كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
كانت الادوية التي تأخذها جوري ثقيلة للغاية ، لذا كانت تنام كثيرا جدا و لا تستيقظ الا قليلا ، مضت الايام على هذا الحال حتى افضت الممرضة التى تعتني بجوري الى يوسف بأنها خائفة ، فالسيدة لم تستيقظ و لو لمرة منذ ما يقارب يومان
يوسف صارخا : و لم لم تخبريني مسبقا ، هل انت حمقاء !، تريدين ان تطردي ؟!
الممرضة : انا اسفة حقا ، و لكن لابد من استدعاء الطبيب
و حين فحصها الطبيب قال ان هذه الادوية اكثر تركيزا مما قد يتحمله جسد جوري و ان هذه الجرعات لابد من تخفيفها
استيقظت جوري في اليوم التالي و فوجئت بتلك المرأة التي لا تعرف من اين ظهرت ، و حاولت التذكر فلم تنجح كما هي العادة ، و حين حاولت التحرك شعرت بألم في جانبها و تذكرت ما حصل
اقتربت الممرضة و مدت يدها بالماء الى جوري و لكنها لم تأخذه منها
فأعدت الممرضة طعاما خفيفا و قدمته لجوري ، و قد كانت جائعة للغاية فهمت باﻻكل و لكنها شعرت بألم في يدها اليمنى و عندما تفقدتها وجدت العديد من الكدمات التي تلونت بالوان عدة فابتسمت بحزن ، ثم حاولت تحريكها فآلمتها لذا تركت الاكل و اعرضت عنه و اخذت تحملق في النافذة
مدت الممرضة يدها بكوب عصير الى جوري فرفضته الاخيرة
الممرضة : يجب ان تأكلي او تشربي شيئا حتى تتمكني من اخذ دواءك
جوري : لا اريد شيئا ، يمكنك الرحيل ، فأنا بخير ! و اخذت تتفحص منظر تلك السيدة بتمعن ثم اتسعت عيناها دهشة
تركتها الممرضة و هي تفكر انه لا ضير طالما السيد لن يعرف و هو مسافر اليوم ، ما يدفعه من مال أكثر من كاف لي ، لا اصدق ان احدا يدفع هذا المبلغ لقاء الاعتناء بمريضة ، اعتقد ان السبب هو كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة
مضى اليوم بخير ، كانت الممرضة تستمتع بالرفاهية في هذا البيت الشاسع و تتناسى واجبها تجاه جوري ، و لكنها لم تعتقد ان امرها سيفضح بهذه السرعة
اجفلت الممرضة لدى سماعها لصوت يوسف و هو يصرخ خارج الغرفة في احد الخدم ، اه لم عاد الآن ، اذا عرف انها لم تأخذ دوائها قد اخسر وظيفتي
فحاولت ارغام جوري على اخذ دوائها قبل ان يأتي السيد و يعنفها
الممرضة : ستأخذين الدواء رغما عنك ، لقد تعاملت مع حالات مثلك من قبل
حاولت جوري التملص من قبضة الممرضة و اخذت تقاوم حتي نزف جرحها و غزا اللون الاحمر قميصها الأبيض كما تغزو النار الهشيم
الممرضة بنواح : يا الهي ، يا الهي ، سيقتلني زوجها !
دفعت جوري الممرضة و اسرعت الى النافذة ثم خرجت
دخل يوسف الى الغرفة : هل استيقظت السي.... اين هي ؟
تلعثمت الممرضة : لقد خرجت من النافذة ، لم تكن تريد اخذ الدواء فهربت !
ركض يوسف للخارج يعطي تعليماته بإغلاق الابواب و تفحص كل شبر من اراضي القصر ، حتى جاء احد الطهاة و قال بانهم وجدوها
كانت جوري واقفة في المكان المخصص لعقابها و ترتجف بشدة
يوسف : ماذا تفعلين هنا ، هل ....يا الهي انك تنزفين !
جوري : انا لست مريضة
حاول يوسف ان يقترب منها فانتفضت مبتعدة و لم تتحمل الالم فتقلص وجهها بشدة و وقعت الى الارض
يوسف : اهدأي ، انا فقط احاول المساعدة ! .... دعيني اساعدك
جوري : لا انا لست مريضة ، و لست من ذوي الاحتياجات الخاصة يا سيد جوزيف ..... انا لست مريضة !
يوسف : بالطبع لست كذلك ، من قال لك هذا ؟ .... دعيني اساعدك الآن و سنتحاور فيما بعد
جوري : تلك المرأة البغيضة تعاملني كما لو كنت مجنونة ! ، انت قلت لها هذا ؟
يوسف بنفاذ صبر : سأطردها الان ان احببت و لكن دعينا نهتم بك الآن !
جوري : لا تعاملني هكذا !
يوسف صارخا : و كيف تريدينني ان اعاملك بحق السماء ! ، لا فائدة !
و اقترب منها و حملها ، حاولت التخلص منه فما زادها ذلك الا الما
فتوقفت عن الحركة تماما و قبضت على قميصه تكوره في يدها في محاولة تكبت بها المها و لكنها لم تتحمل ، فارتخت اطرافها بين يديه
يوسف فزعا : جوري ، اياك ان تغيبي عن الوعي الآن !
قامت الممرضة بتضميد جوري حتى يأتي الطبيب ، و بعدما انتهت
دفعها يوسف الى الخارج ثم صرخ فيها : هل ادفع لك لتؤذيها ام لتمرضيها !
لم تفوهت بهذا الكلام الاخرق عن كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة ، كيف فتح جرحها ؟ ، لم ترد ، انطقي بالحقيقة قبل ان ادفنك مكانك ، و لن ينقذك احد مني !
الممرضة ببكاء مصطنع : لم اقل شيئا .... لا اعرف ، لا اعرف !
وصل الطبيب فتركها يوسف : من الجيد انك جئت فورا ، انها في الداخل
بعد ان انهى الطبيب عمله قال : هي تحتاج الى الراحة التامة و ان لا تتحرك اي حركة سريعة او عنيفة ، اقصد انه لا يجب ان تنفعل ابدا ، انت تعرف العواقب !
يجب ان تأكل بانتظام و تشرب العديد من السوائل و تنتظم في اخذ دوائها
من حسن حظها ان اغلب القطب سليمة و اثنتان فقط قد فتحتا ، مما سبب هذا النزيف ، الموضوع ليس خطيرا ، و لكن يمكن ان يكون كذلك اذا اهملتموها !
يوسف : لن تتحرك من سريرها اذا لزم الامر !
ضحك الطبيب : لا ليس لهذه الدرجة ، الحركة الخفيفة ستفيدها و سأمر بعد اسبوع لأتفقدها ، ثم رفع حاجبه مهددا ، ارجو ان تكون جوري بخير في المرة القادمة !
ضحك يوسف : اه بربك ! .. انا لن اكلها
الطبيب : اراك لاحقا يا بني .... و ربت على ظهره و خرج
الممرضة بخوف : اعتقد انه لا مكان لي هنا الآن ، اليس كذلك ؟
يوسف : انا لم انته منك بعد ! ..... ستظلين هنا الى ان تفيق .... زوجتي !
|