لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-16, 06:54 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

توقف قليلا ، ثم تابع " لكن يا آنستي هو بالفعل بحاجة إلى راع .. إلى شخص لديه معارف في عالم الفن وصالات العرض ليكتسب الشهرة"
بحث في درج مكتبه ثم سلمها بطاقة تبدو بسيطة وتحمل كلمة واحدة " روان" ورقم هاتف خليوي
تأملت هارييت البطاقة متسائلة ما إذا كان روان هو اسم هذاالشخص الأول أم اسم عائلته
ثم قالت "إنها بالفعل بسيطة ومقتصرةعلى المعلومات الأساسية"
"في بداية الحياة المهنية لا تكون الأمور سهلة" .
"أعتقد أنك محق"
دست البطاقة في الجيب الجانبي لحقيبتها بنية التخلص منها لاحقا فقد اعتبرت أن سؤالها عن اللوحة مجرد نزوة لا تعرف مصدرها وخير لها ان تنساها .
بالأضافة إلى ذلك أخذت تفكر عندما خرجت إلى الشارع الذي تغمره الشمس أنها مشغولة في الوقت الحالي بقضاياها الخاصة التي عليها أن تناضل لأجلها.
كتمت هارييت تنهيدة وبدات تمشي بسرعة عائدة نحو مكتبها . إنها بالطبع تحب جدها وتدين له بالكثير لكنها أيضاً تعرفه جيدا .
جورج فلينت أشبه بآكلي اللحوم إنه ديناصور المستنقعات بشحمه ولحمه .
لطالما كان كذلك وبالتأكيد هو ليس في وارد التغير الآن في هذه المرحلة من حياته وفي وضعه الصحي الحالي
مهما كانت مطالبه منافية للمنطق والعقل من غير الحكمة التغاضي عنها على أمل أن ينساها .
اكتشفت هارييت هذه الحقيقة الآن على حسابها الشخصي .
طغى على مخيلتها الآن ذلك المشهد حين أعلنت والدتها ذات الثماني عشر سنة بتحد أنها حامل وأن زواجها من والد الطفل مسألة مستحيلة وأنها لن توافق أبداً على الإجهاض .
لا بد أن الانفجار الذي تلا ذلك التصريح قد سجل رقما قياسيا على مقياس رختر . في الواقع أحدث هذا الخبر شرخا في العائلة وأدى إلى طرد كارولين فلينت من منزل والدها لا سيما بعدما رفضت التكفيرعن خطاياها وعرض طفلتها للتبني .
مضت ست سنوات قبل عودة التواصل مع العائلة
قالت لها والدتها بلطف ذات يوم " جدك يريد رؤيتك يا حبيبتي ". هذا يعني أنالإبنة الضالة أعطيت فرصة ثانية .
أما شريكها في ذلك الوقت وهو عازف غيتار عاطل عن العمل يدعى براين
فنظر إلى الأعلى صوبها وقال" لا تفعلي ذلك يا أميرتي بإمكاننا الاستفادة من هذه الطفلة السمينة".
ذهبت هارييت وأمها في اليوم التالي إلى غرايس ميد وعندما انعطفت سيار ة الأجرة التابعة للمكتب نحو الممر بدا المنزل أمامها .
أطلقت هارييت شهقة فرح ملؤها الذهول والشك بعد الشقق الرخيصة التي اعتادت عليها بدت إمكانية ارتباطها بهذا المكان الجميل أمرا ساحرا .
مع مرور الوقت اكتشفت هارييت أن غرايس ميد ليست مكانا جميلا على الإطلاق .
جدها فينتن الأول وهو تاجر غني من فيكتوريا اشترى بيتا كلاسيكيا زين واجهته بزخرفة قوطية ثم أضاف ابراجا صغيرة على جانبيه تذكره ببيته الاسكوتلندي .
في الواقع ما قام به جدهاالأول يعد بالفعل عملا تخريبيا لكن رؤية ذلك البيت للمرة الأولى جعلت هارييت تلهث بتعجب لا سيما عندما لامست شمس الأصيل النوافذ وصارت الحجارة تلمع كالذهب .
أقنعت هارييت نفسها أن هذا القصر خيالي وأن والدتها أميرة حقيقية كما أسماها براين لانهأ ولدت هناك

جرت المقابلة بين جورجي فلينت وابنته الضالة بسرية بينما أخذت امراة عجوز سمينة هي مربية كارولين القديمة هارييت إلى المطبخ وأمطرتها بكميات من الحليب وقطع الكيك الصغيرة المجلدة التي حضرتها السيدة وايد وهي الطباخة ومدبرة المنزل خصيصا لهمها .
عندما انضمت هارييت اليهما أخيرا كانت والدتها تبتسم بتصميم صارم لكن عينيها بدتا حمرأوين.
" افرحي يا حلوتي ستبقين هنا مع جدك وسوف تقضين أوقاتا رائعة أتوقع أن يدللوكِ إلى اقصى الحدود . الا توافقينني الرأي نانا ؟".
سألتها هارييت بارتباك " الن تبقي هنا أنت أيضاً ؟"
هزت كارولين رأسها وقالت " سوف اذهب مع براين حبيبتي . لديه
جولة رائعة في أميركا . سنغيب لوقت طويل جدا لذا من الأفضل أن تبقي هنا . من الرائع أن تكبري في هذا المكان".
قالت هذه الكلمات وعلا وجهها الجميل للحظة شيء يشبه الندم .
أثبتت الأيام صحة ما رأته هارييت ذلك أنها لم تعش أبداً بعد ذلك مع والدتها كانت تراها من وقت لآخر ثم اصبح عدد هذه الزيارات يتناقص
أصبح منزل غرايس ميد حقيقة ثابتة في حياتها . أصبح بيتها .
ولحظة الذهول الأولى تلك لم تذو أبداً . بعدما تعودت على القيود التي تفرضها لندن وجدت أن المنزل والأراضي الشاسعة المحيطة به زودتها بملعب سحري ترتاده لساعات وساعات . تنافست كل من المربية والسيدة وايد معا لتزويدها بكل ما من شأنه منحها الشعور بالراحة والأمان .
