المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
فى المتاجر, أخذ الجميع بمدحها و يطرى عليها, منتظرين خدمتها بفرح و رضى. آخر مكان اتجهت إليه, هو اشهر منتجع مترف فى ميلانو. كان هناك ستة اشخاصفى انتظارها. الأول وضع مساحيق التجميل على وجهها و الثانى اهتم بشعرها, اما الباقون فمنهم من اعتنى بأظافرها و منهم من دلك كتفيها, فيما احضر لها احدهم قهوة امريكية. تم تبديل نظارتى لوسي بعدستين لاصقتين, اما شعرها المعقود كـ ذيل فرس فتم قصه و غسله, ثم تصفيفه بعناية حتى اصبح أملس ناعماً كـ الحرير. كما ان زينة وجهها بدت طبيعية و بدون اى مبالغة. ارتدت لوسي قميصاً انيقاً جداً و تنورة ضيقة تحت معطف صوفى ذى حزام عريض. لم تشعر يوماً انها امرأة انيقة كما هى الآن. نظارتيها القديمتين و كل ما تحتاجه كليو, اصبحت الآن فى حقيبة جلدية من ماركة فيرازى. حقيبة ثمنها ثلاثة آلاف دولار!
وضعت فردتى حذائا ذى الساقين العاليتين فوق بعضهما, و لامست اصابعها حبات اللؤلؤ النادرة التى تحيط بعنقها. لابد ان وجهة نظر ماكسيمو صحيحة. ربما تُبدل الثياب فعلاً نظرة المرء إلى نفسه! هذا لا يعنى انها ستعترف له بذلك, فهو متفاخر جداً و معتد بنفسه بما يكفى. قال و هو ينظر إليها بدهشة: "أنتِ فعلاً رائعة, كارا!"
تورد وجهها, و نظرت إليه من فوق مقعد كليو قائلة: "كنت اتمنى ان تقول إننى مقبولة كـ زوجة لك."
"مقبولة؟! ديو سانتو! سي بليسيما. انت جميلة جداً, لوسيا!"
لوسيا! شعرت تقريباً و كأنها تليق بهذا الأسم و هى ترتدى هذه الثياب, و تركب سيارة ليموزين متوجهة إلى فيلا إيطالية, و متزوجة من امير. اسم جديد, مظهر جديد, و امل جديد. ما زال يقلقها ان زواجهما سيستمر حتى وفاة رجل عجوز مسكين, لكن كما قال ماكسيمو, الناس يموتون كل يوم, فالعالم مكان قاس و مظلم, و لوسي تعرف ذلك من خلال التجربة. امها ماتت حين كان فى الثانية عشرة من عمرها, كما انها لم تعرف والدها قط. اما كليو فلن تعرف بعد اليوم حياة غير مستقرة و محفوفة بالمخاطر. ستعيش بأمان, و ستتمتع باستقرار مادى. بعد ان تتحدث مع الكس, سيعود والدها إليها. ستتأكد لوسي من حدوث ذلك.
نظرت إلى طفلتها الجالسة على مقعد الاطفال الموثوق بشدة إلى مقعد السيارة. هى ترتدى فستاناً زهرى اللون ذا ياقة ضيقة حول عنقها بدلاً من بيجامتها القديمة البالية, اما دورباها فـ ابيضان من القطن الناعم و حذاؤها من الجلد الابض ذو حاشية من جلد الخروف. خزانة ثيابها الجديدة ستناسبها حتى تصبح فى الثالثة من عمرها, بثياب تتنافس مع بعضها من حيث النعومة و الجمال. نظرت إلى ابنتها الغالية السعيدة, فطفرت دموع الامتنان من عينيها.
استدارت لوسي لتنظر إلى زوجها. ابتسمت من خلال دموعها, و همست: "شكراً لك! لا استطيع ان اشكرك كفاية على هذا."
"على التسوق؟" بدا ماكسيمو مندهشاً من كلامها. اخفض حاجبيه و تابع: "لا تشكرينى! بدأت اشعر بالندم لأننى فكرت بذلك منذ البداية, فـ انت تبدين جميلة جداً, و كل رجل يراك سيتمنى لو انك زوجته. فى الواقع, بدأت افكر بتلك القميص الفضفاضة."
نظرت لوسي إليه, فيما حبست انفاسها. فغمزها بعينيه اللتين تشعان بحرارة اشبه بشمس أيار. إنه يغازلها.... حاولت ألا تتجاوب معه, و ألا تدعه يؤثر بها. مع ذلك تورد وجهها, و اضطربت انفاسها. قالت: "انت رجل يُصعب إرضاؤك."
"غير صحيح! ما اريده هو ان تكونى سعيدة."
بدت نظرته اشبه بجدول صافٍ ادفأ روحها, و انعش قلبها بنوره و حرارته.
لا! لايمكنها ان تنجذب إليه. لا يمكنها أن تدعه يغويها. لا يمكنها ان تمنحه جسدها او قلبها. عندما يتركها ستغدو مجرد حطام. ثلاثة اشهر..... فقط ثلاثة اشهر, و ستصبح هى و كليو بأمان إلى الابد, فهل يصعب عليها ان تقاوم رجلاً لمدة ثلاثة اشهر؟ آهـ! إنه امر فى منتهى الصعوبة, لا سيما ان الرجل هو الأمير ماكسيمو دواكيلا! عضت على شفتها, و استدارت لتنظر إلى الخارج عبر النافذة, فيما هما يتحركان على الطريق الوحيد المغطى بالثلج الممتد امامهما. حتى فى ايطاليا, يحمل الشتاء برداً و ثلوجاً, لكن الشتاء هنا مختلف عن شتاء شيكاغو, فهو اكثر دفئاً, و بحيرة كومو ه قصة خيالية عن شتاء إيطاليا. إجتازت الليموزين الطريق الضيقة لتدخل إلى القرية متصلة بالجبال, فيما بدت الثلوج تحت اشعة الشمس مشعة كـ الماس على حدود بحيرة من الياقوت الأزرق.
قال ماكسيمو: "أكيلينا, قريتى."
نظرت لوسي إلى خارج نافذتها بتعجب. رأت القرويين يتجولون فى الشارع الريئسي تحت اشعة الشمس, يتحدثون مع بعضهم أمام متاجر مزينة و رائعة الجمال. رجال بعيون مشرقة يرفعون قبعاتهم للتحية, ما ان تمر سيارة الرولز رويس امامهم. اما الأمهات الشابات اللواتى يدفعن عربات اطفالهن, فرحن يشرن بأيديهن إلى السيارة لـ اطفالهن المتوردى الخدود. فيما ركضت مجموعةمن الأولاد تتراوح اعمارهم ما بين السادسة أو السابعة, وراء السيارة فى الشارع, و هم يصرخون بأعالى اصواتهم معبرين عن فرحتهم.
نظرت لوسي إلى ماكسيمو مندهشة و قالت: "كم هذا جميل!"
ابتسم لها, و شعرت كأن عيناه تداعبانها قبل ان يقول: "يسعدنى انها اعجبتك."
شعرت لوسي بجسدها يهتز من نظرته, فوبخت نفسها بغضب قائلة, كفى! إنه لا يعنى شيئاً بالنسبة لكِ. لكن جسدها بالقرب منها, بدا لها المقعد الخلفى الفسيح صغيراً جداً. نظرت إلى البعيد و هى تقول بصوت حاولت ان يبدو هادئاً: "هل اوشكنا على ان نصل إلى..... ما اسمها؟"
"فيلا ايشلو. أنها منزل عائلتى منذ اجيال عدة. خسرناها لفترة قصيرة عندما كنت طفلاًً, و الآن عادت إلى." ابتسم لها ماكسيمو, و تابع: "أنها لكِ ايضاً, لـ الاشهر القليلة القادمة."
ابعدت كليو زجاجة الحليب الفارغة, فسقط حصانها الأحمر من حضنها. سرعان ما اخذت تبكى. انحنى كل من ماكسيمو و لوسي فى الوقعت عينه, و لامست اصابعهما الفرو. ابعدت لوسي يدها بسرعة, كما لو ان ناراً لسعتها. اخفى ماكسيمو ابتسامة كادت تظهر على وجهه, ثم رفع الحصان المحشو, و سلمه إلى كليو. قال لـ الطفلة: "تمسكى بلعبتك بعناية اكبر."
قطبت لوسى جبينها متفاجئة. كيف يجرؤ على ان يأمر ابنتها هكذا؟ ثم رأت ابتسامة كليو, التى مدت يدها نحو انفه, و علا صوت ضحكتها كـ رنين الجرس. حرك ماكسيمو عينيه بمرح, فبدت عيناه دافئتين, و تشكلت بعض التجعيدات حولهما, مما جعل لوسي تحبس انفاسها. قالت باستغراب: "انت تبلى حسناً معها. ألديك اطفال؟"
اختفت الأبتسامة من على وجهه, و تبدل مزاجه على الفور. قال بضيق, و هو يتراجع إلى الوراء: "لا! انا لم اتزوج من قبل."
"لكن هذا لا يعنى....."
"لا اؤمن بوجود اطفال خارج الزواج. فهذا عمل غير مسؤول."
تورد وجهها, و هى تشعر بأهمية كلامه. من الواضح انه يعتقد انها غير مسؤولة بسبب هشاشة زواجها. شعرت بغصة تكاد تخنقها. لقد وثقت بكلمات الكس الجميلة و بوعود الحب و الوفاء. اوجدت الأعذار له. كيف لا تفعل ذلك, و قد تقدم لخطبتها و قدم لها خاتماً ماسياً, و تزوج منها بعقد صورى, لكنه فجأة اخذ يتردد فى تحديد يوم الزفاف الكنسي. كما هى حمقاء! ظنت انها وجدت رجلاً حقيقياً, و منزلاً حقيقياً, و عائلة حقيقية بعد سنوات طويلة من الوحدة و الفراغ. تخلت عن كل شئ. رمت جانباً منحتها الجامعية التى عملت جاهدة للحصول عليها, و تخلت عن فرصة حصولها على وظيفة عاملة فى مكتبة المدرسة.
رمشت بعينيها لتبعد الدموع الت تشكلت فيهما, ثم نظرت إلى البعيد. لا يمكنها مطلقاً ان تسمح لنفسها بنسيان الألم الذى عانت منه. لا يمكنها ان تكون ضعيفة هشة كما كانت من قبل, فهى الوحيدة التى تحمى ابنتها و المعيلة الوحيدة لها.
قال ماكسيمو: "الأطفال بحاجة إلى عائلة مستقرة."
طغى عليها احساس بالذنب و اللوم من جديد. هزت رأسها, و قالت يغضب: "هل تعتقد اننى لا اعرف ذلك؟ لقد كبرت بدون أب, و تنقلت امى من مكان إلى مكان, و عندما توفيت بقيت وحيدة تماماً. اتعتقد ان هذا ما اريده لـ كليو؟ لهذا السبب انا....."
سالها بنبرة حادة: "لهذا السبب... ماذا؟"
عضت على شفتها, و قالت: "لهذا السبب ان وجود اب سطحى و انانى افضل من عدم وجوده على الإطلاق."
قلب ماكسيمو شفتيه و قال بإزدراء: "لا يستحق ونثورت ان يكون والداً لها. هرب إلى اميريكا ليتجنب تحمل المسؤولية."
ضغطت بأظافرها على راحتى يديها, لتمكن من السيطرة على غضبها و هى تقول: "لكنه والدها, ماكسيمو! ليس لديها اى اقارب غيره. إن حدث لىّ اى مكروه, اريدها ان تكون بخير, و يكون هناك من يحبها و يحميها."
"ليس ونثورت!"
اصبحت نظرته قاسية كـ الحجر, و هو يتابع: "ونثورت ضيع الفرصة التى آتته من السماء."
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
|