كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
الفصل الخامس عشر : ماذا حصل في غيابي ؟!!!!
ذهب يوسف الى حجرة اياد و هو يغلي من الغضب و ما ان دخلها حتى قال صارخا : ليلى ! تجهزي لأنك ستعودين الى مصر !!
تململت ليلى في نومها ثم فتحت عيناها ببطء : يوسف ، هذا انت ؟ ....ماذا قلت ؟
يوسف بنفاذ صبر و هو يجذب الغطاء من عليها و يدفعها لتنهض : ستعودين الى مصر ، جهزي نفسك للرحيل !
ابعدت ليلى يداه عنها و التفتت اليه و علامات الارهاق بادية على وجهها :انا لن اترك اياد ، و لن اعود بدونه ، لذا وفر كلماتك ، فأنا لن ارحل !
يوسف و هو يضغط على اسنانه بقوة محاولا الا يصرخ في وجهها : ستعودين الى المنزل ، الامر منته ! ..... احزمي اغراضك ، هيا !
ليلى و هي ترمقه بنظرات الاستنكار : الم تسمعني ؟.....لقد قلت اني لن افعل ، و انت لا تستطيع ارغامي !
يوسف بغضب : المكان هنا غير آمن لك ، و بعد ما حصل البارحة لا يمكنك البقاء!
ليلى و هي ترفع راسها عاليا لتريه انها لا تخافه : انا لن اعود معك ، لقد بلغت السن القانونية يا أخي العزيز ، و يحق لي ان ابقى في المكان الذي اريده ، انا لست جويرية يا يوسف ، انا لست هي !....... لذا لا تنسى نفسك عندما تحدثني
كانت تضغط على كل حرف من حروف كلماتها ، ثم اعطته ظهرها و كتفت يديها
امسك يوسف بمعصمها بقسوة يقربها منه ، فأنت من الألم، فأمال راسه ليهمس في اذنها بصوت اقرب الى الفحيح : استطيع ان اجرك من هنا جرا و لن يمنعني احد ، يبدو ان المكوث في هذا البلد ملأ عقلك بهذه التفاهات ، و لكني سأنتظر يوما او اثنين علك تعودين الى رشدك ، سأعذرك بحجة ان اعصابك متعبة ، و لكني اقسم انك اذا لم تمتثلي لأوامري فستلقين معاملة اقسى من معاملتي لجويرية !
انتفضت ليلى بعيدا و هي تفرك معصمها علها تزيل الالم و نظرت اليه نظرة فم يفهم ما اذا كانت عاتبة ام غاضبة و قالت بعناد : لن اعود يا يوسف مهما فعلت !
انا لا اهتم بما تقول ، و اذا تجرأت على الاقتراب مني ثانية فسأطلب الشرطة !
و سأتهمك بمحاولة خطفي و الاعتداء على بالضرب ، و ستتعفن في السجن !
فتح يوسف عينيه على اتساعهما بدهشة : هل وصل بك التمرد و العصيان علي لهذه الدرجة ! ... هل تعين ما تفوهت به للتو !
ليلى و عينيها توحي بأنها قد عنت كل كلمة : اعي ما قلت ، آن الأوان ان تهتم بشؤونك ، انا لن اترك اياد مهما حصل ، و لن ارضخ لأوامرك بعد الآن !
اومأ يوسف برأسه و هو يعض على شفته السفلى بغيظ حتى كاد يمزقها : حسناً ، لك ما اردت و لك لا تأتيني باكية في النهاية ، تريدين الاستقلال ؟ .. لك ما تريدين و لكنك لن تأخذي فلسا واحدا مني بعد الان و لن ادفع شيئا مقابل اقامتك في هذا المشفى ، و سأعطي تعليماتي بعدم السماح لك بالاقتراب من اياد ، و هذا من حقي ، كما اني لن ادفع لقاء اقامتك في الفندق ، و سأسحب الفريق الأمني معي و سأتركك وحيدة تماما ، بلا مال ، او مأوى تحتمين به !
نظرت اليه ليلى و هي فاغرة فاها من الدهشة حتى انهى كلامه ، ظلت هكذا فترة ، حتى تمكنت بطريقة ما من الخروج من ذهولها لتقول : لا يمكنك فعل هذا ، انا املك من المال ما يكفيني للأبد ، و لا يمكنك منعي من رؤية اياد ، انه ...انا ...لا يمكنك !
ابتسم يوسف بسخرية و قال بتهكم بالغ : هل انت واثقة ؟
ثم تابع بجدية مصطنعة : تلك الاموال التي تتحدثين عنها ، تكون لك حقا اذا ما بلغت الخامسة و العشرون من عمرك ، و على ما اعتقد ....هذا لم يحصل بعد
و اما ان تتزوجي ! ... و نظر الى اياد بسرعة ثم اعاد نظره اليها ليقول بقسوة : و هذا ايضا لم يحصل بعد ! .......
صرخت ليلى بقهر و دموعها تترقرق في مقلتيها : كيف يمكنك ان تكون هكذا ، الا تعلم ما اشعر به ، اني احترق من الالم ، و اموت كل ليلة و انا اراقبه هكذا !
و انت تضغط علي بهذه الطريقة لأرضخ ، حسناً ، انا لن افعل ابدا يا يوسف !
خذ اموالي و اتركني مشردة بلا مأوى لا يهمني ، و لكنك لن تبعدني عن اياد ابدا !
فهو كل ما تبقى لي في هذه الحياة ، لقد ماتت كل عائلتي ، و اليوم مات اخي !
نظر اليها يوسف بألم فعلمت انها جرحته بكلمتها تلك ، فأكملت : نعم !.... لقد مات منذ انعدمت الرحمة من قلبه ، لقد كنت اتألم حين تعامل جويرية بذلك الشكل المستهتر ، و اخلق لك الاعذار و اقول انك لن تفعل هذا بي يوما و لكني كنت مخطئة ! .... فمن عامل فتاة يتيمة مريضة بكل قسوة و لم يخف ربه ، لن يتردد و لو للحظة ان يسلب اخته اموالها و يرميها في الشارع !
نظر يوسف الى الارض فظنت انه سيتراجع ، و انها قد اخرجت اخاها الحنون من قوقعة القسوة تلك ، و لكنه عندما رفع رأسه علمت انها مخطئة .... و بشدة !
يوسف ببرود : امامك خمس ثوان لتفكري ، و اما انفذ ما قلت ، و ضغط على كلماته و اكمل : سأفعلها بدون تردد !
نظرت اليه ليلى باعتزاز بالنفس : و انا لن اتراجع عن ما قلت .. و لتفعل ما تريد !
اومأ يوسف برأسه ، ثم رفع هاتفه و اتصل بشخص ما : نعم ، الغ الحجز في فندق (...) .... نعم ، و جمد حساب بطاقات اختي المصرفية …………….
نعم ! كلها .......تمام الثقة ! ....... اشكرك ، الي اللقاء
ثم نظر اليها نظرة لم ترها من قبل ، لق كان اخاها مخيفا بحق ، و مثيرا للنفور و التقزز البالغين ، هل هذا هو اخي حقا !
خرج من الغرفة دون ان يقول كلمة اخرى ، فكرت ليلى بسخرية انه لا يحتاج ان يقول شيئا بعد الذي فعله ، ثم نظرت الى اياد و دمعت عيناها فجلست الي جانبه و هي تبكي و تشكو اليه حالها : افق ، افق و انقذني منه ! .... انا احتاجك بشدة ، لطالما كنت تكبح تصرفاته تلك ، اذا لم يكن من اجلي ، فلأجل جويرية !
اه يا اياد ، انا لن اتركك مهما حصل ، لقد كادوا يقتلوك ، و لو لم اكن هنا ، لما كان السيد اندرو جاء ليسلمني تلك الرسالة التي بعثتها جوري ، لولا مساعدته لكنت في عداد الاموات الان ، و اخي الغبي يريد مني ان اتركك بعد ما حصل....انه يحلم !
ظلت هكذا الى ان نامت من التعب ، و عندما استيقظت تخيلت ان كل ما حصل كان كابوسا مخيفا و ان اخاها ليس بتلك القسوة و لكنها عندما خرجت من غرفة اياد لم تجد افراد فريقها الامني ، و عندما حاولت الاتصال كان كل ما تسمعه عبارة واحدة (هذا الرقم مغلق او غير متاح ) ...حسناً لا يهمني و لن اتراجع ، هكذا قالت لنفسها
و توهمت ان الامر انتهى عند هذا الحد
في مقهى قريب من المشفى كان يوسف يجلس على احدى الطاولات و يحيط كوب الشاي الساخن بيديه ، و هو يفكر في ليلى و ما فعله معها
اعلم انك تتألمين و انك تريدين حمايته ، و لكن بقائك خطر ، اخاف ان يحصل هجوم اخر ، انا لا احد لي بعدك اختاه ، قد اكون ميت بالنسبة لك ، و لكنك عائلتي الوحيدة بعد ما حصل لإياد ، اﻷطباء قالوا ان الامل ضعيف ، لذا يجب ان لا تتعلقي به اكثر ، و كلام اندرو عنك لم يرحني ، اخشى ان يستغل ضعفك ، و يؤذيك ، يجب ان تبتعدي ، ان تعودي الى مصر ، حيث مكانك الطبيعي ... بالقرب مني
حيث استطيع حمايتك ، يا ليت لساني قد قطع قبل ان اتفوه بما يجرحك ! ، اسف اختي ، و لكن لا حل امامي ، ان لم ترجعي برضاك فسترجعين رغما عنك !
بعد ذلك بساعتين كانت صرخات ليلى تتعالي في المشفى و هي تمسك بإياد ، لا تريد الافتراق عنه ! .... حتى حضر نيك مع عدد كبير من الاطباء و العاملين بالمشفى ليروا ما الذي يحصل بالضبط !
نظر نيك الى الوضع الفوضوي و قال بصوت عال : ما الذي يحدث هنا ؟!!!
اجابه احد الضباط المكلفين بحماية اياد : لا شئ سيدي ، كل ما في الامر ان السيد يوسف قد امر ب ..............................
|