لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-16, 07:02 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

وقفت هارييت ونفضت تنورتها. بعدما تردد بسيط ألقت نظرة على اللوحات الموضوعة عند الحائط تلك اللوحات التي استحوذت على انتباهها عند وصولها. سرعان ما اكتشفت بانفعال غريب أنها تستحق الاهتمام من دون شك. معظم اللوحات تجريدية متطرفة فيها الكثير من الألوان المنثورة على القماش بشكل حاد يكاد يكون عنيفا. هي أشبه بتجربة الاعتداء على الحواس. نقلت نظرها من لوحة إلى أخرى فيما يداها تطوقان جسدها بقوة. سواء أعجبها الأمر أم لا، من المستحيل تجاهل هذه اللوحات.
تضمنت اللوحات مناظر طبيعية.. مساحات شاسعة من الأراضي الجرداء الكثير من الحجارة البيضاء التي تبدو كأعمدة تسقط من المباني المنهارة رمال تلمع بقوة وتتاخم بحرا داكنا منذرا بالشؤم. يطغى على جميع اللوحات نور الشمس الساطع القاسي الذي رأته في اللوحة الأساسية بالإضافة إلى الغضب الذي بالكاد تم احتواؤه والذي يشبه الغضب الذي انبعث منه منذ فترة قصيرة. لكن هذه المرة لم يحضر أي عنصر بشري في اللوحات.
بدت اللوحات بدائية وحيوية لكنها لا تعود لأي مكان سبق لهارييت رؤيته. لم تتخيل أن بإمكانها تعليق واحدة منها على جدران شقتها التي تعمدت إبقاء أمر تزيينها ضمن الحد الأدنى. فجأة تذكرت هارييت كتابا قرأته عندما كانت طفلة حيث تخرج الشابة من لوحة في بهو أحد المنازل القديمة لتجد نفسها في العالم الذي تم رسمه. عرفت أن الذهاب إلى البراري الجرداء المحترقة التي تواجهها هو وثبة مرعبة نحو المجهول. هناك احتمال بأن تضل طريق العودة وعندما سوف تسجن إلى الأبد داخل كابوس فعلي
هذه اللوحات تتمتع بقوة لا يمكن التغاضي عنها..
" سيارة الأجرة رحلت لكنني اتصلت بشركة محلية وسوف ترسل لك سيارة إلى هنا ".
استدارت هارييت بسرعة عدما سمعت صوته. وضعت يدها على فمها لتخنق صرخة خوف فهي كانت مستغرقة لدرجة منعتها من ملاحظة عودته إلى المحترف. وقف روان هناك متكئا على إطار الباب حاملا هاتفه المحمول باليد الأخرى.
حاولت هارييت التمسك بالهدوء المتبقي لديها فقالت بتكلف " آه! حقا.. شكرا لك ". توقفت قليلا ثم أردفت: " كنت أتأمل لوحاتك.. إنها.. جيدة ".
أدركت سخف ما قالته فأضافت بتردد: " في الحقيقة ربما تتجاوز الجيد، ربما هي.. مدهشة "
زم روان فمه بسخرية وقال: " أغيرت رأيك بي؟ أنا أشعر بالإطراء ".
" حسنا لا تشعر بذلك. ربما أنت تملك موهبة لكن ذلك لا يعني أنني معجبة بك ".
تظاهر بالإحساس بالألم " أرى أن فيض الدموع هو مجرد تغيير مؤقت. ها قد عادت الآنسة هارييت فلينت تطلق النار في جميع الاتجاهات ".
أكملت هارييت كأنه لم يقل شيئا: " ما لا أفهمه.. لماذا تضيع لحظة واحدة من وقتك بالرسم في الشوارع؟ فالأموال التي تجنيها لا تكفي لتسديد الفواتير ".
" آه أنا أعتبر الرسم في الشوارع وسيلة ترفيه. من الجيد الخروج أحيانا والتعرف على أشخاص جدد. ألا توافقينني الرأي؟ ".
تذكرت هارييت وجه الفتاة التي كان يرسمها خارج مكاتب فينت ـ اولدلاي أخذت تنظر حولها إلى الغرفة الكبيرة مطيلة النظر إلى كومة الأوراق المنثورة على الأريكة وبقايا الأكل على الطاولة والسرير غير المرتب الذي تحجب جزءا منه ستارة كبيرة وقالت: " أتحضر أصدقاءك الجدد إلى هنا؟"
قال بنبرة مقتضبة وهو يتبع تحديقها " الخادمة في إجازة اليوم ".
جاء ردها سريعا قاسيا ولا إراديا " إذا ربما عليك الطلب من صديقتك الترتيب قليلا ".
" هي لا تأتي إلى هنا من أجل التنظيف. لا أريدها أن تؤذي يديها الجميلتين ".
احمرت وجنتا هارييت رغما عنها.
" لطالما اعتقدت أن الرجل المحترم. لا يتكلم عن الموضوع إذا قام بمعانقة إحداهن ".
هز روان كتفه " من ذكر العناق؟".
ضحك بنعومة جلبت المزيد من الاحمرار إلى وجنتيها. نظر إلى الخلف عندما سمع بوق سيارة وقال بتهذيب متعمد: " ها قد أتت سيارتك آنسة فينت. في الوقت المناسب تماما ".
ثم تنحى جانبا ليدعها تمر. وجدت هارييت نفسها تتمسك بقوة بحافة الدرج المعدنية في طريقها إلى الأسفل.
عندما اجتازت الباحة ألقت نظرة خاطفة إلى الوراء لترى إن كان يراقب رحيلها. لكن الدرج كان خاليا والباب مغلقا. للحظة واحدة، لم تدرِ هارييت أعليها الشعور بالفرح أم الحزن؟

انتهى الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:11 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

الفصل الثالث

من يضحك اخيرا

بدا منديله مثل رزمة بائسة وسط طأولتها المشرقة ابلغها حدثها ان تقذف به وسط سلة المهملات الموجودة فى المطبخ وتصفق الغطاء خلفه بقوة لكن نظرا إلى حالته ربما لا يملك الرجل الكثير من المناديل
واللياقة تقضى باعادة هذا الشئ اللعين له مغسولا فى تلك اللحظة سيطر عليها الارتباك والغضب.
اغرقت هارييت نفسها فى كرسيها الاسود اغمضت عينيها وارخت جسدها.
اخذت تتنفس بعمق محأولة محأولة استعادة القليل من الهدوء والتعقل لم تستطع استيعاب التغيير الهائل الذى حدث فجأة فى حياتها منذ اربع وعشرين ساعة كانت تنظر إلى المستقبل بشئ من الثقة.
كانت على وشك صعود درجة جديدة فى سلم فلينت – أودلاى .
ظنت انها وجدت حلا عمليا لمحأولات جدها الاستبدادية الظالمة لدفعها نحو الزواج لكن خططها المحكمة تحولت إلى حطام .
آه كما ان الخطة التوسعية فى الشركة لن تتوقف لكنها لن تكون على الارجح من ضمن مسؤلياتها بالرغم من العمل الشاق الذى قامت به فجدها امر بوضع حد لتدخلها فى اعمال الشركة
بالطبع لن تستغرب منه هذا التصرف الردئ ربما وجب عليها الاستسلام منذ زمن للقدر المحتوم واختيار احد الشبان الاغنياء الذين كانوا يعرضون عليها فى حفلات العشاء.
لو فعلت ذلك لربحت غريس ميد مقابل تضحيتها.
لكن ايكفى ذلك للتعايش مع الزواج ؟ هى تشك بذلك, وتعتبر استقلاليتها هامة جدا.
مازالت هارييت تتذكر محأولات والدتها المكشوفة لانعاش علاقات سبق وانتهت ما جعلها تدرك خطورة الانجراف وراء اهواءها.
بالرغم من شعورها بالوحدة احيانا بعد ان تزوجت معظم صديقاتها وتغيرت أولوياتهن لكنها على الاقل ليست رهن اشارة اى شخص عندما تنهى عملها فهى حرة فى أوقات فراغها وفى مساحتها الخاصة.
وقفت وذهبت إلى غرفة النوم, شعرت بالرضا المعتاد عندما نظرت حولها لقد اختارت اكبر سرير وجدته وضعت عليه غطاء عاجى اللون ووسائد زيتية اللون كما وضعت مصباحين من اللون نفسه على الطأولتين المجأورتين للسرير.
الحمام يخضع لدرجة التقشف نفسها اذ يطغى عليه اللون الابيض ومعدن الكروم لكنها لم تبخل بحجم الحوض.
خلعت هارييت ملابسها على مهل والقت بها فى سلة الغسيل.
ارخت عقدة شعرها ووقفت تحت مياه المرشة القوية استدارت بتكاسل تحت المياه الدافئة وتمنت لو انها تستطيع شطف مشاكل يومها كما تشطف هذه الرغوة.
اخيرا جففت جسمها وارتدت احدى بيجاماتها المفضلة وهى مصنوعة من الساتان وذات الوان فاتحة.
سارت بخفة إلى مطبخها اللامع حافية القدمين.
اخرجت صدر الدجاج المطبوخ من الثلاجة وبدأت تحضر صلصة السلطة.
راحت تفكر وهى تأكل فيما ستكتبه فى التقرير الذى ستسلمه غدا لطونى.
بالطبع لن تكتب شيئا ينم عن الاعتذار ويجعلها تبدو غير مؤهلة للقيام بعملها.
ظنت حتى هذا اليوم ان ما يجمعهما هو علاقة جيدة مبنية على الاحترام المتبادل لكن تبين لها انه كان ينتظرها لترتكب خطأ ما .
حسنا! فكرت بتحد انه لا يمكن تنحيتها بسهولة لم يعد المشروع التوسعى يهمها,
لا! لن تشعر بالرضى حتى تشغل مركز جدها السابق... رئيس مجلس الادارة.

