المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
"يجدر بك ان تسامح جدى. مهما كان ما فعله, انا متأكدة ان ذلك حصل بالصدفة, او بسبب سوء تفاهم. انا متأكده انه لا يمكن ان يسبب الأذى لأى كان."
علق بهدوء: "انتِ دائماً تُحسنين الظن بالناس. انت لا تعرفينه, لوسي!"
قطعا عدة اميال من دون ان يتبادلا اى كلمة. فجأة نظرت إليه قائلة: "ناديتنى لوسي, و ليس لوسيا. لماذا؟"
رفع ماكسيمو كتفيه, و اجاب: "لأن هذا ما تفضلينه."
شعرت بالغضب من نفسها, لأن هذا الإعتراف البسيط اسعدها. إنها مبادرة لا قيمة لها. مجرد جزء من عملية الإغواء التى يقوم بها. دفعت شعرها بعيداً عن عينيها, ثم نظرت إليه و هى تبتسم قائلة: "لم أرك مرة هكذا.... ترتدى سروال جينز, و تقود سيارتك بنفسك."
حدق إليها للحظة بنظرة جانبية و قال: "أنا فى شهر العسل الآن."
ها هو يؤكد لها ما يقصده بكل وضوح. شعرت لوسي بالقشعريرةبالرغم من الشمس الدافئة. ما إن بدأت الشمس بالمغيب وراء الأفق, حتى انعطف ماكسيمو عبر طريق ملئ بالغبار, ماراً امام منتديات ليلاس حقل من اشجار الزيتون. فى نهاية الطريق, هناك كوخ صغير من الحجر يقع على حافة منحدر يصل إلى البحر, محاط بسياج من خشب الزان, تزينه أنواع من الورود المتفتحة, و الأنوار تشع من كل نافذة فيه.
"أهذا هو فندقنا؟"
قال بإختصار: "هذا ليس فندق. انا عشت هنا."
"اعتقدت انك ولدت و كبرت فى أكيلينا."
"بقيت هناك حتى اصبح عمرى اثنى عشر عاماً. بعد وفاة والداىّ و اختى, تخلت عمتى عن فندقها و احضرتنى مع إميليا إلى منتديات ليلاس هنا, لتعيش قرب عائلة زوجها."
حدقت لوسي به بدهشة. ذكر من قبل ان ليس لديه عائلة, لكنها لم تعرف...
"والداك و اختك توفوا جميعاً؟ يؤسفنى ذلك." توقفت عن الكلام لتعض على شفتها, ثم سألته: "ما الذى حدث؟"
شعرت بخوف مفاجئ قبل ان تُكمل: "لا علاقة لـ جدى بالأمر, أليس كذلك؟"
اوقف ماكسيمو الشاحنة, و قفز منها. حمل الأغراض من الصندوق, ثم وضعها فوق ظهره, و قال: "تأخر الوقت. علىّ ان ابدأ بتحضير العشاء, قبل ان تشعر كليو بالتعب, عندئذٍ لن ترغب فى تناول الطعام."
فتحت لوسي عينيها بإستغراب, و قالت: "انت.... ستُحضر العشاء؟"
"قلت إنك لا تريدين الخدم, لذا انا الوحيد الموجود هنا, لكن ما زالت استطيع إحضار يختى من شواطئ الأنثيبز, إن كنتِ ترغبين بذلك. سنحصل حينها على فريق عمل من عشرين موظفاً و مربية اطفال بدوام كامل. يمكننا ان نبحر إلى سواحل سميرالدا, تونس و مصر, او اى مكان تريدينه. فقط تلفظى بكلمة واحدة.
عضت على شفتها, و هكس صوت فى اعماقها يحذرها: اختارى اليخت!
هذا الكوخ الصغير المحاط بالور قرب البحر خط
ر عليها. انه يختصر كل ما حلمت به يوماً, و كل ما يحتاجه هو عائلة سعيدة فى داخلله, ليصبيح كاملاً و مثالياً. هذا الكوخ يغويها لتتذكر آخر احلامها. إلا انها لم تستطيع المقاومة.....
سألت, ما ان دخلت إلى الكوخ: "من ترك الأنوار مضاءة؟"
مع ان المفروشات فى الداخل مصنوعة من المعدن, بدا الكوخ مريح و مرتباً. كما ان النار تتأجج فى المدفأة الحجرية القديمة.
"و من اشعل النار لنا؟"
"عمتى. انها تعيش قوث التلة."
وضع ماكسيمو الحقائب قرب باب غرفتى النوم, و تابع قائلاً: "لم ترغب فى مغادرة صقلية, حتى عندما قدمت لها فيلا أيشلو, لذا اشتريت لها كل الأراضى المحيطة بأرضيها, و بنيت لها قصراً. لديها الكثير من الخدم الآن, لكنها مازالت تهتم بىّ بنفسها, عندما آتى إلى هنا."
ابتسم قبل ان يتابع: "من الصعب تغيير العادات القديمة.... على ما اظن."
قالت لوسي بحزن: "لابد ان النساء اللواتى عرفتهن احببن هذا المنزل."
"النساء؟!"
"اجل! النساء اللواتى احضرتهن إلى هنا."
"لم احضر يوماً عشيقة لىّ إلى هنا."
نظر إلى عينيها, و تابع: "انتِ فقط."
أهى المرأة الأولى التى احضرها إلى منزله هذا؟ هزت نفسها على الفور, لا تشعرى بالإطراء و الإغواء, و لا تشعرى بالشوق إليه, لإعتقادك انك مميزة بالننسبة إليه!
بعدئذٍ اعدّ ماكسيمو عشاء بسيط من الباستا و البروكولى, و حضر زجاجة حليب لـ كليو, و شراباً مميزاً لهما, فشعرت كأن الهواء يضح بالتوتر الحسي بينهما. شربت لوسي كوباً من الشراب, و اخذت تأكل ببطء, محاولة ان تطيل مدة وجبة الطعام بقدر ما تستطيع. اخيراً اخذت كليو تتثاءب, و كادت تغفو على الكرسي الخشبي القديم المرتفع. كانت لوسي قد اخذتها إلى الحمام, حيث غسلت جسمها الصغير بالصابون المعطر, وجففتها بمنشفة قطنية سميكة, ثم البستها بيجاما جديدة ناعمة. و بينما كان ماكسيمو راكعاً امام المدفأة الحجرية, ليضع المزيد من الحطب, حملت لوسي ابنتها الشبه نائمة إلى غرفة النوم الصغيرة. قبلتها متمنية لها ليلة سعيدة, و وضعتها فى المهد, ثم غطتها بغطاء دافئ سميك.
إتكأت على الباب, و اخذت نفساً عميقاً, و هى تتمرت على ما ستقوله: ماكسيمو! لا استطيع ان استسلم لإغوائك, فأنا لست مثلك. لا استطيع ان امنع قلبى من التورط. سيستمر زواجنا لمدة ثلاثة اشهر فقط, و من المفترض ان يكون صورياًً!
ضمت يديها بقوة مستجمعة كل ما لديها من قوة. عليها ان تكون حازمة, و عليها ان تقاوم! ما إن غادرت الغرفة, حتى رأت ماكسيمو يقف اما النار, و عيناه تشعان بالشوق إليها. بالكاد اغلقت باب غرفة نوم كليو, حتى سار نحوها.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
|