كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة رجال العصابات الجزء الثالث .. بداية و نهايه - الفصل التاسع عشر
راقبته و ملامح وجهه تتقلص قبل أن تشع بفرح حقيقي و هو يحملها و يدور بها لدقائق قبل أن تشعر بالدوار لينزلها برفق قائلا بوجل " هل ترغبين بإخبار اليخاندرو ؟؟
" لا " قالت بحزم
أشرق وجهه و هو يقول لها " لن أزعجك و لكنني سأزوركما بإنتظام ، و لكن لدي رجاء "
نظرت إليه بتوتر ليكمل " والدتي ، حالتها النفسية شديدة السوء منذ وفاة والدي ، دعيني أخبرها و ستفرح بالتأكيد ، سأشترط عليها ألا تخبر اليخاندرو "
نظر إلي الرفض الذي يعصف بعينيها ليكمل بسرعه " انها عاتبة على اليخاندرو و ستعتبر إبتعادك عنه عقوبة له ، لن تفشي السر صدقيني"
إحتاج الأمرلبعض الإقناع من رودني الذي تعهد لها أنه سيبعدها إلى مكان آخر في حال قامت والدته بإخبار اليخاندرو ..
و لكنها لم تفعل ..
كانت تحضر إليها بإنتظام و تمضي بضعة أسابيع في كل مرة ، لتنهي زيارتها بعبارة واحدة " هل انتهت محكوميته ؟؟ "
عندما تقدم حملها اعترفت لها بهوية الوالد الحقيقي لتحترم والدته قرارها بعدم إبلاغه متمتمة " لا فرق ما إذا كان رودني والده أو عمه ، و صدقيني كليهما فقد الحق في المطالبة بهذا الطفل بعدما جعلاك تمرين به ، سأنتظر قرارك لإخبارهما بنفسك "
ولادتها كانت صعبه ، كانت وحيدة ، فاجأها المخاض في إحدى الليالي قبل أسبوع كامل من موعد حضور رودني و والدته إليها ، عندما تمكنت كارمن من الإتصال بهما و حضرا كان رودني جونيور في إنتظارهما .
رنة وصول رسالة على أحد حسابات التواصل الإجتماعي انتزعتها من سيل ذكرياتها ، لامست هاتفها لتستخرج فيديو أرسله لها رودني عن والدتها التي تزوجت منذ اسابيع قليلة ، ابتسمت بحنين لرؤية والدتها تتحدث بمرح إلى رجل يستمع لها بإنصات .
كانت قد رفضت إقتراح رودني بترتيب لقاء لها مع والدتها ، و مع عدم إقتناعه بمبرراتها لكنه لم يحاول إجبارها .
زفرت و هي تسمع صوت كارمن تلاعب رودني جونيور ، ابتسمت و هي تهز رأسها نافضة كل ذكرياتها عنها لتهبط إلى الطابق السفلي .
قبلت صغيرها الذي تجاوز العامين و نصف بينما وضعت لها كارمن طبقا من الفيرتاتا هاتفة " اكمليه كله سيدتي "
" لقد تأخرت اليوم " تذمرت روزاليندا
" سيدتي ، انت تملكين استوديو الرقص ، يمكنك التأخر كما تحبين "
ضحكت روزاليندا و هي تتناول لقمة من طبق ابنها " لا تنسي أنني أعلم الباليه أيضا "
" هل انت جاهز سيدي الصغير ؟؟ " قل لازلو الذي سيوصل رودني جونيور إلى الحضانة
قبلته روزاليندا بحب قبل أن تعطيه كارمن علبة طعام و يغادران ليوصلهما لازلو لتخبره ألا يحضر إليها عصرا فهي ستعود بنفسها .
وصلت إلى الأستوديو لتبدل ثيابها إلى توتو رقص الباليه ، كانت ترتدي الحذاء الخاص بالرقص عندما شردت أفكارها مرة ثانية إلى اليخاندرو ، هزت رأسها و هي تغلق بوابة الذكريات بحزم متسائلة عن سبب تدفقها اليوم .
كانت في آخر ساعة في الأستوديو ، تلميذاتها ينفذن دورة ثنائية مرتفعه " سيلينا "
" نعم سنيورا "
" افردي ساقك أكثر و انت تؤدين الحركة حتى لا تتقلص عضلاتك "
" حاضر سنيورا .. هكذا؟؟ "
" ممتاز "
بعد دقائق انتهوا جميعا ، ودعتهن و هي توصيهن بمواصلة التمرين في المنزل ، و بعدها بعشرين دقيقة كانت تقوم بالإغلاق بدلا عن موظفتها التي غادرت باكرا لتعد نفسها لحفلة عيدميلاد خطيبها .
اقفلت الأبواب الخارجية و هي تستمتع بالنسيم العليل ، الشمس كانت على مشارف الغروب و الطريق شبه خال ، المسافة إلى منزلها كانت تقارب الربع ساعة و احست أنها بحاجة للخلوة بنفسها قليلا .
استدارت عند أول منعطف لتتوقف شاهقة بخفوت و هي تحدق في القامة الطويلة التي غادرت سيارة سوداء في الطرف الثاني من الطريق .
كان يبدو تماما كما تركته منذ سنوات ، فقط ... أكبر
شعيرات فضية كللت شعره ، خطوط دقيقة أحاطت بعينيه ، كان يبدو حزينا ، مرهقا ، يرتدي حل رمادي و قميص أبيض بدون ربطة عنق ، شعره كان مبعثرا و كأنه مرر أصابعه فيه عدة مرات .
كل ما فيه كان يشي بحزن قديم يثقل كاهله ، و لكن عينيه كانتا ترقصان بفرح و هو ينظر إليها .
انعقد لسانها و هي تفتح فمها و تغلقه عدة مرات دون أن يصدر عنها أي صوت ، كانت محتار في كيفية عثوره عليها ، فرودني قال لها بالحرف " لن يعرف مكانك إلا إذا أردتِ إخباره أو كنت على فراش الموت "
اقترب منها أكثر لتأخذ نفسا عميقا ، مشبعا بعطره المسكي ، مد يده نحوها بخفة ، بالكاد لامس إبهامه خدها ، كان مترددا ، خائفا ربما من أن تركض بعيدا .
و لكنها كانت عجزة عن الحركة تماما ، زفر نفسا كان يحبسه في صدره منذ رءاها لتغمض عينها و لهيب مشاعره يصفع اتزانها .
أحاط وجهها بكفيه ، عيناه ترتويان من كل انش في وجهها هامسا " اشتقت اليكِ حبيبتي "
نهاية الفصل العشرون و الأخير
|