" إذا كنت مُحقاً ، فلمَ لم يقتله مُباشرة ؟؟ "
" القتل ليس الحل فلا زال هناك انا و رودني ، غير أن الإغتيال سيجعل رجال المنظمة كالذئاب المسعورة ، وسيكون على قمة لائحة المطلوب التخلص منهم ، لا ، الرجل داهيه و لا بد من أن لديه مخططاً كاملاً "



بعد اسبوع ...
العرس كان مُختصراً ، بضعة أشخاص تم إبلاغهم بالموعد ، ستة من كبار الزعماء ، ارتورو ، ايميليو ، رودني ، غاريث ، انريكو ، ارمادا ، ليليانا بالإضافة الى العروسين .
المراسم ستتم في الحصن الذي وفر لاليخاندرو الخصوصية المطلوبة ، روزاليندا التي انتقلت الى هنا قبل يومين لم تتحدث منذ ذلك اليوم ، حتى محاولاته التقرب منها كانت تصدها بعينين دامعتين .
لم يعرف ما سبب انغلاقها هذا ، حتى انريكو لم يعرف ، رودني لم يُجبه حين سأله رغم أن غاريث ابلغه أنه عاد الى الشقة تلك الليلة و غادر صباحاً .
كان يعرف أن الكل سيتعرف عليها و لكن لا أحد سيتجرأ على قول شئ ، كان قد حرص على إحضار خبيرة تجميل من اوروبا ليوم واحد لتهتم بزينتها ، ازال كل اجهزة التلفزيون من الحصن ، فآخر ما كان يرغب به أن تعرف روزاليندا عن إنتحار والدها .
" من هي العروس ؟؟ " سألت صوفيا و هي تجذب سترة اليخاندرو
" فتاةٌ رائعة الجمال " رفعها بين ذراعيه
" أجمل مني ؟؟ " قالت بإستنكار
" انتِ اجمل صغيرة و هي اجمل فتاة " قبلها اليخاندرو ضاحكاً
" ما هو اسمها ؟؟ "
" ماريا "
" اسمها جميل ، مثل اسمي الأوسط ، صوفيا ماريا " قالت قبل أن تتملص من ذراعي اليخاندرو لتقول " عمي رودني ، احملني قليلاً "
لدهشة الجميع حملها رودني بحذر قبل أن يُقبل خدها و يُنزلها لدى والدتها المحدقة فيه بدهشه

تجاوزت ارمادا الص\دمة و هي تسأل اليخاندرو " لمَ لم تسمح لي برؤية عروسك قبل الزفاف ؟؟ "
" سترينها خلال لحظات امي "
" اتمنى أن يُعجبها الثوب الذي انتقيته لها ، انا غير مُرتاحة للأمر بُني "
" هيا امي الى مقعدك ، ستدخل العروس الآن " قال رودني
جلس الجميع بينما صدحت موسيقى هادئة لتظهر روزاليندا في ثوب زفاف ابيض اللون بدون اكمام و شعر مُصفف بعناية في شكل تموجات انسدلت على ظهرها بنعومة ، لكن وجهها كان شديد الشحوب و عينيها محتقنتين ، كل من رآها عرف أنها كانت تبكي .
تقدمت بخطوات بطيئة يُجاورها انريكو لتشهق ارمادا " يا الهي "
رودني احاط كتفي والدته بذراعه ليمنعها من النهوض بينما حدقت ليليانا في روزاليندا بفمٍ مفتوح ، اما ارتورو فنظر بحدة قبل أن يبتسم بخفه .
أوصلها انريكو أمام الكاهن الذي سيقوم بعقد القران لتتشبث بيده للحظة قبل أن يحتوي اليخاندرو كفها بين يديه ضاغطاً عليها بخفه .
المراسم كانت سريعة ، نطق كلاهما بكلمة الموافقه ، اليخاندرو بقوة و ثقة ، و روزاليندا بصوت خافت قبل أن يُلبسها خاتمه ، اقترب منها ليُقبلها لكنها أدارت وجهها لتسقط شفتيه على خدها .
" اريد أن اعوضكِ عما حدث " همس في أذنها
" لا تستطيع "