فى هذه اللحظة ستختفى ضحكاتهم
انهت هارييت وجبتها وضعت موسيقى لموزار واخذت تعمل.
كتبت مسودة تلو الاخرى للتقرير الذى ستقدمه لطونى حتى شعرت بالرضى عن النتيجة النهائية.
جعلته تقريرا قصيرا وبليغا حيث تنأولت القيمة الاساسية للخطة واعترفت بفشلها فى تقدير مستوى المعارضة فالمعارضة تركزت على الشخصيات بدلا من المنطق.
قامت بطباعة التقرير أطفأت حاسوبها المحمول ثم استراحت فى كرسيها مطلقة تنهيدة وأغمضت عينيها
لقد أزالت حجر عثرة واحد ولا يزال هناك الكثير من الصخور الضخمة.
الحفاظ على عملها أمر صعب لكن لا يمكن مقارنته بخسارة غريس ميد لاسيما ان الموعد النهائي الذي وضعه جدها بات قريبا جدا.
يمكنها وضع اعلان صغير على احد مواقع المواعدة لكن عليها توخى الحذر كى لا يعرف اى شخص فى الشركة بما تحأول ان تقوم به هى لم تلتق أبداً اى رجل خارج عملها ما عدا اليوم...بالطبع
وقفت فجأة وكأن المئات من الشحنات الكهربية ضربتها.
تذكرت العينين السودأوين المحتقرتين والصوت الذى يقطر ازدراء .
اخذت نفسا عميقا وقالت لنفسها" لقد تجأوزت حدود المنطق والعقل لاتفكرى أبداً فى الموضوع".
ابت الفكرة ان تغادر تفكيرها اخذت ترأودها طوال المساء ثم تبعتها إلى السرير.
استلقت مستيقظة تحدق فى اظلام وتجادل نفسها.
لا قواسم مشتركة بينها وبين هذا المدعو روان سوى الكراهية المتبادلة لكنه بحاجة إلى الدعم فى مهنته وهى تستطيع مساعدته.
بغض النظر عن رأيها به كرجل هو يملك موهبة حقيقية لا يمكن نكرانها.
لكن...كونها جاهزة لمساعدته لا يعطيها الحق بأن تطلب مساعدة منه .
يمكنها من الآن توقع ردة فعله عندما يعرف التفاصيل.
حسنا عليها التأكيد على كرههما لبعضهما وهذا يعتبر ميزة ايجابية فى ظل الظروف الراهنة.
لا يمكن لاى اتفاق بينهما ان يتعدى صفة الصفقة التجارية.
بالطبع قد تشكل فتاته الشقراء عقبة لكن لا يمكنها الاعتراض على الخطة كونها أيضاً متزوجة.
تقلبت هارييت فى سريرها ولكمت وسائدها فى محأولة للاستسلام للنوم.
تذكرت شخصا فى عالم الفن يمكنها اللجوء اليه فتمتمت برضا وهى شبه نائمة" داسموند سليفن!".
ثم اغمضت عينيها مبتسمة.
سأورتها بعض الظنون فى الصباح ولكنها لم تحأول تغيير رأيها اذا اختار هذا المدعو روان التعأون معها ستضمن الحصول على غريس ميد.
اذا عليها المضى فى الفكرةالتى خطرت فى بالها مساء امس.
فى المكتب سلمت التقرير لطونى وانهت اعمالها الطارئة.
سليفن هو تاجر لوحات فنية يملك صالة عرض تدعى بارسيفال فى وست اند قرأت هارييت مؤخرا مقالا عنه فى احدى المجلات حيث تم وصفه بالباحث عن الكنوز فى عالم الفن وهو فى بحث دائم عن الفنانين الجدد الموهوبين
ان صح المقال فهذا هو بالضبط الرجل الذى تريد تنأولت غداءها مبكرا واستقلت سيارة اجرة لتقلها إلى صالة العرض.
بعد دقائق قليلة كانت تتنأول القهوة فى مكتب داسموند سلفن الخاص.
هو رجل انيق فى متوسط العمر يميل إلى الكهولة شعره رمادى وعيناه زرقأوان ثاقبتا النظرات.
" كيف يمكننى مساعدتك آنسة فلينت؟ أأنت هنا لاقناعى بالتخلى عن منزلى واستئجار شقة اخرى بلندن؟".
" اشك بقدرتى على ذلك. لا قرأت مؤخرا مقال عنك دفعنى إلى التفكير".
"آه! بصراحة بدأت اندم على تلك المقابلة".
رمقها داسموند بنظرة ضيقة واكمل" اتمنى الا تكونى قد اتخذت من الرسم هواية. لقد ساعدتنى وتعاملت معى بامانة وانا اكره ان اخيب ظنك".
ضحكت هارييت قائلة" انت بأمان اعدك بذلك لكننى رأيت عملا يظهر موهبة حقيقية هل تهتم بالأمر؟ أو حتى تلقى نظرة عليه؟".
" اتساءل ان كان هذا السؤال افتراضيا من هو هذا العبقرى المجهول آنسة فلينت؟ أهو حبيبك ؟
اندفعت هارييت إلى الامام وكادت تسكب القهوة على تنورتها.
احمرت وجنتاها " لا... يا الهى لا فى الحقيقة انا بالكاد اعرفه ولا...لا اعرف اسمه بالكامل".
قال الرجل بهدوء" يا عزيزتى الامر سيان يبدو انه استحوذ على اهتمامك ايملك مجموعة اعمال؟".
" نعم اظن...اعتقد ذلك. هو لديه محترف".
" ذلك لا يعنى الكثير... ايعلم انك هنا من اجله؟".
" لا الحقيقة...انه اندفاع منى".
" اذا انت لا تعرفين ان كان مهتما ببيع رسوماته".
" حسنا بالطبع يود ذلك لما لا؟".
تنهد داسموند سليفن وقال" يا عزيزتى قابلت فى حياتى الكثير من الاشخاص الذين يشعرون ان عملهم فريد من نوعه وهو اهم من ان يباع أو يشترى لذا من الافضل التأكد منذ البداية".
" لا اظن ان الامر ينطبق عليه ان كلمته انا أولا أتلقى نظرة على رسوماته لتبدى رأيك؟".
قال ببطء" نعم لما لا؟".
ثم رفع اصبعه محذرا" شرط ان يفهم كلاكما ان هذا لا يعنى عقد صفقة".
"آه هذا ما سأحرص على أيضاًحه".
" اذا سأنتظر منك خبرا".
ثم وقف. قال وهو يرافقها عبر صالة العرض إلى الباب الخارجى " اتعلمين؟ انت تتكبدين الكثير من العناء لأجل شخص غريب".
توقف قليلا ثم ربت على كتفها" لكننى واثق انك تعرفين ما الذى تقومين به".
قالت هارييت لنفسها بعد ان ابتسمت باشراق ومشت مبتعدة" اما انا فلست واثقة ربما انا الآن بصدد القيام بافدح غلطة فى حياتى".
ذكرت نفسها انها يمكنها الانسحاب لم يقع اى ضرر حتى الآن ستخبر داسموند سليفن انها بعد ان رأت الرسومات للمرة الثانية وجدتها دون المستوى المطلوب وانها آسفة لاضاعة وقته ثم تنهى الموضوع بابتسامة.

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:13 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

عندها ستخسر غريس ميد أيضاً هذا ما اكدته مكالمة جدها الهاتفية فى المساء ظنت ان موقفه سيلين فى المرحلة النهائية لكن املها خاب بشدة فهو مصر على رأيه.
قال لها بنبرة جافة" يمكنك المحافظة على عملك ان اردت مع انه ليس بالمستوى المطلوب هذه الايام يمكنك السكن فى تلك الشقة الكئيبة لكنك لن تحتاجى منزلا عائليا سنستفيد بشكل آخر من غريس ميد".
وضعت هارييت السماعة وهى تشعر بالم فى قلبها. ليس فقط بسبب المنزل بل لان تعليقه على عملها جعلها ترتجف صرت على اسنانها وبدأت تحضر لترمى شباكها.
حسنا ما هى الكلمات التى قد تثير اهتمامه؟ لدى عرض لك...لا هذا يبدو مريحا جدا.
لدى اقتراح...يا الهى هذا يبدو اكثر سوءا.
اين سيلتقيان؟ لا يمكنها الذهاب مرة ثانية إلى محترفه من الافضل ان يلتقيا فى مكان عام...
ربما يلتقيان فى مطعم...الغداء افضل من العشاء
هل سيبدو اللقاء رسميا جدا؟ فى النهاية وصلت إلى الصيغة الكلامية التى ستفى بالغرض.
ازعجها ارتجاف يدها وهى تطلب رقمه الهاتفى ثم شعرت بالارتياح عندما رد عليها المجيب الإلى.
قالت بثبات" انا هارييت فلينت لدى عمل اناقشه معك قد يكون الامر فى مصلحتك ربما يمكنك ملاقاتى لشرب الشى ظهر يوم السبت فى فندق تيتان بالاس عند الساعة الرابعة والنصف".
أضافت بعد تردد" اذا كان الموعد لا يناسبك من فضلك اتصل بى إلى فلينت – أودلاى بعد الساعة التاسعة والنصف لنرتب موعدا آخر".
حسنا بدت كلماتها مختصرة وعملية تيتان بالاس مناسب لموعدهما.
اذ يعتبر احد اكبر الفنادق الجديدة وهو يستضيف الكثير من رجال الاعمال ولا يتميز بطابع حميم.
انه مكان مناسب لعقد الصفقات بالأضافة إلى ذلك الدعوة لشرب الشاى فى فترة بعد الظهر لا يمكن ان تفسر على انها موعد طبعا.
ها قد جاء يوم السبت دون اى رد من قبله فتشت هارييت خزانة ملابسها التى يطغى عليها اللون الاسود عدة مرات قبل ان تقرر ارتداء سروال كتانى ذي لون رمادى داكن مع سترة تناسبه تصل حتى وركيها مع قميص سوداء.
تبدو ملابسها عادية جدا لكنها انيقة.
زمت فمها وفكرت لقد اكتفيت من المقارنة البغيضة بينى وبين الوطواط.
فكرت للحظة ان تترك شعرها منسدلا لكنها قررت اتباع الطريقة المعتادة وتبقيه بعيدا عن وجهها.
بالطبع هى لن تضع اى مساحيق تجميل.
وصلت إلى موعدها باكرا. جلست فى ردهة الفندق الواسعة حيث يمكنها رؤية المدخل بوضوح.
بدا المكان مميزا ومكتظا من الواضح ان تنأول الشاى فى فترة بعد الظهر اصبح تجارة رائجة؟
حأولت استدعاء النادل لكنه لم ينتبه لها ارجعت ظهرها إلى الوراء وتنهدت.
ادركت فجأة وجود روان فى المكان فها هو يتقدم نحوها لاحظت الهدوء الذى ساد اثناء تقدمه والاشخاص الذين ينحنون نحو بعضهم ويتهامسون.
ربما يخططون لرميه خارجا لان ملابسه لا تلائم هذا المكان فهو يرتدى سروال جينز قديم لكنه نظيف ولم يغلق سوى القليل من ازرار قميصه.
فيما طوى كميه كاشفا عن ساعديه الاسمرين وينتعل حذاءا رياضيا.
ما زال بحاجة إلى قص شعره وحلاقة ذقنه مع ذلك... ازاحت هارييت الافكار عن رأسها ووقفت بسرعة
حأولت ان تبدو لا مبالية" مرحبا لقد جئت اذا".
رمقها روان بعينيه السودأوين قائلا" أليس هذا ما طلبته منى؟".
قالت كما لو انها تجرى مقابلة عمل " نعم بالطبع ارجوك اجلس".
اردفت" كنت احأول طلب الشاى لكن..".
سكتت عندما رفع يداه بتكاسل فجاءه نادلان على الفور كأنهما ينتظران اشارة منه " شاى للسيدة وقهوة لى من فضلك".
شعرت هارييت بالحيرة والانزعاج فسألته " كيف استطعت القيام بذلك؟".
" الامر ليس صعبا اتودين البدء بالموضوع الآن ام نتكلم عن الطقس حتى يأتى طلبنا؟".
"ربما من الافضل ان نبدأ لابد انك تتساءل عن سبب الاجتماع".
رفع روان حاجبيه ساخرا" يكاد الفضول يقتلنى".
عضت هارييت على شفتيها بقوة وحأولت ان تلتزم بالصيغة التى حضرتها" أولا أود الاعتذار عن سلوكى اثناء لقاءنا الاخير لا يمكننى القول سموى اننى اتعرض للكثير من الضغوط مؤخرا وجاء رسمك..",
" القشة الاخيرة؟".
" حسنا نعم. اريدك ان تعلم اننى عادة لا افقد اعصابى كما فعلت يومها".
" هذا مطمئن لكن هل جعلتنى اقطع هذه المسافة عبر لندن لاخبارى بهذا الامر؟".
"لا بالطبع لا انا أود الحديث عن عملك كنت جدية عندما قلت انه جيد ذكرت الامر امام احد معارفى وهو يملك صالة عرض مشهورة البارسيفال ربما سمعت عنها".
" نعم".
" على اى حال هناك فرصة ...اذا اعجبه عملك...ان يقيم لك معرضا ويطلقك فى عالم الفن".
فى هذه اللحظة عاد النادلان وضعا على الطأولة شطائر حلويات وكوب شاى لهارييت وابريق قهوة سوداء لرفيقها.
عندما اصبحا وحدهما مجددا قالت هارييت" انت تدرك اهمية العرض المقدم هنا أليس كذلك؟ الديك شئ لتقوله؟".
" اعتقد اننى مذهول وحذر أيضاً".
" هذا طبيعى جدا فهو شخصية مرموقة فى عالم الفن ان قرر عرض رسوماتك فى صالته ستحصل على نقلة نوعية هائلة فى حياتك العملية".
" من دون شك لكن ما أود معرفته هنا لما انت من بين كل الناس ذكرت اسمى امام هذا الشخص انا xxxxx".
" اشعر انك تملك موهبة تستحق ان تعرف وأود ان العب دورا فى هذا الموضوع".
شعرت هارييت ان هذه المحادثة لا تجرى كما خططت لها, الجواب الذى املت ان تسمعه أو بالاحرى تعتمد عليه كان" كيف يمكننى ان اشكرك؟".
قال روان بلطف" اذا هل الامر بهذه البساطة ؟
هز رأتسه نفيا واجاب" اشك بذلك علي اخبارك آنسة فلينت ان فكرتى عن الاشخاص المحسنين لا تنطبق علي".
جلست هارييت بهدوء تام وقالت" اذا الست مهتما بهذا العرض؟".
" بلى بالطبع لكن علي ان اكتشف ما الذى تنتظريه منى بالمقابل اذ ربما يفوق قدرتى".
للحظة احست هارييت بالخدر مدت يدها لتتنأول حقيبتها" فى هذه الحالة لا يمكنى قول المزيد آسفة لاننى هدرت وقتك ".
قال" الآن انت تتصرفين بسخافة ان اردت منى التفكير فى شروطك اقترح ان تتصرفى كما يفعل الانجليز فى الازمات اشربى الشاى".

للحظة فكرت فى مهاجمته وسكب الشاى على رأسه ثم تذكرت المخاطرة من القيام بامر كهذا فأخمدت غضبها بعد تردد.
رمقته بصمت وقالت ببرود" هل سبق واخبرك احدهم انك وقح".
" وانت يا آنسة فلينت مخادعة وعنيدة لذا دعينا نتفق على ان ايا منا ليس كاملا وقولى ما عندك "
اخذت هارييت نفسا وقالت" لدى...مشكلة انا بحاجة إلى زوج".
حدق بها روان وضاقت عيناه ثم قال" الجواب بسيط تزوجى ".
"لكننى لا اريد الزواج...لا الآن ولا لاحقا مع ذلك انا لا املك خيار آخر لذا انا بحاجة إلى شخص مستعد لاتمام مراسم الزفاف معى ثم الاختفاء من حياتى".
" وانا بحاجة إلى المزيد من القهوة أو بالاحرى إلى شئ اقوى الا اذا اكدت لى انك انك لم تفكرى باسناد هذا الدور الغريب الي".
" من فضلك اصغ لي لن يتعدى الامر قول بضع كلمات فى المحكمة... هذا كل ما فى الامر نتلو الكلمات ثم نفترق وعندما يحقق هذا الزواج هدفه يمكننا الطلاق سأدفع لك مبلغا كبيرا من المال للتحضير لمعرضك الخاص ان لم تبد صالة البارسيفال اهتماما بعملك أو يمكنك انفاق الاموال كما تريد لن يشكل الامر اى فرق لن تخرج خاسرا من هذا الاتفاق ".
ساد الصمت لفترة ثم قال روان" اخبرينى آنسة فلينت كم من الوقت تطلب أبداًع هذا الامر الخيإلى".
" لا هو ليس خياليا انا جدية تماما...ويائسة أيضاً".
" انت بالفعل يائسة لكن لم؟ لا تقولى ان الامر لا يعنيك فعلاقتى بالامر واضحة جدا".
ابعدت هارييت فنجان الشاى وقالت" حسنا! ان كنت مصرا ان لم اتزوج قبل حلول عيد مولدى الخامس والعشرين سأفقد امرا يعنى لى الكثير يصر جدى الذى يعود نمط تفكيره إلى العصور الحجرية على اننى لن ارث منزل طفولتى ما لم يكن لدى زوج يساعدنى فى ادارة المكان هو يشعر ان منزلا عائليا كهذا هو خسارة بامرأة عزباء لانه سيجعلنى ضحية اناس عديمى الضمير".
" الا يدخل شخص اخترته من الشارع ضمن هذه الفئة؟".
" بالطبع لكننى سأطلب منه ان يوقع اتفاقية محكمة قبل الزواج".
" آه هذا طبيعى".
لم تفصح تعابير وجهه عن اى شئ لكن صوته حمل ارتجافا طفيفا.
نظرت اليه بتشكك وقالت" اتجد الامر مضحكا؟".
" لا بل هو مأسأوى متى يصادف عيد مولدك؟".
" بعد ستة اسابيع".
" تبدين اصغر سنا".
ثم أضاف بفتور" انا لا اقصد الاطراء "
" لحسن الحظ ان ذلك لا يهمنى همى الوحيد هو غريس ميد فى الواقع وجدت شخصا عبر اعلان خاص لكنه تراجع منذ بضعة ايام برأيي هذا الامر خإلى من المخاطر حيث يمكن للفريقين الفوز ".
قال روان بقسوة" لا تفاجئنى رغبة جدك بزواجك يدهشنى انه يدعك تتنقلين من دون مرافق".
" كيف تجرؤ على هذا القول ان كان هذا كل ما يمكنك قوله فالننس الموضوع".
قال بنبرة جعلتها تتوقف مكانها" ليس بهذه السرعة افترض ان تعريفى على مالك صالة العرض متوقف على هذه الخطة الرهيبة هل انا محق؟".
" بالضبط هذه هى الصفقة على الطأولة صريحة وواضحة".
" لا اظن ان كلمة صريحة تحمل المعنى نفسه لدينا ما هو المبلغ النقدى الذى تودين دفعه لى مقابل اذعانى لخطتك؟ انها المرة الأولى بالنسبة لى وانا أود ان اعيش هذه التجربة بجميع جوانبها".
جلست هارييت مستقيمة وقالت" سيتم لاحقا الاتفاق على الصيغة النهائية لكننى اعتقد انك ستجدنى كريمة معك".
قال برقة " انا واثق من ذلك".
كادت ابتسامته الواهنة تثير اعصابها لكنها اكملت بسرعة" بعدئذ يمكننا العيش والعمل تماما كما نفعل الآن بالطبع لديك الحرية فى عيش حياتك الشخصية لن احلم بوضع اى قيود عليها".
قال بهدوء" انت لطيفة جدا آنسة فلينت اتريدين ان اغض الطرف اذا قررت اتخاذ حبيب ما؟ اهذا ما تقولينه ؟
عبست قائلة " حسنا! لا ليس هذا ما اقصده كيف يمكننى التفسير؟ أولا نحن لن نلتقى الا من اجل اتمام الطلاق ثانيا هذا الامر لن يحدث فلا نمية لدى فى التورط بياى علاقة عاطفية".
زم روان شفتيه وتمتم قائلا" اذا لا مكان للعلاقات العاطفية فى حياتك حسنا هذا يفسر طبعك الحاد".
" وهذه ان امكننى القول وجهة نظر ذكورية نموذجية".
" لكننى رجل آنسة فلينت هل توقعت غير ذلك؟ الآن دعينا نعود إلى الموضوع الاهم اتعتقدين حقا ان جدك سيتقبل ظهور شخص غريب فى حياتك؟ الن يشك فى الامر؟".
هزت هارييت كتفيها فى حركة دفاعية وقالت" ابلغنى مطالبه ولم يحدد طبيعة العلاقة لم يذكر سوى وجود علاقة قانونية لم يحدد مدة الزواج وهنا يكمن خطأه".
رفعت ذقنها وأضافت" يعتقد جدى انه تغلب علي لكن عليه ان يعلم اننى سيدة نفسى ولا يمكنه السيطرة علي أضافة إلى ذلك لا يوجد عقد دون ثغرات".
قال بسخرية" اذا نحن نتفق للمرة الأولى لكننا لا نتفق على من سيكون المغفل فى النهاية".


ساد صمت لوقت طويل راح روان يتأملها وهو ينقر باصابعه على الطأولة قال فى النهاية" حسنا آنسة فلينت انا موافق على عرضك سأتزوجك وفق الشروط التى طرحتها".
" شكرا لك نا ممتنة جدا "
رمقها بنظرة ساخرة" لن نتأكد من الأمر إلا بعد حين الآن وبعد أن أصبحنا مخطوبين أتسمحين أن أناديك باسمك الأول؟".
" نعم بالطبع وأنا احتاج إلى معرفة اسمك الكامل كي اخبر جدي عندما أزف إليه الخبر".
" انا زاندروس روان زاندروس".
انحنى روان إلى الأمام ومد يده نحوها قبل أن تدرك هارييت ما هي بصدد القيام به سمحت لأصابعها بمعانقة أصابعه بدت لمسته دافئة وقوية بالرغم عنها اخذ نبضها يتسارع بقوة.
فاجأتها ردة الفعل هذه وأزعجتها.
التوى فم روان المكتنز باستمتاع وكأنه أدرك قوة ردة فعلها قال برقة" لنأمل ان تتوطد معرفتنا عزيزتي هارييت".
وقبل ان تحرر يدها من قبضته رفع يدها بشكل رسمي إلى شفتيه وقبلها.

انتهى الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:15 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

لفصل الرابع

مفاجأة في الانتظار


" ما الذي تفعله بحق السماء؟
"انتزعت هارييت يدها بقوة وأغضبها بشدة تورد خديها خجلا. بدا روان غير مهتم وقال:
"خاتمة رسمية لإعلان خطوبتنا".
" شكرا لك لكن يمكن الاستغناء عن الرسميات ".
قال مكشرا:"بالطبع إن كان هذا ما تريدينه".
" نعم هذا ما أريده ".
أدركت سخافة ردة فعلها فهي تثير جلبة كبيرة حول موضوع تافه مع ذلك تملكتها قناعة غريبة بأنها ستجد أثر قبلته على يدها على شكل علامة حارقة. تلهفت لصرف النظر عن الحادثة فقالت بسرعة:
" زاندروس...أهو اسم يوناني؟ ".
" يبدو عليك الاستغراب ".
" لا لكنك تتكلم الإنكليزية بطلاقة ".
" كانت أمي إنكليزية.قضيت الكثير من أيام طفولتي في هذا البلد وبدأت دراستي هنا.إذا متى تنوين إخبار جدك بتغير أوضاعك؟ "
" سأذهب إلى هناك في نهاية الأسبوع وأتحدث إليه ".
أومأ روان برأسه وقال" كيف ستفسرين وجودي في حياتك؟ لا يمكن أن أكون الحفيد الذي يتمناه ".
" لا أنت النقيض. هذا ما يجعل الأمر أفضل ".
" ربما من وجهة نظرك. لكن أتسمحين لي تقديم نصيحة؟ لا تتبجحي كثيرا بانتصارك فالرجال يكرهون أن تتغلب عيهم امرأة ".
" أنا بالكاد أتبجح.إنني أقوم بما أمرني به لذا لا يمكنه الاعتراض إذا نفذت الأمر بطريقتي الخاصة ".
" تشير خبرتي إلى أنه سيعترض بشدة. أتستحق كومة الأحجار إثارة إزعاجه؟ "
نظرت هارييت إلى الطاولة وقالت بشكل مختصر:
" لا تسئ فهمي.أنا أحبه..بالفعل أحبه لكنه لا يفهم حاجتي للعيش كامرأة مستقلة ولن يفعل أبدا ".
" ووالداك؟ ما رأيهما بالموضوع؟ "
" إنهما...لا وجود لهما في حياتي ".
" أنا آسف "
" لا تأسف خلال سنوات نشأتي تعودت على غيابهما ".
" أنت محظوظة. توفيت والدتي منذ حوالي ثلاث سنوات ولا يمكنني إبعادها عن تفكيري حتى الآن ".
رجع إلى الخلف في كرسيه وراح يتأملها ثم قال"هذا المنزل الذي تريدينه بشدةمن سيرثه من بعدك؟ ".
" يمكنني تبني طفل ".
رفع حاجبيه وقال متسائلا" امرأة عزباء أيسمح لك القانون بذلك؟ ".
" لما لا؟ بالنهاية أنا لست فقيرة. والأموال تفتح جميع الأبواب ".
ابتسم روان بسخرية قال" نعم بدأت أرى ذلك ولا يمكنني الاعتراض لأن أحد هذه أبواب فتح لي.
ألا تعتقدين أنك قد تقابلين يوما ما رجلا تحبينه وتودين أنجاب الأطفال منه؟ ".
" لا...لا أعتقد ذلك. من فضلك أيمكننا التغاضي عن نقاط الضعف الشخصية والعودة إلى عملنا؟ سبق وبدأت الإجراءات عندما اعتقدت أنني سأتزوج من ذلك الرجل لكن ما زال علينا القيام بالكثير من الأمور "
نظرت إلى يدها وقالت " على سبيل المثال أنا بحاجة إلى خاتم خطوبة ".
" هذه مسؤولية العريس.دعي الأمر لي ".
" لا يمكنك تحمل ثمنه وأنت لا تعرف القياس الصحيح ".
رمقها بنظرة تفحصيه وقال"بإمكاني التخمين. كذلك الأمر بالنسبة لكل قطعة ملابس ترتدينها الآن. أتريدين أن أثبت كلامي؟ ".
أغضبتها بشدة حقيقة أن وجهها احمر خجلا من جديد. قالت بسرعة " لا! شكرا لك ".
وقفت هارييت وقام هو بالمثل.انتبهت مجددا إلى طوله الفارع وكتفيه العريضتين الملتصقتين بالقميص. أضافت بسرعة " يجب أن توقع على بعض الأوراق. ستكلمك محاميتي ".
توقفت قليلا ثم أضافت " بالنسبة لموعد الزفاف... أهناك أي يوم في الأسبوع لا يناسبك؟ ".
قال روان بلطف: "أنت مراعية جدا لشعوري. سأحرص على أن أكون جاهزا عندما تريدين ".
" سأرتب أمر زيارة السيد ساليفن إلى محترفك. أتمنى أن تسير الزيارة بشكل جيد. دعمه لك سيفيدك كثيرا ".
أدركت أنها بدأت بالثرثرة غير المجدية فتوقفت. بدأت تبحث عن المحفظة في حقيبتها.وضعت بعض النقود على الطاولة ثم ابتسمت بإشراق وقالت:"هذا سيغطي قيمة الفاتورة. إن أردت طلب أي شيء آخر من فضلك لا تتردد ".
ساد صمت غريب للحظة وكادت هارييت تشعر بالتوتر في الجو. بعدئذ أحنى روان رأسه بأدب ومرت اللحظة. عندما أصبحت في الخارج شعرت بانقطاع أنفاسها. سألت نفسها بصمت " ما سبب هذا الشعور بالضيق؟ يجدر بي أن أكون سعيدة جدا الآن.أخيرا انتهت مشاكلي ".
ذكرت نفسها عندما أوقفت سيارة الأجرة " لكن مازال علي إخبار جدي ".
انشغلت هارييت جدا في الأسبوع التالي إذ قضت معظم وقتها في الميد لاندرز حيث زارت المواقع التي حددتها في رحلات سابقة والتقطت الكثير من الصور الفوتوغرافية لترافقها مع مسودة التقرير.لن تترك شيئا للصدفة هذه المرة وستملك كل الأجوبة هذا ما فكرت به بتصميم كبير.لكن بالرغم من قرارها هذا وجدت صعوبة في التركيز بسبب الأرق الذي تعاني منه. من الواضح أن مواجهة جدها المنتظرة لا تفارق تفكيرها أبدا. عندما عادت إلى لندن بعد ظهر يوم الجمعة وجدت الأجواء الاحتفالية في فلينت أولادي. إنه عيد ميلاد جينا الفتاة التي تعمل في المحاسبة. لقد قطعت قالب الحلوى المزين بالشموع ووزعته على المكاتب في فترة الاستراحة وبعد العمل سيذهب الجميع للاحتفال. الجميع ما عدا شخص واحد...قالت جينا لهارييت بتعال
"لم نتوقع عودتك اليوم. لكن تفضلي بالانضمام إلينا...إن أردت".
ثم أخذت ترمق سروال هارييت الأسود العملي وقميصها بازدراء واضح. أجابت هارييت"شكرا لك.لكنني ذاهبة إلى البلدة هذا المساء".
انضم إليهما جون أولادي.ابتسم بحقد وقال " أذاهبة إلى كومة الأحجار الفخمة؟ لطالما اعتقد والدي بإمكانية تقسيمها إلى شقق فخمة وأنا واثق من صحة كلامه. هناك أرض كافية لإنشاء ملعب غولف كبير. تذكري هذا عندما تحصلين عليه في النهاية عزيزتي هارييت ".
نظرت إليه هارييت بحقد يوازي حقده وقالت: " لكن غريس ليس للبيع لا الآن ولا في أي وقت آخر ".
" تفترضين دائما أنك تملكين الخيار
ثم رحل وتركها تحدق في أثره وترتجف بشدة. هل وصلت نوايا جدها إلى مسامع في فلينت أولادي؟ إن صح ذلك ستشعر بالكثير من الفرح عندما تثبت أن الموضوع قد حسم لصالحها. سواء أعجب جورجي فلينت بالأمر أم لا عليه تقبل عريسها غير المتوقع. لم تستطع هارييت حتى الآن تحديد موقفها من روان فقد سيطر عليها روان زاندر على أفكارها أكثر مما تمنت وهي ليست متأكدة أنه ليس كما توقعت في البداية عندما وضعت مخططها وتمنت نوعا ما لو أنه خذلها ورحل بعيدا.
عندما وصلت إلى شقتها استحمت بسرعة وغسلت شعرها. كانت تنوي رفعه عن وجهها أو ربطه على شكل ضفيرة صغيرة. لكنها كادت تتأخر فقررت أن تسرحه وتبقيه منسابا على كتفيها. وجدت فستانا عاجي اللون في خزانتها فلبسته بعد شيء من التردد. عليها التركيز على الأمور التي يفضلها جدها والابتعاد عن تلك التي تثير تحمله عليها.هو يفضل أن ترتدي التنانير ومن غير المنطقي أن تزعجه بسبب موضوع تافه كاختيار الملابس. بدا سعيدا عندما اتصلت به أخيرا وأخبرته بزيارتها. خفت مؤخرا وتيرة لقاءاتهما وخيم عليها التوتر الذي فرضه إنذار جدها. ربما هو أمل أن يتصالحا.إن كان هذا صحيحا عليها أن تستمع إليه فربما قرر إعفاءها من تلك المهمة.
استمعت إلى الرسائل على المجيب الآلي بينما هي تجهز الحقيبة التي ستأخذها معها؟ تركت محاميتها إيزابيل كرين رسالة صوتية تقول أنها حضرت اتفاق ما قبل الزواج حسب تعليمات هارييت وهو جاهز للتوقيع لكن يجب مناقشته قبل ذلك. زمت هارييت شفتيها وفكرت بعناد " بكلمات أخرى، هي تريدني أن أتراجع عن الأمر. حسنا الأمر ليس جديدا ".
شعرت بالقليل من خيبة الأمل بسبب عدم وجود أي رسالة من داسموند سليفن الذي كان يخطط لزيارة محترف روان قبل يومين. قالت بصمت " هذا الرجل كثير المشاغل.ربما لم يجد الوقت المؤاتي حتى الآن. لن أفقد الأمل بهذه السرعة ". لكن بغض النظر عن قرار داسموند سيقيم روان معرضا خاصا به.هذا هو الاتفاق ومهما كان الثمن الذي ستدفعه، فالأمر يستحق العناء.
بعد نحو ساعتين قادت هارييت سيارتها نحو البلدة. عندما وصلت إلى غريس ميد ركنت سيارتها في الباحة الخلفية للمنزل على مقربة من الإسطبل القديم.دخلت عبر المطبخ لتلاقيها رائحة البط المشوي المغرية. بدت السيدة وايد أكثر بدانة وتقدما في السن.رحبت بهارييت بحنان وأخبرتها أن السيد فلينت موجود في غرفة الرسم. أضافت قائلة " معه ضيف آنسة فلينت ".

عبست هارييت فهي تود الانفراد بجدها لتخبره بأمر الزواج قبل أن تفقد شجاعتها. تركت حقبتها في الردهة ودخلت غرفة الرسم لتجدها خالية لكن النوافذ كانت مفتوحة على مصراعيها واستطاعت سماع دمدمة جدها الخافتة آتية من الشرفة. أخذت نفسا عميقا وخرجت لتنضم إليه. هاهو جورجي فلينت واقف على حافة الشرفة يشير بافتخار نحو مواقع محددة في الحديقة المبسطة للرجل الواقف بجانبه. انسجامه بهذا الموضوع المميز جعله لا يلاحظ وصولها. على الرغم من أن هارييت لم تر من الضيف سوى ظهره فقط. لكنها عرفت على الفور أن ليس أحد السكان المحليين فهو طويل القامة ذو جسم متناسق ويبدو مثل ظل داكن قبالة أشعة شمس المغيب.لابد أنه شخص غريب أو هو... توقفت فجأة وأخذت تحدق بهاتين الكتفين العريضتين والوركين. جف فمها. وأخذ عقلها يحاول رفض الدلائل المعروضة أمامه. لا...!ليس هو...هذا غير ممكن...
التفت الرجل ببطء ونظر إليها وكأنه أدرك أنها تحدق به. قال روان زاندروس بلغته الأم " عزيزتي ".
ابتسم واتجه نحوها فيما أخذت عيناه السوداوان تتأملانها بإعجاب واضح ما ذكرها أنها المرة الأولى التي يراها فيها ترتدي فستانا وقد جف شعرها ليشكل غيمة مموجة مبعثرة على كتفيها. نظراته المطولة إليها وهو يقترب منها أججت غضبها تجاه هذا المتطفل الذي لا تحمد عقباه. هنا في منزلها...في ملاذها... لم تستطع سوى التفوه بكلمة "ماذا...؟ " قبل أن يلفها بذراعيه ويجذبها نحوه قاطعا أنفاسها.
راح يحدق بعينيها المتسعتين بشدة وهمس قائلا " ابتسمي هارييت تظاهري أنك سعيدة برؤيتي ".
أدارها ممسكا بها بقوة كإشارة تملك واضحة ليصبح كلاهما بمواجهة جدها. قال جورجي فلينت بنبرة بدت لطيفة لكن بعينين حذرتين تحت حاجبيه الأشعثين " إذا عزيزتي! فهمت من هذا الشاب أنه يجب علي أن أتمنى السعادة لك ".
توقف قليلا ثم أضاف " أعترف أنني لم أكن على علم بوجود شخص ما في حياتك. فاجأتني هذه الزيارة كثيرا".
رفعت ذقنها وتلاقت نظراتهما. فارقها أي شعور بالهدوء وقالت " أتمنى أن تكون مفاجأة جيدة جدي ".
" هذا أيضا ما أتمناه أخبرت خطيبك بصراحة أنه ليس الرجل الذي توقعته لكنه أكد لي أن علاقتكما ممتازة وأنا مجبر على تصديقه ".
قال روان بهدوء " لم تكن هارييت هنا لذا هي لا تعلم أن داسموند سليفن وافق على عرض أعمالي في صالة البريستال. أخبرني بالمر اليوم
ابتلعت هارييت ريقها وقالت " آه هذا خبر رائع. أنا مسرورة جدا لأجلك عزيزي ".
لم تصل ابتسامة روان إلى عينيه "أنا مدين لك بهذا الخبر السعيد جميلتي".
ثم استدار نحو جورجي فلينت وقال " أرجوك سيدي وافق على زواجنا وباركه".
بدا التجهم على وجه جورجي فلينت بالرغم من ابتسامته الواهنة " حسنانعم.لكنني واثق أن رأيي لن يحدث أي فرق في مخططاتكما ".
نظر إلى ساعة يده وأضاف " العشاء سوف يجهز بعد أربعين دقيقة. عزيزتي لم لا تأخذين السيد زاندروس وترينه الحديقة؟ استمتعي بلقائكما. لا بد أن لديك الكثير لتقوليه".
أمسك روان يدها ونزلا معا على الدرج الحجري الضيق الذي يؤدي إلى المرجة. قال بلطف لبالغ " إذا كنت تودين مهاجمتي عزيزتي هارييت أنصحك بالانتظار قليلا. لا تتركي يدي فما زلنا تحت المراقبة ".
تصلب جسد هارييت بالكامل وغمغمت بحنق شديد " كيف تجرؤ؟ كيف تجرؤ على اقتحام هذا المكان؟ "
" لم أضطر إلى الاقتحام. قرعت الجرس وسمح لي بالدخول كأي زائر آخر ".
" كيف عرفت الطريق إلى هذا المكان؟ "
" لم يكن الأمر صعبا. أعرف اسم جدك واسم المكان. لم يتطلب الأمر سوى سؤال ".
" لابد أنك مجنون ما الذي دفعك للمجيء إلى هنا وطلب موافقته؟ أشعر كأني في أحد البرامج التلفزيونية
" بناء على ما أخبرتني به بدا لي أن جدك قديم الطراز وربما يفضل مبادرة كهذه عوضا عن إخباره بقرارك الذي قد يفسر كنوع واضح من الاستفزاز ".
هز ران كتفيه وابتسم لها ثم أضاف " سبق وتعاملت مع أشخاص متسلطين. الحروب لا تجدي نفعا. عنصر المفاجأة هو دائما الأفضل ".
قالت" ألم يخطر ببالك أن تستشيرني أولا؟ ".
" لم تكوني موجودة عزيزتي هارييت لأستشيرك. بالإضافة إلى ذلك كنت واثقا من رفضك للموضوع ".
أجابت بنبرة ثائرة " كنت محقا تماما ".
ارتدت نحو صمت حانق وللمرة الأولى نظرت إليه بروية. تساءلت لماذا لم تعرفه في بادئ الأمر؟ بالطبع هي لم تر سروال جينز ممزقا ملطخا ببقع من الألوان. مع أن هذه البذلة السوداء التي يرتديها ليست جديدة لكنها بالتأكيد أنيقة كذلك قميصه المتموجة وربطة عنقه الحريرية. يا للدهشة حذاؤه بدا لامعا أيضا حتى انه يرتدي جوربين. مازال شعره طويلا حسب معايير جورجي فلينت لكنه بدا مشذبا ومرتبا وقد حلق ذقنه بالكامل. خلال تلك اللحظات القليلة والتعيسة وفيما هي قريبة منه اشتمت عطره الرائع الذي بدا باهظ الثمن. فكرت هارييت بتردد أنه يبدو أنيقا ثم أدركت أنه أيضا يراقبها بابتسامة عريضة كأنه يعرف ما يجول في خاطرها. دفعها خجلها لتقول بشكل لاذع " من أين أحضرت ملابسك؟ أهي من أحد الأسواق الخيرية؟ ".
" ظننتك ستفرحين إن ارتديت ملابس ملائمة للدور الذي ألعبه. أنت أيضا قررت التخلي عن تمويهك المعتاد والظهور مثل امرأة عزيزتي هارييت ".
نجحت هارييت في تحويل شهقتها إلى نفس عميق وقالت: " أيمكنني تذكيرك أن ما يجمعنا لا يتعدى الصفقة التجارية لذا أنا لست بحاجة إلى ملاحظتك المتميزة؟ ".
رد روان بصوت ناعم كالحرير" مع ذلك لا يمكنني المقاومة أحيانا. أيمكننا إكمال الجولة في الحدائق؟ فهي جميلة جدا ".
وقفت بمواجهته وقالت"حسنا ما سبب هذه الزيارة غير المتوقعة؟ أتريد تفحص المكان لترى إن كان يمكنك كسب المزيد ؟ إن كان هذا ما ترمي إليه فسوف يخيب ظنك سيد زاندروس. ستحصل على المعرض وبعض الأموال ولا شيء آخر. لن تسمح لك اتفاقية ما قبل الزواج بطلب أي شيء آخر ".
لم يبد روان أي اهتمام بل قال " لا أطيق صبرا حتى أقرأ هذه الوثيقة الرائعة. لم يدفعني سوى الفضول للقدوم إلى هنا عزيزتي هارييت. أردت أن أرى ما المميز بهذا المكان والذي يدفعك إلى هذه المخاطرة من أجل امتلاكه. أهذا مفهوم السعادة بنظرك؟ ".
" لا أتوقع منك أن تفهم، كما أن هذا الموضوع لا يعينك ".
" أظنه بات يعنيني بما أنني سأتزوج بك ".
" حسنا! لن نتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن. ما يهمني هو: كم تنوي البقاء هنا؟ "
" سأغادر في الصباح. علي القيام ببعض الأعمال من أجل المعرض. أتشعرين بالاطمئنان الآن؟ "
" ليس بالضرورة لذا دعني أوضح أمرا ما. هذه ستكون زيارتك الأولى والأخيرة لهذا المنزل. غدا عندما ترحل، لن تعود أبدا تحت أي ذريعة ".
أجاب روان ببرودة أعصاب "على جدك أن يتخذ هذا القرار فأنت لم تصبحي الآمرة هنا بعد عزيزتي هارييت. تذكري هذا جيدا ".
أخذ يحدق بها بشيء من الاحتقار وأضاف قائلا" الآن أفضل إكمال جولتي في الحديقة وحيدا. رفقتك لا تزيد المناظر الطبيعة جمالا ".
ثم مشى مبتعدا وتركها تحدق في أثره فاغرة فمها. أخذت تفتش حولها عن شيء يحوله إلى كومة رماد لكنها لم تجد شيئا. لم تعد هارييت إلى البيت مباشرة. إنها بحاجة إلى استعادة السيطرة على نفسها كي تتمكن من تحمل نظرات جدها الحادة وتصبح جاهزة لاستجوابه. مع ذلك لم يكن جورجي فلينت وردة فعله المحتملة على الأحداث ما يسيطر على أفكارها. قامت بجولة بطيئة على المرجة. وللمرة الأولى لم تنجح هذه الحدائق التي تعرفها وتحبها بالتخفيف من شعورها بالقلق لأن روان زاندروس يعترض طريقها.كيف تجرأ على التحدث إليها بهذه الطريقة؟ كيف دفعته الوقاحة للمجيء إلى غريس ميد دون دعوة أو ترحيب؟ يا له من متطفل وقح ليأتي إلى عالمها الخاص والمحبوب حسنا!عليها أن تعلمه بسرعة بعدم إعجابها بتطفله. يجب أن يجعله هذا الاتفاق يدرك موقعه الحقيقي. هذه الزيارات الحميمة ليست على جدول أعمالها أما هو فعليه أن يتعلم الدرس منذ البداية.
وجدت هارييت جدها في غرفة الرسم. استدار ونظر إليها رافعا حاجبيه. قال:" هل أنت وحدك؟ ".
ابتسمت بإشراق وقالت: " تبين أن دور الدليل السياحي لا يناسبني فأكمل روان الجولة بمفرده ".
أومأ لها جدها لتجلس على الأريكة قبالة كرسيه: " لم يحصل خلاف بينك وبين خطيبك بهذه السرعة أليس كذالك؟ ".
" بالطبع لا "
" بدا لي أنك تفاجأت بوجوده هنا. عسى ألا يكون هذا الموضوع قد سبب خلافا بينكما ".
هزت هارييت كتفيها وقالت بدهشة " لا يفوتك شيء أليس كذلك يا جدي الحبيب؟ ".
" أحاول ذلك يا حبيبتي ".
" حسنا لأكون صادقة شعرت بالقليل من الاستياء عندما أدركت انه سرق الأضواء.أردت أن أخبرك بنفسي عن الخطوبة ".
قال بجفاء واضح " أنا واثق من ذلك "
" ليس هناك أهمية للموضوع. موافقتك على اختياري هي الأهم ".
" دعيني أقول أنني أجده شابا مثيرا للاهتمام بشكل كبير. أخبرني أنكما التقيتما من خلال عمله ".
ما زال ذلك الحدث يملك القوة ليجعلها تصر على أسنانها. ابتسمت هارييت بتوتر وقالت: " هذا بالتحديد ما حدث. أثر ذلك اللقاء بي بطريقة لا تنسى ".
" إذا اكتشفت حينها انه يمتلك موهبة حقيقية ".
" نعم...نعم.إنه يستعمل الألوان بطريقة رائعة وعاطفية ".
" هل سيجني أموالا كافية ليعيل زوجة...عائلة؟ "
" أعتقد ذلك.على أي حال أنا لن أترك عملي ".
" آه لكن ألم يخطر ببالك أن رأي زوجك العتيد قد يكون مغايرا لرأيك؟ "
شعرت أنها على وشك الانفجار وكادت تقول: " لماذا...؟ ما الذي قاله لك؟ "
عوضا عن ذلك قالت بهدوء: " بطلق الأحوال علينا أن نكون عمليين ".
" لطالما كنت كذلك هارييت.تجدين الحلول لأي مشكلة تعترض طريقك وتحاربي لكي تبقي في مركز الصدارة. هذا أمر مميز في شخصيتك لذا يفاجئني أن يكون إحساسك هو ما جذبك هذه المرة إلى أعمال روان. هذه المرة تبعت قلبك لا عقلك.أنا أهنئك!في الوقت نفسه لا يسعني سوى التساؤل إن كنت تعرفين...حقا ما أنت بصدد القيام به ".
انضم روان إليهما وراح يمدح الحدائق بصوت هادئ و صدق واضح. انتبهت هارييت بمرارة إلى أنه يعرف ما الذي يتكلم عنه. خلال العشاء أحست كأنها تمشي حافية على زجاج محطم. انتظرت أن يسأل جدها شيئا عن علاقتهما...عندها ستتخبط في الإجابة وتسبب الإذلال لنفسها.انتبهت أخيرا أن روان يتلاعب بالحوار بهدوء وذكاء فيحول المواضيع التي تجهلها هارييت إلى مواضيع عامة. بهذه الطريقة راح ينقل إليها معلومات ويخبرها أشياء من المفترض أن تعرفها عن الرجل الذي هي على وشك الزواج به.
ذكر روان على سبيل المثال أن والده ما زال على قيد الحياة وأنه يسكن في اليونان.أضاف بشكل عرضي أن والداه انفصلا عندما كان طفلا لكنه لم يتطرق للتفاصيل. عندما قال إن والدته المتوفاة هي فانسيا أبوت الفنانة المشهورة برسم المنمنمات شعرت هارييت بدهشة كبيرة وجاءت دهشة جورجي فلينت موازية لدهشتها لكنه قال" هذا يفسر موهبة الرسم التي تقدرها حفيدتي كثيرا. يصح في حالتك المثل القائل "التفاحة لا تسقط بعيدا عن الشجرة ".
تساءلت هارييت بتجهم أهذا صحيح أخذت تراقب من تحت رموشها التواء شفتي روان بينما رفع كوبه ورشف شرابه. أصحيح ما يدعيه روان عن ارتياده مدارس الإنجليزية لا بد أن جدها سوف يتأكد من الأمر. فكرت بحنق يا إلهي ما كانت هذه السخافات لتحدث لو بقي روان زاندروس بعيدا عنها. واهتم بشؤونه الخاصة. بعد انتهاء العشاء شعرت هارييت بالارتياح عندما قبل روان دعوة جدها اللطيفة للتحدي في لعبة الشطرنج. ما أن جلسوا أمام الطاولة ذات اللونين العاجي والأسود حتى تصنعت التثاؤب. قالت بلطف " آه يا إلهي هذا الأسبوع نال مني. إن أذنتما لي سأنام باكرا الليلة ".
وتوجهت خارجة من غرفة الرسم آملة أن تصل إلى غرفتها بسلام. لكن عندما وصلت إلى أسفل الدرج سمعت روان يناديها. نظرت حولها برعب ثم رأته يغلق باب غرفة الرسم خلفه ويسير نحوها عبر الردهة سألته بنبرة دفاعية " ما الذي تريده؟ ".
هز روان كتفيه ولمعت عيناه بالفرح "أنا بالكاد أطبق التعليمات حبيبتي أرسلني جدك لأتمنى لك ليلة هنيئة...برومانسية وعلى انفراد بينما يفكر بحركته الجديدة في الشطرنج ".
" حسنااعتبر الأمر منتهيا.أتمنى أن تتذكر تلك السخافات التي ذكرتها على العشاء لأنه يملك ذاكرة كذاكرة الفيل. ما الذي دهاك لتختلق كل تلك الأمور؟ "
" ظننته يريد أن يسمعها عزيزتي هارييت. أردت طمأنته أنك لا ترمين نفسك على شخص...نكرة ".
قالت هارييت باحتقار " لست نكرة بل كاذب ومحتال لكن ذلك قد يكون في صالحي. على الأقل لن يتمكن جدي من الاعتراض على الطلاق عندما أخبره باكية كيف خنتني وخدعتني ".
نظر إليها بتأمل: " ألا تظنين أن ما تقولينه قاس بعض الشيء...على شخص لا يريد سوى سعادتك؟ ".
" المشكلة هي أنني وجدي لا نتفق على مفهوم الزواج. دعني أذكرك أنني أدفع ثمن إذعانك لرغباتي لا ثمن آرائك سيد زاندروس! "
قال روان بنعومة" ربما أنت من يحتاج إلى هذا التذكير ".
وضع يده على كتفيها دون تحذير وجذبها نحوه. قبل أن تستطيع هارييت الاعتراض عانقها عناقا طويلا. حاولت أن تقاوم وتحرر نفسها لكن قبضتيه أظهرتا الكثير من القوة والتصميم. بالكاد استطاعت التنفس ناهيك عن التكلم أو التفكير. شعرت بالدوار وراحت الشرارات الصغيرة الملونة تتراقص أمام عينيها المغمضتين فيما استمر روان بمعانقتها حاملا إياها إلى دوامة مظلمة وأبدية...
كما بدأ الأمر فجأة توقف فجأة. تراجع روان إلى الخلف تاركا مسافة بينهما. أخذت عيناه السوداوان تراقبانها.وقفت هارييت في مكانها. تمايلت قليلا وبدا عقلها مشوشا... مفككا.حاولت التكلم لكنها لم تستطع...
" أيكفيك هذا الكم من الإذعان حبيبتي؟ لا أريد أن تشعري بضياع أموالك سدى. الآن اذهبي إلى سريرك.أتمنى لك أحلاما سعيدة ".
شعرت كأن صوته يأتيها من أرض قاحلة شاسعة. سرعان ما استدار روان وذهب عبر الردهة إلى غرفة الرسم.
تركها في مكانها ترتجف وهي تشعر بالدوار. أدركت فجأة أنها أصبحت تشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى.

انتهى الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:16 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

الفصل الخامس
لن أسامحك


هذا العناق ليس عاطفياً حتى امرأة دون خبرة سابقة مثل هارييت يمكنها إدراك ذلك. على العكس من ذلك إنها إهانة متعمدة. استفزته فرد عليها بطريقته وانتهى الموضوع.
مازالت هارييت تشعر بتورد طفيف في وجنتيها. أدركت باشمئزاز وجود وخز غريب في أنحاء جسمها... سيستغرق نسيان هذا الأمر الكثير من الوقت. تنهدت بقوة إذا لم يسبق لأحد أن تعامل معها بهذه الطريقة. لم تتوقع حدوث ذلك لذا لم تتمكن من القيام بأي خطوة مراوغة. حسناً! يجب ألا ينتهي الموضوع عند هذا الحد. عليها القيام بشئ ما في الصباح. لكن... ما هو؟
حل الصباح وهارييت مستلقية في سريرها لا تملك أدنى فكرة عن طريقة تعاملها مع هذا الوضع. ربما عليها التخلي عن الفكرة بأكملها. سيتوجب عليها أيضاً الاعتراف لجدها وتحمل العواقب. لن تستطيع إخفاء الحقيقة لوقت طويل حتى إن أبقى روان فمه مغلقاً وهى بالطبع لا تضمن صمته. هذا يعنى تحملها لغضب جدها وخيبة أمله لأنها حاولت خداعه ومن الطبيعي أن يفقد ثقته بها إلى الأبد. شعرت بالدموع تحرق عينيها. أخبرت نفسها بأسى: ما كان على البدء بهذا الأمر. ليس هناك شئ... أي شئ يستحق هذا النوع من الألم. ذلك الحقير محق في ما قاله. عليه اللعنة ذكرت نفسها بغضب أن هذا الحقير سيستمر بالتواجد حولها وعليها التعامل معه. يجب أن تفي بالتزاماتها نحوه. تم الاتفاق بشأن صالة العرض لذا لا يمكنها فعل المزيد. إذاً عليها أن تعطيه الأموال المتفق عليها ثم تجعله يتركها ويرحل. لكن ربما هذا هو بالضبط ما يسعى إليه
جلست هارييت فجأة. ربما اكتشف روان كيف يغضبها إلى أقصى الحدود وذلك العناق لم يكن سوى حيلة مدبرة ليجعلها تلغى الخطوبة. بهذه الطريقة سينتهي دوره في الاتفاقية فيغادر بعد أن يحصل على مبتغاه. حسناً لن يربح إلا إن سمحت له بذلك. سوف توضح له أنها لا تريد سوى اسمه على وثيقة الزواج وبعدها ليفعل ما يحلو له. في الوقت نفسه عليها الاعتراف أنه أجبرها على الإحساس به كرجل. فجأة أصبحت الأمور على درجة كبيرة من الخصوصية. يا إلهي! إنه هنا... نائم في إحدى غرف الضيوف أو ربما مستيقظ ويفكر... فكرت على أن أكون أكثر حذراً
عندما وصلت إلى غرفة الطعام كانت تشعر ببعض التوتر والنعاس. وجدت روان وحيداً هناك وهو على وشك إنهاء طبق غنى باللحم المقدد الفطر والبيض المخفوق. وقف بتهذيب وقال: " حبيبتي طلب منى جدك إعلامك أنه سيتناول فطوره في غرفة نومه ".
وضعت هارييت بعض الحبوب في وعاء ثم أضافت الحليب.
قالت بعبوس:
" آه هو ليس مريضاً. أليس كذلك؟ "
" لا مطلقاً أظنه يعتقد أننا نود البقاء على انفراد لبعض الوقت ".
عندما جلست عاد روان إلى مقعده. سكب فنجان قهوة وأعطاها إياه. جعلها هذا التصرف الحضاري تصر على أسنانها: " إنه مخطئ تماماً. كيف جرت لعبة الشطرنج؟ ".
" لم يستطع أي منا إيجاد نقطة الضعف عند الآخر ".
" لا يملك جدي أي نقاط ضعف. أقترح أن تنفذ ألاعيبك في مكان آخر في المستقبل ".
" لم يساهم نومك المبكر في تحسين مزاجك عزيزتي هارييت هل بدلت رأيك بشأن الزواج بى؟ "
قالت بصمت فقط في أحلامك وبصوت مسموع قالت بحماس " بالتأكيد لا يبدو أنك أعجبت جدي لذا يمكننا إتمام المراسم بمجرد أن توقع على وثيقة ما قبل الزواج ".
" لكنه أخبرني أنه لا يوافق على الزواج المدني ".
" أتقصد أنك دعوته؟ "
" ظننت أنه يود أن يسلمك لي عزيزتي هارييت ".
" حسناً الحمد لله أنه لا يود ذلك. ما علينا سوى إنهاء الاتفاق ثم يذهب كل منا في طريقه ".
ثم ابتسمت بفتور " سأبقى على اتصال بك ".
ساد الصمت لفترة ثم وقف روان وقال بلطف مبالغ فيه " حسناً أنا لا أفكر سوى باللحظة الحالية. الآن على أن أتركك عزيزتي هارييت. ستأتي سيارة أجرة لتقلني إلى المحطة ".
توقف قليلاً ثم أضاف " لا ضرورة لأن ترافقيني إلى الباب. يمكننا أن ندع جدك يفترض أننا ودعنا بعضنا بحنان وعلى انفراد ".
قالت بتوتر " لكنني أفضل التأكد من ابتعاد الزوار عن هذه الملكية ".
رفع روان حاجبيه وقال " لديك الكثير من الشكوك تجاه الآخرين جميلتي ".
" من فضلك لا تنادني بهذا الاسم السخيف. أنا لست جميلة ولست لك.
حدق بها لوقت طويل فشعرت بدقات قلبها تتسارع رغماً عنها. بعدئذ تكلم بصوت لا يحمل أي دلالة غضب " من الصعب إرضاؤك هارييت لكنني لن أكف عن المحاولة ".
توقف قليلاً ثم أضاف " والآن، أكملي فطورك بسلام ".
رحل روان تاركاً هارييت جالسة عند الطاولة تحدق في العدم. لم تمس فطورها ولم تعد تريده.
أيقنت هارييت يوم الزفاف أنها سترتدي الفستان القشدى اللون للمرة الثانية هذا إن لم تشأ ارتداء إحدى البذلات السوداء الكثيرة المملة التي تملأ خزانتها. عندما ألقت نظرة تفحصية على نفسها في المرآة تمنت رغماً عنها لو اشترت فستاناً خاصاً للمناسبة. بالطبع ليس فستان زفاف أبيض بل فستاناً بسيطاً جميلاً يمكنها أن تلبسه في السهرات الصيفية خلال عطل الأسبوع في غريس ميد. لهذه المرة فقط ربما وجب عليها رفع شعرها بشئ من الأناقة. سألت نفسها بنفاذ صبر لم أعذب نفسي بهذه الأمور؟ وكأن هذا زفاف حقيقي أو أنني بالفعل عروس حقيقية. ربما يأتي روان مرتدياً سروال جينز.
مع ذلك لم تشعر بالرضي على مظهرها عندما ألقت نظرة أخيرة على نفسها وغادرت غرفة النوم.
مع ذلك لم تشعر بالرضي على مظهرها عندما ألقت نظرة أخيرة على نفسها وغادرت غرفة النوم
سبق وطلبت سيارة أجرة لتقلها إلى المحكمة لكن ما زالت أمامها خمس دقائق أخرى. حررت الشيك لروان ووضعته في مغلف مع واحدة من بطاقات الشركة الصغيرة. بعد لحظة من التفكير أخرجت البطاقة ودونت عليها " مع أمنياتي لك بمستقبل جيد ".

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لن ترحل الشمس, احلام, دار الفراشة, روايا رومانسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, the virgin's wedding night
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية