لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-16, 07:42 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

و عليكم السلام عزيزتي
يسعدني تفاعلك الدائم و الفصل القادم اعتبريه هدية مني إليك

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 31-08-16, 07:48 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل التاسع العاشق



في اليوم التالي ، بدأت عزة تشعر بالارتياح قليلا و هي تقطف ثمار نجاح خطتها. فقد بدا واضحا أن عاصم و ميسون قد تغيرا على بعضهما البعض. لم يعودا بالطبع لما كان عليه من جفاء مصطنع و نفور زائف. غير أن كل منهما بدا كأنما يفضل تلآفي الآخر.

كانت ميسون قد شفيت تماما من إجهاد السفر غير أنها كانت مستاءة من ضيق العربة. فقد كان عليها أن تختار بين وضعين للنوم إما شبه جالسة أو ثانية ركبتيها. و رغم احتمالها و صبرها إلا أنها لم تكن لتطيق هذا الوضع لعشر ليال أخرى.
وصلوا المدينة التي كان ينتظره فيها رفاقه قبل أن ينتصف النهار بقليل. اتجه بهم عاصم إلى الخان الذي ينزل فيه أصحابه ، استقبله ثلاثة رجال يماثلونه حجما وبنية. تبادل معهم كلمات قصيرة ثم أسرع إلى غرفته ليسقط على الفراش شبه مغشي عليه بعد تعب سفر يوم كامل.
تأملت ميسون الرجال من وراء ستار النافذة، كان اثنان منهم قد تجاوزا الأربعين من العمر و ربما شارفا علي الخمسين بينما بدا الشاب الثالث أصغر من عاصم.
بعد قليل أتاهم أحد الرجلين الأكبر سنا و طلب منهم بلطف أن ينزلوا حتى يأخذهم إلى غرفتهم.
قال لهم باعتذار و هو يتقدمهم : لم أعلم أنكم خمسة أنفار لذلك استأجرت لكم غرفة واحدة
لكن لا تقلقوا ، سأتدبر الأمر حالا.

حالما استقرت ميسون في غرفتها أخرجت كيسا من المال و ناولته لمربيتها قائلة لها بلطف : أرجو منك يا خالة أن تذهبي للشاب الأصغر سنا و تطلبي منه شراء عربة جديدة لنا و كذلك بعض الأغطية و الفراش


بعد ساعة من الزمن كانت تتأمل العربة بارتياح . تفقدتها من الداخل و الخارج ثم التفتت للشاب و قالت له بابتسامة مهذبة : أرجو أن تتقبل شكرنا و تعذرنا لأننا أتعبناك معنا
أجابها و هو يتأملها بإعجاب واضح : رجائي أن تتعبيني كل يوم
ابتسمت رغما عنها و التفتت لتغادر لكنه استوقفها قائلا : بم أدعو سيدتي؟
قالت بهدوء : أدعى ميسون و أنت؟
ردد اسمها عدة مرات كأنه يتذوقه ثم قال : أدعى جاسر يا سيدتي ميسون و أنا اسم على مسمى
ابتسمت مرة أخرى ثم قالت مودعة : أشكرك مرة أخرى يا بن أبي جاسر
تمتم محدثا نفسه و هو يراقبها تبتعد : لأول مرة يا ابن عمتي تجيد اختيار رفقاء السفر. و يا له من اختيار!!

عندما علم عاصم بأمر العربة الجديدة، توجه إلى ميسون و عاتبها قائلا :
- لِم لم تنتظري حتى أستيقظ لكنت انتقيت لك واحدة أفضل وأمتن
أجابته دون تردد : لأنك كنت سترفض حتما أن أدفع لك ثمنها. و نحن و الحق يقال أصبحنا نستثقل أنفسنا، فأنت لا تدعنا نساهم معك لا بالكثير و لا بالقليل.
قال بصوت خفيض : لا تستثقلي نفسك معي أبدا يا ميسون ، وددت لو ظللت قائما عليكم أبد الدهر
اتسعت عيناها دهشة و لكنه ما لبث أن تمالك نفسه و واصل بهدوء : أنتم ضيوفي و من واجبي أكرمكم
............................................................ ............................................................ ................................
أمضوا ليلتين في الخان ، استراحوا فيهما من وعثاء السفر و تزودوا للمدة الباقية فلن تعترضهم بعد الآن أي مدن أخرى حتى يصلوا وجهتهم.

