كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
سمع صوت رنين الهاتف مجددا فنظر الى هوية المتصل : private number
فالقى الهاتف على المكتب و خرج الى الردهة المؤدية الى قاعة الاجتماعات كانت القاعة فخمة بكل ما للكلمة من معنى الارضية من خشب الماهوجني و الجدران بلون القرميد الاحمر و الكراسي الجلدية البيضاء و طاولة الاجتماعات التي بها عدد كبير من الكراسي قد يتجاوز الثلاثين كرسيا و بها عدد اكبر من الشاشات
كان اياد يتامل القاعة حين اضاءت احدى الشاشات فجأة فلفتت انتباهه ، كان مكتوبا عليها (لا تجب على هاتفك و لكني استطيع ان اصل اليك رغما عن انفك المتعجرف )
ثم اضاءت شاشة اخرى ، كانت تظهر صورة مشوشة سرعان ما بدأت تتضح ، كانت صورة فتاة صغيرة و على وجهها اثار لطمة ادمت شفتيها ، كانت صورة جوري ، كانت ترتدي نفس الملابس التي كانت ترتديها يوم الخطف ، كانت عيناها غائرتان حزينتان تلمعان بالالم الشديد و الخوف
دارت الدنيا به بينما توالت صورها ، صورة و هي في حجرة اسمنتية بها فئران بحجم الارانب و هي مقيدة اليدين و القدمين و بضع كسرات خبز موضوعة على الارض امامها و هي مستلقية تحاول الوصول ال تلك الكسرات و لكنها عاجزة عن ذلك و الدموع في عينيها ، كانت ملابسها واسعة ، قديمة ، مرقعة لا تصلح حتى كقماش تنظيف ، لحظات و عرضت صورة اخرى لجوري في نفس الغرفة الاسمنتية و لكنها منكمشة في الزاوية و كلب اسود ضخم يعوي امامها و هي مرتعبة ، صورة اخرى لها و هي تصرخ و الثعابين و السحالي تزحف حولها في تلك الغرفة الاسمنتية ، توالت الصور الفظيعة لجويرية و هي تتلقى افظع انواع العذاب ، لم يستطع التحمل اكثر فركض من غرفة الاجتماعات عائدا الى مكتبه ليتصل باحد التقنيين و المسئولين عن الحواسيب ليعلم كيف بحق السماء ! استطاع احد اختراق حواسيبنا
وصل الى مكتبه و قد اعمته الدموع ، ان كان لديه امل في نجاة اخته فليس لديه ادني شك الآن بانها قد ماتت و منذ زمن بعيد
كان يحاول الاتصال بقسم صيانة الالكترونيات بالشركة عن طريق الهاتف الارضي ، و لكن بمجرد ان رفع سماعة الهاتف سمع صوت شخص يضحك بوقاحة : هههههههههه ، الم اقل لك انني استطيع الوصول اليك رغما عن انفك المتعجرف ما رايك بالصور ؟ جميلة اليس كذلك
اياد : ايها الوغد الحقير ، ماذا فعلتم بها ، لقد كانت طفلة ايها الابله ، لم كل هذا ، ها ....... ثم بدأ في نحيب يظهر مبلغ حزنه ثم اردف : اخبرني اين هو ؟
المتصل متعجبا : اين ماذا ؟
اياد : جثمانها ، اين دفنتموها ، انت قلت ان عندك شيئا لا اعرف اين هو ...اخبرني ثم بدأ بالصياح ..ام انكم رميتموها في قاع احد المستنقعات ...اخبرني!
المتصل : لا ، لا استطيع اخبارك ..... صرخ اياد بوحشية : ااااااااااااااااااااه و رمى الهاتف عن المكتب بعصبية بالغة فجعله اشلاء
جاءت المساعدة الشخصية و معها موظف و دخلوا بعد ان طرقوا الباب : سيد اياد هل انت بخير ؟ لقد سمعنا صراخك ..هل تريد ان احضر الطبيب ....نظر اياد اليهم ثم رمى بالملفات التي كانت على المكتب في وجهيهما و صرخ : اخرجا !
اضاءت شاشة حاسوبه المحمول الذي كان على سطح مكتبه فنظر اليه بعينين زائغتين فرأى صورة مريض نائم على سرير مستشفى حليق الشعر و في راسه جراحة و وجهه متورم و ملئ بالندوب و جسده نحيل للغاية ، ثم صورة اخرى لنفس المريض و لكن و جهه احسن حالا ، و توالت صور ذلك المريض ، صرخ اياد و كأن المتصل المجهول يسمعه : أهو ضحية اخري! .......ثم صورة اخرى ، ما زال المريض نائما و لكن وجهه اصبح بحال افضل و شعره في طريقه للنمو ، صورة اخرى و قد نما شعره و شفي وجهه ..لا بل وجهها
ذلك الجسد النحيل لم يكن الا جسد جوري ، فاقدة الوعي مصابة
رن هاتفه المحمول ، فالتقطه بسرعة : ايها الوحش الحقير ما ان اضع يدي عليك حتى اسلخك حيا !
المتصل بنبرة هادئة : مهلك ..مهلك فأنا من انقذها ممن كان يعذبها ، فكما ترى جسدها اصبح ملكا لي و قد دفعت ثمنها غاليا لهذا كان يجب ان اجعلها تتعافى بسرعة ، و لكن خططي باءت بالفشل لانها لم تتماثل للشفاء ........و صمت
اياد و قد ادرك ما يرمي اليه : فماتت اليس كذلك ؟ ......ساعطيك ما تريد اخبرني بمكان جثمانها ، سم المبلغ الذي تريد و لكن ارجوك ......و بكي ملء مآقيه
المتصل : ......................لا ليس قبل ان ترى هذا ......و ما هي الا ثواني و ظهرت صورة اخرى لفتاة في اوائل العشرينات تقريبا تختبئ خلف شاب وسيم قوي البنية بحيث لا يظهر من وجهها الا عيناها .....الرماديتان
المتصل : ما كنت اود قوله انها لم تتماثل للشفاء ..بسرعة ، جاريتي لم تمت بعد
اياد بصوت متقطع يشوبه التوتر : ات..اتعني ان ..انها حية ،....انها بخير
المتصل : نعم هي بخير الآن ، .....و لكن ليس لوقت طويل
اياد : ماذا تعني ؟ ..ماذا تعني !
المتصل : انا احب الالعاب كثيرا ، و اتحرق شوقا لالعب معك
اياد بفروغ صبر : ماذا تريد مني ان افعل مقابل ضمان سلامة ...اختي ؟
المتصل : طلبي بسيط جدا ، ساخبرك بمكانها ، و لكن اذا اردتها ان تحيا فلن تتجرأ على الاقتراب منها و سافعل المثل و ساتركها و شأنها ....، اما اذا استعدت اختك اي ما هو لي ، ستكون لي الى الابد .....جاريتي
اياد : ما هذا الهراء ، كيف اتأكد من اي شئ مما تقول
المتصل : باختصار لا اسمح لاحد ان يقترب من ممتلكاتي ، و كما اخبرتك فقد دفعت ثمنها غاليا جدا
اياد : اتقصد انك ستخبرني بمكانها ان طلبت ذلك منك ؟
المتصل بنبرة تسلية : نعم ، و لكن حينها تبدأ اللعبة ، لانني ساتحرك لاستعادتها و لكي لا تطيل الكلام ، لقد ارسلت بالفعل احداثيات موقعها الحالي ، ستجد الرسالة على هاتفك و فيها كل ما تحتاج اليه
اياد : و ماذا تستفيد انت ؟ ... لابد ان لك هدفا
المتصل : ضحك ضحكة استخفاف و قال : حسنا ستعرف فيما بعد ، فالايام بيننا .. و أنهى الاتصال
امسك اياد هاتفه و حملق فيه كثيرا بلا حراك ، دخل يوسف المكتب بعد ان تلقى مكالمة من مساعدة اياد تخبره فيها انه قد يعاني من انهيار عصبي ان لم يبتعد عن مكتبه الآن ، و فوجئ باياد الذي كان مسمرا في مكانه ينظر بدهشة الى هاتفه
يوسف : اياد ..لم يجب اياد فرفع يوسف صوته ...اياد ............
فدنا منه و هزه برفق ، فانتبه اياد الى وجود يوسف ، و تمتم بشئ غير مفهوم
يوسف : اياد ما بك ؟ .... نظر له اياد كمن هو في حالة سكر ثم ضحك و ضحك و ضحك بصوت عالي و هو يصيح : وجدتها وجدتها انها هي ، انها هي !
يوسف بعدم فهم : من هي ؟ من الذي وجدت
ثم ادرك ما كان اياد يرمي اليه و قال بعدم تصديق : يا الهي ، هل هي .......؟
صاح اياد : جويرية حية ترزق ، حية ، حية اتسمعني ، انها بخير
يوسف : و ل.....لكن كيف ؟ ...اعني بحق السماء كيف تمكنت م...قاطعه اياد : لا يهم لا يهم ، كل ما علي فعله ان افتح هذه الرسالة لكي اعرف مكانها ، و توقف قليلا و هو ينظر الى يوسف الذي بدا و كأنه لا يصدق ، ثم فتح الرسالة ، و نظر مطولا الى هاتفه ثم قال : احضر جواز سفرك ، فنحن ذاهبان ......الليلة !
نهاية الفصل الأول
يا ترى ، اين هي جوري و كيف يخطط اياد لاستعادتها ؟ ، وفي نفس الوقت كيف سيحميها من المتصل المجهول؟ ، ام ان الفرحة قد اعمته عن تقدير نتائج تسرعه في استعادتها ؟ و كيف ستستقبله جوري ؟
هذا ما ستعرفونه في الفصل التالي ^_*
😆nema😆
|