لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-16, 08:29 PM   المشاركة رقم: 3191
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285912
المشاركات: 377
الجنس أنثى
معدل التقييم: همسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 666

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همسة تفاؤل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع والخمسون)

 
دعوه لزيارة موضوعي

طبعا دخلنا تسجيل حضور
ولا كلمة زيادة خليت الكلام لبعد الفصل
واااااااه


وكمان هموس عملت خير معنا لما اخذت التيس قصدي اسر على جنب بكلمتين واخيرا بدا يتلحلح شوي

وفيتو مشكوووووووووورة على التزامك بالتنزيل حبيبتي بس نزليلنا اياه اليوم بكير شوي يعني مو باقي الا نص ساعة اختصريها

 
 

 

عرض البوم صور همسة تفاؤل   رد مع اقتباس
قديم 11-04-16, 08:55 PM   المشاركة رقم: 3192
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 308892
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: مهره الفهد عضو على طريق الابداعمهره الفهد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 157

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مهره الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع والخمسون)

 

يلا يلاا معاد فينا صبر يـ فيتوو 💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻
💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻

 
 

 

عرض البوم صور مهره الفهد   رد مع اقتباس
قديم 11-04-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 3193
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 308892
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: مهره الفهد عضو على طريق الابداعمهره الفهد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 157

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مهره الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع والخمسون)

 

صارت 10 👯👯👯👯

 
 

 

عرض البوم صور مهره الفهد   رد مع اقتباس
قديم 11-04-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 3194
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع والخمسون)

 





الفصل الثامن والخمسون


المدخل : بقلم الغالية منى سعد

كيف يكون لقائك كظمأن تأه بصحراء حبك باحث حتى ترويني احضانك
كيف استطعت البعاد وبين يديك تسكن الروح والفؤاد
كنت ميت حي وبلقاك نبضة بي الحياه


سلمت يمينك


*************




" دُره "



شعرت بكل شيء حولي توقف وكأني أصبحت وحدي واقفة في الفضاء الخارجي

حتى أصوات العصافير أمامي اختفت ! هل صحيح سمعت صوته أم أني أتوهم ؟

هل وصلتُ لهذه المرحلة من الجنون ومن الفقد والشوق والحرمان , جمدت مكاني

وكأني جماد بلا روح وقد رفض عقلي فكرة الالتفات للخلف والتأكد منه كي لا

أكتشف الحقيقة المُرّة المفجعة , وأنها ليست سوا بداية سماعي لصوته يناديني طوال

الوقت وهوا غير موجود , أنْ أصبح كالمجنونة أخرج من المنزل ليلا أبحث عنه

في الخارج لأني سمعته يناديني , أرهفتُ جميع حواسي لما خلفي لعلي أتأكد من شيء

أجزم أنه خيال ووهم لكني شعرت حقا بأحدهم خلفي ولازلتُ عاجزة عن الالتفات له

لأنه أمر أبعد جدا من أن يكون واقعا , ضغطت يدي على القضبان أكثر وهي مفرودة

الأصابع وكأني بتمسكي بها هكذا أمنع نفسي من الالتفات , وإن كان يمكن لأصابعها

تخلل فتحاتها الصغيرة المتقاربة لأمسكت به بكلى يداي , لكن شعوري بذاك الشيء

لا زال موجودا ولازال قويا بل وبتُّ أسمع بوضوح أنفاسا قوية متلاحقة خلفي

تماما , اتكأت بجبيني على القفص وقلت هامسة بعبرة " لا يا رب لا تعشمني

بشيء ليس واقعا , لا تفعلها بي يا رب فهذه فوق طاقتي "

ثم رفعتُ جبيني بسرعة ونظرت بدهشة لليد التي لمست يدي , ليد الرجل التي

وضعت فوقها , كفها على كفي وأصابعها على أصابعي رغم فارق حجمهما

يد أواس !! هي .. أقسم بذلك وهذا لن يكون خيالا أبدا وقد زاده الصوت

الذي همس من خلفي " أجل عدت يا قلب أواس "

لأشعر حينها أني أنا من عدت للواقع , أنا من عدت للحياة لأن أكون بشرا موجود

فعلا في هذه الأرض فالتفت بسرعة بصرخة مختلطة بالبكاء ولم أرى شيئا أمامي

سوا الصدر الذي ارتميت عليه والجسد الذي تمسكت به بقوة وقد لففت ذراعاي حول

خصره أبكي بنحيب أجزم أن كل من في المدينة سمعوه , نعم هوا جسده رائحته صدره

العريض لست أتخيل أقسم أنه هوا وإن كنت لم أرى وجهه بعد , لن أتساءل كيف ولا

لما هوا هنا وأنه لن يأتي وهوا يعلم أنه مريض وهل ثمة حقيقة أخرى لخروجه !!

ومجيئه لي فكل ما كان يعنيني وقتها أنه هنا وأمامي حقا , أهن يا قلبي ويا عيناي

المشتاقة , أهن من شدة هذه اللحظة القاتلة , وألف أهن من الفراق ما أوجعه وما أقساه

شددت قبضتاي على قميصه بقوة ولازلت في نحيبي , في نحيب امرأة قد فقدت كل أهلها

وسمعت خبرهم فجأة , ضمني بذراعيه القويتان بقوة وقال كلاما لم أفهمه ولم أسمعه

فلم أصدق بعد أنه أمامي الآن , أنه هنا وأنه حقيقة وليس وهما وخيالا , دفنت وجهي

في صدره أكثر وقلت بنحيب باكي " لمن تركتني بعدك يا أواس لمن ؟ أقسم أنك

بما بك وبمرضك تساوي عيناي , ورؤيتي لك أمامي وحدها تكفيني "

مسحتْ يده على شعري وقال بحزن " كان رغما عني حبيبتي , أقسم أني كنت

أموت في اليوم ألف مرة , ولم أكن أعلم أنها لعبة منهم وأني حُرمت منك كل

تلك الأشهر وأنا إنسان سليم تماما "

ابتعدت عنه ونظرت له بصدمة مما سمعت وقد عجز لساني عن نطق الحروف

وبدأت يدي بالارتجاف من وقع ما سمعت أذناي فأمسك وجهي بيديه

وقبّل عيناي وقال " اهدئي حبيبتي , انتهى كل ذلك يا دُره انتهى "

عدت لاحتضانه مجددا ببكاء وضممت خصره أكثر فلم يستوعب عقلي بعد فكرة

ما سمعت وما علمت وأنه لا شيء من كل ذلك حقيقي , حاولت التحدث قول أي

شيء لكني عجزت سوا عن النحيب الباكي وضمه بقوة أكبر حتى قلت من بين

عبراتي " قتلوني معك يا أواس , قتلوني قبلك يا عينا دُره التي ترى بهما "

وما كان لشيء أن يوقف نحيبي ذاك أن يسكتني أن يبعدني عنه وأن يجعلني أتركه

فهل هناك من يجد ما حلم به ليال طويلة مجزما باستحالة تحققه أمامه وتحقق فعلا

ويتركه ويبتعد عنه ؟؟ هززت رأسي بلا ووجهي ما يزال مدفونا في صدره

وقلت ببكاء " لا أصدق هذا , أعده مجددا يا أواس قلها من جديد "

خرجت ضحكته الخفيفة من بين تلك الضلوع وقبّل رأسي وقال " صدّقي يا

سنين أواس بأيامها ولياليها , صدقي على مهل فأنا مثلك احتجت لساعات

لأستوعب الأمر "

قبضت يداي أكثر على قميصه الذي أكاد أمزقه بين أصابعي وقلت بذات

بكائي " اشتقت لك أواس أقسم أني أموت شوقا "

تنهد تنهيدة مُرّة حزينة خرجت من صدره وكأنها أنين ألم وقال بأسى وحرقة

" لا تتحدثي عن الشوق يا دُره فعندي منه ما لا طاقة لبشر على تحمله "






*~~***~~*










دخلت سور المنزل وتوجهت للعمال حيث أساسات منزلي وما أن وصلت

عندهم قال المشرف عليهم " سيد قصي افتح لنا صنبور المياه الرئيسي "

هززت رأسي بحسنا وقلت " كيف يسير عملكم ؟ "

قال مبتسما " كل شيء يسير على ما يرام وسنبدأ برفع الجدران غدا "

هززت رأسي بحسنا وتركتهم وتوجهت للجزء الغربي من الحديقة حيث يُمنع عنهم

الذهاب لتلك الجهة حيث قفص الطيور والملحق فدُرر تخرج لهم كل صباح تقريبا

وتتمشى هناك حسب تعليمات طبيبتها بأن تكثر من المشي , ما أن اقتربت من تلك

الجهة حتى سمعت صوت بكاء وقع في قلبي مباشرة وعصره عصرا فأنا أعرف تماما

لمن يكون ومن صاحبته , فها هي عادت لتعذيب نفسها مجددا وبعيدا عنا , أسرعت في

خطواتي وأشعر بحرقة في قلبي لا مثيل لها وأنا اسمع نشيجها الباكي , كم أشعر بعجزي

عن فعل شيء يرفع حزنها وهمها , ليثه كان بيدي شيء أفعله أقسم لدفعت حياتي ثمنا له

فلما أعيش وواحدة من هؤلاء النسوة الأربع تتعذب وتموت في اليوم مئة مرة , فكيف إن

كانت شقيقتي التي حُرمت منها كل عمري , ما أن وصلت لقفص الطيور حتى وقفت

متسمرا مكاني وأنا أنظر للرجل الذي يعطيني جانبه وبعضا من ظهره تحضنه دُرر بقوة

ذراعاها ملتفتان حول خصره تقبض بيديها على قميصه بقوة وتبكي ووجهها مدفون في

صدره وهوا يضمها بذراعيه ويدفن وجهه في أعلى شعرها , بقيت مكاني أنظر لهما

بصدمة فمن يكون هذا الذي ستحضنه دُرر بل وتبكي وتتعلق به هكذا غير ...؟

اقتربت بخطواتي إليهما أكثر حتى التفت لي برأسه مبعدا له عنها فقلت بصدمة

" أواس !! "

أبعد إحدى يديه عن جسدها ومسح بها عيناه التي تبللت رموشها بالدموع ثم

قال نظرا لها " دُره اتركيني اسلم على شقيقك "

لكنها لم تتركه ولا قليلا بل هزت رأسها بلا ولازال وجهها مدفونا في صدره

وقالت ببكاء " عاد يا قصي , أواس عاد لي ولن يتركنا مجددا يا شقيقي

كل ذلك كان كذبة منهم "

شعرت أن الدماء تدفقت في عروقي تدفقا وانفتحت عيناي على اتساعهما من الصدمة

وبدون شعور مني خررت للأرض ساجدا لله حمدا فالواقف أمامي الآن يشبه ميتا عاد

للحياة بل أعاد الحياة معه للمتشبثة بحضنه الآن لأنها كانت من دونه ميتة وخيال امرأة

فقط , وقفت بعدها وتوجهت نحوهما مسرعا وضممتهما معا وقد لف هوا ذراعه حول

كتفاي وقلت بسعادة غامرة " حمدا لله على سلامتك يا أواس وأن ردك سالما

لهذه المرأة التي ذاقت الأمرّين بعدك "

ثم قبلت رأس دُرر ولازلت أحضنهما وقلت " مبارك رجوعه لك يا دُرر

الله لم ينساك يا شقيقتي وكانت محنة شديدة وانتهت "

ثم ابتعدت عنهما وركضت عائدا من حيت أتيت وتوجهت للمنزل ودخلته

مناديا " أمي .. جدتي ... خالتي "

خرجتا لي خالتي وأمي التي قالت ما أن رأتني " أواس هنا يا قصي , جاء

وسأل عن دُرر "

توجهت نحوها وأمسكت ذراعيها وقلت بسعادة " نعم عاد يا أمي وسليم أيضا

ولا شيء به , كانت كلها كذبة منهم , من رجال ذاك الخائن "

شهقت بقوة تشبه للصرخة واضعة يدها على فمها وانطلقت زغاريد خالتي راحيل

تملأ أرجاء المنزل وتبعتها والدتي تزغرد والدموع تعبر خديها ليدخل هذا المنزل

الفرح أخيرا وتعلوا فيه زغاريدهما التي لم اسمعها حياتي , خرجت جدتي من ممر

غرفتها مستندة على عكازها وقالت ناظرة لنا " ما بكما تزغردان ؟ من مات ؟

من الذي تزوج ؟ من نجح ؟ "

نظرتْ لها خالتي راحيل وقالت تمسح دموعها " أواس عاد يا أمي عاد سليما

بل لم يكن مريضا من أساسه "

اقتربت منا مسرعة متجاهلة ألم ظهرها وساقيها وقالت بسعادة ممسكة

كُم قميصي " حقا يا قصي ! ألا تكذبون علينا ؟ "

قلت ضاحكا " نعم ورأيته بعيني وتحدثت معه "

نظرت لهما وقالت بسعادة " زغردي يا راحيل وأنتي يا صفية "

لتعودان لزغاريدهما وأنا أشاهدهما وأضحك حتى نظرت لي والدتي

وقالت بلهفة " خدني لهما , هل هما عند قفص العصافير ؟ "

قبّلت رأسها ضاما لكتفيها بذراعي وقلت " نعم واتركيهما وحدهما قليلا

فابنتك متشبثة به وترفض حتى تركه "

تحركت جهة المطبخ قائلة " ومن أين لي الصبر لأنتظر , أمامهما العمر

بطوله ليكونا وحدهما أما الآن فأريد أن أكون معهما "

ولحقتها خالتي من فورها ولم يبقى غيري وجدتي التي جلست على الأريكة

قائلة " حمدا لله , ما أسعده من يوم "

ثم نظرت لي وقالت " اذهب وأحضرهم هيا لا يمكنني الخروج هناك "

قلت مبتسما " ما رأيك أن أحملك وأوصلك لهم ؟ "

قالت محاولة ضربي بعكازها " تحرك يا وقح , أقسم أن أكسره على

جلدك إن فعلتها مجددا "

ضحكت مبتعدا عنها وغادرت جهة باب المنزل على صوتها الحنون قائلة

" حمدا لك يا رب أن قررت عين المسكينة برؤيته قبل أن تموت قهرا عليه "

خرجتُ ولففت جهة القفص ووصلت هناك ووالدتي وخالتي كانتا تسيران أمامي

وما أن وصلنا عندهما حتى توجهنا نحوهما وهما على ذات الحال لازالت دُرر

تتمسك به بقوة وتبكي وكأنه سيطير من بين يديها إن تركته , أمسكت أمي

برسغها وقالت باكية " دعينا نسلم عليه ونبارك لك يا دُرر "

