمنى الارض تنشق حرفيا وتبلعها : .............................
عـند سجى /
ام عبدالمجيد بمحاولة لتهدية بنتها اللي دافنه وجهها بوسادتها وتبكي : وبعدين يا يمه يمكن رزقك المتأخر يكون اخير من رزقك المتقدم
ميهاف : وبعدين ياحبيبتي هم ماشافوك .. والله لو يشوفونك مايتعدونك !
سجى رفعت راسها بانفعال وهي تطالع ميهاف بحدة : والله ما أخذه !! فضلة الحيوانة الحقــــيرة بنت المرزوق والله ما آخذه ! تشبع به !
وداد : صاحية ياسجى ؟ شنو فضلتها تزوجته هي وانا مو عارفة !
سجى عضت ع شفاتها بعصبية بالغة وعيونها مشتعلة حمـــار وهي توقف وتتعداهم وتنـزل بخطوات متسارعة , وكلهم لحقوهـا بحيرة ... نـزلت لتحت وهي منفعـله لاقصى حد ... استقبلتها ابتسامة ام نايف وام فراس المريحة : سجـى وين رحتي ؟
سجى وعيونها طاحت على اللي جالسة تلعب بشعرها بحيرة ولما انتبهت لها طالعتها بهدوء دون ردة فعل : ....................
سجى مشت ناحيتها حتى وقفت قدامها وهي تصرخ فيها : مبســـــــــــــــــــوطططة ؟!!!!
ام عبدالمجيد : سجــــى شتسوين !
وداد وهي تحاول تسحبها من ذراعها : سجى يامجنونة تعالي وش صار عليك انتي !
سجى سحبت ذراعـها بقوة وهي تصرخ في غادة : قومــــــــــي كلميني ماني اكلم الجدار وراك !
سجـــى بانفعال سحبت ذراع غادة حتى اضطرت توقف قبالها .... غادة سحبت يدها من قبضتها وهي تنطق بهدوء : سجـى اهدي الموضوع مو بيدي
ميهاف : سجى بـــــــــــــــس !!
سجى صرخت فيهم : ولا حد يقولي بس لا مو بس ( ألتفتت لغادة بقهر ) انتي الحيوانة قاصــــدة ماكفااااك فراس اللي سحبتيه سحب بحركاتك الوصخة رحتي بعد تكشفين نفسك قدام مـــروان لحد ما انسحب بعد هـو وخطبك
غادة بقهر : ماسحبت احد افهمي انا مو جالسه احاربك !! مو انا ضربتهم ع يدهم وقلت اخطبوني ( كملت بانفعال وهي تاشر لام فراس ) ولا حتى اجبرت ام فراس تخطبني لولدها
سجى ضحكت بسخرية بين دموعها : لا مصدقة ان ام فراس خطبتك ! انتي اللي جيتي على قلوبهــــم غصب ولا محد يبيك ... مايجهلنا ان حتى فراس مو بالعك !! لا هو ولا غيره وكلها مسألة وقت قبل يطلقك زي طليــقك قبله
غادة نزلت دمــعة لاشعورية على خدها وهي تعض على شفاتها وهي تحس باهاناتها ماتخلص : ...... لا تتمادين لو سمحتي ! الاقدار مكتوبه مو انا اللي العب فيها على كيفي ؟
ام عبدالمجيد صرخت في بنتها : سجـــــــــــــــــى ابلعي لسانك !!!
ام فراس : بـــــــــــــس ياسجى لا تتجاوزين حدودك وش سوت لك غادة اللحين ؟ مو ذنبها ... وبعدين ام مروان للحين شاريتك تبيك
سجى التفتت لهم وهي تنطق بقهر : لي كــــرامة على فكرة !! ماني فرصة ثانيه لهم بعد ما اكتشفوا ان بعض الناس متزوجين ! وماني خطة احتياطية لغادة ولا علاج مؤقت له بعد ماشافها ! يا خطبة كاملة لي يا الله ياخذها ويلعن ساعتها
ابتسام مسكت ذراع غادة وهي تتقدم بحركة دفاعيه : سجى بس لاعاد تكبرين بالحكي .. روحي شوفي لك احد ثاني تلومينه !
سجى : اجل قولي لي عشان من خربت خطبتي ؟! مو عشانها !
صوت مهــــيب وراهم نطق بحدة : شصــــاير ؟!
التفتو كلهم وهم ينتبهون لابو عبدالرحمن واقف وبحدة يطالعـــهم , سجى تغارقت عيونها دموع اكثر .. بينما غادة نـزلت راسها وهي تحس بحياء من كل الموجودين على هالموقف .....
ردد سؤاله بنبرة أشد : اكــــــــــــــــلمكن !! شصاير ؟!!
سجى وهي تمشي بخطوات واسعة تطلع من المكان وهي تنطق بقهر : اسأل حبيبة قلبك غادة !
فتح ابو عبدالرحمن عيونه بصدمة وهو يرجع يطالع غادة اللي مافكرت ترفع عيونها من دخل ... نطق بهدوء : محد يبغى يقول ؟ ( كمل بنبرة جادة ) غادة ؟!!!
غادة عضت شفاتها وهي ترفع راسها وعيونها حمراء ..قالت بهدوء : اللي صار اني خربت خطبة سجى .. سامحوني كلكم ماكان قصدي
وانسحبت مباشرة لكن قاطع خطواتها يد ابو عبدالرحمن تمسك ذراعها النحيله , وينطق باستفهام : كيف يعني خربتيها مافهمت !
غادة انهمرت دمعتها وهي عاضه على شفاتها ونطقت بين عبراتها : الموجودين بيقولون لك ( سحبت ذراعها بخفه ) انا بالإذن
صعـدت بخطوات مكسورة بينما لحقتها ابتسام .... ابو عبدالرحمن كانت عيونه متوسعة وهو ضايع تماما : شفيكم انتو ؟ داخل اقول بسمع زغاليط وفرحة !
ام عبدالمجيد تنهدت بضيق : اجلس بقـــولك شصاير ..
وداد وقفت : انا رايحة اشوف سجى
جلس وهو يمسح على وجيــــههم الكئيبة وينطق باستفهام : تكلمي ! وش هالخرابيط اللي قالتها غادة ؟!
ام عبدالمجيد : ماهي خرابيط ... نوعا ما صح ..
نطقت ام فراس بنبرة دفاعيه : لا ماهي صح ! لا تثقلين المشكلة يا هند مو معقولة بعد انتي بتلومينها يكفي سجى ماقصرت فيها
ام عبدالمجيد بضيق : ام فراس اتركيني ساكته تكفين .. الحشيمة لك بس البنت من وين شافها الولد عشان يصير كل هذا ! ولو ماشافها كان السالفة مرت
ابو عبدالرحمن بصوت عالي : شتقولون انتو ! تاركيني مثل الاطرش في الزفة احكــــوا بلغة افهمها !
ام عبدالمجيد بضيق : راح اقولك يبه روق بس ..
ابو عبدالرحمن : انطقي طيب !
ام عبدالمجيد تنهدت بضيق وهي تقـوله كل اللي صار ...
ابو عبدالرحمن لما سمع السالفة كلها فتح عيونه بصدمة : كــــــــــيف ! وهذا مروان متى شاف البنت ؟
ام عبدالمجيد بنبرة لوم : وهذا السؤال !!
ابو عبدالرحمن : ويـن غادة ؟!!
ام فراس : بس يا عمي البنت مو ناقصة سجى ماقصرت فيها كسرت مجاديفها
ابو عبدالرحمن : وانا ماراح اكسر فيها شي ! بسأل بس كيف شافها الولد ؟ ( التفت لام فراس بحده ) وانتي ناسيه ولدك وش بيسوي وقت يدري ؟! ماراح يمشي لها انه شافها هو غلطات بسيطة يقوم الدنيا فوق راسها كيف ذي ؟!
ام فراس وهي كانت غافلة عن هالنقطة ... بلعت ريقها وهي ترد : سألتها .. تحلف انها ماتدري , تقول ماعمرها طلعت ولا ..
: انا اعرف كيف
التفتوا كلهم لسعدية اللي كانت واقفة , تنهدت بضيق : ابو عبدالرحمن اليوم الأول اللي جت فيه غادة وفراس البنت طلعت لبرا على بالها مافيه احد .. وابو سلمى الله يهداه جاه مروان يزوره .. وسمح له يدخل على باله مافيه احد وقال انه جلس يتمشى بالمزرعة .. يمكن شافها وقتها
ابو عبدالرحمن فتح عيونه وهو ينطق بحدة : وابو سلمى كيف يتركه دون يتأكد ان مافيه احد !!!
ام سلمى : والله الشهادة لله انه كلمني وسألني .. بس انا كنت شايفه غادة صاعده فقلت مافيه احد , مادريت انها طلعت بعدها
ام نايف تنهدت : ياجماعة انتوا تركزون على النقطة الغلط .. حصل خير وشافها وبالغلط ومو قصد ! مو هذا الموضوع هنا ... الموضوع كله سوء تفاهم ينحل وخلاص وام مروان حلفت انها خطبت سجى خلاص .. بس سجى هي اللي اللحين راكبة راسها
هز ابو عبدالرحمن راسه وهو ينطق : وش هاللخبطة هذي ؟!
: يمــــــــــه سجى مو بالبيت !
التفتوا لوداد اللي لجأت لامها بهلع : دورتها في البيت كله ماحصلتها
ام عبدالمجيد : وين راحت له بعـد هالمجنونة !! دورتيها كويس ؟!
وداد : ايه والله ماحصلتها وعبايتها مو موجودة ! وين طلعت ؟!
ابو عبدالرحمن وقف بقهر : وبنتس هذي انجنت عشان تنفعل لهالدرجة ؟!
ام عبدالمجيد : لا تلومها يايبه البنت تحمست وتفشلت قدام الكل وانخطبت غادة وتركت هي
ابو عبدالرحمن بشدة : ولــــــــــــــــــو ! ( عطاهم ظهره يطلع ) رايح اطلع اشوفها
طـلع ابو عبدالرحمن بوجه مشؤوم والشمس بلشت تغرب وين طلعت بهالوقت ! والمزرعة كبيـــرة جدا لو تكون راحت لها بهالوقت ... دخل المجلس الخارجي والعيال مجتمعين .. عقدوا حواجبهم وهم يشوفون هيئة جدهم ..
ابو نايف : يبه شفيك سلامات ؟!
ابو عبدالرحمن نطق بحدة : عبدالمجيــــــــــد ! اطلع للمزرعة اللحين دور اختك هناك
عبدالمجيد انلخم : أي اخت ؟ وش مزرعته هالحزة ؟
ابو عبدالرحمن صرخ فيه : اختك سجــــــــــــــى غشيم انت !! طلعها اللي طلعها رح شفها وبس
ابو نايف : يبه وش صاير ! منت طبيعي .... وش يودي سجى المزرعة هالحزة لحالها ؟!
ابو عبدالرحمن رمى نظرة على فراس اللي كان متربع ويطـالعه باستغراب .. : ...........................
فراس استغرب نظرته له .. نطق بحث : تبي تقولي شي ؟
ابو عبدالرحمن صرف نظرته عنه وهو يتنهد بضيق .. ويجلس : مافيه وقت اقولك ( التفت لعبد المجيد ) رح اللحين شف اختك وقت ارجع اكلمك
عبدالمجيد بحيرة : ان شاء الله ( ألتفت لبدر ) تجي معي ؟
بدر وقف : ايه معك تفضل
مجرد ماطلعوا نطق ابو عبدالمجيد : انا بعد بقوم اشوفها هالبنت خرابيطها ماتخلص
ابو عبدالرحمن : لا ابو عبدالمجيد ارتاح بكلمك .. اترك الشباب يدورون , ( تنهد بضيق ) مو عارف وش اقول ! الحريم صار عندهن لحسة وسوء فهم كبير
ابو نايف : اللي هـو
الكل انتبه ان ابوعبدالرحمن يرمي فراس بنظرة .. وبعدها يتراجع , فراس نطق : يبه تعبت اعصابي بهالنظرات .. ماتبيني اسمع قول وحطلع !
ابو عبدالرحمن : بالعكس انت اول من يسمع .. ( شد على قبضته وهو مشبكها ببعض ) السالفة ومافيها ان مروان ماخطب عشوائي , شايف وحده هنا بالمزرعة وراح لامه يطلبها خص نص
نايف : ايه وبعدين ؟ عادي تصير
ابو عبدالرحمن : مو هذي المشكلة ... الولد شايف ( طالع فراس وهيثم اللي كان جمبه ) شايف غادة مرة فراس , ( كمل مباشرة قبل ينفعل احد ) والموضوع يعتبر سوء فهم وام مروان لما فهمت انها خطبت البنت الغلط ..
شهق ابو عبدالمجيد : نعـــــــــــم خطبوها ؟!
ابو عبدالرحمن : تركد يا ابو عبدالمجيد ! قلت لك بالغلط وش بيعرفهم هم .. لما فهموا خطبوا سجى بس سجى راكبه راسها ماتوافق
ابو عبدالمجيد بانفعال : ايه حقها ماتوافق وانا ماني موافق !!! الخطبــــــــــة مو لنا ( قالها وهو يطالع فراس )
فراس من سمع كلام جـده وعيونه متوسعه بصدمة ... بعد تعليق ابو عبدالمجيد التفت له بحدة وبعدها وقف وهو يطـلع من المجلس .. رغم نداءات ابو الرحمن له لكنه مارد .. تنهد ابو عبدالرحمن : شفيكم انتو كبرتوها الله يهداكم ! اقولكم سوء تفاهم خلاص , واللحين قوموا شوفوا البنت انجنت عليهم داخل وعقبها طلعت مدري وين ناوية حضرتها ! بعد هالحريم احيان عليهن نقص ماهوب طبيعي
بالصــــالة والحريم جالسات وام عبدالمجيد تتنهد بضيق : الله يهداك ياسجى
لكن القــــلوب طاحت لما سمعوا الباب ينضرب ضربه قوية نوعا ما وصوت فراس الغاضب المكتوم : يمه !
ام فراس ضربت خدودها بخفة وهي تنطق : ياويلي هذا فراس .. ( نطقت بصوت عالي ) هلا يمـــــــــه
فراس : ممكن دقيقة
ام فراس التفتت لام عبدالمجيد قبل تطلع : هند طلبتك لو شافك الولد لاتحاولين تشبينها زود .. حسسيه الموضوع عادي !
ام عبدالمجيد تنهدت بضيق : لاتشيلين هم اطلعي شوفي ولدك
طلعت ام فراس وهي توترت من هيئته كان واقف واول ماقابلها نطق بحدة : فين مسودة الوجه ؟!
ام فراس بحدة : جا الآخر ! وهي غادة وين تلقاها منه ؟ منك ولا من بنت عمتك
فراس بنبرة أحد : نفيتي غلطتها كالعادة !
ام فراس : لا الغلطة غلطتك ! ام مروان قالت انها ماكانت تدري انك متزوج اساسا ولا كان حسبت حساب انها يمكن تكون زوجتك
فراس هز راسه بوعيد وهو ينطق بهدوء كاتم : ماشي ماشي انا الغلطان ... انا طالع بلغيها تستخير وتقرر وش ردها لخطيبها اجل
ام فراس فتحت عيونها : انهبلت ؟!
فراس وهو يطلع : لا أرجع الا وهي محضره ردها ! نصيبها لا يفوتها
تنهدت ام فراس بضيق وهي تهز راسها : الله يستر مو عواقبها بس ..
دخلت لداخل والكل استقبلها بنظرات قلقة : كيف فراس ؟
ام فراس بضيق : الله يستر بس ..
فـــراس مجرد ماطلع توجه ناحية المزرعة وبتفريغ لاعصابه اللي حسها بتنفجر فيه أي دقيــــقة ركل السياج الحديدي وهو يبعد شعره بيده ويزفــــر بعـــمق ويمشي بشكل منزعج ويحس أعصابه جالسه تتلف رسمـيا كأن نار جالسه تحرقه من داخل .. وكأنه بسجن مو قادر يطلع منه .. طالع البلكونة لغرفته بحدة وهو ينتبه للأنوار شغالة ... : .....................
مشى بخطـوات واسعة مبتعد عن الفـــيلا كلها وبخطواته يتمنى يسحق كلش تحته .. والضحية كانت الورود المزروعة وصـــل لحقـــول جده الزراعية جلس وهو يحضن راسه بيأس بعد ماهدى شوي بعد مامشى مسافة طويلة ... ونار صدره ترجع تشب وهو يتهيأ له ملامحها قدامه وكيف ان فيه شخص غريب ضاع فيها ... شد على اسنانه وصوتها الدافي يتردد باذنه كأنه يهديــه ..
(ساعات اسأل نفسي كيف هالحياة كلها تختصر نفسها بعيون هالإنسان القاسي ؟ )
رد بهـــم على صوتها اللي يتخلله : اسكــــتي .. اسكتي خلاص زهقت
(نفس هدوء المزاج وثقل الروح لو كانت القهوه انسان كانت بتصير أنت على طول !)
نطق بضيقة أكثر وهو يضغط على راسه اكثر : بــــس يابنت والله راسي بينفجر
(اساسا مافيه اسوأ من انك تكون قوي لدرجة محد يتوقع انك تحتاج مساعدة )
فراس بيأس من نفسه : يابنت الناس مابي منك مساعدة ولا شي .. فكيني بس
(خلني ارجح هالشعور اللي دايم انكره .. خلني اقولك بقلة حيلة اني حبيتك .. )
فراس كـره هالمحادثة العقلية بينه وبين وهم صوتها .. تمنى يقطع صوتها باي طريقة , رد على وهمها بيأس : ابشرك عاديتيني اجل ..
(بكيفك لاتحبني .. بس لاتقرر اني ما أحبك لاني حبيتك وخلاص ..)
ابتسم بسخرية على حالته : صفقي لنفسك .. ماعاد بكيفي الظاهر ..
(انا ابي احبك للنهاية مو عشان تحبني .. لا بس لأني مابي احب غيرك)
فراس : وانا ابيك تطلعين من حياتي وبس ... رجعيني مثل قبل واطلعي .. خلاص ندمت على اني اجبرتك وندمت على كلش ! ماعدت طايق نفسي
: فـــــــــراس
صحى بفزع من محادثته مع طيفـها .. انتبه لجسد صغير بنظرات خايفة وهي تطالعه , ضبط اعصابه وهو يتنهد وبعدها وقف وهو ينفض ثوبه من التراب ويحس انه تجرد من نفسه لدقايق : .................... سجى شتسوين هنا اهلك يدوروك بكل مكان
سجى نزلت راسها وهي تنطق بغصه : ضعت ..
فراس هز راسه : معليش حصل خير تعالي ارجعك
سجى هزت راسها وهي تنتبه له يمشي .. وهي مستغربة هيئته الفوضوية , ماعمرها شافته كذا من قبل .. وهي كان تتوهم ولا كان يكلم نفسه قبل شوي ؟ ........... نطقت وهي تمشي وراه بهدوء : مبروك خطبة زوجتك ..
جاها رده البارد رغم فوران اعصابه من كلمتها : شدخلني انا تقولين لي ؟ لا شفتيها قولي لها ..
سجى : يعني منت زعلان ؟
فراس بصوت ساكن : وش دخلك ؟
سجى بانحراج : آسفة شكلي ضايقتك ..
فراس : تكلمي ضمن حدودك ولا تضايقيني ..
سجى بضيق : ماقلت كذا الا من قهري وقلة حيلتي ..
فراس بضيق : عارف ... وش يكسرنا كثر قلة الحيلة اساسا ؟
سجى وعيونها متعلقة بظهره قدامها .. وهي مفتــونة في صوته واسلوبه نست قد ايش كانت هايمة فيه : ولا شي .. وآسفة لو بغلط بس انا ماراح اسامح غادة على اللي صار لي اليوم
فراس واعصابه تعبت من طاريها .. وقف بمشيــته ويدينه بجيوب ثوبه وهو يلتفت لها بنظرات حادة بهالات سوداء تحت عينه : لا تضيعين نفسك وانتي تركزين على اللي حولك اكثر من نفسك , حلي مشكلتك من داخلك .. واتركي الناس بحالهم .. احسنلك
سجى بانفعال : بس هي لعبت بحسبتي .. ومو اليوم وبس من زمان !!
فراس بنظرة ولهجة مافهمتها وهو ينطق بهدوء قبل يرجع يعطيها ظهرها ويكمل مشيه : مو بس انتي ..
سجى عقدت حواجبها , شقصده ؟! .... تسارعت بخطواتها تحاول تلحق خطواته السريعة , بعد مـــاوصل لمقدمة المزرعة وقف وهو ينطق بهدوء : تعرفين طريقك ؟!
سجى هزت راسهـا بهم : ايه عارفه .. ( ابتسمت بهم ) بالمناسبة شكرا فراس على كلامك احس ريحني شوي
فراس : ما أذكرني قلت شي .. بس حمدالله اجل , وريحي اعصابك مافيه شي يسوى
سجى : معـك حق ..
فراس هز راسه وهو ياشر لها : تفضلي انا بعد بدخل البيت
سجى بمزح : ههههههههه الظاهر دوري هالمرة اوصلك ؟
فراس وهو يمشي : ماشي على رجولي مو رجولك
سجى : ههههههههه عارفة ..
ما أنتبهوا للعيون الحاقدة بالبلكونة .... شدت بقهر على السياج وهي اللي كانت شايله همه وردة فعله واذا تضايق او لا !! طلع مروق ويدورها ويوصلها ويسولف معها !!! انتقلت نار صدره لهـا وهي تنتبه لضحك سجى يوصلها .. حتى هي ماعمرها ضحكت معه بهالشكل ...
بالدور السفلي /
استقبلت ام عبدالمجيد والكل سجى باللوم والعتاب .. لكن كانو مرتاحين لما حســـوا نفسيتها احسن ... نطقت ام عبدالمجيد وهي تطلع لفراس برا : جزاك الله خير يمه والله ان قلبي طاح لما قالوا ماحصلوها
فراس : ماسويت شي مايحتاج ... ممكن تاخذين لي طريق بصعد
ام عبدالمجيد : ابشر ان شاء الله
صعـد فراس بعد ماخذت له طريق , دخـــــل غرفته وهو ينتبه لها واقفة على مقدمة البلكونة ومتكتفة بقلة صبر .. عقد حواجبه وهو ينتبه لها ترميه بنظرة غاضبه .. فراس رفع حواجبه وهو يسكر الباب وراه... فراس نطق : والله لك وجه تقابليني بهالنظرة عقب كل اللي صار اليوم من وراك !
غادة حست اعصابها تالفه وللحين شكله مع سجى رافع ضغطها .. مشت بخطوات متسارعه تبي تطلع قبل تزود , لكن انتبهت له بقبضته يمسك عضدها قبل تطلع ... طالعته وهي تنتبه لنظراته الساخرة وهو ينطق : اول مرة اشوف وحده مخطوبة متضايقة ! انبسطي يمكن هالمرة تجربين احساس المهر
غادة وهي تطالع يده اللي قابضه عضدها .. نطقت بقهر : أبفهم كيف عادي عندك هالحكي ؟ لهالدرجة ما اسوى عندك شي ؟
فراس : هالحكي انتي اللي اخترتي تسمعينه .. ( احتدت نظرته بقصد جارح ) سبحان الصدف اللي تركتك تجين بطريقه .. ولا من البداية كيف تطلعين دون عباية !
غادة بتبرير : والله ماني عارفة كيف صارت ما أذكرني طالعه دون عبايتي ماني مجنونة لهالدرجة
فراس وهو يشد على عضدها أكثر : من واقع تجربتي اقول انك مجنونة لهالدرجة . . ووصخة لهالدرجة
غادة عضت على شفاتها : جالس تجيب عيوبي كلها لانك قررت تتركني ؟
فراس رفع حواجبه : انطح الهوش بالهوش تسلم هاه ؟ انا المخطوب اجل !
غادة عضت شفاتها : ولا انا اللي جالسة اسوي نزهة ليلية مع ما أدري مين واضحك واوسع صدري معه !
فراس بحدة : شقصـدك ؟
غادة وصوتها ضعف كالعادة وهي تبلع خنقتها : قصدي واضح .. وقت تكون معاي تكون قاسي وساكت وثقيل ( كملت ودمعتها تسيح على خدها ) بس معها اشوفك تعرف تسولف وتنبسط ! خل ابشرك انها بتموت على ترابك اجل
فراس شدها له اكثر من عضدها وهو ينطق بحدة : ماراح أبرر لـوحدة كسرت قوانين العالم وهي تنخطب وهي متزوجة ! فبإختصار وش دخلك ؟
غادة وهي تحس عضدها بيتمزع بيده : لمتى راح اتحاسب على غلطات اللي حولي ( رفعت صوتها بقهر ) والله ما اخترت كل هذا والله مو بيدي ! خلاص يكفيني اللي فيني
فراس : تعدلي ولا ترفعين صوتك !!!!
غادة بانفعال : وانا وش قلت غير اللي بخاطري حتى هذا حرام اقوله ؟! ولا اقولك صح نسيت انك ماتسمع الا اللي يعجبك !
رفع صـــــوته لاعلى درجة فيها : اقـــــــــــولك تعدلي ترا عندي اللي مايتعدل يتبدل !
غادة بهم : هذا اللي بخاطرك من اول .. بخاطرك تبدلني ..
فراس انفجر فيها وهو يفلت يدها : ماكان خاطري فيك انتي من البداية عشان ابدلك !! واللحين انقلعي باللي مايحفظك لو تبين تلحقين نصيبك ماراح اوقف بطريقك ! وبكل وقاحة جايه تهاوشـــــــــين ! اللي مثلك يبلم ويقول يارب محد يتذكرني ... شين وقوي عين صدق
غادة نطقت بكتمـــة : ياليتك مابلشت فيني من البداية اجل ..
فراس هز راسه وهو يرد بهدوء : ياليت" ياليت " صدق اجل ..
غادة وهي تمسح دموعها بانكسار : الحق باقي عمـرك اجل .. يكفيك اللي ضيعته معي للحين اجل
فراس : على فكرة مو اكتشاف جديد بالنسبة لي اني جالس اضيع عمري معك .. متعامل مع هالحقيقة من زمان , بس الظاهر انتي اللي اكتشفتي ان عندك خطة جديدة وناوية تلحقينها ...
غادة شدت على شفاتها وهي تنطق بهدوء منكسر : يضحك كلامك .. تقول هالكــــلام وكأن لك حق تزعل ! ( كملت بقهر ) اللي يكره انسان ماينوجع عليه عشان كذا انت بالسليم .. ( طالعته بعيون دامعة ) بس في حالة الغبية انا .. قلت لك بكل اللغات اني احبك ومايجهلك ان أي وجه غير وجهك ماله بعيوني قبول .. وكل صوت غير صوتك ما أشفق عليه .. ( استرسلت وعيونها غرقانه بدموعها ) وقد ما ودك تكذبني انت عارف ان هذا الصدق .. انا اللي يحق لي انجرح .. اما انت دام تكرهني اجل ليش تشره علي ؟!! ... بس بكل الأحوال الله يرزق قلبي زهايمر ينسيه اسمك حتى . .
فراس : مو موضوع اكرهك او غيره ... موضوع تبين تلعبين بذيلك العبي تحت ذمة رجال ثاني ! مو ذمتي
انسحبت بهدوء وتحس ماعاد فيها نفس تكمل النقاش وهي تسكر على نفسها باب الحمام ... فراس وهو شاد على قبضته طـــلع من جناحهم كله وهو يحس اعصابه رجعت تتوتر بعد ماهـداه طيفها
***
اسمــــاء كانت جالسة بملل في الصالة وللحين نقاشاتهم ماخلصت .. تنهدت بضيق انخنقت فعلا من الجو , دق جوالها انتبهت للمتصل ( زوجي العزيز) .. انسحبت من جوهم المكتوم لمكان منعزل وهي ترد بخمول : هلا حبي
هيثم بنغمة مميزه تنتشلها من همها : شفيه حبيبي صوته زعلان ؟
اسماء بضيق : الجـو هنا كتمة مرة .. ما كأنا عيد والله
هيثم : عارف عشان كذا البسي عبايتك وتعالي انا انتظرك برا .. خل نحط رجلنا ونهج من هالجوا الكتمة على قولتك
اسماء بحماس : جــــــــد ؟
هيثم : ايوه يله اعجلي ترا ما أدل هنا انتي دليلي
اسماء : هههههههه خل نضيع احسن اجل
هيثم : الله .. قدام ماحقولك لا , بس اخلصي قبل اضيع لحالي
اسماء : يله دقيقة واكون عـــندك
ركــــضت تصعد وهي تلبس عبايتها وتطلع مباشرة .. قاطعتها امها : وين وين على الله طالعه بعبايتك بهالحزة ؟
اسماء بحماس : بتمشى انا وهيثم
ام فراس بانحراج : بهالظروف وهالوقت المتأخر ؟
ام نايف : اتركيها يانورة ماعادت بزر وطالعه مع زوجها ( طالعت اسماء ) روحي حبيبتي انبسطوا
اسماء ركضت تطـــلع ... اثناء ركضها ضغطت عبايتها وتكربعت , هيثم فتح عيونه وهو يطلع من السيارة بسرعة لعندها ويمسك يدها وبقلق : تعورتي ؟
اسماء مسكت يده تتسند عليها وهي توقف وطالعته بمكر : فقدت مهنتك اجل تبغى تعالجني ؟
هيثم : تصدقين ايه والله فقدتها ( بمزح ) قولي فيك كسر خل اتنشط شوي
اسماء شهقت : تبغــــــــــــاني انكسر عشان تنبسط ؟!!
هيثم : بسم الله عليك جعله فيني ولا فيك ( كمل ) بس لاتنكرين قيمة الكسـور ( قال وهو يركب سيارته ) بسبب كسر تقابلنا
اسماء ركبت وهي تضحك : ههههههههههه ايه والله .. يالله احس ذكريات بجد قد ايش مر علينا من لما انكسرت بجدة ؟!
هيثم وهو يحرك سيارته : الدنيا كيف تمشي بس .. وماكنت بتوقع ولا لحظة لما قابلتك هناك انك راح تكونين زوجتي
اسماء : بعـــــــــــــد ايش ! طلعت روحي على ماقلت لي حتى انك تحبني
هيثم بثقة : طبعا .. ماراح اقولها طبعا إلا لما احسها طالعه من قلبي مو لسان وبس
اسماء بفخر : أهم شي انك قلتها بالأخير
هيثم باستسلام : ايوه قلتها وانبليت فيك وانتهيت .. بس والله ألذ بلوة انبليت فيها
وردت خدود اسماء وقلبها : طيب قـولي كيف عرفت انك تحبني ؟
هيثم : غيابك .. اساسا الغياب اكثر حاجه تكشف لنا مقدار تعلقنا بالثاني
اسماء ابتسمت : ماتدري ايش الحمى اللي مسكتني لما اضطريت اغيب عنك
هيثم ابتسم لها وهو يتنهد ويطالع السماء من شباك السيارة : الجـو عليل اتوقع ينـزل مطر قريب
اسماء باحباط : ايه من جد الجو يجنن ليت اهلي رايقين ( كملت باستدراك مهموم ) ايوه صح سمعت اللي صار اليوم ؟
هيثم باقتضاب : ايه سمعت
اسماء بقهر : والله مسكينة غادة مو سهل اللي صار معها
هيثم باستنكار : مو المسكينة بنت عمتك ؟! هي اللي تفشلت اليوم مو غادة
اسماء : لانك ماتدري .. الحقيرة سجى انفلتت عليها وهاوشتها وهي مالها دخل والله
هيثم بنبرة صدمت اسماء : تستاهل
اسماء باستنكار : مين قصدك يستاهل ؟ سجى ؟
هيثم بنبرة التمست فيها كره : لا قصدي الثانية
اسماء بمحاولة استيعاب : قصدك اختك يعني ؟
هيثم ببرود : ايه قصدي غادة زوجة اخوك
اسماء مر على ذكرياتها غادة لما قالت لها ترفـض خطبة هيثم , عقدت حواجبها وهي تسأل : كيف تقول كذا عن اختك ترا بجد ماغلطت !
هيثم باستفسار هادي : مو هو الولد شافها ؟ معناه غلطتها .. ( كمل ) ولا تخدعك وتقولين لها بالغلط وماتدري ! غادة دايم تدري ودايم قاصدة
اسماء : هيثم من زمان أبي اسألك .؟ انت وغادة بينكم شي ؟ ... وسألتك من قبل وانكرت بس انا متأكدة فيه شي , انت تكرهها ؟
هيثم بصدق : راح اقولك نفس الجواب .. انا وغادة مابينـا شي حرفيا
اسماء عقدت حواجبها : قاطعهـا يعني ؟
هيثم هز راسه : ايه قاطعهـا .. وياليت حتى انتي ماتدخلين معها مرة ولا تتأثرين فيها
اسماء : اقولك الصراحة ولا بنت عمهـا ؟
هيثم : الصراحة طبعا
اسماء : انت غلطان .. هذي اختك ما أظن فيه سبب ممكن يبيح لك تعاملها بهالشكل
هيثم : سألتيني قبل شوي كيف عرفت اني احبك ؟
اسماء باستغراب : ايوه ..
هيثم : قلت لك لم غبتي عني فترة حسيت اني ما استغني عن وجودك ... بس العكس تماما صار لي مع غادة الراحة العظيمة اللي حسيت فيها بعد ما مسحت اسمها من حياتي فهمتني ايش هي بالنسبة لي
اسماء فتحت عيونها بصدمة : تتكلم من قلبك ؟
هيثم : ايه وسكري موضوعها ماطلعت معك عشان اسولف عنها .. ضاقت فيني ترا
اسماء باحباط : حسكـــره بس انتبه بيجي يوم تندم وتفهم ان اللي تسويه غلط
هيثم : وانتي انتبهي قلبي , ترا من أهم قدرات غادة الكذب .. وتخليك تصدقين اللي هي تبغاك تصدقينه عنها , تلعب صح مو سهلة ترا
اسماء انقهرت من كلامه : خلاص سكرنا الموضوع ما أحب اسمع هالكلام عن صديقتي !
ابتسم ابتسامة سخرية على وقع كلمة " صديقتي " عليه .. قال بنبرة مستفزة : الله يخلي لك صديقتك اجل , ( كمل ) إلا قولك وين نروح بس ؟
***
فـــــراس ما صعد لغرفتـه لحد الفجر ... صلى مباشرة بالمسجـد وهو منقهر من نظرات اهله له وكأنهم يحاولون يحـزرون مزاجه ,
: فراس
التفت وهو ينتبه لجـده رد عليه بهدوء : سـم يبه
ابو عبدالرحمن : وينــــك مريت غرفتك قبل اطلع للصلاة قالت غادة انك مانمت هنا !
فراس بهدوء : ايه ماجاني نوم وجلست اشتغل بالملحق , شبغيت اجل ؟
ابو عبدالرحمن : بغيت اشوف شخبارك .. واقولك ترا الموضوع مايسوى سوء تفاهم وخلاص
فراس : ومن قالك ان الموضوع قاهرني ؟ كله مايسوى على قولتك
ابو عبدالرحمن وهو فهم من نبرته انه يكتم كعادته : ...........
صوت متردد ومنحرج : فـــــراس
التفت فراس وهو ينتبه لمروان اللي واضح على وجهه الإنحراج : السلام عليكم , ( التفت لابو عبدالرحمن ) شخبارك ياعمي ؟
فراس احتدت نظرته فيه وهو يلتفت لجده دون يرد : انا سابقك البيت
تو بيتكلم مروان قاطعه أبو عبدالرحمن : خلاص مروان اتركه ..
مروان مباشرة بنبرة قلق : بس انا والله مابيه يفهمني غلط .. ( كمل باحباط ) والله اني مستحي على وجهي منه !
ابو عبدالرحمن : لا تستحي يابوك الغلطة ماهي غلطة احد , وفراس اللحين تعبان ومانام .. كلمه بعدين , وحتى لو ماتكلمه صدقني هو داخل نفسه فاهم ان مالك علاقة
مروان شد على اسنانه : جعل رجلي انسكرت قبل ادخل المزرعة وانت مو فيها ياعم
ابو عبدالرحمن : استغفر ياولد ! قلت لك خلاص حصل خير ( كمل بابتسامة ) وبعدين من قال انك بتطلع دون نصيب ؟ زوجتك محفوظة عندي وابشر بها
ابتسم مروان بارهاق نفسي : الله يكرمك عمي صدقني اني ما استاهل اناسبك
فـراس لما رجع البيت ماقدر يصعد , عرقلته خطواته .. شد على قبضته وهو يغـير وجهته لسيارته ويسوقها بعيد عن الفيلا .. قلــــبه مسلوب يتمنى مايقابل احد حتى يرجع لنفسه .... وقف سيارته بمكان هادي وهو يتسند ويراقب الشمـــــس ويفتح النافذة ويطلع سيجارته .. سحب بنفس متعب والنوم مجافيه .. كل امنيته هدوء داخلي تزعزع بحضورها ... عقد حواجبه وهو ينتبه لسيارة لــؤي راكنه بنفس المكان ولؤي جالس على كبوت سيارته ويراقب الشروق .. زادت ضيقته ما استغرب وجوده ... هذا مكانه هو وياه هنا .. وعادتهم دايم يراقبون الشروق أو الغروب هنـا .. وذكرياتهم هنا تكتمه اكثر .. ليش خساراته بهالدنيا مالها حدود .. فتح باب السيارة وهـو ينـزل , انتبه للؤي ينطق دون يلتفت له : للحين تجي هنا ؟
فراس وهو يمشي بخطوات ثابته ويتسند على سيارته ويسحب نفس من سيجارته : أول مرة اجيـــه من فترة
لؤي بابتسامة ذابله : ما تجي هنا إلا اذا كنت ضايق .. مقهـور من خطبة زوجتك اجل؟
فراس وهو يترك رماد سيجارته يتساقط : وأنت جاي تراجع فكرة انك تترك أهلك ؟
لؤي التفت له بحدة : نعـــــــــم ؟!
فراس ابتسم ابتسامة مريرة : انت عجن يدي لؤي وين بتروح ؟! ماراح تفاجئني .. حركاتك واضحة لي انا بالذات
لؤي رفع حواجبه : ومـن قال اني راح اتركهـم ؟
فراس : انا اقول .. ( طالع لؤي بنظرة باردة ) جالس ترضي ضميرك وتشبع نفسك منهم وتقضي اخر عيد يجمعك فيهم ..
لؤي بقـوة بنبرته : وإذا ؟ ماراح تمنعني هالمرة
فراس : فقدت صلاحيـاتي اني امنعك , تخطيطك مو سهل .... قطعت كل خيوطك معي عشان تتأكد اني ماراح اتمسك بهالخيط واوقفك
لؤي ابتسم بمرارة : مافكرت فيها كذا .. بس ماكانت فكرة سيئة بعد كلش
فراس هز راسه وهو يتنــــهد تنهيدة طويلة : راح تندم .. بس هذي الكلمتين اللي راح اقولها
لؤي : انا نادم بكل الحالتين .. بس القرار كان اندم على مين ؟
فراس باحتقار : ياحقارة أهلك بعيونك .. خسروا بدقيقتين
لؤي : مايهمـــني فراقهم دام مستغنين عني .. ( كمل بتشديد ) حتى لو كنت احبهم
فراس : اذا اهلك مستغنين عنك مرة .. هي مستغنية عنك مليون مرة
لؤي بانفعال : لا تتكلم وكأنك تعرفها ! تحسب نفسك دكتور نفسي تحلل شخصيتها زي ماتبي ؟!
فراس رفع حواجبه : عارف من أتذكر وقت أشوفها !
لؤي بحدة : احتفظ برايك لنفسك .. وابشرك ماحتشوفها نهائي عقب اليوم !
فراس باصرار : تذكرني بريم .. نفس العيون , نفس الهيئة , نفس شؤم الجو
لؤي وقف بقهر وهو ينطق بين اسنانه : اسكت لو سمحت .. وش جاب الثرى عند الثريا ؟!
فراس بقهر : الفرق ان ريم وجههـا وقفاها واحد .. بس اللي انت راكض لها تعرف تلعب مضبوط , مسوية الشريفة العاقلة وهي من وراك تاخذ فلوس من ابوك عشان تربي مايا !
لؤي صرخ فيه : قـــــــلت لك اسكت محد طلب رايك فيها !! اساسا مالك علاقة
فراس : بدل تسكتني اقنعني انها ماخذت فلوس من ابوك .. ومسوية نفسها ماعرفت تتواصل معك ! ولما صارت تبي فلوس من عمي صارت العن من المباحث ! ( كمل بنبرة حادة ) عبدة فلوس
لؤي سحبه من ياقته حتى طاحت سيجارته من بين اصابعه وهو ينطق بحدة : قـــــلت لك ابلع لسانك ! هذي اللي موعاجبتك تسواك مليون مرة بعيوني
فراس ابعد يده بقـوه وهو يمسك ياقته بالمقابل وينطق بحدة : اكبر همومي اني ارضي مقاسات عيونك ؟! ( شد على ياقته ) وانت مستحيل تفهم قصدي قبل تلطشك الحياة وتعطيك كم كف يمين ويسار عشان تفهم ! اما انك تفهم من نفسك مستحيل !!
لؤي من غبنته نطل تعليقه السام : مو كل الناس ابوك ! بعضنا عنده بصيره على فكرة
فراس فتح عيونه بغضب وهو يدفره حتى طاح : وأنا اللي ماقلت هذا كله غير لك ! واللحين صرت تشوف الموضوع شمته لك ؟!!! كل هالتغيرات تاثيرها عليك ؟!
لؤي رد بعصبية وهو يوقف : لا فراس انا ماتغيرت ... بس وقت فهمت مكانتي عندك بطلت اخاف عليك تنجرح !! بالعكس اللحين ابيك تنجرح وتجرب كيف كنت احس لما كنت تلعب بحياتي كانها شطرنج بين يديك
فراس : هذي شرهة اللي خايف عليك ! فعلا الغلط راكبني ركب
لؤي : خوفك هذا نتيجة تجربة فاشله بحياتك ! ماهو ذنبي انا .. انا كل اللي بغيته منك ماتنفعني ولا تضرني ! ولا حتى بغيتك دعـــمك بس اقل شي ماكنت اتمنى تعرقلني ! ابفهم بس كيف عيونك كانت تنام الليل وانت مضيعهم عني بكل حيلك !
فراس شد على قبضته وهو يرد بغبنة : كمـــــل ! واضح انك كابت من زمان تعليقاتك على تجربتي الفاشله ؟! هات اللي بخاطرك منت مضطر تنافقني بعد اليوم
لؤي وهو يحاول يستعيد هدوئه : ماعندي انتقاد لك .. اذا انا كابت شي , فانت كابت مليون شي ! كاابت حتى تحولت لإنسان مايحس باللي حوله ! اطلع من هالحواجز شوي قبل تتأخر وماتلقى في نفسك ذرة احساس
فراس باصطناع : لا والله شايل همي بجد ؟! ( كمل بعصبية وصوته انبح من التعب من امس ) ماني محتاج شفقتك علي ! يكفيك اكثر من 10 سنين ضيعتها تجامل ظروفي ! واللحين تضحك بصراحة وانت تقول اطلع من هالحواجر !! اذا الوحيد اللي تجاوزت حدودي معه جالس يعيرني اللحين باشياء مو بيدي ... إلا ادفن نفسي بهالحواجز والله يريحني من ناس لهم مليون وجه
لؤي باسى : الله يعينك على نفسـك صدق انك مريض .. هذا اللي فهمته من كلمة بسيطة قلتها ؟! اجل انا وش مفروض افهم من كل كلامك اللي ماترددت في يوم انك ترميه بوجهي
فراس وعيـونه حمراء من السهر والإرهاق .. ابتسم بمرارة : هناك الخلاص من مجتمعك المريض اجل .. انحاش لأهلك ينتظرونك !
لؤي شد على شفاته وهو ينطق بقهر : دون تقـول ..
انسحب باسى وهو يركب سيارته ويتحرك بينما فراس ضرب بقبضته سيارته وهو يخلل يده بشعره وينحني براسه على سيارته ويحس صداعه بيفجر مخـــه .... هو يلقاها من ويـــــــــــن ؟!
***
غـــادة صــحت من نومة كلهـا دموع , انتبهت لسريره على حاله .. ما جا للحين ؟ , رفعت عيونها بكئابة للساعة كانت 3 ... ما استغربت انها نامت لهالوقت .. اذا هي مانامت الا 6 فجر ..
حست بخـمول فضيع .. كرهت هالعيد تمنت ترجع وبس , ماتدري كيف حتى تنـنزل لتحت والكل نظرته لها سوداء .. سكون حزين محاوط روحها عكس الإزعاج المنبعث من برا من اصوات تدل على استمتاعهم .. تنهدت بضيق وهي تتذكر كلامهم اليوم بيفتحـون المسبـــح وبيسبحون العيال والأطفال .. تذكرت رنيم اللي كانت متعلقة تسبح .. نهضت وهي تغير بجـامتها .. عزائهــــا الوحيد إن اليوم آخر يوم والكل بعدها بيرجع , تحتاج ترجع خلاص كرهت المكـان ..
استجمعت هواء المكـان وهي تنـزل , اول مانزلت كان حظـــها شؤم ماحصلت غيرسجى بالصالة قدام التلفزيون .. للحين نار بصدرها تحرقها وهي تتذكر شكله معها امس .. ماسلمت حتى وهي تدخل المطبخ وتسلم على ام سلمى : السلام خالة
ام سلمى ابتسمت بحنية : بدري تصحي ياحبيبتي ؟! تعالي اجلسي راح تاكلي الذ فطور من يد خالة سعدية
غادة ابتسمت ابتسامة صفراء : شكرا خاله مابي اشغلك شبعانه حمدالله
ام سلمى : كيف شبعانه تو صحيتي ما أكلتي شي !
غادة بقهر : برضو شبعانه .. ( كملت بكئابة ) وين البنات مو محصلة احد
ام سلمى : ام فراس وام نايف وام عبدالمجيد راحوا لبيت أم مروان عازمتهم
غادة كان تبي تسأل بس خلاص مالها علاقة : ........... واسماء وميهاف وابتسام ؟
انتبهت للي تضمها من ورا وتهمس باذنها : نحـــــــــــــن هنا !
التفتت لاسماء اللي كان شكلها منعش بطلتها الربيعية وانتعاشها وهي تنطق بحماس : خاله سعدية معلوماتك غلط .. ميهاف وابتسام ووداد راحوا مع امي والحريم
غادة : ابتسام خذت التوأم ؟
اسماء : ايه خذتهم ترجيتها تخليهم بس رفضت ( كملت بحيوية ) استني يخلصون العيال المسبح وراح ندخل حنا ونستانس ونفلها !
غادة جلست وهي تاكل لها تمرة : اسـماء بنرجع بكرة صح ؟
اسماء : والله انا بالنسبة لي هيثم عقب الشين أقنعته نجلس اليوم .. بكرة بيروح اكيد خلاص
غادة هزت راسهــا : ...........وماتعرفي من امك حنا متى نرجع ؟
اسماء : اتوقع بكرة الكل بيروح .. ليش مليتي اجل ؟
غادة : لا مو كذا بس ...
قاطعتها اسوم : لا تجاملين ماحلومك لو تبين ترجعين صدق .. كرهوك بهالطلعة بجوهم الخايس
غادة بهدوء مكتوم : فراس فين ؟
اسماء : والله مدري اليوم ماسمعت حسه ولا شفته .. على كلام جدي انه طالع من فجر
غادة هزت راسها دون تعليق : ................
اسماء : بخاطرك نطلع نتمشى وبالمرة نشوف المسبح ؟!
غادة : لا بس رنيم وينهـا ؟
اسماء : خذاها هيثم معـاه وقلت له ينتبه لها وهي تسبح
غادة اكتئبت : ليش اسماء ! وش ذنبه فيها ؟
اسماء : مع نفسك غادة ! اللي بيسمعك بيقول ولد الشارع .. خالها بينتبه لها مافيها شي
غادة سكتت وهي مالها خلق تتكلم اساسا : .................
***
بجــــلسة المسبح /
ركـــــضة سريعه بقفزة بهلـــوانية وشقلبة هوائية حتى انتشر المــــاء بكل مكان من قــــبل بـدر وهو يطلع من المويه ويضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههه يله أنس اتحداك تسويها !
ابو عبدالرحمن بعتاب : لا تسوي هالتحدي لبزر ! مسكين مايعرف يسوي زيك بيتجرأ بس ويتشقلب ويطيح
نايف اللي كان غاط رجـوله بس وبالكاميرا يصور وجمبه هيثم ورنيم بين يديه بمـــايوه طفولي ناعم ينـزلها بالموية بالخفيف ...
نايف وهو يصور : شباب احد شاف فراس اليوم ؟!
لؤي اللي كان يسبح سكت وهو فعلا يتسائل وينه .. من رجع ماشافه للحين , المغرب بيأذن
ابو عبدالرحمن : صلى الفجر معي وعقبها ماشفته
بدر : يمكن معزوم طيب
ابو عبدالمجيد : عبدالمجيد ماودك تسكر هالموسيقى لجت راسنا ؟!
عبدالمجيد وهو يغــــني مع صوت راشد الماجد : غااالي ياعمري غالي تسوى عنده ملايين
ابو عبدالرحمن : انس يابوك ادخل جب نظارتي ماعرفت اقرا هالرسايل تحصلها بالصالة داخل
انس بتذمر : لااااااااا يبه تكفى اسماء مترصده لي داخل .. لو اروح ماتركتني اطلع اسبح !
ابو عبدالرحمن : وليه ان شاء الله ؟
انس : لها ساعة تبي المسبح وكل مارحت قالت ماتطلع الا يطلعون كل الشباب
هيثم : ارتاح انس انا اخليها تجيبها ( وقف وهو يطلع جواله )
انس : اخيرا والله تزوجت اسـوم ارتحت
ابتسم هيثم وهو يخربط شعر انس وهو يمشي طالع وجواله باذنه يحتريها ترد .. جاها صوتها على طول : هلا حياتي
هيثم بنبره ناعمه : يامرحبـا , شتسوين ؟!
اسماء : ولا شي جالسه اتقهوى واحتريكم تخلصون المسبح ... والله زهقنا نبي نطلع
هيثم : وكيف تسبحون وهو بالمزرعة ؟ هبله انتي ؟!
اسماء : حنا متعودين عادي جدي يحط ساتر اذا جا دور البنات
هيثم : المهـم طلعي لي نظارة جدك انا برا , تحصلينها بالصالة على كلامه
اسماء باحباط : وانا اقول داق مشتاق لصوتي
هيثم : والله ياقلبي مشتاق وقلت لك خل نرجع اليوم بس انتي ماتبين شاسوي بك ؟
اسماء بحياء : جد ؟ يله بجهز شنطتي نرجع
هيثم : ههههههههههههههههههه اللحين اجل ,
اسماء خطر على بالها فكرة وهي تشوف غادة جالسة بملل على جوالها : اقول حبي .. شرايك تدخل المجلس ؟ بجيب لك النظاره هناك
هيثم : اوكيه تمام , محد قدامي ؟
اسماء : لا مافيه احد تفضل
هيثم : طيـــب
سكرت اسماء السماعة وهي تنطق بتمثيل متقن : غادة روحي المجلس جدي هناك ومعه رنيم شكلها بردت من المسبح
غادة : يوووووه والله كنت حاسه انها بتبرد ( قامت مباشرة وهي تصعد مسرعه تجيب منشفتها وتنزل )
اسماء وهي تشوفها تروح للمجلس ابتسمت : انا اوريكم يالعنيدين تتصالحون يعني تتصالحون !
غادة دخلت مسرعـة وهي تنطق مباشرة : يبه والله كنت حاسه انهـا ...
سكتت وعيونها تنفتح بصــــــدمة وشفاتها ارتجفت برعب لما شافته جالس ببـرموده صيفي وتيشيرت وكاب وصندل , وشعره الاغــبر منتكش بعشوائية ... ارتجفت تلقائي وهي تشوفه ... هيثم عقد حواجبه لما شافها وهو يوقف ويدخل جواله جيب صرواله : ................
غادة عطته ظهرها مباشرة وهي تطـلع لكن وقفها صوته : غـــــــــــادة !
غادة بلعت ريقها وهي تلتفت نص التفاته وكل حاجه فيها تنتفض ....
هيثم ونظراته تخترقها تقدم خطوتين : وش جايبك ؟ الدرعمة هذي ناويه تصيدين فيها واحد غير مروان بعد ؟
غادة عضت على شفاتها وهي ترد بهدوء : اسماء قالت لي جدي هنا ..
هيثم بنبرة وعيد : اسماء اجل ؟ ( كمل بحدة ) بالنسبة لاسماء ترا تأثيرك عليها مايعجبني .. لو سمحتي ابعدي عن حياتي وخليك في نفسك
غادة انقهرت منه التفتت له ورغم رجفتها قالت بقهر : ماراح اتخلى عن لباقتي لأنك ماعندك لباقة تحترم فيها انها صديقتي قبل تتزوجها
هيثم : لا تردي علي ترا منتي قدي .. والموضوع كله رسمية ! بس افكارك اللي بالي بالك خليها لك
غادة رفعت حواجبها وعيونها لمعت ببريق مهموم : جد ؟ وش افكاري هذي ؟
هيثم : مايخفى علي خبثك ومكايدك .. تو جاني انعاش من سالفة خطبتك ( كمل بمقت ) على فكرة مبروك
غادة شدت قبضتها بقهر دون ترد : ................
هيثم وهو منقهر من دفاع اسماء عنها قدامه امس :تصدقين هالدنيا تضحك ؟ كم واحد يطرد ورا حظه وحظه يتعداه .. واشكالك يجيهم حظهم دون يتعنون !
غادة : شي غريب اللي يصير .. مو ؟ على اساس قلت لي مطلقة وانتهت حياتك .. الظاهر خبراتك ماتتجاوز مستشفاك ! وفر محاضراتك لي
هيثم : والله انتي تخرقين القواعد العامة ماتجلسين على حالك تطردين ورا مصالحك وين ماكانت
غادة حست بقهر .. التفتت له اخيرا وهي تنطق بصوت خافت : مابي اسمع هالكلام وانا اعرف بحركاتك انت واسماء قبل الزواج .. مايخفى علي انها مو خطبة تقليدية ( كملت بمقت ) من اللي يطرد مصلحته اللحين ؟ انا ولا انت ؟
هيثم توسعت عيونه بغضب وهو ينطق بحدة : وصرتي تعرفين تردين ؟
غادة بإبتسامة سخرية على نفسها : الشي اللي ماتعرفه اني تعاملت مع كلام سم اكثر من كلامك .. صار عندي قابلية اتعامل مع اشكالكم
هيثم وهو ماعرف من قصدها لكن رد : هذا مو فن .. هذا دليل انك صرتي سبيل للكل يغلط عليك , بس من وين نلومهم ؟ النفس ماهي ملزومه ترتاح إلا للي قلوبها صافية
غادة : بداية السبيل كان أخوي .. فمالي حق اعتب على الغريب عقبه
هيثم بنبرة جارحة : تو ادري ان عندك اخو
غادة : المفـــروض كان انه اخوي ( لمعت عينها بقهر ) بس احسن الله عزاي فيه
وطلعت مباشرة وهي تمسح دمـــعتها اللي كانت ماسكتها .. رفعت راسها للسقف وهي تحاول تسيطر على دمعتها وتنطق لنفسها : غادة خلك قوية ماصار شي .. ( مسحت انفها بطرف كمها )
مشت لداخل وهي تصعد مباشرة .. قاطعها صوت اسماء : غااااااااادة تعالي وين ؟
غادة وقفت وهي تلتفت لها وتنطق بقهر : اسماء حركاتك هذي بطليها .. ماتساعديني كذا ! واذا زوجك مايتمنى تواصل بيني وبينك فطيعيه خلاص انا مالي خلق تجريح اكثر
نبرة ساخرة : حتــــى اخوك مايبيك .. الله يلوم لايــمه بصراحة
غادة انتبهت لسجى اللي كانت عند مقدمة الدرج ومتكتفة وعلى فمها ابتسامة سخرية : ومن يتحملك انتي اصلن ؟ لا زوجك ولا اخوك ولا طليقك .. الله يعينك على نفسك
اسماء : سسسجى انطمي !
غادة وهي تطالعها بحدة : لا تسكتينها اتركيها تقول اللي بخاطرها ! ( نزلت العتبتين اللي صعدتها وهي تنطق بقهر ) ايه زوجي وطليقي واخوي وامي وابوي وعمي وكللللهممم كلهههم يكرهوني ومايبوني !! حتى انا اكرهني مبسوطة ؟!!!
اسماء عضت على شفاتها وهي تشوف انفعال غادة .. كان واضح انها كابته من امس : ..............
سجى وهي مستمتعه بدموعها وانفجارها : ايه مبسوطة ؟ بس بسألك ليه عاد
غادة : لأني غادة وهذا لحاله سبب .. وتبين تنبسطين اكثر ؟
اسماء وهي تمسك ذراع غادة : غادة خلاص
غادة سحبت ذراعها منها وهي تنطق بقهر : فــــراس ماعمره ابتسم لي زي ما ابتسم لك امس .. مبسوطة ؟!
سجى اللي فعلا انبسطت لكن ابتسمت دون ترد : .................
غادة : قولي تو تبين تنبسطين بعـــــد ؟
سجى : ايه ابغى .. قولي بعد
غادة بحرقة : فراس ضربني عشانك وغسل شراعي عشان ما أغلط عليك مرة ثانية ... يحبــــك انبسطي ! يحبك ويكرهني
سجى : قلت لك من البداية انه يكرهك بس انتي تكابرين نفسك .. تحملي
غادة : لا تخافين قريب بيطلقني زي اللي قبله ويرجع لك ..
صعدت لفـــوق ودموعها تسيح على خدهـا , وتسكر باب الغرفة بكل قوتها وهي ترمي نفسها على الكنبة وتضرب براسها على الكنبه : تعبت والله تعب خلاص وش فيني ا
***
اسمـاء بعد ماصعدت غادة راحت للمجلس وهي تنطق بقهر : هيـــــــــــثم وش سويت بالبنت انت ؟!
هيثم رفع حواجبه لما شافها : ................
اسماء بغبنة وهي منقهره من حالتها : دخلت منهارة نفسيا حرام عليك مو لهالدرجة والله
هيثم تقدم خطوتين ناحيتها وهو يسحب النظارة من يدهـا ويرميها بنظرة دون يرد .. وانسحب من المكان , كبست اسماء عيونها لما شافته حاقرهـا .. طلعت بقهر وهي تنتبه لفراس يدخـل البيت وحالته مبهذله من امس : ............
اسماء لما شافته مشت ناحيته مباشرة : فراااس بوقتك
فراس بارهاق : وش بعد الله ياخذني انا ووقتي !