في الأيام الثلاثة التالية عرفت ميسون أكثر عن رفاق سفرهم الجدد. كان جاسر رغم قوة بنيته أبعد ما يكون عن الشدة و الصلابة في الطبع. كان طيبا متسامحا ، حاضر البديهة ، دائم الدعابة لا يترك أحدا في شأنه. لذلك لم تستغرب حين رأت الطفلين يولعان به أكثر من أي أحد آخر.
أما الرجلان الآخران فكانا في غاية الدماثة و غاية العزلة عنهم في نفس الوقت. لم تكن تراهما إلا مبتسمين، مستبشرين غير أنهما لا يتكلمان إلا قليلا. كان أحدهما يقضي اليوم و هو يتشمم الجو بأنفه القوي حتى أنها أطلقت عليه لقب "المتشمم" بينما كان الآخر أوفر الرجال نشاطا فكان ينظف الخيل و يسقيها و يطعمها و يجمع لهم الحطب.
أُعجبت بهم جميعا فقد بدوا جد مختلفين عن رجال مدينتها الذين كان معظمهم خاويي العقل ، فاسدي الطوية ، لا يكادون يطيقون أي مشقة.
أيقظها صوت جاسر من تأملاتها. كان يلعن سوء حظه ، التفتت إليه متسائلة فوجدت إحدى قدميه حافية و هو يحمل في يده أحد نعليه. ارتسم على وجهه تعبير آس أضحكها رغما عنها.
قالت له بين ضحكاتها : هاته و سأصحله لك قبل أن تبدأ بالبكاء
نظر إليها باستغراب : حقا ستصلحين لي نعلي، كلا، كلا فهذا لا يليق بمقامك. ناوليني الأدوات و سأقوم بخياطته بنفسي
سألته بشك : و هل تجيد ذلك؟
أجابها متأسفا :ليس فعلا و لكني لن أدع أناملك الرقيقة تلمس نعلي الأعفر الأغبر
قالت و هي تفتعل نفاذ الصبر : هات النعل حالا يا ابن أبي جاسر فشكلك مضحك و أنت حافي القدم.
ناولها إياه باستسلام و ظل يراقبها بنظرة عميقة و هي تبتعد.
............................................................ ............................................................ ..........................
بمرور الأيام ، ازداد تقرب جاسر منهم ، كان يأتيهم يوميا فيجتمعون كلهم باستثناء عاصم و الرجلين الآخرين. و يقضون بعض الوقت في قص الطرائف و ما يتذكرونه من نوادر. كان جاسر يستأثر بمعظم الحديث بينما كانت ميسون أحيانا تحكي لهم عن بعض الغرائب التي رأتها أثناء أسفارها.
كانت شديدة الحيرة في أمر عاصم فهو لم يحاول مرة أن يشاركهم أحاديثهم و مع ذلك كان دائما يظل غير بعيد عنهم. و لم يخف عليها اكفهرار وجهه و قسوة نظراته إليها كلما رآها تتبسط في الحديث مع جاسر. كانت قد لاحظت أن هذا الأخير دائم التودد إليها إلا أنها لم تقل له كلمة تشجيع واحدة بل كانت تتجاهل تلميحاته و تصريحاته. و صعب عليها أن تصده بغلظة لطيبته الشديدة معهم جميعا.
" ما الذي يتوقعه مني عاصم ، أن أجلس مثله منزوية عن الجميع ، لا أشارك في حديث و لا أضحك على دعابة، ما الذي يريده مني " أفاقت من تساؤلاتها على صوت قهقهة عزة و هي تضحك على إحدى فكاهات جاسر. نظرت إليها باستغراب شديد فليست الفتاة بالتي تطلق العنان لضحكاتها. أما عزة فقد وضعت كفها على فمها كأنما أحست بالندم.
نظر إليها جاسر بتسلية ثم قال متهكما منها برفق : لا تخشي من الضحك يا عزة فلو كان يودي بحياة المرء لكنت ميتا منذ زمن.
ابتسمت له عزة في تسامح ثم خفضت عينيها في خجل.
............................................................ ............................................................ .....................
في الليلة الخامسة ، أرقت ميسون من نومها ، أغمضت عينيها و حاولت العودة للنوم و لكن بدون جدوى فقد جافاها النعاس تماما. كان الرجال قد اختاروا أن يبيتوا ليلتهم في العراء كي يستريحوا قليلا من عناء السفر. نزلت ميسون من العربة بعدما لفت نفسها جيدا في عباءتها الواسعة، أصاخت السمع قليلا فلم تسمع أي صوت فمضت تتجول في الأنحاء بتمهل عسى أن يعاودها النوم.
سمعت صوت خطى ورائها و ما إن التفتت حتى وجدت جسما قويا طويلا يسد الطريق أمامها ، خفق قلبها بشدة لكن سرعان ما شعرت بخيبة الأمل حين رفعت رأسها و رأت جاسر.
كان ينظر إليها بطريقة غريبة، بدا مشوشا و حائرا. سألته بقلق :
ما بالك يا جاسر، أتشتكي من شيء؟ هل أدعو أحد الرجال؟
أجابها كأنه يلومها : تسألينني مم أشكو يا سيدتي ميسون ، تسألينني و أنت سبب ما أنا فيه؟
قالت له مستنكرة : ويحك يا ابن أبي جاسر و كيف أسأت إليك؟!!
قال لها بصوت ملتهب : آذاني جمالك و جرحتني رموشك و طعنتني نظراتك في صدري أما صوتك ف...
قاطعته و هي لا تكاد تصدق ما تسمع : كفى يا جاسر لم أعهدك بهذه الجراءة. و إني لأتساءل أي شيء بدر مني و هيأ لك أني قد أستعذب مثل هذا الحديث.
رسم تعبيرا مضحكا على وجهه و قال بصوت فيه نبرة أسى : يا لسوء حظك يا جاسر، المرأة الوحيدة التي مال لها فؤادك لا تكاد تطيقك.
حاولت جهدها أن تحافظ على تعبير الحزم الذي يعتلي قسماتها و لكنها فشلت و غالبها الابتسام. فهم جاسر انبساط وجهها على أنه تشجيع منها فصارحها قائلا : اعتقدت أني أستطيع الانتظار حتى الصباح و لكن رؤيتي لوجهك الساحر الجميل الآن أذهبت كل ذرة صبر باقية.
واصل بصوت مظطرب : سيدتي ميسون أتمنى لو تسعدي قلبي وتقبلي أن تكوني زوجتي
شهقت ميسون و هي لا تكاد تصدق أذنيها و قالت في نفسها " حتى أنت يا جاسر و أنا التي عاملتك و كأنك أخ لي؟!" و استدارت لتنصرف من أمامه مسرعة.
لكنه ما لبث أن تبعها و هو يعيد السؤال بلهفة : أرجو أن تحققي مقصدي و تطفئي النار المتوقدة بداخلي.
أجابته بصوت حازم : ليس الآن يا ابن أبي جاسر ، فيما بعد ، فيما بعد
وقف أمامها فقالت له بجدية : أرجوك دعني أذهب الآن
عندما ابتعد جانبا أكملت طريقها و هي تهز رأسها بتعجب " ياللأحمق" ، حدثت نفسها ، فجأة سد الطريق أمامها مرة أخرى أو هذا ما ظنته لأول وهلة حتى رفعت نظراتها فرأت وجه عاصم.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 01-09-16, 01:37 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل العاشر ما بالك ؟


