يسعد صباحكم جميعا بكل حب
في البداية أحب اشكر الأخوات وينك يا أمل وينك , maysa , renad ,
راجية رضى الله , ايفا رمضان , عبيركك , برستيج أردنية ,
عبق حروفي , hlkdi على كلامهم وتشجيعهم وأشكر أكثر الأختين
فيتامين سي و[COLOR="rgb(160, 82, 45)"]لامارا[/COLOR] على مجهودهم في نقل الرواية
الفصل الرابع
شعرت بخوفي ازداد أضعافا وهوا يرمقه بتلك النظرات حتى سحب
سليمان يده منه وقال " عذرا هل لي أن أعرف ما علاقتك أنت بالأمر "
شقت ابتسامة ساخرة ملامحه القاسية وقال " وما علاقتك أنت "
التفت له سليمان بكامل جسده وقال بضيق " الكلام بيني
وبينها فأخبرني صلتك بها لأرى "
ازداد جنون دقات قلبي حين أمسك له قميصه وقال من بين
أسنانه " تعلّم كيف تتكلم معي باحترام "
قال سليمان وهوا يحاول إبعاد قبضته القوية
" أقسم أن أشتكيك للشرطة "
أخرج له ذاك الشاب بطاقته من جيبه ووضعها أمام وجهه ولم
أكن أتبينها لأن رأس سليمان يخفيها عني فخرج سليمان بعدها
على الفور دافعا باب المحل بقوة ونظر لي ذاك الشاب وهوا يعيد
بطاقته لجيبه الخلفي وقال بجدية وأمر " لا أراك تتحدثين معه
مجددا يا دُرة تفهمي "
ثم خرج دون أن يسمع ردي أو يضيف شيئا وأنا كنت انظر للباب
بصدمة من تصرفه لا بل من كلامه.... دُرة !!لما ناداني بهذا الاسم ؟
نعم هذا من ضمن ذاك الحلم الغريب أو الكابوس الذي يزوروني
بعض الليالي ( لا تفعلي ذلك يا دُرة أرجوك توقفي ليس أنتي )
صوت الفتى ورجاءاته وذات الاسم , أمسكت رأسي بيداي وجلست
على الكرسي ولم أعرف فيما أفكر وأفسر وأحلل ثم وقفت في صمت
وغادرت المحل ودون عودة هذه المرة فما كنت خائفة منه ها قد
حدث وعليا أن أختفي ليختفي من وجودي
*~~***~~*
دخلت المنزل والغرفة فورا أنفض بقايا الغبار من ثيابي , ذاك
النصف الشرطي كاد يمسكني لا أعلم ما جاء به حينها , وجدت
سراب تقف أمام المرآة وتضع كحلا في عينيها وقالت ما أن
دخلت " ما بك وكأنك خارجة من قبر "
وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وأنتي أين تريدين
الذهاب متأنقة هكذا "
رمت المكحلة في الدرج وأغلقته وقالت " لدي غداء مع خطيبي "
ضحكت كثيرا ثم قلت " وصدقتِ نفسك وأنه خطيبك "
وضعت يدها وسط جسدها وقالت بضيق " ترجمان لا
تكوني نسيتِ أنك وعدتني بمساعدتي "
جلستُ على سرير دُرر وانحنيت للأسفل وقلت وأنا أفتح
خيوط حدائي الرياضي " لم أنسى فقللي أنتي من الخروج
معه أو انسي كل شيء "
حملت حقيبة يدها وقالت " وما في الأمر دعيني آكل وجبة
تليق بالبشر ليس كطعامنا هنا "
خلعت الحداء ورميته وقلت بأمر " سراب لا تخرجي
معه كثيرا وانتهى "
نفضت حقيبتها في الهواء وقالت بضيق " ولما ؟؟ هل كل
هذا لأنك أكبر مني بعام "
وقفت وقلت وأنا أجمع شعري للأعلى " بل لأنك تعرفين رأيي
جيدا في الخروج مع الرجال فكم من فتيات ضعن بسبب هذا "
قالت مغادرة الغرفة " مجنونة في كل شيء وهذه ترفضينها
يالك من غريبة أطوار يا ترجمان "
هززت رأسي بيأس ثم أخرجت ثيابا ودخلت الحمام ونظفت جسدي
وشعري من كل تلك الأتربة , أخيرا نلت من ذاك المغرور هشام
الوقح سخر مني أمام الجميع لأني رفضت عرضه للجلوس معا في
مقهى الجامعة , هل هوا بالغصب أم ماذا ؟ خرجت من الحمام أجفف
شعري لحظة دخول دُرر التي رمت حقيبتها على السرير ودخلت
الحمام دون حتى أن تلقي السلام كعادتها وأنا أتابعها بنظري وقلت
قبل أن تدخل " هيه كيف تدخلين دون ثياب "
تأففت وعادت جهة الخزانة أخذت بيجامتها ودخلت الحمام وأنا
أراقبها حتى أغلقت الباب فرفعت كتفاي بلامبالاة , مؤكد تشاجرت
وأحدهم في عملها وتركته فهذه عادتها كلما تغزل فيها أحد الشبان
قفزت بعدها على سريري واتصلت بسدين فأجابت سريعا
قائلة " جيد لم تأخذك الشرطة إذا "
ضحكت وقلت " لن أكون ترجمان إن تركتهم فعلوها "
قالت بحماس " أخبريني عن النتائج "
استلقيت على ظهري وقلت بابتسامة انتصار وأنا ألعب بخصلة
من شعري الرطب بين أصابعي " عشرة صفر طبعا , ضربته حتى
تعبت وحلقت له شعره من الخلف وستري شكله الجديد حين يأتي
للجامعة فمؤكد سيحلق شعره الذي يتباهى به "
ضحكت كثيرا وقالت " كيف خطر في بالك حلق شعره هههههه
لا أستطيع التوقف عن الضحك "
ضحكت وقلت " هذه كانت أهم خطوة لدي فستري كيف سيرتدي
القبعة الرياضية في الجامعة واسخر منه كما سخر مني وأنا ألبسها
في الملعب وسأكمل باقي انتقامي حينها "
قالت بهدوء " ترجمان يكفي حتى هنا فقد يضرك في
شيء فأنتي تبقي فتاة "
قلت ببرود " لن يستطيع فعل شيء المهم لا تنسي مباراتنا غدا "
قالت بحماس " وكيف أنسى حدث كهذا .. وداعا وداعا "
*~~***~~*
دخلت أنزع قبعتي الخاصة ببذلة الشرطة لتقابلني سدين تحمل ندى
وقد قسمت لها شعرها لمربعات وكعكات صغيرة وخصلة حمراء
نازلة على جبينها وكانت هي فعلت نفس التسريحة الغريبة لنفسها
لا ويرتديان ملابس متشابهة جينز أزرق وقميص أحمر وتمضغان
العلكة أيضا وتضحكان على ضحكي عليهما فأخرجت هاتفي
وقلت " انتظرا هذا المشهد لا يفوت "
أخذت لهما صورة ومقطع فيديو وهما تمضغان معا فالصور لن
تظهر هذه الحركة , كان شكلهما رهيبا وكأنهما في مونديال كأس
العالم , خرجت أمي حينها من جهة المطبخ فأشرت لها بعيناي
عليها أن نهايتك قد اقتربت فهربت راكضة بها وتوجهت للسلالم
وأنا أضحك على شكلهما متوجها جهة والدتي وقبلت رأسها
وقلت " كيف أنتي اليوم "
قالت بحنان ماسحة على ذراعي " بخير بني كيف كان عملك "
مررت أصابعي في شعري للخلف وقلت " جيد أين سلسبيل هذه
الأيام مختفية "
قالت بعد ضحكة " في غرفتها من رياضة على سير المشي
للنوم ولا تأكل شيئا قالت لن تتوقف حتى يصبح جسدها كجسد سدين "
ضحكت وهززت رأسي وقلت " وما ستفعل بعظامها هل ستبردهم
سبحان من خلقهما وكأنهما ليستا تؤمان "
قالت مبتسمة " جسد سلسبيل متناسق مع طولها لكنها لا
تريد أن تقتنع "
خرجت حينها رغد من جهة المطبخ أيضا ترج رضاعة
في يدها وقالت " مرحبا إياس "
ثم نظرت لوالدتي وقالت " أين سدين وندى لأعطيها الحليب "
قلت مبتسما " عامان ونصف وترضعينها كالأطفال "
قالت باستياء " وما سأفعل لها فهي لا تشرب حليب الأبقار ولا
تأكل الجبن وجميع مشتقاته والطبيب نصحني أن لا أوقف
رضاعتها من أجل الكالسيوم في عظامها "
قلت مبتسما " تشبه خالها لا أعرف ما يعجبكم في الجبن والحليب "
ثم توجهت جهة السلالم قائلا " سأستحم وأنام لا يوقظني أحد ولا للغداء "
صعدت السلالم وما أن وصلت للأعلى حتى قابلتني سدين لازالت
تحمل شبيهتها الصغيرة وقالت " إياس هل لي بطلب أرجوك "
قلت مجتازا لها " فيما بعد منهك وأريد النوم "
ركضت جهتي ووقفت بيني وبين باب غرفتي وقالت
" خذنا للحديقة العامة رجاء "
أمسكت مقبض الباب وقلت " متعب يا سدين انتظري
حتى استيقظ "
قالت بعبوس " أرجوك عد بعدها ونم كيف تشاء "
هززت رأسي بلا فقالت ندي " رذووووك هيا ( أرجوك هيا ) "
فضحكت رغما عني وقبلت خدها بقوة وقلت " أقسم أن هذه
الحرباء الملونة من علمها لك لتقوليها لي "
ثم تابعت وأنا أفتح الباب " انتظرا أستحم أولا ثم آخذكما "
أعلم أن اليوم هوا المخصص في الحديقة للنساء والأطفال فقط ولهذا
كل هذا العناء في تجهيز نفسيهما ولأنهما الاثنتين اللتان لا أستطيع
رد طلب لهما عليا أخذهما ثم أعود لأنام فلم أقتنع حياتي بالسائقين
المخصصين للمنازل حتى سيارات الأجرة لا أحب أن يركبوها
إلا حين أكون مسافرا ولا يمكنني أخذهم بنفسي
*~~***~~*
قلبت يدي يمينا ويسارا ثم وضعتها على الطاولة أنظر للخاتم في
أصابعي وغير مصدقة أني ارتدي في إصبعي خاتم من ذهب وفيه
ألماسة في طرفه , أشعر أنني في حلم رائع وأخشى أن أستيقظ منه
" عجلي بالموضوع يا سراب فأنا أرى شقيقتك لم تفعل شيئا "
أبعدت غرتي عن عيناي وقلت " اطمئن كل شيء سيكون على
ما يرام فكما أخبرتك قريبتي التي ربتنا ترفض تزويجنا الآن
لكننا سنتصرف بما أن المحكمة ولينا القانوني "
قال باستغراب " وكيف ليس شقيقها "
قلت مغيرة مجرى الحديث " أخبرني كيف لا أقارب
لك وأنت بهذا السن "
تنهد ومسح على ذقنه بيده المجعدة بعض الشيء وقال " كان لي
شقيق مدعي عام في محكمة القضاء في العاصمة وله ابنة لكنه
توفي في حادث سيارة وابنته اختطفت قبل ذلك من أمام منزله ظهرا "
قلت باستغراب " غريب ومن هذا الذي اختطفها وكيف لم تجدوها "
نظر للساعة في يده بتركيز وقال " الحكاية عمرها عشرون عاما
ولابد وأنها ميتة من سنوات فيبدوا انتقاما من أحد أصحاب
القضايا فلا تخمين غيره "
نظر بعدها لي وقال " لدي موعد مهم وسأ.... "
قطع جملته اليد التي ضربت على الطاولة فرفعت نظري له
فكان شاب بأنف مستقيم مدبب وعينان عسليتان وشعر بني غامق
ولحية خفيفة ينظر له نظرة باردة دون أي رد فعل ثم قال
" هذا ما كان ينقصك التلاعب بالفتيات في أعمار بناتك "
وقف العجوز وقال " هذا ليس من شأنك أغرب من أمامي هيا "
قال ذاك بحدة " كل الشأن لي وأموالي هذه التي تلعب
بها بعقول الفتيات "
هذا يبدوا ابن زوجته الذي حكا عنه , وقفت حينها وقلت
" لا شأن لك بما بيني وبين خطيبي "
*~~***~~*
نظرت للفتاة بصدمة من كلامها الذي قالته بل صدمت أكثر
من العينان العسليتان الواسعة التي كانت وكأني أنظر لعيناي في
المرآة حتى أنفها يكاد يكون كأنفي كما يقول عنه أمين كالمسطرة
قالت بضيق " ما تنظر له وابتعد عنا "
عدلت وقفتي وقلت بسخرية " عشنا ورأينا نساء
تتدخلن في كلام الرجال "
وضعت يداها وسط جسدها وأمالته وقالت " ولم ترى
نساء يضربن رجال أيضا "
ابتسمت ابتسامة ساخرة وأشرت برأسي وقلت
" العبي بعيدا يا فتاة "
قال حينا ذاك العجوز " أنت العب بعيدا وسراب
خطيبتي وسأتزوجها قريبا "
قلت بغضب " على جثماني يحدث هذا وأنا آسر ابن فارس "
صفقت بيديها وقالت " إذا للمقبرة يا حبيب والدك "
نظرت لها باستحقار , ما هذه ولسانها السليط ؟ عرف بمن
يقرر الزواج بل لم يخطر هذا في بالي
" عذرا يا أفاضل "
التفتت للواقف خلفنا وكان رجلا في الخمسين تقريبا وقال
" لا نريد ضجة وشوشرة ومشاكل هنا "
رمت يدها في وجهه وقالت " من يسمعك يصدق أنه لا
مشاكل تحدث هنا وكل يومين الشرطة تزوركم "
قال بضيق " أنتي والفتاة التي معك تسببتما بمشكلة من أسبوع
وسكتنا , الآن أخرجوا بمشاكلكم خارج المطعم قبل أن أحضر الأمن "
نظرت حينها للعجوز ثم الفتاة وقلت " لا بأس ولي حساب آخر
معكما ولن يحدث ما تخططان له ما دمت حيا "
ثم خرجت وتركت المطعم ونزلت السلالم وغادرت السوق بأكمله
تلعبها بخبث إذا يا لص تتزوج بها لتأخذ مالك ويحق لك حينها
أن تكتبه باسمها كاملا وأصبح في مشاكل لا تنتهي فما سيأتي
بالموت لها بعدك خصوصا أنه يبدوا عليها أنها حرباء وأسوء
منه ولن أخرج منها بشيء , خرجت من هناك وراقبتها أين
ذهبت حتى وصلت منزلها ثم ذهبت للمحامي فورا لدراسة
المستجدات ونصحني بخطة للتخلص منها لكن عليا أن
أرى من يساعدنا فيها والأنسب سيكون أواس بالتأكيد
*~~***~~*
نظرت لساعتي وضغطت على منبه السيارة مرارا ليخرج بسرعة
فانفتح الباب وخرج منه وأغلقه وفتح باب السيارة وركب وأغلقه
قائلا " أزعجت الشارع بأكمله بضجيجك المزعج "
تحركت بالسيارة قائلا " بل أنت من يحتاج لساعة ليخرج
حمدا لله أنك لست متزوج "
قال ببرود " وللأسف أني كذلك "
لففت بالسيارة وقلت " ألا تفكر في إرجاع زوجتك "
قال ببرود " لا "
قلت ونظري على الطريق " فؤاد ماذا ترتد بالتحديد "
فتح النافذة وقال " أعلمها درسا كي لا تبدّي أفكار والدتها علي "
قلت بهدوء " فؤاد هل فكرت أن انتقامك من أهلها فيها أمر يظلمها هي "
قال بسخرية " أنظروا من يتكلم أواس الذي ينتظر بالدقيقة
لينتقم من رجل بفتاة "
قلت بضيق " لا تخلط الأمور ففرق بين ما حدث معي وحدث
معك وتوقف عن ذكر الأمر كلما سنحت لك الفرصة ولا
تجعلني أندم لأني أخبرتك بما أفكر "
قال ببرود " لأني أراه ظلما أن تُظلم فتاة بسبب شيء
لا دخل لها به ثم أنت لم تحكي لي إلا لحاجتك مساعدتي
وإلا لن تكون أواس الذي أعرفه "
أوقفت السيارة أمام المجمع وقلت وأنا افتح بابها " افعل فقط
ما اتفقنا عليه سأنزل وأنت الحق بي ما أن تصلك إشارتي "
نزلت ودخلت المجمع قاصدا ذاك المحل فاليوم ستكون هنا
بالتأكيد واستلمت ورديتها من ساعتين , فؤاد محقق سيجلب
لي كل ما أريد دون أن اظهر في الصورة , دفعت الباب
ودخلت ثم نظرت من فوري لطاولتها وكانت فارغة ولا أحد
بها فنظرت بعدها للفتاتين أمامي فابتسمت إحداهما وقالت
" دُرر ليست هنا طبعا "
نظرت لها عاقدا حاجباي ثم قلت " وأين ذهبت ؟؟ "
رفعت كتفيها وقالت " تركت العمل "
ضغطت فكاي وقبضتي بقوة , سحقا هذا مالم أفكر فيه وكنت
اليوم سأعرف منزلها , تأخرت في ذلك يا غبي كنت فعلتها سابقا
لما تنتظر حتى الآن , قلت بجدية " من معها رقم هاتفها أو عنوانها "
هزتا رأسيهما بلا دون كلام فقلت " وكيف تعمل معكما
ولا تعرفان أم أنها هي طلبت منكما هذا "
قالت إحداهما " بل الحقيقة نقول فهي انطوائية قليلا ولا تحتك
بأحد , حتى الحديث لا تتحدث معنا إلا للضرورة "
كنت سأغادر فالتفتت لهما مجددا وقلت " وذاك الشاب
ما موضعه من كل هذا "
رفعت كتفيها وقالت " لا علم لي وهوا جاء قبلك بوقت
يسأل عنها أي لا يعلم بتركها للعمل "
خرجت وتركتهم وأشعر باستياء كبير فها قد أضعتها بعدما
وجدتها أخيرا , سحقا لحظك يا أواس كيف ستجدها الآن
عدت للسيارة وركبت فقال فراس من فوره " قلتَ ستأتي
الإشارة وليس أنت "
انطلقت قائلا " تركت العمل وضاعت مني الفرصة "
قال من فوره " وكيف لم تراقبها وتعرف منزلها
سابقا , لم أعرفك غبي هكذا "
قلت ببرود " هكذا حدث وانتهى "
ولا أنا أعلم لما لم ألحقها لمنزلها هل خوفا من أن تكذب
ظنوني أم سبب آخر أجهله , سحقا للحظ الذي لديك يا أواس
أوصلته بعدها لمنزله وغادرت لرؤية العقيد رفعت من أجل
القضية خصوصا أني أضعت الخيط الوحيد فقد يتصرف
هوا في الأمر
*~~***~~*
دخلت الجامعة بلباسي العادي ولم أجتز البوابة إلا بصعوبة
لأني لست طالبا فيها واضطررت لإخراج بطاقة الشرطة لهم
ليدخلوني , جبت الأروقة والممرات والحديقتين بحثا عنها ولم
أجدها , قد تكون ليس لديها محاضرة اليوم !! لكن مستحيل في
مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي كانت هنا , توجهت لآخر
محطة لم أزرها وهي الملاعب وما أن دخلت من الباب حتى لفت
نظري الشعر الأسود الحريري الذي يتطاير مع حركة ذلك الجسد
وهي ترمي كرة السلة وأصابت الهدف بسهولة ورشاقة فابتسمت
بمكر وقلت " جاء وقت تصفية الحساب "
كنت سأنزل الدرجات لولا أوقفني رؤية سدين وهي تضرب كفها
بكف تلك الفتاة وتدخل مكانها وتلعب الكرة , أعلم أن كرة السلة
هي عشق سدين لكني لم أتوقع أن تكونا تعرفان بعضهما بل كيف
تصادق مثل هذه , تراجعت للأعلى وبدأت سدين الركض بالكرة
وتلك الفتاة تصفر لها وتشجعها فخرجتُ من هناك فبوجودها
خرب كل المخطط لكن صبرك عليا يا لصة وقليلا فقط
غادرت الجامعة وعدت للمنزل غيرت ثيابي وتوجهت للقسم
دخلت ووجدت أمين هناك فوضعت هاتفي على الطاولة وقلت
متوجها للحمام في الغرفة " ما يحيرني تاجر ومتشبث
بالشرطة والتعب يا رجل "
وصلني صوته وأنا أدخل " هواية ألا تعرف معنى
أن يكون لك هواية تحبها "
قلت وأنا اغسل يداي عند المغسلة " هواية متعبة يا رجل لا
أعلم أنت وأواس ما حدكما عليها وتملكان موردا آخر للمال "
ثم أغلقت الباب ولم أفهم حتى ما قال
*~~***~~*
دخل إياس الحمام تاركا هاتفه على الطاولة فرفعته لأرى
صورهم في التدريب هناك فأنا أعرف إياس يعشق التصوير
وسيدخل هاتفه ولو خفية , فتحت على الصور وأول ما قابلتني
صورة لفتاة وطفلة جعلتاني أضحك على الفور من شكلهما وأعدت
الهاتف مكانه قبل أن يخرج , أقسم أنها سدين شقيقته لا أعلم هذه
الفتاة ما العقل الذي لديها وكيف تفكر , حين تحدثت مع إياس عن
خطبة رغد ومن ثم سلسبيل خشيت أن يقول لي سأرى سدين رغم
أنها أجملهن لكن شكل لباسها وهيئتها وتصرفاها يفسدانها ورحمني
إياس أنه لم يعرضها كفكرة حين رفضتْ شقيقته وخطب الثانية
أحدهم قبلي , صحيح أن إياس المفضل لدي ورغبت حقا في
مصاهرته لكن ليس سدين تلك لأني سأخنقها من أول ليلة
خرج حينها من الحمام ونظر لساعته وقال " بعد ساعة
سأخرج وتأخذ مكاني قليلا "
قلت مبتسما " لا بأس "
ثم أشرت لهاتفه بعيناي وقلت " أردت مشاهدة صور التدريب
فوجدت صورة فجعتني ما هذا الذوق الذي لديك
في نقل الصور يا رجل "
رفع هاتفه وقال " ولما تفتش هاتفي ألا ترى أنها خصوصية "
وضعت ساق على الأخرى وقلت ببرود " ومن هذا
الذي يفتش هاتفي طوال الوقت "
جلس خلف المكتب وقال " والدتي بدأت رحلة البحث عن
عروس لي فلما لا نتزوج معا ذات الليلة "
ضحكت وقلت " وأنا ليس لي والدة تبحث عن واحدة
وأخاف من ذوق شقيقتاي "
قال ضاحكا " لن يكون أسوء من والدتي تعشق المجنونات
وتقول عن الهادئات أنهن مريضات نفسيا "
ضحكت كثيرا وقلت " وقعت إذا "
فتح الملف أمامه وقال " وهل جننت أتركها تحضر واحدة هكذا "
دخل بعدها الشرطي بإشارة منه وقال إياس
" في أي مستشفى استقبلوا الجثة "
قال " مستشفى العاصمة وينتظرون المحضر "
وقفت وقلت " سأذهب أنا إذا "
وبدأ عملنا اليوم الذي سينتهي غدا كهذا الوقت
*~~***~~*
اقتربت منها وهي منسجمة في سقي أزهارها التي تغرسها في
أصص صغيرة وكثيرة وأغمضت لها عيناها بيداي فقالت من
فورها " سراب "
أبعدت يداي وقلت بتذمر " لو أعلم فقط كيف تعرفينني يا دُرر
رغم أني مشيت على رؤوس أصابعي ورششت من عطر ترجمان "
قالت ضاحكة وهي تسكب الماء في الأصيص " لأن كل واحدة
منكما تحاول خداعي بعطر الأخرى طبعا "
قلت ببرود " والآن تقوليها يا مخادعة ونحن نضن أنه
لك عينان في رأسك من الخلف "
وضعت المسقاة جانبا وتوجهت للداخل تنفض يداها من الغبار
فتبعتها قائلة " لم تذهبي لعملك طيلة الأسبوع هل طردوك "
دخلت الغرفة قائلة " بل أنا تركته وسأبحث عن غيره قريبا "
أغلقت الباب خلفي وقلت " غريب لما تركته وأنتي قلتِ
أنه أفضل عمل عملته "
جلست على السرير ولم تتحدث فاقتربت منها وجلست أمامها
وأمسكت يدها وقلت بهدوء ونظري على ملامحها " ما بك يا
دُرر حتى ترجمان قالت لي دُرر هذه الفترة لا تعجبني "
نظرت للأسفل وقالت بهدوء حذر " خائفة يا سراب "
قلت بقلق " مما ومن متى تخافين يا دُرر وأنتي
أصبرنا عند الشدائد والمحن "
استلت يدها من يدي ووضعتها مع الأخرى في حجرها وقالت
ناظرة لهما " هناك شاب كان يتبعني في عملي وأشعر بالخوف
من ظهوره مجددا أو أن يكون يعرف أني أسكن هنا "
قلت بحيرة " من يكون ؟؟ هل هوا ذاك التاجر "
هزت رأسها بلا فقلت " من يكون إذا "
قالت بضياع وتشتت " لا أعرفه وناداني بدُرّة "
قلت باستغراب " دُرّة !! يبدوا لي مشتق من اسمك "
نظرت للبعيد بشرود وقالت " ذات الاسم الذي كنت أسمعه
في منامي بصوت ذاك الفتى الذي يعذبه أحدهم "
هززت رأسي وقلت بحيرة " غريب ترى أيكون هوا "
نظرت لي بخوف وقالت " لا مستحيل ذاك حلم فقط "
قلت " لكنه قال ذات الاسم ولا أحد يناديك به هل
هوا من ماضيك ؟؟ "
ضمت يدها لصدرها وقالت بحيرة " أشعر أنه يراني في كل
مكان وأشعر بخوف غريب منه لا أفهمه ولا أفهم سببه "
أمسكت يدها الأخرى وقلت " لن يستطيع فعل شيء لك فها
أنتي لم تذهبي لعملك من أسبوع ولم تريه أو يأتي "
قالت بقلق " رأيت حلما غريبا يا سراب "
تنهدت وقلت " دائما أحلامك مخيفة ومرعبة وكوابيس
رغم أنك تقرئين أذكارك بانتظام وتنامي والمصحف
في حضنك تحفظين منه "
هزت رأسها وقالت " هذا ليس كابوس رأيت امرأة تلبس البياض
وقالت لي ( خدي حذرك من أمرين يا دُرر العجوز التي
تعيشين معها وماضيك ) وكررتها مرارا "
لوحت بيدي في الهواء وقلت " هذا الشيطان يريد
إشغالك وإخافتك فقط "
هزت رأسها بنعم وقالت " قد يكون كذلك "
قلت " وما فعلتِ مع ذاك التاجر وأنتي تركتِ العمل هناك "
رفعت كتفيها وقالت " كلٌ ذهب في حال سبيله "
ضربت فخذي بيدي وقلت بحسرة " خسارة كان فرصة "
غادرت السرير قائلة " استخرت ولم يسر كل شيء
على ما يرام يعني لا خيرة لي فيه "
نظرت لها وهي تقف عند النافذة وقلت " بل العجوز أفسدت
الأمر أليس كذلك ؟ فهي لا تعرف خير ولا شر "
شهقت شهقة صغيرة وهي تنظر للخارج بصدمة فقلت
" دُرر ما بك !! "
قالت بهمس مصدوم " هوا .... إنه هناك "
قفزت من السرير وركضت نحوها وقلت " أين أين "
أشارت بإصبعها قائلة " هناك في آخر رصيف الشارع المقابل "
نظرت حيث أشارت فكان ثمة رجلي شرطة فقلت
" أيهم هل رجال الشرطة تقصدين "
قالت " نعم ذاك المقابل لنا "
شهقت وقلت " هذا الشاب الذي كان مع الشرطي في مجمع التسوق "
نظرت لي وقالت باستغراب " أي مجمع وأي شاب ؟؟ "
قلت بحماس وأنا أنظر له " صادفناه وآخر هناك ويبدوان ضباط
شرطة , وااااو دُرر رائع وشخصيته رائعة رغم أن الآخر
كان أوسم منه ببياض بشرته "
نظر ناحيتنا فجأة فأعادت الستار القماشي الصغير وأبعدتني قائلة
" فضحتنا بصراخك وكاد يراني "
صفقت وقلت " يبدوا يبحث عنك وقد يكون معجبا بك , يالا حظك
يا دُرر لو تعلم ترجمان فقد أعجبها أكثر من صديقه "
توجهت للسرير وقالت ببرود " مجنونتان وهل تري هذا وقته
وأنا أقول لك يلاحقني ويعرفني وأنتي تفكرين في الإعجاب
وشخصيته وشكله "
قلت بحماس " قد تكون نواياه حسنة ويا محاسن الصدف "
هزت رأسها ورفعت مصحفها قائلة " اللهم عافنا وأعفوا عنا "
قلت بضيق " حمقاء ما قصدك بهذا "
ثم عدت للنافذة ورأيت خلسة وقلت " خسارة لقد غادر "
*~~***~~*
خرجت من الجامعة وأوقفت سيارة أجرى وركبتها عائدة للمنزل
وما أن ابتعدنا قليلا حتى اعترضت سيارة شرطة طريقنا بالعرض
فوقف السائق ثم نزل من تلك السيارة شرطي واقترب منا يلبس
نظارة شمسية كبيرة , هيئتة ليست غريبة عني أبدا وكأني رأيته
سابقا ! وصل عند نافذتي وانحنى متكأ بيده على سقف السيارة
وأزال النظارة ليظهر أنه ذاك الضابط المغرور وطرق
بأصابعه على النافذة وأشار بهم بمعنى انزلي
*~~***~~*
منذ أسبوع وأنا أبحث عنها ولم أجد لها أي أثر حتى أني
أصبحت ابحث في المحلات لعلي أجدها قد غيرت مكان
عملها بآخر والنتيجة واحدة وأخشى بفقدانها أن تغلق القضية
مجددا وأنا لم أصدق أن فتحتها بما أن جدها ليس هنا ولن يعلم
بأمر إيجادها حتى يصله مني , كنت أقف وآسر بالمقربة من
منزل الفتاة التي يريد ذاك العجوز الزواج بها وما أن خرجت
حتى قال " هذه هي وأسمها سراب "
هززت رأسي بحسنا فقال " أدخل لهم وتفاهم معهم وجد أي
سبيل ليوافقوا عليك ويرفضوه وتلاعب بهم كي لا يخبروه
الآن ويبقى على عماه وهي معه "
فتحت باب السيارة ونزلت وتوجهت لباب منزلهم من فوري
وطرقته مرة اثنتين ثلاثة ولا رد , يبدوا أنها تعيش هنا لوحدها
التفت حيث السيارة وأشرت له بمعنى لا أحد فسمعت حينها
الباب يفتح ببطء وصوت فتاة رقيق وهادئ بشكل غريب
قالت من خلفه " من هنا "
قلت بجدية " أريد مقابلة رجل هذا المنزل "
قالت حينها " لا رجل هنا "
قلت " من المسئول عن ساكنيه "
سكتت قليلا ثم قالت " من أنت "
تنهدت بضيق وقلت " أريد من أتحدث معه يا آنسة "
قالت " سأخبر والدتنا "
غابت لوقت ثم عادت وقالت من خلف الباب
" لا تقابل الرجال فأخبرني ما تريد "
قلت بضيق " ومع من يتحدث من يأتي لكم خاطبا "
سكتت قليلا ثم قالت " لا تتعب نفسك ورافقتك السلامة "
بقيت على صمتي وصدمتي لوقت , ما تعني بلا أتعب نفسي
يبدوا أن جميع ساكنيه متزوجين , تنهدت بقلة صبر وقلت
" لن آكلها لتخرج لي حتى في فناء المنزل لنتحدث "
فتحت حينها الباب قليلا وقالت " تفضل هنا حتى ... "
وسكتت من فورها تنظر لي بصدمة ولست بأفضل حال منها
وأنا أرى الواقفة أمامي الفتاة التي ضيعتني لأيام أبحث عنها
طوال الوقت , دفعتِ الباب بقوه لتغلقه لكني سبقتها ودفعته
في الاتجاه المعاكس وقلت " وجدتك أخيرا يا دُرة "
نهاية افصل .....