ماريا رودريغيز ( ايزابيلا سابقاً )

متزوجه ، هي الآن متزوجة من الشيطان نفسه ..
فكرت بمراره
اليوم .. رحلت روزاليندا باربروسا عن العالم و اتت مكانها ماريا رودريغيز ، زوجة المجرم ، رجل العصابات ، الآن هي مُحتجزة في هذا العالم الى الأبد ، ربما حين تموت ستتحرر .
" اريد أن أعوضكِ عما حدث "
" لا تستطيع " هزت رأسها ، فهو قد وعدها عدة مرات من قبل ، كلماته اصبحت لا تعني لها شيئاً أكثر من خسارة لأنفاسه .
هي لا تستطيع مسامحته ، ربما تتمكن يوماً من مُسامحة رودني على الألم الذي سببه لها و لكن ألم قتلها ، العذاب التي تعرف أن والديها يمران به الآن ، لن تستطيع أن تغفره .
" ابتسمي "
كادت تضحك مقهقهة لطلبه ، يريدها أن تبتسم للرجال الذين اتوا ليباركوا لهما ؟؟
الأشخاص القليلون اقتربوا مقبلين كف اليخاندرو اليسرى قبل أن يقبلوا خدها هي ، كانت جامدة ، لم تبتسم و لم تُجب على تهانيهم .
الرجل على المقعد المتحرك قبل يد اليخندرو ثم صافحها ، شد بقبضته على يدها لتنظر في وجهه مُباشرة ، تذكرته روزاليندا من العالم السُفلي عندما أخذها رودني هناك أول مرة ، نظراته كانت مُرعبة ، ابتعد ليهمس اليخاندرو بحُنق " حقير "
التفت لرودني " اين امي و ليليانا ؟؟ "
" صعدتا الى الطابق العلوي ، اميليو يحاول تهدئتهما " اجابه قبل أن يُقبل كتفه متمتماً " مُبارك "
التفت لروزاليندا " لن أبارك لكِ الآن " قبل خديها قبل أن يحتضنها هامساً بعبارةٍ في أذنها
قبضة اليخاندرو اشتدت على كف روزاليندا و هو يقول " أسرار مع زوجتي ؟؟ "
" أخبرتها أنني موجود في أي وقتٍ كما وعدتها اخي ، لا تقلق ، انت فزت بها .. حالياً " اجابه رودني دون أن يُبعد عينيه عنها
اغمضت روزاليندا عينيها و شئ من اللون يعود لوجهها و هي تتذكر استسلامها الغريب لعناقه لها تلك الليلة في شقة اليخاندرو ، لم يُجبرها على شئ ، فقط هي استسلمت له بالكامل و كأن عقلها كان مُغيباً ، بكى طويلاً في احضانها و هو يحكي لها عن زوجته التي خانته فقتلها و طفل الخطيئة الذي كانت تحمله ، ثم اعترف لها بحبه عارضاً عليها أخذها الى أي مكان في العالم و لكنها تركته نائماً و عادت الى غُرفة اليخاندرو مفلقة بابها خلفها .
بعد مُغادرة الكل بعد المراسم المُختصرة ، بدون احتفال صاخب و لا مأدبة طعام عادت الى الغرفة التي كانت تشغلها حين اتت الى الحصن أول مرة ، الإختلاف الوحيد أن اليخاندرو كان معها هذه المرة بدلاً عن انريكو .
كان مُستلقياً على ظهره فوق الفراش مُحدقاً في السقف مرتدياً حلة زفافه متخففاً من السترة و ربطة العنق ، بينما جلست روزاليندا بثوب الزفاف على مقعد الى جوار النافذه ، كان قد حاول تقبيلها قبل دقائق و لكنها رفضت التجاوب معه ليبتعد عنها .

شردت مُحدقةً في الحديقة لتشهق مُجفلة عندما وضع كفه فوق رأسها ليسألها " هل انتِ بخير ؟؟ "
" لم أكُن أفضل " قالت بجفاف
" عنيت ما قلته روزا ، سأعوضكِ "
" اسمي ماريا الآن "
" ستظلين دوماص روزاليندا خاصتي "
" انت محظوظ "
" حبيبتي "
" لا تُناديني بحبيبتك ، انت قتلتني ، وضعت جسد امرأة ليُدفن بدلاً عني "
" اهدئي حبيبتي ، انتِ ترتجفين "
تجاهلت عبارته و هي تنهض " ارجوك ، لا تقترب مني "
" تجاهل عبارتها و هو يحتضنها لتدفعه بعنف
اقترب منها ثانية عندما طُرق الباب ليهدر " من ؟؟ "
علا صوت ايميليو من خلف الباب " نحن مغادرون ، صويا و ليليان تنتظرانني في السياره "
فتح اليخاندرو الباب ليقول " تأخر الوقت ، لمَ تذهبون الآن ؟؟ "
" ليليانا غاضبه "
" لهذه الدرجه ؟؟ "
" ليست لديك فكره ، سآخذها الى البيت و اتصل بك لاحقاً "
اغلق اليخاندرو الباب و هو يزفر بضيق ، اتجه نحو روزاليندا لينفتح الباب و تدخل امرأة لم تتعرفها روزاليندا ليقول هو " امي "
" اياك أن تفتح فمك و تكذب علي مجدداً " صرخت في وجهه " انت و شقيقك كذبتما في وجهي كل مرة سألتكما عن هذه الفتاة تحديداً "
" امي ارجوكِ ، دعيني اشرح لكِ "
" ماذا ستشرح ؟؟ هل ربيتكما لتكذبا علي ؟؟ "
دخل رودني لتشير له والدته بإصبعها " كم مرة سألتك عن هذه الطفلة و قلت لي ألا علاقة لك بإختطافها ؟؟ "

" امي " لامس رودني كتفها لتصفعه بقوة قبل أن تتجه نحو اليخاندرو و تصفعه هو ايضاً بينما تسمرت روزاليندا بدهشه
" الأمر ليس كما تظنين امي " قال رودني " دعيني اشرح لكِ "
" تشرح ماذا رودني ؟؟ انت اختطفتها و هي الآن زوجة اخيك باسم مختلف ، الموقف يشرح نفسه "
نقلت روزاليندا نظراتها بين الثلاثة ، اليخاندرو كان يغلي غضباً بينما رودني يرتسم الذنب علي وجهه .
" اخرجا من هنا "
" لا " قال اليخاندرو و هو يتراجع خطوة ليقف جوار روزاليندا
" أقسم بكل ما هو عزيز و غال اليخاندرو ، اذا لم تُغادر مع تؤامك الآن سترى مني وجهاً لم تعرفه من قبل "
صمت للحظة لتهدر " الآن "
سحب رودني شقيقه ليخرجا مغلقاً الباب خلفهما
" اعذريني على ما حدث للتو ، روزاليندا اليس كذلك ؟؟ "
" اعتقد ذلك "
" سعيدة لرؤيتكِ صغيرتي ، انا ارمادا رودريغيز "
" مرحبا " قالت روزاليندا بهدوء
حدقتا في بعضهما لدقائق قبل أن تحتضنها ارمادا " انا آسفه "
ابتعدت عنها روزاليندا متمتمة " هذا لي خطاؤك سيدتي "
" انهم ابنائي ، اعرف جيداً قسوتهم التي ورثوها عن ابيهم ، و لكن محاسبتكِ انتِ بذنب والدكِ ، لقد تجاوزوا كل الحدود ، اخبريني ، هل أذوكِ ؟؟ "
ابتسمت لها روزاليندا بحزن ، فهي ا تستطيع اخبار هذه المرأة بما فعله ابنيها ، فهي ام حتى لو كان ابنائها من الشياطين .
شئ في وجه ارمادا ، نظرة الاسف الصادق المطلة من عينيها جعل روزاليندا ترى والدتها امامها ، انفجرت باكيةً لتحتضنها ارمادا لفترة طويلة ، تركتها تُفرغ احزانها حتى هدأت ، قبل أن تساعدها على نزع ثوب الزفاف و أخذ حمام دافئ ، اعطتها احد قمصان اليخاندرو القطنية لترتديه قبل أن تدثرها في الفراش و تغرق في النوم على لمسات ارمادا الحنونة لشعرها .

نهاية الفصل الخامس عشر