كانت ملامحه مشدودة يعتليها تجهم شديد. قالت له و في عينيها نظرة تساؤل : لقد أفزعتني. ما الذي...
قاطعها بصوت قاس كالجليد : ما الذي تفعلينه في هذه الساعة من الليل؟
أجابته و هي تزداد حيرة من سلوكه الغريب : لقد أرقت فأردت أن أجول قليلا في الأنحاء قبل أن أعود للنوم.
قال بنفس الصوت القاسي : حقا؟؟
رفعت رأسها و أجابته بتحد : نعم حقا!!
قال لها باحتقار : لو علمت أنك فتاة لعوب لما رضيت باصطحابك معي في رحلتي هذه.
عقدت الصدمة لسانها فلم تستطع النطق بينما واصل هو قائلا : العيب ليس فيك، العيب في أنا عندما تعاميت عن حقيقتك. فكيف لفتاة فاضلة أن تستطيع إغواء رجل كهل خبير بالمومسات.
وضعت يدها على فمها للحظات ثم قالت و هي ترتجف غضبا من رأسها إلى أخمص قدميها :
- اغرب عن وجهي الآن ، هيا فلتغرب
قال و هو يقترب منها مهددا : لا يجوز لم هي مثلك أن تخاطبني بهذه الطريقة، إن لم تتأدبي في بيت أهلك فسأؤدبك بنفسي.
ردت و هي تحدق في عينيه بقسوة : يبدو و كأنك اشتقت لصفعة أخرى من كف يدي
قال مستهزئا : أتمني أن تحاولي
طبعا لن تجرأ. فاكتفت بأن تصعده بنظرها باشمئزاز و توليه ظهرها لتنصرف. و لكنه أمسكها من معصمها و أدارها إليه قائلا : من انعدام الأدب أن توليني ظهرك و أنا لم أتم بعد كلامي
أجابت وهي تحاول تحرير يدها المقيدة لديه بقبضتها الحرة : كلامك يا هذا لا يهمني سماعه
عندما عجزت عن فك نفسها بدأت بخدش يده فما كان منه إلا أن قبض على معصمها الآخر و هو يقول بغضب : آلمتني أيتها …
قاطعته بصوت متنمر : إياك أن تكمل
ظلا صامتين يتبادلان النظر. كانت نظراتها تموج بالغضب و الحيرة بينما كان هو ينظر إليها بمزيج من القسوة و الألم. نعم لدهشتها كان يبدو متألما.
بعد برهة قالت له بهدوء مفتعل : اتركني الآن ، أنت تؤلمني
خفف قبضته قليلا و لكن لم يبد عليه أنه ينوي تركها.
قالت بنفاذ صبر : ما الذي تريده مني؟
رد عليها ببرود : ليست لي عندك حاجة. و لكني آمرك أن تتركي ابن خالي و شأنه
قالت باستهزاء : تأمرني؟! لا أمر لك علي أتفهم ؟ إن كنت رجلا حقا فلتأمره هو.
قال بغلظة : هذا ما أنوي فعله و لكن اعلمي أنك إن لم تبتعدي عن طريقه ف…
أقاطعته بهدوء مستفز : و ماذا عساك تفعل؟ تتركني في منتصف الطريق أم تطعم جسدي للسباع؟
تجاهلها و هو يسألها مغيرا الموضوع : إلى أين وصل الأمر بينك و بين جاسر؟
قالت متهكمة : أخبرني أنت ! ألست من كان يتلصص علينا؟
قال لها بصوت أجش : لقد سمعتكما تتواعدان على اللقاء الليلة؟ فهل كان بينكما لقاء قبل هذا؟
ضمت شفتيها و قلبت عينيها في السماء و هي تتساءل متظاهرة بالحيرة : هل كان بيننا لقاء من قبل، هل كان بيننا لقاء من قبل؟
هزها بعنف : أجيبيني الآن!
قالت بابتسامة معسولة و هي تنظر إليه ببرود : الحق أني تعددت لقاءاتي فنسيت إن كنت التقيته هو أم الرجلين الآخرين. عموما اذهب و اسأله هو إن كنت تجرأ
أمرته بقسوة و هي تجذب يديها بقوة : و الآن اتركني، أفلتني ، لم لا تدعني و شأني؟
لكنه لم يتركها بل واصل قائلا بصوت شبه هامس كأنه يحدث نفسه : لكني متأكد أني سمعتكما تتواعدان على اللقاء في وقت لاحق هذه الليلة.
ظلت تتطلع إليه ببرود. نظر إليها متسائلا بصوت خفيض : إن لم يكن حديثكما عن المواعدة فعم كان؟
أجابته بصوت لاذع : قابلني ابن خالك صدفة و إذا به يفاجئني بطلب يدي ، و لم يشأ أن يتركني أذهب إلا حين وعدته بالتفكير في عرضه
قال بصوت مظطرب : طلب يدك للزواج ؟ كيف و هو لا يكاد يعرفك؟
أجابته ساخرة : لحسن حظي ليس لكل الرجال حكمتك و سداد رأيك. خذ عندك ابن خالك مثلا ، المسكين لم يستطع أن يعرف أني أخفي وراء مظهري هذا امرأة لعوبا. لكن لا بأس ما يزال أمامك متسع من الوقت حتى تعيده إلى رشده. و الآن دعني أذهب، اتركني حالا
و لكنه بدل أن يطلقها قربها منه حتى صارت ترى العرق النابض في عنقه بوضوح، نظرت إليه بدهشة و غيظ قائلة : أخبرتك أن تتركني، ما بالك، ألا تفهم ؟
ظل صامتا لا يحير جوابا. كانت تسمع صوت أنفاسه الهائجة بوضوح. قطع الصمت قائلا لها بصوت دافئ : ميسون ، أخبريني هل ما تقولينه هو الحقيقة؟ ألم يحصل أي شيء بينك وبين جاسر؟
زفرت بضيق و أشاحت بنظرها بعيدا عنه.
فكرت بينها و بين نفسها أن من يراهما الآن عن بعد سيحسبهما عاشقين متيمين بحب بعضهما و لن يحدس أبدا نوع الحوار الذي كان يدور بينهما.
لم تظن أن الغيرة من الممكن أن تطير صواب الرجال هكذا. و لم تحسب أنه قد يغار عليها إلى هذه الدرجة. كادت تبتسم سعادة و لكنها تذكرت سيل الاتهامات التي كالها لها فارتدت قناع الغضب مرة أخرى.
" علي معاقبته فكونه يغار علي لا يعطيه أبدا ذريعة كي يتهمني في عرضي و شرفي ، إن تجاوزت هذه المرة فسأتجاوز في كل مرة"
قطع حبل أفكارها قائلا بصوت فيه نبرة استعطاف : ميسون أمازلت غاضبة؟ انظري إلي يا ميسون
سحرتها طريقته في نطق اسمها حتى شعرت و كأنها تسمعه لأول مرة. صوته الدافئ وقربها من جسده القوي و تنشقها لعبير رجولته ، كل هذا جعل شيئا من الخدر يسري في أوصالها. شعرت بضعف تام و حدثت نفسها قائلة " أين قوتك و رباطة جأشك يا فتاة ؟ ما هذا الذي أنت فيه ؟ لكأني بك إن أقبل عليك فستقبلين عليه"
استجمعت كل طاقتها ثم قالت له و هي تتحاشى عينيه : نعم ما زلت غاضبة و سوف أظل كذلك وقتا غير قصير. و لتعلم أني لن أقبل منك أي اعتذار فلا عذر لك لما فعلته و قلته لي.
تنفست بعمق ثم قالت له بتقريع : عيب عليك أن تتهمني في عرضي دون بينة ، و عيب عليك كل العيب أن تعايرني بشيء ما فعلته إلا كارهة و ما فعلته إلا لأساعدك. و الآن بحق مروءتك فلتتركني أذهب.
ظل محتفظا بها قريبا منه و هو يحاول اصطياد نظرة منها و لما أيس من الأمر أفلتها فجأة. ما إن أبعدها عنه حتى أحست بالبرد يسري في أطرافها و يغلف قلبها. لكنها سرعان ما تمالكت نفسها و ركضت مبتعدة عنه.
كانت تشعر بمزيج من السعادة و الانزعاج : كانت سعيدة لأنها تأكدت من قوة عاطفته نحوها ، و لكنها كانت تشعر بالانزعاج لأنها لم تفهم إلى الآن ما مستقبلها معه.
تساءلت و هي تضع خدها الساخن على الوسادة : مالذي تريده مني يا عاصم ، ماذا عساك تنتظر حتى تصارحني و تكشف لي عن مكنون قلبك. أم لعلك تعتقد أني أنا من سأبادر بالبوح. إذا كان الأمر كذلك فلتنتظر أبد الدهر
"و هل ستقدرين على الصبر عنه، وجهت الحديث لنفسها، هل ستحتملين البعد عنه؟ و ماذا لو وفى بوعده و تزوج تلك العزة؟ كيف العمل حينذاك؟"
تقلبت في فراشها متذكرة ما دار بينهما منذ قليل. ابتسمت و هي تسترجع ذلك الشعور الطاغي الذي اجتاحها حين كانت قريبة منه. كان شيئا أشبه ما يكون بالسحر. نظرات عينيه العميقتين التي امتزجت بأنفاسه الملتهبة و بصوته المشبوب بالعاطفة ، كل هذا جعل دفئا لا يوصف يسري في جسدها و في روحها مذيبا الكثير من الثلوج التي أحاطت بها نفسها منذ سنين. حتى أن أحدهم وصف قلبها بأنه قد من الصخر.
عبثا حاولت استحضار صورة ذلك الشاب في ذهنها ، المسكين حاول استمالتها بشتى الطرق و لم ينجح و لا حتى اقترب. لم تتأثر كثيرا بوسامته و لا بسرعة بداهته و لا بقدراته كفارس مغوار. فقط أعجبت به كرجل يثير الإعجاب. و لم يكن غزله بها ليثير في نفسها شيئا من المشاعر سوى بعض الغرور.
همست قائلة لنفسها : "فلتنظر إلى حالي الآن و لتنظر إلى حال قلبي ، لو رأيتني لما عقلتني"
كلمات عاصم البسيطة و مشاعره المتأججة التي قرأتها في عينيه كانت أبلغ من ألف ألف قصيدة عشق و غزل. مروءته، شهامته و كرمه أشد وقعا لديها من فروسية و مبارزة أو أي شيء آخر يتفاخر به الرجال.
نادته في سرها : "عاصم حبيبي و آسري، ترى ما الذي يمنعك عني؟ ترى ما الشيء الذي يجعلك كلما اقتربت ابتعدت و كلما أوشكت تراجعت؟ "
أخيرا غلبها النعاس فغرقت كعادتها في نوم بلا أحلام.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 01-09-16, 02:54 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218827
المشاركات: 147
الجنس أنثى
معدل التقييم: الخاشعه عضو على طريق الابداعالخاشعه عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 172

