كاتب الموضوع :
متمللة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: انتماءات كاذبة
تشابتر خمسين
عجبًا لها ! عبثت بِها أشواقٌها
تقولُ من فرطِ المشاعر :
أكرهك !
مُحتالةْ , مفضوحةُ احداقُها
هل تضحكُ العينانِ لك
لو تكرهك ؟
- محمد المقرن -
افتتاحية مختلفة لليوم .. بعيدا عن تراب الوطن , وعن سكـان الوطن ... اتجاه الغـرب بأميال .. حتى نستقر لمقر خاص بالبريد , مقر هادئ في حـي يعمه الضجيج نظرا لاكتظاظ السكان بحكم الطبقية وكثرة بنايات الإستئجار الغير مكلفة ..
اليوم يوم مميز لمقر البريد .. باجتهاد الموظفة الجديده اخيرا تم اقامة حدث سنوي بالمكان , وكـانت الموظفة نشيطة وهي تتحرك بقاعة الحدث بحماس ترتب بعـد فوضى الحدث اللي انتهى بنجاح بعد ماخلصت ترتيب الطاولات كملت مشيتها النشيطة المميزه .. اللي تحسس الكل بأنها مشغولة بجد .. حتى لو ماكانت ! اثناء مشيها اتجاه مكتب الرئيس تاخذ نصيبها من المديح على جهودها اليوم رن موبايلها .. وقفت لحظة وهي تطلع الموبايل من جيبها وترد : مرحبا !
المربية : اهلا آنسة والكر . اسفة لتعطيلك اثناء عملك لكن اردت ان اخبرك اني لا استطيع البقاء لوقت متأخر اليوم مع مايا فارجوك حاولي ان تعودي بسرعة
انحرجت سارا نظرا لتعطيلها الدائم للمربية بدوامها المتأخر : آسفة حقا انك يجب ان تتعاملي مع تأخري كل يوم .. لكن اعدك اني ساحاول ان اعود مبكرا الليلة , اذا ماهي احوال مايا ؟!
لمربية : انها نائمة الآن
سارا بانزعاج : لاااا !! لماذا .؟ ايقضيها رجاءا لا استطيع الاستيقاظ معها طوال الليل .
انتبهت سارا للشخص اللي يكلمها اثناء ماهي واقفة بالممر : من فتـــاة النجاح اليوم ؟!
سارا : احادثك لاحقا ( سكرت السماعة وهي تلتفتت للموظف ) مرحبا جاك
الموظف : مرحبا ! اذا كيف كان حدث اليوم ؟!
سارا : سيء !! لم احب الخطاب ولم احب الاضاءة .. يبدوا كل شي فوضوي على غير العادة , لم احب التنسيق مطلقا
الموظف : لن تتغيري مطلقها , اليس كذلك ؟! هوني على نفسك يافتاة وافرحي بنجاحك اليوم !!
سارا : بالنسبة لي من الصعب الفرح في هذا الحال ..
الموظف : المهم .. الرئيس يطلب منك زيارة مكتبه , يمكنك ذلك ؟
سارا : نعم بالتأكيد .. ساتوجه له الآن
دخلت لمــكتب الرئيس بابتسامة ترد على ابتسامته الفخوره بإنجازها : مرحبـا استاذ
الرئيس وهو ياشر للكرسي : تفضلي يافخر شركتي
جلست سارا : اردت التحدث لي بشأن ماذا ؟!
الرئيس : اه نعم صحيح .. اولا اريد شكرك على انجاز اليوم .. حقا لم اكن اتوقع ان تنجحي في كسب اعجاب المستثمرين واردت ان اكافئك على هذا الجهد بترقيه في منصبك من موظفة قسم لرئيسةقسم , ما رأيك ؟!
سارا : العفـوا .. لكن الترقية أسمية ام مادية ؟
الرئيس انحرج : لا اعلم ما أقول لك ... الترقية الأسمية تتبعها ماديه لكن مع السنة القادمة لأن المادية موزعه الآن ... ايضا اسم رئيسة قسم ليش بالقليل ؟
سارا : اعتذر .. لكن لا احتاج زيادة ضغط في مجال العمل اذا لم يكن بأجر , احتاج تأمين مستقبلي فاذا كانت الترقية أسمية فقط فانا اعتذر بعد اذنك
الرئيس : على مهلك .. لا أفهم اعني منصب رئيسة يليق بك
سارا : القيادة مسؤولية وليست مدعاة للتباهي .. ومن يعطي الكثير يطلب منه الكثير , وانا عاجزة عن اعطاء الكثير ولا استطيع حمل هذه المسؤولية اذا لم تكن بأجر .. آسفة حقا
الرئيس : اذا تستطعين الإنصراف
وقفت وبطريقها للخارج استوقفت وهي تلتفت له : لكن كشكر لخدمتي اليوم هل أستطيع العودة للمنزل الآن
الرئيس : نعم تستطيعين
ابتسمت سارا : شكـــرا
طلعت مباشرة وهي تتوجه لمكتبها لترتب اغراضها وتتناول مقتنياتها وتتوجه للطريق تستأجر تاكسي وتتوجه مباشرة لبناية الشقق وتصعد لشقتها وهي تستخرج مفتاحها بعجلة وتفتح الباب وتدخل : لقـــــــــــــد عدت !
استقبلتها الناني بعجلة وهي مستعدة للمغادرة : لقد عدتي مبكرا حقا !
سارا : نعم نفذت هذه المرة ... مغادرة ؟
الناني : بما انكي اتيتي فاريد ان الحق موعدي . . مايا بالداخل
سارا : رافقتك السلامة
دخلت من الممر الضيق القصير حتى وصلت لغرفة المعيشة المفروشة بالألعاب المتناثره على ارضيتها وهذي مايا مستلقيه على الأرض وعيونها شاردة باللعبة فوقها .. تنهدت سارا وهي تفك حذائها المتعب وترمي شنطتها وتجلس فوق راس مايا وتنحني تطبع قبله على جبينها : مادامك هادية أجل اعذريني اتحمم !
وقفت وهي تدخل لغرفتها البسيطة .. وقفت عند التسريحة لتنزع اكسسوارها البسيط المكون من سوارة وحلق .. وعينها معلقة بايطار الصور المثني على وجهه رفعته وعيونها تطيح على وجهه الأبيض بعيونه العسلية الواسعة الكحيلة .. وابتسامته الهادية المعتادة ورافع يده باشارة ترحيب للكاميرا وجاكيت الجلد زايد نطاعته .. تنهدت تنهيدة من قلبها وملامحها انقلبت للحسرة وهي تسكر الصورة وتختار بجامة من خزانتها ..
***
اسمـاء .. صحت من النوم بكير وبكرامة نفسها وجلالة قدرها شمرت اكمامها ودخلت المطبخ لتقدم خدمتها لزيارة خطيبها ... حتى أنها ماتغدت كرمال الجهد الزايد واللي انقلب نصه لفشل... أول ما أذن العصر صعدت بحماس لغرفتها وهي تحس بقهر منه واليوم لازم تحسم موقفها .. دخلت غرفة ملابسها بحماس .. وناوية تصيده بأي طريقة طالعت نفسها بالمراية بشعرها المشعث وهي تحوس بفمها : لا كذا مايحنفع !
استلمت الستريت من درجها وهي تسرمك شعرها حتى صار يتهفات لنص رقبتها باللون الرمادي .. ابتسمت لنفسها برضى .. وهي تبدل لبسها وقفت قدام المراية وهي تغمز لنفسها .. ثم كشرت
مباشرة : يارب مايكون معصب زي بالجوال ..
انتبهت لرجولها ترتجف من اللحين .. تاففت : مايعرف يروق يعني !
استسلمت وهي تتعطر وتاخذ جوالها وشاحنها وتنزل للصالة .. استقبلتها أمها بتعليقها : وين بتروحين ؟
اسماء كبست بعيونها : ما حروح مكان .. جالسة بالبيت ليش تسألين ؟
ام فراس : ما أدري اشوفك لابسه .. بالعادة ماتتهندمين بالبيت ببجامتك وكشتك طايره
اسماء : حرام عليك ياماما هذا حكي ينقال .؟! وبعدين انا لازم اتعود اكون مهندمة بالبيت يعني بيتكم صاير سلجى ملجى ... فجاة الواحد يكبس عيونه يشوف ضيوف قدامه فانا قلت اكون محتاطة
ام فراس ببراءة بعيدة عن تفكير بنتها الإجرامي : ايه والله معك حق .. المهم غادة وينها ؟ جدك من ظهر يسأل عنها
اسماء وهي تتوجه بثقة للمطبخ : ايش عرفني عنها ؟
ام فراس : طيب أخوها بيجي .. مفروض تكون موجوده
اسماء وهي تتذكر كلام غادة عن هيثم .. وكيف واضح ان علاقتهم مب تمام : ما أ دري والله ماما كلميها انتي .. انا بصراحة يأست من كثر ما أقط وجهي عليها اشوفها
ام فراس فتحت جوالها وهي تدق على رقم غادة ... جاها الرد : الو .. هلا مرحبا
ام فراس : وينك يابنتي اليوم ماشفناك ؟
غادة : مافيه والله .. بس قلت انس حرام اخاف يبي يجلس معكم
ام فراس : طيب اخوك بيجي اللحين يسلم ع عمي .. انزلي شوفيه مره وحده
غادة : هاه ؟! لا لا .. اصلن عندي شغل بعد الشقه منحاسه لي كم يوم ما أجلس صح , ومصدعه شوي
ام فراس ماصدقت الكم عذر المفاجئ لكن قررت ماتلح : خلاص اجل براحتك .. بس ترا عمي يسأل عنك من ظهر لازم تنزلين اليوم تشوفينه
غادة : ع خير ..
سكرت أم فراس وهي تدخل المطبخ عند اسماء اللي جالسة تصف صواني القهوه وترتبها : غريبة شكلها تصرفني , فجأة معد تقدر !
اسماء هزت كتوفها : كنت حاسه .. اساسا بيني وبينك يمه هو شكل هيثم وغادة ما مرة علاقتهم
ام فراس شهقت : يوه ! وليش عاد ؟
اسماء : شهالسؤال يمه ؟ يعني تقدرين تتخيلين مليون سبب .. هو غادة حبوبه ماقلت شي بس لها سوالف والله يعني انحاشت قبل هذا لحاله سبب , يعني تخيلي انا منحاشه ثم رجعت اخواني بيقولون لبى قلبك تعالي اختنا ! اولهم ولدك الأقشر بينشر اعضائي فوق باب البيت عبرة لمن يعتبر
ام فراس تنهدت بضيق : تصدقين يا اسماء انا لاشفت هالبنت .. ما أدري احس انسى هالسوالف عنها بس وقت اتذكرها اضيق من ان هالسوالف كلها ع زوجة فراس
اسماء : والله يا يمه محد ضرب فراس ع يده وقال غصب عنك تزوجها ! هو اللي اختارها بنفسه
ام فراس تنهدت : وليته اختارها وتهنوا .. يعني انا خايفة من سبب زواجهم خصوصا بعد سالفة غرفته , احس صعب علي اصدق سوالف غادة هذي كلها احسها بنت عاقله
اسماء انتبهت للباب ينفتح وانس يدخل : الضيف جا ! وين القهوه .؟
اسماء : ونيس ... تعال اقرب , جاي هو لحاله ؟!
انس : ايه لحاله ! ليش تسألين ؟
اسماء وهي تعطيه الصينية : سؤال عفوي شفيها يعني ! ( التفتت لامها ) المهم ماما انا ميسون من صبح تدق علي ولا فضيت لها بروح بالحديقة اكلمها
ام فراس : وليش ماتكلمينها هنا ؟
اسماء : ازعاج وشكلها تبي تحاكيني في موضوع خاص احراج اتكلم معها هنا .. ما حطول عموما !
ام فراس : اهم شي خلك بالحديقة الخلفية عشان الرجال موجود
اسماء بهمس منقهر وهي تطلع : وهالرجال ولد الجيران ! خطيبي ترا !
ركضت لبرا وهي تقرب من الملحق تحاول تسمع وش يصير داخل .. لكن ماتسمع شي خصوصا وواضح يتكلمون بهدوء ...
داخـــل /
كان هيثم جـالس مع أبو عبدالرحمن بالجلسة الأرضية ... هيثم : عاش من شافك عم !
ابو عبدالرحمن : تعيش ... شخبارك شعلومك ؟
هيثم : ابد حمدالله ... إلا غريبة مافيه احد فراس مو فيه اجل ؟
ابو عبدالرحمن : لا والله مسافر الله يحفظه .. شغلك ماشي تمام ؟
هيثم : يوم يصيب ويوم يخيب .. خبرك مجال الطب احيان يخنق
ابو عبدالرحمن : اييه والله .. حنا مانزور المستشفى إلا في حال زيارة مريض وتتك صدورنا كيف العايشين فيه ؟
هيثم : تو أمس توفى عندنا مريض بعملية .. والمسكين اهله باعوا اللي قدامهم ووراهم عشان تكاليف عمليته وربك ماكتب له عمر
ابو عبدالرحمن : الله يعينهم ... ( ابتسم ) خلنا من النكد , متى ناوين العرس بإذن الله ؟
هيثم : بالإجازة ان شاء الله ... البنت تدرس اللحين ماراح يمشي الحال
ابو عبدالرحمن : ومن متى الدراسة تعوق !.. والله حرام تجلسون مخطوبين كذا اقلها تملكوا ولا الدراسة تو بادية تجلس تحتري الاجازه بتتاخرون
هيثم ( شعرفك انك جدها واقتراحك العظيم ) : وليش العجلة ؟ الدراسة كلها شهور وتخلص .
ابو عبدالرحمن : يا مسلم وش بيعطلك انت ؟ الدراسة وعليها هي تتحمل ذنبها
هيثم انحرج ماحب الإصرار بهالاسلوب : لا يعطيك العافية انا متفق من البداية مع فراس على الإجازة .. وراح امشي على هالإتفاق
ابو عبدالرحمن : والله كيفكم ! انا قلت اسوي فيكم خير بدال هالشقى والتعب
هيثم : الله لايشقي لك حبيب .. بس انا مرتاح كذا
ابو عبدالرحمن : الله كفاك سو اللي تبي
تنحنح هيثم : اجل بالإذن انا لازم امشي دوامي بعد نص ساعة ومع زحمة الطريق يادوبي الحق .. تامرني شي ؟
ابو عبدالرحمن : سلامتك .. ماتجلس شوي تجي اختك تسلم عليها ؟
هيثم وهو طالع : فرصة ثانية
طلع هيثم جواله اول ماطلع وهو يشوف الساعة باقي كثير على دوامه بس جو الجلسة خنقة مع طاري الزواج والإصرار بهالشكل
: بــــــــــــــــسس !!
عقد حواجبه وهو يستشعر الصوت من وين ..لكن حزر الأرجحية لصوت أي شي عابر .. تو خطى خطوة رجع الصوت : بـــــــــــــــــــــــسس .. هنا !!
فتح عيونه بوسعها وهو يدعي ربه أن هالصوت مايكون صوتها .. عض شفته وغمض عيونه بقلة صبر وهو يحاول يتجاهل ... لكن هالمرة انرمت حصاه صغيره اتجاهه عشان ينتبه اجباري !
التفت ناحية الصـوت وعيونه توسعت بصدمة وهو يشوف المنظر .. وعيونه ترفض تصدق اللي جالس يصير ..
كانت واقفة بشكلها الحيوي وشعرها الرمادي .. واقفة بعيد ورا مبنى الملحق وتأشر له يقرب , حس هيثم انه ماعاد يقدر يتنفس من ضيق الهواء عليه بهالمنظر اللي يشوفه .. فتح فمه برجاء انه ينطق كلمه لكن .. كانت الكلمات تستسلم امام هالموقف .. شاح بوجهه وهو يفتح الباب ويطلع مباشرة ويصفق الباب بأقوى ماعنده حتى أن ابو عبدالرحمن استغرب هالصفقة .. اما اسماء كبست عيونها بعدم تصديق ! معقولة زعلان لهالدرجة ؟ لدرجة مايرد عليها حتى ...
امـا عند هيثم أول ماركب سيارته فتح جواله وهو يفتش رقمـها ... أول ماوصله دق مباشرة وهو يحرك سيارته وهو يحس كبده تنفت من هالموقف : .....................................
جاه الرد مباشرة : هـلا والله !
هيثم والعرق براسه طـلع من غضب الموقف .. نطق بين اسنانه : وش قصــــدك قبل شوي .؟ ابسألك انتي عقلك بخير وأنتي طالعه لي بهالمنظر ..؟
اسماء عقدت حواجبها : وش هالمنظر ؟ انت زعلان عشان شفتني ؟
هيثم نطق بانفعال وصوته فجر السماعه : انا افـــــكر الغي الخطبة الفاسدة ذي عشان شفتك ! وهذا مو كلام اقوله لك عشان اعصابي حبة وتنفجر ... لا صدقيني طالع من قلبي
اسماء فتحت عيونها بدهشة وهي تحس بصدمة من كلامه .. حتى انها ماعرفت وش مفروض تقول .. نطقت بقهر : ليش هالكلام .. ؟ انت من جدك ..؟ ليش ما أعجبتك ؟
هيثم نطق بعدم تصديق لتفكيرها : احلفي انك تتكلمين من جدك !!!
اسماء بقلة حيلة وهي تحس نفسها تايهة .. ومو عارفه تفهم وش سبب هالعصبية كلها .. نطقت والعبرة خانقتها : والله مو فاهمه شي ... يعني ليش معصب مو عارفة ؟ للحين زعلان من آخر مرة؟
هيثم : مو فاهمه شي مو عارفة شي ! خليك كذا اسماء .. من خطبتك وانا يوم عن يوم جالسة تثبتين لي اكثر انك ماتناسبيني
اسماء بخوف وهي انهارت بالبكاء : هيثم ليش تقول كذا ! والله والله مو جالسة استغبي .. قول شمزعلك وماعاد اسويه .. ما اعجبك شكلي ؟
هيثم بيأس : صدق انك ماعندك سالفة .. فوق انك مفلمه وسطحية بشكل يمرض فوقها غبية بعد .. بس لاتخافين انا اللي ماوراي سالفة اللي توقعت منك شي اساسا !
اسماء كل كلمة يقولها تقهرها اكثر لانها تضيع أكثر .. ومو عارفة من فين تبدا : هيثم والله انا مو فاهمه شي عشان ابدا .. ليش معصب بس جاوبني ؟ دون هالحكي اللي يوجعني دون اعرف انا اساسا وش مسوية !!
هيثم : لأني شفتك .. عرفتي اللحين ؟
اسماء انطعنت وهي تحس بخيبة .. لهالدرجة ما أعجبته : لا شكلي ولا أخلاقي .. آسفة لاني ماني اللي تبغى ..
هيثم : لا تتأسفين .. انا اللي آسف لأني ماحسبتها صح
اسماء وهي تتحطم مع كل لحظة : قصدك أنك غلطت وقت خطبتني ؟
هيثم : قصدي واضح ....
اسماء : .......... ممكن أعرف ليش انت وقح كذا ؟
هيثم : نعــــــم ؟!
اسماء بقهر : ايه .. يعني يحق لك تقولي سطحيه وكل هالحكي وانا مقدر اتكلم ! انت تجرحني كل مره بأوقح طريقة ممكن اتخيلها .. انت خطيبي كيف يجي من قلبك تقولي كذا وحنا لسى بس مخطوبين !
هيثم بهدوء : هذا انتي قلتيها .. وحنا لسى مخطوبين ! الغلط منك مو مني .. وبعدين انا تصرفاتي ماتخدش حيا احد عشان تقارنيني فيك
اسماء بقهر : انا احسن من مليون شخص غيري .. يعني ما اشوف اني غلطت معك غلطة اتعاقب عليها كذا !
هيثم : احسن من مليون شخص غيرك ؟ نعمة بالنسبة لك اذا صرتي احسن من نفسك !
اسماء بانفعال : اقلها أحسن منك !
هيثم : كذا رايك .؟ دام طايح من عينك كذا دوري احد يستر عليك غيري .. انا بصراحة ماأقدر احتويك
اسماء بصدمة : تسحب خطبـــتك ؟!!!
هيثم : دامك احسن مني مفروض ماتنقهرين ! دوري احد بمستواك .. احد بيصفق لك وقت تتصرفين دون حدود
اسماء بقهر : ... اكرهك .
هيثم وهو يشد على طارة السيارة : والمطلوب ؟
اسماء وهي تحس بانهيار نفسي : انـا اسفة ! صدقني آسفة .. قلي وش ما اعجبك وبغيره عشانك ؟ أي شي بس تكفى لا تتكلم كذا .. ما أحب
هيثم : ارتاحي ماراح اتكلم كذا ولا كذا .. سلام !
شهقت اسماء بين دموعها وهي تستوعب انه سكر السماعة : الو ...... الو ؟!!! ( ابعدت السماعة من اذنها وهي تطالعها بألم .. كانت جالسة ومسندة ظهرها على جدار السور وضامه ركبتها لصدرها ..ومع غروب الشمس كانت مهلكة نفسيا لأبعد حد .. سندت راسها لركبتها ودموعها شلالات ومو مصدقة اللي صار .. جت تكحلها اعمتها .. )
***
إبتســام كانت جالسة بالصالة وتمشط شعرها بينما يزيد يلعب بالبلايستيشن والتوأم نايمين بغرفهم ..
رن جوالها .. رفعته وهي تشوف المتصل وتعقد حواجبها باستغراب وقفت : يزيد انا طالعه برا الجهاز حق اخوانك جمبك اذا صحـوا اطلع عطني خبر , اوك ؟
يزيد هز راسه : طيب
طلعت وهي تفتح المكالمة وترد : هـلا
جاها صوت أم احمد : هلا ابتسام .. كيف حالك شخبارك ؟
ابتسام دون نفس : زينة ..
ام احمد : جعله دوم ياعمري .. سمعنا انه صار عندك توأم اللحين ؟ ان شاء الله الف مبروك
ابتسام : ام احمد ! ما ابي اصدق انك داقة تباركين لي ... فبالمختصر وش داقة عشانه ؟!
ام احمد بانحراج : بغيت أقــولك انه .. لا حول لله . . احمد الله يصلحه ويهديه طلق حرمته
ابتسام دون نفس : وانا شخصني ؟
ام احمد : زوجته كانت هي اللي دايره بالها على رنيم .. واللحين خلاص تطلقت , وهو يبغاها تروح عند امها لانه ماعاد فاضي لها
ابتسام تغيرت ملامحها : موافق يعطينا رنيم ..!!
ام احمد : ما عنده خيـار .. ماعنده زوجه تنتبه لها ! وانا بصراحة مو فاضية لها هذي هي لها يومين محد داير باله عليها
انقبض قلب ابتسام لأبعد حد وهي تتخيل رنيم مرمية : ونعـم الجدة والله ..... أسمعيني زين , أبوها والتبن راح احجز له طيارة باقرب فرصة للرياض يركبها ويجيب البنت , تمام ؟
ام احمد : والله مدري شا أقولك ... ابوها مو هنا مسافر
ابتسام وقهرها يزيد : معنــــاها انا جاية أخذها براسي ... والله ثم والله لو آسمع واحد فيكم بعد يقول نبغاها ماراح يلوم غير نفسه ...واللحين لحد ما أوصلها تشيلونها فوق راسكم وماتوجعها نسمة هوا حتى
ام احمد : على امرك ان شاء الله ... راح نجهز اغراضها اجل
ابتسام بقرف : لا تجهزين شي ... ماهي محتاجة شي منكم ! ( وسكرت السماعة بعصبية )
: الحـلو معصب كل هذا ليه ؟!
رفعت عيونها لنايف اللي تو دخل البيت .. وعاقد حواجبه باستغراب من عصبيتها
ابتسام : انت جيت ؟!
نايف وهو يقرب منها : شفيك ؟ من كنتي تكلمين .؟
ابتسام بقهر : أم احمد داقة علي .... ( عضت شفاتها بقهر ) تخيل يقولون ماعاد يقدرون يهتمون برنيم !! متخيل ي نايف صايرين يرمونها بعد ما سحبوها من يد امها غصب
نايف : كيف يعني مايقدرون ؟
ابتسام بغضب : احمد طلق مرته وهي اللي كانت شايله هم رنيم ... واللحين خلاص ابوها سافر ومحد يمها
نايف : لا حول لله ... ايه وبعدين ؟
ابتسام : قلبي انا لازم اروح لجده آخذها ...قلبي يغلي قهر مقدر !
نايف فتح عيونه : شنو تروحين جده ! من جدك انتي ..... وينهم هم يوصلونها ؟
ابتسام مسكت يده برجاء : تكفى نايف والله مافيني اصبر .. لو ما اشوفها قدامي ماراح اتطمن .. انت مستوعب انهم جالسين يرمونها بينهم محد مهتم فيها !
نايف تنهد : لا حول ولا قوة الا بالله .. ابتسام طولي بالك , واذا جبتيها ؟ انتي كلمتي امها ؟ مستوعبة انه حتى لو تجيبينها فراس رافض انها تجي بيته
ابتسام : كيف أقول لامها .. حرام اقهرها على الفاضي , انا خالتها وحموت قهر كيف هي ؟
نايف بتردد : ايه بس ....
ابتسام : شنو نايف ... مافي هالموضوع نقاش انا راح اجيبها يعني راح اجيبها ! حتى لو فراس مايبغاها انا ابغاها وبيتي مفتوح لها
نايف : مو عارف .. ( تنهد بتعب ) خلاص انتي ارتاحي انا رايح اجيبها
ابتسام : رايحه معك !
نايف : ابتسام الله يهداك وين تروحين ؟ انتي ناسيه ان عندك بزران ؟
ابتسام وكأن الهلع بهالخبر نساها .. عضت على شفتها : متى تروح .؟
نايف وهو يمسح ع شعرها يهديها : دخيل عيونك ياقلبي لو تبين اروح اللحين راح اروح
ابتسام برجاء : آيه روح اللحين .. طلبتك
نايف ابتسم : دون تطلبيني رايح ... ( طالع ساعته ) راح ادخل حجوز الطيران اشوف لي حجز باسرع وقت
طلع يزيد من داخل البيت وهو ياشر : عمه ابتسام .. الدادا يبكون ( ارتسمت ابتسامه عريضه وهو ينتبه لنايف ) بااابااا جييييييت!
ابتسام التفتت لنايف : تكفى عجل انا رايحه اشوفهم
نايف : لا تشيلين هم راح ادبر لك الموضوع
اول مادخلت ابتسام .. زادت ابتسامته وسع , هذي أول مرة تعتنز عليه بمشكلة عائلية بالعادة ماتقبل تدخله حتى بالكلام .. وكرمال وناسته بهالاعتناز مستحيل يسمح لنفسه يمر اليوم ماحقق لها طلبها
***
بعد انتهاء وجبة العشاء دون حضور غادة أو اسماء ... وقف الجد : انا ماشي!
ام فراس بحرص : ماشي وين ؟!
ابو عبدالرحمن : رايح لبيت ولدي عبدالرحمن .. ابيه بكم موضوع
ام فراس : وبترجع تنام هنا أكيد ؟!
ابو عبدالرحمن : لا ! بنام هنـاك .. اصر علي وانا بروح اخلص شغلي معه
ام فراس : الله يهداك يا عم ارجع نام عندنا .. فراس بكره بيرجع بدري خله ينبسط بشوفتك هنا
ابو عبدالرحمن : وعدت عبدالرحمن مـاينفع ! يله سلام
ام فراس بخيبة : الله معـاك
***
نـــايف /
بعد وصوله السريع والفوري لجده ... اخذ تاكسي يوصله لبيت في طريقه دق جـواله .. رد مباشرة : هلا يبه
ابو نايف :هلا نايف .. شلونك ؟
نايف : حمدالله ... هلا آمر
ابو نايف : انا في البيت اللحين وجدك عندي ... تعال ابيك
نايف : ماراح ينفع يبه انا ماني بالرياض اللحين
ابو انايف بتفاجئ : منتب بالرياض .... اجل وينك ؟
نايف : كان عندي شغله ضرورية ومستعجلة فاضطريت اسافر لجدة مباشرة معليش , ليش جدي ايش كان يبي مني ؟
ابو نايف : شتسوي بجـــده ؟! مع عيالك اجل ؟!
نايف : لا يبه لحالي وتو وصلت وبرجع اللحين ... المهم الوقت متأخر اللحين آمرني ؟
ابو نايف : لا خلاص ع قولتك الوقت متأخر ... بكرة اجل اشوفك
نايف : على خير ان شاء الله
سكر السمـاعة وهو يعقد حواجبه ويطالع البيت اللي بالعنوان اللي عطته ابتسام .. التفت له راعي التاكسي : وصلنا !
نايف : انتظر ثانية .. ( طلع جواله وهو يدق على ابتسام وجاه الرد ملهوف بشكل فوري )
ابتسام : هلا حبيبي !
نايف : ايه هلا .. انا وصلت اللحين بيتهم هو اللي جمب بقالة ( عقد حواجبه وهو يقرا ) الشمس ؟!
ابتسام : ايه حياتي هذا هو
نايف بحيرة : طيب شنو ؟! اطق الجرس اللحين ولا كيف ؟
ابتسام : ايه ياعمري اذا مايضايقك .. دق وقولهم انك تبغى رنيم
نايف ماكان بنفسه هو يطق الباب لكن تثاقل على نفسه : يله ان شاء الله ( سكر السماعه وهو يكلم راعي التاكسي ) خلك هنا راجع لك
نـزل وهو يحوس بشعره بحيره .. بالاخير زفر وهو يطق جرس باب البيت المتواضع ..
جاه الصوت من داخل .. صوت بنت شابه : ميـــن ؟!
نايف تنحنح : انا نـايف .. معليش تطلعون لي رنيم
البنت حاولت تستوعب وهي تثبت طرحتها وتوايق من ثقب بالباب .. شاب بقامة طويلة وجسم بعضلات مفتولة وسمار ملفت وشعر بدرجة باهته اشعث لنص رقبته .. جنز أسود وقميص أبيض بعلامة ماركة بولو على صدره .. انتبهت له يزفر : احححم !
شوق : ايه ايه اخوي .. ( رغم انها استوعبت مين هو لكن فضلت تحرجه ) معليش اخوي بس من حضرتك عشان تطلب رنيم ؟
نايف عقد حواجبه : انا زوج إبتسام .. بنت عمكم , وهي متفقة مع الوالدة تاخذ رنيم اليوم
شوق : ايه طيب وينها إبتسام ؟
نايف انقرف : فيه رجال بالبيت يطلع يكلمني ؟!
شوق بقهر : أصبر لحظة اجل
دخلت شوق البيت وهي تنطق بعصبية : طاح حضهن بنات عمي مشعل واحد صوره وصلت مجلة التايم والأخرى يخطف العيون من زينه وزناكيل بعد
ام احمد : شتقولين انتي ؟
شوق بقهر : هذا زوج ابتسام جاي ياخذ رنيم !
ام احمد : يوه .. وجاين لحاله دون ابتسام ؟
شوق : مدري والله ... لايكون حضرتها موجوده وماتبي تتكرم تطق الباب وتدخل عندنا
ام احمد : لا والله ماظني ( لبست طرحتها وهي تطلع للباب وتفتح نصه عشان تتكلم ) اححم كيف حالك يا نايف ؟
نايف زفر ( ياليل ما اطولك ) : هلا هلا خاله .. معليش واللي يرضى عليك تطلعين لي البنت بسرعه
ام احمد : إبتسام وينها ؟
نايف تنهد : إبتسام ماجات بالرياض !
ام احمد : يا وجه استح ونركب معك البنت وياك لحالك كذا دون احد !
فتح نايف عيونه .. ابعد من الباب وهو يركب السياره ويدق على ابتسام .. جاه الرد مباشرة بصوت خافت : هلا نايف .. طمني
نايف بعصبية : من وين يجي الخير ! دقي على الزفوت هذولي يطلعون البنت لي ساعه ناطعيني عند الباب
ابتسام : يوه ! مافتحوا معقولة يكونون طالعين ؟
نايف واعصابه بتنفجر : لا فتحوا بس شكل البيت كله حريم ! وآخر مافهمت انه مايامنوني على البنت لحالي ...
ابتسام بنرفزه : عشنا مايامنونك شلون !
نايف : ابتسام انا مواصل من امس واعصابي حبه وتنفلت .. هم بيطلعونها ولا شلون ؟
ابتسام انقهرت منهم ..: خلاص عيوني روق شوي ..بكلمهم وارد لك
نايف واخلاقه قافله : يله
سكرت ابتسام وهي تدق مباشرة على ام احمد : هلا ابتسام
ابتسام : سلامات مرة عمي شعندكم لاطعين رجلي عند الباب مو مطلعين له البنت ؟!
ام احمد : والله ماني شايفتها مناسبه بنتنا تجلس معه لحاله طول الطريق
ابتسام فتحت عيونها : شقصــــدك يعني ؟! ان نايف ماينومن ؟!
ام احمد : الشيطان مامات ابتسام !
ابتسام : اسمعي مو تكلميني تقولين البنت مانبيها ! وفجأة تطلعين مهتمه ماتقدرين تامنينها .. رنيم تطلع وبسرعة لو سمحتي
ام احمد : لا والله .. شلون يعني ؟ تعالي انتي معه واطلعها من عيوني .. ولا وينها امها ! ليش ماتجي هي تاخذها
ابتسام : هذا اخر كلامك يعني ؟!
ام احمد : ايه اخر كلامي .. والله حفيدتي مو رخيصة لهالدرجة ارميها كذا لحالها معه
سكرت ابتسام السماعة قهر وهي ترجع تدق على نايف : هاه ابتسام ؟
ابتسام بقهر : ارجع حياتي خلاص .. معليش تعبتك معي
نايف : شلون يعني !
ابتسام : رافضه مره .. خلاص انت ارجع وانا بعدين اخذ طياره بكرة او بعده واروح اجيبها , سامحني والله مادريت انهم بيسوون كذا
نايف وعيونه متسمره على البيت : عارفه شلون اقدر ارجع اللحين ع كلامك بس تذكرت ان فيه ملاعين خير لازم افهمهم مكانتهم
ابتسام مافهمت : شلون يعني ؟ ماراح ترجع ؟
نايف : لا ماحرجع الا ورنيم معي .. انا اللحين مالي خلق بروح لهوتيل وبنام لي شوي بس اصحى واروق لهم بطلعها من خشومهم
ابتسام : لا حياتي لاتوجع نفسك مع ناس بلا اخلاق زيهم .. ارجع اللحين وارتاح واطلع من هالمشكلة خلاص ؟
نايف : اطلع شـــــــــــلون ! انا ماصدقت ادخل عالمك هذا تبيني اطلع منه ؟ لا وربك ماني راجع الا جايب لك رنيم ومكسر روسهم بعد
ابتسام ابتسمت برضا : قواك الله حياتي .. بس مو تطول بالنوم اعرفك نومتك نومة اهل الكهف
نايف : نومتي نومة اهل الكهف جمبك بس .. بعيد عنك هذا اذا نمت اساسا
ابتسام : الله يخليك لي يارب
نايف :ويخليك لي ....يله ياروحي احاكيك بعدين
***
في بيت ابو نايف .. كان جالس مع ابو عبدالرحمن لحالهم على العشاء
ابو عبدالرحمن : وميهاف وينها ؟
ام نايف : نامت بدري اليوم .. لا مو اليوم كل يوم صايره تنام بدري ما شاء الله عليها
ابو عبدالرحمن هز راسه : .......... وماهي ناوية ترجع لزوجها وبيتها ؟
ابو نايف بقهر : هو بدر وينه اصلن .. وينه نشوفه ونحاكيه ونتفاهم معه اقلها
ابو عبدالرحمن : وينه عاد هذا السؤال !!! من جيت ادق عليه اول يوم مايرد واليوم مقفل اساسا
ابو نايف : شايف شلون .؟ هذا بالله كيف اتعامل معه
ابو عبدالرحمن : ماشي لاتتعامل معه ! ولدك لؤي وش وراه بعد هو ؟ ماهو طبيعي هو الثاني
ابو نايف : ليش يبه وش شايف عليه ؟
ابو عبدالرحمن : ابد ! ماهو لؤي اللي خابره وبس وحاس ان صاير معه شي ولحد يقولي .. ولا وينه جابني من القصيم لهنا والكل زارني وجمعه عائلية وهو حضرته ماشرف وبدر ... بدر وآمنا انه عنده مشاكل وعرفاها .. هو شعنده ؟
ابو نايف : هو يبي يستقل من البيت .. وطلب مني هالطلب ورفضت , عقبها شال علي وراح لفراس وسكنه لحاله وعقبها ماعاد شفته
ابو عبدالرحمن : وانت وش لك بهالمشاكل كلها يارجال .. زوجه وخله يسكن لحاله وخلصنا
ابو نايف : مو هذي مشكلة بعد .. حالف مايتزوج ! لا ويوم شريت له بيت بذيك القيمه عشان يتزوج فيه اخذ العقد وباعه ببلاش صدقه على واحد بالطريق
فتح ابو عبدالرحمن عيونه بدهشه : نعــــــــــــــــــم ! لؤي مسويها ؟
ابو نايف : ايه مسويها .. وماعاد صرت عاجبه نهائي ولاعاد قدرت افهمه
ابو عبدالرحمن : غريبة على لؤي هالتصرفات كلها ... مدري مو عوايدة
ابو نايف : لؤي ماعاد مثل ما انت عارف يبه .. تغير تغير كثير
ابو عبدالرحمن : لا حول ولا قوة الا بالله ... ليش الدنيا منخبصه كذا ولا فيه شي ينحل , حتى اليوم قابلت خطيب اسماء وكنت ابيهم يتزوجون ننبسط شوي ما اعجبه ورفض !!
ابو نايف : ايه هو موضح من خطبها انه مايبي الزواج الا عقب دراستها
ابو عبدالرحمن وهو يضرب بالملعقة على الطاولة : وانا ما اعجبتني هالفكرة ..
ابو نايف : بس هذا اتفاق فراس معه بعد .. يعني مافيه امل هالموضوع يتغير
ابو عبدالرحمن هز راسه بقلة حيلة : الله يسهل يارب .. المهم أنا اللحين بتوسد وبنام والصباح رباح ! لو مايحضر قدامي بكرة بديران ولؤي ان يكون حسابهم عسير , مو كافي بدر اللي ادق عليه من أمس مايرد علي !!
***
بعد ماخلص فراس اشغاله مباشرة جهز شنطته وطلع من الهوتيل .. وقف عند الاستقبال يسلم المفتاح ويدفع حسابه
دق جواله وهو ياخذ بطاقته ويطلع من الفندق للسياره توصله للمطار ... رد مباشرة : هلا بالغالية
ام فراس : هلا حبيبي
فراس : شمصحيك هالحزه يمه ؟
ام فراس : قلت اتطمن عليك ... ركبت الطيارة ؟
فراس : هذا انا بطريقي للمطار .. على الصباح كذا حكون وصلت باذن الله
ام فراس : انتظرك على جمر حبيبي
فراس : يله سلام
سكر جواله وهو ينتظر يوصل للمطار ويرجع للرياض
وصـــل لآراضي الرياض الساعة 10 صباحا , أول ماركب سيارة السايق استلم جواله وهو يدق على لؤي.. جاه الرد بعد مدة : ايه فراس هلا
فراس : هلا بك .. كيف السكن لحالك ؟!
لؤي : أحسن من قبل
فراس : ماراح تنطقها بخير يعني !
لؤي تنهد : بخير هذي راحت علي من زمان .. من راحت وهي رايحه معها
فراس بنرفزه : تكون بخير وقت يريد لك ربي تكون بخير مو بقرب فلان ولا بعد علان !
لؤي : الحب ي فراس مايفنى ولا يستحدث مع عدم .. عشان تقول هالحكي !
فراس : انا الغلطان اللي داق عليك أول واحد لما رجعت ! طير ي شيخ والله انك نكد على القلب
لؤي : خلاص خلنا من هالموضوع .. انت كيفك ؟
فراس : كويس .... طيب انا وصلت الرياض اللحين , وينك فيه ؟
لؤي : آبد عند الاتصالات اضبط النت ببيتي .. حمدالله ع سلامتك
فراس : اشوفك متى ؟
لؤي : اللحين روح بيتك شوف اهلك وارتاح وجدي عندك اساسا اكيد يحتريك .. وعقبها نتقابل او انا بجيك بالمرة اشوف جدي
فراس : على خير اجل
***
صحـت غادة من النوم بـدري .. وهي تدخل الحمام وناويه تلبس وتستعد تنزل تفطر مع أبو عبدالرحمن اللي صحبته صايره اعسل على قلبها من آي شي ثاني ..تو بتنزل انتبهت لصوت من النافذة .. لما قربت تستعلم عن اللي صاير انتبهت لفـراس .. ضرب قلبها لأنها ماتوقعت رجـوعه بهالوقت نهائي .. تو داخل للبيت والشي الجذاب بالموضوع أنه كان لابس بدلة رسمية اللي مايلبسها الا بالخارج في اجتماعاته الخارجية .. وكانت أكثر من فاتنة عليه راح وقتها في سرحانها في شوفته .. كيف يشيل النظاره من عينه وتبين تجعيدات عينه مع ابتسامته وقت يشوف أمه تطلع له ويبوس راسها ويدها وينتهي بانه يحاوط كتوفها ويدخـلون لجوا .... تنهدت بمرارة وهي لسبب مافهمته .. ولا قدرت تشرحه لنفسها .. قررت ماتنزل وتتراجع عن الخطة وتكتفي بانها ترجع تدفن نفسها في السرير وتتعذر لنفسها بأن الوقت بدري مرة ...
تحـــت /
دخل فراس وهو يسحب شنطته وراه وجلس وهو يحس براحه لجلسة القهوه مع أمه بهالوقت : وين جدي اتقهوى معه
ام فراس : الله يهداه جدك حايلته يجلس بس أمس راح لبيت عمك عبدالرحمن وقال بينام هناك
فراس بعدم رضا : الله يهداك يمه مفروض ماخليتيه يطلع من بيتنا !
ام فراس : وانا بقدر على جدك ؟!
فراس : خلاص اجل انا شوي كذا وبروح بيت عمي عبدالرحمن اشوفه وارجعه معي
ام فراس : تسوي خير ... وكيف سفرتك ان شاء الله تمام ؟
فراس ابتسم : تمـام ( ألتفت وراه وهو يسحب كيسه من جمب شنطته السفر ويقدمها لها ) استحليت هالساعة لك .. أقل من قدرك بس هذا اللي في اليد
ام فراس : شهـذا ؟!
فراس : شهذا يمه يعني ؟ هذا حقك .... المهم اخواني كلهم نايمين ؟
ام فراس : ايه تو الوقت بدري على قومتهم
فراس : اجل انا بصعد اغراضي وبرتاح لي شوي من أمس مو نايم عدل
ام فراس : نوم العافية
أول ماصـعد فتحت أم فراس الكيسة وهي تطلع العلبة الأنيقة وفوقها ورقه مسفوطه .. فتحتها وهي تقرا/
إلى – وبدون مبالغة – أجمل امرأة وقعت عيني عليها
ونزف جرحي على دمعها
وسال دمعي على كفيها
وطارت امانيي بدعائها
وسقط رأسي بحضنها
وحمل جسدي على كتفيها
وتكون فكري بفكرها
وقبلت جنتي في قدميها
( ملبوس العافية يالغلا )
ابتسمت أم فراس وعينها لمعت وهي تفتح وتشوف الساعة الذهب وتنطق بحنية : الله يخليك لي يابعدي
عند فراس تو وصل لغرفته وحط أغراضه ... عقد حواجبه وهو ينتبه للكيسة الثانية زفر : اللحين كيف اعطيها اياها ؟! ( رفع حواجبه وهو يلقى الحل واضح قدامه .. سحب الكيسة وهو ينزل لتحت عند امه )
: يمـــه !
ام فراس : هلا
فراس وهو ينزل الدرج بخطوات متسارعه : نسيت راح عن بالي ( مد الكيسة لها ) هذا طقم الماس اخذته بطريقي وانا اجيب ساعتك
ام فراس : لمـين ؟ اسماء ؟
فراس وهو يحس بصعوبة وهو ينطق : لا مو اسماء ! ( تنحنح ) للثانية ... آخر مرة لما اخذت عمتي وبنتها سمعت كم كلمة عن الطقم وهالخرابيط فقلت اجيبه من نفسي قبل تفضحوني
ام فراس ابتسمت من قلبها وهي تنطق بحماس : قصدك لغــــادة ؟!
فراس وهو ينطق بنرفزة : آيـه .... المهم هذا هو وصليه لها
ام فراس وهي مبتسمه بوسع : لا !
فراس عقد حواجبـه : شنو ؟
ام فراس هزت كتوفها : انت شاريه لها انت عطه اياها
فراس بنفاذ صبر : يمه لاتستفزيني ترا والله لا اكبه عندي بالدرج وان شاء الله عمرها مالبسته ! خذيه عطيها اياها وبس
ام فراس باصرار : لا ماراح اعطيها اياه .. كلن يوصل هديته بنفسه
فراس رفع حواجبه : كذا يعني ؟
ام فراس بتأكيد : ايه كذا يعني ... هديتك عطها اياها بنفسك
فراس بعصبية خفيفة : ماهي هدية !
ام فراس : آجل شنـو ؟
فراس وهو متنرفز خلاص : فديه .. افدا نفسي من الحكي اللي ماله داعي , اوك ؟
ام فراس : والله ياعمري فديه هديه صدقه اللي هو .. انت وصلها انا مالي دخل
فراس : اجل هذي غلطتكم راح اكبها عندي بالدولاب .. وان شاء الله ماتوصل لها انا سويت اللي علي وانتو كيفكم
ام فراس : عنادك ع نفسك .. انا بسوي نفسي ماعرفت عنها اساسا
فراس وهو يصعد : من اليوم ليوم الدين ... فكرة اني اعطيها اياها هذي تمش بوزها
ام فراس : بتنـام اللحين ؟
فراس كمل طريقه لفوق دون يرد ... ابتسمت ام فراس : ان شاء الله تزعل .. هديتك راح توصلها بنفسك!
***
ميهـــاف /
صحـت من نومها على خبر أن جدها موجود عندهـم ... بدلت بجامتها وهي تضبط نفسها عشان تنزل تتغدا معهم نـزلت مباشرة وهي تسمع اصواتهم بالصالة تو بتدخل وقفت وهي تسمع طاري كلامهم : بـدر اليوم لازم يجي شف نايف يجيبه لان حضرته جواله مغلق مره وحده !
ابو نايف : يا يبه يا يبه .. كم مره قلت لك هالولد خلاص ما عاد بعقله عشان نرجي منه شي
ابو عبدالرحمن بعصبية : عبد الرحمن ! هالحكي ما أحبه ولا آبي اسمعه .. انا قلت يجي يعني يجي وبعدين وين نايف ؟ مو كلمته امس
ابو نايف: كلمته امس وطلع مسافر .. ومدري متى راجع لحظة ادق عليه
فتح جواله وهو يدق على رقم نايف جاه الرد بصوت كسول خمران نوم : هـلا
ابو نايف : نايف ؟! نايم !
نايف وهو يرفع عيونه يطالع الساعة : الساعة تو 11 ... ليش مصحيني من اللحين ؟!
ابو نايف : آنت وين ؟ ببيتك ؟
نايف : يبـه سلامة عقلك شفيك .؟ مو آمس معطيك خبر اني مسافر
ابو نايف : قلت مسافر روحه رجعه .. يعني مفروض بالرياض اللحين
نايف وهو يستقعد : لا والله يايبه للحين مارجعت .. غلبني النوم قلت انام قبل امشي
ابو نايف : يا سلام عليك .... اخلص طيب قم
نايف : اخاف ما ارجع الا متاخر .. آمرني يبه انتو شتبون ؟
ابو نايف : نبي احد يجيب بدر .. ندق مايرد
نايف : وليش انا طيب تعرفون وين بيته روحو له .. ولا كلموا لؤي يروح بيته يشوفه لكم
ابو نايف : راح نتصرف يله سلام
تو سكر ابو نايف السماعة انتبه لميهاف تدخل وهي تنتحني تسلم على جدها : صباح الخير
ابو عبدالرحمن : صباح النور .. هلا عيوني
ميهاف وهي تجلس : هلا فيك .. والله مادريت امس انك بتنام عندنا ولا كان زانت لي السهرة
ابو عبدالرحمن : حصل خيــــر معوضين ان شاء الله
رفع ابو نايف جواله وهو يدق على لؤي .. جاه الرد : سلام .
ابو نايف : وعليكم السلام .. لـــؤي !
لؤي : هلا
ابو نايف : جدك ببيتنا ويبيك .. تعال سلم عليه
لؤي : هو عندنا مو عند فراس ؟
ابو نايف : لا جا امس ونام عندنا
لؤي تنهد : خلاص انا تو فراس كلمني وصل من سفره وناوي اجي وياه اليوم
ابو نايف : فراس وصل .؟ لا لا خل فراس اللحين اكيد بينام بيرتاح له شوي انت رح مر بدر ( نطق اسمه وعيونه بميهاف اللي كانت تطالع بحضنها بهدوء ) جبه معك وتعال
لؤي : آمر بدر ؟! ليش ؟
ابو نايف : دون ليش هذا كلام جدك !
لؤي تنهد : الله يصبر عيال هالعائلة ع هالتدخلات اللي ماتخلص .. ماشي بمره ! احد ثاني ناوي تتدخل بحياته اسحبه وانا جاي ؟
ابو نايف فضل مايرد بحضور ابوه : اخلص !
وسكر السماعة وهو يلتفت لابو نايف : بيجي ان شاء الله
***
غـرفة متكدسها الظلام حتى الستاره مغلقة بأحكام من ضوء الشمس ... كانت المناديل منتشره حول سريرها في عزائها ... قصة حبها تو بدت قررت تنتهي .. ليش اللي عشقته مو بس حبته يجرحها بهالشكل .. كل ماتتذكر كلامه يجيها رهاب من كل شي .. من آمس ماكلت ماشربت ماضحكت حتى انها ماداومت ... أول ماشافته بحياتها ألفت وجهه من أول نظرة وآقسمت ان هالوجه ماراح يكون عابر بحياتها .. ولما حست انها نجحت ينقلب كلش فوق تحت
سحبت جـوالها بين كومة سريرها وهي تفتح على آسمه .. تحاول تعبر تتكلم تفرغ شي بداخلها لكن يدخلها رهاب وقت تتذكره وتبطل ..
بعد ماكان طاريه يعيشها آحلى لحظاتها ومشاعرها .. صار طاريه يخوفها ..
آكتفت بانها تكمل عـزلتها وهي تشوف صورته وتحس قلبها يتبعثر .. وتعيش حداد على حياتها اللي ماعاشتها للحين ..
عـند هيثم /
كان حاضر لحدث بالمستشفى يكرمون فيه آحد الجراحين الناجحين بإنجاز ... بعد انتهاء الحدث مشى مع مراد حتى يباركون له : مبـروك النجاح تستاهل والله
الدكتور بثقه مفعمه : تسلم والله دكتور هيثم عقبالك
هيثم اكتفى بانه يبتسم .. وقت آبعد الدكتور التفت مراد لهيثم : آقول هيثم شرايك في مشروعه ؟
هيثم : مب سهل بس مب مستحيل
مراد : شد حيلك آجل وهات المستحيل
هيثم : طبعـا .. انا وقت ابدا مشروع راح اتأكد ان محد غيري راح يقدر يسويه ! اما عيناته هو سهله جدا لو تغاضينا عن العرض المهول
مراد : إلا اقول انت متى عرسك ؟
هيثم كشر بشكل واضح : وآنت ليش مشتحن !
مراد : آحد قالك اني ذابح عمري ؟ سؤال بس
هيثم : آرتاح يمكن مايكون فيه عرس اساسا
مراد فتح عيونه بدهشه : هيــــــــــــثم ! وش هالحكي من جدك انت ناوي تستمر تعيش وحيد كذا ؟
هيثم : وآنت متى شفتني وحيد ! هذا انا ما افضى من اصحى لين أنـــام .. من وين وحيد !
مراد : هيثم وقت حس آدم بالوحدة ماخلق له ربي مليون رجال .. لا خلق له مره وحده لآن هي اللي تكملنا ودونها نكون ناقصين
هيثم : آجل ليش آحس اني راح انقص لو اكمل الموضوع ؟!
مراد : تستهبل آنت على حد علمي ان خطيبتك بنت آلشمري .. وش تبي آحسن من كذا
هيثم ابتسم ابتسامه جانبية ساخرة : بنت الشمري هاه ؟! ( تنهد ) النافذة اللي يوجعك نورها سكرها مهما كآن المنظر يفتح النفس
مراد عقد حواجبه دون يفهم بينما هيثم كمل طريقه وهو يحس بقرف من كلش ..
***
وصـــل لؤي بيــت بدر وهو يضرب آلجرس .. رجع يضرب جاه الرد : مـــــــــن !
لؤي : آفتح بدر هذا انا لؤي
بدر فتح وهو مازال بهيئة رثه من الجلسة الطويلة البيت دون شغل .. لؤي : هههه بالله وش هالشيفة ؟ معقولة بدر راضي عن نفسه يكون كذا
بدر دون نفس : لؤي وش تبغى ؟
لؤي صفر : الاخلاق قافلة ! ( تنحنح ) آسمع انا جاي هنا بمهمة آخذك معي لجدي في بيتنا فاعجل علي ترا اللي فيني كافيني ومو ناقص احايلك
بدر : مابي اقابل جدي ولا غيره ... شي ثاني !
لؤي : والله انا اقول احسن لك قابله قبل يجيك بيتك وهنا تروح فيها صدق
بدر تنهد دون نفس : اصبر !
انتظر لؤي خمس دقايق عقبها طلع وهو لابس ثوب وعمامة ملونة .. وشكله تعدل شوي ماعدا ذقنه اللي يحتاج حلق ..
***
غـادة .. على الظهر كانت استسلمت من الجلسة بمكانها وقررت تنزل خصوصا انه مو حلوه بحقها جده موجود وفراس رجع وهي للحين جالسة فوق .. سحبت طرحتها وهي ترميها على كتوفها بإهمال وتنـزل .. وقفت عند الدرج وهي تنقل عيونها بين غرفته وتحت .وين ممكن يكون .. بس الظاهر انه مو تحت لأنها مو سامعة صوته .. نزلت وهي تشوف الطابق الارضي مافيه آحد غير ياسمين جالسة وقدامها خيوط تنسج بها سوارة : هـالو ياسمينه
ياسمين آبتسمت : هلا
غادة وهي تجلس جمبها على الكنب : فين ماما وجدك ؟!
ياسمين : ماما طلعت لزيارة .. وجدي امس راح لعمو عبدالرحمن .. واسماء جالسة بغرفتها وانس طلع محد هنا
غادة مسحت على شعر ياسمين : حياااتي .. وجالسة لحالك ؟
ياسمين : آيه ..
غادة كان نفسها تسأل عن فراس بس قررت تتجاوز السؤال وهي تسحب خيطين : وريني كيف تسوينها؟
ياسمين تحمست لأن احد عطاها وجه وهي تشرح لغادة بوناسة .. غادة تفاعلت معها لأنها كانت محتاجه تروح عن صدرها بآي شي
فـراس /
صحى من نومه بعد مكالمة لؤي له انه راح يسبقه لجده ... لبس ثوبه وهو يزرره ويسحب اغراضه لجيبة وينـزل انتبه لصـوتها تحت ..
: يوه ياسمـين شكلي خربتها عليك , مو ؟
: لا حـلوه مرة !
نـزل فراس وهو يتنحنح .. رفعت راسها وهي تشوفه برزانته المعتادة , كانت حاطه رجل على رجل ويدها بحضنها تشتغل بالخيوط .. وعيونها تطالعه ..
ياسمين ابتسمت وهي تتوجه له وتسلم عليه : حمدالله على السلامة متى جيت ؟
فراس وهو يقبص خدها بنعومة : يسلمك ربي .. اليوم جيت ( رفع عيونه لغادة ) ماودك تسلمين بعد آنتي ؟
غادة بصوت خافت وهي مكانها وعيونها نزلتها للخيوط : حمدالله على السلامة
فراس رفع حواجبه باستنكار لاستقبالها .. طالع ياسمين : كاس مويه ولا عليك آمر
ياسمين : إن شاء الله
بينما فراس خطى ناحية الجلسة وهو ينحني لها .. غادة فتحت عيونها والهواء انخنق فجأة اما فراس كان قربه مربك وهو يسحب الطرحه اللي مجلستها وراها على الكنبه ويثبتها على راسها حتى تنسدل لكتوفها .. ويرجع يوقف طبيعي : كذا الطرحه تستعمل ! آنس شوي وبيدخل يبدل عشان يصلي اكيد
غادة والهواء انكتم من حركته : .............................
فراس : آمي وين ؟
غادة بلعت ريقها وهي تنطق : طالعه لزياره
فراس طالع ساعته وهو ينادي : ياسمين ! جالسة تخترعين الماء ؟!
غادة وقفت وهي تحصل لها مهرب :رايحة آشوفها
دخلت المطبخ وهي تزفر الهـــواء اللي انكتم من دقايق معه ... انتبهت لياسمين اللي تطالعها باستغراب : شفيك ؟
غادة : مافيني شي .. فين الموية ليش ماجبتيها ؟!
ياسمين باحباط : جربت اصبه مايصب
غادة خذت الكاس وهي تفتح الثلاجة وتطلع الموية وتصب لحد نص الكاس والنص الثاني كملته بموية دافيه : فيه موية بالثلاجة كان شفتيها
ياسمين بقهر : مادريت ...
خذت غادة الكاس وهي تطلع للصالة وهي تسلم الكاس له .. اخذه فراس وهو يتناوله على شربه وحده ويرجعه ليدها, وطلع مباشرة بينما غادة شدت على الكاس وهي تتعوذ من إبليس .. افكارها صايره ملحه ورغبتها ملحه آكثر .. تبي تعيش زوجته بشكل طبيعي ماعاد صار هالوضع يرضيها .
***
نــايف : -
بعـد ماخزن نومه وحس انه روق ... نـزل مرة ثانية لبيتهم وهو يضرب الجرس حمد ربه إن اللي استقبله هالمرة رجال .. كآن أبو احمد : هلا هلا والله .. مرحبا مرحبا ومسهلا !! نايف ؟! والله الساعة المباركة اللي نشوفك فيها
نايف : وانا ساعتي ماتباركت بشوفتكم !
ابو احمد : افا وشو له هالحكي ؟!
نايف : وشوله هاه ! معقولة آنا من امس هنا واجي اهل بيتك اطلب رنيم تطلع لي ورافضين ! وش تفسر هذا ؟
ابو احمد : كذا صار !!! لا والله صاير دون علمي ..... انت مايصير خاطرك الا طيب
نايف : أيـــــــــــــــــوه هذا اللي ابغاه ... ابغى خاطري طيب , ادخل جب البنت لأن ماعاد عندي وقت
ابو احمد : ولا يهمك من عيوني والله ... بس انت تفضل حياك مب حلوه وقفتك كذا
نايف : مافيني اهلي ناطريني وشغلي مأجله فعن الهرج الزايد وهات البنت
ابو احمد تنهد : ان شاء الله
طالع نايف ساعته 5 عــصر .. تنهد وهو يتسند ع سيارته ينتظر رنيم ويحمد ربه انه قدر ياخذها دون يضطر يسوي مشاكل آكبر ..
***
أبـو نايف كان جالس وجمبه أبو عبدالرحمن بالمجلس .. وقدامهم بدر اللي كان متربع وشابك يدينه ببعض ومنزل راسه دون يتكلم حتى .... ولؤي دخل لعند امه داخل ,
ابو عبدالرحمن : بـــدر ارفع راسك يابوك
بدر دون يرفع راسه : آمرني يبه شبغيت ؟!
أبو عبدالرحمن : آبي اشوفك
بدر تنهـد وهو يرفع راسه وعيـونه الحادة الكحيله صارت ذابله ... بدر نطق : شفتني ؟ خلاص كذا ؟
ابو عبدالرحمن : وش صاير معك ؟ ليش كل هالظروف وش صار !
بدر عض على شفته : تصدقني يا يبه لو أقولك لي أسبوع ابي اعرف وش صار ماعرفت ..
ابو عبدالرحمن تنهد : خلاص يابوك هد بـالك .. ( ألتفت لا ابو نايف ) ناد لي ميهاف
قاطعه بدر مباشرة : بلاها يبه .. بلاها ..
ابو عبدالرحمن : ليش !
بدر : ماراح اطلع بنتيجة .. مافيه فايدة ..
ابو عبدالرحمن باصرار : قوم ناد بنتك !
قام ابو نايف بينما ابو عبدالرحمن طالع بدر : بتجي اللحين وبتوهمك انها مبسوطة وأن كلش بخير .. بس انتبه تصدقها !
دخـل ابو نايف لبيته وكانت ميهاف جالسة مع لؤي وامها .. ومنغمسة بنقاش مع لؤي : لا مو صح !
لؤي دون نفس : آجل وش الصـح يا فيلسوفة زمانك !
ميهاف : يعني بنظرك انه عدل واحد يسرق من حرامي .. وتقطع يده ؟!
لؤي هز كتوفه : هذا القانون وهذا الشرع ! الحرامي تقطع يده
ميهاف : لا مو كذا .. لانه وقت يسرق من حرامي ممكن يكون لهدف اسمى .. وبعدين ماسرق حلال سرق حرام !
لؤي : مو هو نفسه حرامي ! وهو نفسه رزقه حرام ! يعني كلهم مطينه
تو بتنطق ميهاف تدافع عن وجهة نظرها ناداها ابوها : ميهاف ابوي ... جدك يبيك برا
ميهاف عضت شفتها : بدر برا ؟!
هز ابو نايف راسه : آيـه برا روحي قابليه ابوي ومالك عقبها الا اللي يرضيك
ميهاف هزت راسها برضا : ان شاء الله
طلعت مباشرة وهي تنتبه لجدها يدخل البيت .. مسح على راسها : آبي اسمع اخبار حلوه يا أبوي
ميهاف ماردت وهي تتوجه للمجلس ... أول مادخلت انصدمت من شكله , حالته صايره مهلكة كأنه مو بدر .. رفع عيونه بصعوبة عشان يشوفها وكانه وهلة ومباشرة نزل راسه ..
استغربت ميهاف حركته .. هذا مو بدر .. هذا بدر اللي من تدخل يركز بكل تفاصيلها وعيونه تلاحق كل حركاتها وماتنزل عيونه منها .. جلست بهدوء ....
صمت
صمت
صمت
قطعت ميهاف الصمت وهي تنطق : كيفـك بدر ؟
بدر هز راسه : بخير .... وآنتي ؟
ميهاف : حمد الله ... ( عضت شفاتها بقهر وهي تنطق ) حتــقول شي ولا امشي ؟
بدر مباشرة : أمشي ...
ميهاف كان الرد جارح لها .. يعني بس جدها وابوها اللي عرضوها غصب له ولا هو مايهمه وقفت تلملم كرامتها قبل تطـلع ... لكن آبت نفسها انها تطلع قبل تطلع اللي بصدرها .. كانت معطيته ظهرها عشان تطلع نطقت وهي بنفس الوضع : انا شذنـــــبي ؟
بدر : ................
ميهاف كملت بقهر : شذنبي تسوي فيني كذا ؟ شسويت انا عشان اتعاقب بهالشكل ...
بدر بصوت هادئ غريب عليه : مالك ذنب .. ( كانت عيونه متعلقة بظهرها ) بيتعبك قلبك لأن حظك صار معي .. ولآن مشاعرك ناحيتي طيبة وعفوية .. عشان كذا انا اخذلك ( كمل وهو يعصر همه ) وآظل افاجئك بآني اسوأ من اللي تتخيلين .. حزنك آكبر من قلبك انا عارف .. وكلماتك ماتوصف اللي بداخلك ومالك ذنب الا اني حطيت عيني عليك واخترتك ..
ميهاف التفتت له وعيونها تلمع بقهر : بس انا وافقت ! انا طحت فيك مثل ما انت طحت فيني عشان ما أتوه ما اضيع ! حبيتك عشان ما أطيح بهاوية ... ( كملت وصوتها يرتجف دموعها ) وغرقت فيك لأني حصلت فيك كل اللي آحب .. وحببتني في اللي اكره .. وضعت في عيونك لأني حصلت فيها طريقي .. خلاص بدر أنا غلطت اعرف .. ماضروري وظيفة ماضروري شي بس انا خلاص تعبت ..
بدر كلامها يعصره لكن اللي يحس به هالفترة أقوى من كلش .. نطق بهدوء : لا ميهاف .. لا تغيرين طبعك عشان ترضيني لا تبدلين صوتك عشان تعجبيني لا تخالفين مبدأك عشان توافقيني لا تتصنعين عشان تاخذين رضاي انتي لك بصمة ولازم تبصمينها .. عيشي باللي يرضي ربك ثم يرضيك .. انا ماعدت آهم ..
ميهاف هزت راسها بانكار : بدر ليش تقول كذا ! انت زوجي ويحق لك .. لا تتكلم كذا ما أحسك بدر وش مغيرك ؟
بدر تنهد وهو يوقف : مافيه شي ميهاف ..كل هالفترة كنت اتذاكى واحاول اغير العالم حولي .. بس اللحين راح اكون عاقل وآغير نفسي ..
ميهاف ودمعتها نزلت : بس بدر انا حبيتك باللي انت فيه .. بغرورك بعنجهتك بكلك ..
بدر قاطعها : بس انا ماعدت آحبني كذا .. ( تنهد ) معليش انا لازم امشي سلميلي على عمي .
وطلع مباشرة لآن شوفتها كانت تقطعه نفسيا .... آول ماطلع مباشرة مسح بطرف كمه دمعه ماحس فيها انفلتت وهو يكبس بعيونه يحاول يبعد هالدموع اللي صايره تكتسحه كل فتره .. كآنه وهن وماعاد يتحمل آي شي .... وما حس باللي كان يطـالعه قدام الباب ... آول ما انتبه لفراس عض على شفته بقهر من المنظر اللي شافه ومشى بطريقه بخطوات سريعه يحاول يتجنب أي حديث ..
لكن هيهآت : بـــــــــــدر !
بدر وقف مكانه وهو ينطق : نعم ؟
فراس التفت ناحيته .. وهو عاقد حواجبه : شفيك تبكي ؟ صاير شي ؟
بدر وهو معطيه ظهره وكابس على صدره : يهمك ؟
فراس : لو مايهمني ما سألت
بدر : ماصاير شي .
فراس : شلون مو صاير شي انت شايف وجهك ! كلمت عمي وبنته ؟
بدر التفتت له وهو ينفجر فيه ويصرخ بقهر : انـــــا حيوان ! اوك حيوان ؟!!! انا حيوان وهي تورطت بي .. قلت لها آحبك وانا نصاب .. ما يقلقني غيابها ولا يهمني وجودها ( كمل وصوته انبح من صراخه ) اتفنن وقت اغازلها عشان احسسها اني احبها مع ذلك انا ما اغار عليها مجرد اكره احد ياخذ شي ملكي .. ماني خايف من فراقها خايف من الملل دونها ... انا ما أحبها .. احب حبها لي بس !! خلاااص .. رضيت ؟؟ هذا اللي فيني ... عندك حل ! راح تشوف لي حل ! راح ترجع اموري على حالها !
فراس : للحين وانا المحك وقت تكذب بدر .. وللحين أنت تحسب أني اعمى عنك
بدر ودمعته نـزلت على خده : هذا انا وقت اخذتها يافراس .. ماني اكذب .. انا كذا .. بدر وستين تبن كذا .. خلاص تعبت ماعاد ابي اشوفها مابيها خلاص
فراس تنهد : وقت اخذتها .. واللحين ؟ لو اللحين كذا ماجلست تزعق وتبكي بالشارع !
بدر مسح دموعه مباشرة وهو يعطي فراس ظهره ويمشي بطريقه ... اما فراس هز راسه بقلة حيلة وهو يطق الجرس .. انفتح له الباب من قبل لؤي : هلا ! وينك يارجال تأخرت ؟!
دخل فراس : وين جدي ؟!
لؤي : حياك تفضل داخل
فراس دخـل مع لؤي ومباشرة توجه لجده وهو يسلم عليه : بالخير يبه ... شلونك ؟!
ابو عبدالرحمن : حمدالله بخير .... آنت شخبارك يالداج !
فراس وهو يجلس ويستلم فنجاله : حمدالله ننشد العافية .... بس ترا راجع عشانك هاه ! ولا مفروض اسافر بعد بس اجلتها
ابو عبدالرحمن : تتصدق علي بوقتك انت ووجهك !
فراس : اعتبرها هدية آكرم .. عاد آبي رد لهديتي وآرجع معي البيت
ابو عبدالرحمن : دون تقول راجع !
فراس : كويس آجل مايحتاج اسحبك معي
ابو عبدالرحمن : طمني الشغل شخبــــاره ؟
فراس : لا هالمرة مشى الحال .. ( التفت للؤي ) وانت وش جالس تسوي يقولون ماتداوم حتى !
لؤي : ابشرك جالس آخذ الاوسكار في تضييع الوقت
ابو عبدالرحمن : مالت عليك بعد انت ... يومه ليش ماتشتغل وتتزوج بعد !
لؤي وطاري الزواج يكتمه : لآن عمري صار 25 وانا حر نفسي وقراراتي
ابو عبدالرحمن : لا مو بكيفك ... ان شاء الله تصك السبعين بحياتي انا وابوك مالك كلمة ..
لؤي : وضحتها لأبوي .. تبون تخطبون تبون تجهزون انتو كيفكم ... بس لاتتوقعون مني شي الموضوع هذا مايعنيني تماما
ابو عبدالرحمن : صاحي انت ! ليش عاد ؟!
لؤي بتصريف : مو وقته .
ابو عبدالرحمن : آيه مو وقته لين يروح وقته ثم خلاص ! اجلس بها عاد
لؤي : يا يبه انا مو ............
قاطعه ابو عبدالرحمن : اقول اسكت اسكت ... مايجي منك الا الحكي الي مايدخل العقل ( ألتفت لفراس ) قم انت مشينا البيت
فراس : خل اخلص فنجالي طيب ليش مستعجل كذا حتى عمي ماشفته للحين
ابو عبدالرحمن وهو يوقف : عمك مطـــول ! مشينا انا كذا ولا كذا من آمس مو شايف غدي ومشتاق لها
فراس بهمس دون نفس : ياليل غدي هذي ..
ابو عبدالرحمن : اخلص انا سابقك !
شرب فراس فنجاله مره وحده ووقف : لؤي اتواصل معك بكرة نشوف وين نروح !
لؤي وهو ياشر له : ع خير
|