كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة رجال العصابات الجزء الثالث .. بداية و نهايه - الفصل الخامس عشر
صمتت قليلا قبل ان تضحك بمرارة ليسألها " ماذا ؟؟ "
" لم تفعل هذا بي ؟؟ الم تكتفوا من تعذيبي بعد ؟؟ " قالت و هي تحدق عبر نافذتها
تجاهل الرد عليها ، فهو يدرك أن امامه طريق طويل حتى يحظى بثقتها ، اعاد تركيزه للطريق ، فلتفكر بما تشاء الآن و لكنه سيثبت لها صدقه عندما يصلان الى وجهتهما .
مطعم مادو كان في قلب المدينة ، مشهور بافطاره الشهي و لكن لوقت كان ما يزال مبكرا على الزحام بسبب العطلة الاسبوعية حيث يفضل رواده القدوم قرب الظهر للإستمتاع بفطور متأخر
اوقف السيارة و نظر اليها ، لم تنطق بحرف و هي تواصل تحديقها عبر النافذة ، كانت تبدو شاردة لدرجة انها لم تنتبه للمكان .
غادر السيارة ليفتح بابها ، مد لها يده لتنظر اليها بريبه
تنهد بصبر و هو ينظر اليها لتفاجئه دموعها ، جثا على ركبتيه امام بابها المفتوح قائلا " ماذا بك حبيبتي ؟؟ " مسح دموعها بابهامه
" لم نحن هنا ؟؟ "
" فكرت انكِ ستحبين الخروج قليلا "
" المكان ملئ بالناس اليخاندرو "
" اردت ان اثبت لك انكِ لستِ سجينه ، المطعم امامنا يقدم اشهى افطار في المدينة ، و اعرف انك جائعه لأنك لم تتناولي طعاماً منذ افطار الأمس "
" الست قلقا من تعرف احدهم علي ؟؟ من انني سأصرخ و احاول الهرب ؟؟ "
" هل ستصرخين ؟؟ " امال رأسه الى الجانب " انا اثق بك حبيبتي و اريدك ان تمنحيني فرصه "
غادرت السيارة ليخرج نظارات شمسية و قبعة رياضية ، ارتدتهما بلا نقاش ليفكر اليخاندرو انها لا تبدو اطلاقا كروزاليندا التي ملأت صورها اجهزة الإعلام لشهور ، تبدو مختلفة تماما
امسك بيدها و هما يدخلان الى المطعم ، طلب لهما افطار المطعم الخاص بعد ان جلسا في طاولة جانبيه .
" اهدئي " قال لها ملاحظا توترها لدرجة ان اظافرها اذت باطن كفها
" آسفه "
" ما الذي يشغل تفكيرك ؟؟ " احتويى يديها بين كفيه
ابتلعت ريقها و هي تهز رسها بتوتر
" اخبريني " اصر عليها " مهما كان سيئا ، اريد ان اعرف "
" كنت افكر ، اذا هربت منك الآن ، في هذه اللحظة ، هل ستحاول ايقافي ؟؟ "
" هل ستفعلينها ؟؟ " اجابها بهدوء
اليخاندرو لم يكن غبيا ، صحيح ان توقيت الخروج كان عفويا و لكنه رتب للأمر من قبل زواجهما بأيام ، سيارة ستقوم باخذها الى مكان آمن ، و سيارة مطابقة ستخرج منها فتاة اخرى بمواصفات شكلية مقاربة لروزاليندا ، تقارير طبية لمرض نفسي من اشهر اطباء الولايات المتحدة لتثبت انها ليست روزاليندا و لكن مرضها النفسي دفعها لتقمص شخصيتها بعد مشاهدتها بكثرة في التلفزيون .
" اخبرتكِ حبيبتي ، انا اثق بك ، و لكن اذا حاولتِ الفرار فعلي ان اتصرف "
" ستقتلني " قالت باستسلام
" لا "
" ستضربني ؟؟ "
" بالطبع لا "
" اذن ؟؟ "
" ساتصرف ، و لكنني اثق بكِ لن تفعليها ، ما اردتك ان تستوعبيه هو انكِ لستِ سجينه "
" من الصعب علي استيعاب هذا ، قبل اسابيع كنت فتاة مختطفه ،و الآن انا ميته ، نعم انا في الخارج و لكن انظر الي ، لقد وضعتنا في آخر طاولة في المحل ، ظهري للجميع و ارتدي نظارة شمسية و قبعة لاخفاءملامحي " صمتت قليلا " مهما حاولت فعله سأظل دائما سجينه ، لن تكون لدي حريتي الشخصيه ، لن استطيع الخروج وحدي للاستمتاع بالجو الجميل ، لن يكون لدي هاتف خاص اطلاقا ، لا اصدقاء و لن استطيع اكمال دراستي ابدا "
" حبيبتي " ضغط على كفها و هو يشعر بحزنها ينبض مع كل حرف نطقته
" اشكرك على احضاري الى هنا ، كانت صفعة في وجهي و اريد العودة الآن "
" تناولي طعامك على الأقل "
" لست جائعه " قالتها و هي تنهض مغادرة المطعم بخطوات سريعة تاركة خلفها اليخاندرو ممزقا بين رغبته بأن تركض بعيداً الآن و قلبه الذي طارت نبضاته خلفها .
نهاية الفصل السادس عشر
|