المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
منتديات ليلاس
تراجع ماكسيمو إلى الوراء, على اريكته. بدا مرتاحاً و واثقاً بنفسه فى سرواله الايطالى الصنع, و قميصه السوداء المخاطة خصيصاً له, و حذائه الاسود المصنوع يدوياً. حرك حاجبه بإسنهزاء, و سمح لعينيه ان تتجولا بتعمد على قميصها البالية و سروالها القديم. تورد وجهها الشاحب حتى اصبح لونه احمر قانياً. حسناً! لابد انها عملت بالتحديد ما يريد ان يقوله. هذه على الأقل بداية جيدة, قالت: "انت تريدين دائماً الحقيقة, و الحقيقة هى انك ترتدين أسوأ ثياب رأيتها فى حياتى كلها. تتضمن مجموعة شركاتى عشرة اصناف فاخرة, بما فيها افضل المشروبات, الحلى و الزينة, و الثياب لأفضل المصممين. و انت ترتدين ثياباً بالكاد تصلح لعاملة التنظيفات فى احدى شركاتى. لن يصدق احد اننى اُغرمت بكِ. من الآن فصاعداً, سترتدين ما احضره لكِ."
فغرت لوسيا فمها من شدة الدهشة. ضاقت نظرة عينيها, و هى ترفع نظارتيها عن وجهها: "سأفعل ذلك عندما يتجلد الجحيم."
اختفت باولا بهدوء علئدة إلى الحجرة الخلفية فى الطائرة, لكن بالكاد لاحظت لوسي ذلك. تابعت قائلة: "لا يمكنك ان تفرض علىّ ما ارتديه."
فتح ماكسيمو صحيفة شيكاغو على صفحة الاعمال, و علق: "استطيع ان افعل ذلك, و سأفعل إلى ان تتعلمى كيف تختارين ثيابك بشكل لائق."
قطبت لوسيا جبينها, و فتحت حقيبة الثوب. حدقت بالثوب القرمزى القصير و بالجزاربين الشبكيين و بالحذاء الحلدى الطويل الساقين. اهذا م اختاره لها؟ قالت بنبرة اتهامية: "اتريدنى ان ابدو كـ فتاة مستهترة؟"
"هذه احدث الأثواب."
"لكنه ليس لىّ..... لا يلائمنى."
"اتعتبرين نفسك حقاً خبيرة فى الثياب؟"
ضغطت بقوة على اسنانها قائلة: "هذا القميص يعود إلى امى."
"امك؟ هذا مستحيل!"
بدا مفكراً, فيما اعاد انتباهه إلى عناوين صفحة الاعمال.
"انت حتى لا تعرفها."
تذكر على نحو مفاجئ مع من يتكلم, فوضعا الصحيفة جانباً و قال: "لوسيا! يبدو انك لا تدركين وضعك الحالى. شركتى تنتج و تصمم الثياب حول العالم, و خلال الأشهر التى ستكونين فيها زوجتى, اتوقع منك ان ترتدى ما يُظهرك أكثر احتراماً لنفسك."
صرخت به: "احتراماً لنفسي؟ لا علاقة مطلقاً للثياب باحترامى لنفسي! اى فرق يشكل ما ارتديه, إلا بالنسبة لأشخاص أثرياء متفاخرين مغرورين مثلك؟"
"ماما..... ماما!"
تلفظت كليو بذلك و هى تستيقظ, و تمد ذراعيها إلى وجه امها. على الرغم من غضبها, رق وجه لوسيا على الفور و هى تنظر إلى وجه ابنتها. قالت بنعومة و هى تُقبل خدى كليو المتوردتين: "صباح سعيد, صغيرتى! هل نمتِ جيداً؟"
جلست مستقيمة الظهر, و هى ترمى ماكسيمو بنظرة قاسية غاضبة, و كأنه دخيل متطفل, شخص غريب يجبر امرأة بقساوة على ارتداء ثياب لم تخترها بنفسها. تنهد ماكسيمو, ثم مال إلى الأمام قائلا: "لوسيا.... بير فافورى!"
"لا!"
ادارت وجهها بعيداً عنه بحركة طفولية, مما جعل الثوب الحريرى القرمزى يسقط ارضاً, و كأنه نفاية لا قيمة له.
يا إلهى! يحتاج الأمر عناية اكثر مما اعتقد. اقترب منها اكثر, و تحدث بهدوء: "أنتِ امرأة جميلة, كارا. كل ما اريده هو ان يدرك الجميع ذلك, و يقدرونك كما افعل. مظهرك الجميل سيظهر لـ اوروبا كلها انكِ امراة لا تشبه اى امرأة اخرى: قلب حنون, و عقل متفتح و إرادة قوية. انتِ بليسيما."
استدارت لوسيا ببطء نحوه, لكن نظرتها لم تلتق بعينيه و هى تكرر, و كأنها خائفة ان تسأله: "ما معنى بليسيما؟"
"أنظرى إلىّ!"
تنفست بعمق ثم رفعت نظرها إليه. مال بإتجاخ الممر الواسع بينهما. وضع يديها فوق بعضهما و ضمهما بين يديه الكبيرتين ثم قال: "أنت جميلة حقاً."
طبع قبلاً ناعمة على اصابعها, ثم قتح يدها المرتجفة, و ببطء قبل راحة يدها الناعمة متابعاً: أريد ان يدرك العالم كله ذلك. لوسيا!"
همست فيما لامست رموشها أعالى خديها: "نعم."
"جربى هذا الثوب.... من اجلى. هلا فعلتِ؟"
"حسنا!"
نهضت لوسيا على قدميها بسرعة, و كادت ان تفقد توازنها و هى تحمل كليو تحت ذراعها. بدت كأنها تشعر بالدوار و هى تلتقط الثوب الحريرى. فجأة ادرك ماكسيمو انه ارتكب غلطة هنا. الثوب القرمزى قد يبدو رائعاً على آسيما او أرابيلا او اى امرأة اخرى قد يرغب فى اقامة علاقة عابرة معها, لكنه ليس الثوب المناسب لها. قال: "بدلت رأيى."
"لكن, أنا..."
قاطعها على الفور: "لا! هذا الثوب ليس لكِ. سنؤخر وصولنا إلى بحيرة كومو لنقوم بالتسوق فى ميلانو."
نظر إلى الطفلة المتضايقة بين ذراعيها, و التى لا تزال ترتدى بيجامتها القديمة و تابع: "لكليكما."
اضاءت ابتسامة وجه لوسي. قالت تسأله: "آهـ! حقاً, ماكسيمو؟ كبرت كليو على كل ما لديها من ثياب تقريباً. احب ان اشترى ثياباً جديدة لها. لكن.... هل انت متأكد من انك لن تمانع؟ اقصد بشأن المال؟"
كاد ماكسيمو يضحك بصوت عالِ. الفرح الذى غمر وجه عروسه جعلها تبدو جميلة بشكل لا يُصدق. تساءل لماذا لم يفكر فى اخذها للتسوق من قبل. قال بحزم وصدق" اشترى كل ما تريدينه فى ميلانو, و سنذهب إلى روما."
قالت و السعادة تشع منها: "آهـ!" ثم تبدل لون وجهها فجأة, و هى تتابع: "لكنه اول يوم فى السنة الجديدة. لابد ان المتأجر مقفلة."
ضحك ماكسيمو, و قال: "ستُفتح من اجلى."
"أحقاً؟"
"لوسيا! معظم هذه المتاجر لىّ, و الأخرى تتمنى لو انها لىّ. "
مرت فكرة ما فى بالها فظللت وجهها المنير, همست: "مثل نسائك."
مد يده ليمسك بيدها. و شدها لتجلس قربة على الاريكة الجلدية البيضاء قائلاً: "لدى زوجة واحدة فقط."
ادرك انها ترتجف, فشعر بالرغبة فى عناقها. نظرت كليو إليه بسعادة, و هى تجلس فى حضن امها. مدت ذراعيها إليه, فرفعها نحوه. اسقطت الطفلة حصانها الأحمر البالى, و بدأت تمط جسمها بقوة نحو السجادة البيضاء. امسك ماكسيمو باللعبة لها, ثم توقف لينظر إليها. الحصان صغير و قديم, و لديه عين واحدة, و فروه وسخ وكأنه ملطخ بالوحل, لكن كليو شعرت بسعادة على الفور ما ان سلمها إياه. اخذت تلوح بيد واحدة بقوة, و تضحك بشدة. رغم عن إرادته, تذكر ماكسيمو المرة الأخيرة التى حمل فيها طفلة, تذكر الدخان, و فرقعة النيران, و الصراخ, ثم الإنفجار......
سألته لوسيافجأة: "ما الأمر؟"
هز رأسه محاولاً إبعاد تلك الصورة عن ذهنه, و قال بقلق: "لا شئ."
لكن ذاكرته التى لا تستطيع السيطرة عليها اثبتت له ان الوضع اكثر خطورة مما اعتقد. بطريقة ما لوسيا و طفلتها اخترقتا الحواجز التى وضعها حوله, و اجبرتاه على تذكر كل ما كان مصمماً على نسيانه. التودد إلى لوسيا سيكون عملاً خطيراً, لكن هذا سبب إضافى يجعله يرى بوضوح ان حياته التى كان يدّعى انها سعيدة, كانت بلا نور أو شرارة. إنه يريد حماسها. هو بحاجة إليه و إليها. لكن عليه ان يبقى على حذر, فلا يضعف امامها, او يفتح لها قلبه. سيستمتع بإقامة علاقة عابرة معها فقط. فكر بمكر, و مع القليل من الحظ, سيموت الرجل العجوز فى اليوم الذى ينتهى فيه من إغوائها, و عندها يستطيع ان يجعلها تحزم حقائبها و ترحل.
نهاية الفصل السادس
قراءة ممتعة
دومتم فى أمان الله
|