ابتعدت حينها عنه أخيرا وتركته وحضنت والدتي تتبادلان العناق والبكاء وقالت

دُرر بعبرة " عدتُ يا أمي , عدتُ للحياة من جديد , ابنتك عادت لك أخيرا

عاد لها قلبها ولن تعيش بلا قلب مجددا "

كانت أمي تضمها بقوة وتبكي وخالتي حالها ليس أفضل منهما وقد أبكتاني معهما

أمسح دموعي في بكاء صامت لا يشاركني فيه إلا أواس الذي أمسك بكتفها ينظر

لها بقلق ولهفة وقال " يكفي يا دُره , يكفي حبيبتي ستؤدين نفسك هكذا "

وهي على حالها وكأنها لم تسمعه فأمسكتُ بكتفه وقلت بحزن " أتركها يا

أواس فلست تعلم ما عانته بعدك , فإن لم يقتلها الحزن فلن يقتلها الفرح "

أبعد يده عنها ونظره لازال معلقا بها ملئه شوق وحب وقلق في نظرة لم أرى رجلا

رآها لامرأة من قبل , فها هوا الرجل الذي يستحقها فعلا , الرجل الذي أكون مطمئنا

عليها وهي معه وأنام مرتاح البال لا أفكر في أنها قد تكون نامت حزينة ومقهورة

بسببه , ما أوسع كرمك يا رب وما أرحمك بهما وبنا , أبعدتها خالتي عن والدتي

وحضنتها قائلة ببكاء " مبارك رجوعه لك يا دُرر , ما أسعده من يوم لم

نرى مثله سابقا إلا حين عدتِ لنا "

أما والدتي فقد توجهت لأواس وضمها هوا بدوره مقبّلا رأسها وقالت هي بذات

بكائها " حمدا لله على رجوعك سالما لزوجتك وابنك بني وأن قرّ عينك برؤيتها "

قبّل رأسها مجددا وقال " سامحيني يا خالة , سامحوني جميعكم فكل ما حدث لم يكن

بيدي , أقسم أني كنت أموت مثلها ألف مرة في كل يوم تطلع فيه الشمس عليا هناك "

تنقلتُ بنظري بين دُرر وخالتي اللتان لازالتا في عناقهما الباكي ولأواس وأمي التي

تبكي في حضنه وقد حوّلن المكان لمناحة تغني الطيور معم فيها فمسحت عيناي

مجددا وقلت مبتسما " ما كل هذا الظلم ؟ لما أنا لا أحد يحضنني ويبارك

لي عودة زوج شقيقتي "

ضحك أواس وابتعدت دُرر عن خالتي ومدت ذراعاها لي فحضنتها بقوة

وتعلقتْ هي بي قائلة ببكاء " تحقق حلمك يا قصي كان رؤيا حقا , بل

تحقق حلمي أنا , حُلم يقظتي الذي ما كنت أتصور أن يتحقق "

أكثر وقلت وقد نزلت دمعتي مجددا " حمدا لله يا شقيقتي أن رده

لك وردَّ الحياة لعروقك , أقسم أنه أسعد يوم عرفته "

حضنتا خالتي وأمي بعضهما حينها ويبدوا أنهما تذكرتا الآن فقط أنهما لم تباركا

لبعض فقد تلهّتا في عرض الزغاريد ذاك , ابتعدت دُرر عني وعادت لاحتضان

أواس مجددا واستقبلها هوا من فوره فقلت ضاحكا " لن تتركك اليوم أبدا فما

سيخلصك منها "

قبّل رأسها وضمها له أكثر وقال " توقفي عن البكاء حبيبتي , تمسكي بي

وسأقف ليوم غد لكن ارحمي نفسك وارحميني "








*~~***~~*











اقتربت منها وهي منكمشة على نفسها فوق السرير تحضن ساقيها وتخبئ وجهها

فيهما وتبكي وهي على حالها هذا منذ وقت , جلست على طرف السرير وقلت

ناظرا لها بقلق " رغد توقفي عن البكاء أرجوك ودعينا نتحدث "

ولا فائدة ترجى من ذلك فقلت بحزن " أقسم أني فعلت ذلك من أجلك وأجلي

من أجل أن نكون معا لأني كنت أعلم أنك سترفضينني , وما الذي سينقذني

من عذابي حينها خاصة لو رأيتك مجددا في عصمة رجل آخر وعلى ذمته "

لم تعلق بشيء ولم تتوقف عن البكاء فمررت أصابعي في شعري وتنهدت بأسى

فلن أستطيع الاقتراب منها لأنها سترفض بشدة كالمرة السابقة وأخاف أن تؤذي نفسها

وجنينها , سحقا لحظي لا أعلم كيف خرجتْ لنا خلف الباب وأنا آخذ ندى التي أحضرها

عمها خالد وكان يتحدث ضاحكا عن أنه ما كان يلزمنا تلك الخطة لتوافق عليا , وهي يبدوا

سمعته وفهمت كل شيء ومنذ ذاك الوقت وهي على حالها هذا , وكل ما يريحني أنها لم

تتصل بإياس حتى الآن لتطلب منه أخذها من هنا لأن الوضع حينها سيتأزم أكثر وسيصل

لنقطة لا يمكن إصلاحها ولا الرجوع منها , بقيت جالسا مكاني وفي صمت حتى خف بكائها

قليلا فوقفت وغادرت الغرفة ووجدت ندى واقفة عند الباب ودموعها قد ملئت عينيها

وقالت من فورها " ما بها ماما ؟ "

رفعتها من الأرض وقلت ماسحا الدموع من خديها " هي بخير متعبة قليلا فقط "

ثم قلت متوجها بها للمطبخ " أنتي لم تتناولي غدائك ونحن صرنا وقت

العصر , هل أطهوا لك شيئا تأكليه ؟ "

قالت من فورها " نعم "

قلت مبعدا خصلات شعرها عن عينيها " وما تريد ابنتي

الجميلة أن تأكل ؟ "

قالت بدون تفكير " شكلاتة "

قلت مبتسما " لا هذه ليست وجبة , وممنوعة أيضا حتى تسمح ماما لك "

مدت شفتيها بعبوس فقلت " هيا قرري بسرعة قبل أن أغير رأيي "

قالت من فورها مبتسمة " معكرونة "

وضعتها على الطاولة وقلت " وأروع معكرونة لأجمل ندى , فقط

انتظري قليلا ولنأمل أن يكون قليلا بالفعل "









*~~***~~*









ارتميت على السرير نائمة على ظهري أنظر للسقف وأبرم خصلة من شعري

بين أصابعي ويدي الأخرى تثبت الهاتف على أذني وقلت مبتسمة

" أحزري من تحدث اليوم وطلب أن يكلمك "

قالت من فورها " من ؟ "

ضحكت وقلت " سهاااااد "

قالت باشمئزاز " لا تذكري اسمها أمامي ثانيتا أو قسما خرجت لك

من الهاتف الآن وخنقتك يا سدين "

قلت ضاحكة " لا وقالت لإياس وجّه شاشة هاتفك لهم أريد أن أحدثهم

جميعا وكانت تكلمنا من غرفة ابنيها يقفزان حولها كالقرود "

قالت ببرود " هذه كم مرة يكلمها شقيقك أسبوعيا ؟ "

ضحكت كثيرا وقلت " أحيانا كل يوم "

قالت من فورها " يع وتُسمعكم صوتها المقرف ذاك يوميا "

انقلبت على بطني وقلت وأنا ألعب بقدماي في الهواء " ومن سيسمح له

فأنا ما أن اسمعه رحب بها بالروسية بداية المكالمة أفر من المكان كله "

تأففت وقالت " هذه المخلوقة كيف تفرض نفسها على أناس لا تحبها "

قلت بهدوء " بل يحبونها أمي ورغد وسلسبيل وأولهم إياس أما أنا فأكرهها من

صغري فرغم أنها أكبر منا بكثير وفي عمر إياس كانت أنانية وبكائه , إن لعبنا

ووقعت فتحتها مناحة فقد دللها والدها كثيرا ومن ثم خالها الجنرال وكانت في

صغرها تبكي وتقول أنها تريد أن تتزوج من إياس ولم تفهم معنى

أنها شقيقته رغم أنها كانت تقارب العاشرة "

قالت ببرود " لما لا تتركينا من الحديث عنها لقد آلمتني كليتي بسبب

سماع قصص طفولتها "

ضحكت وقلت " حسنا , نتحدث عن ماذا إذا ؟ "

قالت من فورها " أي شيء إلا هي "

انقلبت على ظهري مجددا وقلت ناظرة للسقف ومبتسمة

" نتحدث عن المريخي إذا "

قالت ببرود " مع السلامة زوجة عمي تناديني "

ضحكت وقلت " كاذبة ... بقي أيام ويأتي وسأمسك به من عنقه فلن

أجد مريخيا كل يوم , هوا واحد فقط في العالم "

قالت بتذمر " سدين بالله عليك كيف تعلقي نفسك بشخص لم يرفعك من

مكانك ؟ وكيف ستمسكينه من عنقه ؟ هل ستقولين له تزوجني بالغصب "

جلست وقلت باستياء " لما لا تتركيني أحلم وأتمنى قليلا فأنا لم أُعجب

بشاب في حياتي كلها "

تنهدت بقوة وقالت " لا أريد أن تُصدمي في واقعك يا سدين , فهل تعلمي إن

كان متزوجا أم لا أو خاطبا أو يحب فتاة أخرى وإن رفعك من أرضك أساسا "

قلت بإصرار " بل عليه أن يكون لي ولن أفوّت الفرصة ولن أتهور وأفضح

نفسي , وإن كان يحب فتاة سأنسيه فيها وإن كان متزوجا فالشرع حلل له أربعة "

قالت بيأس " لو أرى فقط هذا الرجل الذي أفقدك عقلك هكذا وأنتي درستِ

في جامعة مليئة بالشبان لم تكترثي لأحد منهم وهم يتهافتون عليك وتعملين

في مركز مشهور وكبير مليء بالرجال "

قلت بحالمية " أولئك جميعهم لم يروني كما رآني ذاك أخضر العينين

فهوا ليس من الأرض أبدا "

قالت ببرود " لم تخبريني كيف حال سهاد "

ضحكت كثيرا وقلت " وداعا إذا يا زوجة شقيقي المفقودة , فلأخطط للقائي

به خيرُ من تضييع الوقت معك "







*~~***~~*








جلسنا وسط المنزل جميعنا أمي وخالتي وجدتي وقصي وأواس الذي كنت أجلس

بجانبه ورأسي يتكئ على كتفه وهوا يضمني له بذراعه ويده الأخرى ممسكة

لأصابع يدي ونظري عليهما فاليوم لم أشعر ولا بخجلي الفطري من وجودهم معنا

فلست أصدق حتى الآن وبعد كل هذا أنه حقيقة ملموسة وموجود فعلا ومن سيلومني

على أي شيء قد أفعله , لم يتطرق طبعا لكل ما حدث معه وأين كان ولم يسأله أحد

منا فتلك الأيام لا أضنه يحب تذكرها أو أن نسأله عنها شض, وكان هوا وقصي يتحدثان

عن تجارته ومحلاته والرجال الذين ترك أسمائهم لنا ولقاءات قصي بهم وقد دخلا

في جدال طويل وهوا يصر على أن يبقى يساعده كذراع يمين له وليس عاملا لديه

وقصي يرفض ذلك , كم تغيرت يا أواس ! فلم يعد ذاك صاحب الملامح الجدية دائما

والعابس أغلب الأحيان وشارد الذهن , وحتى تلك النظرة الحزينة في عينيه اختفت

وضحكته النادرة أصبحت تُسمع كثيرا , هوا فعلا عاد للحياة من جديد , ليس لأنه علم

أن ذاك المرض لم يصبه بل لأنه تخلص من الكابوس الجاثم على صدره والذي أرّقه

لسنوات وقتل سعادته وبراءة طفولته , فهوا الآن يمكنه النوم مرتاحا دون أن يفكر

فيما سيفعله به جدي غدا , فها هوا نتاج عمله لسنوات تحقق وذاق طعمه الآن

قالت والدتي مقاطعة لهما " اترك الرجل يرتاح وكل هذا ملحوق

عليه يا قصي "

ضحك قصي وقال " قوليها لابنتك فأنا أجبت على أسئلته فقط "

ضحكوا جميعهم فدفنت وجهي في كتفه مبتسمة لأخفيه عن نظراتهم فمسح

على شعري يضمني له أكثر وقال " أتركوها فما أن تفيق لنفسها ستجلس

هناك في آخر المكان فهذه ليست عادتها "

شعرت بحرج شديد من كلماته فهوا لا ينسى خجلي القديم أبدا , طوقت

خصره بذراعاي وقلت بهمس " لن يلومني أحد فيك اليوم يا أواس ولا

حتى نفسي وحيائي حتى أشبع منك وأصدق أنك هنا فعلا "










*~~***~~*










صليت المغرب وخرجت بعدها بوقت قاصدة المطبخ لأشرب وقد غيرتُ تلك

البيجامة بفستان قطني يصل طوله تحت الركبتين بقليل وكمّان طويلان فلست على

استعداد لجولة أخرى من تدمير الأعصاب والمشاعر كالتي حدثت نهارا وهوا قد

صرّح بنفسه أن ملابسي السبب , وقفت عند بابه أنظر للتغييرات التي طالته أيضا

فقد اختفى ذاك الحوض الحديدي وأصبح مكانه آخر من رخام والخِزانات المتهرئة

بدّلها بأخرى جديدة وذاك الجدار الذي كان يكاد يسقط قد قام بترميمه , وقام بطلاء

المطبخ كله باللون الأبيض بدلا عن ذاك الزيتي الكئيب القديم , ونافذة جديدة أيضا

ليست كتلك الخشبية التي تكاد تقع , فها هوا المنزل تغير لكن ماذا عنا نحن وماذا

عنه هوا ؟ وعن نظرة كل واحد منا للآخر هل تغيرت أيضا ؟ سمعت باب المنزل

انفتح ثم أُغلق فلم أتحرك من مكاني ولم أهرب منه كالمرتين السابقتين , وصل

عندي يحمل في يده أكياسا خاصة بأحد المطاعم واقترب قائلا بابتسامة

" ما رأيك في التغييرات ؟ إن كان ينقصه شيء فسأحضره "

لم أجبه ولم أزح نظري من على عينيه فأشار برأسه للمطبخ وقال

" هيا أحضري الأطباق والملاعق والعصير ولا تفكري أن تهربي

ولا تأكلي فلن أسمح لك "

ثم توجه للطاولة الخشبية الجديدة التي أخذت مكان تلك التي كانت من الخشب

والسعف وقد غيرت الشمس لونها , تأففت بضيق ودخلت المطبخ وأخرجت

الأطباق والعصير والكئوس فلا مزاج لي لإصراره ووقوفه فوق رأسي لآكل

وضع الطعام في الأطباق بنفسه والسلطة أيضا وأنا واقفة أراقبه في صمت

ثم جلس ونظر لي وقال " هيا اجلسي وكلي فأنتي لم تأكلي شيئا منذ ساعات "

سحبت الكرسي المقابل له وجلست أنظر لطبقي تحتي وآكل لقيمات صغيرة وببطء

وفي صمت من كلينا وهوا يأكل بشهية ويبدوا أنه لم يتناول شيئا اليوم , بعد وقت

وقف وجلس في الكرسي المجاور لي قائلا " هل هذا تسمينه أكلا ؟ هل تريدي

أن يغمى عليك من الجوع ويقتلني عم شقيقتك الذي أوصلني للباب مهددا لي "

نظرت له من فوري وقد مد قطعة دجاج كبيرة لفمي وقال مبتسما

" كليها في مرة واحدة هيا "

حركت شفتاي وخرجتْ مني حروف مبحوحة بسبب صمتي لساعات

وقلت " وهل لأنه هددك تفعل كل هذا ؟ "

قال مبتسما " جميل سمعت صوتك للمرة الثانية اليوم "

ثم قرب قطعة اللحم لفمي أكثر وقال " وإن كان يعنيك الجواب فلا

ليس هوا السبب "

قلت ونظري لازال معلقا في عينيه " ولما إذا ؟ ولماذا أخبرتني عن كل

مخططاتك تلك وليست عادتك "

وضع قطعة اللحم في الطبق وقال " لما لا ننسى كل ما كان وكل ما

حدث يا سراب ونبدأ من جديد "

قلت بأسى أصارع دموعي قدر الإمكان كي لا تنزل " ما أسهلها عليك

لكن ما أصعبها عليا أنا , فماذا سأنسى وماذا "

رفع يده مبعدا بها خصلات غرتي عن طرف جبيني وقال ناظرا لعيناي

" حسنا دعينا نتحدث ونتصافى لكن لا ترجعي لصمتك ذاك فقد قتلتني

به يا سراب "

تنقلت بنظري بين عينيه وقلت ببحة " هل كان يجب أن تختار أنت هذا

الوقت لنتحدث ونتصافى بينما كنت أنا أسألك طوال الوقت وترجيتك

مرة أن توضح سبب كل أفعالك تلك وواجهتني بالصمت والبرود "

مسح بظهر أصابعه على خدي وقال " تعني وقت بقائك معي هنا

أم بعد انتقالك هناك ؟ "

قلت مثبتة نفسي وأنفاسي التي بدأت تخونني " أقصد كلاهما "

تنفس بقوة وغلغل أصابعه في شعري وقرب وجهه من خدي وهمس وهوا

يستنشقه بخدر " لننسى كل ذلك يا سراب "

أبعدت يده ووقفت على طولي أحاول إخفاء ارتجاف أطرافي فمِن حماقتي

كدت أن أستسلم له , كدت أطاوع يداي وهما تنويان التشبث بعنقه , قلت

بضيق " ملابسي وغيرتها فما الداعي لكل هذا الآن "

نظر لي للأعلى مميلا رأسه جانبا وقال بابتسامة جانبية " من كل عقلك

يا سراب تضنين أن الثياب هي ما يشدني لك "

أبعدت نظري عنه وأشعر بجسدي يشتعل من الإحراج وتابع هوا بذات

النبرة " لو كان الأمر كذلك لما سلمن مني نصف نساء الشارع "

نظرت له بصدمة فابتسم ووقف قائلا " لكنهن لا يحركن لي ساكنا "

ثم قال ممررا يده على خصري " واحدة فقط من تفعلها بي "

أبعدت يده مجددا وقلت بضيق " توقف عن هذا يا آسر , ما غرضك

بكل ما تفعل ؟ سأقتل نفسي ولا استسلم لك تفهم "

شدني من يدي لأشهق بصدمة وقد وجدت نفسي فجأة في حصار ذراعيه

القويتان وقال مبتسما بمكر " جيد هذا اعتراف منك أنك تضعفين أمامي "

قلت محاولة الابتعاد " يالك من مغرور "

ضحك وأمسك رأسي بإحدى يديه بينما الأخرى تمسك جسدي بقوة وقرّب وجهي

له وقبّلني بعمق ولم يعد مِنْ فائدة منَ المقاومة ولا محاولات الهرب منه , والغبية

ستبقى غبية كما قالت ترجمان , لكنه فوق طاقتي فوق أن أقدر على صده ورفضه

ولم أستفق لنفسي إلا ويدي تتخلل في شعره وقد غرقت تمتما فيما كنا نفعل فانسحبت

فجأة وركضت مسرعة لتلك الغرفة التي عادت سجني وأغلقت بابها خلفي ووقفت

عليه على صوته قائلا من خلفه " أخرجي يا سراب وسنتحدث , أقسم أنه

لك ما سيرضيك "

قلت ببكاء غاضب " ابتعد عني لا أريد التحدث معك "

قال من فوره " حسنا توقفي عن البكاء سأتركك وشأنك "

ولم أسمع صوته بعدها فانهرت جالسة على الكرسي وأمسكت شعري أجمعه

بيداي للخلف أبكي بصمت , لما أنا فاشلة دائما وضعيفة أمامه لماذا ؟؟








*~~***~~*









دخلت لهم في المطبخ مجددا فقالت أمي " دُرر بنيتي أريحي قدميك واجلسي

فهذا لا ينفع لواحدة في وضعك "

سحبتُ كرسي الطاولة وجلست عليه وقلت " لم أفعل شيئا يا أمي , أشرفت

على ترتيب الخادمات لصحون السلطة فقط لأني أعرف أواس يدقق

كثيرا على هذه الأمور "

قالت مبتسمة " ونحن ما نفعل هنا ؟ فاشغلي أنتي نفسك فقط بترتيب

غرفتكما المهجورة "

نظرت للأسفل بحرج وقلت " تركت الخادمة تفعل كل ذلك فلا أريد

دخولها وحدي بعد الآن "

توجهت نحوي وضمتني وأنا جالسة وقالت بحنان ماسحة على شعري

" حمدا لله الذي أرانا ابتسامتك الصادقة الصافية يا دُرر , ما أسعده من

يوم لن ننساه ما حيينا "

طوقت وسطها بذراعاي وقلت ببكاء ووجهي مدفون فيه " ما أسعدني اليوم

يا أمي , اقسم لو بإمكاني الطيران للسماء من فرحتي لطرت "

أبعدتني عنها وجست في الكرسي المجاور لي وقالت وهي تمسح دموعي

" يكفي بكاء يا دُرر , ألم يقسم عليك زوجك بذلك أم تريدي أن يغضب منك "

مسحت عيناي بقوة فقالت ناظرة لخالتي التي دخلت المطبخ " هل تبّت لك

قصي عدد الموجودين معهم "

اقتربت منا وقالت " حتى الآن عشرة وقال أنه اثنان اتصلا وقالا أنهما قادمان "

وطبعا ما أن علموا أصدقائه ومن كانوا يعملون معه في مركز الشرطة ولست

أعلم من أين وصلهم الخبر حتى جاءوا لرؤيته ولن يتوقف قدومهم لأيام بالتأكيد

فكل من يعرفه سيأتي له , قالت أمي " لو تركوه ارتاح اليوم فهوا لم ينم

من الفجر وقطع كل تلك المسافة الطويلة "

قالت خالتي مغادرة من جديد " ضيوفه وعليه استقبالهم وسيرتاح فيما بعد "

وقفت أمي وقالت مغادرة " لا أراك فارقت الكرسي أو أنا من سأغضب

منك يا دُرر "

فأمسكت هاتفي واعتصمت في مكاني كي لا تغضب مني , أرسلت لترجمان

وسراب ليعلما بهذا الخبر الذي سيفرحهما مثلي بالتأكيد ثم أرسلت رسالة أخرى

لشخص عليه أن يعلم اليوم والليلة وأن لا يكون آخر من سيعلم , بعد قليل وقفت

وغادرت من هناك وصعدت السلالم الذي فُتح من جديد وسأصعده مجددا لكن

ليس بحزن ودموع تتقاطر على عتباته كآخر مرة صعدت لها فيها ... غرفتنا

معا ... المكان الذي كنت لا أريد دخوله اليوم إلا وهوا فيه لكن أن أجلس هناك

ولا أفعل شيئا هذا أمر لا أستطيع فعله اليوم بالتحديد , وعليا أن أرى ما فعلت

الخادمة فقد تفجعني بأن تكون نسيت شيئا , أمسكت مقبض الباب وفتحته ببطء

لتستقبلني رائحة الأزهار البرية التي تنبعث من الفواحات مختلطة برائحة العود

فدخلت وأغلقت الباب سريعا كي لا يخرج منه شيء , نظرت لبيجامته المطوية

فوق السرير بجانب منشفتي الحمام فابتسمت بحب وامتلأت عيناي بالدموع فورا

وتوجهت نحوها ورفعتها من على السرير ودفنت وجهي فيها أبكي بصمت وأنا

أشم رائحة عطره المفضل تفوح منها بعدما رشتها به الخادمة حسب أوامري

انهرت جالسة على السرير وضممتها لحضني بقوة , فمن يصدق ما حدث اليوم

ومن يشرح لي كل هذا ! كم كانت رحمتك بي واسعة يا رب وكم كان اختبارك

صعبا وكل ما أخشاه أني فشلت فيه فكم ضعفت للشيطان واستسلمت لضعفي








*~~***~~*









عج المجلس بضحكاتهم المختلفة وأنا أتنقل بنظري بينهم جميعا وأشعر بأني لم أراهم

من أعوام طويلة , فإياس لم يكتم الخبر أبدا ونشره بين الضباط رفاقنا وهم جاءوا

ما أن حل المساء ومن لم يستطع المجيء اليوم قال أنه قادم في الغد , هذا والتجار

الذين أعرفهم لم يعلموا بعد وأصدقائي الآخرين والذين يعملون لدي , ولن أملّ من

استقبالهم جميعهم فأنا لست أشعر بأني رجعت من ذاك المرض سليما فقط بل عدت

من سجن الماضي وسواده الذي كان يعتّم حياتي , فأنا ولدت من جديد حقا , والآن

فقط شعرت بأني انتصرت على وحش ماضيا وسجّان طفولتي وشعرت اليوم بلذة

انتصاري عليه , والآن فقط يمكنني المضي للمستقبل بدون أن ألتفت للماضي ولا

أن يؤرق حياتي ولا حتى بيني وبين نفسي , نظرت للذي شد على يدي بقوة جالسا

بجواري ولم يكن سوا العقيد رِفعت فابتسمت له وقال هوا مبتسما وبهمس " عمتك

لم أخبرها بشيء لأنها ستركض لك هنا وهي ممنوعة من الخروج فزرها

غدا وأنا سأمهد لها الأمر فلا تفجعها وتقتل ابني "

اتسعت ابتسامتي وقلت بصدمة " ابنك !! "

هز رأسه بنعم وقال مبتسما " يبدوا أن سبب كل ما حدث معك لكي

تزوجني بها "

قلت بسعادة " عمتي لا مثيل لها وتستحق رجلا مثلك "

شد على يدي أكثر وقال " ما أسعده من يوم يومنا هذا يا أواس وأقسم

لو أن ابني الذي عاد اليوم ما فرحت به هكذا "

قلت مبتسما " ولا والدي كان سيفرح بي مثل فرحك "

تغيرت ملامحه للجدية وكان سيقول شيئا لولا أوقفه الذي دخل من باب

المجلس ينظر لي بصدمة ولم يكن سوا والدي الذي قال بلهفة وفرحة لم

أعرفها في صوته من قبل " أواس !! "

وقفت على طولي ناظرا له وقد عم الصمت المجلس بأكمله وكأنه لا أحد فيه

صحيح أن علي رضوان قد سعى بكل جهده ليفسد علاقتي به لكن زواله لا يعني

أن يزول كل ذلك فنظرة والدي لي كانت أسوأ بكثير مما زرعه ذاك المجرم بيننا

وحين تخلى عني صغيرا وأنا أترجاه أن ينقذني من وحشيته وضربه لم يكن علي

رضوان من طلب منه ذلك ولا أجبره عليه لكن رغم كل ذلك أنا نسيت ... نسيت

حقا كل شيء ولن ألومه بعد اليوم فأواس سجين الماضي قد مات واختفى تماما

تقدم نحوي وضمني بقوة وقال ببكاء لم أسمعه منه حياتي كلها " حمدا لله حمدا

لله لم أصدق رسالة زوجتك لي حتى رأيتك بعيني , أين كنت تركتني أبحث

عنك في كل مكان ؟ "

نزلت دمعتي رغما عني فمسحتها سريعا وضممته بقوة وقلت

" سامحني يا أبي "

ضرب بقبضته على ظهري وقال بعبرة " أنا من يطلبها منك , أنا من

يرتجي مساحتك يا أواس "

ابتعدت عنه وقبلت رأسه ثم مسحت له دموعه بطرف كم قميصي وقلت

" لننسى كل ما حدث وكان ولنعتبره اختفى مع اختفائه "

قال بحزن " أنا وأنت ننسى لكن أخويك قد ضاعا يا أواس "

قلت ماسحا على ذراعه " أترك أمرهما لي فالسجن لفترة سيؤذيهما ثم

سأتركهما يعملان معي في تجارتي "

هز رأسه بحسنا والتفت للذين وقفوا له وبدءوا يسلمون عليه ويهنئونه

بعودتي التي لا يعلم سبب اختفائي فيها أحد منهم حتى الآن ولن يعلموا

عاد الجميع للجلوس ووقف العقيد رِفعت وقال " أنا سأغادر الآن فموعد

نومي اقترب "

ضحك خليل وقال " أحار كيف لرئيسنا أن ينام قبلنا ! "

نظر له بنصف عين وقال " أنت لم تتزوج بعد أليس كذلك ؟ "

نظر له بصدمة فقال له " حين ستفعلها سأسهر معك كل ليلة وأريك "

وخرج على ضحكات الجميع على ما قال ووقف إياس حينها وتوجه نحوي

وهمس في أذني " وداعا الآن يا صديقي وسأراك غدا أما الآن فهوا دوري "

وغادر ولم أفهم مما عنى شيئا فوقف آسر وقال " وأنا متزوج وعليا

الذهاب فتصبحون على خير "

وغادروا بعده واحدا واحدا حتى لم يبقى غيري وقصي وأبي الذي

وقف قائلا " وأنا سأغادر أيضا وأراك فيما بعد "

وقفت أيضا وقلت " ولما سريعا هكذا ؟ "

ربت على كتفي وقال " عليك أن تنام وترتاح والأيام أمامنا طويلة "

ثم توجه جهة لباب قائلا " تصبحان على خير "

وغادر ونظري يتبعه , فحمدا لله الذي أعاد لي والدي أيضا ولن أشعر باليتم

بعد اليوم فيكفيني فقد والدتي التي لم يغطي مكانها إلا دُرر رغم كل ما

فعلته لي عمتي ولن أنساه لها ما حييت










*~~***~~*








ما أن كانت الساعة الحادية عشرة دخلت غرفتي فهذه العائلة يعشقون النوم مبكرا

فعمي وزوجته صعدا لجناحهما ما أن وصل وغدير طبعا نائمة ما أن صلت العشاء

دخلت الحمام واستحممت سريعا وخرجت منه أجفف شعري ثم لبست قميصا قطنيا

قصيرا فوق الركبتين وبلا أكمام باللون السكري وبه شريطة صغيرة جدا مربوطة


عند الصدر باللون الأزرق , مشطت شعري وهوا ما يزال رطبا ثم خللت أصابعي

فيه وحركته بعشوائية لتتفرق خصلاته عن بعضها وتركته هكذا ولم أجففه بمجفف

الشعر , توجهت بعدها لسريري وقفزت عليه وأمسكت هاتفي ونظرت للرسالة

المعلقة به وكانت من دُرر وفيها ( ترجمان شقيقتي أواس عاد أخيرا وهوا

معنا الآن )

من مفاجئتي صرخت بقوة غير مصدقة ذلك وإن لم يكن الوقت متأخرا لاتصلت بها

فهي حظيت بزوج يقدرها ونائمة في حضنه الآن بالتأكيد وليست سجينة غرفة تبكي

قسوته عليها , تنهدت بأسى وتذكرت سراب , ترى ما حدث معها اليوم ؟ فقد اتفقنا

أن لا أتصل حتى تتصل هي بي , يبدوا أنها نائمة في العسل معه الآن , تنهدت

بأسى وهمست " وأنا أنام وحدي هنا "

هل ستسير حياتهما كما تريدان وتتمنيان وسأبقى وحدي الوحيدة المعلقة ؟

هززت رأسي بقوة وانقلبت على بطني ودفنت وجهي في الفراش متمتمة

" حمقاء ما هذا الذي تفكرين فيه "
قفزت جالسة بصرخة حين انفتح باب الشرفة على مصراعيه من ضربة من أحدهم

وكان واقفا أمامه رجل فوقفت على طولي فوق السرير ومن خوفي وصدمتي لم أتبين

ملامحه بادئ الأمر وهذه ليست عادتي فقد كنت شجاعة دائما ولا أهاب لكن يبدوا أن

ذلك الحادث والرعب الذي حدث لي فيه حرك خلايا التوجس داخلي , نظرت له جيدا

وهوا يدخل مقتربا من سريري ينظر لي مبتسما وقال " كنت أرى هذا في الأفلام

فقط ولم أكن أعلم أنه مسلي هكذا "

قفزت عليه حينها من فوق السرير وحضنته واستقبلني هوا ضحكا وقلت

" أفزعتني يا مجرم , أنت من أرسلك لي الليلة "

بدأ يوزع قبلاته على شعري فابتعدت عنه دافعة له عني وقلت

" ماذا تفعل يا وقح ؟ "

مد يده لذراعي وشدني له لأصطدم بصدره وقال ناظرا لعيناي " وما تريدين

أن أفعل وأنا أراك هكذا وقد دمرني الشوق شهرا كاملا لم أراك فيه أبدا "

طوقت عنقه بذراعاي وقبّلته قبلة تجاوب معها سريعا ولست أعلم جنونا مني أو

ماذا كان ذلك لكني شعرت أني أريد فعلها ولم أتوانى لحظة , ثم ابتعدت عنه

ودفعته مجددا وقلت " أخرج هيا من حيث أتيت أو صرخت وأنزلت لك خالك "

توجه نحوي ورفعني بين ذراعيه وقال " في منامك يا مشاغبة , هل سنبقى

وحدنا المفترقان بين ستتنا ؟ "

طوقت عنقه بذرعاي وهمست في أذنه " في منامك أنت , فمحكوميتك

لم تنتهي بعد "

رماني على السرير صارخة بضحكة وقال واقفا فوقي ويداه وسط جسده

وأنا أنظر له مبتسمة " كل هذا ولم تنتهي ؟ خمس أشهر ونصف يا ظالمة

أُحصيهم باليوم والساعة منذ غادرتِ المزرعة "

غادرت السرير ورميت شعري الرطب للخلف وشددت فستاني للأسفل ففوق

قصره ارتفع من رميه لي واتكأ هوا على السرير حينها مسندا رأسه على

ذراعه التي وضعها تحته واضعا ساق على الأخرى وقال " اذهبي

للمطبخ وأحضري لنا شيئا نتسلى به "

نظرت له بصدمة فغمز وقال " سهرتنا طويلة ولا مانع من بعض

المكسرات أو العصير "

وضعت يدي وسط جسدي وقلت " ألا تريد أن أدلّك لك قدميك أيضا ؟ "

ضحك وقال " أموت أنا في المستبدة "

ثم بدأ يغني ناظرا لي بابتسامة " المستبدة ... قالت لكل الأصدقاء هذا الذي

ما حركته أميرةٌ بين النساء سيستدير كخاتمٍ في أصبعي ويشب نارا لو

رأى شخصا معي .... "

فقفزت عليه حينها مثبتة يداي جانبي رأسه أنظر له وهوا ممسك خصري

بيديه وشعري قد نزل على طرف وجهه وعنقه وقلت مبتسمة " هل

أريك ما تفعل المستبدة "

ضحك وقال " أريني وارحميني , لا أعلم ما الجنون الذي جلبني لك الليلة "

أنزلت رأسي ووضعت جبيني على جبينه وقد عزل شعري الطويل الكثيف وجهينا

عن كل شيء حولنا وقلت بابتسامة جانبية ناظرة لعينيه " ما الذي فعلته تلك

الليلة وأنا نائمة من تأثير الحبوب وأفسدت ليلنا الأولى ؟ تكلم الآن "

شد خصري ملصقا له بجسده وطوقه بذراعيه ليصبح أنفي ملاصقا لأنفه

وقال مبتسما " لم أفعل شيء ولم أفسد شيئا "

قلت بهمس " كاذب ... فكيف علمت عن الشامة في فخذي ؟ "

قلبني بحيث أصبح هوا فوقي وقال مبتسما بمكر " رأيتها لكن لم أفعل شيئا "

قلت بتلاعب وأصابعي تفتح زر قميصه العلوي " مخادع ولم تحترم قواعد لعبتك "

بدأ بتقبيلي ولم يعلق وقد تجاوبت معه سريعا أشد ياقة قميصه وأشعر بأزرارها تتقطع

بين قبضتاي مسافران لعالم آخر تماما فصلنا عن كل شيء حولنا , ليقفز واقفا خارج

السرير فجأة على صوت طرقات على باب غرفتي فنظر للباب ومرر إبهامه على

شفته السفلة وقال هامسا بحنق " سحقا له , من هذا ؟ "

ضحكت بصمت ولازلت نائمة على السرير وأشرت له على النافذة بإصبعي

وهمست " تصبح على خير "

تأفف وتراجع ناحيتها سائرا للخلف ينظر لي وقال بصوت منخفض

" سآتي غاد , لا أجد الغرفة فارغة تفهمي "

ثم خرج من الشرفة وتركها مفتوحة أراقبها مبتسمة , مجنون وكأنه ليس الجليدي ذاك

نعم هكذا أريده وهكذا أعشق الرجل متهور مندفع ويشعرني بأني شيء يريد التعب من

أجله ومستعد لنيله بأي طريقة كانت , بقدر ما أكره الرجل البارد الذي يتحرك في حياته

كالروبوت تماما , نظامه واحد من وقت استيقاظه صباحا لنومه ليلا وكأنه آلة , غادرت

السرير وقد تكرر الطرق مجددا وتوجهت للقميص الحريري الطويل المعلق ولبسته فوق

فستاني وربطت حزامه فقد يكون عمي وشعر به ولن أتستر عليه أبدا ليصبح اللعب أجمل

فتحت الباب لكنه لم يكن هوا بل غدير التي قالت فورا وبتوجس " هل أنتي مستيقظة ؟

شعرت بحركة في الخارج هل سمعتها ؟ "

وطبعا لأن غرفتها في الأسفل وشرفاتنا متقاربة نسبيا ستشعر به , ابتسمت وأمسكت

يدها وشددتها للداخل وأغلقت الباب فنظرت للشرفة ثم لي وقالت " لما تفتحين

شرفتك ! فالجو لازال يبرد ليلا وشعرك مبلل فستمرضين "

توجهت نحوها وأغلقتها قائلة بابتسامة " قد أكون أريد ذلك فعلا لتكوني في

خدمتي طوال الوقت "

ضحكت وجلست على السرير قائلة " من هذا الذي يتمنى لنفسه المرض ؟ "

ثم نظرت للسرير بجانبها بتركيز ورفعت شيئا من عليه وقالت مبتسمة بمكر

" آه فهمت الآن "

وأرتني زر قميصه الرجالي تمسكه بين سبابتها وإبهامها رافعة له أمام

وجهها وقالت تمسك ضحكتها " ما هذا الذي أفسدتُه عليكما ؟ "

ضحكت وقلت " لن تخبري زوج والدتك بالتأكيد "

ضحكت كثيرا ثم وقفت وقالت مغادرة الغرفة " بالطبع لن أخبره فسيعلم بنفسه "

ثم نظرت لي من عند الباب وغمزت قائلة " حين تحملين وأنتي لازلتِ هنا لديه "

وغادرت على ضحكتنا المشتركة ورن هاتفي حينها معلنا وصول رسالة

فتوجهت نحوه وفتحتها فكانت منه وفيها ( من كان ؟ )

ابتسمت بمكر وأرسلت له ( عمي وخرج بعد مغادرتك وقال أنه سيلف

حول المنزل ليرى من في الخارج )

أرسل على الفور ( كاذبة فأنا لم أغادر سور المنزل إلا الآن وغرفته

مظلمة تماما ولم يخرج أحد للخارج )

ضحكت وأرسلت له ( سأخبره إذا أو جد حلا لشرفته التي كسرت قفل

بابها فسيتهمني بأني من أفسدته )

أرسل في الفور ( وادفعي أنتي ثمن قميصي الذي أفسدته )

ضحكت من فوري ووصلت منه رسالة أخرى فيها

( حسابي معك غدا يا قطتي )










*~~***~~*











سمعت باب الغرفة يفتح ببطء فضممت ندى النائمة في حضني أكثر فقد شاركتها

سريرها الليلة , أطفئ زر إنارة السرير المتصلة بالأرضية واقتربتْ خطواته

الخافتة التي لو كنت نائمة ما شعرت بها قطعا , ثم شعرت به جلس خلفي على

طرف السرير فأغمضت عيناي مدعية النوم وشعرت بإصبعه الذي مرره على

جبيني برفق وكأنه يختبر حرارتي ثم شعرت بشفتيه قبلت خدي برفق فنزلت

دمعتي رغما عني على صوته الهامس " سامحيني حبيبتي "

وخرج بعدها بهدوء كما دخل وأغلق الباب خلفه لتلحق الدمعة الأولى ثانية وثالثة

لماذا يا بسام ؟ لماذا فعلت ذلك ووضعت سمعة ابن عمك على المحك ؟ ماذا إن

انتشر الخبر وقتها قبل وفاة مصطفى ؟ ماذا كانت ستقول الناس عني ؟ هل فكرت

في ذلك ؟ لقد تصرفت بأنانية ولم تحسب حساب أنّ ما فعلته سيجعل حتى عمي

يرفض زواجك بي وستلحقني الفضيحة طوال عمري وابنتي من بعدي بل وأهلي

جميعهم والناس تتحدث عن علاقة بيني وبين شقيق زوجي جعلته يطلقني , أي

تهور وجنون هذا الذي قمتما به كنت سأدفع أنا ثمنه دموع من دماء , لم أستطع

حتى ترك المنزل وإخبار أهلي لأن الأمر سيكبر ويتفاقم وإياس لن يسكت أبدا

وسيجن جنونه بالتأكيد , ثم ما مظهري بعد كل زواج لي عائدة لهم بمشاكل لا

حصر لها فيكفي إياس طلاق سدين الذي لازال يذكره متحسرا كلما زارني هنا

غطيت ندى جيدا وقبّلت خدها ثم غطيت رأسي باللحاف أبكي تحته بصمت

فصدمتي في الرجل الذي سكن قلبي واحتله احتلالا ليست بالأمر الهين أبدا









*~~***~~*











بعد خروج والدي تحدثت وقصي قليلا ثم وقفنا ووضع يده على كتفي وقال

" ذهب في حال سبيله يا أواس فلا تفكر به , أعلم أن موضوعه يشغل بالك لذلك

لم تدخل حتى سألتني عنه , وفعلتَ جيدا أنك لم تفتح الموضوع مع دُرر وتكدر

صفوكما فهي لم ترفع طلبه من مكانه ولم تُرِد رجلا غيرك في حياتها

حيا كنت أو ميتا "

شددت على كتفه أيضا وقلت " أعلم يا قصي وما كنت سأقول شيئا يكدرها وهي

قطعة من قلبي , كنت أريد فقط معرفة من يكون وما فعل "

قال مبتسما " إذا ارفعه من رأسك وإن عاد يوما سيكون في منزلي ولن يراها "

هززت رأسي بحسنا رغم أني لا أريده أن يعتب حتى سور المنزل كي لا يتحسس

قصي من كلامي ويفهم أني أتحكم في المكان لأنه ملكي وإن كان منزله ومن ماله

فأنا من رفضت أن يدفع لي ثمن الأرض أو أن يفصل بين المنزلين بسور فمن حق

دُرر أن يكونوا أهلها قريبين منها , وحسابي مع ذاك المدعو غياث حين يفكر فقط في

أن يأتي فلن أنسى له تهديدي بقتل ابني ولا مسه لدُره بيده , غادر قصي داخلا للمنزل

وتركني فتوجهت للباب الخارجي للمجلس وخرجت للحديقة , فبالرغم من أني كنت

جالسا معهم وقلبي مع التي في الداخل وأنتظر فقط أن تكون قربي مجددا إلا أنه ثمة

أمر عليا فعله الليلة وقبل أن تطلع شمس الصباح عليا هنا , توجهت يسارا وسرت

حتى وصلت الملحق وفتحت بابه ودخلت وشغّلت جميع أنواره



نهاية الفصل ...... موعدنا القادم مساء الخميس إن شاء الله




 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 11-04-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 3195
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2014
العضوية: 280666
المشاركات: 171
الجنس أنثى
معدل التقييم: رديناا عضو على طريق الابداعرديناا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 173

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رديناا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع والخمسون)

 

عشرة ودقيقه

 
 

 

عرض البوم صور رديناا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية