" تشابتر اربعه وخمسين "
- إن المحبة متى اتسعت
صعب التعبير عنها ’
والذاكرة إذا كثرت احمالها
سارت تفتش عن الأعماق الصامتة
-جبران خليل جبران
هذا اللي كان متوقعه .. وهذا اللي كان خايف منه ...شد على قبضته بالباب وهو يتماسك هدوئة : لا ماتحبيني .. تذكري اني حرمتك بنتك , ورجعتك لأهلك .. راح تحصلين انك تبغضيني
غادة باصرار وعيونها تلمع : بالعكس ! انا انت كملتني وعطيتني قوة لكل ضعفي .. جيت لما دعيت الله يرزقني راحتي .. ( كملت برجفه وهي مو مصدقة انها قالت له ) صدقني .. انت اغنيتني عن الكل .. اكتفيت فيك ..
فراس رد مباشرة : صدقتك ! ... طيب ؟ ليش تقولين لي ؟!
غادة كبست بعيونها ورده احرجها .. عضت شفايفها وهي تضحك بتوتر : هههه .. هه .. يعني قلت لك من باب المعرفة بس ( ضغطت اسنانها ) معك حق .. مفروض ماقلت .. ( بلعت ريقها وهي ترفع عيونها لوجهه الجامد بربكة ) ما أتوقع منك شي صدقني ... بس قلت اقول اللي بخاطري
فراس تنهد بقلة حيلة وهو يهدي نبرته : غادة أنتي اذكى من انك تصدقين هالشي .. انتي ماتحبيني , بس هالفترة اضطريت اعيش هنا وهالشي وهمك شوي .. اضمن لك ان هالشي كله كذب وبس خيالك , وانا بكرة مسافر ولما ارجع بيكون جدي راح ونتفادى هالوضع كله وارجع لغرفتي ...
غادة عضت على شفاتها وهي تحس بضغط من كلماته .. نطقت بعصبية خفيفة : هالشي ؟! ماتبي حتى تنطقه .. ( ارتفعت نبرتها اكثر وهي تطالعه بحده وعيونها دموع ) فاهمة انك ماتحبني ! ( كملت بسخرية ) لآ آسفة ! فاهمة انك تكرهني ... قول ما آحبك بس لا تتهزآ بمشاعري .. انا ماني بزر ولا قليلة خبرة عشان اتوهم اشياء من كم يوم عشت فيها هنا .!! انا جربت اعيش مع شخص .. جربت آكثر من اني اعيش معه ولا حسيت باللي حسيته اللحين !! ( انخنق صوتها ) بكيفك لاتحبني .. بس لاتقرر اني ما أحبك لاني حبيتك وخلاص ..
فراس وهو ماتوقع كل ردة هالفعل : .... خلاص ولا يهمك حقك علي , شعورك مو متبادل .. كويس كذا ؟!
غادة وهي تمسح دموعها وتتبدل دموع غيرها .. وحاولت تتكلم بس ماقدرت ..
فراس نطق بهدوء : نامي الوقت متأخر ( وسكر الباب )
غـــادة تراجعت حتى جلست بيأس على الكنب وهي تحس بخنقة بحلقها .. ليش قلتي له ! ياغبية ليش ؟! ياليت الارض انشقت وبلعتني قبل أقوله .. ( وقفت بجزع ) كيف بقابله بعد ... ( مسكت صدرها كانها تحاول تهدي قلبها ) وكل هذا ماهميته .. ما تفاجأ حتى ... او يمكن فعلا ماصدقني .. اقلها ردني لك أو ردني لي ... لا تخليني واقفة بالنص كذا .. ( دفنت وجهها بالمخده بيأس ) وتحلم احلام ماراح تتحقق ..
***
لؤي _ الساعة 8 صباح /
وقف سيارته قدام بيت آهله .. وهو يتنهد براحة لما ماشاف سيارة أبوه موجودة , فتح جواله وهو يتصل على فراس .. جاه صوت فراس النايم : هلا لؤي
لؤي وهو يفتح باب البيت يدخل : نايم للحين ؟ على اساس بتخلص شغلك بدري
فراس : الساعة تو 8 .. ( تثاوب ) شعندك متصل ؟
لؤي : بغيت أوصل للبيت دام ابوي بالدوام وهذي فرصتي .. ( ابتسم ) بغيت اقولك ترا بخاويك اليوم
فراس وصوته النعسان تشوبه رواقة : جـد ؟ كويس اجل خلك جاهز طيارتنا الساعة 9 مرني وخذني معك المطار
لؤي : ولا يهمك يله سلام
فراس : سلام
سكر لؤي السماعة وهو ينزع نظارته الشمسيه لما دخل البيت وانتبه لميهاف جالسة ع طاولة الطعام لحالها تفطر : صباح الخير
التفتت له ميهاف ابتسمت لما شافته وهي تترك كاس قهوتها وتوقف : لــؤي ؟! من فين الشمس طالعة اشوفك هنا ؟!
لؤي وهو ينحني لفطورها ويتناول سندويتشه منه : لاتشغليني يختي فيه كم غرض بغرفتي هنا وباخذه ع السريع وماشي .. ( تلفت بالبيت ) آمي وين ؟
ميهاف تكتفت : آمي نايمة .. وش الاغراض اللي تبيها ؟
لؤي : مسافر وابي شنطتي وملابسي .. خبرك أبوي فلسني معد اقدر حتى اشتري شي جديد
ميهاف رفعت حواجبها : ما شاء الله .. ع وين مسافر ؟!
لؤي : واشنطن مع فراس
ميهاف : ما شاء الله .. كويس أحسن لك روح غير جو
لؤي : وانا آقول كذا بعد .. تامرين شي ياحلوة ؟
ميهاف ابتسمت بكسل : آيـه مليت من الجلسة لحالي .. خذني معـاك ارتب لك شنطتك
لؤي وهو ياشر بعيونه لفطورها : آجل الحقيني فوق بهالشي .. زمان عـن آكل البيت
ميهاف : من عيوني
توجهت للمطبخ وهي ترتب له الفطور من جديد .. وصعدت به لفوق وهي تدخل غرفته وهو يرتب اغراضه داخل شنطته : مطـولين هناك ؟
لؤي : والله السفرة سفرة فراس .. انا رايح معه مرافق بس , متى مارجع رجعت
ميهاف وهي تجلس الفطور على طاولته وتاخذ البنطال من يده : روح أفطر انا اكمل لك
لؤي وهو يجلس ويتناول فنجال قهـوته : وآنتي كيفك ميهاف .؟ ( كمل ) شايف وضعك هنا كأنك مو متزوجة
ميهاف وهي تنتقل بين دولابه تسحب قطعه وتطويها في شنطته : لا تبلش لؤي واللي يعافيك .. يكفيني كلام أبوي وامي كل يوم ( تنهد ) حتى هم متضايقين من جلستي عندهم .. آمي جوها ضيوف آمس ورفضت اطلع اشوفهم ( ابتسمت بقهر ) قال ايش قال كل مرة يجون يشوفونك عندي مابيهم يشكون
لؤي وهو يشرب قهوته : امي مستحية من وضعك .. وأبوي معصب على بدر . ( هز كتوفه ) وانتي شرايك بالموضوع ؟ ما اشوف لك ردة فعل ؟
ميهاف تنهدت بضيق : صار لي فترة أعشم نفسي أن بدر بيحس بغلطته .. وبيرجع يراضيني ( كملت بسخرية على حالها ) ولما رجع .. انا اللي حاولت اراضيه مو هو ..
لؤي جلس فنجاله : كذا حنا لما نحب .. نسوي اشياء غبية لا تعاتبين نفسك
ميهاف بهم وهي تنشغل بالقطعه بيدها : انا سويت اللي علي .. ناجيت ربي انه يجلس معي بس ماجلس , وقتها فهمت ان مو كل حاجة نبغاها نملكها .. ويمكن اقرب الاشياء لقلوبنا ربي يبعدها عنا لخيرة هو اعلم فيها .. آمنت وقتها ان بعده خير لي ورضيت بقضاء ربي
لؤي وكلامها يتجول براسه .. نطق بهم : قضاء ربي ؟! .. ( تنهد ) معك حق ليش مافكرت مثلك ؟
ميهاف ابتسمت : فكر وراح ترتاح صدقني .. يعني اقصد نوعا ما بترتاح
لؤي عقد حواجبه : أفهم من كلامك انك عفتيه خلاص ؟!
ميهاف وقفت بنص ماهي تسكر سحاب شنطته .. كملت تسكر السحاب وهي تنطق : كيف عفته ؟ اساسا مو بكيفي .. على اساس امي وأبوي بيقولون خلاص انفصلوا بسلام .. ( كملت بهم ) وبعدين أنا .. للحين أقول الله يهديه ..
لؤي : هذا أحسن شي بتقولينه .. بعدين بدر مشاكله مع الكل فلا تعتبرينه شي شخصي ..
ميهاف : آيه .. مشاكله مع الكل من عقب ماتزوجني ..
لؤي : وبعدين انتبهي تضغطين على نفسك عشان أهلي .. مو شذوذ انك تكونين حرة التفكير وتتركين تبعية أهلي وتنفردين باللي تشوفينه صح .. ربي خلق لك عقل عشان تستخدمينه مو عشان يحكمه غيرك وهو فراسك
ميهاف ابتسمت على كلامه : انا ماراح أتطلق لؤي .. حتى لو كانت هذي رغبته مقدر اعيش مطلقه ( جلست جمبه وهي تمسك يده ) آيه خل منك قصصي .. أنت كيفك ؟! متى ناويه تخلص سالفتك انت وأبوي ؟
لؤي : هذي مو سالفتي انا وابوي ميهاف ! هذي سالفتي انا وعيالي ... أبوي مجرد دخيل بهالسالفة وطول ماهو دخيل ماراح تتصلح
ميهاف بلين : بس لؤي انت تعرف أبوي .. مو صح تضلون كذا
لؤي : وزي ماعرفتوا أبوي .. اعرفوني , ابوي يبغاني ؟! مهتم فيني ؟! يوافق على حلال ربي .. غيره ينسى
ميهاف : وإذا وافق ؟ ( كملت وهي تحاول ماتجرحه بالكلام ) السالفة فيها بزر .. يعني العالم بيسألون متى جات هالبنت ؟ وكيف ؟ وراح يطلعون مليون سالفة
لؤي : وانا مايهموني الناس .. ومالهم عندي شي
ميهاف تنهدت : الله يصلح الحال ..
لؤي شرب باقي قهوته وهو يوقف : آمين ... تسلم يدينك على الفطور ( سحب شنطته ) يله تامرين شي ؟!
ميهاف وقفت معه : سلامتك توصل بالسلامه يارب
لؤي سلم عليها سلام الخد وطــلع .. بينما ميهاف كانت واقفه عند الدرج تراقبه وهو يطلع , تنهدت بيأس ... وهي تدخل غرفتها بملل .. جلست على كنبتها وهي تفتح جوالها بكئابة وتقرا رسالته لها /
ربما لم اعاشرك دوما , مثلما كان ينبغي علي
ربما لم احبك كثيرا , قدر ماكنت استطيع
لكن , كنت طوال الوقت في بالي
كنت طول الوقت في بالي
نطقت بتمتمة : ليت أفعالك تمثل كلامك .. ليت ..
سكرت الجوال وهي تستلقي بكئابة على كنبتها وتسحب كتابها المرمي بإهمال من أمس .. وتكمل من وين وقفت ..
***
فـراس /
بعد مكالمة لؤي ما قدر ينـام .. وقف بكسل وهو يتثاوب , جلس على مكتبه وهو يـتصل على رقم : آلو
: هـــلا طال عمرك .. آمرني ؟
فراس : رتب لي بكرة موعد مع هذا الفاسق الدكتور
: آيه بس الدكتور ماله علاقة .. ماتبغى المحقق ؟
فراس : لا ! قد مافيني اتجنب هالمحقق راح اتجنبه ... فخل اقابل الدكتور واشوف وش راح يطلع منه
: ان شاء الله
سكر فراس السماعة , وهو يدخل يفرش اسنانه ويغسل وجهه يتنشط ... تو بيطلع من الغرفة وقف بتردد وهو يتذكر ليلة أمس .. شد قبضته على مقبض الباب وهو يطلع .. كانت نايمة ومغطية جسمها كله مايوضح منه شي ..إلا شعرها , كمل طريقه وهو يطلع .. أول مــانزل كان البيت هادي .. التفت ناحية غرفة أمـه , آكيد نايمة اللحين .. طق الباب بخفة ماكان فيه رد .. تاكد انه نايمة وقرر يطلع بهدوء ... بطريقه يطلع انتبه لباب غرفتها ينفتح وبصوتها النوم : فراس ؟
التفت وهو يبتسم بخفة : صحيتك ؟
ام فراس : صباح الخيــر .. طالع آجل ؟!
تنهد فراس وهو يمشي ناحيتها وينحني لراسها يبوسه ويحضن يدها بيده ويرفعها لفمه ويبوس كفها وهو يشم ريحتها .. رفع راسه وبملامحه انكسار : نمتي زعلانه مني آمس , صح !؟
ام فراس : ماني زعلانة منك .. زعلانه على حالكم , ضاقت علي وانا اشوفكم امس تتهاوشون
فراس وهو مازال حاضن يدها : زعلك مايهون علي يمه .. ( كمل برجاء ) فدا رجليك حنا المهم ماتزعلين
ام فراس وهي تمسح على شعره : ياحبيبي انا امكم ومهما صار ما أزعل منكم .. بس انا تكمل معي وقت اشوفك انت واخوك على قلب واحد
فراس تنهد : يصير خير إن شاء الله ( كمل ) المهم انا مسافر اليوم يمه ..
ام فراس تغيرت ملامحها للقلق : وين بتسافر ؟! وليش فجأة كذا ... لك فترة ماتسافر ومبسوطين وش صار اللحين ؟
فراس : بسافر واشنطن .. طيارتي عقب العشاء
ام فراس : وبتطول ؟
فراس : يمكن ..( تحولت ملامحه للإنزعاج ) ان شاء الله لارجعت يكون جدي خلص شغله وارجع لغرفتي وحياتي
ام فراس ضربت كتفه بخفة : هوالك ! احلف انك ما أستانست فوق اكثر ؟
فراس : الموضوع مو انا وبس .. خل ما أقلق راحتها فوق
ام فراس : وآلله انا اشوفها من صعدت وهي مبسوطة اكثر وعلى وجهها العافية .. هالحكي منك انت بس
فراس تمتم : وهذي هي المشكلة ...
ام فراس : وش مشكلته ؟
فراس : ولا شي يم .. انا جدي مرسل لي اجيه بروح اشوفه , تامريني شي ؟
ام فراس تنهدت : سلامتك حبيبي .. بس اذا كلمك جدك عن بدر هد بالك وحاول تساعده ان الوضع يتحسن , لاتزيد الطين بله
فراس : لعيونك ان شاء الله
ام فراس برضا : الله يخليك لي .. انشهد مافيه لا قبلك ولا بعدك ولا مثلك احد
ابتسم فراس وهو ينطق قبل يطلع : يله ارجعي نامي .. اشوفك مغرب ان شاء الله
ام فراس : ليش ماراح تتغداء معنا ؟
فراس : لا اليوم لاتحسبوني .. بجي مغرب مره وحده ارتب اغراضي واشوفكم واطلع
ام فراس : على خير
طـلع فراس وهو ينتبه لرساله على جواله .. عقد حواجبه وهو يقرا الرساله من ( اخوي بدر ) /
السلام عليكم
بكلمك ضروري .. الساعة 1 يناسبك ؟
تنهـد بضيق وهو يكتب /
وعليكم السلام
ما تهلك أنت !؟ وش تبغى عقب أمس ؟!
جاه الرد مباشرة /
ابغى نتكلم زي البشر , ممكن ؟
أنتظرك في ستيك هاوس الساعة 1 لاتنسى
ركب مع السايق وهو ينطق دون نفس : شركة عمي .. مش
***
مكتب أبو نايف/
كان جالس مع أبوه وهم يتناقشون ... زفر ابو نايف بضيق : عاجبك الحال !؟ جايب لي ولدين ولا استفدت منهم ... واللحين فرعين صارت هايته ولازم بسرعه ادور شخص موثوق يمسكها
ابو عبدالرحمن : وليش فجأة فرعين كذا تركت ؟!
ابو نايف بضيق : واحد تركه لؤي وقت جحدنا ! والثاني ابتسام ولدت واجازة امومة وما أتوقع انها ترجع
ابو عبدالرحمن : ايه دور غيرهم شتسوي يعني !
ابو نايف : كنت افكر اكلم إبتسام .. ترجع تمسك فرعها
ابو عبدالرحمن باعتراض : لا خل منك ذي بالذات .. هي دون وظيفه ووجهها قوي ومحد يقدر عليها ! تعطيها رقابنا بعد .. خلها في بيتها مع عيالها اريح للكل
ابو نايف بيأس : خل منك .. المهم وش صار امس ؟! على اساس بتشوف بدر ؟
ابو عبدالرحمن بعصبية خفيفة : شفته ! وليتني ماشفته بعد !
ابو نايف : افا شصار بعد ؟
ابو عبدالرحمن : قابلت الولد وتفاهمت معه وكلش تمام .. واخذته لاهله تشوفه امه , دخل فراس تكادش هو وياه وخربت السالفة كلها ما كأني قصفت عمري عشان اجيبه !
أبو نايف : تدري يبه ؟! نادم جدا أني زوجته بنتي ... لو الوقت يرجع ماكنت وافقت , بس طاح الفاس بالراس وش نقدر نقول بعد ...
ابو عبدالرحمن بنفور من كلامه : وش ذالحكي اللي يضيق الخلق ! هذي فترة مؤقته وبتمر .. وبتمر اسرع لو اللي حوله سلكوا له شوي
انطرق الباب ودخل فـراس .. نطق ابو نايف ببشاشة : مرحبا فراس .. هلا والله تفضل وانا عمك
فراس طالع جده اللي نطق دون خلق : هلا ... تعال اجلس بكلمك
فراس قلب عيونه دون نفس وهو يجلس ويأشر للسكرتير : قهوة تركية وساندويتش
ابو نايف : بتتغدا في مكتبي ؟
فراس : والله كان بفطر بعدين .. بس الظاهر جدي مطول وانا جويع
ثنى ساقه فوق ساقه الثانية وهو يسترخي على الكنبة : سم يبه آسمعك .. فضفضلي قد ايش انقهرت مني أمس وقد ايش اللي سويته غلط
ابو عبدالرحمن : تكلم زي الناس عشان اتكلم !
فراس : تصرفوا انتو زي النـاس .. واتكلم زي الناس
ابو عبدالرحمن بعصبية : وشايفنا نتصرف مثل الحيوانات ؟!
فراس التفت لعمه ابو نايف : عمي .. حلفتك تقول الحق
ابو نايف : شصاير ؟
فراس : أمس ! ابوي الله يطول عمره .. ونسيبك جوني للبيت وقالوا انهم لقوا حل جذري لمشكلة بدر ..
ابو نايف عقد حواجبه : اللهم اجعله خير
فراس بسخرية : خير ؟! .. ( التفت لجده ) يجيك العلم ... الحل الجذري هو انهم ياخذون النص تماما من مؤسستي ويعطونها بدر اللي هي حقه الرسمي طبعا ! واللي لو يطالب به في المحكمه عطته اياه .. وبدر يروح يبيعها وبفلوسها ياسس حياته من جديد .. وهذي هي خطتهم الحكيمة
عقد ابو نايف حواجبه : حرام هالحلال كله يضيع نصه كذا ... من جدكم تسببون نقص كبير كذا عشان بدر اللي راح ياخذ هالفلوس ويضيعها ؟!
فراس حاس بفمه : يسلم لي منطقك ياعم .. طبعا جدي من كثر حبه لبدر وافق ويبغاني اوافق !
ابو عبدالرحمن : طيب ! بدر راح ياخذه بكل حال ... قلت خل تصير السالفة برضاوه أحسن
فراس : رضاوه طــل ! لو تبغون تسوون اللي براسكم بالغصب راح يصير طبعا ... بس وقتها احلموا انكم تحصلوني بالشركة انظف الثغرة اللي بيسويها بدر بالمؤسسة كلها ! ( كمل بتمتمة دون نفس ) يكفيني خمس سنين راحت من عمري انظف فيها ثغرة ابوي
ابو نايف تنهد : هالحكي مافيه منطق اساسا .. هالشركة رزقكم , وبعدين بدر يقدر بسهولة اكثر يتراضى مع اهله ومع نفسه وكلش راح يمشي ع خير ويمسك الشغل مع اخوه
ابو عبدالرحمن بقهر : كيف يصير هالشي وكل واحد راسه ايبس من الثاني .. لازم احد يتنازل
فراس : اها ؟! وهالواحد انا طبعا عشاني الصغير آكيد .. وانا الغلطان ومضيع حياتي ؟! ( كمل بنقد ) مسخرة صح
ابو نايف كبس بعيونه : وش رايكم يتوظف حاليا عندي في فروعي
ابو عبدالرحمن : يقول العمل المكتبي مايناسبني
ابو نايف : حلوه هذي !!! وش حلتها يعــــني ؟ طيب خل نقول شغله طايح ومفلس ... ميهاف وش ذنبها بكل هذا راميها عندي له شهر مايسال ولا شي !
ابو عبدالرحمن : وانا وش مزعجني غير وضعه مع ميهاف .. ؟!
دخلت قهوة فراس وساندويتشه .. تقدم ياكل بصمت : انا مسافر اليوم
ابو عبدالرحمن : شنو ؟ وش هالسفر فجأة ! وين ؟
فراس وهو يستلم ساندويتشته بيده الثنتين وياكل : واشنطن .. عندي شغل هناك وباخذ لؤي معاي
ابو عبدالرحمن وكأنه حصل فرصه : ع طاري لؤي ! انت خويه تعال قولي وش مشكلته ... هو يلمح لشي ورفض يقولي الا اعطيه وعد مستحيل اعطيه اياه
ابو نايف تنهد : مافيه شي يبه مشكله وخلصت مانبي نوجع راسك فيها بعد
ابو عبدالرحمن : وانا ابيكم توجعون راسي ! انطقوا ..... انا اللي فهمته انه يحب وحده وماراح يقولي من هي الا اذا وعدته ازوجه اياها .. وانا مقدر اوعده اخاف البنت مب ع قد المقام
فراس رفع حواجبه : بالضبط .. ولدك لؤي عاشق له وحده مب قد المقام , بس عمي سوا اللازم وع قولته مشكلة وخلصت ان شاء الله
ابو عبد الرحمن : شنو خلصت ؟! اشوف الولد حالته كانه مذبوح .. كئيب ع طول وحالته حاله
ابو نايف : دلع .. دلع عيال يبه
فراس : عشان كذا انا قلت له يجي معاي لواشنطن نغير جو سوا .. طيارتي الليلة ان شاء الله
ابو نايف : توصلون بالسلامة .. قوله يمرني قبل يسافر اشوفه
فراس : ع راسي
***
هــــيثم /
كان جالس على مكـتبة يشتغل .. ومراد مستلقي على الكنبه وينطق بتذمر : افففف خلصنا شهر العسل والوناسة ورجعنا للدوام ..
هيثم وهو يضرب باصابعه على الكيبورد : دامك تحب الوناسة كان تخصصت أي شغله ثانية
مراد : والله انك صادق ... يعني فعلا وش ضد الوناسة ؟ الدكتور !
هيثم : أقول مراد عندك بالكنبة ملف برتقالي هاته
مراد بكسل وقف وهو ياخذ الملف ويجيه لمكتبه يعطيه اياه ... ويطالع شغله : اللحين هالشغلة مو مفروض مسواه أمس ؟
هيثم وهو يفرك شعره : آيه بس امس عزموني نسايبي وطلعت معهم وماسويت شي
مراد آبتسم : ما شاء الله كبر هيثم وصار يروح مع نسايبه وينبسط
هيثم : معك حق ظاهره عجيبة .. شرايك تاخذني لمعمل الاكتشافات يفسرون هالظاهره ؟!
مراد ضرب كتفه : ههههههههههه نمزح يخي شبلاك
رن جوال هيثم .. طالع مراد المتصل ( أسمـاء ) طالعه بوناسة : اسمــــها اسماء ؟!
هيثم انتبه لجواله .. طالع مراد بنص عين :لا مو هي وانقلع من وجهي
مراد : ماراح تلعب علي .. خواتك واعرف اسمهن , والممرضات والدكتورات انت جاحدهن ماتعطيهن رقمك .. واضحه هذي خطيبتك !
هيثم تجاهله وهو يرد بنبرة صوت عملية : هـلا
اسماء بحماس : هلا وغلا وكرتون حـلا ... شلونه حبيبي ؟!
هيثم وهو يطالع مراد اللي متكتف قدامه ويراقبه : بخير .. وآنتي ؟
اسماء عقدت حواجبها من الاسلوب الرسمي بزيادة : ليش تحاكيني برسمية كذا ؟!
هيثم : مــين قال ؟!
اسماء بقهر وانفعال : إلا انا اقول ... تكلمني كأني معاملة بنك ! والله حتى البنك يخقون ع صوتي ويحاكوني احسن .. اصلن انا الغلطانة اللي دقيت عليك !
هيثم طالع مراد وهو ينطق بين اسنانه : ممكن تطلع !
مراد بضحكة : صوت غفاصها وصلني راح اطلع راح اطلع
اسماء : وكمااااااااااان تكلمني بصيغة ولد ! كمااان ؟! بس ولا يهمك راح اطلع ... مفروض طلعت من يوم شفتك تعالج سجى اساسا ... انا الغلطانة والحمارة اللي ....
أول ماطلع مراد نفخ هيثم وهو يقطعها : وججججع وجع !! بس ! انهبلت ..... كان عندي واحد من ربعي ولا عرفت اكلمك اركدي !
اسماء وحماسها وهي تهاوش انقلب لنقزه من صراخة .. نطقت بهمس يتحلطم : طيب شفيها لو كلمتني زي العالم قدام ربعك .. تبيهم يقولون مايحبها ويكرهها ومغصوب عليها و بينحاش يوم الزواج ..
هيثم مسك راسه : اسماء وش هالدراما ياقلبي خلصنا .. راسي مصدع مب ناقص صراخك بعد
اسماء نطقت حياء : انا قلبك ؟!
هيثم : سفهتي كل كلامي وعلقتي ع هذي !
اسماء بوناسة : شاسوي وقت اسمع منك هالكلام آحس فيه قلب ثاني ينبت بصدري !
هيثم وهو مسترخي ع كرسيه ويلعب بالاوراق بيده : اووه جد ؟ تعالي ناخذ لك عندنا موعد .. عندي مريض يحتاج تبرع قلب ساعديه
اسماء وجوها طفى : هاه ؟ نعـم ! هذا همك ؟ تبي تتبرع بي لمريضك
هيثم : مافيها شي اعظم لاجرك .. انا معك بقلب واحد ومانيب خالص من لجتك .. مقدر اتعامل مع قلب ثاني بعد يتناوبون علي
انفتح باب مكتبه ودخلت دكتورة : سلام دكتور
هيثم : لحظة اسماء ( التفت للدكتورة ) هلا ميسون آمريني
ميسون : ولا عليك آمر .. جيت اسالك عن محاضرة اليوم يقولو راح تلقيها آنت ؟
اسماء اذنها كبرت وهي تسمع الصوت الأنثوي : ...
هيثم : آيه انا راح القيها .. بتشرف بوجودك ورايك هناك
اسماء شهقت : وججع !
ميسون : هههههه ميرسي .. معناها راح اكون هناك باذن الله
هيثم : على خير
طلعت من الغرفة ورجع هيثم للسماعة : يله ياعمري انا تذكرت عندي محاضره اليوم براجعها قبل القيها ..
اسماء : لحظة لحظة لحظة ! من من هذي ؟! صوت ضحكتها شق قلبي من مكانه
هيثم : آي قلب الأول ولا الثاني
اسماء بحمق : هيثــــــــــــــم ! اتكلم من جدي !
هيثم : شنـو ؟ من هذي يعني ؟ دكتورة وسالتني عن شي وراحت
اسماء : وليش ضحكت ان شاء الله ! !!
هيثم : وانا بفتح معها تحقيق ليش ضحكتي وليش قلتي ؟!
اسماء : لا لا مو تحقيق .. بس هذا واضح تميلح عيني عينك ! قول لها انا مخطوب
هيثم بسخرية : لاا ؟ شرايك اعلق لوحة على رقبتي كمان اني مخطوب ؟! اسماء عشان تكونين مرتاحة اللحين وبعدين .. هذا شغلي واجباري اتعامل معهن كزميلات .. خلي عني الهبال !
اسماء : زميلات عمل ! يعني مافيه ضحك !
هيثم : ياحبي اللي يعشق له قمر تستصغر عيونه النجوم .. فانتي مالك ومالهن ؟!
اسماء تلون وجهها مباشرة واحترت وهي تعض اسنانه وتنطق بحياء : هههههه صدق !؟ انا قمر ..؟
هيثم وهو يهز راسه على بساطة عقلها : ههههه ايه .. ممكن عاد اسكر واشوف شغلي ؟!
اسماء بنفس نبرة الحياء : آيه بالتوفيق حياتي .. اقدر اكلمك بعدين ؟
هيثم : لا اساسا برمي جوالي اللحين بمكتبي وبنشغل طول اليوم
اسماء باحباط : ماشي .. يله احبببببببك !
هيثم ابتسم ابتسامة جانبية : يله سلام
سكر السماعة وهو يهز راسه ويهمس لنفسه : يا صغر عقلك ي اسماء نست زعلها بدقيقة ! هبله
رمى جواله وهو يسحب اوراقه ويرتبها ويعلق سماعته حول رقبته ويطلع ..
***
دخـــل فراس المطعم الساعة 1 وربع ... حصل بدر على جلسة وقدامه صحن سلطة ومتربع على الكرسي بلبسه السبورت وغترته الملونه مرمية على راسه بإهمال ويلعب بجواله , سحب فراس كرسيه وهو يجلس رجل على رجل ويشبك يدينه ببعض : السلام
بدر انتبه لوجوده .. سكر جواله وجلسه وهو ينطق : وعليكم السلام .. شفتك تأخرت طلبت لي , تفضل اطلب لك
فراس : مو جاي آكل .. شتبي آنت ؟
بدر تنهـد : انا ماجيت أمس اتهاوش معك .. بالتغاضي عن أنك انت اللي بديت
فراس ببرود : عارف ! جيت تطلب نص الشركة .. شي ثاني ؟
بدر : اللحين ابي اناقشك هالموضوع بمكان عام .. عشان نحترم نفسنا شوي ومانرفع الصوت ولا نتمادى بالكلام
سكت فراس وهو يطالعه : ..............
بدر عدل جلسته وهو يتنهد : فراس انا حياتي تدهورت وأنت عارف هالشي .. فلست وضيعت آهلي وسمعتي .. وانا نادم آعترف اني غلطان بهذا كله
بدر سكت ينتظر منه تعليق .. لكن اكتفى فراس بالصمت وهو يطالعه .. ونطق بهدوء : كمل ..
بدر : وانا اللحين ماعندي طريقة آرجع فيها كل اللي خسرته الا اني اعدل وضعي .. وانا محتاج هالنص , واذا انت شايف انها صعبه اخذ النص .. وبحكم اني اخذت بالاساس لما تخرجت عشان ابدا شهرتي .. راح اقولك الثلث .. ( كمل بمساومه ) يخــي خلها الربع .. الربع راح يكفيني .. عطني اللي احتاجه وخل ابدا حياتي
فراس سكت وهو يهز راسه .. :........... ( نطق اخيرا ) خلصت كلامك ؟!
بدر : ايه هذا اللي عندي .. واذا ودك راح احاول اني هالمرة ما اغلط .. وانا اتاسف لك اذا كنت زودتها هالفترة , واتاسف للكل مو بس آنت
فراس بهدوء وهو يتقدم بجلسته : دام خلصت كلامك خل اقول اللي عندي .. واللي عندي واحد ي بدر ماراح يتغير سواء تكلمنا بصراخ او تكلمنا بحضاريه .. انا أول مامسكت الشركة وصرت الرئيس فيها عطوني ملفات كثيرة .. عارف وش أول ملف مسكته ؟!
بدر : وش ؟
فراس : ملف حسابات .. ابوي كان مسوي حساب باسمنا , وحاط لكل واحد فينا ميزانية .. كان مصمدها من أنولدنا عشان اذا احتجناها بدراسة وظيفة زواج مشروع ... هذا شي غير الورث طبعا , انا وقت صرت مكان أبوي دمجت ميزانيتي مع ميزانيتك وتركتها كلها تحت اسمك آنت .. وصرت أزيدها كل شهر قد ما أقدر وللحين موجودة اذا ودك رح شيك عليها عند السكرتير ... ( زادت نبرته قهر ) وآنت يابدر ! كل ماجيتني .. عفوا ليش تجيني .. كل ما ارسلت لي رسالة انك تبي سيارة ! تبي شقة .. تبي دراسة تبي معرض .. وياكثر ماتبي يابدر .. كنت أعطيك منها .. مو آنت لحالك انت وكل أخواني ... اللحين امي واخواني حسابهم مليان .. وآنت صفر ! انت وش تسمي ان عندك فلوس شهرتك خلصتها ... وحسابك خلصته .. وفوقها متدين ! اقدر اعرف ليش صرفيتك مجنونة كذا ؟!
بدر بربكة : ليش يعني ..؟
فراس : انا اقولك ليش ؟! لانك ماتجلس بالسيارة شهر ! .. لانك فريت العالم كله تدرس وتنطرد وتدرس وتنطرد وفوقها مامعك شهادة للحين ... لانك تبي تسوي حفلات وتبي تتبرع وتبي تكايش .. هذا طبعا راح يكلفك ! انت متعامل معي ع اساس اني بير ذهب مهما تحوق منه مايخلص .. بس هالبير وصلت قاعه .. وانا ماعاد اقدر
بدر : ....... وانا قلت لك تعلمت درسي ! وآسف .. واللحين باخذ قسمي وراح اعرف اتصرف به ..
فراس تنهد : انا مسافر اليـوم .. الشركة راح تكون فاضيه ماني موجود تقدر متى مابغيت تدخل وتتواصل مع المحامي وتقوله راح نتقاسم ... وراح يعطيك حقك كامل ماراح امنعه , بس وقتها تفاهم مع المحامي على رئاسة الشركة لاني يا اديرها كامله يا اشبع بها ..
بدر : وانت ليش تعقدها كذا !
فراس بتجاهل لجملته : عموما عطني خبر اذا راح تاخذ قسمك عشان استريح في سفرتي كم شهر , خبرك من طلعت هالدنيا وانا اشتغل .. بتكون فرصة حلوه لي اني ارتاح
بدر : انت عارف انك بهالطريقة بتخليني غصب ما اروح ! مهما كان ما ارضى شركة ابوي تضيع ! بس وقتها افهم انك خسرتني انا .. لان هذي آخر فرصة ارجع فيها للصح
فراس ابتسم بسخرية : بخسرك .؟! تكفى يالميزانية ! شكلك تحسبني امزح امس وقت قلت أبيعك في سوق الخميس .. ولا هالحلال ينباع منه بريال !
بدر رفع حواجبه : آفهم اني ماعدت اهمك نهائيا .. كرهتني خلاص ؟!
فراس : والله يا اخوي الحب يجي من الله والكره يجي منك ومن ثقالة دم وتصرفاتك الطفولية !
بدر شد قبضته بقهر ونطق بيأس : طيب تكلم انت ! عطني طريقه ثانية غير هذي ترجعني لحياتي الاولى ! ولا شنو اموت يعني ..؟!
فراس : وانت مو رجال ؟ ماعندك عقل ؟ ولا عقلك شاطر بس يقولك تبيع حلال ابوك .؟ ... ( ابعد كرسيه ووقف وهو يسحب نظارته الشمسيه من جيب ثوبه ويلبسها ) انا ماشي
طلع فراس بينما بدر حضن راسه بين يدينه بيآس من الدروب اللي تنسد عليه من كل مكان ..
***
ســــارا /
طـــلعت من ستار بوكس بعد ما استلمت قهوتها وفطيرتها .. استقبلها شاب طويل القامه بعوارض شقراء وعيون خضــراء .. ولبس شبابي انيق سارا بابتسامة مشرقة : اتمنى ان لا أكون قد عطلتك ؟!
ابتسم حتى بانت غمازاته : لا لكني مصر على ان تقبلي طلبي
سارا بضيق : تايوان لا تضغط علي آرجوك .. ( كملت بكئابة ) تعلم اني لا احب محيط هؤلاء الاغنياء .؟
تايوان بملل : انا كذلك .. لكن الدعوه اتتني من رفيق عزيز ويجب ان احضر معي موعد , وبصراحة اجدها فرصة مناسبه لك لتخرجي من قوقعتك
سارا وهي تمشي معه بالرصيف : اتريد ان اصدق ان وسيمنا تايوان اصبح عاجز ولم يجد له رفيقة لمرافقته
تايوان : حسنا حسنا ! لن نذهب الى هذه الحفلة .. فلنذهب لمحيط آخر .. ابسط من هذه الحفلات الفاخرة
رن جـوال سارا .: لحظة ( طلعت جوالها من شنطتها وهي تنطق باحراج لان المتصل كان المربية ).. تايوان يجب ان اذهب شكرا لمساعدتك اليوم
تايوان رفع حواجبه : بهذه السرعة .؟! ماذا يوجد لديك حتى تهربي الآن .؟
ابتسمت بانحراج : آسفه بحق .. لكن هناك مشكلة يجب ان احلها
تايوان : رائع ! فلنحلها سويا !
سارا مباشرة : لا لا .. حقا شكرا , استطيع حلها بمفردي
تايوان بعتب : تعلمين انك وعدتني بان نتناول العشاء سويا اليوم !
سارا : اعلم .. لكن الظروف ليست مناسبة الآن
تايوان : ولم تكن مناسبة ابدا معك ! فلتستمعي .. اليوم نتعشى سويا , او نذهب للحفلة
رجع جوالها يرن .. قطبت حواجبها بضيق وهي تنطق بعجل : لقد غلبتني حسنا سنذهب .. والآن اتركني اذهب
تايوان ابتسم : حسنا فلتذهبي
مشت سارا مسرعه بطريقة وهي ترد على المربية : اعلم اعلم اعلم انا متأخرة .. مسافة عشر دقائق واكون عندك
ابتسم تايوان وهو يشوفها تبتعد .. ورجع يشرب قهوته وهو ينطق بينه وبين نفسه : الارتباك الذي اعيشه بكل مره اراك بها .. بشكل لا افهمه يسعدني ..
***
غـــادة /
كانت متربعة على كنبة الصالة وتلعب بشعرها باصبعها وهي تتكلم بالجوال : ههههههههههههههههههههههه ياحبيبي يامشعل صوته واصلني ! الا وين رنومتي مالها حس
إبتسام : رنيم طلعت مع نايف للبقالة يراضيها
غادة شهقت : وجع بعد وش مسوي فيها .؟!
ابتسام : ههههههه ماعط شعرها .. وبنتك قومت قيامته , راح هو وياها للبقالة يسمحها
غادة : الحقير ! وليش يمعط شعرها .. بنتي المؤدبة ينمعط شعرها ؟!
ابتسام : والله ياغدو بنتك المؤدبة بالاخير بنتك .. يعني مستحيل تكون مؤدبة على طول . . شكلك صدق ناسيتها
غادة : ههههههههههههه والله كفو بنتي .. احسن خلها تجي شقردية من اللحين
ابتسام عقدت حواجبها : غادة ؟! كانك مروقه بزيادة .. لك ساعة تسولفين معي ومبسوطة .. غريبة عليك
غادة رفع عيونه للسقف بنشوة سعادة وهي تنطق بوناسة : اوكيه بقولك .. انا امس اعترفت لفراس
ابتسام عقدت حواجبها : مافهمت .. اعترفتي له بشنو ؟!
غادة : يوه ابتسام ! بشنـو يعني ... ( كملت بصوت خافت ) آني احبـــه
ابتسام شهقت : تحبينه ؟!!!!!!
غادة : سلامات ابتسام ! مو انتي اللي تقولين لي اني احبه !
ابتسام : ايه قلته تحزير .. وانا كل شي اقوله تصدقيــــنه ؟!
غادة : طيري يختي .. مو سالفة اصدقه ( تنهدت بحب ) صدق انا احبه .. عارفه شعور يا ابتسام ان قلبي يرتجف كل مره يشوفه احسه مو طبيعي .. واحس مزاجي متعلق فيه .. واتمنى بس اقابله .. ( كملت بقهر ) ليت ظروفنا غير يا ابتسام واكون متزوجته بظروف طبيعيه .. واعتبره زوجي بجد ..
ابتسام : والله حالتك غريبة ياغادة .. امانه كيف تحبين واحد مثله ؟ اخلاقه زفت ع كلامك .. وانا شفت مايحتاج تقولي .. وحارمك بنتك وله مليون الف مصيبه وصدقيني ماراح يكون لطيف معك ومع اعترافك ... يله تعالي قولي وش سوا لما اعترفتي ياهبله
غادة ( لو تعرفين اللي اعرفه ماقلتي هالكلام .. ) : هوا يعني قالي انه مايحبني .. ( ابتسمت ) تصدقي اني نمت آمس وانا دموعي ع خدي والعن نفسي ومو عارفه كيف قلت له ... بس مدري لما صحيت حسيت نفسي منتعشة ومرتاحة اني طرحت هالهم من صدري
ابتسام : مبسوطة انك اعترفتي له وهو قالك ما احبك ؟!
غادة : اولا هو رفض مشاعري بأدب .. ماجرحني يعني , وبعدين انا احسني مبسوطة لاني .. اقدر اتصرف براحتي اللحين .. وقت اسوي تصرفات غبية معه .. راح يفهم اني احبه .. وبقدر اقل شي احارب عشانه
ابتسام : والله مو عارفه وش آقول لك .. اخاف نهاية قصتك مو مثل ماتبين ياعمري
غادة وهي تصرف : المهم .. شرايك تجين بكرة , ابي اشوف بنتي !
ابتسام بقهر : وانتي ليش ماتجين ! مو يكفي سحبتي علي امس !!
غادة بقهر : ظروف ظروف يختي افهمي ! ( تاففت ) زين بحاول اجي انا .. بوسي لي رنيم بقوم اسوي لي عشاء جعت
ابتسام : ما الومك لك ساعه تبذرمين
غادة : يله سلام
سكرت السماعة وهي تلتفت للدريشة .. ابتسمت لما شافت سيارته يعني جا , تمغطت تتنشط وهي تقوم وتضم شعرها المنتثر حولها وتلمه بعشوائية وتدخل المطبخ .. فتحت الثلاجه وهي تتكي عندها تفكر وش تسوي , سمعت الباب ينفتح ابتسمت بحماس وهي تسحب المغاطه من شعرها وتتركه ينتثر وتعدله وتطلع من المطبخ بحماس : جيــــــــت !
فراس عقد حواجبه اللي توقع يشوفها بشكل مختلف عقب امس : .................
غادة ابتسمت ابتسامتها الحيوية : تبي عشـاء .؟!
فراس اللي مافهم نهائيا : ..... لا مابي شي , وبعدين تو ما اذن العشاء حتى
غادة : ايوه احسن كذا عشان تنام بدري
فراس دون نفس : لا غادة مابي شي .. بجهز شنطتي وبمشي
غادة عقدت حواجبها : ليش ..؟ فين رايح ؟
فراس : طيارتي عقب ساعتين
غادة نطقت احباط : مسافر .. ( كملت بضيق ) ومطـــول ؟
فراس وهو يدخل غرفته : مدري
غادة اللي كانت تفرك اصبعها بضيق مشت بخطوات مرتبكة ناحية غرفته .. وهي تنتبه له يتوجه لمكتبه يرتب اغراضه نطقت من مكانها : اساعدك في حاجة ؟
فراس وهو يكمل شغله نطق باقتضاب : لا .
غادة باحباط مشت خطوتين بربكة حتى دخلت الغرفة ويدها ع مقبضها : بكرة راح اروح لإبتسام .. اذا عادي ..
فراس دون نفس وهو يلم اغراضه : سوي اللي تبين غادة .. لاعاد تسأليني شي روحي للي تبين ..واقعدي مثل ماتبين .. وجيبي اللي تبين , عطيني راحة راسي وبس
غادة وهي كرهت جملته هذي ..: ....... اذا ما سألتك مابقى عندي شي اقوله لك
فراس رفع عيونه الحادة لها ووقع جملتها عليه كان يعزف ع اوتاره : هذا المطلوب .. خلينا ماعاد نتكلم احسن .
غادة قطبت حواجبها وهي تنطق بخوف : ليـــش ؟ ضايقتك بحاجة .. ؟
فراس : وجودك لحاله مضايقني .. راح اسافر ولما ارجع بيكون جدي راح وبرجع لغرفتي وخلاص انتي فحالك وانا فحالي ويادار مادخلك شر !
غادة بقهر : ليش طيب ..؟! ليش فجاة تضايقت لهالدرجة !
فراس انفلت : كلامك امس ضايقني ! خلاص ؟! مبسوطة ..؟!
غادة عضت شفايفها بقهر : وانا شقلت امس ..؟ غير اني احـ ......
قاطعها فراس بعصبية : لاتكملين !! وجايه تتصرفين وتتكلمين طبيعي ... اذا رفضي امس ماشكل معاك مشكلة معناها ناوية تحاولين اكثر ! وانا ماني ناقص هم فوق همي
غادة : راح احاول اكثر .. واتعب اذا عرفت انك تبغاني افوز بالاخير , بس اذا لا ( كملت بخنقة ) مستحيل اضايقك .. بس انا جالسة اتصرف طبيعي رغم انك رفضت مو لأني ناوية احاول اكثر .. انا ابي احبك للنهاية مو عشان تحبني .. لا بس لأني مابي احب غيرك .. ( نزلت راسها ) الموضوع بهالبساطة ..
فراس تنـهد بضيق وهو يلتمس الحزن بعيونها والرجفه بصوتها ابعد عن مكتبة وجلس على الكنبة .. اشر لمكان جمبه بيده : تعالي اجلسي
غادة وهي تمسح دمعتها مباشرة : مافيه داعي خلاص ..
فراس زفر : غادة لاتضيقين خلقي وتعالي اجلسي ..
غادة مشت حتى جلست بعيد عند بمسافة معقولة .. فراس سند ذراعه ع فخذه وهو يلتفت لها وينطق بهداوه : غادة حنا ليش تزوجنا بالبداية ..؟
غادة : .........زواجنا بالبداية ماكان بيدي , انت تصرفت كلش من راسك ..
فراس : بالضبط .. ماكان بيدك ولا يدي , انتي عرفتي اشياء محد عرفها عني .. وقلت اضمن كلش انك تكونين بيدي
غادة هزت راسها بموافقة : .. وش جاب اللحين ؟
فراس : اذكرك اني تزوجتك لهاسبب .. ماكنتي متوقعه مني شي , فلا توترين ضميري بنظراتك اللحين .. العيب مو منك انا مستحيل اكون لأحد نهائي .
غادة : ...................
فراس ضغط نفسه : واذا انتي محتاجة بنتك ؟ من عيوني جيبيها عندك تعيش معك قد ماتبين .. واذا تبين بيت لحالك يتوفر لك على طول اشري للبيت اللي تبين وبس .. مع خدامه وسايق ..
غادة فتحت عيونها برعب .. نطقت بتوتر : شتسوي .. ؟ ( هزت راسها ) انت تسوي زي آخر مرة .. لما ضربتني واخذتني مطعم .. ( تجمعت الدموع بعينها ) واللحين نفس الشي .. تبي تكفر لضميرك بهالاشياء .. لا مو تكفر لضميرك ... انت تبي تنعتق مني نهائيا .. ماعاد تبي تشوفني حتى .. ( كملت بانفعال وهي توقف وتبعد منه)سلبت مني كل شي ! واللحين تبغاني انساك واروح ببيت وخدامه وسواق وزفت ! .. لا انت غير عن الكل .. نسيانك راح يكون صعب مابي !
فراس عقد حواجبه من الهستيريا اللي مسكتها .. نطق بصرامة : غاااادة ! اركدي .. جالس اكلمك زي الناس تكلمي زي الناس ولا انقلعي برا والشرهه ع اللي جالس ياخذ بخاطرك
غادة بنفس الانفعال : ماطلبت منك تاخذ بخاطري ! ( اشرت لنفسها بقهر ) انا قلت لك اني زعلانة ومنكسرة وتعال راضني .. ماقلته ليش تتعب نفسك ! صار لي آحبك شهور ولا شكيت لك الحال ... بشكيه اللحين ؟!! ( كملت بخنقة ) انت شوي وتقولي فيه جزيرة في آخر العالم وش رايك اشتريها لك وتروحين هناك ..
فراس مسك راسه : إنا لله ..
غادة مسحت دموعها بضيق : انا راح اضل هنا .. مابي اطلع ولا ابي شي , وراح اسألك اذا احتجت شي .. وراح اسولف وقت احس اني ابغى اتكلم .. وراح ادق وقت تتأخر .. ( كملت ) واللحين توصل بالسلامة انا بنزل تحت مع أهلي
سحبت طرحتها بعصبية من العلاقة وطرحتها ع راسها وطلعت بخطوات منقهرة .. فراس فتح عيونه وهو ينطق بينه وبين نفسه : عمـــى بعد ! مسكها كهرب ... الشرهه علي اللي جالس اوجع ضميري .. ( اشر بعصبية ) ابليس ذي ام قليب ماينخاف عليها بخير اكثر مني !
وقف وهو يرمي اغراضه بشنطته واعصابه انفلتت منهـا .. اما غـادة خذت شهيق وزفيــر قوي أول ماطلعت من الشقة وهي تنطق بقهر بينها وبين نفسها : غبــــي .. ماعنده احساس ..
نـزلت لتحت كانت ام فراس واسماء وياسمين الموجودين بس .. ابتسمت وهي تنطق : هالو !
اسماء : هلا غدو ... ( تلفتت ) فراس راح ولا تو .؟
غادة جلست جمبها : لا تو يرتب اغراضة ( عقدت حواجبها وهي تطالع التلفزيون ) شتشوفين .؟
اسماء بملل : ولا شي افرفر بهالقنوات .. ( التفتت لغادة بحماس ) إلا غدو بما ان فراس بيسافر وبيخلص نظام اللي لزوم ع العشاء والغداء ي جريش ي مرقوقه ي كبسة ي مدري ايش .... شرايك نطلب من مطعم .؟
غادة : الــــله ... هاويه نفسي على هالاشياء من زمان !
ام فراس : وناسيه ان جدك هنا ! بنسوي عشاء زي العالم له
اسماء : سوو له حنا مانبغى بنطلب من المطعم ..
ام فراس : ما ادري وش محصلين بهالمطاعم .. لو تشمرين يدك وتدخلين المطبخ غلبتيهم ع طول
اسماء بتسليك : آيه آيه واضح ..
ام فراس : يوووه .. غادة فيه اغراض لفراس بغرفة الغسيل , اخاف يحتاجها وهو يرتب شنطته اللحين
غادة ( يوه لا ! صوته واصلني وانا طالعه حاقد علي اللحين ) :لا خالتي سكر شنطته خلاص .. لو يحتاجها دورها
ام فراس : اهــا .. طيب بنات وش رايكم بكرة اعزم عمتك ومرة عمك يجون نتقهوى
اسماء : لا ! مانيب فاضية !
ام فراس : ليش وش عنـــدك يالشيخة .؟
اسماء : ماعندي شي ... بس فيه ناس كذا حتى وانتي فاضيه تحسين انك مو فاضيه لهم
ام فراس : انا الغبية اللي جالسه اخذ واعطي معك .. بعزمهم وانتي تسنعي
غادة : آيه بس انا بكرة بروح لإبتسام عازمتني .
ام فراس : لا دام كذا الله يستر عليك حبيبتي .. وسلمي عليها , خلاص ناجلها بعدين
اسماء همست لامها : يمه .. بما ان فراس بيسافر وش رايك نكلم بدر يقوله يجي يسكن عندنا هالفترة , حرام عزابي ولحاله خل ناخذه بالحكي ونشوف شعنده ..
ام فراس بهم : ياليته والله .. بس الظاهر ماراح يوافق
اسماء : انا اقوله !
ام فراس : قولي ومتى مابغى البيت بيته .. مايبي له عزيمة بعد
ابتسمت غـادة وهي تشوف فراس نـزل بشنطته الكبيرة وشنطة صغيرة , ولابس بلوزة بيضاء دون تفاصيل بقصة صدر مثلثه .. وبنطال أسود وجاكيت جلد اسود وجزمة توماس بيضاء , مع اناقة ساعته على معصمه ..
ام فراس وقفت مباشرة : بتروح اللحين ..؟ ماتجلس شوي تشرب معي فنجال قبل تمشي .؟
فراس : ماحيضر فنجال .. يله على مايتصل لؤي , للحين ماجا
تربع بالجلسة الارضية مع امه , بينما اسماء وغادة وياسمين على الكنب ...
ام فراس بكئابة : شكلك مطـول هالمرة , مو ؟
فراس وهو يصب لها فنجال : ما أدري والله .. عموما تتسهل لارحت هناك
ام فراس : بتشتاق لنا ..؟!
فراس ابتسم لها : افاا .. لغيرك آصلن ما انخلق شوقي ولا حنت مسافاتي
تنهــــدت غادة داخلها وهي تسمعه .. وكلها تيتم بهالإنسان ...........
اسماء بحماس : وانا فراس ؟! بتشتاق لــــي ؟!
فراس : الأسبوع اللي فات كله حابسه نفسك بغرفتك وما اشتقت لك .. بشتاق لك اللحين ؟!
اسماء : آيه يمكن .. خبرك الغربة تثير المشاعر والأشواق وهالاشياء
فراس : حمدالله والشكر .. الغربة زيها زي غيرها , واللي نشتاق له وهو قدامها نشتاق له وهو بعيد
اسماء تنهدت بقهر : يا حسافة اخوتك بس .. اصلن احسن لاتشتاق لي حتى انا مب مشتاقه لك
دق جوال فراس .. طالع المتصل : هذا لؤي , ( خلص فنجاله وجلسه ووقف وهو ينحني لراس امه يبوسه ) يله يمه تامريني شي .؟
ام فراس : سلامتك حبيبي .. لاتنسى دعاء السفر
التفت لاسماء : وآنتي لاتوجعين راس امي ترا يوصلني كلش .. تسنعي هذي آخر سنه لك عندها
اسماء : ههههههههههههه ولا يهمك
التفت لغادة اللي كانت ضامه ركبها لصدرها جمب اسماء وتطالعهم بس .. لما انتبهت لها يطالعها تكلمت : توصل بالسلامة يارب الله يسهل دربك
فراس تجاوزها والتفت لياسمين : ياسمين مايحتاج اوصيك .. خلي مني الدموع وصيري مرة
ياسمين : ان شاء الله
طـلع بعدها وهو يسحب شنطـــته حتى ركب مع لؤي : وينــــــــــك يا ابن الحلال ؟ ناوي نتأخر ع الطيارة ؟
لؤي : ماراح نتأخر يخي .. انت لاتحرق رزقك وبس
***
وقف نايف عند المطعـــم اللي كان ال JPS تبع بدر عنده طول اليوم من ظهر للعشاء اللحين ... دخل وهو يحصله ع الطاولة نفسها وجالس بإهمال وعيونه بفراغ .. تنهد نايف وهو يتقدم بنشاط ويجلس : مخيم انت هنا اليـــــوم اجل ؟!
بدر رفع عيونه له بكسل : هلا نايف ..
نايف عقد حواجبه : شعندك انت ؟! عدل جلستك شوي وتطيح من الكرسي
زفر بدر دون نفس : شتبي انت ؟
نايف برواقة : آبد سمعت انك في الاحداث هاليومين وطلعت من عزلتك .. خبرك الدنيا لاجه فيك ! شصاير ؟ سمعت انك تكلمت مع فراس ..
بدر دون نفس : ماصار شي .؟
نايف : شلون ماصار شي ..؟ تسوقها ؟
بدر : مابي اقول شي بالاحرى ..
نايف شعر برواقه : لما رآني في هواه متيما .. عرف الحبيب مقامه فتدللا
بدر طالعه بنص عين : .............
نايف كمل شعره بروحه المعتادة : فلك الدلال وأنت بدر كامل .. ويحق للمحبوب ان يتدللا
بدر : ....................
نايف : ي شينك اقلها صح لسانك طيب ؟!
بدر : ......................
نايف بجدية : بدر مصخت عاد بتتكلم ولا اكسر هالطاولة فوق راسك ! شصار ؟
بدر : آبد .. تكلمت معه وكالعادة حطني بزاوية محدودة .. مثل ماسوا طول عمره .. يتركني بزاوية دون مخرج ويروح
نايف : وكل هالنكد عشان كذا ..؟ صدق ان الإنسان بطبيعته نكدي .. يتجاهل عشرات الاسباب اللي تخليه يبتسم ويلتفت لانصاف الاسباب اللي تخليه ينغم
بدر :جد ؟ تقدر تقولي عشرات الاسباب اللي تخليني ابتسم ؟
نايف رفع اصابعه يعدد : عندك صديق عفوا مليون صديق انا والاستراحة كلها نكلمك يوميا نبيك تجي نروق .. عندك أم مسكينه تتمنى شوفتك بس .... عندك عم رغم انك مسوي الهوايل ببنته للحين فاتح يده لك ويبي يساعدك بآي طريقة ... والاهم ! عندك زوجة للحين ماطلبت الطلاق تنتظرك وانت جالس لي هنا .. انت امسك خيط بداية وراح يتصلح كلش .. مثلا تقدر تبدا انك تروح ترجع اختي ؟!
بدر ابتسم بسخرية : قول انك جاي اليوم عشان اختك ؟!
نايف اختفت ابتسامته وهو يرفع حواجبه : نعـــم ؟
بدر : للأسف عندي اولويات اللحين اذا ماتصلحت ماراح اقابل ميهاف ..
نايف عقد حواجبه : بس حرام عليك .. البنت جالسة ببيت اهلي ماندري متزوجة ولا مطلقة ولا وش ؟ هي بعد عندها حياة وماتقدر تجلس متعلقة فيك
بدر نطق بإنفعال من الضغط اللي براسه . وبصوت عالي سمعه المطعم كله : نايف خلاص واللي يسلمك ! هذي حياتي الخاصة وانت لاتتدخل فيها ... واختك زوجتي اطلقها اخليها ع ذمتي اسحب عليها هذا شي راجع لي !!! اتركني بحالي واللي يسلمك
نايف وهو يمسح بعيون ع المطعم اللي كلهم التفتوا لهم : ................................
بدر بعد مارمى كلامه حضن راسه اللي صدع بجد ويحس بخلل : ................
نايف : قصدك من هالحركة تحرجني ولا تفرغ اللي بداخلك ؟
بدر اللي كان للحين ماسك راسه : أللي هـو . .
نايف : اهــا ( وقف وهو ينحني لبدر ويسحب ياقته حتى صار وجهه مقابل لوجهه ) هذي آخر مرة اوقف فيها معك , واللحين وقت اللي تبي اختي انا راح اكون منفاخ ابليس , وراح تشوف
افلت ياقته وهو ينطق بمقت : فعلا فيه ناس وقت نعطيهم وجه نكون ارتكبنا خطا كبير بحق نفسنا ..
طـلع من المطعم بينما بدر انحنى براسه ع الطاولة وهو يلعن نفسه مليون مره .. طلع من قوقعته يبي يصلح الامور اعماها
***
فـــراس /
مجرد وصولـهم المطار .. تلفت لؤي : مجهز سياره ؟!
فراس وهو يأشر لسيارة معينة : آيه هنـاك .. ( عطاه شنطته ) خذها وراح يودونك للفندق
لؤي عقد حواجبه : وآنت ؟
فراس : انا عندي مشوار باقضيه وبجيك
لؤي : طيب اجلها لبكرة .. تعال نام لك ساعتين اللحين
فراس وهو يمشي بطريقة : مايتأجل هالشغل .. الحجز في الفندق باسمي جاهز ( رفع جواله وهو يتصل على رقم ) الو ! .... ارسل لي المكان والوقت وخل هالدكتور يقابلني اللحين !
: حاضر
ركب سيارته وهو يتنهــد .. موترته هالمقابله , موتره هالدكـــتور بعد فترة رن جواله رد : نعم ؟!
: الدكتور بالمستشفى تقدر تروح تشوفه
تنهد فراس : ماشي ( نطق للسواق ) المستشفى
وصـل للمستشفى .. نزل وهو يتلفت حصل الدكتور بالاستقبال ينتظره مشى ناحيته : سلام
وقف الدكتور : مرحبــا سيد فراس .. كيف حالك ؟!
فراس بمقت : لست على مايرام .. ماهذه الاخبار المزعجة ؟
الدكتور : هذا ماحصل .. ارتكبت خطأ ادى بي الى التحقيق وانا تحت المراقبه , حتى انهم يعلمون من اقابل ومن أترك
فراس : اذا يعلمون انك ستقابلني اليوم ؟!
الدكتور : على الأحرى
فراس نطق بالعربي بقهر : الله ياخذك يابلوة ربي ( التفت له ) والآن ؟! لم ادفع كل هذه الاموال الطائلة حتى تفسد الامر بالاخير
الدكتور بخيبة : هذا ماحصل ..
فراس : اخبرني عن ذمته !
الدكتور عقد حواجبه : من هو ؟!
فراس بمقت : المحقق المسؤول عن قضيتك .. يقبل الرشوه ؟!
الدكتور : لا اعلم
فراس : اذا استمع الآن .. ستذهب لهذا المحقق وتخبره عن مليون دولار ستودع في حسابه في حال تغاضى عن هذه الدعوه , لكن احذرك من ان يكون اسمي بالموضوع .. واضغط عليه ! اذا لم يتم اغلاق هذا الموضوع ساصب كامل المسؤولية عليك
الدكتور : حسنا سأحاول
فراس زفر : تواصل معي عندما تخبره
طـلع من المستشفى وهو يركب السياره : الفندق ( مسك راسه بألم ) الله يمضيها على خير يارب
***
غـــادة /
صحت بدري وهي تحس بنشاط , لها زمان مانامت على السرير تحس ظهرها انكسر من نوم الكنب ... تمغطت بنشاط وهي تطقطق اصابعهـا , حضرت كاس قهـوتها وهي ترتشفها وتجلس على مكتبه : واللحين فرصتك ياغادة ..
قلب المكتب من أوله لآخره ... دورت بكل مكان لكن كل اللي حصلته معاملات عادية , مافيه شي مهم همست لنفسها : يمكن يكون حاطها بمكتب غرفته تحت ؟! ( حاست بفمها ) جدي بيكون تحت ولا لا ؟
طلت على النافذة كانت سيارته مو موجودة ابتسمت بحماس : فرصتي اللحين
نزلت بهدوء وهي تحمد ربها البيت هادي .. دخلت غرفته وهي تسكرها وتمسح على المكان بعيونها , فتشت مكتبه كامل لكن نفس الخيبة ... نطقت بقهر : وين حاطها يعني ؟ اكيد ماراح يتركها بالبيت عندي .. اكيد بالشركة ! ( كبست بعيونها ) الفـــــــــــــــيلا !!! اكيد اكيد بالفيلا ... هي اللي حصلت فيها معاملة السوق السوداء هناك ( عضت على اظفرها ) وكيف راح توصلين هناك ياغادة ؟ .. فكري فكري كيف ؟! .... لازم لازم اوصلها وافهم كلش مستحيل اعرف شي منه هـو ..
دق جوالها
ردت مباشرة : هلا سيمو
ابتسام : هلا فيـك .. شلونك ؟!
غادة : بخير حبيبتي ... المهم راح اجيك اليوم ان شاء الله
ابتسام بحماس : جد ؟! تتغدين معي ؟
غادة : آيه اللحين بجهـز بس وبطلع .. تكفين قولي ان رنيم صاحية
ابتسام : بصحيها لك ولا يهمك ... يله انتظرك على الغداء
غادة : يله باي
سكرت السماعة وهي تطالع الغرفة : غادة ! مايكفي تشوفين مكتبه بس ... فتشي كلش
فتحت دواليبه كانت معظمها فاضيه من اغراضها اللي اخذها فوق وصار بدلها اغراض جده , انتبهت لعلبة طقم .. فتحتها وهي تنتبه للطقم الفاخر الالماسي .. تفتحت عيونها باعجاب وهي تمرر اصابعها فيه : اللـــه ... خيال يجنن
تنهدت بحب تتخيل لو كانوا متزوجين طبيعي .. وهو شاري لها حاجة كذا .. سكرته : آكيد لامه ..
نفضت يدها من عملية البحث الفاشلة وهي تطلع وتصعد لفوق وتدخل تتروش تستعد عشان تطلع .. وهي كلها حماس لهالطلعة , زمان عن بيت ابتسام اشتاقت له من جد .. واشتاقت لجلسة مريحة كذا مع اختها ..
نـزلت مباشرة حصلت ام فراس بالصالة تصلي الظهر جلست تنتظرها تخلص صلاتها .. اول ماخلصت التفتت لها : غدو طالعه !؟
غادة : آيه مواعدة ابتسام اتغدى معها .. فالسايق
ام فراس : ولا يهمك حبيبتي اللحين اقوله .. هاتي جوالي جمبك
التفتت غادة لجوالها تاخذه .. مجرد مامسكته رن باسمه خفق قلبها وهي تاشر لام فراس : هذا فراس
ام فراس : اكيد بيقول انه وصل هاتي .. ( خذته وهي ترد ) هـلا فراس
فراس : هلا يمـه .. شلونك ؟!
ام فراس : بخير جعلك بخير .. انت كيفك ؟!
فراس : ميت من النعاس .. وصلت الفندق اللحين وبنام , بس حبيت اقولك اني وصلت
ام فراس : حمدالله ع سلامتك .. ياعمري صاحي للحين نام ارتاح
فراس : كلش تمام عندكم ؟
ام فراس : آيه .. هذا انا جالسة وغادة معي واخوانك نايمين بصحيهم اللحين
فراس :غادة عـندك هالوقت ؟! غريبة
ام فراس : بتروح لاختها عشان كذا
فراس : اهاااااا ايه قولي كذا من آول .. يله آجل اكلمك بعدين
سكـــر السماعة وهو يدخل جناحه .. وين ماكان لؤي نايم ع سريره بهناء , تثاوب فراس وهو يتمغط ويدخل غرفته وهو ينـزع جاكيته ويرميه على الكنبة ويرمي نفسه على السرير ويغط بنـومته ..
***
إبتســــام /
بعد ما خلصت تركيد الغداء طلعت من المطبخ وهي تطق ظهرها وتطالع توأمها الجالسين بجلاساتهم باصوات وهمسات بريئة .. ورنيم جالسة قدامهم ببراءة تطالعهم نطقت بتذمر : شاسوي اللحين بابوكم اللي ماصلى للحين ؟
نفضت يدينها وهي تصعد لفوق بخطوات مسرعه وتدخل غرفة النوم اللي كانت دون مكيف .. واللحاف على
الارض بعد حربها في انها تصحيه وماصحى للحين .. زفرت بملل وهي تمشي بثقة للحمام وبيدها كاس وتملاه
موية .. وتوقف عند راسه وصبته بكل بساطة ... شهق نايف وهو يقوم مرعوب ..
ابتسام جلست الكاس على الطاولة وهي تنحني تتناول المفرش الطايح ترتبه : مابغيت !
نايف بمزاج زفت : وتكبين الموية عاد ! ؟
ابتسام وهي تطوي المفرش وتاشر له : وخر بحط المفرش مكانه
نايف رجع ينام وهو ينطق بعناد : اتركيني بحالي متى ماصحيت صحيت !
ابتسام : ناااااااايف .. الظهر للحين ماصليتها قم !
نايف وهو يغط بنومته .. ابتسام : لا حول ولا قوة الا بالله .. يعني ماراح تقوم ؟
سمعت صوت الجرس يرن .. طلعت من الغرفة بيأس منه وهي تنزل مسرعه وتطلع للباب الخارجي وتفتحه ..
دخلت غادة بحيوية وهي تضم ابتسام : حياااااااااااااتي .. وحشتيني انتي وبيتك !
ابتسام : والله ونورتي البيت ياعسل .. زمان عن زيارة حلوه كذا
غادة وهي تسحب نقابها وتنطق بحماس : وين عسولتي ؟!
ابتسام وهي تأشر لها : داخل حياك تفضلي
نطلقت غادة لداخل وهي ترفع رنيم من الارض وتبوسها من قلبها : ياااااااااحلو هالريحة ياناس .. رنومتي ياعمري , كيفك ؟ شلونك ؟
ابتسام وهي تدخل المطبخ : ههههههه خذي راحتك حبيبتي البيت بيتك
غادة : ليش نايف مو فيه ؟!
ابتسام : إلا فيه بس نايم نومة اهل الكهف .. مستحيل يصحى
نزعت غادة عبايتها وهي ترتبها وتحطها بمكانها مع شنطتها .. رجعت تشيل رنيم بحجبتها وهي تجلس قدام التوأم وتبوسهم : يا قلب خالتكم انتو
طلعت ابتسام بصينية القهـوة وجلستها : تعالي تقهوي
غادة جلست عند القهوه وهي متربعه ورنيم جالسه بحضنها .. وكل شوي تنحني لها وتطبع بوسة ع جبينها : ابتسام ع فكرة راح اخذها معي اليوم
ابتسام : آيوه نفس اخر مره بالفيلا .. تقولين باخذها بالاخير ماخذيتيها ولا شي
غادة : والله انا مقدر اوعدك شي غير اني اقول .. ان شاء الله هالمرة غير , بعدين فراس مسافر يعني بكل الاحوال راح تجلس عندي هالفترة .. وهو يقول تقدرين تجيبينها يعني يمكن اقدر اخليها عندي على طول
ابتسام : غريبة عليه ! وش هالملاك اللي نزل فجأة ؟!
غادة : اتوقع هذا تأنيب ضمير جايه عشان رفض اعترافي
ابتسام : لا كويس طلع عنده ضمير
غادة : آيه عنده حبيبتي حرام عليك ليش تظلمينه ( رفعت فنجال قهوتها ) وبصراحة ابتسام فراس انسان ينكسب , يعني حتى لو مايحبني .. انا ابي اكون جمبه صديقته زميلته اللي هو
ابتسام : غريبة .. انتي اسلوبك كله متغير ! نظرتك له متغيره .. ماكنتي تقولين عنه هالكلام ! اجل فراس انسان ينكسب ؟
غادة ببساطة : لما عرفته صح قلت هالكلام
ابتسام : لما حبيتيه قلتي هالكلام
غادة باصرار : لما عرفته حبيته ! ( تنهدت ) ابتسام لاتظلمين بختك .. فراس فعلا إنسان يجنن , بس محد فاهمه وهذي المشكلة ..
ابتسام : الله يهدي بالك وينولك اللي في بالك يارب .. ان شاء الله ماتكون هالسالفة نكد لك ..
غادة وهي تلعب بشعر رنيم بيدها : ان شاء الله
ابتسام : يله انا رايحة اكب الغداء خل نتغداء
***
بعـد مرور ساعتين على نومه دق جـواله .. كبس عيونه بكسل وهو يرفع جواله ويشوف المتصل , جلس من نومه وهو يرد : ايه , ؟!
: تواصل معاي الدكتور ويقول ان المحقق رفض المبلغ إلا في حالة وحدة
فراس بعصبية : شرط شنــــو ؟!
: انه يعرف من الشخص اللي راح يدفع له بالاسم
فراس : ماراح يمشي الحال كذا .. رتب لي موعد مع هالمحقق وانا بقابله شخصيا اشوف وش وراه
: حاضر .. متى حاب نحط الموعد ؟
فراس بنرفزه : باقرب فرصة !
سكر السماعة وهو يقوم ويبدل لبسه ع السريع وبطريقه انتبه لصوت لؤي : وين ؟
كان بهيئة النوم تو صاحي : ما امداك جيت بتطلع ؟
فراس : شمصحيك انت ؟
لؤي : صحيت ع صوتك .. فيه شي في الشغل ؟
فراس : مشكلة صغيره وبروح اشوفها اللحين .. تبي تطلع اطلع ماعليك مني
لؤي تثاوب بكسل : إلا برجع انام وبس
طلع فراس واعصابه متوتره من هالمحقق .. وطلبه واصراره الغريب في انه يعرف اسمه ! اول ماركب السياره رن جواله رد : شصار ؟
: وافق يقابلك اللحين .. راح ارسلك العنوان
فراس بحذر : انا راح ارسلك العنوان .. ماراح يختار هو المكان , يا اختاره انا يا ينمحي وبتفاهم معه بطريقه ثانية
: حاضر راح اعطيه العنوان فور ماترسله لي
فراس : يله برسله لك اللحين
ارســل العنوان وهو يتوجه له مباشرة وهو متضايق من خطورة انه راح يتقابل معه وجه لـوجه .. لكن ماكان فيه خيار ثاني , فور وصوله للمكـان تفاجئ ان المحقق كان متواجد بالفعل هناك .. زفر وهو يضبط نفسه ومشى بهدوء هناك وهو يجلس : تمكنت من مقابلتي اخيرا !
كان رجل اربعيني .. ببدلة رسمية ومنظر رث , ابتسم فور ماطاحت عينه على فراس : لازلت يافعا .. فور سماعي للمبلغ توقعت ان اواجه مسن
فراس رفع حواجبه : لماذا تبدو متفاجئ الآن ؟ حتى ان المبلغ لم يعجبك لتبدي رآيك .. يا .... ما اسمك ؟!
: ستيف .. اسمي ستيف , وانا اعرفك الآن من مكان ما .. انت فراس ؟
فراس دخل يده لجيب جاكيته وهو يطلع دفتر شيكاته ويجلسه قدامه : مادمت تعرف من أكون .. هل نتوجه للمختصر المفيد رجاءا ؟
ستيف ابتسم وهو يطالع دفتر الشيكات : في الحقيقة .. من شخص مثلك لايكفيني مليون .. اريد الضعف
فراس تضايق من ضخامة المبلغ لكن ماوضح .. هز راسه بثقة وهو يكتب المبلغ بدفتره ويوقع ويشقها ويطويها بهدوء ... ويرفعها قدامه : والآن حان دورك لتشحذ حبرك .. اريد تعهد بتوقيعك ان الورقة المزورة لن تخرج لآي مكان .. وفي حال حصل ذلك يجب اعادة المبلغ كامل لي
ستيف : وانا حاضر .. ساكتبه الآن
فراس : تسء .. ليس هنا , لدي شهود عيان .. اريد حضورهم , وتدوين اسمائهم ..
ستيف : حسنا فلنذهب
***
لــؤي .. كان الوقت 5 عصر , وهو زفر بضجر تو صحى وماحصل فراس .. دق على جواله لكن مافيه رد ...
بعد مرور ساعة دخل فراس , طالعه لؤي وهو ينطق بقهر: وين كنت انت ؟!
فراس وهو يرمي جسمه على الكنبة ويمد يدينه على راسها ويغمض عيونه : شغل
لؤي : يخي ليش جايبني معك دامك مشغول ؟ على اساس رايح توسع صدرك ؟ والله ضاق خلقي من النوم .. اصحى ما احصلك وارجع انام
فراس وهو مازال مغمض : وهذا انا خلصت شغلي .. بروح انام اللحين
لؤي : لا لا وين وين ! انثبر .. ( ابتسم ) تعرف ريان . ؟ اللي درس معي هنا
فراس : آيه شفيه ؟
لؤي : كلمني وعازمني ع سهرة .. مشينا نروح نوسع صدرنا
فراس : لا رح انت .. هالانسان كله ع بعض ماخرط مشطي
لؤي عصب : بتروح مو بكيفك !! والله مسخرة ... ع شنو مزعجني اسافر معك هجل ؟!
فراس زفر بملل : من بيكون هنـاك ؟
لؤي : يقول ريان سهرة مفتوحه .. بس انت وش عليك من راح يجي المهم حنا ننبسط ونستانس
فراس : وين مكانهم .؟
لؤي : ارسله لي .. في برج شرق
فراس بنفس الملل : وش راح نسوي هناك ..؟
لؤي عصب : بتفقع مرارتي انت !! شنو شراح نسوي هناك ... مو تقول خلصت شغلك ؟ خل نحتفل انك خلصت شغلك هنا
فراس وهو يرفع حواجبه : والله معقولة .. صفقتي اليوم عن مليون صفقة , تستاهل يحتفل فيها
لؤي : شايف هجل خف رجلك ثم !
فراس : طيب متى راح نرجع ؟
لؤي : تحقيق تحقيق مو طلعه ... ماراح نتأخر ساعتين وبنرجع , زين ؟
فراس زفر : زين يله قم
***
ســارا /
حطت آخر لمسات مكياجها وهي تحس بكئابة . . مالها مزاج هالطلعة لو ماهو ضغط عليها , رن الجرس ... ركضت تفتح كانت المربية : اهلا آنسة .. اين الصغيرة ؟
سارا : الصغيره نائمة بالفعل .. تستطيعين ان تتركيها نائمة , انت فقط كوني موجوده في حال حصل شي المربية : حسنا
دخلت سارا وهي تسحب شنطتها وتدخل جوالها ومكياجها وترش عطرها , مع تسريحة انيقة على جنب مرتبة/
نـزلت لتحت وهي تبتسم لتايوان اللي كان يستقبلها بكامل اناقته .. ظل يطالعها باعجاب: ...............
سارا ابتسمت : ماهذا الصمت ؟! الن تقول شيئا ؟
تايوان بحالمية : أبكم انا في نطق مشاعري , انظري لعيناي وستجدي ماتريدين
سارا وهي تضايقت من مدحه .. خصوصا وهي حاسه ان نظراته لها مو نظرات صديق ابدا ولمح لها كم مره : ....... اذا فلنذهب ؟
تايوان وهو يفتح لها باب السيارة : تفضلي
دخلت سارا وهي تسأل : اتعتقد ان الامسية ستكون كبيرة ؟
تايوان : الى حد ما .. نعم
سارا : اكره الامسيات المزدحمة .. اشعر ان تنفسي يضيق هناك
تايوان : لاتخافي .. اعتبريني انا الموجود فقط ولنستمتع بانفسنا , غدا اجازة ونحتاج
بعض الراحة والترويح عن النفس من فترة لآخرى
سارا : معك حق
***
غـادة كانت منسدحة ورنيم جمبها وجالسه تعدل غطاها وابتسام واقفة ع راس الغرفة وتنطق : مو مصدقة انك بتنامين عندي اليوم !
غادة ( خل نستفيد من كلمة سوي اللي تبين شوي ) : هههههههه والله خالتي تضايقت .. بس معليش يوم ماراح يضر
ابتسام : ماعليك منهم .. ارتاحي ونامي بكرة بعد بنصحى وبنفطر سوا
غادة : لا عاد بكرة جدي يقول من صبح ع طول بجي آخذك ! اساسا لو ما اقنعته خالتي ماكان تركني
ابتسام : يله تصبحين ع خير اجل .. انا رايحة اشوف اللوح اللي نايم طول اليوم فوق
غادة : من جد مو صاحي !
ابتسام : هذا هو اعدل نومه بصعوبة .. ويجي يوم زي كذا ويخربه تماما , ما العن من مشعل ودحوم الا هو وخشته
سكرت الغرفة عليهم وهي تطفي الانوار وصعدت لفوق .. دخلت بهجوم للغرفة حصلته واقف قدام المراية ولابس وكاشخه ويمشط شعره .. فتحت عيونها بدهشة : على وين يامهون ؟! الساعة 11 !
نايف : فاض قلبي من كثر النوم .. بطلع شوي من الشباب وبرجع
ابتسام بضيق : ودوامك بكرة ؟!
نايف : بروح من وراي ماعليك .. انتي اهم شي نامي
ابتسام : ترا غادة نايمة عندنا اليوم
نايف رفع حواجبه بدهشة : غريبــــة حرم فراس نايمة عندنا ! ولد عمي معه حمى صدقيني
ابتسام : ولد عمك مسافر
نايف : ايه قولي كذا
ابتسام تنهدت : والله ولد عمك هذا لو بيدي مسكته ووديته لجزار يشرحه لي ! ويعلمني هو من ايش متكون ؟
نايف عقد حواجبه : ليش شصاير بعد ..؟
ابتسام : ما أدري .. فجأة يقول لها ممنوع تروحين ممنوع تتنفسين ممنوع كلش ! وفجاة يقرر انه سوي اللي تبين روحي للي تبين انتي حرة
نايف : طيب هذا شي كويس .. خل تعيش حياتها
ابتسام : ايه والتغير المفاجئ هذا ليـه .؟
نايف : خلاص ماعاد يبي يعذبها قرر يسرحها ( كمل بتفكير ) أو انه بدا يميل لها عشان كذا قرر يبعدها عنه عشان ما يتأثر فيها
ابتسام : مو شايفه هالشي مقنع نايف .. يعني هو مو لطيف معها وبالعكس دايم يطلع عن طوره ويهزأها و ...
نايف بطبيعته المحلله : ابتسام انا فاهم الناس خصوصا الرجاجيل .. ماسوا كذا الا لانه يخاف
ابتسام عقدت حواجبها : يخاف؟ وليش يخاف ؟
نايف : يخاف من آي داهمة تجيه .. او يخاف عواقب تصرفات سببها العاطفة
ابتسام : بنظري هالاشياء ماتخوف ..
نايف بتفكير : إلا تخوف انا صار معي نفس الشي .. لان انتو يالحريم ماتعرفون معنى اشتعال العاطفة عندنا وقتها مايكون العقل في محله .. هذا حنا يالرجاجيل
ابتسام باستغراب : بجـد ؟
نايف : آيه ( ابتسم ) انا وقت حبيتك خفت .. لاني ماعرفت وش راح تكون ردة فعلك لو اظهرت عاطفتي لك .. ماراح اعرف الا مع الوقت وخلال هالوقت اكون دايم في حالة خوف
ابتسام فتحت عيونها : للحين ؟!
نايف بتصريف : كأني اسمع صوت بكاء ؟ ( مشى على عجل ) يله اخليك بشغلك مع السلامه
***
اناقة البـدلات الرسمية .. وفساتين السهرة , والموسيقى الرايقة والشراب الباذخ , والضحكات تلج بوسط صالة السهرات الخاصة بريان الاحمدي .. مبتعث خليجي غني ..استأذن من ضيوفه و توجه مباشرة للشابين اللي دخـلوا : هــلا لؤي .. ( سلم عليه ) ماتوقعت اشوفك هني بصراحة , ( التفت لفراس ) وفراااس بعد ! لا مو مصدق
لؤي : هههه ساحبه معاي بالغصب ترا
فراس سلم برسمية وهو يمسح بعيونه على الحفل : هذي دراستك اللي ابوك باذنا فيها بكل المجالس ؟
ريان : ومن قالك ما ادرس .؟ بس حنا اجازه اللحين خل نوسع صدورنا شوي
فراس : مبروك الزواج اعذرني ماقدرت احضر والله
ريان : لا ماعليك اخوي معذور .. حنا اخوان ولو , وبعدين بدر اخوك كان هناك عنكم
لؤي : ههههههههه لا تظلم بختك ريان .. وحده بوحده هذا هو اعرس ولا عزم احد
ريان بدهشة : جد تزوجت ؟ لا مو مصدق .. غريبة ماسمعت
فراس ابتسم بمجامله : وماراح تضيفنا ؟
ريان : لا افا حياكم تفضلـوا .. ( التفت لناس وراهم ) بس دقيقة فيه خويي هناك بضيفه وجايكم
لؤي : خذ راحتك
توجه ريان لضيوفه الأجانب : مرحبا تايوان .. سررت بحضورك حقا , من هذه الأنيقة ؟!
تايوان : الحفل يبدو مفعما بالفعل .. ( اشر لها ) هذه رفيقتي سارا والكر
تشنج لؤي بمكانه بنص مشيه وهو يسمع الاسم .... بلع ريقه وفراس التفت له لما وقف فجاه : خير شفيك ؟
التفت لؤي بهدوء وهو يكذب عيـونه .. هذي هي مو مزحه !! فراس عقد حواجبه من منظره .. رفع عيونه لمكان ماعيون لؤي مصوبه .. وهو يرفع حواجبه : شجابها ذي ؟!
لؤي ماكان عقله مستوعب أي شي يسمعه .. كانت ذراعها معلقه بذراع رفيقها اللي جمبها : .........
تو بيمشي ناحيتها مسكه فراس من ذراعه وهو يهمس له بحدة : لـــــــؤي !!
لؤي سحب ذراعه بقوه وهو ينطق بقهر : اتركني فراس ! ( مشى مباشرة ناحيتهم وهو يوقف جمب ريان وعيونه بنظرات حادة معلقه فيها )
التفت له ريان : مادخلت آنت ..؟!
سارا كبست عيونهـا وهي مو مصدقة .. ماكانت صدمة احد اقل من احد : ......................
استغرب ريان نظراته للشابه الاجنبية .. والاهم انقلاب وجه البنت , ابتسم لما فهم واضح ان لؤي يحبها : ...
تايوان عقد حواجبه وهو ينتبه لسارا اللي فوق ماشافته سحبت يدها من ذراعه وكلش فيها توتر , التفت لها وهو يهمس : مالخطب ؟!
بلع لؤي ريقه بصعوبه وهو ينطق بقهر : ماعرفتنا ريان ..؟
ريان بنظرات ماكره : وانت محتاجني اعرفك .؟!
فراس تنهد وهو ياخذ له مكان وقرر مايتدخل .. : .............................................
ابتسم ريان : انا راح ادخل .. خذ راحتك
سارا كانت عيونها الواسعه معلقه فيه .. وهو يطالعها , وتايوان متشتت ومو فاهم !
لؤي جمع انفاسه وهو ينطق : وين بنــــتي ..؟! ( عض على شفته وهو ياشر لتايوان براسه ) لايكون جالسه تربينها مع هذا ..؟
تايوان اللي مافهم .. لكن استوعب اشارته له نطق بادب : لاتتكلم عني بلغة لا افهمها .. الاحترام واجب !
لؤي بلغته : لا تتضايق .. سانطقها بلغتك ! اين ابنتي ..؟ اتمنى ان لاتكون الغالية سارا تربيها معك ؟
تايوان بصدمة : الديك ابنه ؟! ( كمل بصدمة ) منه ؟
لؤي التفت لسارا وجرحه يكبر : وماقلتي له بعد .. ( كمل بغصه ) واضح ان بنتي واقفه بطريقك معه ..
سارا اخيرا نطقت بصوت مرتجف : تايوان زميل عمل .. وماني مضطره اشاركه حياتي الخاصه ..
لؤي مباشرة وعيونه تقدح غضب : ومنتي مضطره تحضرين معه سهره بهالوقت وبهالشكل ! ( كمل بقهر ) خل نقول انتي طليقتي وماتهميني ... بنتي وين تاركتها وانتي تسهرين لهالوقت !
سارا نطقت بغضب : ماهي بنتك لحــــالك ! لا تتكلم كانك تحبها اكثر مني ... انا احرص عليها منك لاتخاف
تو بيرد لؤي رن جواله .. كان المتصل فراس رد عليه : نعم !
فراس بحنق : الحفل نصه خليجين يعرفونك ... فضحتنا انت والكلبه اركد !
سكر لؤي السماعة وهو يمسكها من معصمها ويسحبها معه لبرا ... تايوان لحقهم وهو يمسك لؤي من كتفه : ماذا تظن نفسك فاعل .؟
سارا نطقت بعصبية : لا بأس تايوان ! لا تحتاج انت تتبعنا ! اذهب انت
تايوان : لكــــــــن ...
قاطعته سارا : اخبرتك ان تذهب !!!!
عض تايوان شفته بغضب لكن احترم رغبتها بالاخير .. وفهم ان النقاش اكبر من انه يتدخل , خصوصا وفيه بينهم طفله .....اول ماراح التفتت سارا للؤي : وش تبي اللحين ! مافيه بيني وبينك حاجه تنقال
لؤي : بتاخذيني اللحين اشوف بنتي ( كمل بصوت عالي ) اللحين !!
سارا هزت راسها بانكار : مستحيل اتركك تشوفها .. ماراح ازعزع حياتها با أبو ماراح يجلس معها
لؤي : مو بكيفـــك .. بنتي وبشوفها ! وباخذها لو ابي ! آسف بس ماعندي استعداد اتركها مع أم تاركتها بالليل عشان تسهر مع ما أدري مين
سارا بقهر : هذا ظنك فيني .؟ اني تاركتها ومهملتها .. ؟
لؤي : وش تفسرين اللي شفته آجل ! ( كمل بغصه ) خلعتيني غصب عشان ترجعين مع هذا ... وانا اللي من صار اللي صار مت بغيابك مليون مره
سارا : محد يموت بغياب احد واللي تعودت عليه تتعود بدونه ..
لؤي بقهر : هذا انتي .. مو انا ! ( هز راسه ) مو موضوعنا بنتي وينها ؟
سارا شاحت براسها بقهر : ...................
لؤي : ولا يهمك انا اعرف ادبرها .. دام طاحت عيني عليك وعرفت انك هنا بنتي ماعاد صارت بعيده
سارا بقهر : وشنو بتسوي ..؟! راح تاخذها ؟! لوين ؟ وكيف ؟! ابوك رافض .... ( كملت بيأس ودمعتها نزلت ) لو انت تحب بنتك صدق اتركها .. عايشه حياتها مرتاحه .. بلا ماتتعود ع شي ماراح يدوم ..
لؤي بصوت مليان غميصه : انتي لو بس حاولتي تحاربين عشاني شوي .. ماكان صار اللي صار
سارا : مو شايفه الموضوع يستاهل .. اولا واخيرا هي قضية خاسره .. وانا ام مسؤوليتي اكبر من كذا
لؤي بقهر : افهم انك ماعاد تحبيني ؟
سارا بقهر : آحبك .. لكنك جيت بعد ماشفى جرحي منك ونسيتك ! واللي يخذل مشاعر الثاني يالؤي .. حتى لو رجع .. مايرجع كلش معه ..
لؤي: رجع ؟ انا متى رحت عشان ارجع .. مو هذا انتي ؟
سارا انفجرت : انا كمان كان لي من غيابك نصيب ! ولاول مرة في حياتي اكثر اني املك نصيب من شي .. كرهت اني اتركك واني عاجزه عن منع كل هذا ! لعنت الكبرياء اللي ربطني عن اني اعتذر عن الفراغ اللي ما ارتكبنا به أي غلطة .. كرهت عزة نفسي اللي تلبستني ومابكيت لما درت ظهري لك وانا ابتسم واقول اني بخير وماراح ارجع .. ( كملت بغصه ) مع ان قلبي كان يتهشم .. كرهت الحب اللي اخضعني لكل هالمشاعر المتناقضة .. تمنيتك تكون في حياتي لانك انت اللي علمتني قيمتها .. لكن هذا اللي صار .. مو بيدي ولا يدك ..
لؤي : بس انا راح اصلح كل هذا .. محتاجك جمبي بس عشان ابدا
سارا : لؤي خل مانرجع لورا بليز ... اساسا انا من جيت هنا ماطلعت لامسيات ولا غيره , واليوم غلطت وصار اللي صار .. انا راح امشي .. ومابي منك غير شي واحد .. تنسى ان اليوم صار
لؤي بتامل : اغبطك .. الموضوع سهل عندك لهالدرجة .. صادق فراس انا ضيعت حياتي عشان وحده ما شلت معها نهائيا
سارا قبل تمشي : ايه .. وانصحك تصدق كلام فراس كله , اساسا محد فاهم غيره , صح ؟!
لؤي بقهر : هذا الظاهر ..
سارا هزت راسها ومشت بطريقهــا ... بينما لؤي جلس يم شجرة جمبه وهو يحضن راسه وينطق بقهر : ليشش ليش .. ليش ..
انتبه ليد على كتفه .. التفت لفراس اللي كان واقف جمبه ودخل يدينه بجيوبه وهو ينطق : ناديت السواق .. راح نرجع الفندق
لؤي عض على شفته : عيونها تبيني ي فراس ... واضح بعيونها .. ( كمل بخنقه ) ليش تفرقنا ؟
فراس تنهد وهو يطالع الطريق : لو تبيك ماتركت ضيقتك لغيرها ومابخلت بعطفها عليك .. لو تبيك داست من شوقها على كبره وجتك ... ( كمل وهو يلتفت له ) هذا لــــــو تبيك !
لؤي : بس انا ماراح افوت هالشي .. حتى لو صفحتي مع سارا انتهت بنتي لي ..
فراس : لؤي ! لاتجبر نفسك على ناس مايبونك .. يا يعرفون قيمتك يا بلعنه .. وبنتك محتاجه امها اكثر منك !
لؤي سكت وهو يشرد بالطريق ..... فراس : قم السواق وصل
ركب فراس ولؤي تكى ع الشجره وهو يوقف وهاللقاء كان مدمر بالنسبه له .. زلزل جسمه من اوله لآخره ..
قطعت منك حبل الرجاء
وبكيتك دون انتهاء
وبكيت قلبا لازال يهديك الوفاء
اهديك حبا بات يرتل لي مراسيم العزاء
واقول بكل إيمان لنفسي : أن حبك لي قضاء
سامحت حبك لي وراحت ذكرياتك مع دهاليز الفضاء
وسامحت قلبي الذي لازال يهديك الوفاء
***
غــــادة : -
صحت من النوم على رنين جوالها .. ردت بكسل : آلو ..
ابو عبدالرحمن : السلام عليكم .. صح النوم
غادة ابتسمت بكسل : صح بدنك .. هلا يبه كيفك ؟
ابو عبدالرحمن : بخير .. هاه يا ابوك امرك اللحين ؟
غادة : براحتك
ابو عبدالرحمن : اجل يله انا شوي وجايك خلك جاهزة
غادة : ان شاء الله
تمغطت بنشاط وهي توقف وتهمس لنفسها : غادة .. اللحين فرصتك
سحبت عبايتها ولبستها وهي تبوس راس رنيم .. وتطلع للصالة نادت : ابتسااااااااااام
ابتسام جت بعد فترة ووجهها كله نوم : هاه غادة شفيك ؟
غادة ابتسمت : سلامتك حبيبتي انا رايحة اللحين .. ورنومه نايمه ماحبيت اخرب نومتها , بوصي السواق بعدين ياخذها .. اوك ؟
ابتسام : وليش تروحين بدري كذا ؟ تو الساعة 8
غادة : والله دق علي جدهم واستحيت اقول لا .. خلاص ؟
ابتسام : خلاص تمام .. الله يستر عليك حبيبتي
طلعت غادة وهي تتمشى بالحديقة تنتظره يوصل ... فور وصوله ركبت مباشرة جمبه وهي تنطق بحيويه : صباح النور
ابو عبدالرحمن : صباح الخير ... والله اشتقنا لك امس فقلت اجي اليوم اخذها من بدري
غادة : ياحياتي ياجدي وانا اشتقت لك اكثر .. بس والله بدري يعني بيكونون اللحين كلهم نايمين
ابو عبدالرحمن : آيه والله طلعت وكلهم نايمين
غادة بذكاء : دام نايمين خل نشوف لنا مشوار .. دام طلعنا طلعنا خل نوسع صدرنا
ابو عبدالرحمن : آمري انتي وين تبين ونروح ؟!
غادة بتفكير بينما قرارها محفور براسها : همممممم .. ( ترددت بسبابتها ع فمها تفكر .. ثم نطقت بحماس ) اييييه فراس قد قالي عن فيلا لكم بالرياض ؟
ابو عبدالرحمن : آيه فيلا فراس بالتحديد
غادة : آيه .. كثير سولف عنها متحمسة اشوفها , بس كل مرة ماتضبط معنا نروح لها
ابو عبدالرحمن : بس ؟ ولا يهمك اللحين نروح لها
غادة ابتسمت برضا : كويس ..
وصــلوا للفيلا .. وفور نزول غادة نطقت : الله الجو يجنن .. فيه بوفيه مرينا عليها حسافه ما اخذنا منها فطور نفطر سوا بهالجو
ابو عبدالرحمن : خلاص اللحين بروح اشوفها ونجي نفطر سوا
غادة : انتظرك اجل .. ع بال كذا راح ادخل اجهز الصحون بالمطبخ
ابو عبدالرحمن : خذي راحتك
انتظرته غادة يطلع من الفيلا .. وهي تمشي مباشرة لداخل وهي عارفه المكان بالضبط , وهس تسترجع ذكرياتها بهالمكان ... كانت الظروف غير .. غير جدا
وصلت للمكتب هناك وهي تشمر كممتها وتباشر عملية البحث .. حصلت صورة من عقد النكاح اللي شافته من قبل , ومعاملات مزورة للمستشفى .. وصور كثيرة لرجاجيل ومشطبه وجيههم ..كانت بيانات هالمكتب مريبه , كانت كل الاشياء اللي حصلتها تأكد ظنونها ... آبوه تزوج ريم بالسر , ولما طلقها كان الثمن غالي ... وذبحوه بالطريقه البشعه اللي ذكرت بتقرير المستشفى.. حتى انها حصلت اوراق من المستشفى لمعالجة اصابته بطعنة عميقة اسفل الصدر , تذكرت لما شافتها ندبه بصدره زمان .. كان هذا سببها كان ممكن يروح فيها بعد هو .. نطقت بخنقة : يا بعد دنيتي .. محد حاس بكل هاللي عشته
أبو عبدالرحمن /
في طريقه للبوفيـــه ... دق فراس عليه رد : هلا والله
فراس : السلام عليكم
ابو عبدالرحمن : وعليكم السلام ... شلونك ؟
فراس : حمدالله
ابو عبدالرحمن : خلصت شغلك ؟!
فراس : على وشك والله ... دقيت اسالك انت مار على الفيلا ؟ دق علي البواب يقول جدك جاي .. بغيت شي من هناك ؟
ابو عبدالرحمن : آيه والله ... غادة امس نايمة عند اختها ومريت صبح اخذها والبنت بخاطرها تشوف الفيلا قررنا نروح نفطر هناك
فراس وقف الدم بعروقه من طاري اسمها .. وقف من كرسيه وهو ينطق : غادة بالفيلا معك ؟!!!
ابو عبدالرحمن : انا طلعت اللحين اجيب فطور وتركتها هناك .. برجع وبنفطر ثم بنجي البيت
سكر فراس السماعة مباشرة ... وهو يدق عليها ( شموديها للفيلا !!! وش تبغى من هناك !!! لا وبخاطرها تشوفها ... عايشه نص عمرها هناك الله يقصف عمرها ) نطق بغضب : رددددي ياكلبه !
فتح عيونه وهو يطالع شاشة جواله بغضب لما سكرتها بوجهه ... رجع يدق مره ثانية ونفس الشي مافيه رد .: مااااشي ماشي !! انا اوريك !!
غــادة /
كانت بين كومة الاوراق وقلبها وصل لحلقها لما دق ... : ارد ولا ما ارد ! لا لا لا من متى فراس يدق علي ... اكيد عرف اني هنا ( ضربت خدودها بتوتر ) ياويلي ..
رجع يدق لكن مستحيل ترد ... قامت بسرعه وهي ترتب الاوراق مثل ماكانت بالضبط وتطلع وتسكر الباب وراها ... رن جوالها هالمرة برساله ( مب آحسن لك ماتردين ! )
بلعت ريقها وتو بتلقط نفسها دق فعلا .... كانت اصبعها ترتجف وهي تتجه لناحية الرد : .....................