اسماء قالت له كل شي من موقف هيثم وركزت اكثر على انفعالها على سجى ...... فراس تنهد بضيق وخمول عاطفي مسيطر عليه : ..........
اسماء فتحت عيونها : فراس وش فيك ؟ اقولك البنت تعبانه خافوا ربكم فيها ناوين تذبحونها بالبطيء انتو
فراس وعيونه نص : طيب ..
اسماء عقدت حواجبها : شفيك انت ؟ مريض ؟
فراس وهو يتخطاها ويمشي : تقريبا ..
صعـد بخطوات ثقيله وقف قدام الغرفة وهو يسمع شهقاتها المكتومه .. شد بقبضته على مقبض الباب , فتح الباب اخيرا وهو يدخــل انتبه لها ترفع راسها من بين ركبها وتوقف مباشرة وتمسح دموعهــا : ......................
فراس تــأملها بفستانها العفيف وهي شايحة بنظراتها عنه وتمسح دمعتها .. وتمشي بخطـوات سريعه وتمر من جمبه متوجهه للباب , مسك ذراعها وهو ينطق بنبرة هادية : شصــــاير ؟
غادة عضت على شفايفها : .......... ماصاير شي
فراس بنفس الهدوء : وتبكين ليش ؟
غادة : مـاهو شي غريب من متى تهتم ؟
فراس ظل يطالعها .... بينما غادة نطقت هدوء : ممكن تفكني بطلع ..
فراس : ممكن اعرف وش هالخرابيط اللي جالسه تقولينها قدام سجى ؟
غادة التفتت له بعيونها الذابله من همومها : قلت لها الصدق
فراس بهدوء مهموم : ومن طلب تقولين لها الصدق ؟ ماتضرين غير نفسك كذا ..
غادة ساحت دمعة يتيمه : خلاص فراس تعبت .. فنيت .. خل تعرف الصدق من جالسة اخدع ؟ اساسا هي تدري .. ( اهتز صوتها ) وخل الكل يدري بعد معد اهتم ... محد مخدوع غيري هناا .. ( مسحت دمعتها ) بالأخير مافزت بشي ... ( طالعته وهي تكمل بنبرة مخنوقه ) جالسه انتظر اللحظة اللي ترميني فيها
فراس : هــدي شوي ..
غادة ودموعها تخذلها وتنـزل مسكت حلقها بيدها وهي تحاول تبلع غصتها : فيـــــني حصى هنا من أمس .. ابي اعيش حياة هاديه اتجاهل فيها كل الناس .. ابي اكون لحالي مابي احد يساعدني .. مابي انتظر احد .. ( كملت وصوتها يرتجف بخنقه ) مابي اكون هامش بحياة احد .. مابي احس بشي .. محد يدوم لأحد خلاص فهمت هالشي بالطريقة الصعبة ..
فراس كان مرهق بما فيه الكفاية .. ومنظرها بهالهيئة الفوضوية كرهه نفسه : ...........
غادة : نحست حياتي وحياة اللي حولي .. مدري كيف ارضيهم ولا كيف اريحهم حتى ..
فراس بهدوء متعب : مو بس انتي .. انا نفسي والله ماعدت فاهم من الغلطان ومن المذنوب .. ( افلت ذراعها وهو يلتفت بجسمه لها ) وش تبين غادة؟ قرري اللحين
غادة بغصة : ماعمري قررت شي بحياتي .. ولا راح اقرر اللحين ..
فراس : وانا اطلبك تقررين .. اذا انتي كارهه حياتك هنا انا ..
قاطعته : لاا ! ( كملت بانفعال ) انت اللي تكره حياتي هنا مو انا .. ليش تذنبني اكثر ! يكفي انا مذنوبة من الكل هنااا
فراس هز راسه : وجدي ؟ وامي ؟ كلهم صايرين محامين دفاع ولا احد فيهم يرضى عليك ... لا تاخذين نظره سوداويه لكل شي
غادة : ولأنهم يحبوني كلكم تقولون اني ساحرتهم واني خادعتهم واني خبيثة واجري ورا مصلحتي منهم !! لا تنكر ان هذا كان كلامك حتى انت
فراس تو بيتكلم بس كانت منفعله واعصابها تعبانه وهي تصرخ فيه بقهر : ما بغيتني من البداية وتكرهني ! انت بغضت بيتك وحياتك عقب ماصرت فيهـــــا !! ( اشرت لنفسها بقهر ) وقت اهتميت وحبيتك ورميت بنتي وكل شي فيني عشان احترم نفسيتك وظروفك حبستني وضربتني وعذبتني قد ماقدرت !!
فراس بهدوء متوتر : غـادة !
غادة بقهر : مو انا شخص ماتحترم وجوده بحياتك ؟! مو انا الحيوانة اللي فضحت اسرارك ؟ مو انا الخطة الإرهابية المدروسة عشان ادمر حياتك ؟! مو انا الدم النجس ؟!
فراس وراسه صــــدع رفع نبرته : غـــــــــــادة !
غادة : شــــنو بتضربني ؟ اضربني معد صرت احس والله .. لحمي صار متبلد ! ولا على قولتك حماره ما أحس
فراس ونبرته الرجولية هزت المكان حوله : غــــــــــــــــــــــــــــــــادة !!!
غادة غطت وجههـا اللي تعبى بدموعهـا وسيلان انفها وهي تنحني حتى جلست على الارض وتبكي بيأس .. اول مرة يشوفها تبكي بهالشكل اليائس على كثر مابكت قدامه وبسببه وعشانه : .................
فراس دعك عيونك باصابعه ونغمـــات بكائها تلعب بأوتار قلبه .. هذي اللي حبـها كثر ماعذبها , كثر ماكسرها ..... سند ظهره على الجدار وراه وهو يحس كلامها يكسر ضـلوعه بلا رحمه
غادة بين دمــــوعها وهي غارقه بعالم كله همـوم فقدت احساسها بالواقع : حاولت والله اوقف قلبي .. حاولت امسكه لايتعب اكثر من كذا بس هو مصر يوجع نفسه .. هو اللي خذاني للفيلا .. هو اللي تركني اتلقف .. والله ما اخترت انا شي .. ( شهقات ) بس .. بس اللحين الوجع فوق احتمالي والله ( قبضت صدرها بتعب ) معد اقدر اعالج نفسي .... ليش موضوع اني أحب شخص صعب لهالدرجة ؟! .. متى بيوقف هالشعور معد اقدر اتحمله .. ماعدت اسيطر عليه خلاص .. ليش مقدر اخليك تفهم اللي فيني ليش ! مهما ناديتك ومهما انتظرتك .. دايم احسك بعيـــد مقدر اوصلك ... انا مريضة فيــك مقدر افكر بغيـرك .. مقدر آكل .. مقدر انـام .. مقدر اتنفس ..
فراس عض على شفاته بقوة وهو يعدل وقفته ويمشي لحد ماصار قدامها جلس القرفصاء وبيد مرتجفه استقرت على كتفها وبنبرة هاديه موجوعة : هالوجع ماراح يوقف .. راح يترك جروح تتحـول لندبات مع الزمن .. ( كمل بقهر ) ماعمره الحب كان عادل لأحد .. ليتني اقدر اوقف هالإحساس فيك , ( كمل بنبرة موجوعة هادية ) جيتي بوقت غلط في مكان غلط وبعـمر غلط .. احساسك هذا ارعبني ..
غادة بين شهقاتها نـزلت يديها وهي ترفع راسها وتطالعه .. شد على كتفها وهو يكمل بيأس : منتي تعبانه لحالك .. هالدنيا خذت حقها منا كلنا ..
غادة بشفايف مرتجفه : ليش ارعبك ؟ ( كملت بنبرة يائسة ) والله ما ني كذابه ..
فراس ودموعها تغسل قلبه : ولأنك منتي كذابه ارعبني الموضوع .. ( شد على قبضته ) لما قلتي انك تحبيني قشعريرة سرت بجسمي كله .. زلزلتي مسامعي .. احتاج الموضوع مني شهور احاول افهم كيف ..
غادة وهي تســــمعه ودمـوعها ترسم خنادقها على خدها : .................
فراس هز راسه وهو يمسك طرف غترته يمسح به دموعها : وقفي دموعك غادة خلاص اتركيني واشتري راحتك .. انا راح اشتريها لك , اختاري طريقك .. ( كمل بيأس مهموم ) انا كذا ولا كذا ماعاد فيني حيل اواكب هالقصة أكثر
وقف بهدوء وهو يعطيها ظهره ويتـوجه للخزانة الصغيره ينزع ساعته ... غادة كبست عيونها وهي توقف وتبلع ريقها .. مشت بخطوات مرتجفه حتى وصلت له وهي تمسك طرف كمه حتى انتبه لها والتفت لها بعيـونه الواسعة الناعسة .. متعلقة بعينها الحادة اللامعة : .... تكرهـني , صح ؟ ابيك تجاوب هالسؤال بس ..
فراس ظل يطالعـــها ونبرة الرجاء بعيـونها ترسل أوامر من عقله لقلبه بنبضات متسارعه تكاد تخنقه من قلة الهواء حوله : ...............
غادة : بس جاوبني وما حسألك شي غيره ..
فراس وهو يرمش بعيـونه المتعلقة بتفاصيل وجههـا .. ظل يطالعها بيأس انها تفلته وتتركه .. عيونه تترجاها تعفيه من هالمهمة الصعبة : ...............
لكن كانت يائسة اكثر منه .. نطقت بصعوبة : تكرهني صح ؟
فراس هز راسه بـ " ايه " .. نطق بنبرة مبحوحة : من اللحظة اللي شفتك فيها بطرابلس ماحبيتك .. كرهتك
غادة وخذلات كلماته تطعنهـا بسهـوم مالها نهاية .. : ................
كانت لمحته الباردة وعيـونه الناعسة تطالعها وهو يكمل بنبرة بهدوء النسيم وبقسوة الصقيع : انتي وبنتك اللي دايم تسببين لي مشاكل بسببها .. واختك اللي بكل مكان طالعه لي تهاوشني عشانك .. دخلتي حياتي وكأنك قنـبلة موقوته تهددني انها بتنفجر وتدمر كل شي حولي .. ( هز راسه بيأس ) ماقدرت غير أني اكرهك..
ســــاحت دمـوعها وهي تطالع وجهه الجامد .. ويدها افلتت كمـه بيأس ....
فراس باستمرارية يأكد لها وله : كنتي ماتعرفين حدودك .. ولا عندك ذرابة ولا احترام للي حولك , وتضغطين علي بطريقة مستفزه .. تخليني اطلع من طوري واجرحك دون اهتم فيك ..
غــادة نزلت راسها بخيبة ... وهي تحس بجـمود داخلي بدا يتلبسها ... بينما كان مازال يطالعها : ... ومع الوقت بديتي تستفزيني اكثر بكلماتك .. كنتي تحسين فيني بطريقة عجيبه ماعرفت افسرها .. تتكلمين عن عيوني وعن دواخلي وعن نوايي وكأنك دكتورة نفسية وهالشي اللي ماكنت اطيقه .. بطريقة عجيبة كنتي تقدرين تنادين جانب مني دفنته من زمان ..
غادة بخيبة من نفسها : ..................
فراس ونبرته بدت تنفعل : والأدهى انك رغم صغر سنك كنت تتصرفين معي وكأنك مجربة كل شي .. وفيك نضوج عجيب ماكنت اتقبله ! رغم ظروفك كلها ماكنتي تطالعين نفسك وبشكل غبي تطالعيني وكأني الوحيد المجروح هنا ( تنهـد بيأس وهو يلتفت لها تماما ويركز بنظراته فيها ) ومع الوقت كنت جالس اتعرف على غادة غير اللي كنت احسب اني اعرفها ... ( باطراف اصابعه رفع ذقنها حتى طالعته .. وبعيونه صدق ماشافته من قبل ) وماقدرت استرجع نفسي من غـادة هذي .. هاوشتها .. ضربتها .. ابعدتها .. تركتها .. جرحتها .. كسرتها .. دمرت حياتها .. وفي نيتي ادمر نظرتهـا الغبية لي .. ( هز راسه بهدوء بنفي ) بس ماقدرت .. وكأني كل ماجرحتها اكثر زادت نبرتها صدق ... وصار الموضوع كأنه عدوى .. وبدل أنقذ نفسي منها .. عاديت نفسي فيها ... وأدري اني ماراح اقدر استرجع نفسي .. ( وعيــــونه مركـزه فيها وتلمع بشكل يائس .. ودمـعه صادقه متماسكه بمحاجره ) هالمرة فزتي .. غلبتيني ...
غــادة ونبضاتهــــا تتزايد بشكل مخيف .. ماهي مصدقة اللي تسمعـه .. عيـونه صادقه .. نبرته تلامس روحهـا .. سرت قشعريرة بجسمها كله وهي تقول بيأس : تــحــــ .. ( بلعت ريقها .. ماقدرت تنطقها )
فراس اللي كان يطالعها بنظرة ممزوجـة تعب ويأس وكسر .. . . غادة وقشعريرة سرت بكل جســـمها .. وهي تطالع عينه وكأنها تستنجد جواب منه .. قالت بيأس : وش .. يعني ؟ كيف فـــزت ؟ .... ( بلعت ريقها ) تحــبـني ؟
فراس وعيونـه بعيونها متعلقـة .. تنهـد بيأس وهو ينطق : ليـتني ادري .. ( مسك يدها بيـــده وهو يرفعها لصدره وينطق بحيرة ) أنتي علميني
غادة توسعت عيــــونها وهي تحس بنبضـه يحـاور انـاملها .. طالعت عيـونه وهي تحس انها ضايعه , شهقات من دمـوعها مازالت مسيطرة على انفاسها .. عيـونه تستنجد عيـونها تفهمـه , نبضاته تعتذر بلسان صاحبها عن عجـزه عن التعبير .. نـزلت دمعـتها وهي تنـزل يدها من صـدره وتسند راسهـا على صدره وهي تنطق بنبره دافيه تعودها منها : إذا انا سبب هالنبض .. ( مشقت تحبس دمعتها ) إذا انا بجـد .. بجد .. سبب هالنبض ( طاوقت خصره بيدينها وهي تكمل بصوت مبحوح بكاء ) اذا كان .. فهذا عوض ربي لي .. وماراح اطلب اكثر ( ساحت دموعها على صدره ) هالنبض بس يعوضــــني عن أبوي اللي ماعرفته .. وامي اللي تركتني .. واخوي اللي تبرى مني .. ( بكت ) ..
فراس ودفى دموعها على صـدره يداعــب احساسه .. همس باستسلام : ادري .. ماكنت عارف ان قلبي يقدر ينبض بهالسرعة ؟ ( مسك كتفهـا وهو يبعـدها عن صدره .. كان يطالعها وكأنه يحاول يفهم ... ابتسم وهو ينحني ويطبع بوسه ناعمة على كتفها ) غـادة
غـــادة قشعر جسمـها وتمسكها حـازوقه .. سدت فمـها وهي مو مصـــدقه هالإبتسامة , رجعت الحازوقة تمسك جهـازها الهضمي ... من خبصة احساسها ..وهو يناديها بهالنبرة الهادية ... نطقت بتأثر : كنت احسب اني ( حازوقة ) احسب اني بموت ماسمعتك تناديني كذا ..
فراس ابتســم ابتسامه جانبية مخـدره باحساسه لحـظتها وهو يسـحب خصرهـا حتى لزقت فيه وهو يقرب منـها وبهمس شنـــجهـا : راح اذبحـك لو قاطعني فـواقك ( غادة وهي تحس قلبها بيوقف رفعت يدينها الثنتين وهي تسد فمهـا بحركة عفويه تمنع الفواق ... زادت ابتسامته وسع حتى بان طيف اسنانه وبيده الثانيه سحب يديـنها الثنتين وقيدها بقبضته ونـزلها ونطق ببحـه مخمورة ) بالــطريق ... ( غادة فتحت عيـونها وهي تقطب حواجبها من قلبها اللي حست به يتسارع بنبضات بتقتلها .... تركت لشفاتها حرية التلامس مع شفايفه وهو يأكد احساسه بهالقبلة , لو مايحبها ما انقلب مـزاجه بعشر دقايق معها من ازفت مزاج لمزاج منتشي بذروة متـعة افقدتـه تعبيره )
انسحــــب منها بهدوء وهو يسمع صـــوت أذان المغرب .. كانت عيـونه متعلقة فيها ووجهـــها الأحمر .. وعيـونها ماقدرت تحطها بعيـونه, نطقت بلعثــــــمة : و .. وقت الصلـ. . الصلاة
فراس وهو يطالعها وابتسامه حالمة مافارقته من راحته بعد ماطلع اللي بصدره : .. اسمع
غـادة وكل حاجه فيها ترتجف من رهابة الموقف بالنسبة لها .. داخله الغرفة ناويه تطلب الطلاق وانتهى الموضوع بإن فراس .. لها ؟! .. التفتت بربكة تحاول تشغل نفسها وهي تفتح الدرج جمبها دون هدف : انا كـنت ابي .. ( بلعت ريقها ) شسمه الغرض .. ( سكرت الدرج وهي تمشي تبعد عنه ) وين ضيعـته ؟
فراس اللي كان بمـكانه يراقب ربكتها ولعثمتها بالمـكان .. نطق بصوته الرجولي المميز : بــــنت
غادة اللي مازالت مخبوصـة .. ردت وهي تشغل نفسها من انها تطالعه : ههـ . هلا لبيه وش ؟
فراس اشر لها بيده تقرب .. غادة بلعت ريقهـا وهي ماهي عارفه تتصرف , مشت بخطوات متردده حتى صارت قدامه , مسك كتوفهـا وهو يجلسها بالسرير جمبه وعيـونه مركزه فيها تنهد وهو ينطق بتعقل : انا طالع اصلي .. ابيك تجلسين هنا بهدوء وتفكرين , ( كمل باسترسال ) ماني عارف اوضح نفسي اكثر من كذا لك واذا بتسأليني ايش صار ما حيكون عندي جواب يشبع فضولك ... وما أدري اذا اللي فات ممكن يموت او لا , بس اذا تبين رايي فالموضوع يبي له صلاة استخارة ( طيف ابتسامة ) اعتبريها خـطبة واستخيري ..
غــادة : كيـف يعني؟ وانت !
فراس قلب طوله وهو يوقف : اتركيك مـني .. ( كمل بقصد ) خمر ريقك كان كافي اعرف انا وش أبي
غادة حمــرت وهي تبلع ريقهـا : ............
فراس بجدية : بس هذا كله على جمب .. ادري اني صعب ( كمل بقهر ) وليومك هذا فيه ناس جالسة تكتشف بعد سنين طويلة انها ماتقدر تتعامل معي .. فانتبهي وفكري زين
غادة عضت على شفاتها وهي تحس برهبـة فضيعة من نبرته . . انتبهت له يقفي لها وهو يتوجه للخـزانة ويسحب ثوبه ويدخـل لغرفة جانبيه يبدل , غادة تنفســـــت بعمق وهي ماهي مصدقة اللي جالس يصير , رفعت اصابعها المرتجفه لشفايفها وهي ماهي مصــــدقة وش صار .. ابتسمت بحيا وهي للحين تحس بريحته تلفحها من قربــه .. محت ابتسامتها مباشرة وهي تنتبه له يطلع .. ظلت مكانها ومركزه عيونها على الارض من ربكتها رغم انها تحس بنظراته لها .. توجه للتسريحة ورش عطر على السريع وهو يطـــلع مجرد مـاطلع وقفت وهي تمشي ناحية المراية وتطالع نفسها وتتنفس بعــــمق .. هي تتـوهم ولا بجـد تقدر تبدا حياة طبيعية معـه ؟ ابتســــــــمت من قلبها وهي تجلس على الكنبة وتسحب من شنطتها ورقة وقلم .. وقــدامها شغلة مهمة لازم تسويهـا
***
نــــزل فراس لتحت استقبلته امه وهي تنطق بقلق : مانمت ؟ جدك يقول من امس مو نايم .. ليش ما ارتحت ؟
ابتسم براحة من زمان ماحس فيهـا : شبعت يمـه .. تشبعت راحة تكفيني سنة
ام فراس عقدت حواجبها وهي مافهمت : نمت يعني ؟
فراس باس راسهـا : انا طالع اصلي تأخرت
ام فراس : طيب غادة وينها وش تسوي فوق ؟
فراس طالع فوق بعيـونه ورجع يطالع امه : اتركيهـا .. عندها شغل فوق
ام فراس : وش شغله ؟
فراس بروقان : شغــــل وبس .
طـلع مباشرة اما ام فراس عقدت حواجبها وهي تطالعه هي تتوهم ولا هو مـروق بجد ؟ , التفتت وهي ترجع تدخل عند البنات الجالسات داخل
اسماء نطقت بقلق : يمه غادة للحين فوق ؟
ام فراس : ايه فراس يقول عندها شغل اتركوها ولا كان بناديها
اسماء بقهر همست لامها : اكيد منكد عليها كالعادة حضرته !!
زفرت ام فراس بقلة حيـــــلة
***
فــــراس بعد ماطلع من المسجـد , كانو الشباب مجتمعين برا المسجد يسولفون ... فراس مشى ناحيتهم بهدوء وبالذات ناحية هيثم وهو يوقف جمـبه وينطق : ممكن دقيقة ؟
هيثم اللي منسجم مع سالفة عبدالمجيد انتبه له .. : هلا فراس ؟ ( عقد حواجبه ) ايه ممكن تفضل
هز فراس راسه وبعيونه نظره ماعرف هيثم يفسرها .. انفصـل بطريقة عن الشباب وهو يمشي مع فراس ناحية البيت القريب : هلا آمر
فراس : ما يامر عليك عـدو بس هي كلمـة وحده بوصلها لك ( وقف من مشيه وهو يلتفت له وبنبرة مشددة ) فهـمنا واستوعبـنا ان لك حدود راسمها حول زوجتك وجالس تختار علاقاتها .. ( كمل بحده ) حقـك ! انا رسمت اليوم حـد مايتجـاوزه احد حتى انت ..
هيثم تنهد : فاهم الموضوع غلط .. انا ماجلست افرض عليها علاقاتها كل الموضـوع ..
قاطعه فراس : قلت حقك ! هذي صارت اهلك وش ماتسوي معها مايخصني دامها راضية .. انا ماجيت اكلمك عن اسماء لانها تخصك , انا اتكلم عن اللي يخصني ..
هيثم فهم انه يقصد غادة : موضوعي معـها طويل وقديم .. وانا ماتمنيت اتعرض لها لولا اسماء وحركتها الغبية اليوم
فراس بنبرة مبطنه بتهديد : حــــــــــتى لــــو !!! لو تشوفهـا قدامك من اليوم لبكرة مالك لسـان عليهـا لاصارت تتنفس هواك ولا جالسه بحلالك ولا بذمتك تعال تكلم ... انا قلت هالمرة انبهـك وغير هالمـرة محد يـلومني , ( كمل بثقة ) عموما انا بتأمل ان دكتور ذكي مثلك ماراح يتهور ويطنش كلامي , ( كمل بتأكيد ) صح ؟
هيثم رفع حواجبه : انا اذكى من كذا من زمان .. ماتبريت منها عبث , كان قصدي مايكون لي لسان عليها ! دون تطلب مو اكبر امنياتي اسولف معها
فراس وتعابيره كشرت نطق دون نفس : معناها ان شاء الله ما احتاج افتح الموضوع معك مرة ثانية
هيثم : على ضمانتي ماراح تفتحه
هز فراس راسه وهـو يدخـل البيت وقاطعه جده : فراااس !
فراس : هلا يبـــه
ابو عبدالرحمن : وين رايح ؟ بنجلس بالكشتــــه بنسهر دامها اخر ليلة
فراس : آخر ليلة لهـم مو لي
ابو عبدالرحمن ابتســـــــــم : ماراح تمشي بكرة ؟
هز فراس راسه بالنفي : لا جالس .. يوم يومين وبمشي بعدها
ابو عبدالرحمن : الله يبشرك بالخير .. بس حتى ولو اجلس الله يهديك العيال كلهم بيرجعون بكرة
فراس : عندي شغـله بخلصها واذا قدرت اجي .. ولا بنام
ابو عبدالرحمن : مانمت للحين ؟!
فراس : لا والله للحين صاحي .. ( كمل بعجل ) بس ولا يهمك يمكن اجي عادي مافيني نوم
كمل طريقــه يدخل , تنحنح ينبه البنات اللي اصـــواتهم بارزة .. جـاته امه : هلا حبيبي , تبي تصعـد ؟
فراس : قبل اصعد ! عمتي وينها ؟
ام فراس عقدت حواجبها : ام عبدالمجيد ؟
فراس : ايه
ام فراس : موجودة بس مشغولة شوي جالســـة تكلم بنتها لحالهم داخل
فراس : ماحاخذ من وقتها كثير ابيها دقايق بس
ام فراس استنكرت : وش تبي فيهـا ؟
فراس : تحقيق يمه ؟ عمتي حرام ابغاها ؟
ام فراس هزت كتوفها : اصبر بشوفها
فراس : انا بالمجلس .. قولي لها تجي هناك
ام فراس : ان شاء الله
دخلت ام فراس وهي تنتبـــه لغادة اللي نزلت , ابتسمت ابتسامة قلق : غـــــدو اخيرا شفتك ! من امس مو شايفتك
غادة ابتسمت بحيـوية : عشان كذا نـزلت شخبارك خالتي ؟
ام فراس : حمدالله بخير , انت كيفك حبيبتي ؟
غادة : مبسوطة حمدالله
التفتت ام فراس لام عبدالمجيد اللي طلعت من الغرفة ومعها سجى اللي رمت غادة بنظرة سخرية ما اهتمت غادة فيها : ....... هند فراس يبيك بالمجلس
غادة بستنكار : فراس رجع ؟
ام فراس : ايه ( التفتت لام عبدالمجيد ) روحي يقول ينتظرك
ام عبدالمجيد استغربت : وش يبغى بي مو عوايده
ام فراس : علمي علمك يختي والله
سجى كانت تطالع غادة بمقت بينما غادة تجاهلتها وهي تجلس ومستغربة وش يبي من أم عبدالمجيد , انتبهت لاسماء تنغزها : خوفتيني عليك ياحماره وش هالخفسة فوق ! كيفك ؟
غادة همست لها : ماعلي خافسة على خير لاتخافين ولا تشيلي هـمي ماني متضايقة والله
اسمـاء : انبسطي اخوك زعلان علي من ورا راسك
غادة مدت لسانها لها : تستاهلين محد قالك تسوي هالحركة البـــايخة
***
ام عبدالمجيد دخلت وهي تسلم عليه وتجلس : عسى ماشر وش بغيت فيني ؟
فراس : ان شاء الله خير ( نطق بنبرة موزونة ) جاي اكلمــــك بس بموضوع بسيط , اعتبريه لفت نظر ولا تفهميني غلط
ام عبدالمجيد عقدت حواجبها : سلامات شصاير ؟
فراس : اللي صاير سجى .. بنت عمتي وعلى راسي وحسبة اختي , وهذا اللي ابيها تفهمه انها حسبة اختي وبس .. فتترك منها مناقر غادة وحركات البزران ترا بالي مو طويل عليها
ام عبدالمجيد عقدت حواجبها : يافراس الموضوع مو من طرف واحد .. متبادل ! ما اقولك بنتي ماتغلط .. بس غادة الله يهديها ملسونة بعد
فراس : لا عمة .. انا ماني غشيم واذا كنت مطنش الفترة اللي راحت كلها فانا مطنش بمزاجي , سجى قويـة بس لا تستفز اعصابي اكثر من كذا وتضطر تتعامل معي .. دامني اتفاهم معاك انتي فعقليها وهالموضوع يتسكر هنا وبس
ام عبدالمجيد تنهدت بضيق : ماصار كذا الا من حرتها بهالخطبة .. بعد انت افهم ان الموضوع مو سهل عليها
فراس : ما لي مزاج احاول افهم خرابيط بنات وخطبة ومدري ايش .. انا اذا عذرتها هالمرة بكون عذرتها ثلاث مرات , ومثل مايقولون الثالثة ثابته
ام عبدالمجيد : خلاص ولا يهمك انا بكلمها والله يصلح الحال
فراس هز راسه : وانا اقول كذا .. ( كمل بنبره طبيعية ) معليش اذا الموضوع صاير كأنه تهديد
ام عبدالمجيد ابتسمت : تمـون حسبة ولدي والله
فراس هز راسه برضا وهو يوقف : اجل انا ما اعطلك , خذي لي طريق ولا عليك أمر بصعد
ام عبدالمجيد وهي توقف : ان شاء الله
طـلعت ام عبدالمجيد وخذت له طريــــق ... صعـد وهو يحس بدفى يغمره وهو لأول مره يدخل الغرفة دون يركبه هم صراع وغيره , عقد حواجبه وهو مايحصلها بالغرفة .. نادى : غـــــادة ؟! ( عقد حواجبه وهو يقرب من الغرفة الجانبية ) غادة .... غادة
اكيد طلعت ... هز راسه اللحين يقولها اجلسي فكري وهي تطلع ؟! انتبه لورقة بالطاولة .. جلس على الكنبه وهو يرمي غترته جمبه ويتقدم بجلسته وهو يفتـح الورقة المعـطره بعطرهـا .... وصوتها المخمور بدلعها العفـوي ينسج بعقله بين كلماتها :
متى ستعرف كم أهواك يارجلاً
أبيع من اجله الدنيا ومافيها
يامن تحديت في حبي له مدنا
بحالها وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر , في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس , في كفيك أرميها
( ابتســـــــم بهداوه وهو يستطرد بالقراية )
أنا احبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير , والأشجار , أحكيها
أنا أحبك فوق الماء أنقشها
وللعناقيد والأقداح أسقيها
انا أحبك ياسيفا أسال دمي
ياقصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من اشعل النيران يطفيها
يامن يدخن في صمت , ويتركني
في البحر , أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب غارقة
والموج يمضغ آمالي ويرميها
انزل قليلا من الأهداب يارجلا
مازال يقتل احلامي ويحييها
كم أخترعت مكاتيبا سترسلها
وأسعدتني ورود سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له
وكم حلمت بأثواب ساشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي أين ألقيها ؟
ارجع إلي فإن الأرض واقفة
كأنما الأرض فرت من ثوانيها
ارجع فبعدك لا عقد أعلقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي ؟ لمن شال الحرير ؟
لمن ضفائري من أعوام اربيها ؟
ارجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فما حياتي أنا إن لم تكن فيها ؟
جلس الرســــالة وهو يسترخي على الكنبه ويتنــــــهد , استخرج جواله من جيب ثوبه وهو يــــرسل لهـا :
وش افهم من تكيتك تحت ؟
غادة اللي كانت فعلا هاربه منـه ضرب قلبها جرس انذار وهي تقرا رسالته , وقفت وهي تحبس ابتسامتها لاتفضحها .. قاطعها صوت ابتسام : غدو وين ؟ تو سهرانين ؟
غادة بلعت ريقها وهي تاشر لفوق : بشيك على رنيم وبجي
هزت ابتسام راسها بينمـا غادة طلعت وخطواتها تسارعت وهي تمسك طرف فستانها لايعرقلهـا ونبضات قلبها تتسارع وهي تسابق نفسهـا .. دخلت مباشرة وهي تدخـل مجرد مادخلت ماحصلت احد قدامها , فتحت عيونها وهي تنتبه للي يسحبها من معصمها من جمب الباب انتبهت لنفسهـا بحضنه وريحته تلفحها ويده استقرت على خصرها وبنبرة جذابه : يــــاحَي هالعين
غادة وعيونها تتعلق بالورقة على الطـــاولة .. ابتسمت وهي تعض اصبعها وتنطق بانحراج : قريتها ؟
فراس هز راسه وهو ينطق : أفهـم ان جوابك وصـلني ؟
غادة شدت على شفايفها وهي تلعب بخيوط فستانها : جوابي عـندك من زمان فراس ( رفعت عيونها له ) وهبتك نفسي قـبل كل هذا بكثـير .. وكنت أنتظرك بس
فراس : وانا راح أشيل مسؤولية انتظارك ( كمل وهو يفـلتها ويمشي ناحية الكنبة ويمسك ورقتها ويقرا ) من بدا المأساة ينهيها .. ومن أشعل النيران يطفيها
غـادة تو بترد دق جـوالها عقدت حواجبها وهي تطالع المتصل .. جاها صوته : ميـــــن ؟
غادة : ابتسام .. قلت لها بصعد اشوف رنيم وبرجع
فراس : وليش تكذبين ؟ ماصعدتي تشوفين رنيم .. والأهم انك ماراح ترجعين
غـادة انخبصت .. كبست عيونها وهي تطالع الإتصال , استسلمت وهي تصمته وتمشي وتجلس جمبه بالكنبـه وتتنهد : فراس أنا اتحلم ؟ معقول اللي يصير جد ؟
فراس قبـــص خدها .. غادة : اااوتششش
فراس رفع حواجبه : هلا بك بالواقع , صدقيني محد منصدم كثري كأن قطار حياتي منحرف من مساره بقـوه
غادة ضحكت بنعومة : ههههههههههههه كيف صار كذا ؟
فراس ابتسم : مو المهم كيف .. المهم انه صار (تنهـد ) والمهم اني مرتاح .. زمان عن راحة تغمرني بهالشكل
غـادة بشغف : وانا سببــــها ؟
فراس رفع حواجبه : شايفه كيف الدنيا جالسه تلعب معي ؟ مافيه منطق بالموضوع
غادة شدت على شفاتها وهي تسند راسها على كتفه : لما نرجع الرياض راح تصعـد معي ؟
فراس عقد حواجبه : لاااا هذا اللي ماحسبت حسابه !
غادة فتحت عيـونها وهي تبعد من كتفه وتنطق بقهر : ايش قـــــلت ؟!
فراس ابتسم : قلت ياليل النكبه
غادة رفعت حواجبها وهي توقف : خلاص لا تصعـد ما أبغاك حتى انا
فراس : كويس جـت منك اجل الله يريحك
غـادة التفت لـه : ماترتاح انت الا لما ترفع ضغطي ؟
فراس وقف وهو يضرب جبهتها بالخفيف ويمر من جمبها : محد قالك تصيرين بزر وتصدقين كل كلمة تنقال ( جلس على مكتـــبه ) بخاطرك تنـزلين تجلسين مع اهلك قبل يرجعون براحتك
غادة حاوطت رقبته من ورا كرسيه : هـــئه الليلة بالذات ماني متحركة من جمبك ( كملت بحب ) اخاف اتركك ويطلع الموضوع حلم بجد ! لما رحت تصلي فجاه فكرت انه حلم بجد
فراس رفع حاجبه : أكيــــد ماراح تتحركين ؟
غادة بثقة : اكيدين بعد !
فراس بحركـة سريعة وقف وصارت بين يدينــــه .. ويديها متعلقه برقبته : يممممممه.. ( ابتسمت له ) ماني ثقيلة ؟
فراس : كسرتي ظهري ( كمل ) بس لا تخافي كلش بحــقه
غادة وردت خدودها وهي تبلع ريقها : ..............
فراس رفع حواجبه : عطـيتك فرصة تطلعين بس دام نويتي تجلسين اجل ( ابتسم ابتسامة جانبية ) خل نتم الموضوع
لا , لاتقول
خل العيون ع ـنك تقول
خل الفرح فيها يبيـن
والإبتسامة على الجبين
ولفتة الطرف الخجـول
~