االدولة
البلدFalkland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الخاشعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

السلام عليكم
هدية جميله ومقبوله من كاتبه انتظر جديدها كل يوم
ميسون وعاصم إلي اين؟
احس ان كل شي ضدهم بداية بعزه وكيدها وحمق جاسر وشكوك عاصم والحين الغيره القانله
احب لقاء ميسون وعاصم فيه جمال وابداع وأندمج معاهم😍
عندي احساس ان عاصم مو مثل ما يتهيأ لنا ...اتوقع انه شخص غني والشخصين اللي معاه تابعين له
تسلم ايدينك نغم👍

 
 

 

عرض البوم صور الخاشعه   رد مع اقتباس
قديم 01-09-16, 10:26 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2014
العضوية: 284046
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر البعد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر البعد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

صباح احلى من الفل ..
ماشاء الله ياانغم روايه جميله واحداث مشوقه
عاصم واقع بحب ميسون ولكنه يخشى شيء ماا ,,, اكيد له تجربه فاشله او تض لخيانه غير متوقعه

في شي غريب هنآآ
الجدين ليه خاطفين حفيدتهم ؟؟!!!

عجبني تصرف ميسون ومحافظتها على نفسهاا ومحاولتها تجنب عاصم
اتوقع ان مريبتهاا بتعرف انهاا تميل له وبتحاول تجمع بينهم اوعلى الاقل تقنعها بعدم مفارقه عاصم

سلمت يمناك نغم وبانتظار البقيه

 
 

 

عرض البوم صور عمر البعد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...إليه, الرحيم
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية