المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
ليله الموت بقلم عمرو يوسف
عمر
1
- لماذا تأخرت ؟
سؤال غريب سألتنى إياه خطيبتى وأبنه عمى أسماء
عند ركوبى بجوارها سيارتها السمراء الأنيقه .. أنا
متأخر منذ فتره طويله وفاتتنى العديد من المحطات .
تقول بغضب وهى مقطبه حاجيبيها وتمسك مقود السياره بكلتا يديها بقوه – الطريق طويل .. وأنت ليس على بالك .. ولقد أبلغت أفراد عائلتنا أمامك
بالآمس إننا سنصل المنتجع قبل الغروب .. كان
على أن أسافر بمفردى وألا أستمع لإلحاحك .
فاتنه أنت حين تغضبين أو تبتسمين .. ولكن مالى
أنا بالطريق الطويل .. أنت قائده السياره أما لقاء
العائله اللزج فلولا إلحاح جدى المستمر ما تحركت
خطوه نحوه .. منتجع فى الساحل ونحن فى فصل الخريف والجو يميل للبروده .. شطحات جدى فى أماكن للنزهه و لم شمل العائله مازالت مستمره ومختلفه .
أنطلقت بالسياره بسرعه وهى تزفر بسأم وضيق
حاولت التحدث معها فى أى موضوع لتمضيه
الوقت لكنها ردت بحده - دعنى أركز فى الطريق .
أغمضت عينى وأسترخيت على المقعد وبعد فتره
من المسير فى الطريق الممتد والذى يجلل جنباته
رمال الصحراء الممتده فجأه تغير الجو مع إنسدال
الليل وتراكمت السحب الكثيفه وقطعان من الغيوم
وبدأ المطر بالنزول حثيثآ ثم أنهمر بشده فلطم نوافذ
السياره صاحبه تيارات هواء عنيفه تحمل غبار و
ذرات رمال أعمت الرؤيه تقريبآ .
قالت بإنهيار – أنظر لنتيجه تأخرك ؟
ومض برق كألف ضوء أعقبه صواعق رعد
تزمجر بعنف فأنكمشت فى مقعدى وقلبى بدأت
تتواثب دقاته .. يا لحظى البائس .. توقفت أسماء
على جانب مجبره .. نظرت فى هاتفى النقال ..
اللعنه .. لا يوجد إستقبال لأى شبكه .. نظرت
نحوها فى عينيها خوف وقلق .. وأنا أرتعد بداخلى
ولكنى الرجل الآن وأعتبر مسئولآ لذا يجب أن أكن
ثابت الجأش وأفكر بتركيز ..
- ماذا سنفعل ؟
- ليس علينا الآن سوى الإنتظار .
- هنا .. فى هذا الجو وتلك الظلمه المحيطه .
- ماذا تريدى أن أفعل ؟
- أنت السبب.
- أأنا الذى أقترحت الذهاب لمنتجع فى جو متقلب
- ولو .. أنت الس....
- أصمتى .
ومض برق آخر أعقبه صوت رعد فأنكمشنا
فى مقعدينا .. إلا أنى لمحت مع الضوء بيت
كبير تشع نوافذه بالأنوار وبجانبه محطه وقود
يبعد عنا أمتار قليله أشرت لها بالتوجه نحوه
ووصلنا بصعوبه بسبب إضطراب الرؤيه
توقفنا عند محطه الوقود الخاليه من البشر و
التى تحتوى على ثلاثه سيارات متوقفه .. نظرت إلى البيت من مظهره الخارجى يبدو كفندق صغير أو إستراحه للمسافرين .
خرجنا من السياره نرتعد من الهواء العنيف
لفيت زراعى حولها وأحتويتها بين أحضانى
وأنطلقنا مهرولين والمطر ينزل على جسدينا
كألف طلقه ويكاد الهواء الشديد يطيح بنا بعيدآ
صعدنا درجات درج صغير نحو الباب و
ضغطت على الجرس عده مرات فى جنون ولهفه .. فتح الباب عن جو دافء وروائح
طيبه وصوت هامس من مسجل وفتاه قصيره
القامه رشيقه مليحه ذات إبتسامه فاتنه يبدو إنها
عامله فى المكان .. دلفنا على الفور دون أن ننطق بأى كلمه وأغلقت هى الباب وراءنا بسرعه فخفت صوت حده سقوط المطر ودوى
الهواء الشديد من رأسينا وشعرنا بنوع من
الدفء والإطمئنان أخيرآ .
أقتربت من المدفأه وقطرات مياه تتساقط على الارض الخشبيه من ملابسى المبتله أما أسماء فتهاوت على أقرب مقعد قابلها وهى ترتعد فأقبلت عليها العامله حامله غطاء ثقيل .
درت ببصرى فى أرجاء مدخل الفندق الصغير
على يسارى مجلس به مقاعد متناثره حول مناضد
دائريه تزين حوائطه عده لوحات غريبه وشاشه تلفازوأمامى نافذه كبيره تطل على الطريق وعلى اليمين درج يقود إلى الاعلى , تحته غرفتين و مطبخ و دوره مياه وفى الآخر مكتب إستقبال خشبى كبير ووراءه غرفتين متلاصقتين يبدو أنهما لمالك الفندق .
ظهر رجل فى العقد الخامس من العمر أصلع الرأس .. ربعه القوام .. ملامحه قاسيه جافه
وله أنف ضخم ويزين فمه شارب عريض ..نظر
نحوى بتركيز وقال بصوت جهورى – الجو السىء يلقى علينا أمطار غزيره وضيوف عديده .
- كدنا نموت فزعآ وغرقآ لولا رؤيتى فندقك .
- هل رأيته بالمصادفه ؟
- نعم .. وإنه لحظ حسن .
- زوجتك ؟!
- خطيبتى وأبنه عمى .
- وما الذى رماك إلى هذا الطريق ؟
ما شأنه .. يسأل كالمحققين ولكن بشاربه وأنفه هذا أشبه بالمهرجين ..
أجبته بضيق – منتجع الواحه حيث العائله مجتمعه
بدون مقدمات هتف – وقد جمع القدربك معنا .
ثم هز رأسه وردد .. منتجع الواحه .
ثم سألنى – وماذا تعمل ؟
- مراجع مالى فى سلسله متاجر للحلويات .
- لك معرفه فى الحسابات إذآ .
بتهكم قلت - والجمع والطرح أيضآ .
نظر لى بحده وسألنى بضجر- كم غرفه تريد؟
- بالتأكيد غرفتين .
- كم يوم؟
- هى الليله فقط وبإذن الله تتحسن الظروف الجويه عند إشراق الشمس ونغادر.
- ربما .. أجر الليله خمسمائه جنيه .
- لما ؟
- الفندق فى منأى عن العمران والعمل حسب الظروف ونحن فى الأصل إستراحه للمسافرين وتزويد للوقود لذلك سعرنا مرتفع .
- أنت تستغل الظرف الطارىء.
- ربما.. ولكن أريد أولآ بطاقتى الهويه الخاصه بك وبخطيبتك لتسجيل البيانات .
نظرت له بحده وأتجهت نحو أسماء
المسترخيه فى مقعدها وتحمل فى يدها
كوب يتصاعد منه دخان رشيق وودت فى
مشروب يدفء أوصالى المرتجفه .. قالت
لى بحزن - الهاتف لا يستقبل أى شبكه
.. أود أن أجرى إتصال بوالدتى .
فقلت – سألت مالك الفندق عن تليفون أرضى فأجاب بالنفى . نظرت لى بحزن وغضب ..
طلبت منها بطاقتها وأجره غرفتها فإنى لا
أحمل سوى ستمائه جنيه .. نظرت لى بدهشه
وقالت – ولكنه أجر باهظ .
قلت لها .. ليس فى أيدينا شىء هو يستغل
الظرف المفروض .
أخرجت بطاقتها والنقود من شنطه يدها وناولتنى إياهم وهى تصيح بغضب –
لأول مره سأبيت فى مكان غريب ودون
علم والدتى.. بالتأكيد هى والعائله فى
غايه القلق علينا .. أنت السبب فى هذا .
بضيق شوحت بيدى وقلت – أنا السبب ..
رددى نفس الجمله كما يحلو لك .
وبعد تحصيل الأجر وتسجيل البيانات أعطانى مفتاحين يحملان رقمى .. واحد وثلاثه .
وقال – جاء قبلكما رجل وسيده .. العشاء سيكون جاهزآ بعد ساعه هنا فى مجلس الطعام.
ثم أشار على العامله الحسناء وأردف .. داليا
سترشدكما نحو غرفتيكما .. فتفضلا .
قادتنا الخادمه الفاتنه إلى غرفتينا فى الدور الاول بعد ما أرتقينا عده درجات فى الدرج
الذى يقود إلى دورين آخرين .. شكرت الخادمه ونحن واقفين فى الممرالخارجى
وعينى تدور فى منحنياتها الرائعه ويبدو
أن أسماء لاحظت ذلك فبعد إنصرافها نظرت لى شزرآ و لكمتنى لكمه خفيفه فى صدري وقالت وهى تغلق الباب وراءها بعنف –
أنت تافه بشكل غريب .
2
يبدو إنى غرقت فى النوم فلم أفق إلا على صوت
قرعات على الباب وصوت الخادمه تصيح – العشاء سيتم تقديمه بعد دقائق .
أزحت الغطاء السميك عنى ونهضت متكاسلآ ..
أتجهت نحو النافذه ونظرت .. اللعنه .. مازال الجو
فظيعآ .. والمطر ينهمر بغزاره وبعض قطراته تضرب النافذه وكأنها تريد إقتحام الغرفه وومض برق أضاء ظلمه السماء الداكنه.. غسلت
وجهى وشعرى وصففته بعنايه ووقفت أمام المرآه
تطلعت على مظهرى وهندامى ثم خرجت متجهآ إلى غرفه أسماء التى فى أول الممر وقبل أن أنقر
بابها .. كانت قد خرجت بحال أفضل ولكن يبدو على وجهها الإرهاق سألتها بإهتمام – كيف حالك ؟
ردت بإقتضاب – بخير .
نزلنا نحو مجلس الطعام حيث أنشغلت ثلاثه موائد
فقط بنزلاء الفندق .. كل مائده أمامها مقعدان .
وإذ بمفاجأه كالصاعقه تنتظرنى إذ أرى فى أول منضده الزوجان أحمد وسلمى حديثان العهد بالزواج فى سجل العائله .. وهما أيضا كانا مدعوان لمأدبه جدى فى المنتجع ويبدو إنهما أضطرا مثلينا للجوء هنا .. أحمد أبن عمتى سميه
رمز الشاب المجتهد الطموح وسلمى أبنه خالى و
خطيبتى السابقه .. نظرت أسماء بدهش وفرح فقلت
لها فى تهكم – إسعدى العائله كلها هنا .
وبعد نظرات الدهشه وعبارات الترحيب جلسنا فى
منضده بجوارهما وبدأ التعارف بيننا وبين الموجودين الآخرين .. فى المنضده الثالثه يمكث
رجل وفتاه .. الرجل يدعى سامح .. ظابط سابق
قوى البنيان تبرز عضلاته المفتوله من قميصه
الأبيض .. غليظ الملامح قصير الشعر ويملك
عينان حدتان .. وكان فى طريقه للمنتجع لإستلام
عمله الجديد .. حراسه خاصه لرجل أعمال مشهور
يمكث هناك .
والفتاه تدعى سمر رشيقه القوام ذات شعر أسود
قصيروعنق طويل كالمرمر يزينه قلاده تحمل حرف r.. فى ملامحها وداعه وهدوء كملاك .
هى مطربه مغموره وما أكثرهم .. لم أسمع عنها
من قبل وأعتقد الآخرون مثلى أيضآ وقد أخبرتنا
بتعاقد فندق الواحه معها بمعاونه صديق مسئول
هناك لإحياء أمسيات بصحبه مطربين مشهورين .
وفى المنضده الرابعه تمكث ريم إبنه مالك الفندق
.. محاميه ولكنها لم تعمل طويلآ فى مجالها ..
للتحيزات الفظيعه والصعوبات العديده التى تواجه
المرأه كما صرحت ولذلك أكتفت بالمكوث مع والدها ومساعدته فى العمل حتى إشعار آخر .
هى جميله .. تملك وجه أبيض ممتلىء كجسدها .
أخذنا بعد التعارف نتحدث فى أى شىء من الظروف الجويه الطارئه إلى السياسه والرياضه و
آراؤنا فى بعض المشاهيرمن إعلاميين وفنانين وكان يتدخل فى حديثنا أحيانا مالك الفندق ويدعى فرج من مجلسه فى مكتب الإستقبال ليدلو بخبراته واقواله العبقريه التى لا تخلو من البقاء للأقوى والصديق عند الضيق والدنيا غابه متوحشه .. وباقى الوقت كان منشغلآ بعده أمور منها الكتابه فى دفتر أمامه وتنظيف مسدس بعنايه بالغه .
كنا نريد تمضيه الوقت والشعور كأننا أسره مجتمعه فى أمسيه دافئه تنتظر وجبه العشاء التى تأخرت لسبب ما .
ثم أصبح الحوار ينقسم إلى محموعتين .. مجموعه
تضم ريم وسامح وسمر ويا لحظه الحسن.. والاخرى تضمنى وأسماء وأحمد وسلمى فيا لحظى البائس.
قال أحمد بأسلوبه المتباهى المستفز وهو يسترق النظر نحوى – السياره إشتريتها منذ شهر تقريبآ ولكن بها عيب صناعه واضح فى الفرامل ولكنى لن أسكت و..........
حاولت الإنشغال بأى موضوع يطرأ فى ذهنى وتجاهل حديثه إلا أنى رأيته يميل نحوى ويلقى بسهمه الأول بغته ويسألنى بإهتمام – متى ستتزوجا ؟
وهنا أكملت سلمى ونظره عينيها توحى بالشماته والظفر وكأنها تقول لأسماء .. أنظرى كيف فزت بفسخ خطوبتى من ذلك الأخرق وزواجى بأحمد ..
– لقد طالت فتره خطبتكما والعائله كلها تتكلم فى هذا الامر .. نريد أن نفرح بكما .
وأردف أحمد – لقد تمت خطبتنا بعدكما وأتمننا الزواج .
ليس سهم واحد بل ثلاثه سهام مره واحده .
أجبتهما بغضب وحنق وأنا أسترق النظر نحو أسماء التى بدا الضيق واضح على ملامحها – الشقه مازال بها بعض النواقص القليله التى ستتم
خلال هذا الشهر .. وكل تأخيره وراءها خير.
سلمى – إلا فى الزواج خير البر عاجله .
فى نفسى كدت أموت كمدآ .. ما شأنك اللعنه عليكى وعلى العائله .. مازال وجه أسماء يملأه الضيق و زاد عليه غضب واضح فقد سمعت وعودآ كثيرآ
منى فى إكمال الأشياء الناقصه فى الشقه – وهى كثيره ومهمه كالسباكه – ولم يتحقق معظمها .
ثم ألقى بسهمه الثانى المؤلم وسألنى – وماذا كنت تفعل فى شرم الشيخ الخميس الماضى ؟
ثم أكمل متباهيآ – لقد قابلته صدفه فى الفندق وأنا بصحبه وفد فرنسى متخصص فى التكنولوجيا الرقميه آتى لمصر لدعم سوق العمل .
هنا أحمر وجهى وودت لوإنشقت الأرض وإبتلعتنى
قد سقط قناعى .. كنت هناك فى شرم بصحبه أصدقائى فى رحله ترفيهيه وأخبرت أسماء حينها إننى فى الفرع الرئيسى بالهرم من أجل مراجعه الميزانيه.
نظرت نحوى بغيظ وحنق ورددت – شرم !..
الخميس الماضى .. !
.. لم ولن أعقب .
سلمى – عمر يحب الطيران وحده .
وبعد فتره من المناقشات الممله والسخيفه
ألقى بسهمه الثالث القاتل وسألنى بإهتمام – أمازالت فى وظيفتك القديمه ؟
ردت أسماء بضيق – إنه لايحب التغيير.
قلت بتهكم – عندى أصل .
ردت – بل جمود .
أحمد- أنصت لى وأنت بالتأكيد أدرى بذلك إنها لن
تحقق لك الدخل المرجو أو المستقبل الباهرالذى ترتقى به للأفضل .. إنها وظيفه بسيطه .
رديت بفتور – الظروف أحيانآ تجبرنا على ذلك .
سلمى – أعذرنى ولكنك لا تسعى .
أسماء – ولن يسعى .
أحمد – ما هى مشاريعك القادمه ؟
رديت بتهكم – وجبه العشاء المنتظره .
سلمى – دعابتك لم تتغير .. مازالت مرحه .
أسماء لم تتغير هيئتها غاضبه .. حانقه .. وأحمد لايريد أن يتركنى وشأنى وقال – كما قالت أمى عنك.. أنت بسيط وطيب ولا تشغل بالك بالأعمال المعقده.
آه عمتى سميه قالت هذا .. هذا حسن ولكن لفظى بسيط وطيب تأخذ على أى محمل .
أسماء – على الأدق مستهتر . نظرت لها بغضب
ولم أعقب على قولها .
رأيت الطباخ والخادمه قادمان نحونا يحملان أطباق يتصاعد منهم بخار لذيذ رائحته فقلت فى لهفه وسعاده بإنتهاء هذا التحقيق السخيف – العشاء آتى أخيرآ .. أنا فى قمه السعاده والجوع .
رد أحمد بفرح – كلنا كذلك .
تعرفت على الطاهى فتحى هومن الأقاليم طويل
ونحيف وملامحه جامده متحجره ألقيت عليه دعابه
تعريضآ بنحافته وطول قامته ولكنه لم يستسيغها
ولم يأخذها بمحمل الفكاهه ولهذا عندما دنا من المنضده بدا وكأنه سيلقى الطبق فى وجهى ..
بدأت فى تناول الدجاج المحمر فى لهفه وأطمئنان
وهنا سألت أسماء سلمى – لماذا تأخرتما ؟
ردت سلمى وهى تبتلع قطعه كبيره من صدر الدجاجه فى فمها الواسع – ظروف عمل أحمد ..
فقد ترقى فى شركه الإتصالات وأصبح مسئولا عن فرع بأكمله وأزدادت أعباءه .
ثم أعقبت ردها بسؤال كنت أخشى سماعه منذ
البدايه فوقع آثره على كيانى ثقيلآ – وأنتما ما سبب التأخير ؟!
رديت على عجل – ظروف .. إن الدجاج لذيذ بشكل غريب وقرمشته ....
قاطعتنى أسماء بتهكم – هو السبب يبدو إنه كان مشغولآ بدوره بلايستشين مع أصدقاءه .
بدأ الغضب يتزايد بداخلى ولكنى حاولت كتمانه ورديت بتهكم – دوره فيفا 2017.
ردت أسماء بإستهانه وبصوت مرتفع ألتفت له كل الجالسين – عقليه تليق بطفل .
هنا صحت بلهجه عاليه وغضب مكتوم وأنا أضغط على يدها بعنف – فى الحقيقه سبب التأخير إن أسماء إستغرقت وقتآ طويلآ فى وضع مساحيق التجميل ولكن للأسف ومع هطول الأمطار أختفت الزينه وظهر وجهها الدميم الحقيقى .
هنا نظرت نحوى بحقد وقالت- لقد تجاوزت حدك .
ثم قامت من جوارى وحملت طبقها وجلست بجوار سلمى التى نظرت نحونا بأسف أما أحمد فبدا عليه الضيق وكأنه يريد أن يسألنى.. لما ذلك؟.. شعرت بالندم على قولى ولكنها أجبرتنى على ذلك من تواصل تهكمها وإرتفاع صوتها بغته وبشكل مبالغ.
أصبح منظرى سخيفآ فى المجلس فقلت فى سأم – الطعام أصبح طعمه ماسخ .
وقع قولى فى أذنى الطباخ الذى كان مارآ بجوارى
فوجدته يقف فوق رأسى ويقول بعصبيه – إناء الطهو بالداخل بإمكانى أن أضع رأسك فيه لتدرك
جوده الطعم .
ألتفت إليه بغيظ وكدت أن أرد عليه ردآ ثقيلآ ولكن نظراته المحملقه القويه أرعبتنى فعليآ .. فحمل له وجهى إبتسامه مقيته وأكملت تناول الطعام وأنا أردد نظرى فى الحاضرين فوجدت أعينهم تحمل إبتسامات واضحه تضيف عليها أسماء شماته بالغه ماعد أحمد الذى كان ينظر لفتحى بغضب وقسوه ولولا سكوتى لتحرك وساعدنى .
وهنا قال فرج بصوته الجهورى وهو يتناول طعامه عند مكتب الإستقبال – لا يقصد إهانتك يا فتحى .. فطعم الأكل لذيذ بشهاده الحاضرين .. هو يتفوه بكلمات سخيفه وحسب .
لم أعقب على قوله وشردت فيما يجرى لى هنا .. إن حياتى تدمرت هنا فى لحظات .. ونلت سخريه لم أنالها من قبل .. يبدو إنى أتلقى جزاء أفعالى هنا
لو علمت المستقبل ما كنت أرشدت أسماء نحو هذا المكان أبدآ ..
بعد إنتهاء تناولنا لوجبه العشاء أقترح فرج على سمر بأن تغنى وقد أثنى الجميع على هذا الإقتراح .. فعلا صوتها الشجى الناعم بأغنيه فيروز الرائعه والتى تناسب ظرفنا الحالى .. قديش كان فى ناس على المفرق تنطر ناس وتشتي الدني .. ويحملوا شمسية .. وأنا فى أيام الصحو ماحدا نطرنى..
أعجب الجميع بصوتها وأثنوا عليه وخصوصآ فرج الذى بدا من تصرفاته وكلامه نحوها كولهان عاشق وقد بدا الإنزعاج على إبنته ريم فصرخت على العامله داليا بتجهيز مشروبات ساخنه فورآ .
قام أحمد من مجلسه وجلس بجوارى ووعدنى بأن الخلاف الذى طرأ سيتم حله وسط العائله فعلى التحلى بالصبر وفضيله الصمت . . وعدته بذلك فأبتسم لى مشجعآ و نهض و عاد بجوار زوجته .
سألنا سامح بصوته الخشن القوى بعد ما تجرع كوب الشاى الساخن على دفعتين وإبتسامه هادئه تعلو شفتيه – ماهى أحلامكم التى تتمنوا أن تتحقق ؟
وتابع وعلى وجهه إبتسامته – سأجيب أولآ .. حلمى بكل بساطه هو زياده رصيدى فى البنك .
وأجابت سمر بصوتها الرقيق- لقد سعيت وراء هدفى وتركت أمور مهمه عديده ورائى لذا أحلم بنجاح وظيفتى الجديده والسلامه فى النهايه .
هنا عقب فرج بصوته الجهورى – ستنجحى تأكدى من قولى .. إن صوتك لا يعلو عليه .. وإن لم تجدى النجاح والأمان فى وظيفتك ففندقى المتواضع وشخصى تحت تصرفك .
إسترقيت النظر نحوهما .. فوجدت المطربه ترسل لفرج نظرات ناعمه غايه بالدلال .. أما إبنته ريم فبدا الإمتعاض على وجهها ظاهرآ واضحآ .
وأجاب أحمد وهو يشبك يديه بيدى سلمى بحب – أحلم بإستمرار حياتى الهانئه السعيده وإنجاب دسته أطفال.
أبتسم الجميع بمرح فقلت فى نفسى بتهكم .. يالمبالغتك .. دسته أطفال .. إنك تسعل عندما تتحدث .
وقالت سلمى – وأنا مثل قول زوجى ماعدا إنجاب الدسته .
ريم– وأنا أحلم بمجتمع سليم عادل يحقق تكافؤ الفرص لجميع أفراده .
فرج – وأنا أريد إزاله جميع العقبات التى تنغص حياتى.. وأرى ريم تعيش الحياه الهانئه التى تتمناها .
قلت فى نفسى .. أنا أحلم .. الخروج من هذا المكان بسلام ودون أى خسائر أخرى .
ألتفت سامح لأسماء الصامته وسألها – وأنت ما هى أحلامك .. إننا لم نسمع صوتك منذ العشاء ؟!
فى نفسى قلت بغيظ .. وبالنسبه لى أيها الأعمى .. أما إنك حيوان جائع ..
أجابت وهى تسترق النظر نحوى – لا داعى لأحلامى الآن .. فأنا أفكر بتركيز لإتخاذ قرار مهم بشأن حياتى ومستقبلى .
سامح – يمكنك طرح الأمر علينا إن أحببتى لتستفيدى من آرائنا وتتخذى القرار بشكل صحيح .
قلت فى نفسى .. آه يا بن الكلب .. تريد عركه على الملأ. . ووجهت بصرى لأحمد الذى نصحنى بالصمت فقال بلهجه سريعه وهو ينظر لأسماء
بصرامه – أمورنا الشخصيه تناقش وسط العائله فقط .
ونظرت سلمى لأسماء بعتاب وهى تمسك معصمها بحنان فقالت بقوه – أنا لست صغيره .. وقد حسمت قرارى تقريبآ .
لهجتها ومظهرها لايوحيا بالخير أبدآ .
أقتربت الساعه من منتصف الليل ومازال المطر يلطم النافذه الكبيره بعنف وبدأ النوم يداعب جفوننا ودقائق وينفض المجلس ونصعد لغرفنا وأود حينها الإنفراد بأسماء والإعتذار لها .. كان سامح فى تلك الأثناء يقوم بتعليم السيدات بعض التمارين التى تساعد على نحت الجسد مثل تمرين السكوات وكم بدا لى مضحكآ وهو يقم بحركه القرفصاء ..
.. لا تنسوا ظهر مستقيم عند النزول ..
فجأه قامت أسماء بقامتها الرشيقه وهى تسترق النظر نحوى يبدو إنها تستعد لتقديم عرض مخيف .
إتجهت نحو سامح وسط نظرات دهش وتعجب من أحمد وسلمى وقامت بتقليد الحركه أمامه وهى تقول بدلع واضح – هكذا .
هنا وضع الرجل يده على ظهرها وقام بتصحيح حركتها وهو يردد – الظهر مستقيم عند النزول .
هنا ثارت غضبتى وتجاهلت نظرات أحمد نحوى لتغاضى الأمر لحين و التحلى الصبر ونهضت نحوهما وأمسكت معصمها بغلظه وجذبتها إلى ركن جانبى وسألتها – ماذا تفعلين ؟
- ما شأنك ؟
- شأنى إنى خطيبك ولى حقوق عندك .
- وأين حقوقى أنا ؟
- لا تغيرى الموضوع .
- وأكاذيبك المستمره وإستهتارك الفج .
- وعلى هذا يبرر تصرفك هذا ؟!
- أنظر لمكانه أحمد وأبكى على حالك .
- لولا أننا فى مكان غريب لكنت صفعتك على وجهك القذر.
- ألا تدرى ؟ .. قد إتخذت قرار أود إعلامك به ..
- وما هو ؟
خلعت الدبله من إصبعها وبشكل مسرحى وضعتها فى راحه يدى وهى تصيح بصوت عالى – هذا هو .
قالتها ثم أتجهت بخطوات واثقه نحو منضده أحمد وسلمى وجلست بجوارهما وهما ينظران نحونا بأسف وحزن .
نظرت نحو الجميع فوجدت ملامح دهش وإستغراب تظهر على ملامحهم ماعدا سامح فقد طلت شماته واضحه على عينيه .. هنا قلت بمرح حتى أبدو غير مكترثآ ولم أتعرض لأى هزيمه - سعر جرام الذهب أرتفع فى الآونه الأخيره ولقد كنت أود بشده شراء شاشه جديده ولم يكن معى مايكفى لذلك أشكرك وبشده .
هنا صاح فرج – أنت مهرج حقيقى .
فرديت عليه تعريضآ بهيئته – عندما أمتلك أنف ضخم وشارب عريض سأكن ذلك فعليآ .
هنا صاحت ريم بغضب –ماذا تقصد أيها الغبى ؟
وفجأه وجدت فتحى الطباخ أمامى مباشره
ولا أدرى من أين أتى .. أمسك كتفى بقسوه
وقال – أنت تتفوه بكلمات خاطئه من أول الليل .. ولذلك سألقنك درسآ فى الإحترام حالآ .
أمسكت بتلابيبه بقسوه وقوه وقلت – أأجننت يا أبن ال....؟!.. كيف تمسكنى هكذا ؟ .. لقد
عفوت عنك المره السابقه ولكن هذه المره لن أرحمك .
تدخل أحمد وسامح وفضا بيننا وأمسك الأول برأسى وهو يردد .. أهدأ يا عمر .. أرجوك وجميع الأمر ستحل .. أوعدك بذلك .
وسمعت فرج يقول بصوته الجهورى بغضب – كفى أنتهت الأمسيه .. أرجو من كل فرد أن يصعد لغرفته ويغلقها عليه جيدآ .. فالليل طويل والنفوس تخفى الكثير والحذر واجب
ثم أكمل وهو ينظر فى وجوهنا بتركيز –سلاحى فى حوزتى لايفارقنى .. وقد عفوت عن إساءه ذلك الشخص ولكن فى الصباح ومهما كانت الظروف وإن لم يتحسن الطقس سيغادر فورآ .. أصعدوا الآن فى أمان .
....................................................
3
بعقل شبه غائب وقلب فارغ وعينين تودان البكاء ولكن الدموع تتمنع عليهما ..إستلقيت على السريروأغلقت جفونى باحثآ عن نوم أستريح منه من يوم طويل قاس .. كرهت نفسى والجميع وخصوصآ أسماء وودت إحراق الفندق بما فيه ومن فيه .. ولكن قبلها أهشم رأس ذلك الطباخ الحقير .. بداخل عقلى تدور أنواع الإنتقام فى جنون .. تدور وتدور وتدور حتى غفوت تقريبآ ولكن هناك ظل إنسان يتحرك نحوى ببطء وفى يده شىء يلمع ..
نصل سكين .. عينيه تبرق فى ظلام الغرفه .. تجمدت من الخوف وفجأه قفز نحوى وأصبح فوقى تمامآ يحاول أن يغرس نصله فى بطنى
ولكنى لويت معصمه بقوه و.. سالت دماء
على وجهى لا أدرى مصدرها و... أستيقظت من النوم والعرق يملأ وجهى بغزاره مع دوى رعد هائل .. تنهدت بخوف .. الليله ستكتمل بنوم غير مريح .. فجأه سمعت صوت آهه ألم صادره من الممر الخارجى وأعقبها إرتطام قوى على باب غرفتى ثم طرقات عليه .. ما الأمر ؟ .. قمت من رقدتى وأضئت الحجره ثم فتحت الباب فى حذر لأجد جسد فرج ينقض على ويسكن بين أحضانى ودماء تغمر كتفى وقميصى من إثر سكين ضخم يستقر فى ظهره ..للحظات تجمدت مشدوهآ .. غير مدركآ الأمر تقريبآ .. أكابوس جديد سأستيقظ منه
ثم أخترقت آذنى صراخ رهيب فأفقت من ذهولى لأجد سمر تقف أمامى والرجل بين أحضانى ينزف تنظر برعب وخوف وتطلق صرخات مجنونه .. ثوان ووجدت الجميع حولى .. ريم تسقط أرضآ مغمى عليها .. وأحمد وسمر وأسماء وداليا يحملقون بدهش وإستغراب أما سامح فأنقض على وطوحنى بعيدآ فسقط جسد الرجل على الأرض أنحنى سامح الظابط السابق نحوه وأمسك معصمه للحظات ثم قال بأسف – إنه ميت .
ثم طوق زراعى بغل وقام فتحى بلكمى عده لكمات فى وجهى بغل وعنف وهو يصرخ – قتلته يا مجرم .
تكلمت مستنجدآ والدماء تغمر فمى وأنفى - لم أقتله أقسم بالله .. لقد وجدته هكذا .
سامح متهكمآ – فعلآ ..
- صدقونى .. لقد فتحت الباب بعد سماعى عده
طرقات عليه لأجده يسقط بين أحضانى والسكين مغروز فى ظهره .. صدقونى .. لماذا أقوم بقتله .. أخبريهم يا سمر بما رأيتيه .. أخبريهم .
سمر بتردد – لا أتذكر .. لست أدرى شىء .
لكمنى فتحى لكمه أخرى فى وجهى وهو يصيح – أنت مجرم حقير منذ أن رأيتك لأول وهله عرفتك وبالتأكيد المرحوم فرج كشف أمرك عند محاولتك سرقته .
أمسك أحمد بالرجل يهدئه ويحاول إ زاحته بعيدآ عنى أما أنا فحاولت إفلات نفسى من مسكه سامح
لأحطم وجه فتحى اللعين لكنى فشلت ..
صحت بغضب – أنا لست مجرم أو قاتل .. وهذه عائلتى ستخبركم بذلك .
أسماء – أنت غامض ولا أحد يعرفك جيدآ حتى يدلو بشهادته سواء شرآ أو خيرآ .
هنا تكلم أحمد بنفاذ صبر وهو ينظر لأسماء بغضب – عمر مستهتر .. ساذج .. ولكن
صدقونى ليس بمجرم أو قاتل .. لذلك أرجو التعقل والتروى و ترك أمر التحقيق للشرطه .
أيدت سلمى كلامه أما سمر فلازالت تنظر بذهول و العامله داليا تحاول إيفاق ريم .. أما فتحى فصاح بغضب وهو يشوح بقبضتيه - أنتم أقاربه
شركاء معه بالتأكيد .
أحمد – لا تتجاوز أكثر من ذلك .
سامح- لا داعى لهذا الجدل والشجار .. سنقيده حتى تصل الشرطه وتحقق هى فى الأمر .. الآن أبعدوا جميعكم عن مسرح الجريمه ولا تلمسوا شيئآ .
طرحنى سامح أرضا بركله قويه ثم جلب فتحى أحبال غليظه وقام بتقيدنى بعنف بعد أن سدد لى عده ركلات دون معارضه أحد .. وقامت ريم من إغماءتها لتقفز نحوى فى جنون وقامت بخدش وجهى بأظافرها ثم أطبقت على عنقى محاوله خنقى وهى تتفوه بسباب غزير إلا أن سامح أبعدها عنى وقام بحملى بمعاونه فتحى وإلقائى
فى قبو أسفل الدرج .
الدماء تغمر وجهى وآلام عنيفه تجتاحنى وغيبوبه لعينه تطارد ذهنى .. ولازالت دهشتى حاضره من الأحداث التى تسقط فوق رأسى بتتابع عجيب .... أنا سأجن .. لماذا يحدث لى ذلك ؟ .. لماذا أنا ؟!
هل قتلته فعلآ دون أن أدرى وكنت أظن ذلك حلمآ ! .. بدأت أصواتهم تسلل نحوى ..من
فتحات الأرضيه الخشبيه .. صرخات ملتاعه
.. نحيب عنيف . . أصوات متداخله .. ثم عبارات تعلو بالمواساه لريم التى تبدو بحاله
عصبيه شديده .. عبارات تعدد مزايا والدها
الراحل .. وأخرى تحثها على الصبر وتقبل الأمر ..
ثم قالت بصوت باكى عصبى بعد عده حوارات متبادله لم أتبينها - كان أبى يعمل فى شركه الوحده للإستثمارات العقاريه لرجل الأعمال حاتم يعقوب قبل إنتقالنا هنا .. أكتشف فى آخر أيام خدمته تلاعب مالى متورط فيه
رئيسه المباشر يدعى رمزى السعيد ورغم مايربطه به من صداقه ولأن والدى كان نزيهآ أمينآ أدلى بشهاده ضده و تم الحكم عليه منذ شهر
بالسجن المشدد وقد علم والدى أن الرجل يخطط فى الإنتقام منه بأى شكل .. لذلك كان يفكر فى
آخر أيامه بإستئجار رجل حراسه ولكن جاءته ضربه الغدر من ذلك الكلب الملقى فى القبو الذى تم تأجيره لذلك .
ثم صرخت فجأه – أود أن أقتله بيدى .
سامح – لا تلوثى يدك ياسيدتى بدماءه فإنه سقط متلبسآ بجريمته وسيشنق بالتأكيد.
أحمد – بعد تعبيرى عن بالغ حزننا وأسفنا بمصابك الأليم .. وتقديرينا لحزنك وألمك وغضبك .. أرجو ألا نصدر أحكامآ ونترك الأمر للشرطه للتحقيق.
أصوات تتعالى متداخله وهمهمات ..
فتحى بحده – لقد رأته المطربه متلبسآ بجريمته .
أحمد – إنهامشتته .. لا تدرى ماحدث فعليآ .
سلمى – مكيده مدبره له .. عمر لا صله له بأى مجرمين .. إنه من عائله عريقه .
سامح – ومن سيدبرها ضده .. ولما ؟
أحمد – الجانى الأصلى .
أصوات متداخله وحوار أشبه بالعراك ثم صوت ريم يعلو – أصمتوا .. أنا لا أدرى من أين نزلتم علينا .. إنهم شركاؤه بالتأكيد .. قيدوهم كالكلاب مثله .
أحمد – نحن نراعى ظروفك يا ريم ولكن لاداعى للتجريح والسب إننا أناس محترمون .. أنا رئيس فرع لشر..
قاطعته صارخه – أصمت ولا تنطق بأسمى .
سامح بصوت مرتفع – لا داعى للصراع والجدل .. فى الصباح إن لم تعود الإتصالات سأركب سيارتى وأتجه إلى نقطه الشرطه وحتى إن
لم تتحسن الظروف الجويه .. وأرجوكم راعوا مشاعر السيده ريم ..فإنها لصدمه شديده حقآ .
أصواتهم بدأت تختفى .. و أصبحت فى القبو وحيدآ
حيث الصمت والظلام المحكم الذى يتخلله ضوء بسيط يأتى من نافذه صغيره والهدوء الحذر .
.. بدأت أحاول تذكر ما حدث منذ إستيقاظى وحتى صراخ سمر و..فجأه سمعت صوت خطوات متجهه للقبو .. خطوات حذره هادئه .. الباب المحطم يفتح .. ضوء عارم ينير الظلام للحظات ثم يختفى بإغلاق الباب بهدوء .. شخص ما لا أتبينه يتجه نحوى وفى يده شيئآ يلمع .. اللعنه ربما ريم ..
إنفعلت إضطرابآ فى محاوله لتحطيم قيودى وتحرير جسدى وفتحت فمى لطلب النجده إلا أن قبضه يد أحاطت بفمى وأطبقت عليه تمامآ .
.......................................................4
أحمد
بدأ النعاس يتسلل إلى جفوننا ونحن ماكثين فى مجلس الطعام ننتظر بسأم شروق الشمس بعد أن أمرنا سامح بذلك ..وربما ننام لدقائق ثم بسبب جلستنا غير المريحه نسيقظ على الفوركعقاب ختامى لليله غير منطقيه على الإطلاق .
كانت العامله داليا تحضر لنا من حين لأخر
أكواب قهوه وشطائر جبن ولحم .
كنا – أنا وأسماء وسلمى- فى وضع محرج متأزم محير ومؤسف وليس فى يدنا سوى الإنتظار المر.
كانت قد صعدت ريم وهى تستند على داليا فقد بدت المسكينه شاحبه كورقه ممزقه إلى غرفتها
فى الدور الثالث للراحه والنوم بعد أن تناولت حبه مهدئه وقد أمر فتحى تلك الأخيره بأن تبعد عن نظرها جثه والدها بأى شكل ..
بعد فتره ما إستأذنت سمر من سامح الذى قد أصبح المسئول بحكم إنه ظابط سابق للصعود إلى غرفتها لجلب معطفها الثقيل .. وافق على طلبها وهو ينظر نحو النافذه بشرود .. فجأه سمعنا صراخ من أعلى فقفزنا من مقاعدنا
وصعدنا الدرج بقفزات مدهشه لنجد كارثه شديده أخرى تنتظرنا .. جسد ريم مستلقى على الدرجات التى تصل بين الدورين الأول والثانى
ودماءها منتشره عليه من إثر طعنه عميقه فى رقبتها.. يبدو أن المسكينه حاولت النزول لنا طلبآ للمساعده .. يا للهول .. من فعل تلك الجريمه الشنيعه .. من قتلها ؟ ! .. ولما ؟
ومتى ؟! ..
المنظر شنيع مؤلم وكان وقعه علي أشد من الجريمه الأولى .. سمر وداليا وسلمى يبكين بحرقه والصدمه لا تزال على وجوهن أما أسماء فكانت تردد بحرقه وإنهيار – لما قتلت ؟
وسامح نفسه على وجهه دهش وذهول وحزن كبير أما فتحى فقد نزل الدرج بسرعه ثم سمعنا صوته بعد لحظات يتعالى وهو يصعد نحونا –- الكلب هرب من القبو وقتلها .
بذهول رددت – هرب .
فتحى يردد بلوعه – هرب المجرم من محبسه وأكمل مهمته بقتلها .
بدهش تسائلت سمر – كيف ؟
سامح – أحد ما ساعده .
فتحى بجنون – بالتأكيد عائلته .
يا للمصيبه .. الأمر تأزم وإزداد جنونآ وغرابه وحيره وبأقصى ما لدى من قوه قلت وأنا أحاول دفع الإتهام – نحن كنا معكم فى المجلس ولم نتحرك خطوه واحده .. أما فتحى وداليا فتحركا من مجلسيهما عده مرات .
صرخت داليا – ولما أحرره .؟
وأنقض فتحى على وهو يصيح – لقد حرره أحدآ منهم وأنتهز فرصه سقوط أعيننا فى النوم وقد حدثت عده مرات .
أسماء بحرقه – نحن لا نساعد مجرمين .. ولقد تبرأنا منه .. وليس لنا شأن به .
قال سامح وهو يزيح فتحى بعيدآ عنى – أنتم المشتبه الأول بلا أدنى شك .. والأمر سيكشف بكل تأكيد .
قالت سلمى – ربما حرر نفسه بنفسه .
سامح فى حده – ربما .. ولكن لماذا لا أستسيغ فكره لجوئكم المفاجىء هنا ؟
أخرجت حافظتى وهما –سامح وفتحى – ينظران لى بشك وتحفز وأعطيت له بطاقه هويتى ثم جعلته يطلع على عده صور لى برفقه مسئولين على هاتفى النقال وأنا أقول بصرامه – أنا رئيس فرع لشركه عالميه .. ولى وضع مهم ومكانه مرموقه ومن المحال والجنون أن أشترك فى جرائم أو أن تكون أدنى صله بأحد منهم .. وعائلتى مثلى دون إستثناء لأحدآ منه .
نظر لهويتى ثم قال – تبدو صحيحه .
قلت بقوه –هى صحيحه .
سامح – الشرطه هى من ستقرر ذلك .
قلت – وكذلك فى جريمتى القتل.
قال سامح وهو يشير لفتحى وداليا بأمر ما بعد أن تشاوروا لدقائق – لذلك ليس فى يدى سوى هذا الأمر .
سألته – والذى هو ؟.
أمسك فتحى بى بقوه وهو يكمم يدى وقال بغل – تقيدكم فالحذر مطلوب .
قلت بغيظ وأنا أقاومه – كيف تجرؤ أيها اللعين بإمساكى هكذا .
عاونه سامح قى تقييدى وقال – منعآ لأى مفاجأه جديده .
هنا صرخت أسماء بألم وداليا تقوم بتقييد يديها
وقالت- ألا تصدقونا ..نحن ليس لنا شأن به .
تسائلت سمر بتعجب وسامح يقيدها بقوه – وما شأنى أنا ؟
فرد سامح – هذا من أجل سلامتكم .
شعرت بالغيظ والغضب .. من هو حتى يمتلك حق تقييدنا أو تلك المسئوليه المطلقه .. ولكننا صمتنا عندما فعلوا ذلك بعمر بإنتهاك حقوقه
فدارت علينا الدائره وكما تدين تدان .. ولكن
أين هو عمر ؟ وكيف حرر نفسه أو من ساعده فى ذلك ولما؟ وهل يا ترى قام بجريمتى القتل أم أحد غيره ومن يكون ؟ ولما ؟ وكيف ؟أسئله عديده وليس لدى إجابه .
أنزلونا إلى مجلس الطعام وقاموا بتقيدنا فى مقاعدنا ثم دلف فتحى نحو غرفه فرج وخرج منها حاملآ مسدسه وهنا قال سامح وهو يقف أمامنا – السؤال المهم الآن هو أين عمر .. فبكل تأكيد لم يهرب من هنا على الاقل ماشيآ فى تلك الظروف الجويه السيئه .. ولم نسمع حتى الآن صوت محرك سياره إذن هو لازال مختبأ هنا لسبب ما وربما يسمعنا الآن لذا سنبدأ بالبحث عنه فورآ وليس له سوى الإستسلام .
فتحى وهو يشهر مسدسه فى وجوهنا – سأحاول القبض عليه إن أمكن دون أى أذى له ولكن سأستخدم القوه عند الضروره دفاعآ عن النفس فهو قاتل هارب .
أتجه فتحى نحو باب الفندق حاملآ مظله ومصباح صغير ومسدس .. فتحه فتسلل إلى سمعنا صوتى دوى المطر والريح وأنقضت علينا هبات من الهواء القارس .. خرج كالمجنون فى هذا الجو المضطرب ليبحث عنه فى الأطراف المحيطه بالفندق ومن ضمنها السيارات المتوقفه عند محطه الوقود .
أما سامح وداليا إختصاصهم البحث عنه داخل أرجاء الفندق من القبو حتى الدور الأخير .
قالت أسماء وهى ترتعد من البرد- اللعنه عليه .. هو السبب فى جميع مشاكلنا .. كنت سأتزوج قاتل محترف ياللمصيبه .
قلت لها بعصبيه – أصمتى .. أنك تعلمين أنه لا يستطيع إيذاء حشره ولكن الإنتقام الأعمى يغمى قلبك وعقلك .
أسماء بعصبيه – موقفه مريب بلا شك .
سألت سمر الصامته – أصدقينى القول هل رأيتى بعينيكى عمر يقتل فرج ؟
ردت – لست أدرى .. ولا أذكر شىء من الواقعه حتى الآن .
سلمى وهى تأن من الألم – إنها مكيده مدبره من الجانى الأصلى وأنا أشك بقوه فى فتحى ثم سامح .
قلت – وبدل أن نسانده سكتنا على تقييده ثم قيدونا مثله .
سمر – وما شأنى أنا .
قلت بحزن وأسف – لقد فكرت فى الأمر الآن أعتقد إنهم عزموا النيه على قتله .. ولا يريدوا شهود على ذلك.. وسيزيفوا الأمر على إنه دفاع عن النفس .. القاتل وشركاؤه قرروا
ذلك حتى يغطوا آثارجريمتهم للأبد.
بإنهيار وحزن تمتموا – يقتلوه !
سمر – تقصد سامح و فتحى ودالياهم القتله.
قلت – نعم هم .
سمر – لما ؟
قلت – لست أدرى .. سرقه ربما إنتقام للمدعو رمزى وتم تأجيرهم لذلك .
قالت سلمى بإنهيار – لا لن يستطيعوا إيذاءه لقد فربعيدآ.
قلت – أتمنى ذلك .. إنهما يتصرفان بسلطه تامه وجنون كامل ولا أدرى ردود أفعالهم القادمه .
سألت سمر بخوف – تقصد يقتلونا .
قلت بقلق – ربما .
وفجأه سمعنا دوى إطلاق رصاص عنيف فصرخت أسماء بإنهيار- لقد قتلوه .
هنا سكت تمامآ وسواد رهيب ملأ كيانى وروحى ودموع حارقه بدأت تتساقط من عينى ....................................................5
نزلا سامح وداليا للمدخل وعلى وجهيهما ملامح ترقب وقلق ثم دلف فتحى الفندق وأغلق الباب وراءه وملامح وجهه ثابته صرخت سلمى فى وجوههم – قتلتوه يا مجرمين .
قال وهو يرتجف متجهآ نحو المدفأه – لم أعثر عليه .. لقد أطلقت الرصاص بالخطأ على كلب ضال.
شعرت بإبتهاج كبير وقلت فى حده – أنت تنوى قتله وهذه جريمه .
داليا – ولم نجد له أثر هنا .
سامح بإستغراب – إذن أين هو ؟ .. هل تبخر ..
داليا – لقد فرهاربآ .
فتحى – فر ماشيآ فى هذا الجو الصعب .
سامح – سيحدث له مكروه بلا شك .
فتحى – سيموت من البرد بالتأكيد .
شعرنا أنا وأسما وسلمى بالإبتهاج والسعاده لفراره تبدلا بعد فتره لقلق وتوتر بسبب غموض مصيره ومصيرنا أيضآ .
وقف سامح بجانب فتحى أمام المدفأه وأخذا يتحدثان بصوت هامس بإنفعال ظهر على وجهيهما وتشويحات أيديهما .
بعدها قفز فتحى نحو داليا وأمسك شعرها بقوه وقال لها – أين نقود الرجل أيتها اللعوب ؟
بتوتر قالت – أى نقود ؟
فرد – إكتشف سامح باشا .. عند تفتيشه غرفه فرج فى الدور الثالث باحثآ عن عمر أن الخزنه بابها موارب فأدار مقبضها فوجدها فارغه .. وأعتقد أن الخزنه الأخرى فى الغرفه السفليه نفس الأمر قد حدث لها .. وقد كنت تدخلين الغرفتين فى حياه الرجل وتمكثين لفتره
وبطريقه ما عرفتى بالتأكيد الأرقام السريه الخاصه بهما .. فإغواءه أمر سهل بالنسبه لك ..وهذه الليله كنت تتحركين هنا وهناك دون رقابه من أحد .
داليا بألم – أنا لم أسرق شيئآ .. صدقنى .
فتحى وهو يلوى معصمها بقسوه – أنت كاذبه لعينه..
داليا وهى تتأوه من الألم – ربما هى فارغه أو أفرغها المرحوم لسبب ما أوسرقها القاتل عمر .
سامح بتهكم – ربما .. ولكن أسمعى سنقلبا الفندق على رأسه والوقت متاح لذلك.. وإن عثرنا على نقود .. مجوهرات مخبأه هنا أو هناك سيكن عقابك شديدآ .
قال فتحى وهو يفلت معصمها فى هدوء
– إن تعاونتى معنا وقلت الحقيقه وكان المبلغ بسيط سنتركه لكى ولن نعلم الشرطه به فليس من العدل مصادرته .. وإن كان ضخمآ وقد سمعت أن المرحوم نال أجرآ محترمآ لشهادته ضد المدعو رمزى من رجل الأعمال ..فسنقتسمه سويآ بالعدل دون إغفال لحقك..
فلا تهديرى وقتنا وإنطقى ولا تخفى .
سامح- لن نهدر حقك وهذا وعد منى .
ظلت داليا واقفه فى شرود دون أن تتحرك لدقيقه كامله ثم قالت - موافقه على عرضكم .
هنا بدأ الشك فى مصيرنا المجهول يتحول إلى يقين .. إنهما يدبران لنا شرآ ما .. لم يأتوا بأى سيره لنا وكأننا غير موجودين .. سواء بأمرى إخفاء النقود على الشرطه أو طريقه التقسيم .. ويبدو أن سمر
أدركت ذلك فقالت بلهجه سريعه –وأنا معكم .. ولن أنطق بحرف أمام أحد فى أمر النقود ولا أريد منها قرشآ .
فكررت كلامها بصوت مرتفع مرددآ بإنفعال - ونحن أيضآ .
إلا أنهم تجاهلوا قولنا ودلفا وراء داليا إلى المطبخ .. حاولنا بأى شكل حينها تمزيق قيودنا
بأى طريقه ولكن للأسف فشلنا تمامآ ..
سمعنا فتحى يقول ضاحكآ – النقود فى شنطه سوداء وسط الخضروات فى الثلاجه .
سامح بتهكم – لكى تكون طازجه .
داليا بحده – كيف سنقسمها؟
بعدها سمعنا صوت جسد يرتطم بالأرض ثم برز فتحى وهو يجذب داليا الفاقده الوعى من قدمها ويلقيها نحونا مقيده ودماء رهيبه تتساقط من أنفها .
ثم ألتفت نحو سامح الذى يحمل شنطه سوداء تبرز منها دولارات وقال مبتهجآ – إنها آلاف الدولارات
ثم تابع وهو يقترب منه –نقسمها بالنصف بيننا الآن .
رد عليه سامح – كما تريد .
ثم ودون أى مقدمات رفع سامح بسرعه رهيبه مطرقه صغيره وضرب بها رأس فتحى الذى نظر بذهول ثم سقط على الأرض بلا أى حراك .
ثم ألتفت نحونا ونحن فى غايه الرعب والقلق وأنتزع من طيات ملابسه مسدس رفعه فى وجوهنا فقالت له سمر – أنا لم أرك مطلقآ.
قلت بغضب – بل نحن كلنا كذلك .. فأذهب بالنقود كما تحب فليس لنا شأن بها .
أسماء – وتأكد لن نفتح أفواهنا فالأمر بأكمله لا يهمنا .
سلمى – دعنا وشأننا وعلى ما أرى فإن الطقس قد تحسن .. فإنطلق فى سلام .
سامح – كلامكم مطمئن .. ولكنى بطبعى رجل حريص .
أسماء – أرجووووك.
سامح – بكل صراحه سأحرق هذا المكان بأكمله بمن فيه وما فيه ولكن لا تخفوا فأنا قلبى رحيم
سأقتلكم بالرصاص قبل إشعال النيران.
بإنهيار أسماء – أرجوك .. لن ننطق بحرف .
صرخات إستجداء من أفواههم أما أنا فسكنت فى صمت مستسلمآ لمصيرى مرددآ الشهادتين ..
.. صوبه نحو سمر بكل برود و... فجأه لمح فى أعيننا نظرات فرح ولهفه فألتفت وراءه بسرعه ولكن ضربه قويه من منفضه السجائر المعدنيه على مؤخره رأسه أسقطته أرضآ مترنحآ أعقبتها ضربه أخرى أشد عنفآ فسقط بلا حراك .. هتفنا بصوت واحد فى فرح
– عمر ..
وكانت مفاجأه سعيده حقآ .
.........................................................
6
عمر
أنا هنا هنا يا أبن الحراااام ....
قلتها بكل سعاده على الرغم ما بى من آلام وجروح وأنا أضرب رأس سامح بكل ما لدى من قوه ضربتين متعاقبتين فسقط أرضآ ونظره ذهول مرسومه على وجهه القذر ..
نظروا لى بدهش وسعاده .. كان مظهرى بائسآ
جروح وكدمات وحروق على وجهى وساقيى لكنى مازالت على قيد الحياه ويا للمفاجأه ..
- لقد شعرنا بخوف وقلق كبير نحوك ولكنك حى .
- أنت بخير .. يا للمفاجأه السعيده .
- ماذا تنتظر فك وثاقنا ؟
- أين كنت يارجل .. كم تسعدنى رؤيتك ؟.
- عمر .. هل أنت بخير؟
- هيا .. فك وثاقنا ؟
قلت لهم وأنا أستولى على مسدس سامح – ليس الآن .. فلدى فى البدايه حديث طويل أود أن تسمعوه .. ولكن أولا أقيد هذين الوغدين .
جذبت جسد سامح نحو جسد فتحى وقيدتهما
متلاصقين بأحبال غليظه بشده وقوه .
هنا سمعت صوت أسماء يقول – فك وثاقنا ولا داعى لمزاحك السخيف الآن .
رديت عليها بحده- أنت خصيصآ لا تنطقى بحرف .
سلمى – ألن تفك وثاقنا حقآ ؟
أجبت – أدلو بكلمتى أولآ
أحمد – أنت سخيف .
سمر- سادى لعين .
أسماء – كيف هربت ؟
قلت – هذا هو السؤال .. لقد نزلت لى داليا القبو
فى غفله نومكم فى مجلس الطعام .. وأخبرتنى
بإنها تصدقنى وتشعر بحزن رهيب لما جرى لى من إهانه وحبس .. وكانت تحمل لى زجاجه مياه وطعام .. ودون أن تفك وثاقى قامت بإطعامى
.. شعرت بإمتنان كبير نحوها هى الوحيده التى فكرت فى شأنى ..
وأخبرتنى بقلق –إن فتحى ينوى قتلك فإحترس
وأثناء خروجها سقطت منها قداحه كنت أظن حينها إنها مصادفه عجيبه أو إنها تنوى مساعدتى دون أن تتأذى و بسرعه وبكل جهد زحفت نحو القداحه وبعد عده محاولات إستطعت إشعالها وفك وثاقى ولكن بعد حروق عديده كما ترون فى وجهى وأنحاء جسدى .. وبحذر صعدت وأنتم فى غفله النوم فى مجلس الطعام نحو غرفه أسماء لجلب مفتاح سيارتها والهرب بحياتى من هذا الجحيم .. كنت خائف أن يكون الباب مغلق ولكنه لم يكن لحسن الحظ.. بحثت عن حقيبه يدها أو سلسله مفاتيحها فلم أجد أى منهما وسمعت صراخ سمر لمره أخرى وتيقنت بحدوث مصيبه جديده.. وعلمت الأمر ثم أمر البحث عنى .. وأنا محاصر فى الغرفه ولا يوجد مكان بها للإستخباء .. فلم يكن أمامى إلا الشرفه ففتحتها ثم أغلقتها ورائى بحذر ونظرت للأسفل لأقفز هاربآ إلا أنى لمحت تحتها لوحه إعلانات عريضه مغلقه الأضواء بداخلها تجويف داخلى يمكن الإختباء فيه..
ورغم المطر الشديد والهواء العنيف وبقوه عجيبه وإصرار منيع للنجاه بحياتى إعتمدت على راحتى يديي التى وضعتهما على حاجز الشرفه وألقيت بجسدى منقضآ نحوها بكل قوة لدى وكانت الصدمه قويه وكدت أسقط إلا أنى تعلقت بها وآلام رهيبه تجتاح أنحاء جسدى ونجحت فى جذب جسدى نحو التجويف وأختبأت .. وكم كنت
سعيدآ وأنا أرى فتحى الأحمق يبحث عنى فى الأسفل وأنا فوق رأسه .. وسامح الوغد وهو يبحث فى الشرفه عنى وأنا تحت منه .. ثم بعد ذلك فكرت فى إكتشاف ما يدور هنا فقفزت لأسفل وتسللت نحو النافذه ورأيت سامح وهو يضرب فتحى ثم يتجه نحوكم رافعآ مسدسه
فتسلقت لوحه الإعلانات ومنها قفزت نحو الشرفه بأقصى ما لدى من قوه ثم حدث ما شاهدتوه .. حتى الآن لا أصدق كيف فعلت كل
ذلك .. ولا أن بداخلى تلك القوه الجباره .. وأرجوا أن تخبروا ذلك لعمتى سميه ..
أحمد – سأخبرها بنفسى .. ولكن فك وثاقنا ..
وكف عن هذا الإستعراض السخيف.
قلت ببرود – مازالت هناك بقيه .
فجاء ردهم على شكل ..
همهمات غاضبه .. إنفعالات حانقه ..و سباب متواصل وخصوصآ من أسماء ..
فقلت وأنا أرسم على وجهى إبتسامه لزجه – سأخبركم بمن القاتل فى كلتا الجريمتين .؟
أحمد – فتحى وسامح بالتأكيد .
رديت – لا .
أسماء – بالتأكيد أنت .
سلمى – من يا شارلوك ؟
سمر - وكيف أكتشفت ذلك أأنت بوليس ؟
أسماء – البوليس النسائى .
رديت – بلا سخريه أو تهكم فإنى أملك ذكاء خارق ولدى خبره من مشاهدتى لأفلام الجريمه والغموض .
أحمد – خبره كارتون كونان .
أسماء- تافه ولزج .
قلت بقوه وأنا أحدق بها بتركيز- أنت يا سمر .. مرتكبه الجريمه الأولى .
نظرات دهش وإستغراب ظهرت على وجوههم أما سمر بدا عليها إرتباك فى البدايه لكنها تماسكت وقالت بإستخفاف – لا .. ريا وسكينه.
تابعت بحده – أين قلادتك الذهبيه التى تحمل حرف r؟
ردت بحذر – وضعتها فى حقيبه يدى .. فقد تحطم قفلها عند خلعى لها قبل النوم .. والحقيبه فى غرفتى .
- يبدو أنكى لم تلاحظى نقصان حرفr منه .
ثم أخرجت بمنيدل الحرف من جيب بنطالى
وتابعت – لقد إكتشفت وجوده فى جيب قميصى وأنا مختبأ فى لوحه الإعلانات وتسائلت .. ماهذا ؟ ..فتذكرت قلادتك الذهبيه التى كانت تزين عنقك الجميل ثم تسائلت كيف سقط داخل جيبى ؟
.. فتذكرت مشهد سقوط جسد المرحوم فرج بين أحضانى ..
أنت القاتله .. قد إستدرجتى المرحوم لغرفتك لتنفيذ جريمتك وكنت تعلمين ولعه بالنساء
.. وقمتى بطعنه غدرآ وهو بين أحضانك ويبدو أنه تشبث بقلادتك وحطمها وهو ينازع سكراته
الأخيره وقد قررتى بذكاء وإستغلالآ للظروف
توريطى بالجريمه .. وغرفتك هى المجاوره
لغرفتى .. فحملتيه ثم ألقيتيه على بابى ..
وأنت اول من ظهر فجأه وصرخ بأعلى صوته مناديآ الجميع .. أنت على صله قرابه أو صداقه او عاطفه بالمدعو رمزى وقد نفذتى له إنتقامه .
ردت بإنفعال – كذب .. هذا كذب .. أنت سرقت الحرف من حقيبتى لتفبرك الأمر لصالحك ..
- بالتأكيد ستجد الشرطه بصمات المرحوم عليه .
- أشهدوا على كلامه .. أشهدوا عليه وإن كان من أقاربكم .. لقد فبرك الأمر .. ووضع بصمات أصابع المرحوم على القلاده ..
- أنت عنيده حقآ .. قلتها وأنا أحدق فى وجهها بتركيز ثم برقت عينى وقلت – والخدوش الحديثه التى على جانب وجهك .. أعتقد أن أظافر المرحوم تحمل أجزاء من جلد وجهك .. وسيكشف الطب الشرعى هذا الأمر .
هنا سكتت تمامآ وبدا عليها الوجوم والإستسلام وتسائلت بحيره ودهش – من أنت ؟
نظروا إليها بتعجب وإستغراب كبير ورددت سلمى بحيره – أنت القاتله .
أسماء – أأنت فعلآ ؟
أحمد – أنت عبقرى ..
سلمى – يا لذكائك ..
أسماء – عجيب ..
أحمد – الجو قد تحسن وأعتقد أن الهاتف النقال سيستقبل الشبكه فأجرى إتصالك بالشرطه حالآثم فك وثاقنا .
تجاهلت قوله صائحآ – أما جريمه قتل ريم فبكل تأكيد قد وضحت .. داليا هى القاتله .. وساعدتنى فى حل وثاقى لأتورط بها .
هنا تأوهت الخادمه وسألت بضعف – أين أنا ؟
أقتربت منها وقبلت خدها ثم قلت – معذره أيتها القاتله .. ولكنى كنت أود تقبيلك منذ رؤيتك .
أرادت تحريك جسدها المقيد ورددت بضعف – قاتله !
- أعتقد أن ريم رأتك وأنت تقومين بسرقه الخزنه فقمت بقتلها .. وأظن أن سامح وفتحى أدركا ذلك بعد إكتشافهم أمر سرقتك .
- فك وثاقى وسأكن خادمتك .. ونهرب بالنقود بعيدآ
ضحكت ضحكه عاليه وقلت – معذره .. لم أعد أبله .
أسماء – أيها اللعين .. متى تفك وثاقنا ؟
- لن أفكها أبدآ
- أجننت ؟
- وأيضآ سأستولى على حفنه الدولارات وأسافر بعيدآ.
سلمى – أتتكلم بجديه ؟
- نعم .
أحمد – أنت جننت فعلآ .
- أعذرينى يا أسماء سأقترض مفتاح سيارتك وأنطلق بعيدآ لمكان آمن ثم سأبلغ الشرطه لا تقلقوا ستنتظروا عده ساعات أخرى فقط .
أحمد – لماذا هذا الجنون ؟
- تأديب لكم عن تخاذلكم فى الدفاع عنى وسخريتكم المستمره .
- وسرقه النقود ؟
- أصبحت ملكى .. حقى .
- هذه جريمه سرقه .. لا تكن أحمقآ .
- سأهرب بعيدآ .. وأعيش ملكآ بهم .
- ستكن أنت المشتبه الأساسى بجريمتى القتل
- لقد عرفتم الحقيقه والأدله ستثبت قولى .
أسماء- أنت حقير .
سلمى – لا تتركنا هكذا يا عمر .. لا تفعل ذلك .
سمر- حرر وثاقى وستنال مبلغ أكثر مما فى حوزتك الآن.
- معى ما يكفينى .
أحمد – ستتبرىء العائله منك إن نفذت فكرتك الحقيره تلك .
- أنا الذى تبرأت منكم .
- فكر .. هذه جريمه
أعطيت ظهرى لهم قائلآ - الوداع .
سمعت سيل من السباب المتواصل والندائات الغاضبه لكنى تجاهلتهم وأتجهت نحو حقيبه يد أسماء الكائنه على منضده فى مجلس الطعام وأستوليت على مفتاح سيارتها ثم صعدت وألقيت بحرف القلاده على جثه المرحوم فرج ثم نظرت طويلآ بأسف على جثتى الأب وإبنته .. ثم نزلت بخطوات سريعه وخرجت من الفندق متجهآ نحو السياره ونسمات الفجر الرقيقه تداعب وجهى دون أن ألتفت للوراء ولو لمره أخيره ..
تمت .. بقلم عمرو يوسف .
|