رواية احبك يا رجلي
المقدمه .. بنفس المشاركه
الفصول
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصلين الخامس والسادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر و الحادي عشر
الفصل الثاني عشر و الأخير
مرحبا بكم جميعا انا اسمي هيلاري براون...
انجليزيه و اعيش في العاصمه...
اعيش مع والدي في منزل بسيط جدا...فلقد توفيت والدتي منذ فتره بسبب المرض ...
نحن لسنا اغنياء و لا فقراء يمكنكم القول حالتنا الاجتماعيه اقل من المتوسط لكن انا سعيده جدا و لست متذمره....
عمري الان تقريباً خمس و عشرين سنه و انا احكي لكم قصتي من مذكراتي التي احتفظ بها منذ فترة و اكتب فيها كل ما يجري معي بحذافيرها....
حسناً لن اطيل عليكم بهذه المقدمه الممله فأنا اعرف نفسي اسوء شخص في المقدمات ههههههه
حسناً لا يهم اليكم قصتي و التي اتمنئ ان تعجبكم و هي قصتي مع جهاد الرجل العربي الغني الذي جاء ليستثمر في انجلترا لبناء برج و يجعله فندق...
حدثت حينها قصتي معه....!
~~~~~~
كنت وقتها في عمري الخامس عشر....
انا فتاة ذات شعر اشقر طويل و احب تجديله من الأسفل و وضع ربطة في اخره...
عيناي بلون البحر الازرق القاتم و كنت امتلك جمال لا بأس به مقارنه بغيري....
لكن دائما يقولون لي صديقاتي بأنني فائقه الجمال...
شفتاي صغيرتان بلون الكرز و بشرتي بيضاء ناصعة...
رغم صغر سني الا انني اجيد كل شي فأنا اخذت مسؤولية المنزل بعد وفاة والدتي الغاليه...
أنا أدرس في المرحله المتوسطه و هذه اخر سنه لي لانتقل بعدها للمرحلة الثانوية ...
كنت فتاة مجتهده و احب دراستي و طموحي دائماً ان أصبح طبيبه اساعد المرضى و اعالج الفقراء حتئ بدون مقابل....
كنت احلم باشياء كثيرة و هذا شي طبيعي بمن هم في سني... !
حسناً او هذا ما كنت امله الى أن اتئ ذاك اليوم المشؤوم والذي اصبحت فيه ملك لجهاد سعيد... الشاب العربي الذي جاء للاستثمار في انجلترا.....!!
~~~~~~
............ : أعد ما قلته مجدداً أبي!!!... انت تمزح اليس كذلك...قلت انني سوف اصبح زوجة لرجل عربي!!؟
صرخت بأعلى صوتي وانا أستمع لكلام أبي و الذي قاله لي و أنا اقوم بالدراسه لإمتحاناتي النهائيه التي اوشكت ان تبدأ...
كنت مصدومه جداً من كلامه الذي شعرت به ضربه قويه على رأسي بل و كأنها رصاصه دمرت كل شي في حياتي بلحظة....!
أخذت اقول بتلعثم و شفتاي ترتجفان بشده
("أبي قل ان كل ما تقوله مجرد مزاح... قل أن هذا غير صحيح... لما تريد فعل هذا بي!!! ")
كان والدي صامت و مطرق الرأس ...
كان حزين مهموم اما انا فقد اوقعت الكتاب من يدي على الارض و انا ارى صمته امامي
عرفت حينها ان كل ما قاله لم يكن بالمزاح أبداً...
بل كان جاد لدرجه ان قولها ألجمه و لم يستطع ان ينطق بحرف واحد....
سقطت على الارض منهاره و الدموع بدأت تحفر طريقها على خدي البارد...
قلت بانهيار و أنا لازلت احاول أن أستوعب ما يجري بينما دموعي انهمرت
("ااه ابي مالذي فعلته بي,,,لقد دمرتني,,,انهيت حياتي و مستقبلي مع رجل ليس حتى انجليزي,,,بل عربي و أنا لا اعرف شيئاً عن العرب,,,,كنت دائما أسمع أن رجال العرب رجال قساة و مخيفين و لا يمكن المزاح معهم.,,,كيف يمكنني ان اعيش مع رجل كهذا بحق الله")
نظر إلي والدي اخيراً و الدموع ملئت عينيه قائلاً بأسى
("أسف يا ابنتي,,,,سامحي والدك الأحمق.,,,لقد حدث كل ذلك بدون ان اقصد صدقيني لم اكن اقصد ")
قلت بهدوء و انا أشعر بالظلام يغلف عيناي
(" مالذي حدث اخبرني!!! .... اريد ان اعرف كل ما حصل!؟")
قال ابي و هو يرفع بصره للاعلى يتذكر ما حدث
(" حدث حينما ذهبت الى حانه قريبه و سمعت ان هناك رجل غني اسمه جهاد و هو رجل عربي الاصل...موجود هنا و انه ينتظر الشخص الذي سيعقد معه الصفقه وهو شخص غني في انجلترا... كنت وقتها قد سمعت الكثير عن ثرائه و ذكائه المفطن و سرعه بديهته ,,,ولكن انا اغتررت بنفسي و انني انجليزي و هو عربي فحاولت خداعه و سلبه بعض ثروته و ظننت انني الاذكى ")
ذهبت اليه حيث كان يجلس بكل وقار في كرسيه و حوله يقف حارساه الشخصيين لن ابالغ ان قلت انهم ارعب حارسيين رأيتهما
بلعت لعابي و خفت كثيراً و ترددت قبل ان اخطوا بقدمي لعرين الاسد
و لكنني تشجعت لاتقدم اليه ببطئ
كان متكئ على يده بملل و يراقب الناس حوله,,,عندها رأيت عيناه الحادتان تنظر الي و تتفرس بي و انا أسير ناحيته....
ظل ينظر بكل هدوء إلى ان وصلت امامه مباشرة و قلت بلغتي الانجليزيه
("هل تسمح لي يا سيدي بدعوتك لشرب النبيذ!!!")
عدل من جلسته و طلب من حارسيه تركه بمفرده بلغه غريبه ربما لغته العربيه و قال بصوت خشن رجولي بالانجليزي يرد علي
("اسف يا سيد انا لا اشرب النبيذ.... هذه الاشياء لا تروقني كرجل عربي")
قطبت حاجبي باستنكار و استغراب فعرف بما افكر ليكمل كلامه و مجيب على تساؤلاتي
("هذه الاشياء ممنوعة عندنا.... لا نشرب النبيذ ابداً")
اومأت برأسي بتفهم و أنا اهمهم
("همم لقد فهمت... هكذا الامر اذن... حقاً العرب اشخاص غريبين!!")
رفع حاجبه الغليظ وقال باستهزاء على كلامي
("لما نحن غريبين هاه!!؟")
ابتسمت له لانه بدأ ينزعج فقلت احاول التوضيح ولم يخلوا كلامي من السخريه
(" ما اقصده هو كيف تحرمون نفسكم من هذه الامور,,,انها شي ممتع و ايضا تحرمون انفسكم من حقوقكم كرجال على ما اظن و سمعت بالتلفاز")
ضحك بهدوء و قال بلباقه جعلتني اخجل من سخريتي عليه
(" عندما تقول استمتاع هل تقصد الذهاب للحانات و الشرب حتى تثمل و بعدها تنام مع امرأه ليست حتئ حلال لك؟,,, لا أنا في غنى عن هذه الامور حياتي جميله بعيد عن هذه الامور الدنيئه.... هل اتيت الي فقط لتسألني هذه الاسئله يا سيد...!!!")
ضربت جبهتي بتأنيب و قلت معتذراً
(" اوه لا بالطبع فأنا لم اتي لهذا السبب و بالمناسبه ادعى جون براون سعدت بالتعرف عليك يا....!!؟ ")
قال بغلاظه وضحت في صوته القوي
(" جهاد... اسمي هو جهاد سعيد... سيد براون")
همهمت بتفهم
(" اامم اسمك جهاد اذاً... سعدت ايضاً ايها الشاب المحترم... تبدو صغيراً كم عمرك يا بني!! ")
قال بدون ان ترف عيناه ذات الرموش الكثيفه
("انا في اواخر العشرينيات.... تقريباً 28 عاماً او سأكون في نهايه هذا الشهر")
ابتسمت بهدوء
(" انه عمر مناسب لفتئ واعد مثلك و لديه مستقبل في ادارة الأعمال")
اومأ برأسه و عدل وضع سترته
(" شكراً لك سيد براون... هذه شهادة اعتز بها")
تطرقنا عندها للحديث عن بعض امور التجاره و غيرها و بعدها قلت بسرعه وانا اراقب ملامح وجهه جيداً اراقب كل ردت فعل يقوم بها
("اذاً مارأيك في تناول العصير بما انك لا تشرب النبيذ.... عالاقل دعني ادعوك لشي ما ")
قال بشك رأيتها في ملامحه
(" عصير ماذا!!! ... وايضاً لما تقوم بدعوتي وانت لا تعرفني حتى!!")
اجبته احاول ان اطمئنه
("عصير برتقال او اي شي تحبه.... ههههه هذه عادة عندنا للترحيب بكل شخص ليس اوروبي في بلادنا و خاصه العرب منهم ")
نظر لي بعينان حادتان كالصقر و كأنه لا يثق بي
(" هممم حسناً سوف اقبل بعصير برتقال طازج... كترحيب كما تقول سيد براون")
ابتسمت بمكر و سعاده بأنه قبل عرضي و قلت بنفسي
(" هههههه حقاً العرب رجال حمقى و يثقون بالاخرين بسهوله.... هذا سهل جداً")
وقفت و ذهبت لمكان طلبات العصير و قمت بطلب عصير برتقال و اخذت زجاجه خمر و قمت بسكبها في عصير البرتقال....
كنت اعلم ان رجل مثله لن يشك بما انه لا يعرف لا رائحه الخمر و لا طعمه فستقللت الفرصه....
عدت لحيث يجلس جهاد و قمت بمد الكاس له بإبتسامه...
اخذه من يدي بثبات و شكرني بينما ظل ينظر للكأس بهدوء و سألني سؤال ماكر صدمني
(" سيد براون ماذا تظن بالعرب هاه.... مغفلين ام حمقى!؟... اي واحد منهما بالضبط ")
قلت و انا ابلع لعابي و احاول ضبط توتري
(" مالذي تقصده بالضبط سيد جهاد ... بالطبع انا لا اظن بهم هكذا ")
ابتسم لي بسخريه و هو يضع قدم على الاخرئ
(" اذاً لما وضعت النبيذ مع عصير البرتقال ,,,أتظن انني لن اعرف هذا لأنني لا اشرب الخمر")
توسعت عيناي بصدمه و قلت بتلعثم
(" انا.... لم..... افهم....!!؟ ")
وقف بقوه و هدر بصوت مرعب جعلت اوصالي ترتجف
(" هل تظن ان اللعب معي شي مقبول ايها الرجل الاوروبي.... مع من تعمل و لما تريد فعل ذلك بي.... و احذرك اياك والكذب فأنا اسوء مما تظن و لتعلم ان العرب لا يتسامحون مع الخداع او من يحاول استصغارهم هل فهمت")
جفلت ولم اقدر ان ارد على كلامه لقد كان غاضب و ثائر كأنه نمر يوشك ان ينقض على فريسته....
قال مجدداً بصوت اكثر اخافه و تهديد
("للمرة الاخيرة اقول لك من الذي طلب منك ذلك و لصالح من تعمل والا فإن حياتك ستتحول لجحيم.،،،،يا حراااااس !!!")
دخل الحارسان المرعبان عندما قام بمناداتهم و تحدث معهم مرة اخرئ بلغته العربيه
و بعدها وجه كلامه لي بحنق
("اسمع جيداً إما أن تنطق بارادتك او جعلت هذان الرجلان يخرجان الكلام من فمك")
قلت بسرعه و جسدي يرتعش
(" اقسم انني لم افعل هذا لصالح احد.... اقسم لك بهذا سيد جهاد")
ضاقت عيناه بشك كبير
(" اذن ماهو السبب و انت حتى لا تعرفني ؟... هل تحاول السخريه مني!؟")
هززت رأسي بقوة نافياً
(" لا لا لم اقصد السخريه انا فقط اردت أن.... أن....")
امسكني احد الحارسين و رفعني بقوة واقفاً امام سيده المرعب و اخذت دموعي تتجمع في عيناي...
ظل ينظر لي جهاد و قال بتقزز
(" هل تبكي الان ؟.... اي رجل انت.؟... الرجال لا يبكون ابداً مهما حدث لهم.... البكاء للنساء لانهن رقيقات القلب اما نحن فلنا القوة")
قلت برجاء وانا ارتجف
("أرجوك انا رجل مسكين لدي اسرة اهتم بها.... لا تؤذيني ارجوك ايها السيد الرحيم")
اجابني بغضب
(" قل لي اولا من الذي ارسلك الي هاه!!؟ هل هو جلال!!؟ ... هل هو من طلب منك ذلك لتتخلص مني؟")
استغربت كلامه,,من جلال هذا انا لا اعرف احد بهذا الاسم
قلت نافياً بقوة
(" لا اقسم لست من طرفه... انا فقط اردت ان اخدعك و اخذ قليلاً من ثروتك الطائله... فأنا رجل احتاج المال")
نظر إلي بحده وقال بعدها وهو يراقبني بدقه
(" اذاً انت رجل مخادع و تحاول السخريه مني و جعلي اثمل لتقوم بسرقه مالي صح")
هززت رأسي بالموافقة... فضحك بقوة ساخراً و قال بين ضحكاته
(" هل فكرت بهذا الامر بنفسك... ام ساعدك احدهم... يالها من خطه محكمه اكاد اموت من الضحك يا رجل")
اجبته و انا احسب حساب كل كلمه انطق بها لانه رجل خطير جداً
("قلت لك بأنه لا احد معي او ارسلني انا فقط ظننت العرب...")
قاطعني بهدوء
(" اغبياء و يمكن اسغفالهم بسهوله و سلب مالهم لانهم يثقون بالاخرين بسهوله.,,,,صدقني انا اخر شخص تنطبق عليه هذه المواصفات يا سيد جون براون,,,, لن اسامح اي شخص يحاول السخريه مني و ثمن خداع شخص مثلي سيكون دفعه غالي جداً")
أمر رجاله بأخذي و انا صرت اصرخ بأن يتركوني و بدأت اترجاه بينما هو اشاح بوجهه بعيداً عني بضيق
و لكن عندها اتتني فكرة و قلت بدون ان اعي اهم شي ان انقذ نفسي من هذا الاسد المرعب
(" سيد جهاد لدي عرض لك.... عرض مغري جداً كاعتذار مني على السخرية منك")
نظر ناحيتي و قال بعينان ضيقتان
(" قلت عرض!!؟ ... ماهو هذا العرض ")
قلت له و انا افلت نفسي من رجاله و اقترب منه
(" لدي ابنه جميله.... انها فتاة رائعه سوف اعطيها لك تكون خادمه عندك")
قال بغلاظه مرعبه
(" هل تبيعني ابنتك الان... هل تعي ما تقوله ايها الرجل.... هل جننت ؟")
قلت نافياً بخوف
(" لا لا ليست بيعه انها هديه اعتذار... صدقني ان ابنتي ذكيه جدا و جيده في اعمال المنزل و تطهو طعام لذيذ")
نظر إلي بحده و صمت يفكر قليلاً و اصابعه تتخلل شعره الكثيف ليقول بعدها
(" هل قلت ان ابنتك تجيد العمل و الطهي... ااممم حسناً انا اقبل بهذا و لكن سوف اخذها كزوجه و ليست خادمه...و سوف اخذها معي لبلدي لتعيش معي هناك")
فرحت بشده بأنه قبل عرضي و ان ابنتي سوف تتزوج من هذا الرجل الغني
(" اجل اجل صدقني لن تندم على هذا سيد جهاد... فابنتي فاتنه جداً ")
كان جهاد مشمئز منه بشده ,,,كيف استطاع ان يقول ان ياخذ ابنته هكذا و بسهوله
كأنها قطعه خرده باليه الصنع و لأجل فقط ان يحمي نفسه... !!
ابعد نظره عنه و قال وهو يعطيه ظهره
(" حسناً عد الان لمنزلك و اطلب من ابنتك ان تستعد لانني سوف اتزوجها و سأعود لبلدي بعد عدت ساعات وهي ستكون معي.... اه صح و ايضاً سيذهب معك احد الحراس فأنا لا اثق بك ابداً")
هززت رأسي بالموافقة و خرجت من عنده مع الحارس و عدت للمنزل....
هذا كل ما حدث صغيرتي !!
نظرت نحو والدي و انا أشعر بالاهانه و الصدمه بعد سماع كلامه
(" هل عرضتني له ؟... هل قمت ببيعي يا أبي.... هل انا رخيصه لهذه الدرجه امامك ")
قال مبرراً بكل بجاحه
(" ابنتي انا كنت مضطر فقط ,,,لم اقصد ")
صرخت به بشكل هستيري وأنا ابكي غير مصدقه ما فعله بي
(" انت مجرد رجل مخادع و جبان... الا يمكنك لمرة واحدة فقط ان تتحمل مسؤولية اخطائك يا أبي.... لهذا السبب ماتت امي لم تحتمل العيش مع رجل مثلك ,, ااه رباااه")
جلس امامي و وضع يده على خدي
(" ابنتي انا.... !")
قاطعته و أنا ادفع يده بعيداً عني و قلت بصراخ
("لا تلمسني... انا لن اسامحك ابدا يا أبي... لن اسامحك فأنت دمرتني و حطمت كل حياتي... بحق الجحيم أي أب أنت !!")
انهرت ابكي و انا اغطي وجهي بكفي...
خسرت كرامتي و مستقبلي و احلامي...
دمرني أبي بزواج من رجل لا اعرف شيئاً عنه و ليس حتى من بلدي..
.تحطمت امالي لملايين القطع و انا اعلم بقرارة نفسي أنني لن أكون هيلاري نفسها بعد اليوم...
أخذت ابكي و افرغ ما في داخلي من آلم كرهت أبي و زوجي المنتظر و أنا لم اعرفه حتى...
لماذا يحدث كل هذا معي هذا ظلم أنا لم افعل شي بحياتي سيئ لآعاقب هكذا...
حاول أبي تهدأتي و انا كنت ابعده عني و انا اشعر بالكره و الاشمئزاز منه... سمعت بعدها طرقات على الباب و رفعت رأسي بسرعه وانا اعرف اصلا من هو الطارق...
مؤكد انه المدعو جهاد جاء لكي يأخذني...
تمنيت حينها ان يتوقف الوقت للأبد فأنا لا اريد الزواج منه...
لكن الواقع كان آمر و اكثر حقيقه... !!
ذهب أبي و قام بفتح الباب و تأكدت انه جهاد سعيد عندما سمعت ابي يرحب به ترحيباً حاراً....
لملمت بقايا كرامتي و نهضت عن الارض و ركضت بسرعه لغرفتي و اقفلت الباب خلفي...
سقطت خلفه اكمل بكائي فبعد قليل سأصبح لذلك الرجل العربي...
انا الان مثل الجاريه تم بيعي له من أجل فقط ان ينجو أبي من براثن هذا الأسد الغاضب و الجامح بسبب الخداع...
سمعت أبي يناديني لكي اخرج فنهضت و اتجهت للحمام و اخذت حماماً يزيح الهموم التي بدأت تسقط على كاهلي....
خرجت بعدها و ارتديت فستان اخضر لفوق الساق جميل و انيق و تركت شعري الاشقر مسدول بنعومه....
لم اضع اي زينه بوجهي لانه لم يحتاج و اصلا انا لا احب وضعه...!
اخذت نفساً عميقاً و اتجهت للباب,,,,دعوت بنفسي ان يكون كل شي بخير... !
فتحت الباب و خرجت و اتجهت للصاله حيث يجلس أبي و ضيفه...
كنت مطرقه الرأس و افرك يداي ببعضهما من التوتر و الخوف و لم اجرؤ على رفع بصري و النظر اليه حتئ
قال ابي عندها للسيد جهاد
(" هذه هي ابنتي هيلاري... صغيرتي سلمي على السيد جهاد")
لم ارد عليه و ظللت على حالي صامته و منتكسه الرأس !
عندها سمعت صوته الرجولي الخشن الذي جعل قلبي يدق بقوة
(" هل ابنتك بكماء أم صماء!!!؟ ")
قال ابي بتوتر
(" هاهاها لا ابداً ايها السيد... ابنتي ليست لا صماء ولا بكماء... هييه هيلاري قلت لك سلمي على السيد جهاد ,,,سوف يكون زوجك منذ اليوم !")
انزعجت من كلمه زوجك و أتتني غصه آلم في حلقي...
و ظللت على حالي لم ارد و قلت بنفسي بعدم اهتمام
("افضل فاليظن انني بكماء ربما يغير رأيه فيني.... هههههه يالي من فتاة ماكره ")
لكن يبدو أن هذا الجهاد ليس بالشخص السهل و كان اذكى مني فقال بمكر
(" يبدو ان ابنتك لا تروقني فأنا احب الفتاة الجميله و الفاتنه,,, همم انها قبيحه و لا يمكن ان تكون حتئ فتاة,,, سوف اعتبر هذا نقض للاتفاق")
شهقت بصدمه من كلامه كم هو وقح... رفعت رأسي و قلت بغيض
("لست و كأنني احبك اصلا ايها الرجل المغرور !!")
رأيته أخيراً كان رجل مهيب و عظيم ذو شعر اسود مفحم كثيف و كأنه غابه من شدة كثافته....!
عيناه حادتان كالصقر العربي ذات لونين عسليتان.... بشرته سمراء برونزي انه لون العرب المميز و الذي يعجب به جميع النساء العربيات و الاروبيات.....
لديه ندبه على خده الايمن زادته خشونة و هيبه....
لن ابالغ ان قلت انني لم ارئ رجلاً عظيم مثله في حياتي....
النظر اليه فقط و كأنك تنظر الى محارب اسطوري منذ العصور الوسطى....
بلعت لعابي لم اصدق انني سوف اكون تحت رحمه هذا الرجل المخيف ذو الوجه المتجهم...
كان ينظر لي و يتفرسني بنظراته الحارقه شعرت بالتوتر و رأيته يبتسم ابتسامه جميله وهو يعدل جلسته
(" اخيراً تكلمتي... كنت بدأت افقد الامل لكن لديكي صوت جميل.... كم عمرك يا هيلاري!!! ")
استغربت اللطافه التي بدأت تنزل عليه الان فقلت بعدم اهتمام
(" خمسه عشر عاماً ,,,, سيدي")
كان على وشك شرب العصير الا ان كلامي جعله يغص بالشراب و بدأ يسعل بشده
لدرجة احتقن وجهه
قال بعد ان توقف و وجهه مثير للضحك و كأنه تلقى صفعه بوجهه
("ماذااااا قلتي !!؟ ")
استغربت ردت فعله هذه و قلت اعيد كلامي
(" قلت انني في الخامس عشر من عمري... هل قلت شي خاطئ ؟")
وقف بقوة جعلتني اصرخ رعباً و كأنه وحش كاسر سيحطم المكان...
قال بغضب وهو يمسك والدي من قميصه و عيناه تقدح شرراً
(" هل عرضت علي طفله... طفله ايها الرجل اللعين... اي أب انت... اي جنس من الرجال انت ؟")
كان أبي يرتعش بشده وانا لست اقل منه...
صار يهز ابي بعنف و هو غاضب
("ماذا لو انه كان رجل لعين قبل طلبك بدون زواج.... ليس الجميع سيقبل بفتاة اباها رخصها له.... هذه الامور لن تهمكم انتم الانجليز لكن نحن لا نرضى بهذه الامور ابداً")
رمى أبي على الارض و شهقت انا و قلت و يدي على فمي امنع صوتي من الخروج
(" أبي!!! ")
قال مكملاً و عيناه كلها احتقار
(" بئس الرجال أنت... بئس الرجال أنت.... لكنني سوف اكون افضل منك و سوف اقبل بعرضك ,,,سوف احترمها جيداً افضل منك ")
نظر الي و سألني وهو يحاول أن يبدو هادئاً
(" هل اخبرك والدك بأمري ؟... و مالذي حدث بيننا؟! ")
هززت رأسي وانا خايفة من هذا الرجل الضخم الاسمر
("أجل لقد اخبرني كل شي,,,و عن خداعك سيدي !")
اومأ بتفهم و قال بهدوء و لطف
(" لا تخافي مني هيلاري فأنا لن اؤذيكي.... أسف لانني غضبت هكذا و لكن لم يعجبني ما فعله والدك و بعرضك لي و أنتي لازلتي طفله صغيره ")
نظرت اليه و بالتحديد لتلك العينان القويتان و الواثقتان....
لم يكن الرجل المخيف الذي تصورته... !
كنت اتصور رجل غني لعين سيظل يهينني و يجعلني كالجاريات...
.لان الشي الرخيص يبقى رخيص للأبد و خاصه انه شاب عربي جذاب...
كيف قبل بي!!
بلعت لعابي و قلت بغصه
("لا يهم ,,,ما حدث قد حدث... وانا مستعدة لاي شي يا سيدي.... سأكون خادمتك المطيعه ")
نظر الي فترة و قال بعدها بخفه
(" قلت بأني لن اخذك كخادمه فأنتي ستكونين زوجتي هيلاري.... و من اليوم فصاعداً ناديني بجهاد بدون تكلف... فأنا لا احب كلمه سيدي هذه")
اشار لأحد الحراس و قام بوضع ورقه على الطاوله و اخرج جهاد قلم من جيب سترته و قدمه لي
(" هذه الورقه هي ورقه زواجنا... اذا كنتي موافقه فوقعي و تأكدي انتي لست مجبرة على شي و انا اتفهم هذا")
نظرت للقلم الممدود و ترددت في اخذه...
لكن اذا رفضت الزواج منه مؤكد سوف يأخذ فكرة سيئه أكثر نحونا و أننا مجرد كاذبين و مخادعين....
فقمت بأخذ القلم بيد ترتعش من بين اصابعه الطويله و اتجهت للأوراق و احترت أين اوقع فأنا لا افهم ماهو المكتوب فهو بلغه غريبه لم افهمها....
عرف ما كنت افكر به فأشار لي على مكان التوقيع و هو يقف بالقرب مني...
رؤيتة من هذا القرب اشعرني بالخجل فقمت بالتوقيع بسرعه في المكان الذي اشار لي...
بعدها مد يده لي و انا ظللت انظر لها باستغراب لا افهم لما يمدها لي....
ابتسم بهدوء وقال بضحكه جميله و جذابه
(" القلم !... اعطني اياه لكي اوقع ايضاً ")
انحرجت بشده من غبائي و اعطيته القلم بسرعه
قام بالتوقيع و سلم الاوراق للحارس حيث اعادها في الحقيبه السوداء المليئه بأوراق كثيرة....
نظر جهاد لي و لأبي و قال
("حسناً لقد تم الامر و هي زوجتي الان.. حان وقت الذهاب هيلاري فالسيارة بالخارج بإنتظار أن تقلنا للطائرة الخاصه,,, سنعود لبلدي حيث ستعيشين هناك")
شعرت بالرعب يمتد في ارجاء جسدي مثل القشعريره...
لم اكن مستعده ابدا لهذا الامر بالذات
أن اكون معه في بلده و انا لا اعرف اي شي هناك... !
نظرت لأبي و الدموع بدأت تنزل على خداي و قلت بغصه
(" سامحك الله يا أبي... كل هذا بسببك أنت... اتمنئ أن تكون سعيد الان!!")
قال أبي بهدوء وهو يقترب مني
(" هيلاري صغيرتي... انا حقاً احبك و ما فعلته كان بدافع الخوف")
كاد ان يلمسني الا أن يد قويه امسكت يده و ابعدتها عني بخشونه
و وقف امامي كالجدار العازل بيني و بين أبي... !
كان جهاد من فعل هذا ليقول وهو يعقد يديه حول صدره
(" نسيت ان اذكر شيئاً هاماً... انسئ منذ هذه اللحظه ان لديك ابنه سيد براون و هي بدورها ستفعل.... لا اظنها ستفتقد أب مثلك")
توسعت أعين والدي و قال بتلعثم
("ماذا تقول سيد جهاد.... انها ابنتي الوحيده... لا يمكنني نسيانها ابدا هذا شي قاسي جدا لتقوله ")
نظر له بحده و قال بسخريه
(" حقاً!!! ... ألم تبعها اصلاً أرجوك كفاك تمثيلاً...سوف اعطيك شيك بمبلغ خمس مئه الف دولار انه ثمن زواجي و هديه لك لكي تنساها")
انصدمت من كلامه هذا ماذا يقول....
يدفع هذا المبلغ كله لأبي لكي ينساني....مستحيل أبي لن يرضى بهذا ابداً.... !
لكن ما رأيته جعلني اجفل و كأنني تلقيت اقوئ صفعه في حياتي...
لقد وافق ابي على ما قاله مقابل المال... !!
وافق ان ينساني مقابل هذا المبلغ من المال.. !!!
ااه ابي اللعنه عليك كم اكرهك فأنت لن تتغير ابداً..
تمالكت نفسي و حاولت ان احافظ على كرامتي او ما تبقى منها...
حقدت على جهاد هذا كيف يسمح لنفسه بأن يفعل هذا.....
كيف يجرؤ أن يستصغرني هكذا فهو لا يختلف عن أبي و انا ظننت انه رجل رائع لكن فعلا العرب رجال لعناء اكثر من الانجليز...!!
إلتفت لي و اشحت بوجهي عنه وقال بلكنته الانجليزيه الرجوليه
(" هيا لقد تأخرنا... علينا الذهاب هيلاري ")
قلت بهدوء بدون ان انظر له حتئ لانني لن احتمل و سوف ابكي
(" اريد أن اجمع ملابسي اولاً ")
نظر لساعة معصمه و اجابني
("لا وقت لذلك.... سوف اشتري لك ملابس من مدينتي... الان لنذهب اريد الوصول لان لدي اعمال مهمه ")
امسك بيدي و جرني معه بدون ان يسمع جوابي حتئ....
كانت يده كبيره و دافئه مقارنه بيدي الصغيرة و الباردة....
اخذت اسير معه الى أن وصلنا للسياره و التي كانت ليموزين فارهه و طويله.... !
فتح لنا السائق الباب بلباقه و طلب مني ان ادخل...
نظرت لمنزلي و أبي لأخر مره كان أبي يلوح لي مودعاً...
تمنيت للحظه أن اصرخ فيه بقوة ولكن لا فائدة الان...
تنهدت و دخلت السياره و دخل خلفي جهاد و اقفل السائق الباب و سار بنا بسرعه ناحية المطار !!!
اتمنى أن تعجبكم المقدمة ^^ و هذه فقط البدايه
إذا اعجبتكم القصه و تبون مني أكملها خبروني
اتطلع للجميع أن يقرأ كتاباتي المتواضعه