أما بناء علاقة مع جدها فأخذ وقتا طويلا . في البداية كان صعب المراس قليل الكلام وفظا نوعا ما
أحيانا كان يراقبها وكأن شيئا ما يربكه
ثم سمعت في أحد الأيام إحدى النساء المحليات تشير إليها قائلة " طفلة كارولين المسكينة أنت لن تعرفي الحقيقة أبداً . أليس كذلك؟" .
يومها فهمت هارييت كل شيئ .
في اليوم التالي وجدها جدها في المكتبة المرصوفة بالكتب . كانت مستغرقة
في قراءة كتاب " الزنبقة السوداء " وهي تلف خصلة شعر على إصبعها . لم تلاحظ أنها لم تعد وحدها وعندما رفعت نظرها رأته يراقبها
ارتبكت هارييت وتوقعت أن يغضب منها لكن ابتسامته المفاجئة حملت حنانا غريبا .
قال لها " أمك كانت تقوم بهذه الحركةعندما تقرأ وهذا كتابها المفضل أيضاً"
جلس جدها على كرسي كبير بجانب المدفأة وراح يتحدث إليها مشجعا إياها لتخفف من خجلها وتقول كل ما يدور في ذهنها
عندما تفكر بالماضي يمكنها أن تصف طفولتها بأنها جيدة جدا على الرغم من غياب والدتها المستمر والطويل .
في البداية استلمت رسائل من الولايات المتحدة ثم من أوروبا ومع مرور السنوات تناقص عدد الرسائل ثم توقف نهائيا . آخر اتصال بينهما كان بطاقة في عيد ميلادها الحادي والعشرين .
يبدو أن كارولين كانت حينها في الأرجنتين . لم يرد أى عنوان على تلك البطاقة
ومنذ ذلك الحين لم يتوفر أي دليل يثبت إن كانت والدتها ما زالت على قيد الحياة أم لا .
تقبلت هاريت مع مرور الوقت ان والدتها تعيش فقط وفقا لقوانينهاالخاصة وتعتبر أن وجود ابنتها في هذه الحياة مجرد ماض رمته خلفها منذ أمد بعيد .
كل ما بقي لها لتذكره عن والدتها هو جمالها وتمتعها بالحياة بالرغم من إخفاقها في ذلك .
حأولت نسيان الجوانب السيئة في علاقتهما إلا أن علاقتها بجدها ظلت غريبة نوعا ما مع إنها لم تفتقد العاطفة يوما .
بدا جورجي فلينت عازما بوضوح على منع هارييت من اتباع خطى والدتها لذا وجدت هارييت حياتها مقيدة بعاطفة استبدادية حرمتها حريتها .
حدث أول تصادم كبير بينهما وهي في الثامنة عشرة من عمرها .
ما إن تركت هارييت مدرسة الراهبات حتى أعلن جدها أنه وجد لها مؤسسة سويسرية تمكنها من تحسين مهاراتها في اللغات الأجنبية وأخذ دروس في الطبخ .
حدقت به هارييت فاغرة فمها ثم قالت "أتعني ذلك حقا ؟ جدي لا بد أنك تمزح . من يسمعك يظن أننا نعيش في القرن الماضي".
عقد جدها حاجبيه وسألها " ألديك فكرة أخرى ".
حأولت أن تطبع أفضل ابتساماتها على شفتيها وقالت " بالطبع قررت أن أعمل في شركة العائلة أريد أن أرفع اسم فلينت عاليا".
أطلق جدها ضحكة قاسية ، وقال " أنتِ .. تريدين العمل في شركة فلينت ـ أودلاي ؟ من أين أتتك هذه الفكرة السخيفة ؟ ".
"يبدو لي هذا خيارا واضحا".
اجابها بنبرة قاسية جدا " حسنا إنه ليس واضحا بالنسبة لي . فماذا تعرفين بحق السماء عن العمل الذي نقوم به ؟ ما الذي تعرفينه عن إدارة الملكيات والتعامل مع مختلف أنواع المستأجرين العقود الصيانة... والالف قضية وقضية التي ستواجهينها وأنت مجرد طفلة صغيرة خرجت لتوها من المدرسة ؟ ".
رفعت هارييت ذقنها وقالت دون تردد " قد تكون معرفتي بقدر معرفتك أنت وغوردن أودلاي عندما بدأتما في الخمسينات من القرن الماضي وهي بالطبع أفضل من معرفة جوناثان أودلاي صاحب النتائج المتدنية في كلية الفنون الجميلة ".
زادت حدة لهجتها وهي تضيف " .. مع ذلك استقبل بالترحاب من قبلك . بوسعي التغلب عليه بسهولة إذا تم إعطائي فرصة "
توقفت قليلا ثم تابعت " انا لست مجرد طفلة صغيرة كما تدعي بل كما يقال .. أنا سرّ جدي ... كل ما أريده هو فرصة لإثبات ذاتي ".
أضافت بصوت منخفض " ظننت أن قراري هذا سيفرحك ".
أجابها جدها بنبرة صوت لاذعة " إذا عليك إعادة التفكير بالأمر فلدي خطط مختلفة لمستقبلك يا فتاتي ".
"لكن يا جدي الحبيب هذا المخطط لن ينجح أبداً . أنت تعرف ما يقال عن الأشخاص العاطلين عن العمل ".
شاهدت تعابير وجهه تقسو بغضب حقيقي ثم قال "أتقصدين والدتك بكلامك هذا ؟".
عضت هارييت على شفتها وقالت " لا ! أنا حقا لم أقصدها بكلامي "
ثم تابعت في سرها مع ذلك أعتقد أنها لو حصلت على عمل حقيقي وعلى مهنة عوضا عن بقائها في البيت لتلعب دور الإبنة المطيعة لربما تغيرت الأمور . لعل تلك العلاقة العاطفية الأولى كانت فرصتها لتكون على طبيعتها ...
أضافت " على أي حال أنا أود تخطي هذه الامتيازات الاجتماعية والبدء بكسب لقمة عيشي ككل الأشخاص الذين أعرفهم".
ساد الصمت لفترة ثم قال جدها " حسنا لا داعي للاستعجال كثيرا في أخذ قرار بشأن مستقبلك لم لا تأخذين استراحة لمدة سنة فتقضين بعض الوقت في المنزل قبل قرارك النهائي ؟ إذا كنت تريدين مهنة فهناك الكثير من الفرص في العمل التطوعي".
أخذت هارييت نفسا عميقا وقالت " اتخذت قراري جدي لدي مقابلة عمل لمنصب مساعد في قسم مراجعة الإيجارات مع لاري بروترتون يوم الاثنين ".
قال جدها بتوعد " الم يجد أحدهم أن من الملائم ذكر هذا الأمر أمامي ؟ من المفترض أنني ما زلت رئيس مجلس الإدارة ".
"افترضنا أنك منشغل بأمور أهم من توظيف عاملة بدرجة متدنية جدا . على أي حال قد يرفض السيد بروترتون توظيفي" .
" أشك كثيرا في هذا" .
ظل صامتا للحظة ثم قال بصوت خشن " أفترض أنه لا يمكنني منعك ما دمت مصممة شركة فينت ـ أودلاي ستكون جيدة لك على أن تصبحي مستعدة للاستقرار
ضحكت هارييت حينها وأجابت " بالطبع ".
بدت سعيدة بانتصارها فلم تلحظ المضمون الواضح لكلماته الا وهي اعتبار العمل لدى فلينت " أودلاي مجرد اتفاق مؤقت ينتهي حالما تحقق قدرها الأنثوي القاضي بإقدامها على زواج جيد"
عندما نالت هارييت الوظيفة أخذت تعمل بجهد كبير وسرعان ما تمت ترقيتها . الآن وبعد ست سنوات أصبحت تحتل مركزا إداريا وتتلقى أجرا شهريا يتماشى مع مركزها هذا بالأضافة إلى علأوات سخية .
وهناك احتمال بأن يسمح لها بتوسيع قسم الإدارة الإعلامية للشركة خارج لندن . بالطبع ، إذا سار الاجتماع الذي سيعقد عصر اليوم كما تريد وهذا ما هي مصممة على تحقيقه .
قد لا تكون هارييت محبوبة من زملائها وهي تعرف أنهم في غيابها يطلقون عليها لقب" هارييت العجوز المحبة للخصام " لكنهم غير قادرين على انتقاد إنجازاتها وهذا كل ما يعنيها .
فكرت هارييت بمرارة فقط لو أن جدها يشعر بالرضى مدركة استحالة حدوث ذلك . رأيه بمهنتها لم يتغير أبداً فهو يعتبر عملها مجرد تسلية لها حتى تبدأ حياتها الحقيقية وتجد لنفسها رجلا مناسبا .
خلال العام المنصرم زادت حدة مواقفه .
قال لها ذات مرة بتذمر شديد " غرايس ميد هو منزل لعائلة وليس لامرأة عزباء . أعثري لنفسك على رجل محترم واجلبيه إلى المنزل على أنه زوجك وإلا سأغير الوصية وأتدبر أمر بيع المنزل بعد وفاتي ".
حدقت هارييت فيه " أنت لست جديا جدي لا يمكنك ذلك ".
أجابها وصوته ينذر بالشؤم " إنني أعني كل كلمة قلتها . سوف أعين موعدا أخيرا هارييت . إن لم تكوني مخطوبة أو بالأحرى متزوجة عند حلول عيد ميلادك القادم سوف أكلم المحامين الذين يعملون لدي بصفتك وريثتي ستكونين فريسة لأي محتال عذب اللسان يصادفك وأنا أنوي رؤية رجل قوي بجانبك ".
أخذت هارييت تلهث من الصدمة والغضب " لا أستطيع التصديق هذا النوع من التفكير يعود إلى عصر نوح ".
أومأ جدها براسه بشكل مروع وقال" في سفينة نوح كان هناك اثنان من كل صنف من المخلوقات تماما كما أرادت الطبيعة . إذا كنت تريدين هذا المنزل قومي بالمثل".
فيما هارييت مستغرقة في ذكرياتها ، لمحت صورتها في واجهة أحد المحال التجارية ورأت عبوسا شديدا جدا يعلو وجهها
عدلت تعابيرها بسرعة على خطوط أكثر قبولا . سبق لها أن وضعت قانونا صارما يقضي بعدم إدخال أي من مشاكلها الشخصية إلى المكتب لذا لا علم لأحد بالفترة العصيبة التي تواجهها حاليا في حياتها الخاصة .
عصر هذا اليوم عليها أن تبذل جهودا جبارة لتكسب الموافقة على البرنامج التوسعي وهي على يقين بأن جوناثان أودلاي سيهاجم خططها .
الاعتراض هو دافعه الوحيد للقيام بمهاجمتها . تملكه غضب شديد عندما تغلبت عليه في مسألة تعزيز الرهانات وعليها أن تكون ممتنة لأن اللقب الذي أطلقه عليها كان رد فعله الوحيد .
لحسن الحظ أنه لم يسمع قط اللقب الذي أطلقته عليه هارييت في سرها . مرت أوقات أرادت فيها أن تمسك به من ربطة عنقه المصنوعة من الحرير الخالص ،
وتقول " اسمع أيها الأحمق المثير للشفقة نحن في صف واحد . توقف
عن عرقلة مشاريعي بصورة دائمة ".
لكن هذا التصرف ليس من ضمن سياسة الشركة . تعلم هارييت أنها أهانت غرور جوناثان الذكوري منذ مدة طويلة فهي الوحيدة التي لم تقدر وسامته وسحره مع أنه أثار إعجاب السكرتيرات الصغيرات منذ انضمامه إلى الشركة .
الفكرة الاساسية التي كونتها عنه هارييت هي انه كثير الاعتداد بنفسه ومنذ ذلك الحين لم تجد سببا لتغير رايها به أما اليوم فهي بحاجة على كل ذرة صبر تمتلكها لتتعامل معه .
عندما اجتازت المنعطف باتجاه الساحة حيث تقع مكاتب فينت ـ أودلاي رات هارييت بعض الناس المحتشدين خارج الحديقة الصغيرة المسيجة قبالة المبنى وهم يراقبون شيئا ما بتمعن .

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 19-11-16, 06:55 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

بطأت هارييت سيرها قليلا متسائلة عما جذب اهتمامهم . لربما هناك حادث ما ويتوجب عليها المساعدة .
عندما اتضح الموقف عقدت حاجبيها إذ أدركت أنهم
يراقبون عمل ذلك الشاب الذي رأته في المطعم ذلك الرسام الذي يشبه قطط الأزقة .
كان جالسا هناك على حائط منخفض إحدى ساقيه تحته وهو يوازن لوحا على حضنه ويرسم بسرعة فائقة .
عندما وقفت هارييت تراقبه حمل الورقة التي كان يعمل عليها وسلمها مع انحناءة على الفتاة الواقفة أمامه وسط ضحك الملتفين حوله وتصفيقهم .
إذا هو لا يرسم مشاهد متوسطية فقط بل أيضاً رسومات فورية . أهذا هو العمل الآخر الذي أتى لويجي على ذكره ؟ أحسن هارييت بخيبة أمل غريبة عندما احمرت صاحبة الصورة خجلا وضحكت ثم انحنت لتضع القليل من المال في الصندوق عند قدميه .
هذه الساحة هي مكان خاص ولا بد أنه يحتاج إلى تصريح خاص ليرسم هنا لكنها تراهن على أنه لا يحمل إذنا .
فجأة وكأن التقط موجات تفكيرها عبر ذلك الطريق العريض نظر الرجل إليها رافعا حاجبيه الداكنين مبينا أنه أدرك هويتها .
هذه المرة لم يرفع نظره عنها بل رمقها بنظرة متفحصة استقرت على وجهها ثم انتقلت بتمهل إلى جسدها كأنه يطرح سؤالا صامتا
تحديقه شدّ هارييت نحوه تماما وعزز لديها شعورا تجاه ذاتها اختبرته في لقائهما السابق . لم تفهم ذلك الشعور وهي بالطبع لم تقدره .
قالت له في سرها : إنك على بعد خطوة واحدة من الفقر والتشرد يا صديقي سواء كانت لديك موهبة أم لا لست أبداً في موقف يسمح لك بالتحدي وها أنت على وشك إدراك ذلك
ثم استدارت ودخلت إلى المبنى . قالت لرجل الأمن الواقف " ليز من فضلك أطلب من ذلك الشخص قبالة الطريق أن يرحل
أجبرت نفسها على الابتسام وتابعت " إنه يجعل المكان يبدو فوضويا ".
نظر إليها الحارس بتعجب وقال " إنه لا يسبب الأذى لأحد أليس كذلك يا آنسة ؟".
اجابت هارييت بنبرة حادة " إنه يشكل عقبة على الطريق ، على أي حال أفضل عدم مناقشة الموضوع ".
قالت في سرها فيما أقلها المصعد إلى الأعلى " ليس بمقدوري الاهتمام بهذا الأمر الآن . ويمكن لفنان لويجي الأليف أن يكافح في مكان آخر ".
ضغطت على أسنانها وخرجت من المصعد ثم انطلقت لتحارب من أجل قضية ذات أهمية حقيقية .
انتهى الفصل الاول

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 19-11-16, 06:58 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

معلش يبنات اتاخرت عليكوا بس الاكونت التانى مش راضى يفتح

يا رب تعجبكوا قوليلى رايكوا

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 19-11-16, 06:59 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

الفصل الثاني
هي في عينيه

حسنا لطالما كنت مصدر عون كبير لنا فما الذي دهاك بحق السماء؟ ظننت أن هذا التوسع التجاري هو مشروعك المفضل. مع ذلك بدوت في غيبوبة معظم الوقت. هذا ما قاله طوني مورتون رئيس هارييت المباشر بغضب بعد أن غادرا الاجتماع. قطب حاجبي وتابع
" ما المشكلة؟ أوقعتِ في الحب؟
شهقت هارييت: " لا.. لا! بالطبع لا ".
قال بعصبية: " هناك مشكلة ما! عندما كنتِ تتكلمين عن موقع الإنشاءات في ميد لاندز قلت " شاطئا " بدلا من " قناة " فماذا يعني ذلك؟ ".
" ربما كنت أفكر بالقناة كمكان لقضاء العطل وأوقات الفراغ ".
هذا هو العذر السخيف الوحيد الذي استطاعت هارييت الإتيان به. أضافت في سرها" تلك زلة لسان".
أقرت لنفسها أن تلك الزلة تنطبق عليها نظرية فرويد. بدا الجو حارا في غرفة الاجتماعات فأخذت هارييت تتذكر تلك اللوحة اللعينة من المطعم. للحظة شعرت بلسعة الشمس القوية والرمل الحارقة تحت قدميها الحافيتين. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد. لسبب مجهول اجتاح وجه ذلك الرجل الأسمر روان وعيها فجأة. بدت عيناه لامعتين بسخرية بل باحتقار. في تلك اللحظة وجدت نفسها تتلعثم وهذا الأمر مناف للمنطق. هز طوني رأسه وقال: " حسنا! لا يمكننا تحمل المزيد من زلات اللسان. لدينا ثلاثة أشهر لنحضر تقريرا آخر. لا أصدق أن هذه الخطة فقدت الأولوية ". عضت هارييت شفتها وقالت: " طوني أنا آسفة جدا! بالطبع أدركت أننا لن نحقق انتصارا سهلا مع ذلك نحن لم نفشل بالكامل ".
ذكرها بعصبية: " خسرنا مركز الصدارة يا عزيزتي وجلّ ما أتمناه أن تحضري نفسك بفعالية في المرة المقبلة تماما مثلما قاد جوناثان المعارضة اليوم ".
حسنا لا يمكنها المجادلة في هذا الأمر. شعرت هارييت بالإهانة فقد توقعت مواجهة معركة كالمعتاد وعوضا عن ذلك واجهها جوناثان بالأسف بدلا من الغضب متهما إياها بشكل غير مباشر بأنها تحاول الانفصال عن الشركة وتأسيس إمبراطوريتها الخاصة. سارعت هارييت إلى تقديم إنكار عنيف لكن ليس بالسرعة المطلوبة. أدركت أن بذرة الشك زرعت في عقول المجتمعين وأن أجراس الإنذار بدأت تُقرع.
عليها الاعتراف أن فكرة الهروب من مكاتب لندن بدت مغرية. قالت لنفسها بحزم هذه مجرد مرحلة مؤقتة. سأعود إلى طبيعتي. المشكلة هي أن عدة أمور تشغلني في الوقت الراهن.
رفعت هارييت كتفيها. تناولت حقيبتها وحقيبة كومبيوترها المحمول وتوجهت نحو الباب. عندما وصلت إلى منتصف الممر سمعت انفجارا من الضحك قادما من المكتب التالي. استطعت تمييز صوت جوناثان " من المفترض أن اشعر بالذنب لضربي الطفلة فلينت على رأسها لا سيما أنها الفرصة الأخيرة لهذه العانس اللعينة لتنجب أي شيء فأموال جدها كلها غير كافية لجعل أي رجل عاقل يقبل بالزواج منها. على الرغم من ذلك لا يسعني سوى الشعور بالقليل من الأسف. أعتقد حقا أنها ستشعر بالسعادة في مكتب خلفي حيث ستعمل على الآلة الكاتبة
أجابته مساعدته أنيتا بتملق وهي تطلق ضحكة ناعمة: " بل تعني أنك أنت من سيشعر بالسعادة لو حدث ذلك ".
أجاب جوناثان متشدقا " بالتأكيد ربما يجب تجربة الأمر. نعرض عليها لقب نائبة رئيس قسم دبابيس الورق ونرى ما سيحصل. في النهاية عملها هنا مجرد لعبة. أوضح جورجي العجوز الأمر منذ البداية. لا بد أنه متفاجئ من استمرارها في العمل حتى الساعة ويمكنني القول إن طوني سئم كثيرا من تحمل مسؤوليتها ".
وقفت هارييت في مكانها فاغرة فمها من الدهشة. تعدّى الأمر إطلاق الألقاب التافهة التي تدل على الحقد. يريد جوناثان أودلاي التخلص منها وعلى ما يبدو هو ليس الوحيد في ذلك. إذا ما حصل اليوم لم يكن مناوشة فقط بل إطلاق نار مفتوح في حرب لم تدرك أنه تم إعلانها وهي دون شك أصابت الهدف. شدت هارييت قبضتها على مقبض الحقيبة. رفعت ذقنها وسارت إلى الأمام ثم توقفت عند الباب شبه المفتوح. اختفى عندها اللهو وحل مكانه صمت حرج. ألقت هارييت نظرة سريعة إلى داخل الغرفة لتعرف الأشخاص الموجودين فيها وأخذت تربط بين الوجوه والأسماء قبل أن تعبر الرواق ثانية مرفوعة الرأس. راحت يدها ترتجف وهي تضغط على الزر لتستدعي المصعد. سمعت خلفها انفجار ضحك جديد يدل على التوتر. وميزت صوت جون أودلاي الذي قال:
" اللعنة! "
أنبأتها حاستها السادسة بخروج أحدهم إلى الرواق لمراقبتها. على الأرجح أنه ينتظر ردة فعل أخرى. أسندت كتفها بلا مبالاة إلى الحائط وأخذت تنظر بتكاسل إلى ساعتها وهي تنتظر. لحسن حظها كان المصعد خاليا. عندما أغلق الباب ركعت على أرضه وأسندت وجهها على ركبتيها. حاولت ضبط أنفاسها المتقطعة وهي تقاوم خطر انهمار دموعها إنها لا تبكي أبدا
عند وصولها إلى الطابق السفلي أعادت ضبط أنفاسها. عليها مغادرة المكان بطريقة لائقة. فكرت بتوق شديد منزلي مكاني الخاص.. أغراضي.. فرصتي لألملم شتات نفسي
عندما اجتازت قاعة الاستقبال ناداها ليز قائلا " يا آنسة رحل ذلك الرسام تماما كما طلبت ". التفتت هارييت نحوه بسرعة وكادت تشعر بالدوار. عندما أصبحت بمواجهته راحت تتساءل عما يتكلم وعندما تذكرت أخيرا بدا لها كأن الحادثة حصلت في حياة أخرى. قالت بجفاء " جيد عساه لم يسبب لك أي مشكلة ".
أجاب بتردد:
" أبدا يا آنسة في الحقيقة بدا مستمتعا عندما اقتربت منه وكأنه توقع ذلك ".
توقف قليلا ثم أضاف " لا حقا، عندما خرجت لأتأكد من رحيله وجدت هذه الورقة معلقة على السور ".
تقدم نحو الدرج وبكثير من الحرج سلمها ورقة مطوية. فتحتها هارييت ووجدت نفسها تنظر إلى ما يبدو بقعة من الظلال السوداء. للحظة قصيرة اعتقدت أنه رسم لخفاش أو أي من الطيور المفترسة. إنه يشبه غرابا فاردا جناحيه وعلى وشك الانقضاض على أحدهم. ثم رأت وجهها يبزر من بين هذه الطبقات السوداء المتطايرة. وجه امرأة متجهم.. غاضب.. عنيف. ربما هذا رسم كاريكاتوري لم ينفذ بشكل دقيق. سرعان ما أيقنت أنه وجهها.. هذا أمر لا يمكنها غفرانه إنها إهانة متعمدة ومحسوبة تحمل توقيع روان على إحدى الزوايا. كتب التوقيع بقوة حتى كادت الورقة تتمزق.
للحظة طويلة حدقت هارييت بالرسم بصمت ثم أجبرت نفسها على الابتسام. حاولت إبقاء صوتها رقيقا عندما قالت: " هذا بالفعل عمل فني. يبدو أنه علق الورقة على السور ليراها العالم بأسره ".

أومأ ليز بحزن وازداد وجهه احمرارا. قال محاولا مواساتها:
" أظن ذلك يا آنسة. لكنها لم تمكث هناك لوقت طويل. لم يلمحها أي من العاملين هنا "
قالت بهدوء " أظنك تقصد لا أحد سوانا ".
ثم طوت الورقة ووضعتها بعناية في حقيبتها. قال ليز بتردد: " أواثقة من ذلك يا آنسة؟ ألا تريدينني أن أضعها في قطاعة الورق؟ ".
أرادت هارييت الصياح قائلة " أود منك أن تضع روان في القطاعة يليه طوني والحقير جوناثان وأي رجل يتجرأ على الحكم عليّ أو قولبة حياتي بأفعاله مثل جدي ".
لكنها عوضا عن ذلك هزت كتفها مدعية اللامبالاة وقالت " أنوي المحافظة عليها. من يدري؟ قد تصبح قيمتها المادية كبيرة جدا يوما ما. بالإضافة إلى ذلك. اليس من الجيد رؤية أنفسنا بعيون الآخرين؟ ".
بدا وجه ليز مشككا " كما تريدين آنسة فلينت ".
" لكن إذا ما أرسلتك مجددا لطرد المزيد من المشردين أعطيك كامل الإذن لتجاهل تعليماتي ". منحته هارييت ابتسامة أخيرة رقيقة ثم خرجت إلى الشارع وأشارت لسيارة أجرة عابرة. أعطت السائق عنوان منزلها بشكل آلي وغاصت في زاوية المقعد. راحت تحدق في النافذة من دون أن ترى شيئا. عاد قلبها يخفق بقوة بين ضلوعها فيما غضبها يزداد. سألت نفسها " من أنا بحق الجحيم؟ أأنا كيس الملاكمة لهذا الأسبوع؟ ".
زمّت فمها ثم أخرجت هاتفها النقال وطلبت رقما ما. تكلمت بشكل هادئ: " لويجي أنا هارييت فلينت. ذلك الرسام.. أتعلم أين يسكن؟ ألديه محترف؟".
" بالطبع! لحظة واحدة ".
بدا لويجي مسرورا جدا حتى كادت هارييت تشعر بالأسف. كتبت العنوان على ظهر البطاقة التي أعطاها إياها لويجي من قبل.
نقرت على النافذة وأخبرت السائق عن التغيير في الخطة. بوسعها معالجة موضوع جوناثان وشركاه عندما تشعر بحال أفضل أما الآن فعلى هذا الذي يسمي نفسه فنانا شرح السبب الذي دفعه لمحاولة إذلالها. لولا ليز لرأى من يعمل في الشركة هذا الرسم. هي تعرف صعوبة التعايش مع أمر كهذا فهو سيبقى في ذاكرة موظفي الشركة طوال عملها لدى فلينت ـ أودلاي أي حتى نهاية حياتها العملية. آه كأن مشاكلها الحالية لا تكفيها...
ألقت نظرة أخيرة على الرسم. ثم أطبقت قبضتها عليه محولة إياه إلى ما يشبه الطابة. في هذه الأثناء خفت سرعة سيارة الأجرة. نظر السائق إلى الخلف وقال:
" هذه هي باحة هيدون يا انسة ".
زمت هارييت فمها وفكرت يبدو هذا المكان تابعا لشركة نقل بالعربات لا يبدو مكانا ملائما لمحترف فني سألت السائق عندما دفعت له الأجرة: " انتظرني من فضلك؟".
عندما شاهدت نظرة التردد في عينيه أضافت بسرعة: " سأغيب عشر دقائق كحد أدنى ".
أومأ الرجل باستسلام وتناول جريدته قائلا: " حسنا عشر دقائق لا أكثر ".
نظرت هارييت حولها وبعد لحظة تردد تقدمت نحو رجل يرتدي سروالا بنيا تبدو تعابير وجهه قاسية وهو ينتقل بين الشاحنات حاملا لوحة كتابة.
قالت هارييت: " من فضلك يمكنك مساعدتي؟ أنا أبحث عن الرقم 6أ ".

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 19-11-16, 07:01 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

أشار الرجل نحو درج حديدي في إحدى الزوايا وقال دون أن يبتسم: " هناك في الأعلى. ذلك الباب الأخضر اللون ".
أحست أن وقع حذائها على الدرجات المعدنية أشبه بصوت الدروع في معركة ما. راحت تحارب برغبة قوية لنسيان المسألة برمتها والعودة إلى سيارة الأجرة المنتظرة ثم إلى منزلها. قالت في سرها هذا مخرج الجبناء. لن يفلت هذا الحقير المغرور مما حاول فعله بي.
عندما وصلت إلى منصة ضيقة في الأعلى فتح الباب. تراجعت هارييت خطوة إلى الوراء وضغطت على جسمها على حافة الدرج. سمعت صوت فتاة تقول مبتسمة: " أراك لاحقا ".
وجدت نفسها أمام فتاة جميلة ترتدي قميصا بيضاء وقد جمعت شعرها الأشقر الطويل في ضفيرة فيما تتدلى حقيبة من قماش القنب على إحدى كتفيها. وقفت الفتاة بذهول عندما رأت هارييت. رمقتها بعينيها الزرقاوين وقال مستفهمة: " يا إلهي! لقد أخفتني. أتريدين شيئا؟".
رأت هارييت خاتم زواج في اليد التي تحمل الحقيبة. في الواقع لم يخطر ببالها مطلقا أن روان قد يكون متزوجا. لكن حتى لو صح ذلك لا يمكن لشخص زري الهيئة أن يكون زوج امرأة شديدة الأناقة.
قالت الفتاة بإلحاح: " أيمكنني مساعدتك؟ ".
عندما اكتشفت هارييت فقدانها القدرة على الكلام للحظة عرضت على الفتاة بصمت البطاقة التي تحملها بإحكام. بدت الفتاة متفاجئة:
" آه.. آه.. بالطبع!".
التفتت إلى الوراء وقالت بصوت مرتفع: " عزيزي! لديك زائرة ".
فكرت هارييت بإجفال يا إلهي! أيتها السيدة أنا متعاطفة معك بالكامل. مع ذلك أفرحها رحيل الفتاة فما تود قوله على الأرجح بصوت مرتفع جدا يجب أن يقال على انفراد. تنفست هارييت بعمق. أخرجت الرسم المُكور من جيبها ثم تقدمت نحو الباب. توقعت أن يكون المكان مظلما في الداخل وربما قذرا. عوضا عن ذلك وجدت نفسها في عِلية واسعة تسبح بنور الشمس المندفع إليها من النافذة الكبيرة التي تحتل القسم الأكبر من الحائط ومن المناور الإضافية الموجودة في السقف، فيما تعبق في الهواء رائحة الألوان الزيتية. كادت تبهرها رؤية اللوحات المرصوفة حول الجدران والتي تتميز بألوانها النابضة بالحياة. لن تسمح هارييت لهذه اللوحات بتشتيت انتباهها ولو للحظة واحدة. عليها أن تركز فقط على ذلك الشخص الطويل القامة الأسمر الذي يقف بلا حراك واضعا يديه على خصره
بدا كما لو أنه ينتظرها. وقف مستقيما كعمود من الغرانيت. حاجباه الأسودان مقطبان وفمه متصلب وغير مبتسم.
" ما الذي تفعلينه هنا؟ ماذا تريدين؟ "
جاء صوته منخفضا وباردا واكتشفت هارييت بدهشة أنه يحمل نبرة تأديبية أيضا مع لكنة غريبة لم تبد واضحة جدا. أهي إسبانية أم إيطالية؟ لم تستطع التأكد. تشير هذه السمرة الداكنة لبشرته إلى أصوله المتوسطية. لاحظت ذلك الآن لأنه خلع القميص التي كان يرتديها سابقا وهو الآن حافي القدمين يرتدي سروالا فضفاضا. فكرت هارييت أنه ربما لم يرتده إلا بداعي اللياقة عندما ودع حبيبته. لاحظت أن جسده لا يحمل غراما واحدا من اللحم الزائد مع ذلك هو قوي البنية. بدت كتفاه وذراعاه مصقولة بقوة. ربما هو فنان معدم لكنه أيضا قوي وعنيد. فجأة تمنت هارييت لو أن تلك الفتاة الشقراء لم تغادر أو... ربما ما كان عليها المجيء بدأت الأفكار تتسابق في رأسها
" سألتكِ لما أنت هنا؟ وأنا أنتظر جوابا ".
أعادتها كلماته إلى المكان والزمان الحاضرين وحثتها على الإجابة فرفعت رأسها " أيمكنك التخمين؟ ".
أخرجت الورقة المُكورة من جيبها ورمته بها. لم تصل الورقة إلى الهدف بل سقطت على الأرض بينهما. لم يلق عليها الرجل أي نظرة.
" أدهشك الشبه لدرجة أنك جئت تطلبين مني لوحة؟ إن صح ذلك عليّ الرفض لأني أشك بإيجاد الوحي ذاته مرة ثانية ".
" لا نية لدي بأن أكون موضوعا لرسوماتك بعد الآن. جئت من أجل اعتذار ".
رفع حاجبيه: " اعتذار.. على ماذا؟".
أشارت هارييت إلى الورقة المكورة وقالت: " على ذلك.. ذلك الشيء الذي تركته لي ".
أخذت تتنفس بقوة وسرعة وأكملت " أتعلم كم عدد الذين يعملون في ذلك المبنى ويستعملون ذلك المدخل؟ مع ذلك وجدت الجرأة لتضع هذا الرسم المهين حيث يمكن للجميع رؤيته لتجعلني أضحوكة فعلت ذلك عمدا. لا تحاول الإنكار ".
هز كتفيه باستخفاف: " ولِمَ أنكر ؟"
" لا تدع أن الأمر مجرد مزحة لأنها ستكون مزحة سيئة جدا ".
" يمكنني قول الأمر نفسه عن محاولتك إبعادي عن المكان بواسطة أحد حراسك وكأنني متهم بارتكاب جريمة ما وذلك أمام جمهور من الناس ".
حمل صوته نبرة جعلت هارييت تشعر كأنها تجلد بالسوط. أضاف بتجهم " لم أقصد إهانتك أيضا لكنني أؤكد لك فشل مخططك لأن أحدا لم يضحك. أحس الجميع بالإحراج لأجلي ومن ضمنهم حارسك فيما هبّ الكثيرون للدفاع عني ".
توقف الرجل قليلا ثم أكمل ساخرا " من الملفت أنك لم تتوقعي دعم زملائك لك كما حصل معي. إن كان تصرفك ذلك عينة من إستراتيجيتك في العمل فلربما اعتبروا رسمي هذا معبرا جدا
أحست هارييت كأن أحدهم لكمها على معدتها. للحظة وقفت تحدق إليه بصمت. أجبرت نفسها على استجماع قواها والمحاربة:
" أنت لا تملك الحق بالتواجد هناك أمام مكاتبنا ".
" أنا أرسم هناك منذ أسبوع ولم يعترضني أي شخص من شركتك ".
" ذلك لأنني لم أرك من قبل ".
" عليّ أن اكون ممتنا لذلك ".
" يجب إبعاد المتسولين عن مراكز العمل ".
قال روان بحدة " لم أكن أتسول بل أجني مالا شريفا عبر إقناع الناس برسوماتي. لا أظنك تعرفين شيئا عن الاستمتاع آنسة هارييت ".
شهقت هارييت قائلة: " كيف تعرف اسمي؟ ".
" بالطريقة ذاتها التي عرفت فيها أين أسكن. أخبرني لويجي كاروسا. اتصل بي ليخبرني أنك تنوين زيارتي. ظن أن في الأمر مصلحة لي وأنا لم أصحح ظنه ".
توقف قليلا ثم أضاف: " الآن لم يعد هناك المزيد ليقال لذا عليك المغادرة ".
أخذت تتنفس بصعوبة: " أهذا.. أهذا كل ما لديك لتقوله؟".
رمقها بنظرة متأملة، وقال: " لا هناك المزيد. عودي إلى قلعتك، آنسة فلينت. تدربي على إعطاء المزيد من الأوامر السخيفة. إذا كنت لا تستطيعين جعل الآخرين يحبونك على الأقل حاولي الشعور بأهميتك ".
رفس الورقة المكورة باتجاهها وقال: " خذي هذه معك. اعتبريها تذكارا حتى لا تتجاوزي حدودك في المرة الثانية. استطعتِ الإفلات برفق هذه المرة لكن في المرة الثانية قد تجدين نفسك أضحوكة المكتب ".
شعرت هارييت كأن العالم ينسل من بين يديها: " برفق!".
القاعدة الذهبية لدى هارييت تقضي بألا تفقد أعصابها أبدا فهي تحمل الكثير نم ذكريات الطفولة التي تتضمن الصراخ رمي الأشياء والتحطم يليها نحيب والدتها الهستيري.
لطالما تفاخرت بقدرتها على ضبط غضبها وإخفاء مشاعرها السلبية والتعامل معها بهدوء ووعي لكنها أمضت معظم ساعات نهارها وهي على حافة الانهيار. أحست الآن كأن شيئا ما انكسر في داخلها عند سماع كلماته. كأن كل ألم وقلق وخيبات أمل الأسابيع الماضية اجتاحتها كزلزال عنيف لا يمكن كبحه. دوى صوت لم تدرك أنه صوتها: " أيها النذل..... ".
اندفعت بقوة إلى الأمام جاعلة أظافر يديها كالمخالب ثم غرستها في وجهه. أرادت أن ترد له الأذى بقوة.
ما إن وصلت يدها إلى وجهه حتى سمعته يشتم. أمسك روان يدها ودفعها بعيدا عنه وأبقاها على مسافة ذراع منه. قال بصوت لاهث قاس: " لا يمكنك ضربي. أفهمت؟ لن تكرري فعلتك هذه أبدا وغلا سأرد بطريقة لا تعجبك ".
حاولت هارييت التحديق إليه بتحد وتحرير يديها لكن قبضته كانت قاسية جدا. في هذا الوقت رأت بقعة دم على خده وفجأة طغت عليها فداحة العمل الذي قامت به. حاولت التكلم لكن الصوت الوحيد الذي صدر عنها كان شهقة بكاء مختنقة. ما هي إلا لحظة حتى راحت تبكي بشدة وبصوت مرتفع كما لم تفعل من قبل. فقدت كل سيطرة على ذاتها بينما اندفعت الدموع الحارقة على وجهها. قال روان ببرودة:
" والآن الخدعة النسائية المعتادة. تنتحبين لتفلتي من العقاب. لقد خيبت أملي ".
أخذها نحو أريكة ودفع بها على الوسائد المخملية القديمة ثم رمى منديلا في حضنها.
أدركت هارييت أنه ابتعد عنها فيما اجتاحتها نوبة بكاء أخرى فدفنت وجهها الرطب في قطعة القماش المربعة. سمعته يتحرك في أرجاء المكان. تلا ذلك صوت زجاجة تفتح ثم عاد مجددا. جلس بجانبها ووضع كوبا في يدها.
" اشربي هذا! "
حاولت أن تطيعه لكن يدها راحت ترتجف بقوة.
تمتم روان شيئا لم تستطع فهمه ثم رفع الكوب إلى شفتيها. عندما وصلت الرائحة الحادة إليها رجعت هارييت إلى الوراء وقالت بصوت ضعيف متشنج: " أنا لا أتناول المشروبات القوية ". قال بعناد: " الآن أصبحت تفعلين ".
تناولت رشفة واحدة فشعرت بمعدتها تحترق. أرجعت رأسها بسرعة إلى الوراء عندما قدم لها الكوب مرة أخرى. قالت بصوت أبح:
" لا أريد المزيد من فضلك
وضع روان الكوب على الأرض وقال: " حسنا إنه مجرد رسم. ما الذي حدث لك؟ ".
فركت هارييت وجهها بعنف بالمنديل. حاولت ألا تنظر إليه مباشرة وقالت: " الموضوع لا يعنيك ".
لكنها لاحظت على الفور ارتدائه المزيد من الملابس فقد ارتدى قميصا بالية وانتعل حذاءا رياضيا رثا. لم تساعد على إعطائه مظهرا حضاريا ولم تحسن شعورها تجاه الموقف أو تجاهه شخصيا.
تساءلت بيأس عما تملكها ودفعها إلى القيام بهذا الشيء الفظيع والتهجم عليه بهذه الطريقة. أما أسوأ ما في الأمر فهو سماحها لنفسها بالانهيار والبكاء مثل طفل صغير. كيف أمكنها التصرف بهذه الطريقة؟
لمس روان الجرح الذي أحدثته على خده: " لكنني أشعر بالقلق وكما ترين أنا مجروح أيضا
" أنا.. آسفة! "
هي بالفعل آسفة لأنها خذلت نفسها وليس لأنها سببت له الأذى. في الحقيقة تمنت لو أنها ضربته بقبضتها بدلا من أظافرها. رمقها بنظرة تقييميه كأنه يعلم ما يدور في رأسها. قال بلطف: " في المرة القانية، عندما تودين أن تخدشي يا نمرتي الصغيرة افعلي ذلك على ظهري بدلا من وجهي ".
عندما فهمت هارييت مغزى كلامه لم تستطع مقاومة الاحمرار الذي علا وجهها. عليها مغادرة هذا المكان قبل أن تسبب المزيد من الإحراج لنفسها. حاولت أن تبقي كلامها باردا ومختصرا "يجب علي المغادرة فهناك سيارة أجرة بانتظاري ".
" أشك في ذلك لكن انتظري هنا سأتحقق من الأمر ".
أخذت تراقبه وهو يسير بخطى واسعة رشيقة تماما كما لاحظت مسبقا في المطعم. حل صمت غريب برحيله وكأن الحيوية والطاقة غادرتا الغرفة معه. فكرت هارييت بارتعاش أن حضوره قوي جدا. ربما هو محق بقوله إنها استطاعت الإفلات برفق. رفقت كمي سترتها باندفاع مفاجئ وأخذت تتفحص معصميها وساعديها لتجد آثار أصابعه لكنها لم تجد شيئا. أثار هذا الأمر دهشتها، لكنها تأذت على المستوى العاطفي، هي متأكدة من ذلك. حثت نفسها على عدم التفكير بالأمر والتركيز على الخروج من هذا المكان. نظرت حولها لتبحث عن حقيبتها فوجدتها ملقية حيث أوقعتها ومحتوياتها مبعثرة على الأرض وحقيبة كومبيوترها المحمول بجانبها. اجتازت الغرفة وهي ترتجف. انحنت وأخذت تعيد الأغراض إلى الحقيبة. يمكنها التأكد من سلامة الكمبيوتر عندما تعود إلى المنزل

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لن ترحل الشمس, احلام, دار الفراشة, روايا رومانسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, the virgin's wedding night
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية